العنف لماذا؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 650 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 915 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1078 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 844 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 828 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 909 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92746 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11935 - عددالزوار : 190975 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56909 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26181 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-03-2019, 01:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي العنف لماذا؟

العنف لماذا؟
د. آندي حجازي





قتل قابيل هابيل، وبدأ العنف منذ اللحظة الأولى لوجود الإنسان على الأرض، مصداقا لقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (البقرة:30). قد يكون العنف موجودا عبر الزمن ولكنه في زماننا عمّ واستشرى وأصبح ظاهرة تستحق البحث والدراسة والخروج بحلول، فلم تعد حالة فردية تحدث هنا أو هناك في مكان عابر.. فلا يكاد يمر يوم بلا سماع لأخبار العنف، حيث تفتح الصحيفة فتجد أخبارا لا حصر لها لعنف طائفي، أو عنف سياسي، أو عنف أسري، أو عنف مجتمعي، وعنف مدرسي، وعنف جامعي، وعنف في الشارع، وفي العمل، وفي الإعلام.. تفتح التلفاز فتسمع عن مقتل ومصرع، وجرحى، واشتباكات هنا، ودمار هناك، وجرائم بشعة ترتكب، وهي أحداث مستمرة متتالية يوميا!
وعندما ترغب بسماع محاورة لتنمي مكنوناتك الفكرية، أو تستمع لنقاش بين متحاورين في محطات فضائية عربية؛ فإنك تتعجب كيف يحدث فجأة التراشق بالماء وبالألفاظ النابية، والتضارب بالأيدي، بشكل عجيب، ينتهي معه الحوار، وأحيانا تصل إلى استخدام الأحذية!! فهل هذا من أساليب الحوار الناجحة التي نتوقع لها أن تكون قدوة للأجيال الناشئة، ولحل المشاكل والخلافات؟! نسأل الله الهداية والصلاح لأبناء أمتنا العربية.
العنف ممارسات خاطئة ضد الآخرين، بها مبالغة بردود أفعالنا، وتتضمن الأذية للآخر، وتأخذ عدة صور وأشكال؛ فهناك العنف اللفظي الذي يتضمن: السباب والتهديد والتجريح والإهانات والاستهزاء بالآخر، والعنف الجسدي ويشمل: استخدام القوة البدنية؛ سواء بالضرب، أو الركل، أو التعذيب، أو القتل، أو الاغتصاب، أو أية صورة من صور العنف البدني، والعنف النفسي في صور مباشرة أو غير مباشرة: كالإهمال، أو التجاهل، أو التحقير، أو التهديد المستمر، واستخدام الألفاظ النابية.
والعنف مرفوض بكل صوره وأشكاله؛ أخلاقيا وسلوكيا ومجتمعيا وفكريا.. لا لأنه يؤدي للدمار المادي والمعنوي فحسب، بل لأنه أيضا يؤدي إلى الكراهية والحقد واستمرار العنف؛ فالعنف يجلب عنفا بلا توقف، إلا بشق الأنفس، وإثر خسائر كبيرة، مادية وجسدية ومعنوية! وقد يرجع المجتمعات للخلف عشرات ومئات السنوات، من التخلف والضياع والشتات!
والعنف يلحق بالمعنّف آثارا نفسية مستمرة؛ من اكتئاب وحزن وانطواء وخجل وتلعثم وحقد وضعف شخصية، أو عدوان وانحراف... فخذ مثلا الأم أو الأب الذي يضرب أبناءه باستمرار (فلا أسلوب آخر لديه)؛ ما حجم الخسائر التي ستترتب على سلوكه هذا؟ إنها خسائر جسدية ونفسية ومعنوية، تستمر مدى الحياة، فتؤدي إلى الإحباط وضعف الثقة بالذات، وانهزام الشخصية للأبناء، والكراهية للناس، والانحراف السلوكي والأخلاقي، وتزرع العدوانية والتبلد.. وغالبا ما ينحدر المجرمون من بيئات تسلطية كهذه.
إن استخدام العنف هو دليل على فشل الحوار العقلاني في حل المشكلات، فيدل على قلة وعي الأفراد في أساليب الحوار والنقاش وإدارة النزاعات، ويعكس وجود مشكلة أو خلل ما، لدى الأشخاص المرتكبين للعنف، وأن لديهم قصورا ذهنيا في التعامل مع الموقف أو المشكلة التي يتعرضون لها، وهو دليل على اضطراب نفسي وسلوكي، ومؤشر لضعف الشخصية وقلة الثقة بالنفس، ويدل على فشل التحكم بالعواطف والانفعالات، وإدارة الذات والآخرين بطريقة حكيمة، تقلل من حجم الخسائر. كما يعكس العنف توجهات الفرد أو الجماعات وأفكارهم التي يؤمنون بها، والطريقة التي نشأوا عليها في بيوتهم ومدارسهم ومجتمعاتهم.

لماذا يمارس الأشخاص العنف؟

إن العنف في الإنسان قد يكون فطريا، ولكنه ذو درجات متفاوتة عند البشر، والأصل أنه يمكن التحكم به، ولكن هناك عوامل تغذيه وتنميه لدى البعض، حتى يصبح مدمرا طاغيا.. ولذلك لا يكفي النظر والسماع لحوادث تتضمن العنف بأشكاله ومتابعتها دون تحريك ساكن، فعلينا الخوض في أسبابه من أجل التوصل لحلول جذرية لمشكلته؛ فالمتطلع إلى المستقبل يرى الوضع آخذا في الزيادة، ما لم يتم البحث في جذور المشكلة، وألخص تاليا أسباب العنف ومنابعه وهي:
التربية الأسرية

للمنزل تأثير عميق على السلوك والاتجاهات ونضج الانفعالات للفرد، والمناخ الأسري الذي ينشأ به الإنسان يشكل شخصيته ويؤثر بشكل مباشر على سلوكاته وانفعالاته وأفكاره، فأنماط التفاعل والقيم والنماذج السلوكية يتم تعلمها بداية من المنزل.. فالجو الأسري المشحون بالتوترات والخلافات والعنف واعتداء بعض الأطراف على الآخر، كاعتداء الأب على الأم أو الأبناء، يترك آثارا سلبية على الأبناء، لا تحمد عقباها، فيتعلم الابن العنف من المشاهدة المتكررة لوالده أو والدته يمارسان العنف، فيصبح الطفل يعتقد أن هذا هو الأسلوب الأمثل في حل القضايا والمشكلات العالقة أو المتأزمة، وأنه لا أسلوب آخر يجدي غير ذلك! فعندما يخرج للمجتمع ويواجه صعوبة فإن أول شيء يستخدمه هو يداه وسليط لسانه، لا عقله وحكمته! فلو كان الابن تعود في بيته أساليب الحوار والنقاش وتبادل الآراء والأفكار لحل المشكلات، فإنه حتما سينقل هذا الأسلوب معه أينما حل وارتحل، والعكس صحيح.
فتعلم العنف والعدوان يبدأ من البيت، ومنذ الصغر، ومن رؤية نماذج أمام الطفل أو المراهق، فما إن يصبح شابا حتى يخرج للمجتمع بنموذج مشوه من العلاقات والتفاعلات البشرية، وردود الأفعال، وحدة الانفعالات! فنسمع بعد ذلك عن عنف جامعي وعنف طائفي...
ووجد بالدراسات التربوية أن البيت الذي ينقصه الحب والمودة والرحمة وإظهار مشاعر الألفة والمحبة بين أفراده، وتسوده سلوكات العنف بأنواعها، والصراخ والتنازع المستمر، والمشادات الكلامية، بعيدا عن الحوار والتفاهمات واحترام رأي الآخر؛ هو بيت ينشئ أفرادا قلقين مكتئبين، كارهين للآخرين، غير منتجين، عنيفين، حاقدين، يبغون التخريب والانتقام، ويمارسون العنف كما مورس عليهم من قبل، بل ويتقبلونه بشكل طبيعي! فينقلون العنف للمدرسة والجامعة والشارع والعمل، ومع أسرهم المستقبلية... فترتفع لديهم مستويات العدوانية بنسب أكبر بكثير من الأسر المستقرة، الداعمة لأبنائها عاطفيا بنسبة قد تصل إلى 60%، وتزداد لديهم مشاكل الوقوع في الانحرافات السلوكية والإدمان على المخدرات والمسكرات والانتحار والقتل، والاعتداء الجنسي، والتسلط على الآخر، والاضطرابات النفسية.

غياب الحوار

هناك علاقة تبادلية بين الحوار والعنف؛ فكلما كان الحوار نشطا وإيجابيا، وفتحت أبوابه مع الجهات المتناقضة أو المتخالفة؛ فإن نزعات العنف ستقل وستؤدي لنتائج أفضل بكثير مما سيجنيه العنف، لأن الحوار يتضمن محاولة فهم الآخرين وسماع وجهات نظرهم، وإقناعهم بوجهة نظرك بشكل منطقي، مدعوم بالحجج والأدلة، من أجل الوصول إلى صيغ من التفاهم والتعايش والتكامل والارتقاء بالوجود البشري؛ لأن الإنسان مخلوق اجتماعي، خلق بالأصل ليتعايش مع الآخر، وهو مخلوق ناطق من أجل أن يطرح أفكاره ووجهات نظره وبدائله، ويتوصل إلى تسويات وتفاهمات واتفاقيات مشتركة، تحترم إنسانية الإنسان.
والمشكلة أننا وفي عالمنا العربي لم نتعود الحوار منذ الصغر، فلا ندرب عليه أبناءنا في مدارسنا أو بيوتنا.. فالمعلم لا يستمع لطلبته وإنما يملي عليهم أفكاره وآراءه، ويصب عليهم المعلومات صبا، دون حوار أو نقاش، إلا من رحم ربي، والوالد في البيت لا يعوّد أبناءه أن ينتهجوا منهج التحاور والتشاور في أمور حياتهم وقراراتهم الأسرية، فماذا نتوقع من نتائج؟!
وهذا أحد أسباب تفوق الغرب وتقدمه اليوم؛ وهو تعويد أبنائهم على الحوار وإبداء الرأي، والاستماع للرأي والرأي الآخر، واحترام وجهات نظر الآخرين والتسامح معها، والتفكير بها والبناء عليها من أجل الوصول للقرارات السليمة؛ ولذلك تجد أن العنف ليس سمة ظاهرة يومية لديهم أو طوفانا مجتمعيا يأكل مجتمعاتهم أكلا لما ويلحق بها الدمار من كل النواحي، كما هو الحال في الكثير من المجتمعات التي يسود فيها الاستبداد وتكتم فيها الأنفاس! ولذلك فالحوار لديهم أساس في حياتهم وعلى جميع المستويات، فانظر مثلا للتحاور على مستوى اختيار رئيس للولايات المتحدة، حيث لا يصل الرئيس للحكم إلا بعد سلسلة من الحوارات والنقاشات بين الرؤساء المرشحين وبشكل علني! لأن هذا أسلوب حياتهم التي تعودوها في مدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم ومؤسساتهم وأسرهم، فلا يوجد شخص يتخذ القرارات بشكل فردي، ويمليها على الآخرين؛ لأن هذا التصرف هو التسلطية والفوقية المقيتة التي تثير النزاعات والصراعات.
فغياب الحوار هو أساس الصراعات في عالمنا اليوم، وخاصة في عالم الشباب، فحينما يشعر الشاب أن لا أحد يسمع صوته أو يهتم لوجهة نظره ليحقق طموحاته؛ فإنه يبحث عن طرق أخرى يفرغ بها طاقاته ويوصل بها أفكاره، خاصة أن الشباب طاقة مفعمة بالحيوية والنشاط والقدرات، وهذه الطاقة المتحفزة تحتاج للتوجيه في المسار السليم، دون إجبار أو إكراه، بل بأساليب راقية تناسب الانفتاح الكبير السائد في عالمنا اليوم؛ كالاستماع والحوار وتقبل الآخر، وليس الحوار التسلطي، أو العاجي، أو الإلغائي، أو ذا الطريق المسدود من بدايته! وقد قال تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل:125).

الظروف الاقتصادية

والظروف الاقتصادية السيئة والفقر والبطالة وقلة الوظائف، خاصة لدى فئة الشباب، الذين إن لم يتم الاستماع لهم وحل مشكلاتهم؛ فإنها تكون دافعا كبيرا لدى البعض من أجل ممارسة العنف، فتبدأ بالعنف اللفظي والانتقادات وتوجيه التجريحات والتصريحات، وتنتهي بالعنف المادي والجسدي والسرقة والقتل والتخريب والدمار أحيانا! حيث الشعور بالظلم وعدم العدالة لدى الطبقة الفقيرة، أو العاطلة عن العمل؛ يشكل لديها دافعا كبيرا لممارسة العنف بكل أشكاله، والانتقام من الآخر الذي يعتقدون أنه سلب حقوقهم، ولم يستمع لصوتهم، ولم يرع حق الله فيهم.
فعند انتشار حالات الفقر والبطالة في المجتمع؛ فإن الجلوس على طاولة الحوار والبحث عن حلول للمشكلات، خاصة لدى المسؤولين والمتخصصين وصنّاع القرار هو الحل الأنجع للوصول لنتائج أفضل في حل مشكلات المجتمع الاقتصادية، وعدم الانتظار حتى تتفاقم الأمور من خلال الإهمال والتهميش والقتل والانتحار، وانتظار الأسوأ، أو التلاعب والتحايل! وفي جميع الأحوال فإن العنف لن يؤدي للوصول لحلول ناجعة، بل سيفتح أبوابا لمشاكل أخرى إضافية، ويؤدي لزيادة تعقيدات الأمور.. فالتحاور هو الطريقة الراقية في حل المشكلات وطرح الأفكار والآراء المفيدة، والتي تتحول لمشاريع وطنية منتجة إيجابية تدر الدخل، وتفتح أبوابا لبعض المهن والوظائف.
دور المدرسة

فحينما يمارس مدير المدرسة، أو المرشد، أو المعلم العنف مع التلاميذ -ومنذ الصغر والمراهقة- من أجل تقويم السلوكات، واتخاذ الضرب والعنف الجسدي واللفظي والنفسي أسلوبا في العقاب والتربية للطلبة، في قصص يشيب لها الرأس! ومع إغلاق أبواب الحوار والاستماع لوجهات نظر الطلبة وازدرائها والتقليل من شأنها! والتركيز على حفظ المعلومات دون نقل التعليم للواقع، ودون أن يتماشى مع حاجات المجتمع؛ فإننا حتما سنبقى بعيدين كل البعد عن الارتقاء بمستوى طلبتنا وأبنائنا نحو التطور والتقدم المنشود لمجتمعاتنا، وسننشئ أبناء يتقبلون العنف ويعتمدونه منهجا في الحياة!

بل إن المراقب للواقع يجد أننا في تراجع وانحدار في مستوى التعليم ومخرجاته، لأننا لم نجعل التعليم من أجل نمو المجتمعات أو الارتقاء بالعلوم والحضارات وحل المشكلات المجتمعية؛ بل أصبح لملء وقت الفراغ لطلبتنا، ومكسبا للعيش لمعلميهم، دون أن يكون رسالة سامية! مع أن من أساليب التربية والتعليم الحديثة اعتماد استراتيجيات تدريسية قائمة على المناقشة والحوار، والتعلم التعاوني، والتعلم في مجموعات للنقاش والخروج بالنتائج التشاورية.
وأشير هنا إلى أن اليونسكو عملت عام 2010م على الإسهام في تنفيذ مشروع «وقف العنف في المدارس: دليل المعلم» بهدف التعليم للجميع، دون عنف مدرسي.
أفلام العنف

غالب ما يعرض اليوم من الأفلام من أجل التسلية يتضمن العنف والتعنيف والقتل، ومشاهد كثيرة لفنون العنف وطرق القتل والدمار؛ حتى أصبح الشباب يستمتعون بمشاهدة تلك الأفلام! والمشكلة أن يصبح الشخص يستمتع بتلك المشاهد ويستمرئ وقوع القتل والعنف بكل طرقه، مع أنه محرم بديننا إلا بحق! ووسائل الإعلام اليوم لها نصيب الأسد في التأثير على سلوك أبنائنا، وتشير معظم الدراسات إلى أن هناك ارتباطا إيجابيا قويا بين مشاهدة البرامج التلفزيونية العنيفة وبين السلوك العدواني، حيث إن معدل ارتكاب جرائم القتل يزداد بعد مشاهدة أفلام العنف بدرجات كبيرة، قد تصل إلى 40% لدى الشخص، فالمشاهد العنيفة تولد أشخاصا يتمتعون بسلوك إجرامي، وهي محرض قوي على الجريمة وارتفاع معدلاتها، خاصة لدى فئات المراهقين والشباب، بما تمتلئ به من إثارة وحركة واندفاع.
ووجد بالأبحاث أن مستويات هرمون الذكورة مرتفع بطبيعة الحال لدى المجرمين من الرجال المتورطين في الجرائم العنيفة، وأن الذكور يرتكبون ستة أضعاف ما ترتكبه الإناث من جرائم القتل. وتشتكي الكثير من الأمهات محاولة أبنائهن تقليد سلوك الأبطال في أفلام العنف، كالمشاركة في مشاجرات واستخدام أسلحة غير حقيقية، بل واتخاذ أبطالها نماذج تحتذى في سلوكاتهم! وتقول إحدى الأمهات: أغيثوني.. ابني الذي لم يتجاوز خمس السنوات يقلد أبطال أفلام العنف في سلوكه! ما يعني ضرورة مراجعة وتفحص ما يقدم لأبنائنا وشبابنا، حتى لا يدس السم في العسل!
ناهيك عن الألعاب الإلكترونية التي تمتلئ بألعاب العنف والقتال، والتي انتشرت بشكل رهيب بين الأطفال والمراهقين، وأصبحت لها مقاه خاصة وأماكن تسلية! وتشير الدراسات أنها أكثر خطورة من أفلام العنف، لأن الألعاب تتضمن التفاعل والتشارك من قبل الطفل أو المراهق أو الشاب، بحيث يصبح هو البطل، ويبدأ بالبحث عن حلول معينة على القتل والقتال واستخدام الأدوات والأساليب المتنوعة لذلك، مما ينمي لدى الشخص حب العنف وأساليبه وطرقه مع قبوله ببساطة!
وتظهر العديد من الدراسات أن الحضور الرئيسي للألعاب الإلكترونية هو غالبا للأولاد من سن (8-14) عاما، وهذه هي السن الأخطر لتشرّب طرق العنف وأدواته، وأن الأولاد هم (5) أضعاف البنات الذين يستخدمون ويملكون الألعاب الإلكترونية؛ فيصرفون أوقاتا أكثر بكثير مما تصرفه البنات على الألعاب الإلكترونية. كما تبين دراسات أميركية أن 70% من الألعاب الإلكترونية المنتشرة اليوم تتضمن العنف! ووجدت أن ألعاب الفيديو العنيفة تفقدك الإحساس بالآخر والشعور بالألم ومعاناة الآخرين! وهذا ما وصلنا إليه!
لذا ننصح بالتقليل من الألعاب المثيرة للعنف، ومراقبة ما يقدم لأبنائنا، وانتقاء الألعاب الإلكترونية التعليمية المشجعة على التفكير وحل المشكلات؛ حيث الألعاب الإلكترونية سلاح ذو حدين، وفق ما تستخدم لأجله.
وأؤكد أن العودة دوما للكتاب والسنة النبوية، واتباع هديهما هو خير معين على اتباع الحق والبعد عن الفتن والضلال، وقتل النفس بغير حق، وارتكاب الجرائم التي حرمها الشرع، فتعاليم ديننا هي المنهج المساعد على التذكير بأهمية تحكيم العقل والفكر والمشاورة عند اتخاذ القرارات وحل المشكلات، للارتقاء بالشعوب.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.78 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]