التربية الإسلامية للطفل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-10-2020, 02:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي التربية الإسلامية للطفل

التربية الإسلامية للطفل



( دراسة موجزة )


محمد نور الإسلام



التربية أداة فاعلة للتغيير والتطوير، ووسيلة مثمرة لحفظ التراث وبناء الحضارة، وهي حاجة أساسية لنمو الفرد وضرورة رئيسية لتطور المجتمع، ومن هذا المنطلق يؤكد علماء التربية على ضرورة الاهتمام الزائد بالطفل، لأن الطفولة أرض خصبة للبناء والنماء حيث علا من أجل ذلك صوت "روسو": "أعطوني طفلين لأصنع من أحدهما ملاكا، ومن الآخر شريرا"،[1] يعنى التربية هي الوسيلة التي كيفما كانت ينشئ الطفل من صورتها.



وهناك رؤية كثيرة للتربية أما التربية الإسلامية هي الوحيدة التي أعطت الإنسان ما لم تعطي الأخرى من التربية الدينية والوضعية والفلسفية لأن التربية الإسلامية جاءت من روح الإسلام ومبادئه وقيمه، ولها أقصى دورا في تشكيل وحماية الفرد والمجتمع من جميع التخلف والانحراف والغلو والتطرف...، لأن لها مناهج متكاملة شاملة التي تهتم بكل مقومات الإنسان الجسمية والعقلية والنفسية والوجدانية... وتسعى إلى تحقيق التوازن التام بين كل هذه المقومات.



مفهوم التربية والتربية الإسلامية:

كلمة التربية من الكلمات الحديثة التي ظهرت في السنوات الأخيرة مرتبطة بحركة التجديد في البلاد العربية في الربع الثاني من القرن العشرين،[2] ولذلك لا نجد لها استخدامها في المصادر العربية القديمة، حيث كانت تستخدم كلمات مثل التعليم والتأديب والتهذيب... وهي كلمات مرتبطة بالتربية، وهناك تعريف التربية والتربية الإسلامية فيما يلي:

التربية لغة: عرف اللغويون وأصحاب المعاجم لفظة التربية بأنها في اللغة تعنى التنمية والتنشئة، يقال: "رباه: نماه، وربي فلانا: غذاه ونشاه، وربى: نمى قواه الجسدية والعقلية والخلقية، ويقال ربى الفاكهة وتربى: تنشأ وتغذى وتثقف"،[3] ومعناه في اللغة الإنجليزية Education, Teaching, Cultivation وغيرها،[4] وقد استخلص بعض الباحثين[5] لهذه الكلمة ثلاثة أصول لغوية:

الأصل الأول: ربا يربو على وزن دعا يدعو بمعنى زاد ونما،[6] وذلك في قوله تعالى ﴿ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [7].



الأصل الثاني: ربي يربي على وزن خفي يخفي، ومعناها نشأ وترعرع،[8] ومنها قول أبي سفيان في غزوة حنين: "لئن يربيني رجل من قريش خير من أن يربيني من هوزان"[9].



الأصل الثالث: ربَّ ويرُبّ على وزن مدَّ يمُدّ بمعنى أصلحه وتولى أمره وساسه وقام عليه ورعاه، [10] وذلك في قوله تعالى ﴿ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ ﴾ [11].



فالتربية إذنْ تعني لغويا هي التغذية والترعرع والزيادة والإصلاح والتقويم في إطار النماء الإنساني المتصل بترعرع القوى الإدراكية والقوى الانفعالية والحركية لإصلاح شخصية الإنسان وتقويم سلوكه في الحياة، وبعبارة أخرى: التربية تعنى لغويا تنشئة الشخصية وتنميتها حتى تكتمل وتتخذ سماتها المميزة لها.



والتربية اصطلاحا:

وتختلف الآراء في تحديد مفهوم التربية اصطلاحا باختلاف الظروف والحضارية وباختلاف الأماكن كما قد تختلف باختلاف نظرة المتخصصين، وقد وردت تعاريف كثيرة للتربية من قبل فلاسفة وعلماء الاجتماع والسياسيين والنفسانيين ولكن لا تخرج تعريفاتهم بأي حال من الأحوال عن المعنى اللغوي للكلمة، فهم قاموا بتعريف التربية وجهدوا في الكشف عن مضامينها العلمية والعرفية حتى أوجدوا لها عددا من التعريفات، ومن أهم هذه التعريفات التي عرفها العلماء من المتقدمين والمحدثين فهي فيما يلي:

عرف من العلماء الغربيين القدماء الفيلسوف سقراط (470 ق م- 399 ق م تقريبا) التربية: هي "صياغة النفس الإنسانية وطبعها على الخير والشر"، وعرف أرسطاطاليس بأن التربية: "هو أن يستطيع الفرد عمل كل ما هو مفيد وضروري في الحرب والسلم، وأن يقوم بما هو نبيل وخير من الأعمال ليصل إلى حالة السعادة"، وقال أفلاطون (427 ق م- 347 ق م) التربية هي "إعطاء الجسم والروح كل ما يمكن من الجمال والكمال"، ويرى الفيلسوف الفرنسي جولز سيمون (1814م- 1896م) التربية هي "الطريقة التي يكون بها العقل عقلا حرا، ويكون القلب قلبا حرا".[12].



وقد عرف من العلماء القدماء ابن سينا (980م-1037م): التربية عادة، وأعنى بالعادة فعل الشيء الواحد مرارا كثيرا وزمانا طويلا في أوقات متقاربة، وقال الفيلسوف والمفكر الإسلامي الإمام أبو حامد الغزالي (450هـ 505ه): "التربية: يشبه فعل الفلاح الذي يقلع الشوك، ويخرج النباتات الأجنبية من بين الزرع، ليحسن نباته ويكمل ريعه".[13] وقال الراغب الأصفهاني (ت 1108م) في كتابه "المفردات في غريب القرآن" بأن التربية هي "إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام"،[14] وذكر البيضاوي (ت 1268م) في كتابه الشهير أنوار التنزيل وأسرار التأويل "التربية هي... تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا" [15].



وقد استنبط أحد الباحثين[16] في العصر الحديث نظرا إلى الأصول اللغوية لكلمة التربية بأنها في الاصطلاح تتكون من عناصر أربعة: المحافظة على فطرة الناشئ ورعايتها؛ وتنمية مواهبه واستعداداته؛ وتوجيه هذه الفطرة وهذه المواهب نحو صلاحها وكمالها اللائق بها؛ والتدرج في هذه العملية.



ومن العلماء المعاصرين الذين قاموا بتعريفات اصطلاحية للتربية فمنهم: جون ديوي الأمريكي يقول: "إنها عملية صوغ وتكوين لفعالية الأفراد ثم صب لها في قوالب معينة أي تحويلها إلى عمل اجتماعي مقبول لدى الجماعة"، ويعرف المربي الإنجليزي جون ميلتون: "إن التربية الكاملة هي التي تجعل الإنسان صالحا لأداء أي عمل - عاما كان أو خاصا- بدقة وأمانة ومهارة".[17].



وعرف اليونسكو في مؤتمرها ال 18 بباريس سنة 1974م بأن "التربية مجموع عملية الحياة الاجتماعية التي عن طريقها يتعلم الأفراد والجماعات داخل مجتمعاتهم الوطنية والدولية ولصالحها أن ينموا وبوعي منهم كافة قدراتهم الشخصية واتجاهاتهم واستعداداتهم ومعارفهم وهذه العملية لا تقتصر على أنشطة بعينها.."[18].



وتعريف الأستاذ عبدالرحمن النحلاوي وزملائه "التربية هي مجموعة التصرفات العملية والقولية التي يمارسها راشد بإرادته نحو صغير، بهدف مساعدته في اكتمال نموه وتفتح استعداداته اللازمة وتوجيه قدراته، ليتمكن من الاستقلال في ممارسة النشاطات وتحقيق الغايات التي يعد لها بعد البلوغ، في ضوء توجيهات القرآن والسنة".[19].



ويحسن لنا أن نعرف تربية الطفل بحيث يكون أكثر دقة وتحديدا في أوجز عبارة وهي مما عرفه الشيخ محمد نور سويد حيث أنه قال: التربية هي "عملية بناء الطفل شيئا فشيئا إلى حد التمام والكمال".[20].



مفهوم التربية الإسلامية: مصطلح "التربية الإسلامية" لم يكن مستعملا لدى المسلمين في العصر القديم، وذلك لأن المجتمعات الإسلامية القديمة لم تكن تعرف من الأنظمة التربوية سوى التربية في ظلال القرآن الكريم والسنة النبوية، ولذا كانت جميع كتابات العلماء المسلمين المتعلقة بالتربية والتعليم أو التأديب والتهذيب تعتمد على نصوص القرآن والسنة وما يستنبط منهما.



ففي العصر الحديث قام بعض الباحثين المحدثين من رجال الفكر الإسلامي ومن المهتمين بقضية التربية والتعليم في العالم الإسلامي واستعلموا مصطلح "التربية الإسلامية" في دراساتهم وعرفوها بتعريفات، ومن أهمها:

قال صبحي طه رشيد إبراهيم: "التربية الإسلامية هي تنمية جميع جوانب الشخصية الإسلامية الفكرية والعاطفية والجسدية والاجتماعية، وتنظيم سلوكها على أساس من مبادئ الإسلام وتعالميه بغرض أهداف الإسلام في شتى مجالات الحياة".[21].



وقال محمد خير فاطمة: "التربية الإسلامية ذات طابع شمولي تكاملي لجميع جوانب الشخصية الروحية والعقلية والوجدانية والأخلاقية والجسمية والاجتماعية والإنسانية، وفق معيار الاعتدال والاتزان، فلا إفراط في جانب دون غيره ولا تفريط في جانب لحساب آخر".[22].



وقد قال الأستاذ الدكتور زعلول راغب النجار:[23] تعريف التربية الإسلامية بأنها النظام التربوي القائم على الإسلام بمعناه الشامل: إن الدين عند الله الإسلام....[24].



فبناءً على ما سبق يمكننا أن نعرف التربية الإسلامية بعبارة موجزة بأنها عملية بناء الإنسان وتوجيهه لإعداد شخصية وفق منهج الإسلام وأهدافه في الحياة.



حاجة التربية الإسلامية لدى الطفل:

إن التربية الإسلامية نظام تربوي متكامل، يقوم كل جانب فيه على تعاليم الإسلام ومفاهيمه ومبادئه ومقاصده، ولذا فهي تختلف عن جميع الأنظمة التربوية من حيث مصادرها وأهدافها، وبعض أسسها ومبادئها ومؤسساتها وأساليبها وخصائصها، وهي التي بدأت بتربية رسول الله عليه الصلاة والسلام صحابته الكرام وإعدادهم، وتنشئتهم ورعاية نموهم، وتفتيح استعداداتهم، وتوجيه قدراتهم وتنظيم طاقاتهم حتى أصبحوا خير الأجيال عبر التاريخ الإنساني.



وبعبارة الأخرى أن التربية الإسلامية هي العملية التربوية التي سار عليها المسلمون بعد نبيهم عليه الصلاة والسلام في تنشئة أجيالهم وإعدادهم حتى أصبحوا بها رجال الإسلام والإيمان والفكر والعلم، والتهذيب والخلق، وسادة العالم وخير أمة عرفتها البشرية.



ويقال أيضا: التربية الإسلامية هي النظام التربوي الذي فرض الله على المسلمين أن يربوا أولادهم، ويوجهوا أهاليهم، ويرعوهم في ضوئه دون غيره من الأنظمة التربوية الكافرة الملحدة، أو العلمانية اللادينية، أو الدينية المنحرفة، وهي النظام التربوي الذي افترضه الله على القائمين على شؤون التربية والتعليم ومؤسساته المباشرة وغير المباشرة- أن يعملوا على تحقيق أهدافه من خلال تلك المؤسسات وأنظمتها وممارستها.



وإننا بحاجة إلى التربية الإسلامية للطفل لأنها من أرقى المناهج التربوية دون منازع نظرا لشموليته وواقعيته من جانب، وملامسته للقواعد القيمة والعقائدية والنفسية من جانب آخر.[25].



وإننا بحاجة إلى تربية الطفل الإسلامية لأن الطفولة من أهم مراحل النمو النفسي للشخص فهي الحجر الأساسي لتكوين شخصية الطفل فإذا تم بناءه بصورة صحيحة وسليمة نتج عنها شخص مثالي.[26].



وإننا بحاجة إلى التربية الإسلامية لأن لها أهدافا سامية في بناء جيل مستقل وأقوى، ومن أهدافها الرئيسية ثلاثة وهي:[27]

الأول: بناء الإنسان المسلم ذي الشخصية المتكاملة؛ وذلك بتحقيق النمو الجسمي والعقلي والروحي والأخلاقي والاجتماعي.



الثاني: التنمية العلمية؛ وذلك باكتشاف المواهب والقدرات وتنميتها وتعليمه العلوم المناسبة له، لا سيما العلوم الشرعية وما يميل إليه من العلوم الأخرى المفيدة للأمة.



الثالث: إخراج الأمة المسلمة؛ المتناصرة، المتناصحة، المجاهدة، الحاملة رسالة الإسلام إلى العالم.



آراء العلماء عن التربية الإسلامية لدى الطفل:

وهناك توجد أراء العلماء عن التربية الإسلامية وحاجتها لدى الطفل، ومن العلماء القدماء الذين قاموا بآرائهم عن التربية وبينوا ضرورتها وحاجتها لدى الطفل فمن أبرزهم كما يلي:

(1) الإمام الغزالي: الإمام أبو حامد الغزالي [أ] هو أوفى من كتب في هذا الموضوع، وآراءه انتشارا من غيره، وقد نادى بتكوين العادات الحسنة في الطفل منذ الصغير، بأن نعوده التبكير في النوم والتبكير في الاستيقاظ وتشجيعه على المشي والحركة الرياضية والبدنية.[28].



وللإمام الغزالي رسالة تربوية من بضع صفحات بعنوان "أيها الولد" أو "أيها الولد المحب"، يحمل عنوانها مضامين العلاقة التي يجب أن تربط بين المربي الحكيم وتلميذه، وهي عبارة عن نصائح تربوية يوجهها الغزالي إلى تلميذه ردا على سؤال.[29] وفي هذا الكتاب عرض الإمام الغزالي آراءه في عشرين نقطة عن التربية الإسلامية للطفل، مما عرفت "بمنهج الإمام الغزالي في التربية الإسلامية" ومن أهم هذه النقاط: معاونة الطفل على إرساء قواعد الأخلاق الحميدة في نفسه، وتنمية الصفات الحسنة كالصدق والإخلاص وإرضاء الله في السر والعلن والتواضع والرحمة، والآداب العامة كالاعتدال بالكلام، والجواب على قدر السؤال، ومراعاة آداب الطعام واللباس، وتجاهل أخطاء الطفل في أول مرة ومعاقبته سرا في المرة الثانية، والحفاظ على كرامة الطفل ومشاعره، وتنمية إدراكه الحسي والعاطفي والعقلي، وتقبيح محبة المال في نفسه.[30].



(2) ابن سينا: ولا يعتبر الغزالي رائد التربويين الأوائل رغم الشهرة الكبيرة التي استحقها بجدارة، فقبل الغزالي سطع نجم عدد من أبناء الأمة، وإن لم يبلغوا ما بلغه الغزالي في هذا المضمار، ومن هؤلاء الذين أثروا التراث الإسلامي التربوي العلامة ابن سينا [ب] الذي اعتبر "أن تربية الطفل وتعويده الخصال الحميدة هي أول خطوة في بناء الإنسان السوي وذلك استباقا لترسيخ العادات القبيحة الدخيلة، التي يصعب التخلص منها إذا اعتادها وتمكنت من نفسه، وهو يرى أنه إذا اضطر المربي إلى العقوبة وجب أن يحتاط كل الحيطة، ويتخذ الحكمة في تحديدها، وقد نصح ألا يعامل المعاقب بالشدة والعنف في البدء بل باللين واللطف ويستعمل معه الترغيب أحيانا، والقوة لا تستخدم إلا في آخر الأمر وبعد أن تستعصي جميع الوسائل، منها التخويف والتوبيخ والتأنيب، ولكنه يلاحظ أيضا أن النصح والتشجيع والمدح ربما كان أجدى أثرا بالإصلاح والبناء.. ومعنى هذا أنه يجب أن يعامل كل طفل على حدة، ويعالج كل داء بما يصلح من الدواء".[31].



وقد دعا ابن سينا إلى العناية بتربية الطفل وتأديبه منذ الطفولة المبكرة وعلل ذلك في كتاب السياسة بأن هذه الأساليب تكسب الطفل الأخلاق والعادات الحسنة، ورأى أنه إذا أهمل تأديب الطفل في هذه السن المبكرة، فقد تتمكن فيه الأخلاق الذميمة والعادات السيئة، ويصبح من الصعب الإقلاع عنها. وينادي ابن سينا بتعليم الطفل عندما يتهيأ ما يمكنه للتعليم، بداية بالقرآن الكريم، ومبادئ الدين والهجاء والكتابة والشعر.[32].



(3) ابن القيم الجوزية: أما الإمام الفقيه ابن القيم[ج] فقد اعتنى بتربية الأطفال اعتناءً خاصا، وخص الطفل بكتابه أسماه "تحفة المودود بأحكام المولود" حوى كثيرا من اللمحات التربوية التي تتسق في مضمونها مع مسار التربية البنائية في الإسلام، ولتوضيح آرائه التربوية عقد -رحمه الله - في كتابه أبوابا وفصولا عديدة تتناول مختلف جوانب حياة الطفل.



فهو يرى أنه: "مما يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج، الاعتناء بأمر خلقه، فإنه ينشأ على عوده المربي في صغره من حرد وغضب، ولجاج وعجلة وخفة مع هواه، وطيش وحدة وجشع، فيصعب عليه في كبره تلافي ذلك وتصير هذه الأخلاق صفات وهيئات راسخة له، فلو تحرز منها غاية التحرز، فضحته ولا بد يوما ما، ولهذا تجد أكثر الناس منحرفة أخلاقهم، وذلك من قبل التربية التي ينشأ عليها، وكذلك يجب أن يجتنب الصبي إذا عقل مجالس اللهو والباطل والغناء وسماع الفحش والبدع ومنطق السوء، فإنه إذا علق بسمعه عسر عليه مفارقته في الكبر، وعز على وليه استفاده منه، فتغيير العوائد من أصعب الأمور، يحتاج صاحبه إلى استجداء طبيعة ثانية، والخروج عن حكم الطبيعة عسر جدا".[33].



(4) ابن خلدون: ولم يكن الاهتمام بالأطفال المسلمين وتربيتهم وتنشئتهم النشأة السليمة حكرا على منطقة إسلامية معينة دون غيرها... ففي المغرب العربي، وتحديدا في تونس أشرقت شمس العلامة ابن خلدون [د] الذي اهتم بالطفل المسلم، فشغلت آراءه في التربية حيزا واسعا من كتابه المعروف باسم "المقدمة"، وتناول ابن خلدون في "المقدمة" جملة من القضايا المتعلقة بالأطفال، ودعا إلى التعليم بالتدرج شيئا فشيئا وقليلا قليلا،[34] وفي هذا التعامل مع الطفولة إدراك للنفس البشرية وقدراتها على الفهم والاستيعاب والتحصيل، ويسميه ابن خلدون "التعليم المفيد" ولا يكتفي بذلك بل يقدم خطوات عملية تدريبية من مبدأ العالم المجرب، حتى ترسخ أفكاره ويعمل بتفاصيلها.[35].



ويرى ابن خلدون "أن معاملة الأطفال يجب أن تكون بالرأفة والرحمة، ورفض معاملتهم بالشدة والقسوة تحت القناع الكاذب، قناع الحزم، والاستعاضة بهذه الغلظة عن وجوب تفهم المتعلمين وتوجيههم وتقويم أخطائهم، فحذر من أن سوء معاملة المتعلمين يقود حتما إلى ألوان كثيرة من الانحرافات النفسية والسلوكية التي تنجم عن التعسف في معاملة الأطفال".[36] ذلك أن "من كان مرباه بالعسف والقهر... سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعا إلى الكسل، وحمل على الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعمله المكر والخديعة لذلك، وصارت له خلقا، وفسدت معاني الإنسانية التي من أجلها الاجتماع والتمدن، وهي الحمية والمدافعة عن نفسه ومنزله، وصار عيالا على غيره في ذلك، بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل، انقبضت عن غايتها ومدى انسانيتها فارتكس وعاد في أسفل السافلين... فينبغي للمعلم في متعلمه، والوالد في ولده، أن لا يستبدوا عليهم في التأديب".[37].



(5) ابن الجزار القيرواني: أما ابن الجزار القيرواني [هـ] فقد اعتنى هو أيضا بتربية الأطفال، ودعا إلى وقايتهم من الأخطار النفسية والجسدية حتى قبل ولادتهم ورعايتهم جسديا وسلوكيا وأخلاقيا وتربويا، حتى ينشؤوا في سلامة تامة.



وقد أفرد القيرواني كتابا كاملا عن رعاية الأطفال، أسماه: "سياسة الصبيان وتدبيرهم" تناول فيه جملة من المسائل التربوية المهمة، ولفت إلى مسائل تنم عن فهم للطبيعة الإنسانية ومنها ما نبه إليه عن وجود طبيعتين لدى الأطفال، الأولى مذمومة، والأخرى محمودة، فقال - رحمه الله -: إنما أوتي صاحب المذموم من قبل إهمال الصبيان، وتركه ما يعتاد عليه مما تميل إليه طبيعته، فيما هي مذمومة، أو يعتاد أشياء مذمومة أيضا، لعلها ليست في غريزته، فإن أراد المربيون تقويمه وتربيته بعد غلبة تلك الأشياء عسر انقاله ولم يستطيع أن يفارق ما اعتاده في الصبا".[38].



ويحذر القيرواني من فساد طبيعة الطفل المحمودة، وبذلك فهو يرى أن الإفساد ممكن بالإهمال، وإن العلاج صعب تداركه ولو كانت المحاولة جادة، وبهذا يكون شعاره "الوقاية خير من العلاج".



(6) ابن مسكوبة: ووضع ابن مسكوبة [و] آراءه عن التربية الإسلامية في كتابه "تهذيب الأخلاق وتطهير الأخلاق" فصلا تحت عنوان: تأديب الأحداث والصبيان خاصة، رسم فيه الملامح الأساسية للتربية رآها، وأسماها: "دستور تهذيب الصبيان"[39].



ويلاحظ ابن مسكوبة: "أن أول ما ينبغي أن يتفرس في الصبي ويستدل به على عقله الحياء، فإنه يدل على أنه قد أحس بالقبيح، ومن إحساسه به هو يحذره ويتجنبه ويخاف أن يظهر منه أو فيه، فإذا نظرت إلى الصبي فوجدته مستحييًا مطرقًا بطرفه إلى الأرض، غير وقاح الوجه ولا محدق إليك، فهو أول دليل نجابته، والشاهد لك على أن نسفه قد أحست بالجميل والقبيح وأن حياءه هو انحصار نفسه خوفا من قبيح يظهر منه، وهذا ليس بشيء أكثر من إيثار الجميل والهرب من القبيح بالتمييز والعقل.



وهذه النفس مستعدة للتأديب، صالحة للعناية، لا يجب أن تهمل ولا تترك، ومحافظة الأضداد الذين يفسدون بالمقارنة والمداخلة، وإن كانت بهذه الحال من الاستعداد لقبول الفضيلة، فإن نفس الصبي ساذجة لم تنفش بعد بصورة أولا لها رأي وعزيمة، تميلها من شيء إلى شيء، فإذا نقشت بصورة وقبلتها نشأ عليها واعتادها".[40]



مجالات التربية الإسلامية للطفل:

تربية الطفل إما أن تكون لحفظ دينه، وذلك بتربيته على العقيدة السليمة، والإيمان الراسخ، والعبادة الخالصة، والأخلاق الفاضلة، وإما أن تكون لحفظ جسده وعقله، وذلك عن طريق تربيته على العادات الصحية السليمة، والتغذية المفيدة، والعادات الاجتماعية الحسنة، والتفكير العلمي السليم، والفهم الصحيح للعواطف والأحاسيس والمشاعر النفسية البشرية. وباستقراء نصوص الشرع وما كتبه السابقون واللاحقون في مجال التربية من علماء المسلمين يتضح به عندنا بأن في الإسلام مجالات لتربية الطفل، وهي:

(1) التربية الإيمانية:

المقصود بالتربية الإيمانية ربط الطفل منذ تعقله بأصول الإيمان، وتعويده منذ تفهمه أركان الإسلام، وتعليمه من حين تمييزه مبادئ الشريعة الغراء،[41] ويشمل مجال التربية الإيمانية في ذاته نوعين من التربية: التربية العقدية والتربية العبادية.



(ألف) التربية العقدية: التربية العقدية هي كل ما ثبت عن طريق الخبر الصادق من الحقائق الإيمانية والأمور الغيبة كالإيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله وعذاب القبر والبعث والحساب والجنة والنار... وسائر المغيبات،[42] فعلى المربيين أن يعلموا الطفل العقيدة السليمة ويغرسوا فيه الأصول الصحيحة للعقيدة بالتدرج ليقاوم أثر الشيطان فيه وذلك خلال اتباع الطرق الآتية:

إحياء بذرة الفطرة[ز] في نفس الطفل؛ والتي تتمثل منذ ولادته بتلقين الطفل كلمة التوحيد بالآذان، ثم بترديده أركان الإسلام تدرجا في كل مناسبة حتى تترسخ هذه الأركان في ذهنه ولسانه وقلبه، وذلك امتثالا بأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم: "افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله"،[43] و"مروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، فذلك وقاية لهم ولكم من النار".[44].



وتثبيت اعتقاده بالله الواحد الأحد، وترسيخ حب الله تعالى؛ ودليل ذلك قول أبي أمية: "كان رسول الله يعلم الغلام من بني هاشم إذا أفصح سبع مرات: "وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا".[45].



ويتمثل هذا باتباع الطرق الآتية:

(أ) تنزيه سبحانه وتعالى وطاعته ومراقبة الله سبحانه في السر والعلن.

(ب) وحسن الظن بالله واللجوء إليه والخوف منه.

(ج) والصلة بالله وبيان أثرها في الطاقات الإنسانية.

(د) وشكر الله اعترافا بالجميل؛ (ه) والدعاء لله وبيان بركته وفضله.



وترسيخ حب النبي صلى الله عليه وسلم وحب آل بيته؛ ودليل ذلك ما أخرجه الطبراني عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وحب آل بيته وقراءة القرآن"[46] ويتحقق هذا في الطفل باتباع النقاط الآتية:

(أ) الاستجابة القوية لأوامر الرسول صلى الله وعليه وسلم وتنفيذها، واجتناب نواهيه.

(ب) والتآسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله باتخاذه القدوة الحسنة.



وتربية الطفل على وجود الملائكة وتوضيح صفاتهم وما يفعلون عنه؛ وتعليمه بأن لهم وظيفة مثل وظيفة الناس، فمنهم ملك يكتب الحسنات وآخر للسيئات، وآخر للموت، وآخر للمطر... وغيره.[47].



وغرس الإيمان في الطفل بجميع الكتب السماوية المنزلة على رسله الكرام؛ ليبلغوا بها دينه وشرعه إلى عباده، وذلك حتى يكتمل إيمان الطفل وتصح عقيدته.[48].



وغرس التصديق الجازم في نفوس الأطفال بالرسل عليهم السلام؛ بأن الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل مبشرين بالجنة لمن يطيع أوامر الله ومنذرين بالنار لمن يعصي الله، قال الله تعالى ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾.[49].

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-10-2020, 02:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التربية الإسلامية للطفل


وغرس اليقين القاطع في قلوب الأطفال باليوم الآخر؛ بأنه نهاية الحياة الدنيوية وبداية الحياة الأخروية الذي جعله الله للحساب والثواب والعقاب، وكذلك تربية الطفل بأن الدينا فانية وهي دار اختبار وابتلاء وأن الآخرة باقية وهي دار يرجع إليها جميع الناس، قال الله تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَّأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُوْنَ ﴾.[50].



تربية الطفل على الإيمان بالقدر خيره وشره؛ وذلك عن طريق خطوط عريضة مثل القول له: الله خلق العباد كلهم على الفطرة، وهو عالم بما سوف يكونون عليه من الهدي والضلالة، والإنسان مخير وليس مسيرا، وكل ما يحدث وسوف يحدث بإذن الله ومشيئته، والله إذا أخذ من العبد شيئا أو أعطى شيئا فهو خير له.[51].



تعليم الطفل القرآن الكريم والسنة النبوية؛ لأن ارتباط الطفل بالقرآن الكريم فهمًا وحفظًا، وتلاوة وتفسيرًا، وتخشعًا وعملاً، وسلوكًا وأحكامًا، وبهذا نكون قد عونا في عصرنا الحاضر جيلاً قرآنيًّا ومؤمنًا صالحًا تقيًّا على يديه تقوم عزة الإسلام، والسنة النبوية تؤثر في بناء نفس الطفل وروحه الجهادية فهي تجذب وتصقل وتقود.[52].



الثبات على العقيدة التي يدين بها والتضحية من أجلها؛ لأن استقرار العقيدة وثباتها في أنفس الأطفال يجعلهم أعزة فلا يذلون، بل أنوفهم شامخة أمام كل قوى الأرض لا ترهب سلطانا ولا تخضع لهوى ولا تنطلق وراء الشهوات والملذات.[53].



(باء) التربية العبادية:

التربية العبادية هي كل العبادات البدنية والمالية كالصلاة والصوم والزكاة والحج من استطاع إليه سبيلا، وإن الإيمان والعبادة وجهان لعملة العقيدة التي يدفعها العبد ليحوز مرضاة ربه عز وجل، والطفل حتى سن البلوغ غير مطالب بأداء العبادات وجوبا، بل يؤديها على سبيل الاعتياد والتدريب؛ فيسهل عليه أداء العبادات عند بلوغه، وقد ذكر واضحا سيما راتب عدنان أبو رموز في كتابه "تربية الطفل في الإسلام": إن الطفولة ليست مرحلة تكليف وإنما هي مرحلة إعداد وتدريب للوصول إلى مرحلة التكليف عند البلوغ".[54].



أما عن أول ما يفعله مع الطفل في بناء الجانب العبادي في شخصيته فهو تحفيظه حديث ابن عمر رضى الله عنهما المذكور فيه أركان الإسلام الخمس كركائز للبناء العبادي.



الصلاة؛ "هي أقوال وأفعال مفتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة،[55] فقد قال الله تعالى عنه ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾[56] فعلى المربي أن يبدأ في بداية وعي الطفل وإدراكه بتعليم أركان الصلاة وواجباتها ومفسداتها وأهميتها.



وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم سن السابعة بداية المرحلة لتعليم الصلاة بقوله: "مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين، فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها".[57].



الصيام؛ "هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية الصوم تقربا إلى الله عز وجل"،[58] فقد قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [59].



أما الأطفال فلولا عليهم الصيام كما ذكر ابن حجر العسقلاني: "قال الجمهور على أنه لا يجب الصيام على من دون البلوغ..." ولكن المربي عليه أن يؤمر الطفل للتمرين عليه إذا أطاقوه لأننا نجد عليه آثار النبوي صلى الله عليه وسلم: تقول الراوية الربيع بنت معوذ رضي الله عنهما: "... ونصوّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن (الصوف) فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار".[60].



وإن الصيام له أثر كبير في نفس الطفل لأنه يتعلم به ألا يتكلم كذبا ولا زورا ولا غشا ولا يمارس غدرا ولا خيانة ولا إيذاءً أو عدوانا على الناس في أموالهم وأعراضهم.[61].



الحج؛ وهو التعبد لله عز وجل بأداء المناسك على ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكان مخصوص وفي زمان مخصوص.[62] فقد قال الله تعالى عن الحج: ﴿ وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إَلَيْهِ سَبِيْلاَ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِيْنَ ﴾[63]



والحج مظهر عملي للأخوة الإسلامية، ووحدة الأمة الإسلامية حيث تذوب في الحج فوارق الأجناس والألوان واللغات والأوطان والطبقات وتبرز حقيقة العبودية والأخوة، فالجميع بلسان واحد يتجهون لقبلة واحدة ويعبدون إلها واحدا.



والحج مدرسة يتعود فيها المسلم على الصبر ويتذكر فيها اليوم الآخر وأهواله ويستشعر فيه لذة العبودية، ويعرف عظمة ربه، وافتقار الخلائق كلها إليه، فعلى المربي أن يعلم الطفل تعليم الحج وأهميته وحقائقه.



ولو أن الطفل ليس الحج واجب عليه قبل بلوغه فإن حج فيصح إذا عقد عنه الإحرام وليه ويطوف ويسعى به ويرمي عنه الجمرات، فعن بن عباس رضي الله عنه قال: رفعت امرأة صبيا لها فقالت: يا رسول الله ألهذا حج؟ قال: نعم ولك الأجر.[64].



العبادات الأخرى: ونعني بالعبادات الأخرى: العبادات التطوعية والأذكار والأدعياء التي جاء النص عليها مثل صلاة النفل، وأذكار الصباح والمساء، وآداب السلام، والتثاؤب، والخروج من المنزل، ودعاء الاستيقاظ، والدعاء عند تناول الغذاء والفطور وغيرها.



(2) التربية الخلقية:

وهي من أهم التربويات بعد التربية الإيمانية ويقصد بها مجموعة المبادئ الخلقية، والفضائل السلوكية والوجدانية التي يجب أن يتلقنها الطفل، ويكتسبها ويعتاد عليها منذ تمييزه وتعقله إلى أن يصبح مكلفا.[65].



ومما لا شك فيه، ولا جدال معه أن الفضائل الخلقية والسلوكية والوجدانية هي ثمرة من ثمرات الإيمان الراسخ، والتنشئة الدينية الصحيحة،[66] وحينما تكون التربية للطفل بعيدة عن العقيدة الإسلامية مجردة من التوجيه الديني والصلة بالله عز وجل... فإن الطفل - لا شك - يترعرع على الفسوق والانحلال، وينشأ على الضلال والإلحاد.



فالجانب الخلقي لا ينفصل عن الجانب الروحي والعبادي وأفضل طريق للوصول إلى مكارم الأخلاق هو طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي خاطبه تعالى بقوله ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4][67].



وللأخلاق صلة وثيقة ومتينة بالدين، حيث يقول الفيلسوف "كانت" (Kant): "لا وجود للأخلاق دون اعتقادات ثلاثة: وجود الإله، وخلود الروح، والحساب بعد الموت"، ويقول "فيختة" (Fichte) الفيلسوف الألماني "الأخلاق من غير دين عبث"، حيث يتكرر القول الإنجليزي في أذهاننا:

Money is lost nothing in lost, Health is lost something is lost but Character is lost all is lost.




وقال الزعيم الهندي المعروف بـ"غاوندي" (Gandhi): "إن الدين ومكارم الأخلاق هما شيء واحد لا يقبلان الانفصال، ولا يفترق بعضهما عن بعض، فهما وحدة لا تتجزأ، إن الدين كالروح للأخلاق، والأخلاق كالجو للروح؛ وبعبارة أخرى الدين يغذي الأخلاق وينميها وينعشها، كما أن الماء يغذي الزرع وينميه."[68].



فعلى المسؤولين في تربية الطفل الخلقية أن يقوموا بالواجبات الآتية:

أن ينشؤوا الأطفال منذ الصغر على الصدق، والأمانة والاستقامة، والإيثار، وإغاثة الملهوف احترام الكبير وإكرام الضيف والاحسان إلى الجار والمحبة للآخرين.



وأن ينزهوا ألسنة الأطفال من السباب والشتائم والكلمات النابية القبيحة وعن كل ما ينبئ عن فساد الخلق وسوء التربية.



وأن يرفعوهم عن دنايا الأمور وسفاسف العادات وقبائح الأخلاق، وعن كل ما يحط بالمروءة والشرف والعفة.



وأن يعودوهم على مشاعر إنسانية كريمة، واحساسات عاطفية نبيلة، كالإحسان إلى اليتامى والبر بالفقراء والعطف على الأرامل والمساكن.



وأن يحذروا من التشبه والتقليد الأعمى والاستغراق في التنعم واستمتاع الموسيقي والغناء الخليع وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء والتبرج والاختلاط والنظر إلى المحرمات.[69].


(3) التربية الجسمية:

ومن المسؤوليات الكبرى التي أوجبها الإسلام على المربيين من آباء وأمهات ومعلمين... مسؤولية التربية الجسمية لينشأ الطفل على خير ما ينشؤون عليه من قوة الجسم وسلامة البدن ومظاهر الصحة والحيوية والنشاط.



والإسلام دين القوة الحقة التي تصلح ولا تفسد؛ قال تعالى: ﴿ وَاَعِدُّوْا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِّنْ قُوَّةٍ ﴾.[70] وفي الحديث: "المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف"،[71] والتربية الجسمية من أهم وسائل العناية الصحية للبدن والعقل والنفس، وأفضل وقت لبناء الجسد سن الطفولة، ومن فاته ذلك الأمر في طفولته لا يدركه بعد ذلك أبدا، كما أن كثيرا من التكاليف الشرعية تحتاج إلى بنيان قوي: كالصوم والحج والجهاد إلى غير ذلك.



واللعب والرياضة ليست أمرا مستحبا وهينا، بل هي حجة فطرية عند الطفل يجب تلبيتها؛ لما لها من فوائد غزيرة، غير الفائدة البدنية فقط، فأثر عن عمر رضي الله عنه "علموا أولادكم السباحة والرماية ومروهم فيثبوا على ظهور الخيل وثبا"،[72] يثبت بأن الألعاب والرياضة ضرورة في البناء البدني للأطفال. فعلى الآباء والمربيين أن يعرفوا الأطفال بالألعاب المباحة شرعا تخص منها السباحة والرماية، وركوب الخيل، وأن يحجبوا الألعاب المحرمة شرعا وأن لا يضيع الأطفال في الألعاب كثير الأوقات.[ح].



وكذلك على المربيين أن يلحظوا في تربية الأطفال الجسمية على النقاط الآتية:[73]

اتباع القواعد الصحية في المأكل والمشرب والنوم.

التجرد من الأمراض.

تطبيق مبدأ "لا ضرر ولا ضرار".

تعويد الأطفال على ممارسة الرياضة وألعاب الفروسية.

تعويد الأطفال على التقشف وعدم الإغراق في التنعم.

تعويد الأطفال على حياة الجد والرجولة والابتعاد عن التراخي والميوعة والانحلال.



(4) التربية العقلية:

المقصود بالتربية العقلية تربية النشء من الناحية العقلية من خلال تنمية الملكات والقدرات العقلية، وتوجيه الميول العقلية نحو ما يناسبها، مع مراعاة الفروق الفردية بين النشء، والعمل على تكوين جيل متعلم يحمل فكرة يعيش من أجلها ويدافع عنها، كل ذلك في إطار من الشرعية الدينية.[74].



وبعبارة أخرى: المقصود بالتربية العقلية تكوين فكر الولد بكل ما هو نافع من العلوم الشرعية، والثقافة العلمية والعصرية، والتوعية الفكرية والحضارية... حتى ينضج الولد فكريا ويتكون علميا وثقافيا.[75].



وأما التربويات التي سبق ذكرها فمنها التربية الإيمانية "تأسيس"، والتربية الخلقية "تخليق وتعويد"، والتربية الجسمية "إعداد وتكوين"، وأما التربية العقلية فإنها "توعية وتثقيف وتعليم".



وعنى الإسلام بالعلم عناية بالغة حيث دفع العقول إلى مجال العلوم والمعرفة ودعاهم إلى تفتح آفاق الفكر، حيث فتح أمامهم كتاب الكون على مصراعيه ودعاهم إلى العلم والتأمل والتفكر في الكون للوقوف على أسراره، قال الله تعالى ﴿ قُلِ انْظُرُوْا مَاذَا فِيْ السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ ﴾ [76].



والإسلام يدفع الإنسان إلى تعلم كل علم نافع له ولمجتمعه وللإنسانية جمعاء سواء أكان هذا العلم في دائرة العلوم الشرعية أو الاجتماعية أو الطبيعية أو غير ذلك من أنواع المعارف والعلوم.[77].



(5) التربية النفسية:

ويقصد بالتربية النفسية للأطفال هنا أن يعقلوا على الكمال والاتزان الشخصي والنفسي، وعلى ضبط انفعالاتهم، ورد كل رغباتهم وحاجاتهم النفسية والعاطفية والوجدانية إلى شرع الله عز وجل، مثل على الجرأة والصراحة والشجاعة والشعور بالكمال، وحب الخير للآخرين والانضباط عند الغضب والتحلي بكل الفضائل النفسية والخلقية على الإطلاق.[78].



والهدف من هذه التربية تكوين شخصية الطفل وتكاملها واتزانها حتى يستطيع - إذا بلغ سن التكاليف - أن يقوم بالواجبات المكلف بها على أحسن وجه وأنبل معنى.



وإذا كان الولد - منذ أن يولد - أمانة بيد مربيه فالإسلام يأمرهم ويحتم عليهم أن يغرسوا فيه منذ أن يفتح عينيه أصول الصحة النفسية التي تؤهله لأن يكون إنسانا ذا عقل ناضج، وتفكير سليم وتصرف متزن وإرادة مستعلية.



وكذلك عليهم أن يحرروا الولد من كل العوامل التي تغض من كرامته واعتباره، وتحطم من كيانه وشخصيته والتي تجعله ينظر إلى الحياة نظرة حقد وكراهية وتشاؤم.



فعلى المربيين أن يحرروا أطفالهم من ظاهرة الخجل والخوف والشعور بالنقص والحسد والغضب ولا يمكن إخراج هذه الظواهر عن الأطفال إلا باتباع الطرق الآتية:[79]

تعميق عقيدة القضاء والقدر في نفس الطفل.



التدرج في تأديب الطفل.



تربية الطفل منذ نعومة أظفاره على الاخششان والثقة بالنفس وتحمل المسؤولية والجرأة الأدبية.



الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.



إشعار الطفل بالمحبة.



تحقيق العدل بين الأطفال.



إزالة الأسباب التي تؤدي إلى الحسد والغضب والخجل والخوف.



(6) التربية الاجتماعية:

المراد بالتربية الاجتماعية تأديب الولد منذ نعومة أظفاره على التزام آداب اجتماعية فاضلة، وأصول نفسية نبيلة.. تنبع من العقيدة الإسلامية الخالدة، والشعور الإيماني العميق، ليظهر الطفل في المجتمع على خير ما يظهر به من حسن التعامل والأدب والاتزان والعقل الناضج والتصرف الحكيم.[80].



ولا شك أن هذه المسؤولية من أهم المسؤوليات في إعداد الطفل لدى المربيين والآباء، بل هي حصيلة كل تربية سبق ذكرها سواء أكانت التربية إيمانية أو خلقية أم نفسية... لكونها الظاهرة السلوكية والوجدانية التي تربي الولد على أداء الحقوق والتزام الآداب والرقابة الاجتماعية والاتزان العقلي وحسن السياسة والتعامل مع الآخرين.



ومن الثابت تجربة وواقعا أن سلامة المجتمع وقوة بنيانه وتماسكه.. مرتبطتان بسلامة أفراده وأعدادهم ومن هنا كانت عناية الإسلام بتربية الأطفال اجتماعيا وسلوكيا حتى إذا تربوا وتكونوا وأصبحوا يتقلبون على مسرح الحياة أعطوا الصورة الصادقة عن الإنسان الانضباطي المتزن العاقل الحكيم.



فعلى المربيين أن يتخذوا الوسائل العملية التي تؤدي إلى تربية اجتماعية فاضلة وهي:

غرس الأصول النفسية النبيلة مثل التقوى والأخوة والرحمة والإيثار والعفو والجرأة.



مراعاة حقوق الآخرين مثل حق الأبوين والأرحام والجار والمعلم والرفيق والكبير وغيره.



التزام الآداب الاجتماعية العامة مثل أدب الطعام والشراب، وأدب السلام، وأدب الاستئذان، وأدب المجلس، وأدب الحديث، وأدب المزاح، وأدب التهنئة، وأدب عيادة المريض، وأدب التعزية، وأدب العطاس والتثاؤب.



المراقبة والنقد الاجتماعي.[81].



(7) التربية الجنسية:

المقصود بالتربية الجنسية تعليم الطفل وتوعيته ومصارحته منذ أن يعقل القضايا التي تتعلق بالجنس، وترتبط بالغريزة، وتتصل بالزواج، حتى إذا شب الطفل وترعرع وتفهم أمور الحياة عرف ما يحل، وعرف ما يحرم، وأصبح السلوك الإسلامي المتميز خلقا له وعادة، فلا يجري وراء شهوة، ولا يتخبط في طريق تحلل.[82].



والتربية الجنسية التي يجب أن يهتم المربيين لها، ويركزوا عليها تقوم على المراحل التالية:

في سن ما بين (6-10) سنوات يلقن الطفل فيه آداب الاستئذان، وآداب النظر.

وفي سن ما بين (10-12) سنوات يلقن الطفل فيه كل الاستثارات الجنسية.

وفي سن ما بين (12-15) سنة الذي يسمى بسن البلوغ يعلم الطفل آداب الاتصال الجنسي.[83].



خلاصة القول:

التربية مدلولاتها تدور حول النمو والزيادة، والتحسين والإصلاح والتوجيه وليس الفرق بين التربية الحديثة والتربية الإسلامية إلا هناك فرق فلسفي لأن أسس التربية الحديثة تعتبر في العالم الغربي هي الحرية والديمقراطية والفردية، وفي العالم الشيوعي هي دكتاتورية الطبقة العاملة والمادية الجدلية والشيوعية الجماعية.[84].



ولكن الأسس للتربية الإسلامية حديثة كانت أو قديمة تعتبر على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، والالتزام بالعمل الصالح والتعاون عليه والتعرف على الحق والتواصي به وهي تمتاز بالشمول والتوحيد والدعوة إلى التسامي باستمرار وإلى مراقبة السلوك ومحاسبة النفس وبعبارة أخرى فلسفة التربية الإسلامية هي تقوم على التصور الإسلامي الصحيح للإنسان والكون والحياة ليرتفع إلى المثل الأعلى.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-10-2020, 02:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التربية الإسلامية للطفل


وهناك مجالات عدة للتربية الإسلامية مما ذكرت أعلاه، فعلى الآباء والأمهات والمسؤولين والمربيين - قبل كل شيء - أن يتصفوا بصفات المربي الناجح وهي: كون ذي العلم، والأمانة، والقوة، والعدل، والحزم، والصلاح، والصدق، والحكمة وغيرها. وبناءً على هذا يجب عليهم أن يهتموا بالأطفال اهتماما كبيرا، ويغرسوا في نفوسهم العقيدة الصحيحة والأفكار السامية والقيم المثولية والعادات المحمودة والتي تؤهلهم ليكونوا شبابا ذوي انتاجية فعالة في المجتمع، وسببا من أسباب رقيه وتقدمه، فسعدوا وأسعدوا بينهم، وإذا أهملوهم كانوا كما عناهم الشاعر بقوله:



إهمال تربية البنين جناية

عادت على الآباء بالويلات[85]










[1] د. محمد أيوب شحيمي، مشاكل الطفل: كيف نفهمها، (بيروت: دار الفكر اللبناني، 1994م)، ص 9.




[2] الدكتور عماد صالح، مفهوم التربية الإسلامية، أنظروا:

hppt://www.dremadsaleh.maktoobblog.com




[3] محمد منير مرسى، أصول التربية الثقافية والفلسفية، (القاهرة: عالم الكتب، 1977م)، ص 52؛ مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، ص 326.




[4] الدكتور روحي البعلبكي، المورد (عربي-إنجليزي)، (بيروت: دار العلم للملايين، ط 9، 1997م)، ص 206.




[5] عبد الرحمن النحلاوي، أصول التربية الإسلامية وأساليبها، (بيروت ودمشق: دار الفكر، 1983م) ص 12.




[6] ابن سيده المرسي، المحكم والمحيط الأعظم، تحقيق: د. عبد الحميد هنداوي، (بيروت: دار الكتب العلمية، ط 2000م)، ج 10، ص 327؛ أبو الحسن بن فارس بن زكريا، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، (بيرت: دارا لجيل، ب ت)، ج 2، ص 483.




[7] القرآن الكريم، سورة الروم، الآية:39.




[8] الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ضبط وتوثيق: يوسف الشيخ محمد البقاعي، (بيروت: دار الفكر، 1995)، ص 1154.




[9] د. ماجد الكيلاني، أهداف التربية في تربية الفرد وإخراج الأمة، (المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1417ه)، ص 17.




[10] ابن منظور، لسان العرب، (بيروت: دار صادر، 1990م)، ج 1، ص 401؛ مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، (الهند: مكتبة زكريا ديوبند، 2001م)، ص 321؛ شريف عبد العزيز الزهيري، بناء مستقبل الأمة، (الرياض: دار الصفوة، 2005م)، ص 12.




[11] القرآن الكريم، سورة الشعراء، الآية: 18.




[12] عطية الأبراشي، روح التربية، (مصر: طبعة الحلبي، ب ت)، ص 6؛ د. عمر يوسف حمزة، معالم التربية في القرآن والسنة، مجلة البعث الإسلامي، الصادرة من لكناؤ بهند، المجلد 42، العدد 3، إبريل 1997، ص 22-25.




[13] الإمام الغزالي، أيها الولد، (القاهرة: دار السلام للطباعة، ط 2، 2006م)، 35-37.




[14] الراغب الاصفهاني، المفرادات في غريب القرآن، (القاهرة: الأنجلو مصرية، 1970م)، ص 269.




[15] الإمام البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، (القاهرة: دار مصطفى ألبابي الحلبي، ط 2، 1986م)، ج 1، ص 7.




[16] عبد الرحمن الألباني في إحدى محاضراته لطلاب السنة الأولى في كلية العلوم الاجتماعية، دمشق، سنة 1977م، نقلا عن عبد الرحمن النحلاوي، أصول التربية الإسلامية وأساليبها، المرجع السابق، ص 13-14.




[17] شريف عبد العزيز الزهيري، بناء مستقبل الأمة، المرجع السابق، ص 12.




[18] أنظروا: http://www.dfc.edunet.tn/Arab.




[19] محب الدين أبو صالح، وزملاءه، دراسات في التربية الإسلامية، (ب ن، ب م، 1979م)، ص 13؛ عبد المجيد طمعة، التربية الإسلامية للاولاد منهجا وهدفا وأسلوبا، (بيروت: دار المعرفة، 2001م)، ص 34؛ أحمد فريد، التربية على منهج أهل السنة والجماعة، (مصر: المكتبة التوفيقية، ب ت)، ص 17.




[20] محمد نور سويد، منهج التربية النبوية للطفل، (بيروت و دمشق: دار ابن كثير، ط 10، 1997م،) ص 20.




[21] صبحي طه رشيد إبراهيم، التربية الإسلامية وأساليب تدريسها، (عمان: دار الأرقم للكتب، 1983م)، ص 9.




[22] محمد خير فاطمة، منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ، (بيروت: دار الخير، 1994م)، ص 52.




[23] أ.د. زعلول راغب النجار، أزمة التعليم المعاصر وحلولها الإسلامية، (الرياض: الدار العالمية للكتاب الإسلامي، 1995م)، ص 85.




[24] القرآن الكريم، سورة آل عمران، رقم الآية: 18.




[25] الدكتور علي القائمي، تربية الطفل دينيًا وأخلاقيًا، عن موقع http://www.tarbya.net.




[26] أسماء أحمد البحيصي، الطفولة مشاكل وحلول، (المكتبة الإلكترونية: أطفال الخليج، ب ت)، ص 1، وعنوان الموقع: http://www.gulfkids.com.




[27] أنظروا: الدكتور أبو الكلام فاتواري، التربية الإسلامية وأهدافها، مجلة البحوث الإسلامية الصادرة من الجامعة الإسلامية، كوشتيا، بنغلاديش، المجلد 8، العدد 2، يونيو 2000م، ص 6-14.




[أ] هو الإمام أبو حامد بن محمد الطوسي الغزالي، ولد في إيران عام 1059م، وتوفى سنة 1111م عن عمر يناهز 55 عاما، كان يحب العلم ويطوف على المثقفين ويجالسهم، وكان إمام أهل زمانه وفارس ميدانه، وقيل عنه إنه الشاقعي الثاني، ارتحل عن بلده طالبا للعلم، فسافر إلى نيسابور وبغداد ومكة والقدس ودمشق، وترك مؤلفات كثيرة أهمها: إحياء علوم الدين، الاقتصاد في الاعتقاد، الوجيز، البسيط، مقاصد الفلاسفة. خير الدين الزركلي، الأعلام، (بيروت: دار العلم للملايين، ط 8، 1989م)، ج 7، ص 22.




[28] الدكتور محمد بن أحمد الصالح، الطفل في الشريعة الإسلامية، (ب ن، مطابع الفرزدق التجارية، ب ت)، ص 267.




[29] عبد الغني عبود، الفكر التربوي عند الإمام الغزالي كما يبدو من رسالته أيها الولد، (القاهرة: دار الفكر العربي، 1982م)، ص (مقدمة).




[30] لطفي بركات أحمد، في الفكر التربوي الإسلامي، (الرياض: دار المريخ، 1982م، ص 128-130.




[ب] هو الحسين بن عبد الله المعروف بابن سينا، ولد في أفشنة قرب بخاري في عام 980م، نشأ وتعلم فيها، وطاف البلاد وناظر العلماء، واتسعت شهرته، وهو الفيلسوف الرئيس صاحب التصانيف الكثيرة في الطب والمنطق والطبيعيات والإلهيات، وتوفى في همذان في عام 1037م، ومن مؤلفاته المطبوعة: القانون في الطب، والشقاء، والإشارات التنبيهات، والنجاة، وأسرار الحكمة المشرقية. خير الدين الزركلي، الأعلام، ج 2، ص 41؛ ومجموعة المؤلفين، المنجد في الأعلام، (بيروت: دار الشرق، ط 21، 1973م)، ص 11.




[31] مجموعة باحثين، المؤتمر الدولي حول الطفولة في الإسلام، (القاهرة: جامعة الأزهر، 1990م)، ص 399.




[32] د. طارق البكري، مجلات الأطفال ودورها في بناء الشخصية الإسلامية، (رسالة الدكتوراه غير مطبوعة، مقدمة إلى جامعة الإمام الأوزاعي بدولة الكويت في عام 1999م)، ص 50.




[ج] هو محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي، أحد كبار علماء الإسلام، ولد في عام 751ه بدمشق وتوفى في عام 1350م، تتلمذ على يد شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه، وسجن معه في قلعة دمشق، كان حسن الخلق محبوبا عند الناس، ومن مؤلفاته: التبيان في أقسام القرآن، وإعلام الموقعين، وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، مدراح السالكين. مجموعة المؤلفين، المنجد في الأعلام، المرجع السابق، ص 12؛ وخير الدين الزركلي، الأعلام، المرجع السابق، ج 6، ص 56.




[33] ابن القيم الجوزية، تحفة المودود بأحكام المولود، تحقيق: عبد القادر الأرناؤود، (دمشق: مكتبة دار الإحسان،1971م)، ص 240-241.




[د] هو عبد الرحمن بن محمد المشهور بابن خلدون، ولد في تونس في عام 1332م وتوفى بالقاهرة في عام 1406م، وهو مؤرخ وفيلسوف اجتماعي عربي. من أعلام زمانه في الإدارة والسياسة والقضاء والأدب والعلوم. واشتهر العلامة ان سينا في عالم الدنيا ب"المقدمة" لكتابه المسمى ب"العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر" خير الدين الزركلي، الأعلام، المرجع السابق، ج 2، ص 330؛ مجموعة المؤلفين، المنجد في الأعلام، المرجع السابق، ص 10.




[34] ابن القيم الجوزية، تحفة المودود بأحكام المولود، تحقيق: عبدالقادر الأرناؤود، (دمشق: مكتبة دار الإحسان،1971م)، ص 240-241.




[35] الدكتور طارق البكري، مجلات الأطفال ودورها في بناء الشخصيات الإسلامية، المرجع السابق، ص 53.




[36] المرجع السابق، ص 54، نقلا عن: محمد جواد رضا، العرب والتربية والحضارة، (الكويت: مكتبة ذات السلاسل، 1947م)، ص 351.




[37] ابن خلدون، المقدمة، (تونس: دار المعارف، 1991م)، ص 312.




[هـ] هو أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد القيرواني، طبيب ومؤرخ من أهل قيروان في المغرب العربي، توفي في عام 980م، وكتب في العديد من المجالات، من أشهر كتبه: الأدوية المفردة، وزاد المسافر وقوت الحاضر، والتعريف بصحيح التاريخ. خير الدين الزركلي، الأعلام، المرجع السابق، ج 1، ص 85.




[38] ابن الجزار القيرواني، سياسة الصبيان وتدبيرهم، تحقيق: الحبيب النصلية، (تونس: دار التونيسية للنشر، 1968م)، ص 8.




[و] هو أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب مسكوبة (ت: 1030م)، مؤرخ بحاث، أصله من الري، سكن إصفهان، وتوفى بها، اشتغل بالفسلفة والكيمياء والمنطق مدة، ثم أولع بالتاريخ والأدب والإنشاء وكان فيما على خزانة كتب ابن عضد الدولة، فلقب بالخازن، ومن كتبه: تجارب الأمم وتعاقب الهمم، وتهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق. خير الدين الزركلي، الأعلام، المرجع السابق، ج 1، ص 212.




[39] أنظروا: ابن مسكوبة، تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، تقديم: الشيخ حسن تميم، (بيروت: مكتبة الحياة، ط 2، ب ت)، ص 68-75.




[40] المرجع السابق، ص 69.




[41] عبد الله ناصح علوان، تربية الأولاد في الإسلام، (بيروت: دار السلام، ط 3، 1981م)، ج 1، ص 147.




[42] سيما راتب عدنان أبو رموز، تربية الطفل في الإسلام، (دراسات إسلامية في مرحلة الماجستير، المكتبة الإكترونية: أطفال الخليج، ب ت)، ص 50؛ شريف بن عبدالعزيز الزهري، بناء مستقبل الأمة، المرجع السابق، ص 27.




[ز] الفطرة: هي الخلقة الثابتة المستقيمة التي وضعها الله عز وجل في الإنسان منذ ولادته، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة؛ فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه. أنظروا: صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب لا تبديل لخلق الله، رقم الحديث: 4402.




[43] سنن البيهقي، كتاب شعب الإيمان، باب حقوق الأولاد، رقم الحديث: 8282.




[44] برنامج مكتبة الشاملة، الإصدار الثالث، أنظروا: علي بن نايف المسحود، موسوعة الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم، ( ب ن، ب ت)، ج 4، ص 173.




[45] صديق حسن خان القنوحي، نيل المرام من تفسير آيات الأحكام، تحقيق: محمد حسن إسماعيل وزميله، (بيروت: دار الكتب العلمية، 2003م)، ج 1، ص 375.




[46] السيوطي، الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى جامع الصغير، تحقيق: يوسف النبهاني، (بيروت: دار الفكر، 2003م)، ج 1، ص 57.




[47] شريف عبد العزيز الزهيري، بناء مستقبل الأمة، المرجع السابق، ص 30.




[48] سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، (بيروت: المكتبة العصرية، 1997م)، 1997م)، ص 234.




[49] القرآن الكريم، سورة النساء، الآية: 165.




[50] القرآن اكريم، سورة المؤمنون، الآية: 115.




[51] عبد الله نصاصح علوان، تربية الأطفال في الإسلام، ج 2، ص 772؛ وسهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، المرجع السابق، ص 252.




[52] عبد الله نصاصح علوان، تربية الأطفال في الإسلام، ج 2، ص 772؛ وسهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، المرجع السابق، ص 252.




[53] سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوبية، المرجع السابق، ص 259.




[54] سيما راتب عدنان أبو رموز، تربية الطفل في الإسلام، المرجع السابق، ص 80.




[55] خالد عبد الرحمن، تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة، (ب ن، ب ت)، ص 121.




[56] القرآن الكريم، سورة طه، الآية: 132.




[57] سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، رقم الحديث: 418.




[58] محمد بن إبراهيم بن عبد الله التوبجري، مختصر الفقه الإسلامي، (بيت الأفكار الدولية، ط 4، 2002م)، ص 623.




[59] القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية: 183.




[60] صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب صوم الصبيان، رقم الحديث: 1824؛ صحيح مسلم، كتاب الصيام، باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه، رقم الحديث 1919.




[61] عبد المجيد طمعة حلبي، التربية الإسلامية للأولاد منهجا وهدفا وأسلوبا، (بيروت: دار المعرفة، 2001م)، ص 158.




[62] محمد بن إبراهيم بن عبدالله، مختصر الفقه الإسلامي، المرجع السابق.




[63] القرآن الكريم، سورة آل عمران، الآية: 97.




[64] صحيح مسلم، كتاب الحج، باب صحة حج الصبي وأجر من حج به، رقم الحديث: 1378؛ سنن الترمذي، كتاب الحج عن رسول الله، باب ما جاء في حج الصبي، رقم الحديث: 847؛ سنن النسائي، كتاب مناسك الحج، باب الحج بالصغير، رقم الحديث: 2597.




[65] عبدالله ناصح علوان، تربية الأولاد في الإسلام، المرجع السابق، ج 1، ص 167.




[66] المرجع السابق.




[67] القرآن الكريم، سورة القلم، الآية: 4.




[68] عبدالله ناصح علوان، تربية الأولاد في الإسلام، المرجع السابق، ص 170.




[69] عبدالله ناصح علوان، تربية الأولاد في الإسلام، المرجع السابق، ج 1، ص 182-187.




[70] القرآن الكريم، سورة الأنفال، الآية: 60.




[71] صحيح مسلم، رقم الحديث: 4816، سنن ابن ماجة، رقم الحديث: 4158.




[72] نقلا عن: سيما راتب عدنان أبو رموز، تربية الطفل في الإسلام، المرجع السابق، ص 109-111.




[ح] يلاحظ في هذه الأيام انتشار ألعاب الكمبيوتر أو لعبة إلكترونية انتشارا مرموقا، وهي عند بعض علماء علم النفس وإن كان لها فائدة كبيرة في تنمية الذكاء إلا أنها تضيع أوقاتا كثيرا، وتثير على قلوب الأطفال تأثيرا سلبيا، كما أثبت دراسات حديثة أن لألعاب ال"بلاي ستيشن" سلبيات كبيرة وأضرارا خطيرة على الطفل: في الجوانب النفسية والاجتماعية والصحية والسلوكية، إضافة إلى مخالفتها الفكرية والعقدية، وكذلك الأخلاقية يجهلها كثير من أولياء الأمور (آباء وأمهات)، ومن مثال هذه اللعبة "بلاي ستيشن". أنظروا: دراسات حديثة عن أخطار ألعاب "بلاي ستيشن" على الطفل، مجلة المجتمع، الصادرة من جمعية الإصلاح الاجتماعي بدولة الكويت، السنة 2008م، العدد 1818، ص 19.




[73] عبد الله ناصح علوان، تربية الأولاد في الإسلام، المرجع السابق، ج 1، ص 205-212.




[74] شريف عبد العزيز الزهري، بناء مستقبل الأمة، المرجع السابق، ص 81.




[75] عبد الله ناصح علوان، تربية الأولاد في الإسلام، المرجع السابق، ج 1، ص 250.




[76] القرآن الكريم، سورة يونس، الآية:101.




[77] إسحاق أحمد فرحات، التربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة، (ب ن، دار الفرقان، ط 3، 1411ه)، ص 63.




[78] شريف عبد العيزز الزهيري، بناء المستقبل الأمة، المرجع السابق، ص 60؛ وعبد الله ناصح علوان، تربية الأولاد في الإسلام، المرجع السابق، ج 1، ص 399.




[79] المرجع السابق، ص 324-347.




[80] المرجع السابق، ص 357.




[81] المرجع السابق، ص 359-471.




[82] المرجع السابق، ص 499.




[83] المرجع السابق، ص 499-500.




[84] المرجع السابق، ص 102.




[85] الدكتور أحمد خليل جمعة، الأطفال والطفولة بين الأدب والثقافة، (بيروت: دار اليمامة، 2005)، ص 108.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 158.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 156.16 كيلو بايت... تم توفير 2.80 كيلو بايت...بمعدل (1.76%)]