المفتاح - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850058 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386243 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-10-2020, 05:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي المفتاح

المفتاح
مروة شيخ مصطفى




استيقظ عثمانُ باكرًا هذا الصباح، إنه يوم الإثنين، عليه أن يجهِّز نفسه للذهاب إلى الكعبة ليقومَ بتنظيفها وتطييبها لاستقبال الناس، كانت زوجته قد عهدت هذا الأمر فرتَّبت له ملابسه وحضَّرت له طعامه ليكون أكثر نشاطًا هذا اليوم.

خرج عثمانُ من بيته مزهوًّا مفتخرًا، قاصدًا الكعبة، ولما وصل إليها طاف بها على عادة قومه، ثم أخرج من جيبه ذاك المفتاحَ المذهَّب، إنه مفتاح باب الكعبة، ذلك الذي ورثه عن أبيه طلحة وجدِّه قُصَي، وخوَّله نيل شرف سِدانَة الكعبة من بيوت قريش أشرف قبائل العرب، فمسَحَه ونظر إلى بريق لمعانه في شمس الضُّحى وخاطبه: إنك مصدرُ حسَبِنا وستبقى، لا يشاركنا بك أحدٌ من الناس..

أدار عثمانُ المفتاح مؤذنًا بفتح باب الكعبة، وجدَّ في تنظيفها، جدرانها والصُّور والتماثيل التي حوتها، ثم شرع بتطييبها وتبخيرها.

وتجمَّع سادات قريش -ومن ورائهم الناس- أمام الباب يستأذنون عثمان بالدخول، وبينما كانت أفواج الناس تدخل تحيِّي أصنامها وتقدِّم لها القرابين وتتوسل بها وتسألها حوائجها، قبل أن تخرج لتفسح المجال لناس آخرين، إذ أقبل محمدُ بن عبدالله بن عبدالمطَّلب الهاشمي القرشي (صلى الله عليه وسلم) يريد دخولَ بيت الله بعد أن طافَ به، فما إن رآه عثمان حتى صاح به غاضبًا: ما جاء بك أيها الصابئ؟ فأجابه محمد (صلى الله عليه وسلم): ((أريد أن أدخل الكعبة مع الناس)). فردَّ عثمانُ وقد بدت على وجهه علاماتُ الحنق الشديد: تتنكَّب ديننا وتسفِّه آلهتنا وتزعم أنك مرسل من عند الله بدين جديد لا عهد لنا ولا لآبائنا به، تؤمن بإله واحد وتكفُر بما وراءه من آلهة، تكفر باللات والعُزَّى وبكل هذه الآلهة التي تحفِل بها الكعبة، ثم تأتي تريد الدخول، هيا ابتعد وافسح المجال لسادات قريش فقد أتى بعضُهم يريد البيت.

فكان أن سمع عثمانُ من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذلك الجواب الذي لم يكن ليتوقَّعه أبدًا: ((يا عثمانُ، لعلَّك سترى هذا المفتاحَ يومًا بيدي أضعُه حيث شئت)). ونزل الجوابُ على قلب عثمانَ كالصاعقة، ودارت عيونه في محاجرها وهو يلمس الثقة والإيمان تقطر من هذه الكلمات.

وأخذته حميَّة قومه فأجاب وقد احمرَّ وجهُه وانتفخت أوداجه يتلعثم تكاد حروف كلماته يقتل بعضُها بعضًا: لقد هلكت قريش يومئذ وذلَّت إذ تضع مفتاح الكعبة بيدك!

فردَّ النبي صلى الله عليه وسلم بثقة وسكينة: ((بل عمرت وعزَّت يومئذ)).

واقترب محمد (صلى الله عليه وسلم) أكثر ودخل الكعبة، وترك عثمان مذهولاً بالجواب الصادق، يتغلغل إلى وعيه شيئًا فشيئًا..

وما إن انفضَّ الناس حتى أغلق عثمانُ الباب وقفل عائدًا إلى بيته، لا تبرح صور الحوار مع محمد –صلى الله عليه وسلم– مخيِّلته ولا تزال كلماته تتردَّد في رُوْعِه.

أحقًّا سيؤول الأمر إلى ما قال محمد، أتعجِز قريش أن تصدَّ هذا الصابئَ ومن تابعَه، وما هم إلا رهطٌ قليل جلُّهم من الفقراء والضعفاء؟ بل إنها قادرة على أن تستأصل شأفتهم!.

لكن واقع الحال غير ذلك، إن أتباع محمد في ازدياد برغم ما تكيلهم قريش من أصناف العذاب، حتى إن إحدهم ليوشك على الهلاك من شدة ما يصيبه من تعذيب، وهو صابر ثابت يأبى أن يُثني على آلهتنا ببنت شفة أو أن يذمَّ محمدًا بكُليمة.

ما هذا السحر الذي جاء به هذا الرجل؟ ثم إن محمدًا يعرضُ نفسه على قبائل العرب في موسم الحجِّ كل عام، ماذا لو صدَّق به أحدٌ منهم؟ ماذا لو اتبعته إحدى القبائل؟ لا.. لا.. إن ذلك لن يحصل، وها هي ذي ثقيفُ قد صدَّته حين أقبل إليها يدعوها؟ لكن ثقيف ذات مصالح مع قريش وهذا ما دعاها لصدِّه، فماذا لو كانت غيرها أكانت صبأت؟؟ آه يا مناة!! إن هذا الأمر يُدير الرأس...

ما بك يا عثمان لا تأكل؟ ما الخطب؟ نظر إلى زوجه وقد بدت علامات الحَيرة في وجهه: لا.. لاشيء. وتلمَّس جيبه ليطمئن على المفتاح فلم يجده، فقد صوابه وانتفض قائمًا كمَن لدغته أفعى، أين المفتاح؟ وعاودَه كلام محمد: ((يا عثمانُ، لعلَّك سترى هذا المفتاح يومًا بيدي أضعُه حيث شئت)). هل تحقَّق ما قال محمد؟!

وتحسَّس كل موقع من ثوبه في ذعر وارتباك باديَين، حتى لمس المفتاح فأخرجَه من جيبٍ غير الذي اعتاد أن يضعَه فيه، وأطلق تنهيدةً طويلة: الحمد لله ما زال معي. ونظر إلى زوجته التي بدا على وجهها علاماتُ الدهشة والاستغراب: سنحفظُ هذا المفتاح كأشدَّ ما نحفظ غاليًا! بلا شكٍّ سنحفظه! لكن هل استجدَّ من أمر؟ ألن تخبريني؟. لا.. إنه كان نقاشاً فحسب، لا طائل من ذكره الآن.

وسمع عثمانُ بهجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه سرًّا إلى المدينة، فانقَبض صدرُه وضاقت عليه نفسُه، ها قد فرَّ محمد (صلى الله عليه وسلم) بدينه برغم أنف قريش، ولاشك أن له في المدينة موطئَ قدم، فماذا لو أصبح له عُصبةٌ منهم وقويت شوكتُهم؟ حتى لو فعلوا فماذا سيضير قريشًا؟ إنها ما زالت تستطيع اجتثاثهم حتى إن بعدوا، بل ربما يكون الأمر أهونَ، وستثبت لك الأيام ذلك يا عثمان.

لكن ما أثبتته الأيام كان خلافَ ذلك، فهاهم صناديدُ قريش وفرسانها قد خرُّوا صرعى في بدر بسيوف أتباع محمد (صلى الله عليه وسلم) وحماة الدِّين الجديد في المدينة.

حتى ما حدَّثه به صاحبُه خالد بن الوليد من أخبار المعركة التي قادها وانتصاره على جيش محمد في أُحُد لم يكن ليسكِّن نفسه، فإنما هي جولة، والحرب سجالٌ، ومحمد لا يزال بين ظهرانَي أصحابه في المدينة، وأتباعُه في ازدياد في شتى أرجاء جزيرة العرب.

ونادى المنادي لغزو محمد (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه في عُقر دارهم وتحزَّبت لذلك قبائل من العرب مع قريش، وبقي عثمانُ في مكة يخدم الكعبة ويجمِّل ما فيها من صور وأصنام، تلك التي استعانت بها قريش في حربها، ويتساءل: إن كانت هذه تضرُّ وتنفع حقًّا فلابد أن تفعلَ فعلها في هذه المعركة الحاسمة!

وتأتي الأخبارُ بهزيمة الأحزاب ونكوصهم على أعقابهم خائبين لم ينالوا خيرًا.. ويعود القومُ إلى مكة يجرُّون أذيال الخيبة والذل، ويبدأ بعضهم الطوافَ على عادتهم بالبيت ثم بأصنامهم حول الكعبة التي ما فتئ عثمانُ يعتني بها منذ خروجهم، ويرقبهم عثمان في حين يسري في نفسه الريبُ بحقيقة هذه الآلهة، إنها لم تغن عنهم شيئًا، ويَطرق سمعه كلامُ النبي (صلى الله عليه وسلم) حين أراد أن يدخلَ الكعبة.. ويتحسَّس المفتاح في جيبه، حسنًا! إن كان سيصير المفتاح إلى محمد، فكيف بقريش تعزُّ وتعمر ذلك اليوم؟!

ويدخل عليه صديقُه خالد يومًا: يا عثمانُ إني مُسِرٌّ إليك بحديث على أن تعدَني أن تكتمَه. عثمان: إني فاعل فقل يا أبا سليمان.

خالد: إننا على ما ترى من عدائنا لمحمد مذ صدع بهذه الدَّعوة، وإنه على ما رأيت من ثبات وصبر لا يُطيقه إلا من أيَّده الله وكان على هدى منه، حتى آل أمرُه إلى ما آل إليه، وإني لأجدُ في صدري انشراحًا لهذا الدِّين، وقد عزمت أن أغادرَ إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) في المدينة.

انشرح صدرُ عثمان، وافترَّت عن ثغره ابتسامةُ رضا، وقال: وإني والله قد وجدتُّ في نفسي ما وجدتَّ، فهيا بنا نيمِّم شطر يثرب.

وتذكر عثمانُ مفتاح الكعبة: والمفتاح، ما أفعل به؟ لقد تنبَّأ محمد يومًا أنه صائر إليه، ولابدَّ أن هذا كائن، وأنه سيضعُه حيث يشاء، لابد أنه لن يكونَ معي بعد ذلك اليوم، ولن يكونَ بعدها لنا حِجابَة!

خالد: فما أنت فاعلٌ به؟

عثمان: سأعلِّقه على هذا الجدار، فلابد أن قريشًا ستسأل عنه، وليَؤُل بعدها إلى من يشاء الله..

ويخرج الرجلان دون علم أحد من قريش، وفي بعض الطريق يلمحان طيفَ رجل من بعيد..

عثمان: من تظنُّ الرجل؟

خالد: دعنا ندنُ منه قليلاً لعلَّنا نعرفه.. ها! أظن أنه عمرُو بن العاص.

عثمان: أجل إنه هو، ولكن ما الذي أخرجَه في هذه الساعة، وأين يقصد؟

خالد: دعنا نبادرهُ بالسؤال.

وحين يدنوان منه يبادرهما بالسؤال -وهو من أدهى العرب-: ما الذي أخرجكما؟

فيجيبانه: أخرجنا الذي أخرجك!

وينطلق الثلاثة تعدو بهم خيولهم نحو المدينة، تهفو أفئدتهم إلى رؤية النبي (صلى الله عليه وسلم)، وإعلان إسلامهم بين يديه.

وببزوغ فجر اليوم التالي كان الفرسانُ الثلاثة قد أصبحوا على مشارف المدينة، ويراهم بعض المسلمين وقد خرجوا لأعمالهم بعد أن أدَّوا صلاة الفجر مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسجده، فيرتابون في أمرهم فيبادرونهم سائلين: ما الذي جاء بكم؟ فيجيب الثلاثة: جئنا لنشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، دلُّونا على مكان رسول الله لنعلنَها أمامه.

وذهب بهم جمع من المسلمين إلى حيثُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حذرٍ من ألا تكونَ هذه غايتهم، وحين يبصرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشرق وجهُه الشريف ويقول مبشِّرًا أصحابه: ((رمتكم قريش بفلذات أكبادها)).

ويفرح بذلك المؤمنون ويُقبلون عليهم يهنِّئونهم بإسلامهم..

ويعيش عثمانُ وصاحباه في المدينة بين إخوانهم من المهاجرين والأنصار، يتعلَّمون دينهم ويعبدون ربهم على بصيرة، آلين أن ينصروا الإسلام كما صدُّوا عنه من قبل.

وماهي إلا أشهرٌ معدودات حتى يأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالتجهيز للسَّير إلى مكة..

فيتهيَّأ عثمانُ من بين عشرة آلاف مقاتل يسيرون لتخليص مكة وأهلها من دنس الشِّرك وتطهير الكعبة من الأوثان..

ويدبُّ الرُّعب في قلوب قريش، فأنى لها بنصرٍ على جيش لم تعهد له نظيرًا؟

وتقرِّر الاستسلام وتسليم مكة طائعة إلى الرجل الذي كذَّبت وآذت وأخرجت.. فليس لها غير ذلك حيلة!

ويدخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة فاتحًا خاشعًا مطأطئ الرأس؛ إجلالاً لله -عز وجل- الذي بشَّره بالفتح قبل أن يخرجَ من المدينة: (إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا).

ويتوجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى البيت الحرام وقد جعلت حوله الأصنام فيشرع يطعنها ويحطمها وهو يردِّد: ((جاء الحقُّ وزهق الباطل، إن الباطلَ كان زهوقاً))، ثم يدخلُ الكعبة ويأمر بإزالة ما فيها من أوثان ومسح ما فيها من صور، مطهِّرًا لها من أوضار الشِّرك إلى أن يرثَ الله الأرض ومن عليها..

ويرى عثمان قريشًا تتجمَّع خائفة وَجِلَة تنظر ما يأمر بها النبيُّ الفاتح -صلى الله عليه وسلم- فينادي بهم : ((ما تظنُّون أني فاعلٌ بكم؟)).

فتجيب الجموعُ وقد ملأ الأملُ قلوبَها برحمة هذا النبيِّ كريم الخلق: ((أخٌ كريم، وابنُ أخٍ كريم!)).

فيأتيهم الجواب خيرًا مما أمَّلوا وتمنَّوا، فضلاً منه ومنَّة صلى الله عليه وسلم: ((اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء))..

ويعود الزمنُ بعثمان إلى ذلك اليوم الذي جاء به النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يريد دخولَ الكعبة، وكيف صدَّه هو، ويتذكَّر كلمات النبي صلى الله عليه وسلم له وهو يعده بهذا اليوم، يوم يضع مفتاح الكعبة حيثُ يشاء، فما أيقظَه إلا صوتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل عن المفتاح..

ويلمحُ عثمانُ المفتاح.. ها هو مع ابن عمِّ الرسول وصهره عليِّ ابن أبي طالب رضي الله عنه يرفعه، فيخفق قلبُه بين جوانحه، ويزداد فَرَقًا حين يسمع عليًّا يرجو النبيَّ صلى الله عليه وسلم: ((اجمع لنا الحِجابَة مع السِّقاية يا رسول الله!)).

فيأخذ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- المفتاح من عليٍّ وينادي: ((أين عثمانُ بن طلحة؟)).

ويخيَّل إلى عثمانَ أنه سمع داعيَهُ.. لا إنه ليس خيالاً.. إن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل عنِّي وهو ممسكٌ بالمفتاح: ((ها أنذا يا رسول الله!))..

ويجتهد عثمان للوصول إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بين الجموع، وحين يدنو منه يُناوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المفتاح، فيمدُّ يده ليتسَلَّمَهُ وقد غمر الفرح فؤاده حتى فاض البِشر على وجهه..

يعطيه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إياه قائلاً: ((هاك مفتاحَكَ يا عثمان، اليوم يوم بِرٍّ ووفاء، خذوها خالدةً تالدةً لا ينـزعها منكم إلا ظالم. يا عثمانُ، إن الله استأمنكم على بيته فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف))..

ويمضي عثمانُ يتلمَّس المفتاح ويقلِّبه بين يديه، يلهَج لسانه بالثناء على الله؛ أن ردَّ إليهم هذا الشرف، شرف حِجابة الكعبة..

ويناديه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فيعود إليه سامعًا طائعًا: ((لبَّيك يا رسول الله!)).

فيقول له مبتسمًا: ((ألم يكن الذي قلتُ لك؟)).

ويجيب عثمانُ بقلب غمرهُ الإيمان: ((بلى! أشهد إنك لرسول الله))..




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.56 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]