آداب الناصح الباطنة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-10-2020, 04:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي آداب الناصح الباطنة

آداب الناصح الباطنة


د. محمود عبدالجليل روزن





الآداب الباطنة


وهي كنز الجواهر ومادّةُ السرائر يجب أن يتحلَّى بها المؤمن في كلِّ عمل وفي كلِّ وقت:
1- الإخلاص:
ولا يخفى على الأريب أنَّ الأعمال بالنيَّات، وأنَّ النصيحة - كما أسلفنا - معناها الإخلاص والصدق، فكيف يصلح الصدق بلا صدق، وكيف ينفعُ الإخلاص بلا إخلاص؟!

قد ينصح المرء ليقال عنه ناصحٌ، أو ليظهر رجاحة عقله، أو ليتزيَّا أمام الناس بزيَّ العلماء الناصحين الوُعَّاظ؛ لا لشيءٍ إلا ليقال ويقال. قد ينصح ليوحي إلى منصوحه أنَّه أفضل منه، وأنه لا يقع في النقائص التي يقع فيها ويقع فيها الناس، وقد يسوق الشماتة في ثوب النصيحةِ، وأنَّى لثوبٍ مُهلهَلٍ أن يُستر فضلًا عن أن يَستر؟!

على الناصح - إذًا - إخلاص القصد بإرادة الخير لأخيه المسلم كما يريده ويحبه لنفسه، وحرصه على أخيه وشفقته عليه والخوف من وقوعه فيما يُشنَّع عليه به أو فيما يؤثم به. وأن يريد من نصحه الإصلاح.

وفي قول بكر بن عبدالله المزني: "ما فاق أبو بكر - رضى الله عنه - أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - بصوم ولا صلاة، ولكن بشيءٍ كان في قلبه"، يقول ابن علية:" الذي كان في قلبه الحب لله عز وجل والنصيحة في خلقه".

وقال الفضيل بن عياض -:
"ما أدرك عندنا مَن أدرك بكثرة الصلاة والصيام، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة".

وقيل: أنصح الناس لك من خاف الله فيك.

ومن أجمل ما قيل في وصف الناصح:
"اعلم أن الناصح لك، المشفق عليك: مَنْ طالع لك وراء العواقب برؤيته ونظره، ومثّل لك الأحوال المخوفة عليك، وخلط لك الوعر بالسهل من كلامه ومشورته ليكون خوفك كفئًا لرجائك، وشكرك إزاء النعمة عليك. وأنَّ الغاشّ لك، الحاطبَ عليك: مَن مدّ لك في الاغترار ووطّأ لك مهاد الظلم وجرى معك في عنانك منقادًا لهواك"[1]

وانظر إلى الناصح الذي جاء من أقصى المدينة ليُحذِّر موسى، قال الألوسي: "ويسعى بمعنى: يسرع في المشي، وإنما أسرع لبُعد محله ومزيد اهتمامه بأخبار موسى عليه السلام ونصحه، وقيل: يسعى بمعنى يقصد وجه الله، كما في قوله: ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 19]، وهو - وإن كان مجازًا - يجوز الحمل عليه لشهرته"[2].

فلتكن مثل صاحب موسى مُخلصًا في قصدكَ يحدوكَ حِرصُكَ على أخيك أن تسعى لإيصال الخير إليه سعيًا، وألا تستكثر في سبيل ذلك غاليًا ولا نفيسًا.

خلِّص النصيحةَ مما يتشبَّه بها ويتنكَّر في صورتها من أمورٍ هي في حقيقتها مخازٍ يجب أن ينصح المرء نفسه منها، ويستنصح فيها عباد الله الناصحين، ويدعوَ ربَّ القلوب ومُقلِّبها أن يُطهِّر قلبه منها.

ومن هذه البلايا: الغِيبةُ التي ظاهرها النصيحة، وفيها يقول ابن القيم رحمه الله: "فإذا وقعت الغيبة على وجه النصيحة لله ورسوله وعباده المسلمين فهي قربة إلى الله من جملة الحسنات وإذا وقعت على وجه ذم أخيكَ وتمزيق عرضه والتفكُّهِ بلحمه والغضِّ منه لتضع منزلته من قلوب الناس فهي الداء العضال ونار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب"[3]

ومنها: التأنيب، يقول ابن القيم: "والفرق بين النصيحة والتأنيب أن النصيحة إحسانٌ إلى مَن تنصحه بصورة الرحمة له، والشفقة عليه، والغيرة له وعليه، فهو إحسانٌ محض يصدر عن رحمة ورقَّة، ومراد الناصح بها وجه الله ورضاه، والإحسان إلى خلقه، فيتلطف في بذلها غاية التلطُّف، ويحتمل أذى المنصوح ولائمته، ويعامله معاملة الطبيب العالم المشفق المريض الـمُشبَع مرضًا، وهو يحتمل سوءَ خُلُقه وشراستَه ونفرتَه، ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن، فهذا شأن الناصح.

وأما المؤنِّبُ: فهو رجل قصْدُه التعيير والإهانة وذمُّ مَن أنَّبه وشتْمُه في صورة النصح...وعلامة هذا أنه إن رأى مَنْ يحبه ويحسن إليه على مثل عمل هذا أو شر منه؛ لم يعرض له ولم يقل له شيئًا، ويطلب له وجوه المعاذير؛ فإن غلب قال: وإني ضمنت له العصمة؟ والإنسان عُرضةٌ للخطأ، ومحاسنه أكثر من مساويه، والله غفور رحيم... ونحو ذلك! فيا عجبًا؛ كيف كان هذا لمن يحبه دون من يبغضه؟! وكيف كان حظُّ ذلك منك التأنيبَ في صورة النصح، وحظُّ هذا منك رجاء العفو والمغفرة وطلب وجوه المعاذير؟!

ومن الفروق بين الناصح والمؤنب:
أن الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته وقال: قد وقع أجري على الله قبلت أو لم تقبل، ويدعو لك بظهر الغيب، ولا يذكر عيوبك ولا يبينها في الناس، والمؤنِّب عكس ذلك"[4].

قال سفيان: قلت لمسعر: تحب أن يخبرك رجل بعيوبك قال أما أن يجيء إنسان فيوبخني بها فلا وأما أن يجيء ناصح فنعم.

ومنها السعاية والوشاية؛ "فقد يتوهَّم الجاهل أنَّ السعاية هي النصيحة، وليس الأمر كذلك، لأن النصيحة هي صِدْقُك الإنسانَ عما فوضه إليك، وألزمكَ الحقُّ تعريفَكَ إياه، والسعايةُ صِدْقُكَ الإنسانَ عمَّا اقترفه بعضُ أتباعه، وأنت تريد الإضرار بالتابع، والانتفاع بالمتبوع، لا تقديم النصيحة لذلك الإنسان"[5].

وإليكَ هذه الوصية الجامعة لعبَّاد بن عبَّاد الخوَّاص، مِن رسالته إلى أهل العلم، وحُقَّ لها أن تُكتب بماء الذَّهَبِ؛ قال:" ولا تعيبوا البدع تزيُّنًا بِعيبها؛ فإنَّ فساد أهل البدع ليس بزائدٍ في صلاحكم، ولا تعيبوها بغيًا على أهلها؛ فإنَّ البغيَ من فساد أنفسكم، وليس ينبغي للـمُطبِّب أن يُداوي المرضى بما يُبرئهم ويمرضه؛ فإنَّه إذا مرض اشتغل بمرضه عن مداواتهم، ولكن ينبغي أن يلتمس لنفسه الصحة ليقوى به على علاج المرضى، فليكن أمركم فيما تنكرون على إخوانكم نظرًا منكم لأنفسكم، ونصيحة منكم لربِّكم، وشفقةً منكم على إخوانكم، وأن تكونوا مع ذلك بعيوب أنفسكم أَعْنَى منكم بعيوب غيركم، وأن يستفطم بعضكم بعضًا النصيحة، وأن يحظى عندكم مَنْ بَذَلها لكم وقَبِلَها منكم، وقد قال عمر بن الخطاب -رضى الله عنه-: رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي"[6].

من علامات الإخلاص في النَّصيحة:
أن تودَّ لو أنَّ غيرَك كفاكَها.

أن ترجو له الهداية وتدعو له بها ولو جاءت من طريق غيرك.

أن تنصح فلا تفرِّق بين إن كان قريبًا أو غريبًا، حبيبًا أو غير ذلك.

أن تنصح فلا تفرِّق بين أمرٍ في التزامه فائدةٌ مباشرة تعودُ عليكَ، وبين آخر لا ينالُك من التزامه عَرَضٌ مباشرٌ. ولا تكن كهذا الطبيب الذي ينصح مرضاه بإجراء الفحص الطبيّ الكامل اطمئنانًا على سلامة أبدانهم، ولو عَرَفَ أنَّهم سيُجرون هذه الفحوص عند غيره ما بذل لهم النصيحة على الوجه نفسه، أو ما بذلها لهم أصلًا. وقد يكون هذا في الدين فلا يعجز الشيطانُ في التلبيس به على الناصح الذي يحثُّ إخوانه على الاجتهاد في طلب العلم، وهو يعلمُ أنَّه أكثرهم تأهُّلًا للصدارةِ؛ فيختلطُ القصدانِ: قصد أن يتفقَّه إخوانه في الدين وقصد أن يتصدَّرهم، ومعلومٌ أنَّ العمل يبطلُ بأقلَّ شائبةٍ في النيَّةِ.

ألا تندم بعد نصيحةٍ أسديتَها لسوءِ مكافأة المنصوح لك.

ألا يزيدك نفوره إلا حرصًا على نُصحه.

ألا تشعر في نفسكَ بأيّ رغبة في الانتقام لأنه قابل نُصحَك بالأذى والجحود، ولو أُتيحت لكَ فرصة الانتقام.

فإن وجدتَ من نفسك هذه العلامات فأنتَ على خيرٍ إن شاء الله، وإن وجدت غير ذلك فراجع نيَّتكَ فإنَّ الإخلاص سرُّ العمل ورُوحه.

2- العدل والأمانة:
لا تنس أنَّك تزن بميزان حسَّاسٍ، وتنزيل المواعظ والنصائح والانتقادات على الوقائع يتنازعه - دائمًا - علَّتان مُهلكتانِ، إحداهما تجنحُ بالمرء إلى الغلوِّ في المدح والمبالغةِ في الثناء، والثانية تجنحُ به إلى التشدُّد المذموم في النقدِ والإفراطِ فيه، وكلا طَرَفَيْ قصد الأمور ذميمٌ.

وقد جاءت التوجيهات القرآنية والنبوية بالنهي عن هاتين العلَّتين الـمُهلكتين، والأمر بالاقتصاد والوسطية، فحذَّرت من المديح وشبَّهته بقطع العنق، ونهتنا عن بخس الناس أشياءهم. فهذا من العدل.

ومن الأمانة أداء النصيحة في كلِّ وقتٍ - كما سبق بيانه - غير أنَّها تتأكد على المرء في حالين؛ الأول: أن تُطلَب منه، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حق المسلم على المسلم ست:... وإذا استنصحك فانصح له"[7].

فيجب عليكَ إن استنصحكَ أن تجتهد في نُصحه، تجتهدَ في دراسة الموقف بكلِّ أبعاده وجوانبه، تجتهد في الوصول إلى أولى الآراء والقراراتِ، فإن كنتَ تعلم من نفسكَ أنَّكَ لن تستطيع إفادته فاجتهد في أن تُحيله على مَن تعلمُ أنَّه سيفيده، فإن كنتَ لا تعلم فمن تمام النصيحة أن تقول: لا أعلم. لا تغشَّه بكلامٍ قد يضرُّه.

الحال الثاني الذي تتأكد فيه النصيحة: أن ترى مُنكرًا لا يمكنُ تأخير النُّصح بشأنه لأنَّ التأخير فيه إتلافٌ لما لا يمكنُ إصلاحه وارتكاب ما لا يمكن تداركه، أو لأنَّك تعلم أنَّ أحدًا لن يستطيع الإنكار غيركَ، فتحوَّلت النصيحة في حقِّكَ من فرض الكفاية إلى فرض العين.

3- التوكل والاستعانة:
استعن بالله ولا تعجز، فأنت تنصحُ ابتغاء وجهه، تنصح لتنال رضاه في استجابتك لأمره، فاسأله الثبات والسداد يثبتك على الخير وينطق لسانك بما يرضاه ويرضى به عنك ويُلنْ لك القلوب. وليكن لك في رسول الله أسوة حسنة في هذا الدعاء الفريد: "اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، اللهم وأسألكَ خشيتكَ في الغيب والشهادة، وأسألكَ كلمة الإخلاص في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيمًا لا ينفد وقرة عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرضا بالقضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضرَّاء مُضرَّة، ولا فتنة مُضلَّة، اللهم زيِّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هُداةً مهتدين"[8].

واعلم أن خير ما استعنت به الدعاء والصلاة وأفضل ذلك الدعاءُ في الصلاة وأنت بين يدي ربِّك ساجدٌ، ولذلك تجدُ أنَّ الله عز وجل لـمَّا أمر نبيَّه بالبلاغ والإنذار ﴿ قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾ [المدثر: 2]، أمره عندها فقال: ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 2-4]. وعلَّل ذلك بقوله: ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴾ [المزمل: 5]. ولـمَّا كان الإنذار - وهو فرعٌ عن النصيحة - مستثقلًا؛ أمِرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالاستعانة عليه بالصلاة وترتيل القرآن والدعاء ونحو ذلك.

استعن للنصيحة وارجُ خلوصها وادعُ بأن تقبل منك واستعن على ما قد يُصيبكَ من الأذى بسببها، فإنَّ الحقَّ مبغضةٌ، وبعض النصيحةِ للعداوة مكسبة. وقيل:
وكمْ سُقْتُ في آثارِكم مِن نصيحةٍ
وقد يستَفيدُ البُّغْضَةَ المُتَنَصِّحُ


بل قد يُلقي أداءُ النصيحة بالناصح إلى الهَلَكَة، يقول صاحب بدائع السلك: " قال الخطابي واصفًا أهل زمانه - وهو فيمن بعدهم أحرى - وقد كانوا والناس ناسٌ والزمان زمانٌ، يستبشعون الحق ويتمرَّرون طعم النصح، ويتنكرون لمن يهدي إليهم عيوبهم، ويعوقهم عن أنفسهم، فما ظنك بهم الآن مع فساد الزمان اللولبيَّ المتقلب، أتراهم يذعنون إلى الحق ويصيخون إلى النصح، من قابل الكثير من الفساد باليسير من الصلاح، فقد غرر نفسه.

ومثال ذلك أن يميل جدار، فيأتيه رجل، فيدعمه بيده ليقيمه، فإنه يوشك أن يسقط عليه، فيكون فيه تلفه، بل إذا وجد أعوانًا وآلةً فدعمه بأعمدة، ورفده بقوائم من خشب ونحوها، كان جديرًا أن يستقل، ويثبت وكان الرجل حقيقًا، أن يسلم وينجي"[9].


[1] عيون الأخبار (1/84).

[2] روح المعاني.

[3] الروح.

[4] الروح.


[5] بدائع السلك في طبائع الملك (ص 202).

[6] سنن الدارمي: (1/162).

[7] رواه مسلم.

[8] صحيح رواه النسائي والحاكم عن عمار بن ياسر.

[9] بدائع السلك في صنائع الملك (ص206)، بتصرف يسير.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.68 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]