|
|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
خطورة الغيبة على الفرد والمجتمع
خطورة الغيبة على الفرد والمجتمع عبدالإله جاورا الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده؛ محمد بن عبدالله، وعلى آله ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فقد انتشرت الغيبة بين الناس حتى فرَّقت الأحبة، وزرعت في قلوبهم نيران الحقد، فجمعت بعض الآيات، والأحاديث، وأقوال الأئمة الأعزاء مما جاء في الغيبة؛ لعلَّ الله أن يَهديَنا إلى صراط مستقيم. الغيبة: تعريفها، وحكمها، وأنواعها، وأسبابها، وعقوبتها، وكفارتها، وعلاجها، والوصية. تعريف الغيبة: الغيبة: هي ذِكرُك أخاك بما يَكره؛ فقد روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما الغيبة؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((ذكرك أخاك بما يكره))، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبتَه، وإن لم يكن فيه فقد بهته)). حكم الغيبة: الغيبة حرام بالكتاب والسنَّة. 1 - القرآن: قال الله تعالى: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ [الحجرات: 12]؛ قال ابن عباس: حرَّم الله أن يُغتاب المؤمن بشيء كما حرَّم الميتة. 2 - السنَّة: روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَحاسَدوا، ولا تناجَشوا، ولا تباغَضوا، ولا تدابَروا، ولا يَبِع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يَحقرَ أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرامٌ؛ دمه، وماله، وعِرضُه)). أنواع الغيبة ثلاثة: قال الحسن البصري - رحمه الله - ذِكر الغير ثلاثة أنواع: 1- الغيبة: ذكرك أخاك بما فيه. 2- البهتان: ذكرك أخاك بما ليس فيه. 3- الإفك: ما بلَغَكَ عنه. فيم تكون الغيبة، وبم تكون؟ تكون الغيبة في أشياء كثيرة؛ منها: الدِّين، والخلُق، والبدن، والمال، والولد، والوالدان، والنسب، والزوجة، والزَّوج، وتكون باللَّمزِ، والهَمز، والقلم - ويقال: القلم أحد اللسانَين - والهيئة. أسبابها: 1- ضعف الإيمان. 2- مرافقة أهل السوء والمعاصي. 3- الحسد، كما في قصة إبليس وآدم، وقابيل وهابيل. 4- حبُّ الدنيا والحِرص عليها، والتنافُس على ما فيها من حُطامها الزائل. يقول الفضيل بن عياض: ما مِن أحد أحبَّ الرياسة إلا حسَد وبَغى وتتبَّع عورات الناس، وكره أن يُذكر أحدٌ بخير. 5- الفراغ. هناك حالات ذكرها العلماء لا تعدُّ مِن الغيبة، منها: 1- رفع المظالم إلى القضاء أو المُختصين. قال تعالى:﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ﴾ [النساء: 148]. 2- المُجاهَرة بالمعاصي أو الابتداع في الدين. قال الحسن البصري - رحمه الله -: ليس لصاحب البِدعة والفاسق المُعلِن بفسقِه غيبة. 3- الاستفتاء في قضية خاصة. مثل ما فعلت هند زوج أبي سفيان في سؤالها النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن أبا سفيان رجل شحيح ولا يعطيني ما يكفيني، فقال صلى الله عليه وسلم: ((خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)). 4- الدراسة في عِلم الجرح والتعديل. 5- السؤال عن الخاطب من أجل الزواج. مثل ما فعلت فاطمة بنت قيس مع النبي صلى الله عليه وسلم حينما سألته عن بعض مَن تقدَّموا لخطبتها، فقالت له: إن معاوية وأبا جهم خطباني، فقال: ((أما أبو جهم، فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية، فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد))، قالت: فكرهتُه، ثم قال: ((انكحي أسامة))، فنكحتُه، فجعل الله فيه خيرًا، فاغتبطت به. العقوبات المترتبة على الغيبة: أ - عقوبتها في الدنيا: 1- بُغْض الناس لمن يغتابهم. 2- عذابه في الدنيا والآخِرة. قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]. ب - عقوبة الغيبة في القبر: الغيبة سبب لعذاب القبر، وفى الحديث: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: ((إنهما لَيُعذَّبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا: فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا: فكان يمشي بالنميمة)). جـ - عقوبتها في القيامة: 1- أخذ الناس جميع أعماله الصالحة، وأخذه من سيئاتهم. قال تعالى: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الفرقان: 23]. عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما المُفلِس؟))، قالوا: المُفلس فينا مَن لا درهم له ولا مَتاع! فقال: ((إنَّ المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتَم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أُخذ مِن خَطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار)). 2- عذاب في النار. قال تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1]. علاجها: 1- تقوى الله تعالى. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5]. 2- الانشغال بعيوبه. 3- محاسَبة النفس. 4- مداوَمة ذكْر الله. 5- لزوم البيت إلا لحاجة. يقول محمد المرجي: والزَمْ دُويرتك في هذا الزمان.. فمَن لازم بيته حوى الأمان. كفارتها: 1- إخباره مَن اغتابه بما قال فيه أو فعل. 2- التوبة إلى الله عسى الله أن يكفِّر عنه. الوصية: الغيبة شيمة الحُقاد، وقد قيل: إن الغيبة مائدة الكلاب، وإدام الفسَّاق، وأعمال أهل الفجور. ومتى أراد الإنسان الغيبة، فليَغتبْ والديه؛ فإنهما أحق بخيراته. اللهم صلِّ على محمد وسلم تسليمًا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |