خطبة: الأقصى قلب الأمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7808 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859272 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393605 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215844 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2023, 05:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: الأقصى قلب الأمة

خطبة: الأقصى قلب الأمة
يحيى سليمان العقيلي


الحمد لله نصير المؤمنين، ووليِّ المتقين، الحمد لله قاهرِ الجبَّارين والمتكبرين، قال وقوله الحق:‏ ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160]، ولا إله إلا الله وحده، لا شريك له، صدق وَعْدَه، ونَصَر عَبْدَه، وأعَزَّ جُنْدَه، وهَزَمَ الأحزابَ وحْدَه، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، سيد المرسلين، وإمام الأنبياء، وقائد الغُرِّ المُحجَّلين، صلوات ربِّي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصَحْبِه الطيِّبين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:

فاتقوا الله عباد الله واشكروه، وتوبوا إليه واستغفروه، وانصروا دينه وعزِّرُوه ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 9].

معاشر المؤمنين، أحداثٌ جِسامٌ حدثَتْ هذه الأيَّام في المسجد الأقصى، اعتداءات الصهاينة على المُصلِّين والمُرابطين رجالًا ونساءً، وتدنيس المسجد الأقصى، دنَّسُوا مِحْرابه بأقدامهم النَّجِسة، واعتدوا على المُصلِّين وهم في صلاتهم، وعلى المرابطين والمعتكفين بغطرسة وهمجيَّة، ضمن مُخَطَّطِهم الخبيث لإيجاد موطئ قدم لهم، ثم للشُّرُوع بعد ذلك في بناء هيكلهم المزعوم في ظِلِّ صَمْتٍ وتواطُؤ، وفي تطاوُلٍ غير مسبوق على قُدْسيَّة المسجد وحُرْمته.

إنه المسجد الأقصى عباد الله الذي قال جلَّ وعلا فيه: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].

نعم عباد الله، في مكَّة البداية وفي الأقصى النهاية، في مكَّة طواف وسعي وعَبَرات، وفي القدس دماء وشهداء وتضحيات، في مكَّة دموع التائبين الأخيار، وفي القُدْس دماء الشهداء الأبرار، في مكَّة يغسل الحاجُّ ذنوبَه بدموعه، وفي القدس يغسل الشهيد ذُلَّ أُمَّتِه بدمائه.

مكَّةُ قِبْلةُ الراكعين والساجدين، والقُدْس مَوْطِن الشهداء والمرابطين، إنه المسجد الأقصى عباد الله، أرض المحشر والمَنْشر.

إنه المسجد الأقصى، أُولَى القِبْلتينِ ومَسْرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه للسموات العُلا، ومَوْطِن إمامته للأنبياء والرُّسُل.

معاشر المؤمنين، إنَّ الأقصى ميزانٌ لإيمان الأُمَّة ووحدتها ووعيها، ومؤشِّرٌ لأدائها أمانةِ ربِّها وصدقها معه جلَّ وعلا، ومقياسٌ لوفائها لنبِّيها صلى الله عليه وسلم.

وكلمةُ القدس -عباد الله- تعني الطُّهْرَ، وﻻ يُعيد الطُّهْرَ إلى حِضْنِ اﻷُمَّة إﻻ اﻷطهارُ، وفي طليعتهم أولئك المرابطون داخل المسجد الأقصى والقدس، لا سلاح لهم إلا إيمانهم بربِّهم وثباتهم من أجل الأقصى، يصدق فيهم حديثُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفةٌ من أُمَّتي ظاهرين على الحَقِّ لا يضُرُّهم مَنْ خَذَلَهم حتى يأتي أمرُ الله وهم كذلك»؛ (مسلم).

ولن يصلح آخر هذه الأُمَّة إلا بما صلح به أوَّلُها، والطريق لتحرير الأقصى من براثن اليهود لا يكون إلا في:
التمسُّك بحَقِّ الأُمَّة في تحرير مُقَدَّساتِها وأرض فلسطين كلها من براثن الصهاينة، ودَعْم صمود المرابطين في القدس وأرض فلسطين بكل الوسائل، ونَبْذ مخططات التخذيل والخيانة والتطبيع مع اليهود التي يسعى لتنفيذها الصهاينة ووكلاؤهم، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴾ [المائدة: 51، 52].

وفي إعادة اﻷُمَّة إلى عقيدتها الصافية ونَشْر العلم ومحاربة الجهل ونَشْر الدعوة إلى الله، ونشر ثقافة الاعتزاز بديننا وحضارتنا وتاريخنا أمام حملات التغريب والعَلْمَنة والإلحاد والإبراهيمية المزعومة، وفي الإعداد واﻷخذ بأسباب القوة في كل المجالات وحَشْد طاقات الأُمَّة تجاه قضيتها الأولى تحرير فلسطين وتطهير القدس، وتربية اﻷجيال على ذلك وليس على التُّرَّهَات وتوافه الأمور ومُتَع الحياة الزائلة.

نسأل الله تعالى نصرة لأوليائه، وخذلانًا لأعدائه، وطهرة لمُقَدَّساته، أقول ما تسمعون، وأستغفرُ الله لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين، هذا موعودُ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقومُ الساعةُ حتى تقاتلوا اليهودَ، حتى يقول الحَجَر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهوديٌّ ورائي فاقْتُلْه»؛ متفق عليه.

وفي رواية لمسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقومُ الساعةُ حتى يُقاتِل المسلمونَ اليهودَ، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهوديُّ من وراء الحَجَر والشَّجَر، فيقول الحَجَر أو الشَّجَر: يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهوديٌّ خلفي، فتَعالَ فاقْتُلْه، إلَّا الغَرْقَد فإنَّه من شَجَر اليهود»؛ رواه مسلم.

لا نقول هذا لتتواكل الأُمَّة وتنتظر النصر يتنزَّل عليها من السماء، بل يسبق ذلك النصرَ إعدادٌ وتربيةٌ، ودعمٌ ومساندةٌ، وصبرٌ ومصابرةٌ، وجهادٌ ومرابطةٌ، أفلح والله من كان له حَظٌّ منها ونصيبٌ فيها.

هذا موعود الله تعالى يا عباد الله، ومَنْ أوفى بعهده من الله؟ فطوبى لمن جعل ذلك الفتح غايته، فآمن به وعَمِل من أجله، ولم تضلَّه دعاوى التطبيع والخُذلان، ولا أكاذيب كل مرجفٍ وخوَّان، وليعلم الجميع أن من وقف دفاعًا عن فلسطين والقُدْس فإنَّما أدَّى واجبًا عليه يتشرَّف هو به، وأمَّا من تخاذل وتنكَّب فإن مآله للخسرانِ والذُّلِّ والهوان، ولن يضُرَّ اللهَ شيئًا، وسيجزي الله الشاكرين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 48.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.11 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (4.84%)]