الرياح آية من آيات الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7820 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 45 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859373 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393688 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215905 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2023, 08:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي الرياح آية من آيات الله

الرياح آية من آيات الله
محمد بن حسن أبو عقيل

الخطبة الأولى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته، ولنعلم أن الرياح التي نراها تهُبُّ علينا في مواسمَ معينة، وبدرجات مختلفة من القوة، سواء كانت مثيرةً للغبار والأتربة، أو غير مثيرة، وما تُحدِثه من آثار وأضرار، أو منافعَ وفوائدَ في أماكنَ مختلفة،، كلُّ ذلك يسير على وَفق نظام إلهي، وتدبير رباني مُحكَم، وقد وصف القرآن الكريم هذه الدقة في التوزيع، والانضباط في حركة الرياح بوصف معجِز هو "تصريف الرياح"؛ بمعني أن الرياح لا تتحرك هذه الحركات العديدة بذاتيتها، ولكن بقدرة الله الذي يصرِّفها بعلمه وبحكمته كيف يشاء؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [الجاثية: 5]؛ فالله تعالى يصرِّف الرياح، "تارةً تأتي من الشمال، وتارةً تأتي من ناحية الجنوب، وتارةً صَبا؛ وهي الشرقية، وتارةً دَبور وهي غربية، ومنها رياح بحرية ورياح برية، وليلية ونهارية، ومنها ما هو للمطر، ومنها ما هو للقاح السحاب والشجر، ومنها ما هو عقيم لا يُنتَج"[1]، "فهي آية في هبوبها وسكونها، وآية في شدتها ولينها، وآية في حرِّها وبردها، وآية في اختلاف طبائعها ومهابِّها وتنوع منافعها، وإن اختلاف الرياح، واختلاف مهابِّها يدل على خالق مدبر، حكيم عليم، يصرفها كيف يشاء؛ فيجعلها رخاءً تارة، وعاصفةً تارة، ورحمةً تارة، وعذابًا تارة، وتارةً يُحيي بها الزرع والثمار، وتارةً يعطَبُها بها، وتارةً يُسيِّر بها السفن، وتارة يُغرقها بها، وتارةً ترطب الأبدان، وتارةً تُذيبها، وتارةً حارة، وتارةً باردة، وتارةً عقيمًا، وتارةً لاقحة، فسبحان من جعل في هذا الهواء الواحد هذه المنافعَ الكثيرة العجيبة"[2]!

عباد الله: يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "الرياح ثمانية؛ أربعة منها رحمة، وأربعة عذاب، فأما الرحمة: فالناشرات، والمبشرات، والمرسلات، والذاريات، وأما العذاب: فالعقيم، والصَّرْصر؛ وهما في البَرِّ، والعاصف، والقاصف؛ وهما في البحر، فإذا شاء الله جعلها رحمةً وبشرى، أو شاء فجعلها عذابًا أليمًا، والرياح مختلفة في مهابِّها: صبا، ودبور، وجنوب، وشمال، وفي منفعتها وتأثيرها أعظم اختلاف؛ فريح لينة رطبة تُغذِّي النبات وأبدان الحيوان، وأخرى تُجفِّفه، وأخرى تُوهِنه وتُضعِفه"[3].

عباد الله، والأولى من رياح الرحمة هي: الناشرات؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ﴾ [المرسلات: 3]؛ وهي الرياح التي يرسلها الله بشرًا بين يدي رحمته، وقيل: هي الرياح التي تنشر السحاب وتأتي بالمطر[4]، والثانية: المبشرات؛ وهي الرياح التي تبشر بمجيء الغيث عقِبها؛ يقول تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الروم: 46]، والثالثة: المرسلات؛ قال تعالى: ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ﴾ [المرسلات: 1]؛ "يعني: الرياح أُرسلت متتابعةً كعُرْفِ الفرس"[5]، والرابعة من رياح الرحمة: الذاريات؛ في قوله تعالى: ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾ [الذاريات: 1]؛ "يعني: الرياح التي تذرو التراب ذروًا، يُقال: ذَرَتِ الريح الترابَ وأذرت"[6]، وأما رياح العذاب؛ فالأولى منها تسمى: العقيم؛ "وهي التي لا خير فيها"[7]؛ ﴿ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ﴾ [الذاريات: 41]، والثانية: الصرصر؛ وهي التي أهلكت قوم عاد؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 6]؛ أي: "بريح مُهلِكة باردة، عَتَتْ عليهم بغير رحمة ولا بركة، دائمة لا تفْتُر، والصرصر: الباردة عتت عليهم حتى نقبت عن أفئدتهم"[8].

والثالثة: العاصف؛ وهي ريح شديدة يصحبها عادةً مطر غزير أو ثلج أو برد، وقد تكون برية أو بحرية؛ قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [يونس: 22]؛ أي: جاءت تلك السفن ريحٌ عاصف؛ أي: شديدة الهبوب، والرابعة من رياح العذاب هي: الريح القاصف؛ وهي التي تقصِف ما مرت به فتحطمه وتدقه، من قولهم: قصف فلان ظهر فلان: إذا كسره[9]؛ قال تعالى: ﴿ أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا ﴾ [الإسراء: 69]، أقول هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين.


الخطبة الثانية
الحمد لله خلق فقدَّر، وملك فدبَّر، سبَّحت له السماوات وأملاكها، والنجوم وأفلاكها، والرياح وذرَّاتها، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أظهر الأدلة على وحدانيته وجلَّاها، وتوعَّد الغافلين بالنار ولَظاها، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدُالله ورسوله، خير البرية وأزكاها، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم ومن تبعهم بإحسان وإيمان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، ولنعلم أن الريح والغبار رسلٌ ونُذُرٌ من عند الله تعالى، وآية من آياته: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59]، خوَّف العظيم الجليل عباده بالريح العاتية، وأنذرهم بالأعاصير القاصفة؛ قال تعالى: ﴿ أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا ﴾ [الإسراء: 69]، هذه الرياح جند طائع لله تعالى؛ ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المدثر: 31]، فإذا شاء الله صيَّرها رحمة، فجعلها رخاءً ولقاحًا للسحاب، فكانت مبشرات بين يدي رحمته، ونزول نعمته؛ ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾ [الروم: 46]، وإذا شاء الله جعل هذه الرياح نقمةً ونكالًا، فكانت صرصرًا عاصفًا، وعذابًا عقيمًا؛ قال تعالى عن قوم عاد لما كفروا واستكبروا: ﴿ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ﴾ [الذاريات: 41، 42]، هذه الريح جعلها الله سلامًا لنصرة أوليائه، فحينما زُلْزِلَ المؤمنون يوم الخندق زلزالًا شديدًا، وزاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، نصر الله نبيَّه وأولياءه، فأرسل على أعدائهم ريحًا عاتيةً، قلعت خيامهم، وأطفأت نارهم، وكَفَأَتْ قُدُورهم، فارتحلوا بعد ذلك صاغرين متفرقين؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴾ [الأحزاب: 9]. عباد الله، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الريح قال: ((اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما فيها، وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أُرسلت به))[10]، و((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مَخْيلةً في السماء، أقبل وأدبر، ودخل وخرج، وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سُرِّيَ عنه، فعرَّفته عائشة ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أدري لعله كما قال قوم: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ ﴾ [الأحقاف: 24]))[11].

فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على محمد بن عبدالله؛ كما أمركم الله في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً، صلى الله عليه بها عشرًا))، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، اللهم انصر من نصَرَ الدين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين لِما تحب وترضى، وأعِنْهُ على البر والتقوى، وسدِّده في أقواله وأعماله، وألْبِسْه ثوب الصحة والعافية، وارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم وفِّق ولي عهده لِما تحب وترضى، وارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه يا رب العالمين، اللهم وفق جنودنا ورجال أمننا وانصرهم يا رب العالمين، اللهم وفق علماءنا لكل خير، ووفق شبابنا وذرياتنا ونساءنا لِما تحب وترضى، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واجعلهم رأفة ورحمة على عبادك المؤمنين، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهم إنا نسألك إيمانًا صادقًا، ويقينًا راسخًا، وتوبة نصوحًا، اللهم إنا نسألك الهدى والتُّقى والعفاف والغِنى، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم أصلح ذات بيننا، وألِّف بين قلوبنا، واهدِنا سُبُلَ السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أموالنا وأوقاتنا، وأزواجنا وذريتنا، واجعلنا مباركين أينما كنَّا، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخَّرنا، وما أسررنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدِّم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، اللهم اغفر ذنوب المذنبين، وتُبْ على التائبين، واكتب الصحة والسلامة والعافية لعموم المسلمين، اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90، 91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نِعَمِه يزدْكُم؛ ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].

[1] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 4/ 159.

[2] موقع الكلم الطيب https://kalemtayeb.com/safahat/item/18321

[3] الرفاعي، تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير، 3/ 445.

[4] البغوي، معالم التنزيل، 8/ 303.

[5] المصدر السابق، 7/ 371.

[6] المصدر السابق، 7/ 378.

[7] السعدي، ص 811.

[8] محمد بن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تحقيق/ بشار معروف، وعصام الحرستاني، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1415هـ - 1994م، 7/ 358.

[9] الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 5/ 50.

[10] صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3449.

[11] أخرجه البخاري 3206 واللفظ له، ومسلم 899.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 54.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.65 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (4.27%)]