موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 49 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #481  
قديم 26-04-2008, 05:30 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

النحلات صيدلانيات ملهمة

بقلم الدكتور محمد نزار الدقر
النّحالة عبر التاريخ
لقد صنّف علماء الحشرات أكثر من مليون صنف ونوع من هذه الكائنات، ووجدوا في دراسة حياتها تنوعاً وطرافة، وفي سلوكها ما يحيّر العقول. لكن معظم الحشرات ضار ببني البشر، إذ منها ما ينقل إليه الأمراض المختلفة؛ كداء النوم واللابشمانيات والملاريا وغيرها، أو يؤذيه بسمِّه أو لسعه، أو يتخريبها البساط الأخضر من حوله، الذي فيه حياته وغذاؤه، وقليلة جداً هي الحشرات النافعة التي في مقدمتها "نحل العسل" ودودة القز.
والنحل أصدقاء حقيقيون للإنسان، ليس فقط بما يُقدمه من نتاج مفيد له في غذائه ومعالجة أمراضه وتمكين صحته وعافيته، بل وبما تقدمه من خدمات زراعية، تساعد في تحسين وزيادة المحاصيل الزراعية الضرورية له.
ويعتقد علماء المستحاثات أن النحل وجد على هذه الأرض قبل الإنسان بأكثر من 50 مليوناً من السنين، ويقدم علم الآثار أدلة على أن الإنسان القديم شغف بتصيد أوكار النحل البري وقطف ما فيها من عسل، عارفاً فوائده العظيمة وطعمه اللذيذ.
ولعل أقدم أثر تذكاري يثبت ما ذكرنا صورة محفورة على الصخر وملوّنة بالأحمر وجد في cuevas de la arana تمثل رجلاً متسلقاً شجرة ليقطف العسل البريّ.
والشعوب القديمة كلها كانت تبدي نوعاً من الاحترام للنحلة وتميزها عن باقي الحشرات والحيوانات ولقد كتبت كثير من الأساطير والحكايات الشعبية والأشعار حول النحل. وفي مصر القديمة، ومنذ حوالي ستة آلاف سنة بنى نصب "فلاميش" التذكاري[1]الذي كان يعتبر شعار الدولة في مصر السفلى، ويتمثل بصورة نحلة خافضة رأسها وناصبة أجنحتها، وكان تقديس النحلة واحترامها لدى المصريين يعتبر نوعاً من التقرب والزلفى إلى "فرعون".
لقد كان الفراعنة يعتبرون النحلة العون المخلص لهم في عالم الأرواح ضد إله الظلام "هوه:Huh" الذي يجلب الأذى والشر [2]،فكانت النحلة رمزاً للسلامة والأمان ودرءاً للخطر، ومثالاً يحتذى في النظافة، ولذا كانت النحلة هي الصورة التي اختارها ملوكهم ليزينوا بها أضرحتهم. ومن المعلوم أن المصريين القدامى، أول الشعوب التي عرفت بنجاح "النحالة المتنقلة" حيث كانوا يحملون خلايا النحل على قوارب يجوبونها نهر النيل من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال حيث كانت النباتات تزهر قبل الجنوب بأكثر من ستة أسابيع.
وفي أساطير الهند القديمة[3]شغل النحل مكاناً متميزاً، واعتبرت النحلة حشرة مقدسة. وكانوا يعتقدون أن إلههم الأكبر "فيشنو" الذي خلق الشمس وأوجد الحياة في الكون تمثل في نحلة لتستريح فوق زهرة اللوتس.
كما صور إله الحب عندهم "كاما" مرفوع على رأسه التاج وحوله إكليل مكوّن من سلسلة من النحل، وفيها رمز إلى أن سهام الحب يمكن أن تجلب الألم كما تجلب السعادة.
والعبريون عرفوا النحالة ومنذ أكثر من 4000 عام، وفي التوراة وصف لأرض الميعاد على أنها أرض تجري فيها أنهار البن والعسل. ومنذ ألفي عام عرفت بلاد الآشوريين بأنها أرض العسل والزيت. وكانت أجساد الموتى تغطى بالشمع وتغمر بالعسل.
وهناك وثائق تدل على أن الآشوريين تعاملوا بمهارة مع النحل، وعرفوا صوتاً سريّاً سيطروا به على النحل، وتمكنوا من إخراج النحل من الخلايا أو إعادته إليها بتلك الأصوات.
وعند الإغريق بني معبد للإله أرتيمس وكان تمثال الإله مزيناً بإكليل من أغصان الفاكهة تحط عليه نحلات مسترخيات، وكان شعار عاصمتهم Ephesus(النحلة).
وقبل ألفي عام [4]وكانت قبائل الأورارتو أصل الأرمن تمارس النحالة وتميزوا بصنع خلايا للنحل، متميزة من أغصان الأشجار مغطاة بالطين، وشعب كاراباخ يقيم عالياً منتجات النحل، وكانوا يتهادون قطعاً من العسل بشهده عند ولادة المولود عندهم.
وفي القرن العاشر الميلادي الكاتب الرحالة العربي أبو علي أحمد بن عمر كتب واصفاً بعض الشعوب التي مر بها في رحلاته كالبلغار والكازاخ والسلاف والمغول وكيف كانوا يعيشون في الغابات ويصنعون نوعاً من الجرار الخشبية يستخدمونها لتربية النحل وخزن العسل. والمؤرخ الشهير نسطور[5]كتب كيف كانت النحالة نامية في بلاد القيصر الروسي، وكيف كان العسل والشمع بضاعة رائجة يصدرونها إلى اليونان حيث يبادلون بها لأثمن البضائع.
لقد كان الشمع والعسل في ذلك الوقت "القرن العاشر" بضاعة عزيزة في نظر التجار، تقبل كثمن رائج في التبادل التجاري.
وفي عام 1016 صدر في روسيا أول قانون ينظم مهنة النحالة.
وحتى في عام 1500 لم تكن النحالة معروفة سوى في العالم القديم [6] "آسيا، إفريقية، أوربا" أما في أمريكا وأستراليا ونيوزيلندة فلم تكن معروفة عندهم. وقد كتبت إيفاكرين [7]كيف كان المسافرون يصطحبون النحل معهم كالكلب، وأن الرحالة الأول إلى البلاد الجديدة اصطحبوا معهم مناحله، وهناك ما يدل على أن النحل نقل إلى البرازيل من البرتغال عام 1822 كما نقل من إنكلتره إلى نيوزلندة عام 1842.
وقد كانت النحالة [8]مزدهرة في القرنين السادس عشر والسابع عشر، إلا أن التقدم الصناعي في مطلع القرن الثامن عشر والمساحات التي حصدها من غابات العالم وانشغال المزارعين بزراعة مساحات كبيرة للشوندر السكري وتطور صناعة السكر في العالم أدى إلى تراجع النحالة إلى حد كبير، وانخفضت أهميتها إلى الحضيض، بسبب فقد النحل لقاعدة تغذيته في الغابات، ولمنافسة السكر الصناعي للعسل. وقد لعب دوراً كبيراً في تطور النحالة من جديد اختراع المناحل الخشبية ذات الإطارات المتحركة والذي صممه لأول مرة النحّال الأوكراييني الشهير ب "بروكوبوفيتش" عام 1814. فلقد كان لهذا الحدث أهميته الكبيرة. ذلك أن تطور المناحل أدى إلى تحسين أسلوب النحالة وإلى زيادة مردودها. وكان إدخال خلايا بروكوفيتش في النحالة إيذاناً بعصر جديد في النحالة وجعل إمكانية لتربية أقوى الخلايا وعائلات النحل ، ومن ثم الحصول على أكبر كمية ممكنة من العسل.
لمحة عن تطور المناحل:[9]
منذ أن وجد النحل على الأرض وهو يبني خلاياه الطبيعية ضمن تجاويف الأشجار وفي الجروف بين الصخور، وفي الشقوق في المغاور. وكان هم الإنسان البحث عن العسل وقطفه. وقد دلّت الآثار المادية على أنه منذ ستة آلاف سنة استطاع الإنسان القديم أن يؤهل النحل وأن يصنع له "خلاياه" ليربيه فيها ويستفيد من منتجاته.
ففي ذلك الوقت في مصر ثم في غيرها من بلدان العالم القديم وجدت خلايا بسيطة مكونة من قطعة واحدة غير قابلة للتفكيك على شكل آنية مصنوعة من الغضار أو الطين مختلفة الأشكال.
وفي بلاد القفقاس وجدت خلايا متميزة مصنوعة من أغصان رفيعة مطلية من الداخل والخارج بالطين، وقد يضاف إليه بعض المواد الماصّة للرطوبة، ومنذ ألفي عام صنع الرومان لأول مرة الخلايا الخشبية وأحسنوا استخدامها.
وظل الإنسان بمهارته يطور خلايا النحل " المناحل" وكان عله أن يحقق هدفين اثنين: أولهما إيجاد خلية متطورة ليعيش فيها النحل ضمن ظروف أنسب لحياته وتكاثره، ولنحصل بذلك على خلية أقوى وأنشط وأكثر إنتاجاً، والثاني إيجاد الظروف الأنسب لعمل النحّال في التربية والقطاف.
ويجب أن نذكر هنا النحال السويسري فرانسوا غوبر الذي صمم أول خلية خشبية ذات إطارات ثابتة تشبه الكتاب 1789 إلا أن اختراع ب. بروكوبوفيتش وتصميمه للمناحل ذات الإطارات المتحركة عام 1814 هو الذي أدخل النحالة في عصر جديد تماماً، وهو الذي حقق الأهداف الذي يسعى إليها النحالة في ذلك العصر.
وقد انتشرت منحال بروكوبوفيتش في كل أنحاء روسيا ومنها إلى أوروبا وأمريكا حيث كتب عنها النحّال الأمريكي الشهير "أموس روت" قائلاً: لقد كان بروكوبوفيتش نحالاً ذو موهبة غير عادية، إذ استخدم وسائل سبق بها زمانه. وإذا كان بعض المؤلفين يريد أن ينسب اختراع المناحل ذات الإطارات المتحركة إلى النحال الألماني دسيرجون فالحقيقة التي لا مراء فيها أن تصميم دسيرجون لمنحلته كان متأخراً إذ كان ذلك عام 1845 وبذا فإن دسيرجون لا يملك أي حق في هذا الاختراع.
ولقد صممت بعد ذلك أنواع وأشكال مختلفة للمناحل لا تخرج في أسسها عن منحله بروكوبوفيتش لعل أهمها المنحلة التي لها إطارات يمكن سحبها ولها عطاء متحرك والتي صممها النحال الأمريكي لا نغستروت 1851 وقد وجدت هذه المنحلة قبولاً لدى النحالين لما تملحه من تسهيلات لعمل النحّال.
ثم إن خلايا لا نغستروت عدّلها بعد ذلك النحال الأمريكي روت Amos Rutوأصبحت تسمى بمناحل: لا نغستروت- روت.
وفي السجلات التاريخية التي دونت عام 1950 عن حياة المعمرين في الإتحاد السوفياتي السابق ورد فيها تفصيلات عن نوعية طعامهم ونمط عملهم، ومن المدهش فعلاً أن معظم هؤلاء المعمرين كانوا نحالة، أو من الذين يقطنون الجبال التي تكثر فيها مستعمرات النحل. ومن الغريب أن هؤلاء لا يقتاتون العسل فحسب، بل إنهم لا يتركون أي أثر من بقاياه الحاوية على قدر من المواد الحيوية الهامة كغبار الطلع والغذاء الملكي إلى جانب آثار من شمع العسل. وبهذه المناسبة وتخليداً لذكرى النحالين فقد صدر طابع تذكاري في الإتحاد السوفياتي عليه صورة أحدهم وهو أياروف محمد باكير أوغلي وكان عمره آنذاك 148 عاماً.
أسرار مملكة النحل
إذا كان العسل من العقاقير الممتازة لبني الإنسان فإنه مما لا شك فيه أن النحلة التي تصنعه وتجهزه في خلاياها، قد هيأها الله سبحانه وتعالى لتكون صيدلانية في القمة العليا من البراعة والفن. وهذا الفصل سيعرف القارئ بحياة النحلة والنظام البديع في مملكتها، كيف لها وقد ألهمها خالق الكون ومصوره لتبني بيتها بهذه الدقة وبهذا الجمال،ولتصنع ما تصنع من عسل وغذاء ملكي وغراء وشمع.. {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون} صدق الله العظيم.
والنحل من الحشرات الاجتماعية التي لا يمكنها العيش إلا ضمن عائلات أو مستعمرات في خلايا خاصة بها، سواء كانت من صنعها هي، من أعشاش طبيعية تبنيها في تجاويف الشجر وفي الشقوق بين الصخور في الجروف والمغاور، أو كانت في الخلايا التي يقدمها ويعرش لها ابن آدم من خلايا صنعية. وكل خلية تسكنها عشيرة من النحل في حياة قائمة على أعلى درجات التنسيق والتعاون بين أفرادها. ولكل خلية ملكة (اليعسوب)، وهي واحدة دوماً في الخلية، وهناك بضع مئات من الذكور وعشرات الألوف من النحل الشغالة(العاملات).
وقد وصف الكاتب اليوناني "كسينوفونت" [10]دور الملكة في عائلة النحل بقوله: الملكة موجودة في الخلية، ولا تسمح بأي إهمال في عمل العاملات، إنها ترسلهن إلى جني الرحيق، والطلق، تفتش وتراقب، بِمَ عُدْنَ؟ تشرف على إفراغ الحمولات وتخزينها وتصنيعها، ومع مضي الوقت توزع بحق ما تجمع في الخلية –بين أفراد الخلية- وهي تعمل جاهدة لتكون أقراص الشمع قد جهزت بدقة وجمال، وأن اليرقات يُعتنى بها كما يجب....[11]
وتمتاز الملكة بكبر حجمها [12]إذ يبلغ طولها ضعف طول النحلة العاملة ووزنها 2.8 ضعف، ومهمتها الحيوية هي التناسل، ففي كل يوم تضع الملكة "في فصل الربيع" ضمن العيون السداسية ما بين 1000-2000 بيضة ملقحة، تفقس إما عن نحل عامل، أو عن ملكة، إذا أريد لها ذلك، حسب نوعية الغذاء الذي يقدم لها، وحجم النخروب الذي تتواجد فيه، كما أن الملكة تضع بيضاً غير ملقح يفقس عن ذكور.
وبهذه المناسبة فإن النحلة العاملة يمكنها في بعض الظروف الخاصة كأن تفقد الخلية ملكتها، أو عندما يكون عدد العاملات كبيراً أن تضع بيوضاً غير ملقحة تفقس عن ذكور فقط، غير أن الخلية بلا ملحة محكوم عليها بالفناء إن لم تستطع أن تكوّن ملكة على عجل، لأنه في غياب الملكة الطويل يزداد عدد أفراد الخلية من الذكور فقط، وهذه لا تستطيع أداء أي عمل.[13]
فالمهمة الرئيسية للملكة هي وضع البيض، وتقوم العاملات بإطعام الملكة من الغداء الملكي الخاص، وهو مفرز خاص تنتجه العاملات من غددها الفلكية، وهو غذاء مركز جداً من البروتين والدهون والسكر والفيتامينات، وفيه هرمونات تساعد على النضج المناسب لأعضاء الملكة التناسلية وعلى وضع البيض الوفير، فغذاء الملكات يلعب دوراً هاماً في زيادة قدرتها على وضع البيض.
والملكة أهم عضو في مملكة النحل، وبمجرد أن تفقد الخلية ملكتها فإنها تتصرف بشكل لا بد وأن يستدعي انتباه النحّال، القائم على تربيتها، فالعاملات تجري في الخلية وهي تصدر طنيناً خاصاً. إذ لا يمكن لخلية النحل أن تعيش طويلاً بدون ملكة، فالعاملات تقوم باختيار بيضة جيدة أو عدة بيوض يتراوح عمرها بين 3 و 4 أيام لتبدأ في إنتاج ملكة جديدة، فتؤخذ تلك البيضة وتوضع في مهد واسع بين النخاريب الشمعية حيث تتلقى هناك الغذاء الملكي ومع عناية فائقة تؤدي بها إلى إنتاج ملكة في غضون 19 يوماً.
وللملكة حمة في نهاية جسمها "أداة اللسع" التي هي سلاح دفاعها، وهي أيضاً أداة وضع البيض، والغريب أنها لا تستعملها مطلقاً ضد الإنسان – حتى ولو أساء إليها- كما يحدث حيث يقص النحال أجنحتها، ولكن حينما تلتقي بملكة أخرى منافسة فإنها تهجم عليها فوراً وتلسعها بحمتها.
ومتوسط عمر الملكة بين( 5-6 ) وحتى 8 سنوات، ولكنها حين تهرم يقل إنتاجها من البيض، وتعجز عن إدارة شؤون مملكتها، ولذا ينصح عادة بتغيير الملكة كل فصلين من وضع البيض.
وينحصر عمل الذكور في تلقيح الملكة، وهو مثلها لا يستطيع إطعام نفسه، إذا يعتمد في هذه الناحية كلياً على العاملات، وتقضي الذكور فصلي الربيع والصيف في أكل العسل الذي جمعته العاملات بكدّها، وفي الخريف تطرد الذكور من الخلية لتموت في العراء من البرد والجوع، ويؤكد العلامة بوتليروف [14]أن الذكور لا تؤدي أي عمل، لكنها عند الظهيرة وحينما يكون الطقس جميلاً تخرج في رحلات المداعبة وتطارد الملكات العذراوات من أجل تلقيحهن. وهناك أبحاث حديثة [15]تريد أن لا تظلم الذكور وتشير إلى أن لها عملاً في حضن البيض، إذ تحوم فوق النخاريب الحاوية على البيض، لتبعث فيها الدفء.
ومتوسط الوقت الذي تستغرقه الذكور في فقسها 24 يوماً، وأعضاء التناسل عندها نامية جداً، وتنضج حيواناتها المنوية في اليوم 8-14 من عمره، ويقع عضو السفاد عنده مكان حمة اللسع عند العاملات. وللذكر قدرة كبيرة على الإبصار، ولهذا أهميته في طيران الزفاف الملكي، إذ عليه أن يقتفي أثر الملكة في تلك الرحلة بسرعة كبيرة لكنه يموت بعد الإلقاح مباشرة، لأن عضوه يبقى عند الملكة، وتعود به إلى الخلية، وبه تتعرف العاملات على أن إلقاح الملكة قد تم. والذكور لا تعيش أكثر من 3 شهور.
ومرحلة تطور اليرقات لتكوين النحلة العاملة هي 24يوماً، وعاملات النحل إناث غير مكتملات الأنوثة، وذات مبايض وجهاز تناسلي صغير غير قادر في الأحوال العادية على وضع البيض. وقد أثبتت [16]مساعدة شوفان ج.بين أن وجود الملكة في الخلية يمنع أي تطور لمبايض العاملات، ثم إن باتلر، وبين، وباربي تمكنوا من عزل مادة هرمونية أسموها "فرمون الملكة" تنتقل إلى الوصيفات باحتكاكهن بالملكة، ومنهن إلى باقي العاملات، هذه المادة هي التي تمنع تطور المبايض عندهن، وهذا سبب تمكن العاملات من وضع البيوض عند فقدان الملكة.
وتعيش العاملات 45 يوماً، وتقضي عمرها القصير في عمل دائب [17].
فمن لحظة انتهاء تطورها من أول يوم من عمرها كنحلة عاملة تقوم بأعمال الخدمة العامة بتنظيف جدران النخاريب الشمعية بعد خروج النحلات الصبايا منها، وقبل وضع البيض وخزن العسل، وفي اليوم الثالث من عمرها تقوم بإطعام أخوتها اليرقات الكبيرات بالعسل وغبار الطلع. وحتى نقدر عملها يكفي أن نعلم أنه خلال الستة أيام التي تطعم فيها إخوتها المقبلات تزورها ما ينوف على 7850 مرة.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
  #482  
قديم 26-04-2008, 05:33 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع .... النحلات صيدلانيات ملهمة

وفي اليوم 7-8 تبدأ بالنضج عندها الغدد الفكية التي تفرز الغذاء الملكي والذي تقدمه للملكة أو لليرقات اللواتي سيصبحن ملكات. وفي عمر من 12-18 يوماً تنضج الغدد الشمعية حيث تبدأ بإفراز الشمع وبناء الأقراص الشمعية. وفي الحقيقة ففي هذه المرحلة من العمر يمكن أن تتوزع العاملات العمل، فمنهن من يتخصص في بناء الأقراص (فرقة البناء أو النحل المهندس) ومنها من يقوم بأعمال الحراسة، ومنها من يجني الرحيق وغبار الطلع، ومنها من يجني ويصنع الغراء، ومنها ما يقوم برعاية البيض والحضن.
والعاملات تبدي احتراماً خاصاً للملكة وهي التي لا تترك أبداً ظلام الخلية بعد عودتها من رحلة الزفاف، وهناك من العاملات ما يدعى بوصيفات الملكة، تنظف جسمها، وتمشط شعرها، وتحمل برازها إلى خارج الخلية، وتطعمها بالغذاء الملكي، إلا أنه في حالات نادرة نرى أن نحلات من الحاشية [18]يكنَّ ولسبب ما غير راضيات عن الملكة، تحيط فجأة بها، منقضين عليها بالعض واللسع، يقلعن أجنحتها وأرجلها، ثم يتركنها لتموت.
وقد شاهد أ.روت حوادث عديدة أثناء فحصه تكتلات النحل حيث وجد إبر اللسع في جسم الملكة الميتة، ذلك أنه بمجرد فتح المنحلة وفجأة دون سابق إنذار يتجمع النحل على شكل (كبكوبة الخيطان) حول ملكته على الرغم من أنها تنفذ مهماتها وحتى تلك اللحظة على أتم وجه، ولم يعرف حتى اليوم أسباب تغير سلوك النحل هذا نحو وملكته المحترمة.
وفي أرجل العاملات الخلفية رتوج غشائية تحمل بها غبار الطلع إلى الخلايا، لذا فهي تسمى سلال الطلع وهي في نفس الوقت تمتص رحيق الأزهار وتخزنه في معدتها، وعندما تعود إلى الخلية تسلمها إلى نحلة البيت التي تقوم بصنع العسل، ومن العاملات من تطير بحثاً عن الماء وجلبه إلى الخلية.
وأشد الأشياء سحراً وإثارة للعجب في حياة النحل هو بناء الأقراص الشمعية من تلك النخاريب أو العيون السداسية والتي يقول عنها داروين في كتابه "أصل الأنواع"[19]: لا بد أن يكون الرجل غبياً إذا فحص التركيب المعقد لقرص النحل، والذي يتواءم بشكل جميل مع الغرض الذي أنشئ من أجله، ثم لا يتحمس إعجاباً. وإنا لنسمع من علماء الرياضيات أن النحل قد حلَّ بطريقة علمية مشكلة عويصة بأن جعل خلاياه بالشكل الذي يسمع له باحتواء أكبر قدر من العسل وبأقل قدر من الشمع الغالي اللازم لبناء جدرانه.
وفي القرن الثامن عشر اهتم الفيزيائي [20]الفرنسي ديومور بمقالة عالم الرياضيات كينغ حين قال: كم هي عظيمة ورائعة ومناسبة تلك الزوايا الكليلة في الشكل المسدس الذي بنيت فيها النخاريب في الأقراص الشمعية لتتسع لأكبر كمية من العسل بأقل استهلاك من الشمع.
ولقد سبق أبو بكر بن العربي[21]العلماء المحدثين في التوصل إلى هذه النتيجة حين قال: ومن عجيب ما خلق الله في النحل أن ألهمها لاتخاذ بيوتها مسدسة، إن الأشكال من المثلث إلى المعشر إذا جمع كل واحد منها إلى أمثاله لم يتصل، وحصل بينها فرج، إلا الشكل المسدس، فإنه إذا جمع إلى أمثاله اتصل كأنه قطعة واحدة.
والعاملات تفرز الشمع من أربعة أزواج من الغدد الشمعية تتوضع على جانبي الخط المتوسط للحلقات الأربعة البطنية قبل الأخيرة حيث نشاهد فتحتين لكل حلقة.ويعتبر [22]جون مارتن "1684" أول من استخرج صفيحة شمعية من إحدى تلك الفتحات من بطن نحلة عاملة من فرقة البناء، فهو يعتبر بحق الأول الذي لاحظ أن الشمع منتج حيوي للنحل، وبعده بمائة عام قام جون هانتر فأثبت ذلك وبرهن أن النحلة تصنع الشمع.
إن كل 100 صفيحة تزن 25 ملغ، ويتكون كل 1كغ من الشمع من أربع ملايين صفيحة ويستهلك النخروب المخصص كمهد لتربية النحلة العاملة 13 ملغ من الشمع أما مهد الذكر فيستهلك 30 ملغ، وكل قرص شمعي يتكون من صفين من النخاريب أو المهود بينهما حاجز يشكل قاعاً لها، ويزن القرص الشمعي 150غ، ويتكون من 9100 عين أو نخروب، ويتسع لكمية قصوى من العسل هي 4كغ.
وإن النحلات المهندسات صانعات الشمع تبدأ عملها وهي في عمر 3-5 أيام حيث يبدأ انطراح الصفائح الشمعية الرقيقة من مجل "فتحة" الغدد الشمعية، ويبلغ قمة الإفراز الشمعي عندها في اليوم 15-18 من عمرها، ويتناسب الإفراز مع غنى المنحلة بالعسل وغبار الطلع.
والروعة هي في طريقة البناء، كيف لا وقد ألهمها إياها مبدع الكون سبحانه وتعال، وهكذا نجد أن الشمع عندما يبدأ بالإنطراح يتجمد فور خروجه من فتحة الغدة الشمعية وتبدأ النحلة ببناء أول قرص شمعي، إذ تضع على سقف الخلية قليلاً من غراء النحل، ثم تسحب بفكيها القويين صفيحة الشمع وتبلها بلعابها وتلصقها بالسقف في المكان الذي وضعت فيها الغراء وتأتي زميلة لها لتحذوا حذوها ويتابع العمل بلصق الصفيحات الجديدة بنهايات الصفيحات التي سبقتها، وهكذا وفي الظلام الدامس وبين الألوف من النحل العامل تتنامى الأقراص الشمعية متدلية من السقف نحو الأسفل، والإعجاز أنك لن ترى بين ألوف النخاريب التي بنيت أي اختلاف أو تباين، لا في الوزن ولا في الشكل ولا في عدد الصفيحات، كأدق ما ينتجه أي مصنع حديث إلكتروني، وذلك البناء الرائع المتألق في ذاته في قوة وبساطة وأناقة ونفع البناء الذي ظلت أسراره محط اهتمام الباحثين على مدى الدهور من فلاسفة وعلماء طبيعة ورياضيات ومهندسين وفنانين وغيرهم، فتبارك الله أحسن الخالقين، وسبحان من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى...
والعاملات هي التي تنظف الخلية وبمهارة فائقة تسد الشقوق وتصقل الجدران بمادة تصنعها لذلك هي غراء النحل، وإذا ما تسرب فأر مثلاً إلى الخلية انقضت عليه بلسعاتها حتى يموت، ثم إنها كي تمنع تفسخه تغطيه براء محكم من الغراء لا يدخله الهواء. والهواء داخل الخلية نظيف يجدد باستمرار
[23]والعاملات لا تقوم فقط بعملية التهوية بل إنها تحافظ على درجة حرارتها عند مستوى معين، فهي تقوم بعملية تكييف الهواء داخل الخلية.
ففي أيام الصيف القائظة تقف طوابير من العاملات بباب الخلية متجهة إلى ناحية واحدة وتحرك أجنحتها بقوة فهي تبدو وكأنها مروحة تدخل تيارات قوية من الهواء البارد إلى الخلية. وهناك طوابير أخرى من العاملات تقوم بطرد الهواء الساخن من الخلية. وفي الشتاء يتجمع النحل حول بعضه فوق الأقراص وبذلك تقلل ما يتعرض من سطحها، كما تزيد حركة التمثيل الغذائي في بدنها وتكون النتيجة رفع درجة الحرارة داخل الخلية.
ومن العاملات ما يقول بوظيفة حراسة مدخل الخلية وتندفع إلى المعركة لأول استثارة. يقول د. بيساريف[24]: ليس عند النحل جيش دائم، فكل نحلة عاملة تملك سلاحها الخاص وتحسن استخدامه، وكل نحلة هي جندي مخلص في هذه المملكة مجبول بحسه الوطني للدفاع عنها ضد أعدائها من الزنابير والفراش، وحتى ضد النحلات من الخلايا الأخرى. فإذا ما اقترب عدو منهم إلى البيت فياويل له من العقاب، إن مئات النحل العامل سينقض عليه بإبره وفكوكه ولن يتركه أبداً حتى يصبح جثة هامدة.
ونظرة واحد إلى قرص العسل وهو يعج بآلاف العاملات تعطي للإنسان فكرة أنها لا تهجع أبداً وأنها مشغولة باستمرار بواجباتها العديدة. لكن اختصاصي النحل [25]أ.روت يؤكد أن النحل ينام في الليل إذ يبدو ناعساً وأشد تكاسلاً منه في ساعات الظهيرة.
وللنحل خمسة عيون، اثنتان منها مركبة وتوجد على جانبي الرأس، وثلاثة بسيطة توجد أعلى الرأس. ويعتقد أن الأعين البسيطة تعين النحلة على تمييز الأشياء القريبة على سافة 1-2 سم ولتجد طريقها داخل الخلية، على حين تستعمل العيون المركبة للمسافات البعيدة وقد برهنت التجارب على أن النحل يميز الألوان الأزرق والأصفر والأبيض، لكنها لا تحس مطلقاً باللون الأحمر.
وللنحلة قرنان للاستشعار يقومان بحاسة الشم، ويحتويان على شعيرات عصبية تقوم بمهمة حاسة اللمس، أما حاسة الذوق فتتركز في أوتاد صغيرة حول الفم متصلة بأعصاب الذوق وتتميز العاملات بحاسة ذوق قوية، فالمحلول السكري 4% مثلاً لا يبدو حلواً بالنسبة لها، وإنها لتفضل الموت على تناوله، كما أنها ترفض محلول السكارين قطعاً أما المحلول السكري المختلط بالكينا فإنها تحبه.
وعند العاملات إحساس قوي بالوقت فهي لا تطير إلى الزهر إلا في الوقت الذي يمكن أن تجني به رحيقاً أو غبار الطلع. وتشير الأبحاث إلى أن إحساس النحلة بالوقت يجعلها تنظم أفعالها معه بصرف النظر عن حركة الشمس وظروف الطقس والمكان الجغرافي. فلو عزلت خلايا نحل عن نور الشمس الطبيعي فإنها تذهب لجني المحلول السكري في نفس الوقت دقيقة بدقيقة وكأنها في ضوء الشمس.
ولا يملك النحل بالمفهوم البيولوجي أعضاء للسمع[26]غير أن بعض الباحثين يرى أن مواضع في النحلة تحسُّ بالأصوات قيل أنها في قرني الإستشعار، وقيل أنها في مقدم ساقيها، كما أن نحالة مجربين أمثال أ. روت وغيره علاوة على مذكرات لبعض الباحثين أمثال: فرغلة ورابلي يؤكدون أن النحل يسمع الأصوات بشكل جيد، وخاصة رنين المعادن.
وقد حاول كثير من العلماء والباحثين اكتشاف طريقة التفاهم بين النحل. وقد اعتقد بعضهم أن النحل يتكلم [27]. وفي عام 1788 لاحظ سبتزنر أن النحلة حينما تعود إلى الخلية ومعها رحيق أو غبار طلع فإنها تقوم بسلسلة من الحركات، وهي التي أطلق عليها بعد سنوات: رقص النحل. وقد خصص الدكتور كارل فون فريتش كثيراً من الجهد والوقت لدراسة سلوك النحل وأصدر عام 1946 كتابه عن رقص النحل أثبت فيه أن النحلة الكاشفة حينما تعود لتخبر العشيرة لا عمّا تحمله من الرحيق والطلق كما كان يظن بل عن بعد المصدر من مكان الخلية. وقد دللت المشاهدات الحديثة على أن الرقصة الدائرية تدل على مصدر للرحيق قريب لا يزيد عن 55 متراً من المنحلة، أما إذا عادت النحلة الكاشفة وبصبصت بالذنب فهذا يعني أن مصدر الرحيق بعيد وأن على أخوتها أن تستعد لرحلة طويلة متعبة.
وقد كتبت فنسنت مارتيكا أن البحاثة الأمريكيين غارالد إيش وأ.فينر كينغ أكدوا أنه بالإضافة إلى أسلوب رقص النحل في التفاهم فيما بينها فهي تستخدم الأصوات.
فلقد وضع إيش ميكروفوناً صغيراً جداً في خلية النحل، فسمع أصواتاً تر تر تـرر... متوافقة مع مشاهدة رقصة النحل، يتكرر هذا الصوت بعد وقت قصير وأنه شاهد العديد من النحلات في تلك اللحظة وكأنها تتلقى الأوامر للخروج من الخلية لجمع الرحيق.
ومن منطلق أن النحل يفهم تلك الأصوات فقد صنع إيش نحلات تتحرك أوتوماتيكياً وتصدر أصواتاً تشبه ما تفعله النحلة الكاشفة العائدة إلى الخلية، وقذف بتلك النحلة في الخلية إلا أنه فوجئ بأن النحل عوضاً أن يخرج مستجيباً لها لجلب الرحيق تجمع حول النحل التمثال محاولاً لسعها وقتلها.. لقد عرف إيش خطيئته، لقد نسي أن تلك الأصوات يوجد خلفها أصوات أخرى توجه إلى العاملات التي تحيط بالنحلة الكاشفة، تلك الأصوات كأنها تخطابهم أفهمتم؟. ويفترض العلماء أن النحلات تسمع تلك الأصوات بجهاز تلق موجود في قرون الإستشعار وتبلغ الواحدة الأخرى عن مصدر الرحيق أيضاً بواسطة الأصوات.
والنحل بالإضافة إلى حركات الرقص يتخاطب بعضه مع بعض بإرسال إشارات وروائح تخرج من غدة خاصة بالرائحة موجودة على الناحية الظهرية لبطن النحلة. ويعتقد عدد من الباحثين أن لكل خلية من النحل رائحتها الخاصة ولهذا السبب فإن القليل من النحل يغامر باقتحام خلية غريبة كما أن هذا ما يمنع مستودعات العسل في الخلية من النهب من قبل النحل المتلصص والنحل الحارس لمدخل الخلية على يقظة تامة فهو لا يسمح بدخول القادم إلا إذا تعرف عليه من رائحته وكأن رائحة الخلية هي كلمة السر للعبور.
ترويض النحل:
وهو توجيه أفعال الطيران عند النحل بمنعكس شرطي نحو نباتات معسّلة خاصة بإطعامها شراباً معطراً برائحة أزهار تلك النبتة، فلقد أكدت التجارب أن إطعام النحل ليلاً شراباً حلواً معطراً برائحة الزيزفون أو إعطاءها عسل الزيزفون يجعل النحل يتوجه صباح اليوم التالي إلى أزهار الزيزفون!..
وهذه الطريقة البسيطة في أيدي النحالين لها أهميتها في الزراعة، إذ بتوجيه النحل نحو أزهار معينة يساعد على تلقيحها المتصالب وزيادة إنتاجها من الثمر، وليعلم أنه كلما كانت الرائحة التي تقدم للنحل أنقى كلما كان تدريبها أنجع، ويمكن عند انتهاء النحل المدرب من مهمته بالإلقاح تغيير مهمته بإطعامه شراباً آخر خلال بضع ليالٍ، ولا بد من إغلاق باب الخلية أثناء الترويض.
وقد أيدت تجارب أجريت في معهد النحالة الروسي أنه في نفس الوقت الذي يتمكن فيه الإنسان بترويض النحل أن يوجهه إلى أزهار نبت معين، يمكن أن يحول النحل بالترويض من أزهار أخرى. كما تبين أنه كلما كانت خلايا النحل أقرب إلى مصدر الرحيق كلما كان النحل أقدر على الإلقاح التصالبي لتلك الأزهار وعلى جمع كميات أكبر وأكبر من العسل.
إن ترويض النحل يفيدنا في الحصول على عسل ذو مصدر وحيد معروف علاوة على أنه يفيد في زيادة الإلقاح التصالبي لذلك النبات وزيادة إنتاجه من الثمر علاوة على أنه يزيد إلى حد ما من إنتاج الخلايا المدربة من العسل.
صحة النحَّال [28]:
إن أول الاحتياجات الصحية في النحال هي النظافة، فأيدي النحال يجب أن تكون نظيفة دائماً، إذ يجب عليه أن يغسل يديه قبل أن يبدأ أي عمل في المنحل، وبعد انتهائه من العمل. وفي حال الشك بوجود تلوث في عشائر النحل، يجب أن يكون التغسيل بالماء الساخن مع الصابون واستعمال الفرشاة لذلك. وأن يتخلص من ماء الغسيل فوراً حتى لا يتسبب في عدوى جديدة.
ولإبعاد النحل عن ماء الغسيل يضاف إليه بضع قطرات من الكيروسين.
والعناية بالصحة ضرورية لكل إنسان لكنها أوجب بالنسبة للنحال، فرائحة العرق الكريهة تهيج النحل وتستثيره للدغ، وأحسن الملابس للعمل في المنحل بذلة بيضاء من قطعة واحدة وقبعة بيضاء. ويجب مراعاة النظافة التامة في المنحل، وتنظيف المكان من كل ما يلزم للعمل، كما أن الأجهزة المستعملة يجب أن تكون بحالة جيدة ونظافة دائماً.
والمنحل الذي تهمل رعايته لا يغل إيراداً مطلقاً –فهناك دائماً العشائر المريضة من النحل والضعيفة، وأخرى مصابة بقمل النحل، ولا شك أن لهذا أثره على إنتاج العسل، والمنحل الذي تراعى فيه الشروط الصحية يخلو من عتّة الشمع والقوارض والفطور والعفن.
وإمداد النحل بالماء مهم جداً من الناحية الصحية، فمن الثابت أن النحل يقوم بـ 7-15 رحلة يومياً لجمع الرحيق، وأقل من ذلك لجمع حبوب اللقاح، لكنها تقوم بحوالي 100 رحلة لجمع الماء. وتزيد حاجة النحل للماء في الربيع والصيف، أي في الوقت الذي يزيد فيه عبء تغذية اليرقات. وقد لوحظت حالات قذف فيها باليرقات خارج الأقراص نظراً لحاجته إلى الماء.
والخلية الغنية باليرقات بحاجة إلى 200-400 غ من الماء يومياً، فإذا لم يزود النحال نحله به في مكان المنحل فإن النحلات تضطر للقيام بآلاف الرحلات للبحث عن الماء، فضلاً عن أنه قد يحصل على الماء من أماكن غير نظيفة أو ملوثة، ويستحسن وضع برميل خشبي يملؤ ماءً، وله صنبور يخرج منه الماء تنقيطاً على لوحة خشبية مائلة. ولكي يسيل الماء ببطء تسمر قطع خشبية معترضة أو تصنع حفر صغيرة في اللوحة الخشبية.
ومن المستحسن إضافة قليل من الملح إلى الماء 5 غ لكل ليتر. ويجب ترك حرية الاختيار للنحل، لتختار بين الماء العذب والماء المالح. وقد اتضح أن 47% من النحل اختار الماء العذب، وعلى حين كان النحل يأخذ ماء ملوحته 0.5% فقد رفضت تماماً أن تأخذ ماء ملوحته 1%.

[1] : عن كتاب "النحلات والطب".[2] : عن كتاب: "Bees and People". [3] : عن كتاب: "Bees and People".[4] : عن كتاب "النحلات صيدلانيات مجنحة".[5] : عن كتاب "النحلات والطب".[6] : عن كتاب "النحلات والطب".

[7] : عن كتابها "H0ney".[8] : المرجع السابق.[9] : عن كتاب "مفكرة النحال" وكتاب "النحلات والطب".[10] : عن كتاب "النحلات والطب".[11] : المرجع السابق.[12] : عن كتاب العلاج بعسل النحل. ت. الحلوجي.[13] : المرجع السابع.

[14] : عن كتاب "النحلات صيدلانيات مجنحة".[15] : عن كتاب: "Bees and People".[16] : عن كتابه Traite de Biologie L Abiele.[17] : عن العلاج بعسل النحل: ت. الحلوجي.[18] : عن كتاب النحلات والطب.

[19] : عن كتاب: "Bees and People".[20] : عن كتاب: النحلات والطب.[21] : عن تفسير القرطبي في آية النحل.[22] : عن كتاب: "Bees and People".[23] : عن كتاب العلاج بعسل النحل ترجمة الحلوجي.[24] : عن كتاب النحلات والطب.[25] : عن كتاب العلاج بعسل النحل ترجمة الحلوجي.[26] : عن كتاب النحلات والطب.[27] : عن كتاب العلاج بعسل النحل ترجمة الحلوجي.[28] : عن كتاب العلاج بعسل النحل ترجمة الحلوجي.
  #483  
قديم 26-04-2008, 05:34 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

النحل والإنسان




بقلم الدكتور محمد نزار الدقر

النحلات –تلك المخلوقات العجيبة- أصدقاء حقيقيون لبني البشر، ومساعدون رائعون لهم في تقديم كل ما يجلب لهم الخير والسعادة والعافية. وهي الوحيدة من عائلة الحشرات التي تستطيع تخزين الرحيق من أجل الغذاء.
فهذه الحشرات الصغيرة تقوم بمهام جسام في حياة الإنسان. فهي علاوة على بنائها خلاياها بتلك الدرجة الرائعة من الدقة والتنظيم وتصنيعها للشمع والعسل وغيرها من المنتجات الهامة في تغذية الإنسان وشفائه من الأمراض وفي تمتعه بصحة جيدة وعمر مديد فإنها تقوم بتلقيح الأزهار في نفس الوقت الذي تقدم فيه بحركتها التي لا تفتر وعملها المستمر والدؤوب من غير كلل، أمثولة طيبة من صفات الإنسانية الراقية في التعاون بين أفراد المجتمع والذي يبرز إنكار الذات من أجل خدمة المجموع وتقاسم العمل بينها لخدمة المجتمع وحمايته واستمرار حياته. نعم! إنها الأمثولة الطيبة "كأن تكون مشغولاً شغل النحلة مقتصداً ومدبراً مثلها.. وكلما رنوت إليها متفحصاًَ إزداد إعجابك بها[1]
فالنحلات تحول رحيق الأزهار إلى عسل، المنتج المعروف بقيمته الغذائية والعالية، وفوائده العلاجية والوقائية لكثير من الأمراض، والذي يكفيه من الفخر أن وصفه رب العزة في قرآنه العظيم بأن {فيه شفاءٌ للناس} وقد صنفنا فيه كتابنا "العسل فيه شفاء للناس" جمعنا فيه خبرات الأقدمين وتجارب جهابذة العلماء المحدثين، مضيفين إلى ذلك أبحاثنا السريرية حول هذه المادة القيمة. وقدمنا في كتابنا هذا خلاصة تكفي القارئ العادي ما يستفيد منه لتطبيقه في حياته العملية لمعالجة الكثير الكثير من الحالات المرضية الطارئة، فضلاً عن كونه منبع المواد السكرية الأكثر أهمية على مدى آلاف السنين. يقول المثل الفرنسي: "لكل سيّد مكانته.. والعسل سيد المحليات".
والنحل ومن أجل بنائه لبيته يفرز الشمع الذي يبني منه أقراص الشمع ذات العيون السداسية والتي يستخدمها مهداً لفراخه ثم يخزن بها ما صنعه من عسل وما جناه من غبار الطلع. وشمع العسل مادة ذات أهمية اقتصادية وطبية بالغة، فهو ويعتبر الأساس في أربعين صناعة هامة من كهربائيات والكترونيات وفي صناعة الجلديات والعطور، ويدخل أساساً لمواد التجميل الرائعة من رهيمات وأقنعة وحمرة شفاه وغيرها، ولصنع المراهم الجلدية واللصوقات الجلدية أيضاً.
والغذاء الملكي الذي تنتجه صبايا النحل غذاء مركز من الحموض الأمينية والفيتامينات والهرمونات يفيد الناقهين والضعفاء والشيوخ وله دور هام كمادة حيوية منشطة للجهاز العصبي والقدرة الجنسية وهو ناظم للضغط الدموي والذي يمكن أن ندعوه بحق "العقار الحيوي الطبيعي".
وفي الوقت الحاضر تعتبر النحلات الجانيات الماهرات لغبار الطلع، المنتج الغذائي المركز من البروتينات والفيتامينات، يكون منه النحل خبزه علاوة على كونه مادة دوائية تبدي العديد من الخصائص العلاجية الممتازة، ففيه مواد مضادة للحيوية وأخرى منشطة للنمو، وهو وناظم للوظيفة المعوية ومنشط لتكوين عناصر الدم، كما ثبت أنه علاج ممتاز لأورام البروستات السليمة والتهاباتها عند الشيوخ.
وسم النحل ذاك الذي فيه مظنة الضرر للإنسان أثبت الطب الحديث أنه العلاج النوعي للرثية الروماتيزم كما ثبت فائدته الجمة في التهابات الأعصاب بشتى أنواعها وله استطباباته النوعية في معالجة العديد من أمراض العين والأوعية الدموية. ثم إن النحل لا يلسع إلا دفاعاً عن النفس ولحماية مملكته، أوَليس في هذا فهماً لقول النبي صلى الله عليه وسلم المعجز: المؤمن مثل النحلة، لا تأكل إلا طيباً ولا تضع إلا طيب.
والنحلات صيادلة هذا العصر وكل عصر تنتج غراء النحل "العكبر" والذي يفترض الدوائيون اليوم أنه سيدخل خزانة الأدوية المستقبلة من بابها العريض، إذ أن له استطبابات بدت جازمة في معالجة العديد من الأمراض سواء موضعياً لمعالجة الجروح والقروح، وفي الأمراض النسائية وآفات الطرق التنفسية، علاوة على كونه "القمة" بين أدوية الطب البيطري هذا فضلاً عن استعمالاته الصناعية إذ يحضر منه "الأنواع الممتازة من الغراء" والذي يستعمل في صناعة الأدوات الدقيقة كالآلات الموسيقية وغيرها.
وهكذا نرى كيف تحضر النحلات الصيدلانيات الملهمة من خالق الكون تلك العقاقير الممتازة التي ملأت بها خزانة الطب، والتي شغل بها الباحثون وأقيمت لدراستها المؤتمرات العالمية واستحدثوا لها فرعاً جديداً من فروع الطب أطلق عليه "طب النحالة" لكن هذا يشكل في الواقع جانباً واحداً من نشاط هذه الكائنات العجيبة في دنيا البشر. وفي الحقيقة فإن الدور الهائل الذي يلعبه "النحل" في إكثار المحاصيل الزراعية يصعب تقييمه، ذلك لأن مئات الأنواع النباتية تحتاج من أجل إنضاج ثمارها إلى ما يسمى بالإلقاح المتصالب الخلطي بنقل غبار الطلع من أكياسه إلى مياسم المدقات. هذا العمل الهام تقوم به الحشرات المختلفة، لكن النحل هو الأهم في هذا العمل الحيوي. وتدل الإحصائيات[2]على أن الدخل الذي يقدمه النحل لمالك الأرض الذي ترعى زهرها يفوق 7-8 مرات الدخل الذي يستفيده النحال مما ينتجه النحل من عسل وشمع وغذاء ملكي وسواها.
لقد كان العقل المفكر للإنسان[3]وعلى مدى قرون يحاول أن يفك اللغز وأن يتعرف على مهمة النحل الحقيقية فوق الأزهار وفي الظلام الدامس ضمن الخلية، ولقد أضحى معلوماً اليوم أن الأزهار والنحل لا يمكن أن يستمر وجود أحدهما دون الآخر، فبقاؤهما في هذا الكون مرتبط ومتلازم، ولم يعد النحل مجرد صانع للعسل، بل لقد عرفت اليوم مهمته الأزلية كملقحات مجنحات لأزهار البساتين والمروج ذلك الدور الزراعي الهام، والمنة الإلهية العظيمة التي نأكل نتاجها من الفواكه والخضار فبدون مشاركة النحلة فإن عدداً كبيراً من النباتات قد لا تثمر... رغم أن نتاجها هو مصدر الصحة ومنبع السرور للجميع.
فالنحل يقوم بمهمة التلقيح التصالبي الخلطي لأشجار الفاكهة[4]والزينة والخضار والمحاصيل الحلقية والعلنية والأزهار البرية فيضاعف من إنتاجها مما جعل العديد من المزارعين يقبلون على طلب النحل مما زاد في أرباح مربي النحل علاوة على زيادة وتحسين نوعية الإنتاج الزراعي.
فبالنسبة لمحصول القطن يعتبر النحل عاملاً مهماً في الإلقاح التصالبي للقطن يزيد في إنتاجه بنسبة تصل إلى 30-35% ويحددها بعض المؤلفين بأكثر من 50%.
أما أشجار التفاح فيؤلف النحل 82% من الحشرات التي تزورها لهذه المهمة. وليعلم أن 17% من أزهارها تبقى غير ملقحة ولن تثمر إذا لم يزرها النحل. ويكفي لحقل من أشجار التفاح مساحته 2 هكتار خلية واحدة لإتمام تلقيحها بشكل كامل.
وأشجار الأجاص يزيد إنتاجها بنسبة 5% عند وجود خلية نحل في جوارها، وتكفي خمس خلايا من النحل لتلقيح هكتارين من حقل أشجار اللوز بشكل جيد.
والبصل تلقيحه خلطي أيضاً ويزيد النحل من إنتاجها بنسبة 35% إلا أن العسل الناتج يحمل رائحة البصل والتي تزول خلال شهرين من تخزينه وتشميسه.
وللنحل أهمية في تلقيح أزهار الحمضيات وزيادة إنتاجها بفارق كبير علماً بأن عسل الحمضيات وخاصة البرتقال ذو رائحة وطعم لذيذين.
وبالنسبة للقثائيات "البطيخ بأنواعه" والقرع والكوسا والخيار فإن إنتاجها يتضاعف مرات ومرات "أوصلها بعض المؤلفين إلى 9 مرات" عند وجود خلايا النحل وسط حقوله. ففي إحدى التجارب على مزارع الخيار لم تثمر من أصل 977 زهرة سوى 3 لعدم وجود مناحل قريبة، وعندما وضع النحل أثمرت 784 زهرة من 831 زهرة. وكذلك فإن نتاج حقول اللفت والفجل والملفوف من البذور يتضاعف إذا كانت موجودة ضمن دائرة طيران النحل.
أما البرسيم فإن إنتاجه من البذور يتضاعف 2.5 مرة عند وجود النحل. وبذور عباد الشمس تتضاعف أيضاً كميتها قرب المناحل.
أما حقول القمح والشعير والذرة فأهمية النحل قليلة بالنسبة لها، إذ أن نسبة 95% من إلقاحها إلقاح ذاتي، ويبقى 5% فقط إلقاح تصالبي يمكن للنحل أن يساهم فيه. ونفس الأمر بالنسبة للعنب والشوندر السكري والسلق.
وينظر كثير من العلماء والباحثين إلى النحل اليوم ليس كمجرد مصنع حي ينتج ما ينتج من أغذية وعقاقير وليس لمجرد دورها الهام في إلقاح الأزهار وزيادة الإنتاج الزراعي وإنما من زاوية أخرى مهمة وهي عمل النحالة نفسه إذ من الصعب أن نقيم بإنصاف العمل الممتع والفتان مع النحل، في الهواء الطلق بين روائح الزهور العطرة، وتناوله المستمر لمنتجاته من عسل وغذاء ملكي وغيرهما، وحتى تعرضه للسع النحل كلها تشكل عوامل منشطة للعضوية تزيد في مناعتها ضد الأمراض، مما حدا بالكثير من العلماء اعتبار المنحل كمشفى أو مصح طبيعي رائع وخاصة لنوعية من الناس ممن يشكو الإرهاق العصبي والمقعدين والعجزة من معاقي الحروب وغيرها والمتقاعدين والمسنين، فالعمل في المنحل في نظرهم نوع من المعالجة التعويضية بالعمل المناسب.
وبعبارة أخرى فإن تربية النحل عمل ممتع وفيه نفع كبير لأولئك الأشخاص الذين لا يصلحون للأعمال الجسمانية الصعبة ويزيد نفعه للأشخاص المتوتري الأعصاب، فهو عمل خفيف يستفيد صاحبه من الهواء الطلق والمهدئ للجهاز العصبي.


النحل في القرآن

قال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} النحل:68-69.
قوله تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل}: قال القرطبي: "قد مضى القول في الوحي وأنه قد يكون بمعنى الإلهام، وهو ما يخلقه الله تعالى في القلب ابتداء من غير سبب ظاهر، وهو من قوله تعالى: {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها}. ومن ذلك البهائم وما يخلق الله سبحانه فيها من إدراك منافعها واجتناب مضارها وتدبير معاشها".
وقال الفخر الرازي: "والمراد من الإلهام أنه تعالى قرر في نفسها هذه الأعمال العجيبة التي يعجز عنها العقلاء من البشر، وبيانه من وجود أنها تبني البيوت السداسية من أضلاع متساوية لا يزيد بعضها على بعض بمجرد طباعها، والعقلاء من البشر لا يمكنهم بناء مثل تلك البيوت إلا بآلات وأدوات مثل المسطرة والفرجار. ثم إنه ثبت في الهندسة أن تلك البيوت لو كانت مشكلة بأشكال سوى المسدسات فإنه يبقى بالضرورة فيما بين تلك البيوت فرج خالية ضائعة. أما تلك البيوت المسدسة فإنه لا يبقى بينها فرج خالية ضائعة. فإهداء ذلك الحيوان الضعيف إلى هذه الحكمة الخفية والدقيقة اللطيفة من الأعاجيب".
قوله تعالى: {أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر} هذا إذا لم يكن لها مالك {ومما يعرشون}: قال القرطبي: "جعل الله بيوت النحل في هذه الأنواع الثلاثة إما في الجبال وكواها، وإما في متجوف الأشجار، وإما فيما يعرش لها ابن آدم من الخلايا والحيطان، وعرش هنا: هيأ وأكثر ما يستعمل من إتقان الأغصان والخشب وترتيب ظلالها ومنه العريش الذي صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر"... وقال الرازي: "ظاهر قوله تعالى" أن اتخذي من الجبال بيوتاً" أمرٌ وقد اختلفوا فيه، فمن الناس من يقول: لا يبق أن يكون لهذه الحيوانات عقول، ولا يبق أن يتوجب عليها من الله أمر ونهي، وقال آخرون: المراد منه أن الله تعالى خلق فيها غرائز وطبائع توجب هذه الأحوال. ونلاحظ في خطاب الله تعالى لها استعمال صيغة التأنيث {أن اتخذي} وهذا يتوافق مع ما هو عليه عالم النحل، فغالبية النحل من الإناث، وترأسهم ملكة كما هو معلوم..".
قوله تعالى: {ثم كلي من الثمرات} قال القرطبي: "أن تأكل النوار من الأشجار "فاسلكي سبل ربك ذللاً" أي: طرق ربك، والسبيل: الطريق. وأضافها إليه لأنه خالقها، أي ادخلي طرق ربك لطلب الرزق. {ذللاً} جمع ذلول، وهو المنقاد، أي مطيعة مسخرة".
قال ابن كثير: "المراد بالوحي هنا الإلهام والهداية، والإرشاد للنحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً تأوي إليها، ثم هي محكمة في غاية الإتقان في تسديها ورصفها بحيث لا يكون في بيتها خلل ثم أذن لها تعالى إذناً تقديرياً تسخيرياً أن تأكل من كل الثمر،وأن تسلك الطرق التي جعلها الله تعالى مذللة لها، أي سهلة عليها حيث شاءت من الجو العظيم والبراري الشاسعة والجبال الشاهقة، ثم تعود كل واحدة منها إلى بيتها، لا تحيد عنه يمنة ولا يسرة، بل إلى بيتها وما لها فيه من فراخ وعسل فتقيئ العسل من فيها وتبيض الفراخ من دبرها ثم تصبح إلى مراعيها".
وفي قوله تعالى: {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس} قال القرطبي: فيه تسع مسائل:
الأولى: قوله {يخرج من بطنها شراب} يعني العسل، فقد ورد عن علي عليه السلامأنه قال في تحقيره للدنيا: أشرف لباس ابن آدم فيها لعاب دودة "يعني الحرير" وأشرف شرابه رجيع نحلة "يعني العسل".
الثانية: قوله : {مختلف ألوانه} يريد أنواعه من الأحمر والأبيض والأصفر، والجامد والسائل دليل على أن القدرة نوعته بحسب تنويع الغذاء كما يختلف باختلاف المراعي.
الثالثة: قوله: {فيه شفاء للناس} الضمير للعسل، قاله الجمهور. أي في العسل شفاء للناس. وقيل الضمير للقرآن. قال القاضي أبو بكر بن العربي: من قال إنه القرآن بعيد ما أراه يصح عنهم، ولو صح نقلاً لم يصح عقلاً، فإن مساق الكلام كله للعسل.
الرابعة: اختلف العلماء في قوله تعالى {فيه شفاء للناس} هل هو على عمومه أم لا، فقالت طائفة هو على العموم في كل حال ولكل إنسان، فقد روي عن ابن عمر عليه السلامأنه كان لا يشكو قرحة ولا شيئاً إلا جعل عليه عسلاً، حتى الدمل إذا خرج عليه طلى عليه عسلاً.
وروي أن عوف بن مالك الأشجعي مرض فقيل له ألا نعالجك؟ فقال: إيتوني بماء فإن الله تعالى قال: {ونزلنا من السماء ماء مباركاً} ثم قال: إيتوني بعسل فإن الله تعالى يقول: {فيه شفاء للناس} ثم قال: إيتوني بزيت فإن الله تعالى يقول: {من شجرة مباكة زيتونة} فجاؤوه بذلك كله فخلطه جميعاً ثم شربه فبرئ.
وقالت طائفة: إن ذلك على الخصوص ولا يقتضي في كل علة وفي كل إنسان بل إنه خبر على أنه يشفى ففائدة الآية إخبار عنه أنه دواء لما كثر الشفاء به، وليس بأول لفظ خصص، فالقرآن مملوء منه، ولغة العرب يأتي فيها العام كثيراً بمعنى الخاص، والخاص بمعنى العام.
الخامسة: الماء حياة كل شيء، وقد رأينا من يقتله الماء إذا أخذه على ما يضاره. وقد رأينا شفاء العسل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حسم الإشكال وأزاح عنه وجه الاحتمال حين أمر الذي يشتكي بطنه بشرب العسل فلما أخبره أخوه بأنه لم يزده إلا استطلاقاً أمره بعود الشراب فبرئ، وقال: صدق الله وكذب بطن أخيك.
السادسة: لسنا نستظهر على قول بيننا بأن يصدقه الأطباء بل لو وكذبوه لكذبناهم وصدقناه صلى الله عليه وسلم .

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
  #484  
قديم 26-04-2008, 05:37 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع ..... النحل والإنسان


السابعة: قوله {فيه شفاء للناس} دليل على جواز التعالج بشرب الدواء خلافاً لمن كره ذلك من العلماء.
الثامنة: ذهب مالك وجماعة من أصحابه إلى أن لا زكاة على العسل.
التاسعة: قوله تعالى: {إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون} أي يعتبرون، ومن العبرة في النحل بإنصاف النظر وألطاف الفكر في عجيب أمرها، فيشهد اليقين بأن ملهمها الصنعة اللطيفة وحزمها في تفاوت أحوالها هو الله سبحانه وتعالى، يقول العلامة الزجاج [5]في قوله تعالى: {يخرج من بطونها}: "...إلا أنها تلقيه من أفواهها، وإنما قال من بطونها: لأن استحالة الأطعمة لا تكون إلا في البطن فيخرج كالريق الدائم الذي يخرج من فم ابن آدم".
وفي تعليقه على آيتي النحل يقول الفخر الرازي: "اعلم أنه تعالى لما بين إخراج الألبان من النعم وإخراج السكر والرزق من ثمرات النخيل والأعناب دلائل قاهرة وبينات باهرة على أن لهذا العالم إلهاً قادراً مختاراً حكيماً فكذلك إخراج العسل من النحل دليل قاطع وبرهان ساطع على إثبات هذا المقصود".
ولقد دافع عن عمومية شفاء العسل العلامة الشنقيطي[6]في شرحه لحديث "صدق الله وكذب بطن أخيك" فقال: ووجه قوله صلى الله عليه وسلم "صدق الله" هو كون النكرة في قوله {فيه شفاء للناس} للعموم لأنها سيقت للإمتنان، فهي إحدى النكرات الأربع التي تعم، كما نص عليه السيوطي وغيره كالعطار على جمع الجوامع وغير واحد من المحققين مثالها قوله تعالى: {وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً} وقوله: {فيه شفاء للناس}.
ويرى الدكتور النسيمي أن الآية تفيد أن العسل شفاء لبعض الأمراض... إلا أنه يمكن لفئة خاصة من أهل اليقين والصدق والصفاء أن يستشفوا به لكل علة، ويمكن أن يحدث الشفاء بذلك كرامة أو معونة من الله تعالى لهم، وذلك خصوصية لبعض المتقين لا تعطي حكماً عاماً. ويرى أن لفظ شفاء في الآية الكريمة نكرة، والنكرة في سيقان الثبوت لا تعم كما قال القرطبي، ومع ذلك فإن تنكير شفاء وعدم تعيين الفوائد العلاجية للعسل يحرك همة المؤمنين المختصين أن يجروا التجارب ليكتشفوا المزيد من الفوائد الدالة على عظيم منفعة العسل العلاجية كما يرى النسيمي أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم وتداويه بالحجامة ووصفه لأدوية أخرى كالحبة السوداء وغيرها يدل على أن العسل ليس شفاء من كل داء كما يرى أن الواقع الطبي العملي لا يشير إلى إمكانية كون العسل أو غيره يمكن أن يكون شفاء لكل داء. كما يؤكد أن التصور العقلي لا يبيح ذلك لوجود أمراض متناقضة كفرط الدرق وقصوره وانخفاض الضغط وارتفاعه وغيرها، فلا يعقل "كما يرى النسيمي" أن يكون العسل سبباً مادياً للشفاء من حالتين متضادتين وبالتالي لا يتصور أن يكون داوء لكل داء.
ويرى الدكتور ظافر العطار أن آية النحل {فيه شفاء للناس} صريحة في عمومها، ولا يرى أي مبرر لتأويلات بعض المفسرين كالسدي وغيره، وهو إن صح عنه يجعل الطب في المقدمة لا الشرع، ويفهم منه أن ما أقرته التجربة يصبح عنده شفاء. ويرد على الدكتور النسيمي بأن تعدد العلاجات النبوية إنما هو رحمة بأمته صلى الله عليه وسلم فعدد لها الدواء، فقد لا يتيسر العسل لبعض الناس فأفسح لهم المجال بتعدد الدواء، لكن هذا لا يعني بحال أن العسل لا يفيد الشقيقة وغيرها، وحول رأي الدكتور النسيمي بعدم تصوره دواء يصلح لحالتين متضادتين يجيب أن العسل منظم للجسم البشري يعيد إليه توازنه الطبيعي وانسجامه كما لا يرضى الدكتور العطار بجعل العسل علاجاً روحياً لأهل الخصوص، فقوله تعالى: {فيه شفاء للناس} وكلمة {ناس} يستوي فيها المسلم والكافر، فكيف بالمؤمن؟!.
ويقف الدكتور حسان شمسي باشا
[7]هنا ليتساءل: لماذا قال الله تعالى: {يخرج من بطونها شراب} ولم يذكر صراحة أن العسل هو الذي يخرج من بطون النحل، ويجيب على تساؤله بنقل قول الدكتور البنبي: "فالنحل لا ينتج العسل وحده فحسب، بل إنه ينتج الغذاء الملكي والسم والشمع والعكبر ... وحبوب اللقاح. ولم يذكر القرآن صراحة أن العسل هو الذي يخرج من بطون النحل، أو أنه هو الذي فيه شفاء للناس، لأن الله يخرج من بطون النحل مواد متعددة شافية، لكنها لم تكن معروفة حين نزول القرآن على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ... فكأن هذه الآية الموجزة تتضمن المعنى الذي كان معروفاً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عن القيمة العلاجية والمعنى الذي لم يعرف إلا في القرن العشرين عن القيمة العلاجية لسم النحل والغذاء الملكي وغيرهما من منتجات النحل.
ونحن نرى أن الشراب الذي وصفه المولى سبحانه وتعالى في الآية {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس} هو العسل حصراً.
فليس لمفسر أن يدلي برأيه بعد أن ثبت في الحديث الصحيح: صدق الله وكذب بطن ابن أخيك، اسقه عسل أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر الشراب بالعسل، ثم إن الوصف اللغوي الذي جاءت به الآية أتى بصيغة المفرد ليدل أن الشراب نوع واحد، وإن اختلفت ألوانه، وهذا ينطبق على العسل، ثم إن الشمع ليس بشراب، والغذاء الملكي والعكبر يفرز في فم النحلة ولا يخرج من البطن من الناحية التشريحية وأخيراً فإن سم النحل لو تناوله امرؤ على شكل شراب لفسد في معدته، فهو لا يفيد مطلقاً إذا ما أخذ على شكل شراب.
وهكذا فإن المادة العلاجية القرآنية الوحيدة هي العسل، وهذا لا يعني المواد الأخرى التي تصنعها النحلة ليس فيها شفاء، فقد أشبعنا في كتابنا هذا الخواص العلاجية لهذه المواد دراسة وبحثاً ولكننا لا يمكن أن نضعها ضمن الأدوية القرآنية التي نص القرآن على الاستشفاء بها.

النحل في السنة النبوية
عن أبي رزين العقيلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن مثل النحلة، لا تأكل إلا طيباً، ولا تضع إلا طيب. [8]
وعن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والذي نفسي بيده إن مثل المؤمن كمثل النحلة، أكلت طيباً، ووضعت طيباً، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد.[9]
وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن مثل النحلة، إن أكلت أكلت طيباً، وإن وضعت وضعت طيباً، وإن وقعت على عود نخر لم تكسره.[10]
قال المناوي في فيض القدير: "المراد بالمؤمن الذي تكاملت به خصال الخير باطنا، وأخلاق الإسلام ظاهراً، فشبه المؤمن بذبابة العسل النحلة لقلة مؤنتها وكثرة نفعها كما قيل، إن قعدت على عش لم تكسره، وإن وردت على ماء لم تكدره.
وقال علي بن أبي طالب: كونوا في الدنيا كالنحلة، كل الطير يستضعفها، وما علموا ما ببطنها من النفع والشفاء.
ومعنى إن أكلت أي أنها لا تأكل بمرادها وما يلذ لها، بل تأكل بأمر مسخرها في قوله تعالى: {كلي من كل الثمرات} حلوها ومرها لا تتعداه إلى غيره من غير تخليط، فلذلك طاب وضعها لذة وحلاوة وشفاء، فكذا المؤمن لا يأكل إلا طيباً، وهو الذي حلي بإذن ربه، لذلك لا يصر من باطنه وظاهره إلا طيب الأفعال، وذكي الأخلاق، وصالح الأعمال...".
والمؤمن بإجماع العلماء أكرم الخلق عند الله عز وجل، وتشبيه المؤمن بالنحلة رفع لمكانة هذه الحشرة النافعة، وتقدير من نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لجليل ما تقوم به من أعمال وما تضعه وتصنعه من أدوية ومواد هي في غاية النفع لهذا الإنسان.

العسل عبر القرون[11]
عرف الإنسان العسل منذ أن كان يعيش في المغاور. وعبّر الإنسان القديم عن أهمية العسل بالأقاصيص والغناء قبل أن يعرف الكتابة. وظل العسل آلافاً من السنين الحلو الصافي الوحيد بالنسبة للبشر، وكان له مكانة مرموقة عند معظم شعوب العالم القديم، حيث استخدم كنوع من القرابين المفضلة في الطقوس الدينية. كما تدل الوثائق التاريخية على أن العسل قد استخدمته معظم هذه الشعوب لغايات علاجية بحته.
لقد كانت جميع شعوب الشرق الأوسط تعمل على تخزين العسل بكميات كبيرة لاعتقادهم بالخلود حين استعمالهم له ، وكانوا يعتبرونه رمزاً لطهارة الروح. وقد كشفت الحفريات في قبور الفراعنة خبايا العسل، وكانت مغطاة ومحتفظة بطعمها، وذات رائحة عطرة كاليوم الذي وضعت فيه مع الملك الميت آنذاك. وكانت العادة عند قدماء المصريين أن يقدّم العريس لعروسه أثناء الزفاف ما يعادل "رطلاً إنكليزيا" من العسل كعربون على حبه ووفائه لها.
وفي أقدم وثيقة وجدت على أوراق البردي تعود إلى 3500 سنة خلت وجد كتاب تحضير الأدوية لكل أمراض الجسم وفيه كثير من الوصفات كان فيها العسل المادة الرئيسية وذكروا أن العسل يساعد على شفاء الجروح ومعالجة أمراض المعدة والأمعاء والكلى، وطبقوه على شكل مراهم في علاج أمراض العين. وفي عسر التبول وصفت حبوب باسم "خا" يدخل فيها العسل أيضاً، وفي وثيقة فرعونية أخرى قرأها إيدفين سميث وجدت معلومات عن تطبيق الضمادات العسلية بعد العمليات الجراحية.
وفي الشرق الأقصى وعند براهمة البنغال كانت العروس تدهن بالعسل ولا سيما ثدييها وفرجها لاعتقادهم بأنها ستصبح أكثر إخصاباً. وقد جاءت وثائق من الصين تشير إلى أن أطباءهم كان يعالجون المصابين بالجدري بطلي أجسامهم بالعسل لما رأوه من سرعة شفائهم به، وأنه يمنع حصول الندب المعيبة التي يخلفها هذا الداء الوبيل، كما نقل عنهم معرفتهم بخواص العسل الحافظة والمغذية للبشرة والمبيضة لها أيضاً حيث كانوا يمزجونه مع شمع العسل.
والهنود القدامى نسبوا للعسل من المزايا الشفائية والمقوية وكانوا يكتحلون بالعسل لمعالجة أمراض العين وخاصة الساد، وفي كتاب الحياة Ayur vedaوقوانين مانو شرح عن أكسير الحياة لإطالة العمر، وأنه مكوّن من اللبن والعسل.
واعتقد الإغريق من أتباع المذهب الروحي بأن العسل يطيل العمر، وإن فيثاغورس وديموقراطوس فكرا بإطالة عمريهما بجعل العسل جزءاً من غذائهما اليومي. وقد اعتاد مصارعوا الإغريق تناول العسل وخصوصاً قبل تمارينهم الرياضية وأشارت أساطير اليونان بالعسل المحضّر من قبل صيادلة ذلك العصر –النحلات- ووصفته بأنه الندى الذي تقطره نجوم السماء وأقواس قزح، والذي ينحدر إلينا بواسطة الأزهار. وكان شاعرهم هوميروس يتغنى بالعسل وبخصائصه الممتازة في ملحمته الخالدة الإلياذة والأوديسة.
كما أن بيفاغور أبرز في أشعاره خواص العسل الدوائية المعروفة حينذاك.
وكان الفيلسوف اليوناني أرسطاطاليس خبيراً بالطب وقد مدح بإطناب رجل النحل المسمر، وبيّن أن العسل يملك خواص ذاتية فريدة من نوعها وأنه يقوي الصحة ويطيل العمر. كما أن أبو قراط يعتمد على العسل في غذائه الخاص ويعالج به كثيراً من الأمراض كالجروح والإلتهابات البلعومية، وله شراب محضر من العسل يصفه كمهدئ للسعال وماص للرطوبة.
أما المؤرخ بليني صاحب كتاب "التاريخ الطبيعي" فقد أشار إلى الخواص الشفائية الممتازة للعسل في معالجة الجروح وتقرحات الفم، وذكره العالم الإغريقي "ديوسكوريدوس" كعلاج ناجح في أمراض الجهاز الهضمي ولمعالجة الجروح المتقيحة والبواسير، كما أشار الطبيب كلافدي غالن بشكل خاص في قروح الفم وكان يعالج الجروح بعجينة مكونة من العسل والطحين. كما كان يصف العسل لمعالجة حالات التسمم ولآفات جهاز الهضم.
وفي عهد الإمبراطورية الرومانية كان العسل الغذاء الاعتيادي لكل روماني وكان رمزاً في أعيادهم واحتفالاتهم الدينية.
ونظراً لارتفاع قيمته في نظرهم فقد قبلوا أخذه كبديل ممتاز عن الضرائب المتوجب دفعها. وكان نبلاء الرومان يفاخرون بامتلاكهم خلايا النحل، ويعتبرون تقديم العسل للضيف من كوارة المضيف الخاصة نوعاً من إكرامه والاحتفاء به. كما كانوا يصطحبون مناحلهم في معاركهم ضد أعدائهم إذ كانوا يطلقونها في ساحات الحرب لتصبح سلاحاً قاتلاً للأعداء.
أما الشاعر الروماني أوفيد فقد أيد آراء بيفاغور واضعاً العسل في رأس قائمة المواد الضرورية لتغذية الإنسان.
وفي فلندا مازالت معروفة تلك العادة وهي دهن شفاه العروس بالعسل ليلة زفافها حفظاً على مودتها، وعند الطليان مثل شعبي يقول: "سيدتي! عاجلي زوجك بالعسل فإنك ستحكمين قلبه وتحافظين على مودته، سيدي! عامل زوجتك وكأنكما في شهر العسل واعلم أن السعادة ستخيم دائماً على منزلك..".
ولقد كان العبرانيون يعتقدون بأن العسل يجعل الناس مهرة وأذكياء.
وما زال اليهود حتى أيامنا هذه يصنعون الأطعمة الخاصة بالأعياد من العسل، وفي سفر التكوين من التكوين من التوراة جاء ذكر العسل عندما أرسل يعقوب ابنه بنيامين إلى مصر مع أعطية فيها أحسن فواكه الأرض مع العسل، وجاء فيه وصية لنبي الله سليمان عليه السلام [12]عن أبيه داود قوله: تناول العسل يا بني فإنه جيد، وإن أقراص العسل لذيذة المذاق.
وفي القرن السادس استخدم الكسندر ترايسكي العسل بكثرة لمعالجة أمراض الكبد والكليتين والجهاز التنفسي. وفي الطب الشعبي الروسي عولج بالعسل الكثير من الحالات المرضية. وقد ورد في المخطوطات الروسية القديمة وصف مسهب لخواص العسل العلاجية وعلى الخصوص لمعالجة الالتهابات الصدرية والسل الرئوي وأمراض الهضم. كما وردت وصفات لمراهم يدخل فيه العسل لمعالجة الجروح المتعفنة وعدد من الآفات الجلدية.
وللعسل عند المسلمين نظرة خاصة ومكانة جلّى كطعام له نوع من القدسية في نفوسهم، ولقد بلغ من ترغيب القرآن الكريم فيه أن جعله شراب أهل الجنة. وهذا مصداق قوله تعالى في وصف ما أعده سبحانه وتعالى لعباده المتقين: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً }محمد: من الآية15 وحينما ترد ذكر الأطعمة والأشربة في السنة النبوية المطهرة فإنه لمما يلفت النظر حقاً إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا النوع من الغذاء الممتاز، ودعوته مراراً للاستشفاء به. فقد روى مسلم في صحيحه أن عائشة عليه السلامقالت: أنه صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الحلواء والعسل.
إلا أن أول وآكد نص تاريخي يثبت الخواص الشفائية للعسل هي الآية المنزلة في سورة النحل، وهي قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ... يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}النحل: من الآية:68-69.
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم إيماناً به وتصديقاً لما أنزل الله في كتابه أصرّ على كثير ممن راجعه من الصحابة يسألونه الدواء أن يتداووا بالعسل، وحذا حذوه العديد من الصاحبة ثم الكثير من أطباء المسلمين حيث طبقوا العسل على نطاق واسع.
وفي كتاب القانون في الطب لابن سينا عشرات الوصفات التي يدخل فيها العسل. فقد كان يصف مزيجه مع شراب الورد لمعالجة السل الرئوي، ويصف محاليله الدافئة لمعالجة الأرق،كأوضح فعله المشغف للقرنية لمعالجة كثافاتها المختلفة المنشأ، وكان يصف العسل فيقول: "العسل يقوي الروح، ويزيد النشاط، ويحرك الشهية، ويحفظ الشباب، ويؤدي إلى انطلاق اللسان" ويصف الموفق البغدادي العسل بأنه" يدفع الفضلات من الأمعاء، ويشد المعدة،وينقي الكبد، ويدر البول، وينقي الصدر، وينفع أصحاب البلغم، والأمزجة الباردة والسعال الكائن من البلغم".
[1] : مثل إيطالي.[2] : عن إيوريش النحلات والطب.[3] : عن كتاب: "Bees and People".[4] : راجع كتاب الحديث في تربية النحل د. سلامة شقير. وكتاب النحل والإنسان لإيوريش.[5] : عن كتاب "زاد المسير في علم التفسير" لابن الجوزي.[6] : العلامة محمد حبيب الله الشنقيطي عن كتابه زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم.[7] : عن كتابه "معجزة الاستشفاء بالعسل والغذاء الملكي".[8] : رواه الطبراني في الأوسط، وقال الهيثمي: فيه مسجاح بن نصير وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله ثقات، وأورده الألباني في صحيح الجامع الصغير وقال: حديث صحيح.[9] : رواه الإمام أحمد، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير أبي سبرة وقد وثقه ابن حبان.[10] : رواه البيهقي في شعب الإيمان، وضعفه السيوطي، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، غير أبي سبرة وقد وثق.[11] : هذا البحث مختصر عن كتابنا العسل فيه شفاء للناس ومصدره كتابين: الأول: Honey for Health لتونزلي. والثاني: النحلات صيدلانيات مجنحة لإيوريش.[12] : علماً بأن اليهود لا يعترفون لسليمان عليه السلام بالنبوّ وإنما يلقبونه بالملك ويتهمونه بالسحر والعياذ بالله.
  #485  
قديم 30-04-2008, 03:05 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

العسل في القرآن والسنة

بقلم الدكتور محمد نزار الدقر
ما من شك في أن النصوص القرآنية التي وردت في العسل ومن بعدها الأحاديث النبوية الصحيحة هي أوضح وأرسخ النصوص القديمة على الإطلاق، كما أنها تعتبر من أوائل النصوص التي جزمت بالفوائد العلاجية الثابتة لهذه المادة القيمة. قال تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل... يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس} النحل.
وقد شرحنا هذه الآية بإسهاب في فصل "النحل في القرآن".
وقال تعالى واصفاً ما أعده لعباده المتقين في جنة الخلد: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} محمد: من الآية15.
عن جابر بن عبد الله عليه السلامقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن كان في شيء من أدويتكم من خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي[1].
وعن ابن عباس عليه السلامأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشفاء في ثلاثة: شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار وأنهي أمتي عن الكي.[2]
قال الحافظ ابن حجر: ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم الحصر في ثلاثة فإن الشفاء قد يكون في غيرها.
وعن ابن مسعود عليه السلامقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن. [3]
وعن أبي سعيد الخدري عليه السلامقال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسقه عسل فسقاه ثم جاءه فقال: إني سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال: ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة. فقال: اسقه عسلاً. فقال: لقد سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسل فسقاه فبرئ[4]وفي رواية: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي عرب بطنه فقال: اسقه عسلاً... ثم ذكر نحوه ومعناه.[5]
وفي قوله صلى الله عليه وسلم : صدق الله وكذب بطن أخيك يقول العلامة الزرقاني:[6]"معناه أخطأ بطن أخيك حيث لم يصلح لقبول الشفاء بسرعة لكثرة المادة الفاسدة فيه، ولذا أمره صلى الله عليه وسلم بمعاودة شرب العسل لاستفراغها، فلما كرر ذلك برئ".
وقال الفخر الرازي: "لعله صلى الله عليه وسلم علم بنور الوحي أن ذلك العسل سيظهر نفعه بعد ذلك، فلما لم يظهر نفعه في الحال كان هذا جارياً مجرى الكذب، فلهذا أطلق عليه هذا اللفظ".
وقد علق الطبيب الكحال [7]على الحديث فقال: "إن إسهال ذلك الرجل كان من تخمة أصابته، وقد جاء في بعض طرق الحديث إن أخي عرب بطنه ومعناه فسد هضمه، واعتلت معدته، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بشرب العسل لدفع الفضول المجتمعة. وهذا العلاج من أحسن ما عولج به هذا المرض، لا سيما إذا مزج العسل بالماء الحار، لأن الأطباء مجمعون في مثل هذا على أن علاجه بأن تترك الطبيعة وفعلها، وإن احتاجت إلى معين على الإسهال أعينت مادامت القوة باقية".
ويرى الدكتور النسيمي:" [8]أن الإسهال الحاد الذي وصف له النبي صلى الله عليه وسلم العسل كما يحتمل أن يكون ناتجاً عن تخمة، فإنه يحتمل أن يكون ناتجاً عن عفونة معوية، وأن للوصفة النبوية هذه ميزات ثلاثة:
الأولى: المعالجة المثلية بمعالجة الإسهال بمسل، وذلك لدفع الفضلات ومحتوى الأمعاء الفاسدة والإنسمام الغذائي من التخمة أو طرد المحتوى المتعفن بتكاثر الجراثيم.
الثانية: اختيار العسل وهو ملين على المسهلات الشديدة التي تخرّش الأمعاء، وأكثر الدوائيين اليوم إذا رغبوا بإعطاء مسهل في حوادث الإسهال غير الطفيلية المنشأ، فإنهم يفضلون المليّن.
الثالثة: اختيار العسل من بين الملينات لأن في العسل مواد مطهرة تثبط نمو الجراثيم وتقتل بعض أنواعها./ هـ
وعن أبي سعيد الخدري "أن ملاعب الأسنة بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدواء من وجع بطن أخ له، فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم عكة عسل فسقاه فبرئ". [9]
وعن عامر بن مالك قال: "بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم من وعك ألمّ بي ألتمس منه دواء أو شفاءً، فبعث إلى بعكة من عسل".[10]
وعن عائشة عليه السلامقالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الحلواء والعسل".[11]

صنع النحلة للعسل
النحلة هي الوحيدة تقريباً من عائلة الحشرات التي تستطيع تخزين رحيق الأزهار من أجل الغذاء. والرحيق ذلك السائل المائي الرقيق جداً، وهو وتلك المادة الحلوة السكرية التي يقدمها النبات للنحل، مقابل الخدمات التي تقدمها هذه الحشرات للنبات، والتي تتلخص عادة بتلقيح الأزهار. فهي إذاً مسألة إطعام مقابل خدمات.
ويوجد الرحيق[12]عادة في الجزء من الزهرة الموجود في قعرها والمسمى بالكؤيس، وقد يوجد في أماكن أخرى من النبات ففي شجر الغار تفرز في مؤخرة الجزء السفلي من أوراقها مادة تشبه الرحيق. وتختلف نسبة السكر في ماء الرحيق من نبات إلى آخر، فبينما يحتوي رحيق زهرة الهندباء البرية على 60 % سكر ومواد أخرى، و40 % ماء، فإن رحيق زهرة الأجاص يحتوي على 70% ماء، والنحل –سبحان من علمه- يعرف هذا جيداً ولهذا فهو يذهب إلى الأزهار التي يكون التركيز السكري فيها أعلى حيثما كان ذلك ممكناً.
ففي صحوة الأيام المشرقة ترى النحل يطوف بالأزهار يجني منها قطرات الرحيق الحلوة. والنحلة كي تحصل على حمولة قطرة صغيرة من الرحيق عليها أن تزور ما ينوف عن 500-1100 زهرة. أما لكي تحصل على 100 غ من العسل فعليها أن تزور ما يزيد عن مليون من الأزهار.
والنحلة تمتص الرحيق بخرطومها، حتى إذا ما امتلأت به معدتها الخاصة بالعسل أو ما يسمى بكيس العسل عادت أدراجها إلى الخلية وتستطيع النحلة أن تطير بسرعة تقارب الـ 65 كم في الساعة، لكنها في طريق العودة وهي تنوء بحمل يعادل ثلاثة أرباع وزنها، فإن سرعتها يمكن أن تصل إلى 30 كم/سا. [13]
إن كل كيلو غرام من العسل يكلف النحلات ما بين 130- 150ألف حمل من الرحيق. فلو فرضنا أن الأزهار التي يجنى منها الرحيق تقع على بعد 1.5 كم من الخلية فعلى النحلة الواحدة أن تطير 3كم في كل نقلة، أي بمجموع يبلغ 360-400 ألفاً من الكيلومترات، وهو يعادل عشر مرات محيط الكرة الأرضية حول خط الاستواء.
تختزن النحلة الجانية الرحيق في كيس العسل الذي هو القسم الأعلى من معدتها وهو عبارة عن كيس يشبه إلى حد ما كيساً من البلاستيك له صمام باتجاه واحد. وتعود النحلة إلى خليتها وتدخلها من باب النحل بعد أن تمر على الحراس الذين يحرسونها من النحل الغريب والحشرات الأخرى. وفي الخلية هناك نحلات البيت المختصات بطهو العسل وإنضاجه، يتلقين حمولة الرحيق من النحلة الجانية فماً بفم، وليستقر ذلك الرحيق إلى حين في كيس العسل للنحلة المستقبلة. وفي زحمة العمل تكون نحلات البيت مشغولات بما عندهن من رحيق، وهذا يحصل عندما يكون هناك تدفق كبير بالرحيق، والزهور تعطي بسخاء، مما يضطر النحلة الجانية إلى طرح حمولتها من الرحيق على الحائط العلوي للخلية وهذه نقطة مهمة؛ لأن القطرات المعلقة بالحائط يتسع سطحها المعرض للتبخر فيساعد ذلك على تكثيف الرحيق بتخليصه بجزء من مائه.
وحتى يتم نضج العسل لا بد من أن تجري على الرحيق مجموعة عمليات معقدة جداً، منها عمليات كيميائية وأخرى ميكانيكية، يرى بعض الباحثين أن تقليدها من قبل البشر ممكن، لكن إعادة نفس العمليات التي تجري في خلية نحل واحدة يحتاج إلى مصنع كبير مساحته تعادل مساحة مدينة طوكيو على أقل تقدير!..
إن كيس العسل الذي تختزن به النحلة الرحيق قد أبدعه الخالق سبحانه ليكون معملاً كيماوياً تجري فيه أعقد التفاعلات الكيماوية. [14]ففيه مجموعة من الخمائر الأنزيمات والعصارات التي تحول سكر القصب وهو سكر ثنائي إلى سكر العنب غلوكوز وسكر الفواكه فركتوز وهما سكران أحاديان، وهي خميرة القلابين. وهناك خميرة الدياستاز التي تحول النشاء إلى ديكسترين، وخميرة الكاتالاز التي تفكك الماء الأوكسجيني والفوسفاتاز التي تفكك الغليسروفوسفات، وهناك خميرة الليباز التي تفكك الدسم الموجودة في غبار الطلع المبتلع وخمائر أخرى وتفكك البروتينات إلى الحموض الأمينية المكونة لها. وفي كيس العسل بعض الحموض العضوية كحمض النمل والتي تساعد على عملية التحويل.
إن هذه العمليات تبدو معقدة وهي كذلك بالفعل، ولكن بالنسبة للنحلة العاملة فإن هذه الأطوار جميعها واقع طبيعي، يبدأ في معدة النحلة الجانية خلال طيرانها أيام الربيع والصيف الدافئة وحينما تمر عبر الحقول والغابات عائدة أدراجها إلى خليتها فهي ما إن تصل إلى بيتها وإلا ويكون قد تم جزء كبير من هذه العمليات لتستكمل بتمامها في معدة النحلة المستقبلة.
عند ذلك يكون الرحيق وما ابتلع معه من غبار طلع قد تحول إلى عسل غير ناضج، وعليه أن يمر بطريق طويل قبل أن يصبح ناضجاً، وهنا تبدأ عمليات الإنضاج الميكانيكي التي تقوم بها نحلة البيت فالعسل غير الناضج يحتوي على نسبة كبيرة من الماء، ولا بد لإنضاجه من تكثيفه تفتح وتبخير قسم من مائه لهذا الغرض تقوم النحلة بعملية دقيقة ورائعة[15]فهي تفتح فكيها على مصراعيها، وتبرز خرطومها إلى الأمام والأسفل حتى تتدلى منه قطرة صغيرة جداً من الرحيق، وما إن تظهر قطرة الرحيق حتى ترفع خرطومها وتعيدها إلى معدة العسل، هذه العملية طرد الرحيق ثم ابتلاعه تكررها النحلة 120 –240 مرة لكل قطرة، وحتى تشعر النحلة بأن قوام الرحيق قد أصبح مناسباً، فتبحث عندئذ عن نخروب سداسي خال، تطرح فيه تلك القطرة من الرحيق أو العسل غير الناضج بالطبع.
وبالإضافة إلى هذه العملية لتركيز الرحيق بالتبخر فإنه يتركز أيضاً في معدة العسل، إذ يعتقد العلامة الروسي أ. كابلوكوف [16]أن الخلايا الحية في معدة العسل تمتص هي أيضاً جزءاً من الماء والذي يذهب إلى دورتها الدموية ثم تخرجه من أجهزة إطراحها.
إن نسبة الماء ما تزال كبيرة في العسل غير الناضج الذي سكبته النحلات في النخاريب، وحتى يتم تركيزه وتبخير جزء من مائه تقوم نحلة البيت بحمل قطيرات منه ونقلها من نخروب إلى آخر حتى يتبخر جزء من مائه. كما أنها تقوم بعملية أخرى بديعة إذ تقف النحلات فوق النخاريب التي تحتوي على العسل غير الناضج وتحرك بأجنحتها بعملية الترويح والتي تصل إلى ذبذبة مقدارها 26 ألف مرة في الدقيقة الواحدة. وسبحان من ألهمها ذلك ، فبهذه الطريقة يخسر العسل غير الناضج بسرعة ما يحويه من ماء زائد وعندما أكثر من 18-20% فإن العسل يكون قد نضج عندئذ تغلق عليه نحلة من فرقة البناء بغطاء شمعي محكم الإغلاق يمكن أن يحفظ العسل داخله عشرات السنين أو حتى يأتي صاحب المنحلة الإنسان ليقطفها ويجني عسلها، وعليه بالطبع أن يترك قسماً من العسل ليأكله النحل في فصل الشتاء وليصنع منه خبزه وغذاءه.
أنواع العسل:[17]
عدا عن العسل الذي يجمعه النحل رحيق الأزهار هناك نوع خاص من العسل يجمعه النحل من مواد حلوة نباتية أو حيوانية كندى العسل الذي يظهر على بعض النباتات، والإفرازات السكرية العالية التي تفرزها بعض الحشرات –كالمن وخلافه- حيث أن النحل يجمع هذه المفرزات بسرعة ليصنع منها مثلاً عسل المن والذي يستعمل في صناعة الحلوى والبيرة.
ويمكن اكتشاف وجود عسل المن في العسل بأخذ مقدار من العسل المختبر مع مقدار من الماء ويضاف إليها 6 مقادير من غول بتركيز 96% فإذا تعكر المحلول دلّ على وجود عسل المن.
.العسل السام:
إن النحل حينما يمتص رحيق الأزهار فهو ينقل بصدق وأمانه خواص النبات الذي يمتص رحيقه إلى العسل الذي يصنعه منه.
وهكذا فإن العسل يتصف بنفس الخواص الدوائية للنبات الذي جنى النحل منها الرحيق. وهناك نباتات يحتوي رحيقها على غليكوزيدات سامة مثل الرودودندن والأزاليا الصحراوية وقلنسوة الراهب والأندروميدا تحتوي على غليكوزيد سام هو الأندروسيدوتوكسين. فإذا ما وجدت مثل هذه النباتات وغطت مساحات واسعة بحيث يكون الغالبي العظمى للرحيق الذي يجنيه النحل من هذه النباتات فإن العسل يكون ساماً، علماً بأن النحل الذي يتناول ذلك الرحيق لا يتأذى به مطلقاً.

مقطع عرضي لجسم النحلة يبدوا في الصورة وجود أكثر من معدة (معدة العسل) و(المعدة الحقيقية الأمامية )والمعدة وربما هناك إشارة علمية في قوله تعالى (يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ) فالله سبحانه وتعالى لم يقل بطنها بل بطونها لوجود عدة معدات في جوفها والله أعلم .


يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
  #486  
قديم 30-04-2008, 03:27 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع .... العسل في القرآن والسنة
وأول ما ذكر في التاريخ عن العسل السام ما وصفه القائد اليوناني زينوفون حيث تقهقر معه أكثر من عشرة آلاف جندي من الإغريق حيث كانوا في منطقة في آسيا الوسطى، وكان عدد خلايا النحل هائلاً وأكلوا من العسل بشراهة، فأصابهم قيئ وإسهال ودوخة وآلام حادة في البطن والذين أفرطوا أصبحوا كالمجانين وأغمي عليهم وصاروا يرقدون على الأرض كما لو أن هزيمة ماحقة حلت بهم. لكنهم جميعاً أفاقوا واستعادوا وعيهم خلال يوم إلى ثلاثة أيام ولم يمت منهم أحد.
وفي عام 1877 اكتشف العسل السام في وادي باطوم القفقاس كما وجد العالم أ.مولوكني في منطقة خباروفسك نحلاً يعطي عسلاً ساماً من نبات الليدو ليدم بالدسترول أو شاي المستنقعات. وقد اقترح مولوكني طريقة للتخلص من سميّة هذا العسل بتسخينه لدرجة 80-90 مع تقليبه حتى لا يغلي لمدة 3 ساعات. لكن بتسخين العسل يفقده خواصه الحيوية والعلاجية، لذا فإن ك.شاراشيدز يوصي بتسخينه إلى درجة 46 وتحت ضغط 67 ملم، وبهذه الطريقة تزول سميّة العسل دون أن يفقد خواصه العلاجية. وأكد شاراشيدز "1954" بتجاربه السريرية أن العسل السام يودي بتناوله إلى نفس الأعراض السمية التي تظهر حين تناول الإنسان لمنقوع أو خلاصة الزهر لنبات الأزالية الصحراوية أو والرودودندن أو غيرها من النباتات السامة.
وليعلم أن بعض النباتات السامة كنبات السكران البنج والكشاتين وورد الحمير الدفكي والشكوكران لا يكون العسل الخارج منها ساماً، ويبدو أن الأمر يتعلق بتركيز الغلوكوزيدات السامة في رحيقها.
. وعسل الزهرله عشرات الأنواع تختلف في عدة خواص. والأصل الزهري يعيننا على تمييز العسل الوحيد الزهر أي الخارج من رحيق نبات واحد كعسل القطن وعسل الزيزفون، والعسل المتعدد الأصل والذي ينتج عن جمع النحل لرحيق نباتات عدة. ومما لا شك فيه أن العسل الوحيد الزهر في الطبيعة نادر الوجود. فلو فرضنا مساحات شاسعة من الأرض زرعت قطناً فلا بد من أن ينمو فيها وبشكل طبيعي أعشاب متطفلة متنوعة ولا يمكن للنحل أن يجني رحيق القطن وحده إلا إذا درب على ذلك. ويعتبر العسل الوحيد الزهر إذا غلب رحيقه نبات خاص، كأن يكون نبات القطن هو الغالب فيقال: عسل القطن، ولو حوى كميات ضئيلة من رحيق نباتات أخرى بحيث لا تؤثر على رائحته ومذاقه، أما العسل المتعدد الأصول فيتخذ اسمه من المرعى الذي جمعته منه النحل كعسل البساتين وعسل المروج وغيرها.
وأما من حيث طريقة الحصول على العسل فنقسمه إلى عسل مصفى وعسل الأقراص أو عسل الشمع بشهده، حيث يقدم إلى المستهلك ضمن عبوته الطبيعية أقراص الشمع تام النضج والنقاء، وقد أثبتت التحاليل أن عسل الشمع عقيم. أما العسل المصفى فيمكن الحصول عليه باستعمال آلة لافظة مركزية، حيث يعبأ في أوان زجاجية أو بلاستيكية أو براميل.
ومن حيث اللون فهناك العسل الفاتح والداكن والمتوسط اللون. وبعض أنواعه عديمة اللون شفافة كالماء، والأقراص المليئة بهذا العسل تبدو كأنها فارغة، كما أن الوعاء الزجاجي الحاوي له يبدو شفافاً وهو أغلى أنواع العسل.
يقول روت: إن أحسن أنواع العسل ما وصف بأنه أبيض كالماء. وبعض العلماء يؤكد أن العسل الداكن يحتوي على كمية أكبر من الأملاح المعدنية كالحديد والنحاس والمنغنيز ويعتبرها أعلى قيمة من الناحية الغذائية من العسل الفاتح.
كما يميز العسل برائحته حيث أن لبعض الأعسال رائحة رقيقة متميزة، ومن الأعسال ذات الرائحة عسل الحمضيات والزيزفون خلافاً للأعسال ذات الرائحة الكريهة كعسل التبغ وعسل البصل ومن هذا المعنى قول زينب أم المؤمنين للنبي صلى الله عليه وسلم حرست نحلة العرفط[18]وحرست أي أكلت نحلة هذا العسل من شجر له صمغ كريه الرائحة، وانتقلت الرائحة الكريهة إلى العسل.
والعسل الطبيعي ذو مذاق حلو لذيذ الطعم، مما جعل الشعراء منذ أقدم العصور على تشبيه كل ما هو حلو وممتع ولذيذ بالشهد والرضاب، فقد وصف الشاعر هوميروس نسطور "بأن كلماته تسيل كالشهد". كما شبه نبيّ الله سليمان عليه السلام الحب بحلاوة العسل.
كما شبه شكسبير حلاوة الموسيقى بحلاوة العسل. وشبه النبي صلى الله عليه وسلم لذة الجماع بالعسل فقال: حتى تذوق عسيلته ويذوق عسيلته.

وفيما يلي أوصاف الأنواع الغالبة من العسل:
عسل البرسيم الحجازي:والطازج منه له ألوان مختلفة من عديمة اللون إلى اللون العنبري. وهو يتبلور بسرعة فيتحول إلى كتلة بيضاء كالقشدة وله رائحة طيبة وطعم خاص، ويحتوي على سكر الفواكه بنسبة 40% وسكر العنب 37% والهكتار من البرسيم الحجازي المزهر يعطي 380 كغ من العسل.
عسل التفاح:لونه أصفر باهت ورائحته ممتعة وفي حلاوته رقه، ويحتوي على سكر فواكه بنسبة 42% وسكر عنب 32% ويعطي هكتار أشجار التفاح 20 كغ فقط من العسل.
عسل البرباريس:لونه أصفر ذهبي ورائحته ممتعة وطعمه حلو لطيف. والنحل يزور أزهار البرباريس بإقبال وهي من النباتات الطبية التي تنقي الدم.
عسل العليق:وهو أبيض كالماء وطعمه شهي ويعطي هكتار من العليق 20 كغ من العسل.
عسل الخرنوب الأسود:من أحسن أنواع العسل وهو عسل شفاف لكن إذا تبلور تحول إلى كتلة بيضاء كالثلج. يحتوي 40% سكر فواكه و36% سكر عنب.
عسل العشب الأزرق: من أحسن أنواع العسل عنبري خفيف اللون له رائحة لطيفة وطعم ممتاز، شديد اللزوجة ويتجمد ببطء. وأزهار هذا العشب يحبها النحل لذا فإن له قيمة في إنتاج العسل، ويعطي الهكتار 350 كغ.
عسل الحنطة السوداء:ولونه يختلف من أصفر داكن تشوبه حمرة إلى بني غامق له رائحة ومذاق مميز فهو حريف في الحلق، يحتوي 37% سكر عنب 40% سكر فواكه وفيه من الحديد والبروتينات نسبة عالية وينصح به في فقر الدم. ويعطي الهكتار 60 كغ عسلاً.
عسل الأرقطيون:ولونه غامق زيتوني له رائحة حادة تشبه التوابل، ولزوجته مرتفعه. ويعطي الهكتار من النبات 600 كغ عسلاً.
عسل الجزر:ولونه أصفر غامق وله رائحة لطيفة.
عسل الكستنا:لونه غامق له رائحة خفيفة وطعم غير مستساغ كما يجني النحل من الأزهار الوردية لنبات فروة الحصان من نباتات الزينة يخالف عسل الكستنا بأنه عديم اللون ويتجمد بسرعة وفيه مرارة وكلاهما من الأعسال الرديئة.
عسل الحمضيات:وهو ومن أحسن أنواع العسل له رائحة ممتازة كرائحة زهر البرتقال والليمون وله طعم ممتاز ويدهن به الوجه لإزالة الكلف.
عسل اللفت:أو كرنب السلجم: ولونه أصفر مخضر ورائحته خفيفة وله طعم ممتاز لكنه لا يصلح للتخزين الطويل، ويعطي هكتار النبات 40 كغ من عسل.
عسل الكزبرة:له رائحة لاذعة وطعم خاص، والكزبرة نبات عطرة يعطي الهكتار 50كغ عسلاً.
عسل القطن:خفيف ورائحته مميزة وطعمه دقيق، يتجمد بسرعة ويتحول إلى لون أبيض كالثلج. وقد يكون مصفراً، يحتوي على سكر عنب 36% وسكر فواكه 39%، وأوراق القطن تعطي رحيقاًَ لا يختلف عن رحيق الأزهار والهكتار من القطن يعطي من 100-300كغ عسلاً.
عسل الهندباء:أصفر ذهبي ثخين جداً يتبلور بسرعة وله رائحة عطرية قوية وطعم قوي ويحتوي على 36% سكر عنب و41% سكر فواكه.
عسل القمح: لونه أصفر مخضر وله رائحة تذكر باللوز وطعم خاص فيه مرارة خفيفة.
عسل رأس التنين:عسل خفيف له رائحة وطعم لطيف وأزهار النبتة زرقاء تجذب النحل وتحتوي على كمية كبيرة من الرحيق الحلو ولذا فهو نبات ثمين في إنتاج العسل.
عسل الأوكاليبتوس:طعمه غير لطيف ولكن فائدته كبيرة إذ يوصف شعبياً للمصابين بسل الرئة.
ويخرج العسل من الأزهار عديدة السداة لهذا الشجرة دائمة الخضرة ويقول عنه مصطفى مراد: "في الوقت الذي تصبح فيه الأرض جرداء ويكون تزهير القطن قد انتهى، يلتفت النحالون حولهم فلا يجدون إلا تلك الشجرة الشامخة التي تغطيها الأزهار بوفرة إنها شجرة الأوكاليبتوس التي تظلل شوارع كثير من المدن والأرياف".
عسل الخلنج:
لونه أصفر داكن أو أحمر بني رائحته خفيفة وطعمه لاذع لطيف، وهو كثيف القوام جداً ولا يتجمد بسهولة، ويعطي هكتار النبتة 299 كغ عسلاً.
عسل الخبيزة:الطازج منه أصفر باهت عكر وطعمه غير مستساغ.
عسل الخزامى:لونه ذهبي ورائحته رقيقة وهو عالي القيمة يجمعه النحل من نبات الخزامى العطري المعمر.
عسل الزيزفون:من الأعسال الممتازة جداً، وطعمه لذيذ، وله رائحة عطرية قوية عندما يكون طازجاً، يحوي سكر العنب 36% وسكر الفواكه 39 % وهو كثير الاستعمال في الطب لعلاج نزلات البرد وهو معرق شديد، والزيزفون شجرة تدعى بحق "ملكة النباتات المنتجة للعسل" إذ يعطي الهكتار منها ما يقارب 1000 كغ من العسل.
عسل التمرحنة:عسل ممتاز ذو طعم ورائحة لطيفة، يمكن أن ينافس عسل التيلو. وهو شفاف، ويعطي هكتار النبتة 600 كغ من العسل.
عسل النعناع:النعناع مصدر جيد للعسل، وهو نبات عطري، وعسله له رائحة النعناع، ولونه عنبري.
عسل الفاسيليا:لونه أخضر خفيف، أو أبيض، وطعمه شهي، ويتبلور إلى ما يشبه العجينة، وهو عسل ممتاز، ونبتة الفاسيليا من أهم أنواع النبات المنتجة للعسل، يعطي الهكتار من 500-1000 كغ عسلاً.
عسل القرع اليقطين: لونه أصفر ذهبي، ورائحته مقبولة ويتجمد بسرعة.
عسل الفريز الفراولة: لونه أبيض ورائحته منعشة، وطعمه شهي. وأزهار الفريز يحبها النحل ويفضلها عن غيرها، وهو عسل ممتاز يحوي نسبة عالية من سكر الفواكه 41.5%.
عسل المريمية:لونه عنبري خفيف أو ذهبي غامق ورائحته زكية وطعمه شهي. ويعطي الهكتار من النبتة 650 كغ من العسل.
عسل عباد الشمس: أصفر ذهبي ويتحول إلى عنبري فاتح تشوبه خضرة، إذا تبلور، ورائحته خفيفة وطعمه لاذع لذيذ ويعطي الهكتار من النبتة 50 كغ عسلاً.
عسل البرسيم الحلو:شهي الطعم، وهو من أحسن أنواع العسل، لونه عنبري باهت، ورائحته منعشة كالفانيليا، ويحتوي على 36% سكر عنب، و39.5% سكر فواكه، ويعطي الهكتار الواحد من البرسيم المروي 600 كغ عسلاً.
عسل التبغ:لونه يختلف من الفاتح إلى الداكن، رائحته لا تسر، وطعمه مر، وهو من الأعسال الرديئة. تستعمله معامل التبغ لإنتاج أنواع من السجائر المعطرة.
عسل البرسيم الأبيض:عسل شفاف لا لون له، وطعمه ممتاز، وإذا تبلور صار كتلة بيضاء صلبة، وهو من أحسن أنواع العسل، نسبة سكر الفواكه فيه 40% ، ويعطي الهكتار من النبات 100 كغ عسلاً.
عسل الصفصاف:أصفر ذهبي وطعمه جيد، ويتبلور إلى كتلة ناعمة كالقشدة، والنحل يفضل أزهار الصفصاف ويزورها بكثرة ويعطي الهكتار حوالي 150 كغ من العسل.
العسل الصخري:وهو عسل نادر يصنعه النحل البري في أعشاشه الطبيعية بين الصخور، لونه أصفر باهت، رائحته زكية، وطعمه لذيذ. وأقراصه تأتي على شكل كتلة صلبة متبلورة لا بد من كسرها إلى قطع. ويمكن أن يحتفظ بقوامه لأعوام طويلة.
العسل المشع: استطاع ألن كيلاس A.Caillas1908 أن يثبت أن بعض أنواع العسل تحوي الراديوم. وهو اكتشاف عظيم الأهمية، لأن احتياطي الراديوم في القشرة الأرضية ضعيف للغاية. وللعسل المشمع أهمية علاجية كبيرة إذ يستخدم في علاج الأورام الخبيثة السرطانية والساركوما.
[1] : رواه البخاري ومسلم.[2] : رواه البخاري.[3] : رواه ابن ماجة والحاكم في صحيحه، وقال الهيثمي في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. وقال الحاكم في المستدرك: إسناده صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.[4] : رواه البخاري ومسلم.[5] : رواه مسلم.[6] : في شرحه على المواهب اللدنية.[7] : عن كتابه الأحكام النبوية في الصناعة الطبية.

[8] : عن مجلة حضارة الإسلام، المجلد 13 لعام 1972 العدد 7/8.[9] : رواه البغوي بإسناد صحيح.[10] : رواه البيهقي.[11] : رواه البخاري.[12 : عن كتاب honey for health.[13] : عن كتاب" العلاج بعسل النحل وكتاب النحلات صيدلانيات مجنحة.[14] : عن كتاب hony of healthلتونزلي.[15] : عن كتاب النحلات والطب.[16] : عن كتاب العلاج بعسل النحل ترجمة الحلوجي.[17] : هذا البحث بتصرف عن كتاب العلاج بعسل النحل ترجمة الحلوجي. [18] : رواه مسلم.
  #487  
قديم 30-04-2008, 03:47 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

خواص العسل الرائعة الكيماوية والحيوية

بقلم الدكتور محمد نزار الدقر
ما هي مكونات العسل؟
العسل مخزن كامل لمواد غذائية قيمة ولعقاقير في غاية النفع. وهي مادة معقدة التركيب فقطرة من العسل تحتوي أكثر من 100 مادة مختلفة وذات أهمية كبرى للعضوية. ويختلف تركيب العسل [1]اختلافاً يتناسب واختلاف الزهور والمناطق والأرض. والسبب الرئيسي هو اختلاف تركيب الأرض التي يتغذى منها النبات.
وتكوّن السكاكر النسبة الأكبر لمكونات العسل فهي تبلغ 71-72 % من وزنه. فلقد كان العسل منبع المواد السكرية الأكثر أهمية منذ آلاف السنين. ولقد اكتشف حتى الآن حوالي 15 نوعاً من مختلف السكاكر، لعلّ أهمها سكر العنب 30% وسكر الفواكه 40% وسكر القصب 2-4% ثم من مقادير زهيدة من سكر الشعير والميلستيوز والدكسترين النشاء المحمص والأرلوز وغيرها. وأكثر هذه السكاكر لم تكن موجودة في الرحيق، لكنها تواجدت في معدة العسل عند النحلة خلال عملية الإنضاج والتخمير التي ذكرناها.
وفي العسل مجموعة من الخمائر التي تلعب دوراً هاماً في حياة الكائن الحي. وخمائر العسل يأتي بعضها من الرحيق، وبعضها من النحلة. وأهمها خميرة الشعير التي تحول النشاء إلى سكر والقلابين التي تقلب السكر العادي إلى سكر عنب وسكر فواكه. والكاتالاز التي تحلل الماء الأوكسجيني والفوسفاتاز والخميرة المنتجة للحموض الخلية، وآثار من خميرة البروكسيداز والليبا. وباحتواء العسل على هذه الخمائر تجعله في مقدمة المواد ذات الأهمية بين جميع المنتجات الغذائية [2]يقول البروفيسور ف.بوكين: "بدون الخمائر فإن العضوية تموت من الهزال، مهما قدم لها من الطعام المغذي، فالعضوية لا يمكن أن تستفيد من أي غذاء بدون خمائر".
ويؤكد الأكاديمي أ.باخ أن الخمائر تفعل في الخلايا والأنسجة وتنشط جميع أفعالها الحيوية ولو كانتبتمديد 1/200 مليون.
أما تساندر فيؤكد أن الخواص الرائعة للعسل إنما تكمن في احتوائه على الخمائر، وأنها هي التي تحوّل ما يجنيه النحل من مواد عضوية ميتة إلى مادة حيّة.
ويحتوي العسل على العديد من الحموض العضوية كحمض النمل والليمون والتفاح والطرطير وعلى آثار من حمض العنبر واللبن وحمض غلوكونيك وبيروغلوتاميك. وللحموض العضوية أثر في حفظ العسل وفي قوته الحافظة والمضادة للعفونة.[3]
والعسل يحتوي على مجموعة من الفيتامينات [4]أهمها ب 1 التيامين، ب 2 أو والريبوفلافين و ب3، و ب5 أو الحمض النيكوتيني وب6 أو البيريدوكسين وفيتامين جvit c، كما يوجد آثار من البيوتين والفيتامين ك، والكاورتين والفيتامين و=E.
ويؤكد ف.نيكراسوف [5]أن العسل يمكن أن يفيد كمادة مضادة لداء الحفر. ورغم أن الفيتامينات في العسل موجودة بمقادير ضئيلة غير أن تواجدها بشكل مركبات عضوية مع مواد أخرى هامة تتم عملها كالأملاح المعدنية والخمائر والحموض العضوية يجعلها سهلة التمثل كثيرة النفع وهي تأتي إلى العسل من غبار الطلع الذي يختلط به سواء في معدة العسل أو في خلية النحل. وتؤكد أبحاث عدد من الأمريكيين [6]أمثال هايداك وكيتز وغيرهم أن العسل يعتبر وسطاً ممتازاً لحفظ الفيتامينات، فهي تبقى فيه مهما تقادم عليه الزمن، في حين تفقد الفواكه والخضار فيتاميناتها بالحفظ والتخزين لفترة طويلة إلا أن التسخين يفقد العسل القسم الأكبر من هذه الفيتامينات.
ونتيجة هضم غبار الطلع الداخل معدة العسل عند النحلة فإن العسل يحتوي على أنواع من الحموض الأمينية والبروتين ومشتقات الكلورفيل، وعلى أصبغة وروائح عطرية مشتقة من التربينات وأغوال سكرية كالمانيتول. كما يؤكد فيلاتوف احتواء العسل على منشطات حيوية تزيد الأفعال الحيوية في العضوية Biostemulators.
والأملاح المعدنية توجد ضمن مكونات العسل وأهمها الكلسيوم والصوديوم البوتاسيوم والمنغنيز والحديد والكلور والفوسفور والكبريت واليود، ويعادل وزنها 0.02% من وزن العسل، وأثبتت تحريات مخابر جامعة موسكو إيوريش[7]وجود عناصر معدنية مجهرية microeletemntمن المنغنـزيوم والسيلسيوم والألمنيوم والبور والكروم والنحاس والليتيوم والنيكل والرصاص والقصدير والزنك والتيتانيوم والأوسيموم وبعض أنواع العسل تحوي الراديوم. والعسل الغامق أعنى بالعناصر المعدنية في الفاتح. وهي بكميتها الضئيلة جداً تقوم بدور هام في العضوية فهي تؤثر على قابلية الإثارة في الجهاز العصبي ونقصها يؤدي إلى فتور نشاط الإنسان في تفكيره وحركته، كما تلعب دوراً في تنفس الأنسجة وفي أعمال الدورة الدموية وتكوين الدم، وهي تنقص في عضوية الشيوخ، ولذا فإن إعطاءها لهم مع العسل هو أمر ضروري جداً.
وهناك مركبات مجهولة في العسل قد يكون لها دور أكثر أهمية مما ذكرنا من المواد، بعضها من خواصه: مثل خاصة تنشيط الكولين الذي يحول دون تكدس الدهن في الكبد، وأشار Marquardetإلى أن العسل يحتوي على 2.5 بالمليون من هذه المادة[8]. وأكد كوخ وجود هذا العامل وأنه ينشط تحول سكاكر العنب إلى غليكوجين في الكبد وأسماه عامل الغليكوتيل وله فائدة في استقلاب السكاكر عند السكريين. وأكد أوليفر [9]وجود هرمون نباتي في العسل، أما دينغمان فقد وجد هرموناً جنسياً من نوع الأستروجين وأكد آخرون وجود هرمونات ابتنائية Anabolicتفيد في عمليات التصنيع البروتيني.
وعلى هذا نجد أن العسل ليس مجرد غذاء حلو لذيذ فقط، لكنه مخزن كامل لمجموعة من العقاقير العلاجية والوقائية الفعالة وهو وإذا كان قد أخذ دوره فعلاً في جداول الحمية وفي معالجة بعض الأمراض وعند الناقهين، فإن معظم المؤسسات الصحية الحديثة لم تنصف العسل بعد، ولم تتح له المجال اللائق في التداول كعلاج فعال وشاف في كثير من الحالات المرضية المستعصية.
خواص العسل الحافظة والمضادة للحيوية:
تدل الوثائق التاريخية أن الشعوب القديمة عرفت الخواص الحافظة للعسل، ولقد استعمل المصريون اليونان القدامى العسل لحفظ موتاهم. ومن المشهور أن جثمان الإسكندر المقدوني الذي توفي أثناء فتوحاته في المشرق قد نقل إلى عاصمته مكدونيا بعد غمره بالعسل. وفي بورما درجت العائلات الفقيرة على حفظ جثث موتاهم بالعسل ريثما يتدبرون أمر دفنها، ومما يدهش له أنهم يأكلون العسل بعد انتشال الجثث منه لاعتقادهم ببقائه صالحاً للأكل.
ومنذ أكثر من قرن كتب سوماركوف[10]يقول: "يملك العسل خواص مدهشة فهو يحفظ الفواكه والخضر واللحم من الفساد. لذا فإن سكان جزيرة سيلان يقطعون اللحم إلى قطع صغيرة ويطلونها بالعسل ثم يضعونها في جوف جذع شجرة مرتفعاً عن الأرض، ويتناولونها على مدى سنة، حيث أن اللحم يبقى وكأنه طازج بل إن مذاقه يصبح أفضل".
لقد قام طبيب الجراثيم ساكيت[11]بزرع جراثيم مختلف الأمراض في مزارع من العسل الصافي، لقد أذهلته النتيجة المدهشة، فقد ماتت جميع الجراثيم وقضي عليها خلال أيام: لقد ماتت جراثيم التيفوس بعد 48 ساعة، وجراثيم الحمى التيفية بعد 24 ساعة، والمكورات الرئوية: بعد 4 أيام، وكذا المكورات العقدية والعنقودية، أما جراثيم الزحار والعصوي فقد ماتت خلال 10 ساعات، وأعاد الدكتور لوكهيد تجارب ساكيت وتأكد من نتائجه من أن الجراثيم الممرضة للإنسان تموت بالعسل، لكنه أضاف بأن بعض الخمائر المقاومة للسكريات وغير الممرضة للإنسان يمكن أن تعيش في العسل ولا تؤثر في طعمه.
ويعلل المؤلفون خواص العسل القاتلة للجراثيم بنظريات مختلفة، وقد يكون الأصح بآليات متعددة، فالطبيب الإيطالي أنجيلو دوبيني يعتقد[12]أن خاصية العسل الحافظة تعود إلى احتوائه على كمية من حمض النمل Formic Acidعلاوة على أنه يحجب الهواء عن المادة العضوية ويمنع وصول العوامل المختلفة المؤدية إلى فسادها.
ويرى آخرون أن خاصية العسل الحافظة تعود لارتفاع نسبة السكاكر فيه، وهكذا فإن هوشتستر [13]يؤكد أن الجراثيم الضارة بالإنسان لا تعيش في بيئة سكرية عالية التركيز كالعسل، وعلى العكس فإن هذه الجراثيم تنشط في بيئة سكرية، ذات تركيز سكري ضعيف 15 -20 %. فيستوي بناء على هذه الوظيفة المربى والدبس مع العسل. وينقض هذه الفرضية الدراسة التي قام بها ستويمير ملادينوف [14]حيث درس الخواص الحافظة لأنواع من العسل الطبيعي فوضعها في أوانٍ معقمة ووضع في كل منها 100 حبة من كل من الفاصولياء والشعير والقمح والذرة، وقطعاً طازجة حيوانية من الكلى والعضلات والسمك والأفاعي. أغلقت الأواني بإحكام وتركت لمدة سنة في درجة حرارة الغرفة، وللمقارنة أعيدت نفس التجارب ولكن بعسل صناعي. وقد تبين أن الحبوب والقطع الحيوانية التي حفظت مع العسل الطبيعي بقيت على حالها دون تغيير مدة أربع سنوات، حتى أن الحبوب بقيت قابلة للإنتاش، في حين لوحظ تعفن جميع هذه المواد التي حفظت في العسل الاصطناعي منذ اليوم الخامس لحفظها.
وكثيرون يرجعون خاصية العسل المضادة للحيوية إلى التأثير المشترك للخمائر مع السكاكر الموجودة فيه. وهكذا فإن موهريغ وميسنر [15]يؤكدان أن الخمائر الحالة الموجودة في كل من العسل هي المسؤولة عن إبادتها للجراثيم وهي موجودة أيضاً في معي النحل ومعدته.
ومن المجمع عليه اليوم وجود مواد مثبطة لنمو الجراثيم ضمن تركيب العسل، وهي مواد يظن أنها من صنع النحلة. وقد قام البرفسور إبوريش [16]ومساعدوه معهد كييف الطبي بدراسة الخاصة المضادة للحيوية للعسل، وقارنوا تأثيراها مع عسل صناعي مكون من 40% غلوكوز، و30% فركتوز، و0.02% حمض النمل في مصل غريزي. وأخذ للزرع جراثيم مقيّحة من مكورات عقدية وعنقودية وجراثيم التيفية وشميتز. فتبين له أن نمو الجراثيم كان كبيراً في الوسط السكري الصنعي العسل الاصطناعي بينما أثبطت نماذج العسل الطبيعي نمو هذه الجراثيم.
وقد قامت كاغونوفا -إيوريش بزرع الأبواغ الفطرية المولدة للعفن [17]على 20 نموذجاً من العسل فتبين لها أن تلك الفطور المزروعة ماتت كلها مما يؤكد أن العسل يحتوي بالإضافة إلى المواد المضادة للجراثيم على مواد مضادة للفطور العفنة.
وقد أجرى الدكتور أويابسكي -إيهور[18]وزملاؤه دراسة مخبرية لمعرفة تأثير العسل على فطر المبيضات candida الذي يؤدي إلى تخريش وحكة في الثنيات وخاصة عند البدينات وبين الأصابع وتكثر عند المصابين بالسكري والإيدز. وقارن تأثير العسل عليها مع العديد من المضادات الفطرية على 72 عينة. وتبين له أن المضادات الفطرية التي كانت فعالة بشكل عام، قد عندت عليها بعض السلالات الفطرية بشكل كامل، ولم تستجب لها في حين استطاع العسل القضاء تماماً على كل هذه السلالات الفطرية المعندة على الأدوية المعتادة. واستنتج الباحثون وجود مادة في العسل لها خاصية القضاء على فطر المبيضات.
أما ريمي شوفان [19]R. Chauvinفيؤكد وجود مادة مانعة لنمو الجراثيم في العسل ويعزو إليها فقط خلوّه من الجراثيم، وأن عسل الزيزفون والأشجار المثمرة تحوي على نسبة عالية من هذه المادة. وأثبت العالم دولد [20] وزملاؤه وجود مادة مضادة للجراثيم في العسل دعوها Inhibineوأنها توقف نمو العصيات التيفية ونظيراتها والمكورات العنقودية المذهبة البيضاء وعصيات شيغا الزحارية وعصيات القيح الأزرق وضمات الكوليرا توغيرها كما تقضي على عصيات الخناق الدفتريا.
ويصفون الأنهبين بأنها مادة غير ثابتة إذا تعرضت للحرارة، وهي قابلة للإنحلال بالنور، وتنطرح من المصافي فائقة الدقة، لذا لم يتمكنوا من عزلها.
وأكدت أبحاث متشينكو وفيريو [21]وجود المادة المانعة Inhibineفي العسل، وبينوا أن محلولاً عسلياً بنسبة 17 % يمنع النمو الجرثومي. أما العالم فرانكو فقد أكد أن مزيجاً من العسل 20 % مع الآغار 2% يمنع نمو العصيات التيفية وعصيات القيح الأزرق والزحار.
وأثبت أوسان[22]أن الجروح المحدثة عند الفئران والملوثة بالمكورات العنقودية تنظف بسرعة وتخلو من الجراثيم بفعل العسل. ويرى بوشيزر أن للعسل تأثيراً جاذباً للكريات البيضاء من الدم، والذي ينبه فعل البلعمة، كما يذكر بوثمان التأثير المانع في عسل الأزهار على العصيات السلية. وأن العسل إذا حقن للسمور المصاب بالسل يساعده ضد المرض بالنسبة لنظيره غير المحقون عسلاً.

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع
  #488  
قديم 30-04-2008, 04:04 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع ... خواص العسل الرائعة الكيماوية والحيوية

أما الدكتور جوناتان وايت [23]J . Whiteفقد اكتشف وجود الماء الأوكسجيني في العسل، وأن نسبته في العسل تفوق التركيز اللازم منه ليتوقف النمو الجرثومي 2 بالمليون لذا فهو يرجع التأثير المثبط لنمو الجراثيم في العسل إلى ما يحويه من الماء الأكسجيني. وقبل ذلك وفي عام 1941 كان جوهه[24]قد اكتشف فيب مرئ النحل عدداً لها خاصية إفراز خميرة غلوكوز أو كسيداز التي تكون حين تفككها الماء الأوكسجيني. والجدير بالذكر أن المادة المؤثرة في البنسلين الذي استخدمه الإنكليز أثناء الحرب العالمية الثانية هي نفس هذه الخميرة.
وأخيراً فهناك فرضية ترد تثبيط العسل للجراثيم بسبب غناه بعنصر البوتاسيوم[25]فهو أي البوتاسيوم يسحب من الجراثيم رطوبتها الضرورية لحياتها نظراً لشراهته للماء فتموت الجراثيم بسبب جفافها.
ونحن نرى ألا تناقض بين هذه النظريات فالعسل في مكافحته للجراثيم وقضائه عليها بوسائط وأسلحة متنوعة يملكها كلها. وهذه حقيقة أكدتها الأبحاث التي ذكرناها، وسنشاهد تطبيقاتها العملية في الفصول القادمة.
حفظ الأنسجة في العسل:
لقد ازدادت في الآونة الأخيرة احتياجات الطب الحديث إلى الأنسجة الحية المحفوظة كالعظام والعيون والغضاريف والأوعية الدموية وغيرها لإجراء عمليات التطعيم. وقد كانت تحفظ خارج العضوية إما بالتبريد أو ضمن محاليل مختلفة كالمصورة أو محلول رينجر لوك وتايرود وغيرها. وهي محاليل لا يمكن أن نحافظ فيها على هذه الأنسجة عقيمة لمدة طويلة.
كما أن الأنسجة المحفوظة في البرودة كما يقول فيلاتوف [26]تولد فيها البرودة مواد تؤدي بعد إدخالها في جسم الإنسان إلى تفاعلات غير مرغوب فيها، كما أن استعمال المحاليل الغولية تؤدي إلى تموت النسج وعدم صلاحيتها للتطعيم.
وقد بدأ الدكتور [27]أكوبيا منذ عام 1945 باستعمال محاليل العسل لحفظ الأنسجة. وأثبت أن محاليل العسل الطازجة 25% و50% تبقى عقيمة خلال سنوات. وبالنسبة للعظام فالمحلول العسلي هو أفضل وسط للحفظ، وخاصة العظام الطويلة فقط بقيت محتفظة بخواصها الحيوية لأكثر من ست سنوات، وكانت نتائج تطعيم العظام بها ممتازة في 250 عملية جراحية أجريت تحت إشرافه.
وقد أثبت ل. ليفيا وب. تسيرلين[28]أن النسج الحية المحفوظة بالعسل والمأخوذة بالأصل من الجثث تتعايش مع جسم الآخذ بشكل أفضل من النسج المأخوذة مباشرة من إنسان حي، إلا أن تجاربهما في مشفى العيون التابع لمعهد الطب الثاني موسكو أثبتت أن أفضل تركيز للمحاليل العسلية من أجل حفظ العيون هي 16% وكذا بالنسبة للجلد. أما العظام والغضاريف فإن المحاليل بتركيز 33% هي الافضل.
كشف الغش في العسل:
على الطبيب أن يتعلم بعض الاختبارات البسيطة لكشف غش العسل.
فمن الاختبارات الموجهة [29]البسيطة: نصب قليلاً من الغول المطلق على قليل من العسل، فالعسل النقي لا ينحل في الغول. وإذا وضعنا قطرات من العسل على ورق جريدة أو ورق جاف، نلاحظ أنه تحصل بقعة ناتجة عن وجود الماء المضاف إلى العسل. وإذا غمسنا عود كبريت في العسل ثم أشعلناه فإن ظهور شرارات أثناء احتراق العسل دلت على أنه مخلوط بالسكر، أما العسل النقي فيصبح فيه غليان وتكون شعلته مستمرة.
ويرى لوتينفز[30]أنه إذا انحلت كمية من العسل بضعف وزنها ماء فإن السائل الرائق الناتج يكون ذو تفاعل حامضي بوجود ورق عباد الشمس.
وإذا أذيب 5 غ من العسل في 20 غ ماء مقطراً وأضيف إليه بضع قطرات من نترات الفضة أو كلوريدات الباريوم يظهر لون صدفي بسيط يدل على عدم وجود الكلوريدات أو الكبريتات على التوالي.
وعندما نصب 1سم3 من الغول المطلق على جدران أنبوب اختبار يحتوي على محلول عسلي2-4 سم3 نجد أن حدود التماس للسائلين تظهر لوناً صدفياً لكنه سرعان ما يزول، وملاحظة منطقة ذات لون بني تشير إلى غشه بسكر نشوي. وإذا صببنا 0.5 سم3 من المحلول العسلي فوق 2 سم3 من حمض الكبريت النقي فإن خط التماس الملون يجب ألا يظهر مباشرة، وفي غضون ساعة ينقلب إلى أصفر أو بني فاتح، أما إذا ظهر كخط بني منذ البداية وانقلب إلى أسود خلال 30دقيقة دلّ إلى وجود سكر قصب.
وإذا مزجنا 1غ عسل مع 5غ مـاء وغلينا المزيج وأضفنا إليه بعد أن يبرد قليلاً من اليود فاللون الحاصل إذا كان أزرق أو أخضر دلّ على وجود النشاء.
وهناك [31]فحصان بسيطان:
يذاب 1غ عسل في 5غ ماء مقطر ويترك إلى اليوم التالي فإذا كانت فيه مواد غريبة رسبت في القاع، أما إذا كان المحلول رائقاً فهذا يعني أن العسل نقيا.
وإذا أذيب العسل في غول درجته 55 وترك يوماً واحداً فإن وجود رواسب صمغية في قاع الإناء تدل على غشه.

العسل غذاء قيّم
يعتبر العسل بحق مادة غذائية قيمة، يقف في المكان الأول كمصدر للسكريات بين كافة الأغذية. وهي وإن كان بعضها المصنوع من السكر العادي يقدم من الطاقة أكثر مما يقدم العسل1كغ سكر تعطي 3900 حريرة، بينما يعطي 1 كغ من العسل 3150 حريرة إلا أن غناه بالعناصر الأخرى وبنوعية سكاكره تجعل له أفضلية مطلقة لا تقبل الجدل. هذا ويجب أن ينتبه إلى عدم تسخينه فوق درجة 60ْ حتى لا يفقد خواصه.
وتمتاز سكاكر العسل بسرعة امتصاصها من الأمعاء وسرعة وصولها إلى الأنسجة وتمثلها في الكبد. كما أنه أفضل من السكر العادي من حيث أنه يجدد ويحفظ القوة العضلية، ولهذا نجد أن المصارعين الأمريكين [32]يرفعون نسبة تناولهم للعسل أثناء تدريباتهم الرياضية.
ويصفه البرفسور[33]تاونسند بأنه الطعام الحيوي للرياضيين فهو مصدر سريع للطاقة لا تؤدي كثرته إلى رد فعل مؤذ كالآلام المعدية التي تحصل عند تناول كمية كبيرة من السكر العادي، وقد لاحظ أن الرياضيين الذين يتنافسون لدرجة الإرهاق يستطيعون استعادة نشاطهم بسرعة كبيرة عندما يتناولون شاياً أو قهوة أو عصيراً محلاة بالعسل.
كما أن العسل عندما يؤخذ بعد التمارين الرياضية فإنه يعوض النقص في الطاقة المبذولة أثناء الأنشطة العنيفة. لقد تبين في تجارب دوام القدرة أن الذين كانوا يعطون العسل قبل التجربة وأثناءها قد تحملوا مستوى أعلى من الجهد من الذين لم يتناولوه. أما الدكتور وودارد Woorard [34]المستشار الفخري للفرق الأولمبية، أكد أنه في المباريات العنيفة يحتاج المتنافس إلى كمية كبيرة من السكر ويحدث لديه رجفان يمكن تلافيه بإعطاء العسل.
ويساعد العسل على نمو العضوية وخاصة الفتية منها، ويلعب وجود الزيوت العطرية فيه دوراً منشطاً للجهاز العصبي والقلب، لذا يؤكد البرفسور كوستوغلوبوف [35]فائدة العسل للأشخاص المنهكين أو المجهدين فيزيائياً أو فكرياً وللناقهين من الأمراض الشديدة.

وتزداد أهمية العسل الغذائية باحتوائه على الفيتامينات الضرورية للعضوية، فالفيتامين ب2 يلعب دوراً هاماً في استقلاب المواد الغذائية ويزيد في مناعة البدن تجاه الأمراض الإنتانية. أما الفيتامين ب6 فيلعب دوراً مماثلاً في الإستقلاب البروتيني ويؤدي فقده من الغذاء إلى أن تصبح البروتينات وحاصلات هضمها سموماً للعضوية، ويحدث اختلاجات عند الرضع عند نقصه من غذائهم. وحمض الغوليك يساعد في عملية توليد الدم ويشارك في عمل الغدد الصماء. فالهرمون الجنسي ستلبسترول يصبح أكثر فعالية بوجود حمض الغوليك.
ويؤكد البروفسور شوفان[36]أن العضوية الإنسانية يمكنها أن تمتص كميات كبيرة من العسل دون أي أذى، وقد جرب العالم Noeckerعلى نفسه إذ تناول 300 غ من العسل يومياً مع الزيت والطحين دون أن يشعر بأي اضطراب. كما تابع س. ملادينوف [37]تغيرات مستوى السكر في الدم والبول عند 500 مريض كانوا خاضعين للمعالجة بالعسل من 100-500غ طيلة عشرين يوماً، فلم يلحظ أي ارتفاع في مستوى سكر الدم كما لم يلاحظ أي أثر للسكر في البول عندهم.
ووفقاً لرأي زايس [38]Zaiss وفيليبس PHllipsوكيلاس Caillasفإن العسل يساعد على هضم الأغذية الأخرى وتمثلها. أما إيوريش Ioyrishفيقول [39] بأن التجارب أثبتت الخواص المقوية العامة للعسل: فقد زاد وزن المرضى وارتفع الخضاب في دمائهم ونقصت نسبة التنبه في الجهاز العصبي مما جعلهم يشعرون بالراحة والنشاط. وقد ورد ذكر العسل في بعض دساتير الأدوية العالمية مثل Oxymel Simplexiوهو مزيج من العسل والخل بنسبة 3/1.
وهذا المزيج اهتم له الأطباء المسلمون وكانوا يسمونه السنكجبين لقوله صلى الله عليه وسلم : خير الأدم الخل.
وهناك أيضاً Mel Calchiciوهو مزيج من العسل واللحلاح يوصف للمصابين بالنقرس. Mel Rosatumوهو مزيج متساوٍ من العسل ومنقوع الورد 50غ من الورد لـ 300 غ ماء ويستعمل كمقبض.

العسل وداء السكري:
يحدث الداء السكري نتيجة قصور في غدة المعثكلة حيث أنها لا تنتج كفاية البدن من الأنسولين -الهرمون الضروري لحرق السكريات وتخزينها- مما يؤدي إلى عدم استفادة البدن من السكاكر بشكل كامل ويطرح الفائض منها مع البول، لذا فبول السكريين حلوٌ غالباً. ويرى كل من بيك Beekوسمدلي Smedley [40] أن الداء ينجم عن تصلب المعثكلة والتهاباها نتيجة الإفراط في تناول السكر العادي وملح الطعام.
ويعتبر نقص الغلوكوجين من أهم مظاهر الاضطراب في الداء السكري. ويختزن الغلوكوجين في الكبد عادة ثم يستعمله البدن كأهم مصدر للطاقة على شكل سكر عنب. لكن المصاب بالسكري يعجز عن حرق السكريات، كما يضطرب عنده استقلاب الدهن ويؤدي إلى عدم احتراقها الكامل وإلى تشكل الحموض الأمينية غير المؤكسدة الخلون Aceton.
واستعمال الأنسولين وهو هرمون المعثكلة يصلح الوضع المرضي ويحول السكاكر إلى غلوكوجين كما يعمل على حرق سكر العنب في الأنسجة. فالأنسولين ملحق في معالجة الداء السكري وليس وسيطاً للشفاء.
واستعماله عملية شاقة. إذ يتحتم حقنه في أوقات معينة وبمقادير يجب أن تتناسب ونوعية الطعام ومقدار سكر العنب في الدم. ولذا فإن أي مادة يمكن أن تستعمل عن طريق الفم بدلاً عن حقن الأنسولين لا تقدر بثمن. كما أن الحمية التي تمنع المصابين بالسكري عن تناول السكريات طيلة عمرهم أمر لا يحتمل أيضاً.
فإذا كان المريض المصاب بالسكري يستطيع استعمال العسل لتحويله إلى غلوكوجين لتمويل الجسم بمورد للطاقة يحتاجه كثيراً فإن ذلك يكون ذا قيمة كبرى، وهناك أدلة ثابتة تشير إلى إمكانية ذلك. فالعسل والسكر العادي يختلفان كثيراً في تركيبهما الكيماوي وفي تأثيرهما الغريزي وخاصة بالنسبة للمصاب بالسكري. إن السكر العادي يستقلب في البدن إلى سكر عنب، أما العسل فيتكون من سكر عنب وسكر فواكه، وهناك اختلاف كبير بين سكر العنب وسكر الفواكه، والذي يشكل كما رأينا السكر الرئيسي في العسل يشكل أكثر من 40 % من تركيب العسل.
ولقد تمكن منكوفسكي [41]بتجاربه على الكلاب بعد استئصال معثكلتها أن يبرهن أن كبد هذه الحيوانات تستطيع تكوين الغلوكوجين من سكر الفواكه، بالرغم من عدم تمكنها من بنائه من سكر العنب، وبرهن كريج [42]أن حقن سكر الفواكه في وريد السكريين لا يرفع سكر الدم عندهم إلا قليلاً إذ أنهم تمكنوا من تغييبه في الكبد. كما تمكن سايجي [43]أن يبرهن أن تمثل سكر الفواكه حرقه + تكوين الغلوكوجين سهل في العضوية ولو كانت مصابة بالسكري.
يتبــــع
  #489  
قديم 30-04-2008, 04:36 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع ... خواص العسل الرائعة الكيماوية والحيوية
كما أن تجارب كثيرة أجراها أموس Amossوروت Ruteوبفزنر وغيرهم [44]أثبتت أن تحمل سكر الفواكه واستقلابه في عضوية السكريين أفضل من تحمل غيره من السكاكر وخاصة سكر العنب. ومن أجل هذا ينصح ريزغا السكريين أن يتناولوا العسل عوضاً عن كافة ما ورد في حميتهم من ماءات فحم.
وأكد كل من كوخ [45]وبوم غارتن أن حقن سكر الفواكه في الوريد لا يرفع سكر الدم إلا بمقدار ضئيل أقل بكثير من ارتفاعه بعد إعطـاء سك العنب، وعند إعطاء محاليل العسل وريدياً فإن مستوى سكر الدم يهبط أيضاً. وقد قام العالمان كيليان وتوبياش من جامعة فرانكفورت بتجارب هدفها إثبات إمكانية استعمال العسل كمادة للتحلية لدى السكريين فأعطيا كمية متعادلة من العسل وسكر العنب لأشخاص أصحاء وآخرين مصابين بالسكري. فتبين أن ارتفاع سكر الدم بعد إعطاء سكر العنب يكون أكثر وأطول أمداً من ارتفاعه بعد إعطاء العسل، وأن اختلاف تغير سكر الدم هو اختلاف واضح جلي وبعيد عن خطأ التجربة بما لا يقبل الجدل.
وعند المصابين بالسكري الذي يطرحون في أبوالهم كميات متعادلة من السكر يومياً فإن هذه الكميات لا تزيد مطلقاً بعد إعطاء العسل لهم. وهناك حالات هبطت كمية السكر المطروحة في البول بعد إعطاء العسل. كما أثبتت المؤلفان أن إعطاء السكريين 20 غ من العسل صباحاً و20غ بعد الظهر دون أن تغيير في كمية الأنسولين أو نوعية الحمية لا تؤثر على مستوى سكر الدم عندهم.
ويؤكد هذان العالمان أن العسل الصيفي حيث لا تطعم النحلة غير رحيق الأزهار، هو عسل ممتاز للسكريين، أما العسل الشتوي حيث تطعم النحلة السكر العادي فهو عسل لا يناسب السكريين.
ويؤكد ستراوس وروزنفلد [46]أن سكر الفواكه وكل السكاكرالتي تعطي بعد تحللها سكر الفواكه كالدكسترين والملزيتوز يعطي ذرتين سكر فواكه + ذرة سكر عنب يتحملها السكريون أكثر من سكر العنب ولها نفس التأثير الحسن عندهم، ولقد توصل منكوفسكي [47]بتجاربه على الكلاب بأن للعسل فائدة كبرى كمداواة داعمة لإحمضاض الدم الذي يصادف كاختلاط خطير للداء السكري. وكان العالم فون نوردن قد أوحى في كتابه منذ عام 1898 بإعطاء سكر الفواكه لمعالجة تخلون الدم وما يرافقه من سبات أحياناً.
ولعل أقدم مشاهدة عن معالجة الداء السكري بالعسل تعود إلى الطبيب الروسي أ.دافيدوف 15 عام 1915 حيث يقول: "إن العسل يمكن أن يكون ضرورياً للمصابين بداء السكري في كثير من الأحوال، فهو كمادة حلوة لذيذة يمكنه إذا ما أضيف إلى جدول الحمية الخاص بالسكريين أن يفي برغباتهم نحو المادة السكرية دون أن يحيجهم إلى تناولها بأشكالها الضارة لهم، كما ثبت أن العسل يمنع تخلون الدم وينقص إفراغ سكر العنب في بول المصابين".
وقد درس البرفسور [48]فاتيف تأثير العسل على الأطفال المصابين بالداء السكري وبين له بشكل لا يقبل الجدل حسن تأثير العسل على سير الداء عندهم. فقد عالج 36 طفلاً مصابين بالسكري بإعطاء الطفل ملعقة شاي من العسل قبل كل طعام 3 ملاعق يومي.
ومن أمريكيا[49]اشتهر كل من الدكتور مريك من أوهايو وغوس من Middel Perryبمعالجة الداء السكري بالعسل بنجاح. أما البرفسور جيورجي مكتشف الفيتامين ج فقد نشر بحثاً عن استعمال حمض العنبر Succinic acidلمعالجة السكريين. وهذه الملاحظة تبين دور الحموض العضوية الموجودة في العسل إلى جانب حمض العنبر كحمض اللبن والتفاح وغيرها في الداء السكري، ويبدو أنها تعدل من تشكل مادة الخلون عند المصابين.
واعتماداً على ما اكتشف حديثاً من أن العسل يحتوي على مواد تعادل بتأثيرها الأنسولين وأن سكره هو سكر الفواكه فإن إيوريش[50] ينصح السكريين بتناول العسل وخصوصاً العسل الفيتاميني الذي حضر في معهد الفيتامينات للأبحاث في موسكو. وهو عسل طبيعي مضاف إليه الفيتامين ب1 و ب و ج، التي ثبت أن لها تأثيراً حسناً على استقلاب السكريات في عضوية المصابين بالسكري.
ونحن نرى أن المصابين بالسكري يمكنهم أن يجربوا ما ورد على لسان مشاهير الأطباء من تناول العسل بشرط أن يتحروا العسل الصافي الخالي من الغش وأن يتأكدوا من أن النحل نفسه لم يطعم السكر العادي، وأن تجرى المعالجة تحت إشراف طبيب اختصاصي.
[1] : عن كتاب Hony for healthلتونزلي. [2] : عن كتاب النحلات والطب.[3] : عن مقالة ما هو العسل؟ للدكتور مروان عمري وسعيد قربي.[4] : عن كتاب Bees And People.

[5] : عن كتاب النحلات والطب[6] : عن مقالة ما هو العسل؟ للدكتور مروان عمري وسعيد قربي.[7] : عن كتابه النحلات صيدلانيات مجنحة.[8] : مقالة تركيب العسل لريمي شوفان عربها د. قدسي وطالو.

[9] : مقالة تركيب العسل لريمي شوفان عربها د. قدسي وطالو.[10] : عن كتاب النحلات والطب.[11] : البحث من كلية الزراعة بفورت كولنز كولورادو عن كتاب الطب الشعبي لجارفيس.

[12] : عن كتاب النحلات والطب.[13] : عن مقالة الدكتور عطار وقربي العسل ينقد الإنسان من جراثيمه الممرضة.[14] : عن كتاب العسل والمعالجة بالعسل.[15] : عن مجلة 1968.21. Acta Biol. Med. Germany B[16] : عن كتابه النحلات صيدلانيات مجنحة.[17] : وهي الفطور التي تثبت بسرعة في الأوساط الرطبة والسكرية وخاصة على سطح المربيات وعصير الفواكه وتؤدي إلى فسادها.[18] : عن مجلة 1984.36. J. Pharm. Pharmacol .[19] : عن مجلة Produits Pharmaceutique.[20]: عن مقالة له في مجلة z.hyg. Infekt. Krankhs.[21] : عن مقالة بديع الحسني.[22] : مقالة الاستشفاء بالعسل قدسي وعطفة، مجلة العلوم 1971.[23] : عن مجلة American Bee Journal العدد 6 لعام 1960.[24]: عن مقالة وايت عن مجلة American Bee Journal العدد 6 لعام 1960. [25]: عن مقالة العسل ينقذ الإنسان لعطاء وقربي.

[26]: مقالة Akobiaعربها د. فاروق هواش، ونشرتها مجلة طب الأسنان بدمشق- حزيران 1975.[27]: عن كتاب النحلات والطب إيوريش.[28]: المرجع السابق.[29]: عن مقالة د. مصطفى رشيد التركي. مجلة العلم والإيمان.

[30]: عن مقالة له نشرت في مجلة نيويورك الطبية: عربها ظافر العطار بالاشتراك مع المؤلف.[31]: عن كتاب معجزة الاستشفاء بالعسل والغذاء الملكي د.شمسي باشا.[32]: عن Chauvinفي كتابه علم حياة النحل.

[33]: عن مقالته في مجلة النحل الأمريكية. ترجمها د. ظافر عطار.[34]: عن تاوتسند: من مقالته في مجلة النحل الأمريكية، ترجمها د. ظافر عطار.[35]: عن كتاب النحل وصحة الإنسان.[36]: عن Chauvinفي كتابه علم حياة النحل.[37]: عن كتابه العسل والمعالجة بالعسل.[38]: عن Chauvinوكتابه علم حياة المنحل.[39]: عن كتابه مفكرة النحال.[40]: عن كتابهما Honey and your Health.[41]: عن مقالة Killian و Tobiash.[42]: عن مقالة Killian و Tobiash.[43]: عن مقالة Killian و Tobiash.[44]: عن كتاب النحلات والطب.[45]: عن مقالة H. Lempp. [46]: عن Chauvinوكتابه علم حياة المنحل. [47]: عن كيليان وتوبياش.[48]: عن كتاب العسل والمعالجة بالعسل: ملادينوف.[49]: عن كتاب: Honey and Your Healthلبيك وسمدلي.[50]: عن كتابه النحلات صيدلانيات مجنحة.
  #490  
قديم 03-05-2008, 07:32 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

العسل وتسوس الأسنان

بقلم الدكتور محمد نزار الدقر
العسل للوقاية من نخر الأسنان[1]
تؤيد أبحاث الفيزيولوجي الكندي ف.بانتنغ [2]التأثير السيئ للسكر العادي على الأسنان، وأن تزايد النخور السنية في العالم بشكل مريع يتبع زيادة مقدار السكاكر في القوام الغذائي، ويشير ماكليدون [3]إلى أن الشاي يحوي على الفلور بكمية كافية للوقاية من نخر الأسنان، غير أن اعتياد الناس شرب الشاي مع السكر وهي مادة تسرع في النخر يفقد الشاي تلك الخاصية الهامة، ولذا يوصي ماكليدون بشرب الشاي دون سكر، أو أن يحلى بالعسل؛ لاحتوائه على الفلور أيضاً.
وقد نشر كل من جيمس غاريس ولطفي السامري [4]نتيجة دراستهم لوثيقة فرعونية وجدت في أحد الأهرامات أن الفراعنة عرفوا تقنية عالية في المداواة السنية وكانوا يستعملون من أجل تقوية الأسنان خليطة تحتوي على العسل والكلس وخلاصة نبات الشيح. فالعسل يقي من النخر ويطهر جوف الفم.
وقد قام ل. فوج L. Waugh [5] ومساعدوه بدراسة على قبائل الأسكيمو الأكثر بدائية والتي لم تصل إلا نادراً بالرجل الأبيض ولم تعرف سكاكره المصنعة السكر الأبيض وقد أكدت هذه الدراسة إلى أن هؤلاء الأسكيمو الذين بقوا على طعامهم البدائي الذي لا يحوي على السكاكر القابلة للتخمر السكر الأبيض لم يكن للنخر بينهم أي وجود، ولكن لما توفر لهم طعام الرجل الأبيض، ظهر النخر بينهم بشكل يتناسب طرداً مع مقدار ما يتناوله سكاكر مصنعة.
أما دراسة العلماء أوسبورن ونوريسكن[6]في قبائل البانتو في جنوب أفريقيا فقد أكدت أن السكاكر المنقاة أظهرت في الأسنان مقدارا ً كبيراً من انحلال الكلس، كما أكدت أن العامل الواقي من النخر الموجود في السكاكر الطبيعية يزول عند التصنيع والتنقية السكر الأبيض. وقد شملت الدراسة فئتين: فئة قدم لها سكاكر طبيعية عسل، دبس، تمر، تين وقدم للفئة الثانية أطعمة حاوية على سكاكر مصنعة شوكولا، سكاكر، مربى.
أما نتائج الدراسة بين فئتي السكاكر الطبيعية والمصنعة فكانت مختلفة بدرجة واسعة لذا نستطيع قبولاها بكل حزم وهي أن السكاكر الطبيعية ومنها العسل لا تحدث نخراً ولا تسبب نمو العصيات اللبنية.
ويظهر البحث الذي كتبه الدكتور فرانسيسكو بوكسي [7]أهمية العسل كمادة محلية تبعد عن الإنسان خطر النخر السني المبكر، وتشير الدراسة إلى أثر العسل الجيد في تثبيت الكلس في الأسنان والعظام عند حيوانات التجربة، كما أن له تأثيراً ممتازاً على العظام في طور نموها، كما يؤكد أن العسل أفاد كثيراً في نمو العظام وبزوغ الأسنان وحسن التكلس.

العسل وطب الشيخوخة:
يحدث مع تقدم الإنسان في العمر تغيرات هامة في أنسجته، يرافقها شكاوي متعددة يراجع الشيوخ من أجلها أطباءهم، لعل أبرزها جفاف الجلد وتجعده والشيب، وثقل الحركة وضعف البصر والسمع وتصلب الشرايين والقبض المزمن، والضعف الجنسي وغيرها، وإن رغبة الإنسان في إطالة عمره جعلت شغله وتفكيره يهتم في محاولة معالجة هذه الشكاوي لإعادة الشباب والنشاط إليه. وفي القرون الوسطى أضاع حشد كبير من العلماء أوقاتهم في البحث عما دعوه بإكسير الحياة.
وعلى مدى قرون جرت محاولات متعددة منها محاولة براون سيكار [8]لإعادة شبابه بحقن خلاصة مائية لخصية من أرانب وكلاب، وادعاء البرفسور "بوغوموليتس" أن نقل دماء شابة من 25-100 مل على فترات تعتبر منشطاً غريزياً فعالاً ويقوي وظائف العضوية الكهلة، ومنها ما نشره البرفسور بارخون وآنا أصلان 1951 عن آثار إيجابية لبرنامج علاجي يقوم على حقن مقادير متزائدة من النوفوكائين والذي جرى تصنيفه مع العقاقير المجددة للشباب . وتشير أبحاث مورا ولينز وغيرهم إلى النتائج الجيدة لمعالجة ظواهر الشيخوخة المبكرة بالنونوكانين مشركاً مع الفيتامينات أو والهرمونات...[9]
أما عسل النحل فقد أعطاه الحكماء منذ غابر العصور أهمية خاصة "بيفاغور وأبو قراط" معتقدين أن تناوله بشكل مستمر يساعد على إطالة العمر، وقد ذكر العالم البولوني "فتفتسكي" منذ القرن الماضي عن علماء مشهورين أمثال تريمتبسكي ومولباخر عمروا طويلاً وكان يبدون حيوية ونشاطاً ونضارة في الوجه، كانوا يتناولون العسل بشكل يومي مع طعامهم. ويؤكد إيوريش أن معظم المعمرين في الإتحاد السوفياتي يعيشون في الجبال ويتعاطون تربية النحل ويتناولون العسل بكميات كبيرة.
وفي عام 1959 كتب ب.لوت[10] عن زيادة فعالية البروكائين في معالجة مظاهر الشيخوخة عند مزجه بالمحاليل العسلية.
لقد درست آلية تأثير البوكائين على بعض عوارض الشيخوخة، وأن ذلك يرجع إلى فعل محصوله الإستقلابي في البدن، وهو حمض أميني، يعتبر في الحقيقة طليعة تشكل الكولين والأستيل كولين في البدن، أي أن فعله هنا كمقو للخواص الكولينية، وكانت تحريات Luthتنحصر في البحث عن مادة غير سامة، تمتلك زيادة فعالية البروكائين فلم يجد أمامه سوى العسل الذي هو غذاء ودواء في نفس الوقت.
وبناء على هذه النتائج تنتج شركة Woelm الألمانية مستحضراً هو Procopinيتكون من بروكائين 2% + روتين 0.5%+ غلوتامينات الصوديوم 1% +محلول عسلي مصفى من غروباته 10%. أعطي هذا المستحضر لـ24 مريضاً من الشيوخ وكانت النتائج بشكل عام مدعاة للغبطة، فقد أبدى تأثيراً حسناً على سير الثعلبة وعلى الشيب، وكانت تأثيراته ممتازة على مظاهر الجلد الشائخ المختلفة، وعلى سير كثير من شكاوى الشيوخ من انحطاط ووهن عام وآلام في الرأس ووهن عصبي ونفسي والتي تشكل بمجموعها ما يدعى بتناذر انخفاض القدرة على العمل، وفي إزالة هذه العوارض عند معظم المعالجين. كما تبين بالدليل القاطع أن للبروكائين مع العسل تأثيرات ضابطة ومنظمة لخوارج الانقباض وتسرع القلب الإشتدادي، وعلى الإعتلالات المفصلية المزمنة غير المشوهة، كما أبدت حالات من تصلب الدماغ تحسناً ملحوظاً.

أهمية العسل في تغذية الأطفال:
أكدت المشاهدات السريرية لعدد كبير من الباحثين القيمة الكبرى لعسل النحل كمادة غذائية ووقائية ممتازة لعضوية الطفل. ولقد تبين لجميع الباحثين أن العسل يزيد الخضاب وعدد الكريات الحمر في دماء الأطفال. وهناك تقارير كثيرة من بلدان العالم وحيث تكثر التجارب في حقل تغذية الأطفال وخصوصاً بالنسبة لأمراضهم التي تترافق باضطرابات هضمية أو سوء تغذية أو فاقة دموية تشير إلى أن العسل حين يدخل في جدول الحمية لهؤلاء الأطفال فهناك تحسن ملحوظ وسريع في حالة الطفل المريض وصحته العامة.
واثبت غولومب [11]من معهد دنيبرو بتروفسك الطبي أن إضافة العسل إلى جدول تغذية الأطفال المرضي أدى إلى إسراع شفائهم بشكل علاوة على الزيادة البينة في وزنهم، وتوضح مقالة لابورد [12]كذلك ما للعسل من تأثير ممتاز على تحسن الخط البياني لوزن الطفل. والعسل بخاصيته المضادة للجراثيم يساعد صغار الأطفال على تجنب الإصابة بالتعفنات المعوية الجرثومية. ويبين إيوريش [13]أن الأطفال المصابين بالزحار العصوي والمعالجين يبالدي سولفون تغيب عصيات الزحار في برازهم بعد 5 أيام من المعالجة أما إذا أشركت المعالجة بالعسل فإن تلك العصيات تغيب نهائياً من البراز بعد 24 ساعة فقط على بدء المعالجة.
ونظراً لأن تغذية الطفل لم تعد خالصة من لبن الأم رغم فائدته للأم والرضيع معاً، فإن الأطباء في كل أنحاء العالم ينصحون بالعسل كمادة محلية سواء للحليب أو لصنع أغذية الأطفال من خبيصة أو سميد وغيرها، وذلك لأنه سكر بسيط يقدم طاقة وافرة وتغذية ممتازة في المرحلة الحرجة من نمو الطفل، وبسبب غناه بالمواد الحياتية المعدنية فإن تجارب ماغني وغيرها برهنت أن لمادة العسل قدرة على القيام بنشاط حاث Stimulantعلى نمو الطفل مبعداً عنه أيضاً خطر الكساح لما فيه من الفيتامينات وبقية مقومات النمو. وأكد كومبي [14]أن إضافة العسل إلى الحليب المعقم بالغليان يعيد إليه خواصه، كما لاحظ خواص العسل الملينة عند الأطفال. فالأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم على العسل يمتازون بحالة جيدة لجهازهم الهضمي وبانعدام الغازات البطنية عندهم، يعود ذلك لفعل الأحماض العضوية والزيوت الطيارة الموجودة في العسل والتي تنبه بشكل مستمر شهية الطفل وحركة الأمعاء.
وفي مركز رعاية الأطفال التابع لكلية طب باريز أجرى الطبيبان [15] أليسون وناربونون تجارب على الخدج [16]فأضافا كمية زهيدة من العسل إلى غذائهم، ثم تزداد تباعاً كمية العسل لتصل إلى 10 غ يومياً لكل كغ من وزن الطفل، وقد تبين أن الخدج يقبلون جيداً على الرضاعة من الحليب المحلى بالعسل، ويصبح المص أكثر قوة مما لو حلي الحليب العسكر العادي. كما ظهرت خواص العسل الملينة. وقد تبين أنه حين إصابة الخدج ببعض الاضطرابات الهضمية فإن إعطاء الشاي المحلى بالعسل بنسبة 5% هو الحل المثالي. هذا ويمكن أن يشار للأطفال بعمر فوق 3 شهور بقليل من العسل الصافي ملعقة شاي كل يوم وهو إجراء رائع عند تهيئة الطفل للفطام.
ويرى ب.لوتينغر[17] أن العسل مفيد جداً للأطفال بعكس السكر العادي الذي يجلب الكثير من الأذى -على حد قوله، كما ينصح بإعطاء ملعقة شاي واحدة من العسل مع 200 غ من مغلي الشعير لوقف أي إسهال صيفي عند الطفل. كما يرى أن للأعسال ذات الرائحة الشديدة خواص مسكنة وتؤدي إلى نوم الطفل ذي المزاج العصبي.
أما جارفيس[18]فيؤكد فائدة العسل 20غ يومياً مع العشاء لمعالجة الأطفال المصابين بالتبول الليلي. ويصر فيليبس [19]على تحلية المصاصات Beberons بالعسل عوضاً عن السكر، بإضافة ملعقة شاي من العسل للمصاصة في الشهرين الأولين من عمر الطفل، وملعقتين في الشهرين 3-4 ثم 3 ملاعق. ويعلل ذلك بأن هضم السكر العادي قد يعسر عند بعض الأطفال، بينما سكاكر العسل مهضومة وسهلة الامتصاص، كما يرى أن الاستمرار على هذا البرنامج يسهل ظهور أسنان الطفل ويجعله أقل عرضة لأعراض التسنن.
ويستعمل ميخائيليس[20]العسل في إصابات الفم والأمعاء حيث لا يخلو تناول السكر العادي من خطر بالنسبة للطفل الصغير. أما زايس[21] فيجزم بحسن تأثير العسل على نمو الأطفال ويرى ريزغا [22]أن إدخال العسل في حمية الأطفال يقوي عضوية الضعفاء منهم والقليلي النمو. وقد أجرى الأستاذان [23]هافيجي وموزا 1985 دراسة في قسم الأطفال في جامعة ناتال استخدموا فيها محاليل العسل للرضع والأطفال المصابين بالتهابات معدية ومعوية وأظهرت النتائج أن العسل يقصّر مدة الإسهال عند الأطفال المصابين بالتهابات هضمية ناجمة عن جراثيم ممرضة كالسلمونيلا والشيغيلا وغيرهما، كما أنه لا يطيل أمد الإسهالات غير الجرثومية، ويمكن استعماله بأمان كبديل عن سكر العنب محلولاً في سائل يحتوي على الشوارد بالتركيز الموصى به علمياً لإزالة التجفاف. وقد أجرى العالمان [24]فيجنيك وجوليا دراسة على 387 طفلاً قسموا إلى 3 مجموعات وأعطوا نفس الراتب المغذي، غير أن المادة المحلية للمجموعة الأولى كانت السكر العادي، وللثانية: دكسترين سكر الشعر. والثالثة: العسل . فتبين تفوق الأطفال الذين أطعموا العسل من حيث الوزن والنمو ونسبة خضاب الدم.
ويؤكد إيوريش[25]أن إضافة ملعقة شاي واحدة من العسل إلى قوام الطفل الغذائي يعطيه من الفائدة أكثر مما يعطي 25غ من السكر.
فالسكر هو ماء فحمي كثير الحريرات فقط، أما العسل فهو مركب حيوي فيه العديد من الخمائر والفيتامينات والهرمونات، وخاصة الدور الذي يعلبه حمض الغوليك في النمو وتكوين عناصر الدم، ودور البريدوكسينVit.b 6في استقلاب البروتينات ومنعه ظهور الاختلاجات عند الأطفال الناجمة عن نقصه غالباً.
وللعسل تأثير حسن على تمثل الكالسيوم والمغنزيوم في العضوية ويزداد احتباسهما فيها عندما يدخل العسل في قوام الطفل الغذائي مما يمنع إصابته بالخرع والكساح[26].
وهكذا نرى أهمية العسل الكبرى في قوام الطفل الغذائي على اختلاف مراحل نموه، سواه من أجل النمو الطبيعي السوي أو من أجل وقايتهم من أمراض الطفولة المختلفة.

الاستشفاء بالعسل
معالجة الجروح والقروح وآفات الجلد بالعسل:
إن معالجة تقيحات الجلد وتقرحاته والجروح العفنة بالعسل معروفة منذ القدم. فعلى أوراق البردي عند الفراعنة وجدت وصفة لمعالجة الجروح، أن تضمد بصوف مغمّس بمزيج من العسل والبخور. وفي تفسير ابن كثير رواية عن ابن عمر عليه السلام أنه ما خرج له دمل إلا لطخه بالعسل وقرأ عليه شيئاً من القرآن لينال الأجر ضعفين.
وفي القانون في الطب لابن سينا وصفات لمراهم جلدية يدخل العسل فيها وخاصة لمعالجة قرحات الجلد العميقة والمتعفنة. وفي كتاب البروفسور جاروكوفسكي[27]نصائح عن كيفية معالجة أمراض الجلد بالعسل. وفي الطب الشعبي يعالجون الجروح والسحجات الرضية بمزيج متساوٍ من العسل والخل.
وقد نشر لوكه[28] 1933 نتائج معالجته للجروح المتقيحة بمرهم يدخل فيه العسل وزيت السمك. ويعتبر منطلقاً له تأثير في التئام الجروح ونظافتها وتأثير زيت السمك على التبرعم.
والجراح الشهير كرينتسكي [29]1938 عالج بنجاح مصابين بالتهاب الغدد العرقية، التهاب عظم ونقي وحروق متنوعة بمرهم دهني -عسلي.
ويرى أنه بتأثير العسل يزداد بكثرة محتوى مفرزات الجروح من مادة الغلوتاتيون التي تلعب دوراً هاماً في الأكسدة والترميمRegeneration
وفي مشفى فرونزة العسكري عالج كل من بلينك وكيريك 45 جريحاً مصابين بجروح مزمنة معندة بعضها مختلط بذات عظم ونقي بتطبيق العسل صرفاً في الجروح، استمرت المعالجة من 20-45 يوماً، وكانت النتائج باهرة، فقد شفي منهم 40 مريضاً بشكل تام وأوقف العلاج عند ثلاثة مرضى لحدوث تخريش شديد موضعي، ولم يظهر تأثير العسل في حالتين فقط.
وفي عام 1944 أجرى سمرنوف [30]أستاذ الجراحة في معهد مولونوف الطبي في مدينة أومسك تجارب بمداواة الجروح بالعسل. وأكد أن الجرح ينظف من القيح بضعة أيام ويتحسن الدوران الدموي في المنطقة ويظهر نسيج حبيبي وردي.
فالعسل يحرض نمو النسيج الحبيبي إذ يصبح أشد كثافة وحيوية وتتحسن عميلة التغطية الجلدية. أما ملء الفجوات العظمية بالعسل بعد تشظيها فلم يعط النتائج المرجوة.

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 79 ( الأعضاء 0 والزوار 79)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 258.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 252.90 كيلو بايت... تم توفير 5.82 كيلو بايت...بمعدل (2.25%)]