"تهافت الديمقراطيين" للشيخ ابو عبدالرحمن الشنقيطي - الصفحة 4 - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215423 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61207 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 05-04-2012, 11:34 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: "تهافت الديمقراطيين" للشيخ ابو عبدالرحمن الشنقيطي

صراع القيم
لقد لاحظت أن كل الدعوات الدينية والمناهج الفكرية التي حكمت أو تحكم واقع الناس اليوم إنما بدأت أول ما بدأت بالدعوة إلى مجموعة من القيم والأفكار والنظريات التي ينبني عليها نظامها ومنهجها .. فلما انتشرت تلك القيم والأفكار والنظريات وتلقاها الناس بالقبول استطاع أصحابها أن يسعوا إلى تطبيقها على أرض الواقع . إن الدعوة إلى تطبيق أي نظام قبل السعي إلى ترسيخ قيمه تعتبر قفزا على الواقع وحرقا للمراحل الطبيعية للتسلسل السببي . ومهمتنا نحن اليوم كدعاة إلى الإسلام أن نقوم بالسعي إلى ترسيخ القيم التي يقوم عليها الحكم الإسلامي قبل السعي إلى ترسيخ الحكم الإسلامي نفسه لأن التنازل عن هذه القيم يعني التنازل تلقائيا عن الحكم الإسلامي الذي لا يقوم إلا عليها . إن هذه القيم هي الأساس الذي يقوم عليه بناء الحكم الإسلامي، و تطبيق الإسلام على غير أساس من هذه القيم الإسلامية ليس تطبيقا للإسلام . وحين نحاول تطبيق الحكم الإسلامي قبل ترسيخ قيمه نكون كالجراح الذي يخيط الجرح قبل انتهاء العملية ! والدعوة كذلك إلى أي نظام تقتضي محاربة القيم والمبادئ التي تتناقض مع قيمه ومبادئه ... فإن من يحاول تطبيق نظام - أي نظام - من خلال القيم التي تتناقض مع البنية الجوهرية له إنما يؤسس بنيانه على شفا جرف هار . فإن لكل نظام و منهج شكلا و مضمونا بهما تعرف حقيقته و يمتاز عن غيره ولا يمكن التفريق بين الشكل والمضمون في أي نظام، لأن العلاقة بينهما كالعلاقة بين الجسد والروح .
***
إن المشاركة في " النظام الديمقراطي " والدعوة إليه وترويجه هي دعوة صريحة إلى إلغاء القيم الإسلامية التي تتعارض مع النظام الديمقراطي .. دعوة إلى إلغائها إما نهائيا ... وإما إلى أجل !! وبعد انتهاء هذا الأجل نحن بين خيارين : إما أن نترك الناس على ما هم عليه من قيم مخالفة للإسلام، وحينها يتعذر علينا تطبيق الإسلام .. وإما أن نكشف لهم الحقيقة ونقول بصراحة : هذا ليس هو الإسلام ؟ وعندها سوف يعترضون علينا ويقولون : أنتم الذين دعوتمونا إليه وأوصلتمونا إليه .. فهل كنتم تخدعوننا ؟! إن رجوع الناس عن قيم تشبَّعوها ومبادئ اعتنقوها من أعسر العسير، والداعي إليه متجشم عناء كبيرا.. فكيف إذا كان هذا الداعي هو من بنا تلك الأسس ودعا إليها ثم جاء يروم هدمها ونقضها من بعد ما تجذّرت في قلوب الناس وترسخت في نفوسهم !! ولا يجدي نفعا الزعم بأنا نمارس الديمقراطية من أجل الوصول إلى الإسلام لأن ذلك يعني أنا جعلنا الشرك طريقا إلى التوحيد ..وما مثلنا في هذه الحالة إلا كالمتوضئ بماء نجس !كما لا يجدي نفعا أن نعتذر بأنا نمارس " الديمقراطية " دون الدعوة إلى قيمها أو التأثر بها .. لأن " الديمقراطية " هي " الديمقراطية " بشكلها وقيمها ومظهرها ومخبرها ... إن بعض " الإسلاميين " يحاولون إقناعنا بأنهم يمارسون الديمقراطية مفصولة عن قيمها الغربية بالطريقة نفسها التي يحاول بها قساوسة النصارى إقناع الناس بعقيدة التثليث !! إذ أن من يقول : تحكيم الشعب لا يتنافى مع تحكيم الله تعالى، شبيه تماما بمن يقول : الأب والإبن وروح القدس ثلاثة تساوي واحد !! إن للديمقراطية شكلها وقيمها ..ولنظام الحكم الإسلامي شكله وقيمه . وأما من يريد جعل الشكل ديمقراطيا والقيم إسلامية فلا هو بالديمقراطي ولا هو بالإسلامي :
أيها المنكح الثريا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان
ولو فرضنا جدلا أنه توجد ديمقراطية منفصلة عن القيمة فإن الواقع يشهد أن هؤلاء " الإسلاميين " يمارسون " الديمقراطية " بكل قيمها وشروطها المنافية للإسلام
  #32  
قديم 05-04-2012, 11:35 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: "تهافت الديمقراطيين" للشيخ ابو عبدالرحمن الشنقيطي

الطريق إلى شرع الله
نحن في طريقنا إلى تحكيم شرع الله عز وجل ينبغي أن نتخذ وسائل شرعية يرضاها الله ورسوله؛ ولا تتنافي مع أي من مبادئ الإسلام، وهذا الأمر لا يتحقق عن طريق اتخاذنا الديمقراطية وسيلة .. نحن في طريقنا إلى تحكيم شرع الله عز وجل أمامنا طريقان شرعيان لا ثالث لهما : طريق التغيير بالدعوة وطريق التغيير بالقوة .. أما طريق التغيير بالدعوة فيعني أن ننشغل بالدعوة إلى الله وتربية الناس على أخلاق الإسلام وتعليمهم أحكامه ودعوة الناس جميعا حكاما ومحكومين، حتى يفيء معظم الأمة إلى الدين، ويخضعوا لشرع الله عز وجل، ويشتاقوا إلى الحياة في ظلال الإسلام، عندها ــ إن شاء الله ــ يحدث أمران:إما أن يتخذ الجميع حكاما ومحكومين مبادرة بالرجوع الكامل إلى شرع الله عز وجل، دون أن يطلب أحد منهم ذلك.. وإما أن تنحصر معارضة شرع الله عز وجل في قلة من الناس، لكنها تضطر إلى الخضوع له نزولا عند رغبة الأكثرية . أو تصر على معارضة شرع الله إصرارا يفضي إلى تصادمها مع الأغلبية صداما يؤدي إلى زوالها دفعة واحدة أو ذوبانها رويدا ..رويدا ..وطريق الدعوة هذا يحتاج إلى الحكمة في الدعوة، والصبر على الأذى ؛والثبات على المبدأ؛ والوضوح في الطرح ؛والحذر من تمييع الدين .أما طريق التغيير بالقوة فيعني تربية شباب الدعوة على إعداد العدة واتخاذ كل أسبابها حتى تكون لهم قوة يدفعون بها عن أنفسهم إن احتاجوا إلى المدافعة، ويدعمون بها ما لديهم من مطالب وحقوق، ويصدون بها ما يرفضون من منكر وفسوق، وإن تيسر لهم إزاحة الأنظمة الخارجة على شرع الله عز وجل والرافضة له فهذا مسعى نبيل وعمل جليل . إن من المرفوض شرعا أن يكون العلمانيون واللادينيون مدعومين بقوة العسكر وتأييد الغرب في حين أن الدعاة إلى الله عز وجل عزّل من كل أسباب القوة ولا يملكون من أوراق الضغط إلا الاستجداء والاستعطاف وإن غضبوا فلا أكثر من الشجب والتنديد !!إن الحكم الذي يفيض بمعاني السيطرة والغلبة لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع ولا يمكن أن يستمر بعد تحققه إلا بقدر من القوة. والتاريخ البشري عموما و الأحداث المعاصرة خصوصا تشهد لصحة ذلك .لكن طريق التغيير بالقوة يحتاج إلى تضحيات جسام وجدية في العمل وصرامة في المواقف .هذان هما الطريقان الشرعيان الوحيدان أمام الدعاة إلى الله عز وجل.لكن سلوك أحد هذين الطريقين ليس مسألة اختيارية بل هو محكوم بتحقيق المصلحة والمناسبة للظرف، فقد تكون الظروف والأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية أكثر تهيئة لأحد الطريقين من الآخر... والأمر يحتاج إلى بعد نظر.. وتأمل ..وروية ..وصدق نية.
***
ثم إن الفصل بين هذين الطريقين مسألة نظرية أكثر من كونها عملية .لأن كل واحد منهما لا يستغني عن الآخر .. ففي طريق الدعوة نحتاج إلى القوة عند اصطدام الأغلبية المطالبة بشرع الله بالأقلية الرافضة له ..وفي طريق التغيير بالقوة نحتاج إلى الدعوة لأنها هي الوسيلة لتكثير السواد وجمع الأنصار.فبان بذلك أن هذين الطريقين ليسا في الحقيقة إلا طريقا واحدا يجمع بين حكمة الدعوة باللسان وقوة الجهاد بالسيف والسنان وأنهما مترابطان لا ينفصلان . أما الديمقراطية فليست بديلا شرعيا وليست بديلا عمليا .. ليست بديلا شرعيا لأنها غير مشروعة والمعدوم شرعا كالمعدوم حسا .. و ليست بديلا عمليا لأنها لا تستغني عن طريق الدعوة وطريق القوة . هي تحتاج إلى الدعوة من أجل كسب الأنصار والمؤيدين وتحتاج إلى القوة من أجل المحافظة على المكاسب والانتصارات فإذا لم يكن لهذه المكاسب والانتصارات قوة تمنع من انقلاب الآخرين عليها فسوف تكون في مهب الريح أو تحت رحمة العسكر . أقول : إذا كان طريق الديمقراطية هذا لا يستغني عن الدعوة، ولا يستغني عن القوة فليس له من مميزات إلا تناقضه مع شرع الله، ولو استخدم الإسلاميون السالكون لهذا الطريق جهودهم وطاقاتهم في الطريق الشرعي لجمعوا بين الإصابة في العمل وبلوغ الغرض .
  #33  
قديم 05-04-2012, 11:40 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: "تهافت الديمقراطيين" للشيخ ابو عبدالرحمن الشنقيطي

الطُّعم الجذاب
هناك مبدآن أساسيان في " الديمقراطية " يمثلان الطعم الذي جعل بعض الإسلاميين يتشبثون بها ويغضون الطرف عن كل مساوئها؛ هذان المبدآن هما :- التناوب على السلطة - وتعدد السلطات .أما بالنسبة للتناوب على السلطة فهم يرون أن هذا المبدأ من أحسن ما توصلت إليه البشرية في مجال أنظمة الحكم ! إذا كان المقصود هو إقامة العدل ودفع الظلم فلا شك أن العدل كان موجودا من فترة إلى أخرى قبل أن يشيع نظام التناوب على السلطة ..فلا تلازم –إذن- بين العدالة والتناوب على السلطة . ونحن نعتقد أن استقرار السلطة في يد شخص واحد (تتوفر فيه المواصفات الشرعية) دون تناوب عامل إيجابي من عدة نواحي : الأولى: أن تكون المسئولية الأولى موجهة إلى شخص واحد وهو في هذه الحالة سوف يسعى ما أمكنه إلى تحقيق أكبر إصلاح لأن ذلك يعتبر نجاحا له .. وقد كان هذا هو السبب في كون القطاع الخاص أكثر نجاحا من القطاع العام . الثانية: توفير الطاقات والجهود المالية والبدنية والفكرية التي تضيع في حشد الناس لهذا المرشح أو ذاك ووضعها في الاتجاه الصحيح الذي تحتاج إليه البلاد والعباد . الثالثة: غلق الباب أمام شهوة السلطة التي يهيجها مبدأ التناوب على السلطة والذي يعني بالضرورة انقسام الناس إلى موالاة ومعارضة أو معارضات تتنازع كلها على فريسة السلطة في صراع يثير غبار الفتنة !!
الرابعة:
توجيه سياسة الحكم في اتجاه واحد لا تناقض فيه ولا اختلاف..يحدث ذلك فقط عندما تستقر السلطة بيد شخص واحد أما حين يتناوب عليها المتناوبون فلن تستقر الأمور في اتجاه محدد بل قد يهدم الخلف كل ما بناه سلفه .
***
أما بالنسبة لتعدد السلطات فأعتقد أن مفهوم " نظرية العقد الاجتماعي " التي دعا إليها الإنجليزي ( توماس هوبز ) لا يمكن تحقيقها إلا في ظل نظام شبيه بنظام البيعة في الخلافة الإسلامية، على العكس تماما من مفهوم هذه النظرية عند الفرنسي ( جان جك روسو ) الذي يعتبر كتابه ( العقد الاجتماعي ) إنجيل الثورة الفرنسية .. يري ( هوبز ) أن الناس كانوا متحاربين ثم رغبوا في السلام والأمن فتنازل كل واحد منهم عن دعواه في حق السيطرة على كل شيء لشخص واحد وكان هذا التنازل بمثابة عقد اجتماعي . ولا يمانع ( هوبز ) من اعتماد هذا العقد الاجتماعي على القوة، في حين يري ( روسو ) أن العقد الاجتماعي ضرب من المشاركة القائمة على التضامن والحرية والمساواة حيث يتخلى كل فرد عن حقوقه برغبة منه لا لشخص معين وإنما للدولة التي تمثل إرادة واحدة عامة هي إرادة الشعب !! ومن هذا المفهوم الذي ذكر ( روسو ) ولدت فكرة تعدد السلطات ! تلك الفكرة التي يفهم فسادها بدلالة الإيماء من قوله تعالى : ** لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا }.ومن هذا المفهوم أيضا ولدت فكرة سيادة الشعب التي تعني عدم الخضوع لله تعالى .ثم إن الخصائص الإيجابية الموجودة في مبدأ تعدد السلطات مثل رقابة السلطة ومحاسبتها موجودة أيضا في نظام الحكم الإسلامي ..لكنها تعني الرقابة والمحاسبة على الخطأ دون المشاركة في الحكم التي كثيرا ما تؤدي إلى تصادم أقطاب السلطة وعرقلة اتخاذ القرارات . ليس من الغريب أن يكون في " الديمقراطية " خير بالنسبة للغرب لأنها ربما نقلتهم من سوء إلى سوء أخف .. عندما جاءت " الديمقراطية " إلى الغرب حررته من كهنوت الباباوات الجائر ومن سلطة دين زائف محرف .. فهل ستفعل " الديمقراطية " الشيء نفسه عندما تطبق في بلاد الإسلام ؟ كلا .. إن بلاد الإسلام لا تعرف كهنوت البابوات ولا تدين بأديان محرفة .. إن الشعوب المسلمة لا تدين بالحكم لغير الله ولا يقرها الإسلام الذي تؤمن به على الخضوع لغير شرع الله فإذا جاءت " الديمقراطية " ألغت ذلك كله وجعلت الشعب هو مصدر الحكم وإرادته هي الوجهة وقانونه هو المطاع !! فهل في هذا خير للإسلام والمسلمين ؟!!
  #34  
قديم 05-04-2012, 11:42 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: "تهافت الديمقراطيين" للشيخ ابو عبدالرحمن الشنقيطي

الوحل الديمقراطي
يخطئ من يظن بأن الشعوب المسلمة هي التي انتزعت الديمقراطية أو طالبت بها ..إن اتخاذ القرار بتطبيق الديمقراطية في بلاد الإسلام هو نفسه لم يكن ديمقراطيا ! لقد قام الغرب بتصدير الديمقراطية إلينا لأنه يعلم أن كوننا ديمقراطيين بلا إسلام خير له من كوننا مسلمين بلا ديمقراطية ... كان قرار تصدير الديمقراطية إلى بلاد الإسلام أمرا مدروسا ومخططا له بعناية من طرف الغرب . وكان الغرب بتصديره للديمقراطية إلى بلاد الإسلام يعلم بأنه قد يفتح على نفسه بابا من الشر عظيما لأن هذه الديمقراطية سوف تؤدي إلى تحرير هذه الشعوب أكثر وخروجها عن سيطرة الغرب أكثر .. لكن الغرب كان يتعامل معنا بنفسية التاجر الذي يقبل الخسارة القليلة من أجل أرباح كثيرة . ـومن هذا المنطلق كان اتخاذه لقرار إنهاء الاستعمار المباشر والاكتفاء بتنصيب وكلاء له من أبناء الأوطان يحققون مصالحه الاستعمارية . المهم عند الغرب هو تحقيق المصالح، أما الوسائل بحد ذاتها فليست مهمة وليس من الضروري أن تكون ثابتة .. ولهذا فقد استعمل في كل فترة الوسيلة التي يري بأنها أنسب ... استعمل أولا الاستعمار العسكري المباشر، ولما اشتد عليه الخناق لجأ إلى الاستعمار غير المباشر عن طريق عملائه من الحكام الدكتاتوريين .. ولما ضاقت الشعوب ذرعا بظلم هؤلاء الحكام وإفسادهم جاء بالبديل الجديد وهو " لعبة الديمقراطية " !! وكان الغرب في تصديره لهذه اللعبة يسعي لعدة أهداف : الأول: أن تكون " الديمقراطية " بديلا عن الإسلام .
الثاني:
فرض النموذج الغربي على بلاد الإسلام .
الثالث:
استغلال الجو اللاديني الذي تفرضه " الديمقراطية " من اجل نشر الفساد والرذيلة والإباحية والأفكار الضالة والمنحرفة .
الرابع:
تخفيف الضغط ـ شكليا ـ عن الشعوب الإسلامية المقهورة خشية أن تثور؛ فكان هذا التخفيف الخفيف متمثلا في ديمقراطية التزييف .وكان الغرب عند تصديره لهذه الديمقراطية إلى بلاد الإسلام يتظاهر بخبث ودهاء أنه مكره لا بطل ! وأنه مغلوب على أمره وكاره لهذا التصدير !! وانطلت الحيلة الماكرة على بعض الطيبين من أبناء الحركة الإسلامية المتعطشين للانتصار ! فاستقبلوا الديمقراطية القادمة من بلاد الغرب بالتكبير والتهليل .. واعتبروها فتحا جديدا كيوم الفرقان !! أما الغرب المنتصر في هذه المعركة فقد تظاهر بالهزيمة كما يتظاهر الجيش المتحيز بالهروب للإيقاع بعدوه في كمين ! ونجحت خطة الغرب بإحكام ووقع " الإسلاميون " في كمين " الديمقراطية "، وابتلعوا طعم الحرية الزائفة !! وغاصت أقدامهم في الوحل الديمقراطي فلم يستطيعوا التقدم نحو الحكم الإسلامي الذي أمر الله به، ولم يستطيعوا التراجع عن هذا الطريق حتى لا يفقدوا مكتسباتهم الوهمية .
  #35  
قديم 05-04-2012, 11:43 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: "تهافت الديمقراطيين" للشيخ ابو عبدالرحمن الشنقيطي

ختاما
فنحن حينما نطالب المسلمين بعدم المشاركة في النظام الديمقراطي، فلسنا نطالبهم بعدم الاستفادة منه .. كلا .. ينبغي ان تكون هناك استفادة من الحرية الجزئية التي يمنحها هذا النظام ... استفادة في نشر الدعوة وتبليغ الحجة وتصحيح المفاهيم . ومن ذلك : وضع " الديمقراطية " وضعها الصحيح وتوصيفها للناس توصيفا شرعيا : أنها وإن كانت أخف من الظلم والاستبداد في نظر البعض فإنها تناقض الإسلام ولا تلتقي معه لا في الإسم ولا في المضمون . وبهذا نستفيد من " الديمقراطية " دون أن نقرها أو ندعوا إليها، بل نستفيد منها ونحن نحذر منها .. وحين نفعل ذلك فنحن لا ندعوا الناس إلى الخضوع لأنظمة مستبدة جائرة، بل ندعوهم إلى التقدم إلى شريعة الله العادلة .. وهذا هو المتاح وهو ما كلفنا الله به إذ ** لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } ..والحمد لله رب العالمين .
كتبه :

أبو المنذر الشنقيطي

20 جمادى الأولى 1432 ه
  #36  
قديم 24-04-2012, 02:54 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: "تهافت الديمقراطيين" للشيخ ابو عبدالرحمن الشنقيطي

يرفع............
  #37  
قديم 22-08-2012, 08:47 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: "تهافت الديمقراطيين" للشيخ ابو عبدالرحمن الشنقيطي


المرجعية الإسلامية

وبعض الذين اغتروا بهذا المنهج الديمقراطي يقولون: لا حرج علينا في المشاركة في النظام الديمقراطي ما دامت مرجعيتنا إسلامية ويرفعون شعار "مرجعيتنا إسلامية وخيارنا ديمقراطي "!!

وليت شعري .. كيف يريد هؤلاء الجمع بين النقيضين ؟
فيحاولون الجمع بين الإسلام الذي يجعل الحكم لله وحده والديمقراطية التي تجعل الحكم للشعب وحده!!

أما علموا أن قولهم "خيارنا ديمقراطي" يكذب قولهم "مرجعيتنا إسلامية" ؟

فمن يدعو إلى الديمقراطية ويتبناها ويجادل عنها كيف تكون مرجعيته إسلامية ؟
ومن يحكّم إرادة الشعب في كل شيء كيف تكون مرجعيته إسلامية ؟
ومن يجعل الحكم للأغلبية كيف تكون مرجعيته إسلامية ؟
ومن يرضى بتداول السلطة مع الملحدين كيف تكون مرجعيته إسلامية؟
ومن يحتكم إلى القوانين الوضعية كيف تكون مرجعيته إسلامية؟

لك ألف معبود مطاع أمره دون الإله وتدعي التوحيد

فما هذا الشعار الذي يرفعه هؤلاء إلا مثل تلبية قريش في الجاهلية حيث كانوا يقولون: "لبيك لا شريك لك إلا شريكا هولك تملكه وما ملك" فينطقون بتوحيد الله أولا ثم يعلنون الشرك به ثانيا!!

وهؤلاء يعلنون انطلاقهم من الإسلام أولا ثم انسلاخهم منه ثانيا!

إن المرجعية الإسلامية تعني الرجوع إلى الكتاب والسنة في كل صغير وكبير، وألا يُفعل فعل حتى يُعلم حكم الله فيه، مع الإنقياد التام والتسليم لذلك الحكم، {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}

وبالنسبة للأحزاب السياسية فإن مرجعيتهم الإسلامية لا تعني الصلاة في المسجد ولا المحافظة على الصيام فبقية الأحزاب المنتسبة إلى الإسلام تشاركهم في ذلك .
بل تعني إقامة نظام حكم إسلامي، وتطبيق شرع الله في ظل هذا النظام ورفض كل نظام وكل منهج مخالف لنظام الإسلام ومنهج الإسلام ..

أما من أراد الدخول في نظام حكم غير إسلامي فكيف يزعم بأن مرجعيته إسلامية؟

فلا تكون الأحزاب ذات مرجعية إسلامية إلا عندما تكون برامجها مصرحة بإقامة الإسلام وحدوده وشرائعه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
قال تعالى: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}.

فتكون هذه البرامج ناطقة بالوعد بتحكيم شرع الله وتطبيق الحدود ومنع الربا والزنا و الإختلاط وكل منكر وفجور، والمعاقبة على ذلك والإعلان أنه لا شرع إلا ما شرعه الله، ولا حكم إلا حكم الله، وأن القرآن هو دستور الأمة الذي لا تخضع لسواه..
ومن حقنا هنا أن نتساءل:
إذا كان البرنامج السياسي للإسلاميين المشاركين في الديمقراطية لا يختلف عن البرنامج السياسي لسائر الأحزاب فما وجه تميّزهم بالمرجعية الإسلامية ؟

وما معني هذه المرجعية الإسلامية إذ الم يكن لها أثر في البرنامج السياسي ؟

فما حال هؤلاء الذين رفعوا شعار الإسلام ودخلوا في الديمقراطية إلا كحال البنوك التي تسمي نفسها إسلامية وفي الوقت نفسه تتعامل بالربا!!
  #38  
قديم 11-07-2013, 05:00 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: "تهافت الديمقراطيين" للشيخ ابو عبدالرحمن الشنقيطي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين , ثم أما بعد

فلقد جرب الناس كل الطرق إلا طريق الله , حتى من أراد منهم الشريعة , سلك طريقا يخالفها , وأسخط الله لكي يرضيه !
فما رأوا أنفسهم إلا وهم يزدادون ضعفا , ويزداد عدوهم قوة , ولا نجني من البعد عن الله إلا خزيا وانتكاسا ,

فليعلم الناس , أن النصر والتمكين من عند الله , وما عند الله لاينال إلا بطاعته , فمن ابتغى ما عند الله بمعصيته , عاقبه الله بنقيض قصده ,

وما نراه اليوم من سلوك للطرق غير المشروعة لنصرة الدين , ما هو إلا نتاج لعدة أمور :

أولها,وأهمها : ضعف اليقين بموعود الله بالنصر , والإستعجال في طلبه :

عن أبي عبد الله خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا ؟ فقال : " قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون " .رواه البخاري .

جاء في مقال : ولكنكم قوم تستعجلون :


(( وهي حقيقة تلوح وتظهر غاية الظهور في ديننا، خلاصتها "أننا مكلفون بالسعي وليس علينا تحقيق النتائج"، فالله سبحانه وتعالى إنما تعبدنا بالعمل ولم يتعبدنا بإدراك نتيجته.
قال تعالى لنبيه نوح عليه السلام {وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن... واصنع الفلك بأعيننا ووحينا... وما آمن معه إلا قليل}، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}.

وقال عليه الصلاة والسلام: (يأتي النبي ومعه الرجل، والنبي ومعه الرجلان، والنبي وليس معه أحد)، ولا يعد هذا النبي الأخير فاشلاً حاشا وكلا .

إن إدراك هذه الحقيقة يورث في قلب المؤمن الداعية برداً وسلاماً وطمأنينة في خضم هذا الطريق الطويل، الذي تمثل المحن والابتلاءات على اختلاف أصنافها وألوانها ركناً من أركان ماهيته وجزءاً من أجزائه.
كما أن إدراك هذه الحقيقة يجعل المؤمن ينطلق نحو هدفه بخطى ثابتةٍ، يقفو فيها آثار من سبق من خيار الأمة، حذو القذة بالقذة.

فغاية همه وأكثر ما يقلقه ويؤرقه ويخيفه أن يحيد ولو قيد أنملة عن آثارهم أو أن يتجاوز مواضع أقدامهم.

"فإنما: الأمر الاتباع" ,فلا تستفزه الأحداث، ولا تستدرجه الوقائع، ولا يخضعه بهوله ضغط الواقع.
"فإنما: الأمر الاتباع" , ومن ثم: فهو وإن كان أمام الناظرين أبعد ما يكون عن هدفه الذي يسعى إليه، إلا أنه بمقاييس الاتباع التي تُعبدنا بها وحدها دون سواها، وبيقينه الراسخ فيها يردد: {أليس الصبح بقريب}
بل ربما لمح ببصيرته ضوء الفجر بين من لا يرى غير الظلام المطبق، بل وربما استنكر على غيره ألا يرى ما يراه هو... ولكنكم قوم تستعجلون .)) إنتهى

ثانيهما : الظن بأن الله قد كلفنا بالنصر والتمكين

وبناءا على هذا الظن , نظر الناس إلى الطرق المشروعة فوجدوها صعبة وطويلة , ووجدوا أنها لن تأتي بنائج مرجوّة في المستقبل القريب , فأخذوا يعملون عقولهم , ويتلاعبون بآيات الله , حتى وصل بهم المقام إلى التوكل على عقولهم , فما كان من الله إلا أن وكلهم إليها , فدخلوا بعقولهم التيه فلم يقدروا على الخروج منه , ولا يمر عليهم يوم إلا وقد ازدادوا تورطا فيه !

( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )

فما وقعوا فيه من التيه , ماهو إلا عقوبة من الله على إعراضهم عن آيات الله وأوامره في أول الأمر , فتخلى الله عنهم وتركهم يتقلبون من الضلالة إلى الطغيان !

الآن وقد جاءتنا الفرصة التي كنا قد أوشكنا على اليأس من عودتها , لم يبق لنا إلا اللجوء إلى الله , والتوكل عليه , والبدء في أسلمة هذه الثورة , ووضعها في مسارها الشرعي , فلقد تم تضليل الناس بإسم الإسلام , فواجبنا أن ننقذهم الآن بإسم الإسلام , ولكن هذه المرة , بالإسلام الحقيقي , الإسلام الحاكم , إسلام رب العالمين ,
لا إسلام المنهزمين , إسلام الديموقراطيين , إسلام المنبطحين !

هلموا لنعلن للناس أن الله هو الحكم , أن الله هو الإله الحق , أنه لا حاكمية لغيره , ولا علوّ إلا لشرعه ,

هلموا لنعلن لهم أن هذا هو طريق الله , وهذا هو طريق الشيطان !

يا أصحاب دعوة التوحيد , لا يقولن أحد من سيستمع لك , من سيستجيب لك , فإنما علينا البلاغ ,
وما نفعله اليوم , ما هو إلا لبنة في بناء الإسلام الذي وعدنا به النبي صلى الله عليه وسلم , والذي نوقن أن وعده متحقق لا محالة ,

فتوكلوا على الله , ولا تحقروا من المعروف شيئا , فلئن علم الله صدقنا وإخلاصنا , أنزل علينا النصر ,

وأول بوادره هو أن يرزقنا الثبات على هذا الدين , ثم بعد ذلك يفتح لنا قلوبا غلفا وآذانا صما , فاعملوا ولا تيأسوا , فإن وعد الله حق حق , ووالله إننا لمنصورون

( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )

الفرصة الاخيرة الثورة الثورة
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 114.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 110.02 كيلو بايت... تم توفير 4.85 كيلو بايت...بمعدل (4.22%)]