التحرر من أغلال البدعة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدور الحضاري للوقف الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 3883 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6958 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6426 )           »          الأخ الكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 197 )           »          الحفاظ على النفس والصحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          شرح النووي لحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نظرية التأخر الحضاري في البلاد المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الاستعلائية في الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-03-2021, 07:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي التحرر من أغلال البدعة

التحرر من أغلال البدعة








محمد سعد الشعيرة


التمسك بالسنة سهلٌ خفيف، مُحبَّب إلى النفس المخلصة، يزيد الإيمان، ويزكِّي القلب، وينير العقل، ويقرب العبد من الله تعالى، في حين أن البدعة ثقيلة، تُظلم النفس، وتُضلِّل العقل، ولا يستفيد بها القلب، ولا يزيد بها الإيمان.



لكن من الغريب والعجيب حرص بعض الناس على البدعة، فتراهم يجتهدون فيها، وينافحون عنها، في الوقت نفسه ينفِرون من السنة، أو يُهملون في أدائها، أو يحاربون من يُذكِّـر بها الناس!



كيف يترك الإنسان الطيبَ ليتمسك بالخبيث؟! وكيف يترك ما فيه نفعه ويشتهي ما يضره؟! لا شك بأن هذا من عَبَثِ الشيطان ببعض بني آدم، ولعِبِهِ بعقولهم، ليصرفهم عن السنة، ويُوقعهم في البدعة.



للبدعة التي يبتدعها بعض الناس أغلال وقيود، حينما يضعون أنفسهم فيها يصعب عليهم التخلص منها، والتحرر من أسْرِها، وتُحمِّـلهم بدعتهم ما لم يطلبه الشرع منهم ولا أمرهم به، ولا رتَّب عليه ثوابًا.



مقارنة بين البدعة والسنة:

هذه بعض الأمثلة التي تكشف الفرق بين نتيجة الوقوع في البدعة، ونتيجة التمسك بالسنة:

ينفق كثير من الناس أموالًا طائلة لإقامة احتفالات المولد، بزعم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد يسافر بعضهم إلى مساجدَ مخصصةٍ للاحتفال، ويقرؤون أورادًا مبتدعة، وهذا عمل لا ثواب فيه؛ لأنه مخالف للسنة.



أما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فليس من علاماتها إقامة موالد، ولم يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الناس بإقامتها، ولو كان فيها خيرٌ، لأمر بها الناس، وأصحابه صلى الله عليه وسلم لم يُقيموا له مولدًا، وهم أكثر الناس حبًّا له صلى الله عليه وسلم، محبة الرسول صلى الله عليه وسلم معناها في الشرع واضح وصريح، ليس فيها الاحتفال بالمولد، ولا الغلوُّ في المدح، ولم يَرِدْ أن قراءة السيرة وشعر المديح في المولد سُنَّةٌ؛ بل قال تعالى في بيان المحبة الشرعية: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، فجعل أساسَ المحبة اتباعَ السنة، وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم علاماتِ محبته سهلة يسيرة لا تكلُّفَ فيها؛ منها طاعته، ومنها الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، ونشر سنته، وغير ذلك كثير، ورتَّب على ذلك الثواب العظيم، والأجر الكبير، والفلاح والنجاح، ولم يرتب على الاحتفال بالمولد ثوابٌ ولا فضل.



في صباح يوم العيد تذهب كثير من النساء في بعض البلاد (لاحظ: العيد الذي جعله الله تعالى يوم فرح وسرور)، إلى المقابر لزيارة الموتى، مع أن السنـة قد ورد فيها ذم زوارات القبور من النساء.



أما السنـة، فقد جعلت الزيارة ذات فائدة، وهي أخْذُ العبرة والموعظة، دون تحديد أو تخصيص بأوقات معينة، كما جعلت السنـة الشريفة العيدَ وقتَ فرحٍ وأكل وشرب.



يقيم الناس سرادقات تتكلف مبالغ كثيرة، ويأتون بالقرَّاء من ذوي الأجرة المرتفعة، يَرَون ذلك من الوفاء للميت، وتزداد الأحزان، ويسود سكان الحي كلهم ظلام الحزن لوقت طويل، وخصوصًا عندما يكرر ذلك فيما يُسمَّى بالأربعين، والذكرى السنوية، حتى صارت قراءة القرآن على هذا النحو علامة الموت والحزن لدى بعض الناس، وفي يوم كنت أركب حافلة فشغل السائق تسجيلًا لأحد القراء، ممن اعتاد الناس سماع صوتهم في العزاء، فطلبت راكبة من السائق أن يغيِّرَه؛ لأن صوته يُذكِّرها بالعزاء والموتى.




أما السنة النبوية، فقد جعلت العزاء سهلًا لا كُلْفَةَ فيه، وجعلته لتخفيف الأحزان على أهل الميت، لا لزيادته بطول إجراءاته ومراسمه، ولم تجعل له مثل هذه المراسم والنفقات التي ترهق أهل الميت، الذين قد يكونون في أشد الحاجة إلى المال، وإلى تخفيف الحزن عنهم.



يتمسك بعض أصحاب الطرق وأتباعهم بأوراد مخترعة للذكر، فيها كثير من الشطحات والضلالات، بل في بعضها من الألفاظ الشركية الكثير والخطير.



أما أذكار السنة، فهي سهلة الحفظ، طيبة اللفظ، مليئة بمعاني التوحيد التي تزكي القلب، جامعة لأنواع كثيرة من العبادات من شكر ورغبة ورهبة، التي تنفع المسلم في الدنيا والآخرة.



وهذا قليل من كثير، فإن البدع كثيرة منتشرة، ولا سيما لدى أصحاب الطرق الصوفية ومَن يتبعهم من العَوَام؛ حيث يلزمون أتباعهم بطرق خاصة في العبادة، ووظائف مخترعة، واعتقادات باطلة، وأوراد ما أنزلها الله ولا شرعها، فضيَّقوا على الناس طريقهم إلى الله تعالى بإلزامهم بطرق اخترعوها، وابتعدوا بها عن طريق السنة الواضحة السهلة؛ قال القرطبي: "ذكر إبراهيم بن البنا قال: صحِبت ذا النون من إخميم إلى الإسكندرية، فلما كان وقت إفطاره، أخرجت قرصًا ومِلحًا كان معي، وقلت: هلمَّ، فقال لي: ملحك مدقوق؟ قلت: نعم، قال: لست تفلح! فنظرت إلى مزوده وإذا فيه قليل سويق شعير يسفُّ منه، وقال أبو يزيد: ما أكلت شيئًا مما يأكله بنو آدم أربعين سنة، قال القرطبي معلقًا: قال علماؤنا: وهذا مما لا يجوز حمل النفس عليه".



فالبدعة تبتعد بالمجتمع عن صحيح الدين، وتُثقِلُ كاهل الناس بالعادات والتقاليد المنحرفة، المقيدة لحريتهم، المرهقة لهم دون ثواب ولا فضل، المضيِّعة للطاقة فيما لا نفع فيه، البدعة تعود بالمجتمع إلى الوراء والتخلف، حين يبتعد الناس عن الله تعالى وشرعه، ويسيرون وراء الاعتقاد في الموتى والأضرحة والأولياء، ويسيطر على عقولهم أئمة البدع بالأوهام والخرافات، والتقاليد الملزمة دون أصل من الشرع.



نماذج التحرر من أغلال البدعة:

سنة النبي صلى الله عليه وسلم - والتمسك الصحيح بالإسلام كله - تُحرِّر العقل والنفس من الضلال والخرافات والأوهام، التمسك الصحيح بالسنة يجعل شخصية الفرد شخصية حرة، فهي تحرره من أسْرِ الهوى، وضلال العادات والتقاليد المنحرفة، وتنقُله إلى سَعَةِ الإسلام، وصفاء عقيدته، ويُسْرِ شريعته.



لقد نقل الرسول صلى الله عليه وسلم النفر الذين ابتدعوا طريقة للعبادة، فألزم أحدهم نفسه أن يصوم ولا يفطر، والثاني أن يقوم الليل ولا ينام، والثالث ألَّا يتزوج النساء - نقلهم من هذا الضغط والقيود التي ابتدعوها وألزموا أنفسهم بها، إلى الطريق الصحيح الموصل إلى الله تعالى؛ وهو التمسك بسنته عليه الصلاة والسلام وطريقته، والتي لا غلوَّ فيها ولا تفريط؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأُصلِّي وأرقُدُ، وأتزوج النساء؛ فمن رغِب عن سنتي فليس مني))؛ [متفق عليه].



وكان هناك رجل اسمه قشير، وكنيته أبو إسرائيل، وكان رضي الله عنه لديه رغبة شديدة في التقرب إلى الله تعالى ومحبته، وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم، فأحب أن يُظهر محبته لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، لكنه أخطأ الطريق وألزم نفسه بقيودٍ لم تَرِدْ في الشرع؛ حيث نذر ألَّا يتكلم، ولا يستظلَّ من الشمس ولا يقعد؛ تعظيمًا للرسول صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الجمعة، ومع ذلك كله يصوم مبالغة في المحبة والتقرب إلى الله تعالى، فسأل عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذا أبو إسرائيل، نذر أن يقوم ولا يقعد، ولا يستظل، ولا يتكلم، ويصوم، فصحح له الرسول صلى الله عليه وسلم منهجه؛ فقال: ((مُرْهُ فليتكلم، وليستظل، وليقعد، وليتمَّ صومه))، فأبطل عليه الصلاة والسلام ما ابتدعه هذا الرجل من عند نفسه دون أصل شرعي، مما لا نفع فيه ولا ثواب، وأقر فقط ما كان له أصل في الشرع، وهو الصيام مما له أجر ونفع؛ [القصة أخرجها البخاري، حديث رقم: (6326)].



قال ابن رجب: "فمن تقرب إلى الله بعمل لم يجعله الله ورسوله قُربةً إلى الله، فعمله باطل مردود عليه، وهو شبيه بحال الذين كانت صلاتهم عند البيت مُكاءً وتصدية، وهذا كمن تقرب إلى الله تعالى بسماع الملاهي أو بالرقص أو بكشف الرأس في غير الإحرام، وما أشبه ذلك من المحدثات التي لم يشرع الله ورسوله التقرب بها بالكلية، وليس ما كان قربة في عبادة يكون قربة في غيرها مطلقًا؛ فقد ((رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا قائمًا في الشمس، فسأل عنه، فقيل: إنه نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل، وأن يصوم، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقعد ويستظل وأن يتم صومه))، فلم يجعل قيامه وبروزه في الشمس قربة يوفي بنذرهما... مع أن القيام عبادة في مواضعَ أُخَرَ؛ كالصلاة، والأذان، والدعاء بعرفة، والبروز للشمس قربة للمحرم، فدلَّ على أنه ليس كل ما كان قربة في موطن، يكون قربة في كل المواطن، وإنما يـتـبع في ذلك كله ما وردت به الشريعة في مواضعها"؛ [جامع العلوم والحكم، ص: 176، الحديث الخامس].



النتيجة النهائية للسنة... والبدعة:

النتيجة النهائية لكل طريق ستظهر في يوم القيامة، يوم الحساب على الأعمال، فطريق أهل السنة المتمسكين بها والسائرين على هَدْيِها قد بيَّن نتيجته عليه الصلاة والسلام بقوله: ((من أطاعني دخل الجنة))؛ [رواه البخاري، رقم: (6851)].



وأما طريق البدعة المُعوَّج، فنتيجته النهائية بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث السابق: ((ومن عصاني فقد أبى))؛ أي: رفض.



فمن ترك السنة هلك:

قال صلى الله عليه وسلم: ((قد تركتكم على البيضاءِ ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك...))؛ [أخرجه أحمد وغيره]، وفي رواية: ((على المحجَّة البيضاء))؛ و(المحجة) هي وسط الطريق؛ أي: الملة الواضحة التي لا تقبل الشـبه بغيرها أصلًا، فمن زاغ عن السنة هلك.



ومن ترك السنة ضلَّ:

وعن عبدالله بن مسعود قال: ((إن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى... ولو تركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم لضللتم))؛ [رواه مسلم، (654)].



ومن ابتدع في الدين، مُنع من الشرب من حوض النبي صلى الله عليه سلم يوم القيامة:

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إني فَرَطُكم على الحوض، مَن مرَّ عليَّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدًا، لَيَرِدَنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يُحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم مني، فيُقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقًا، سحقًا، لمن غيَّر بعدي))؛ [أخرجه البخاري، رقم: (6212، ومسلم، رقم: (2290)]؛ (فرطكم): الفرط: الذي يتقدم الواردين ليصلح لهم حياض المياه ونحو ذلك، (يُحال): يمنعون من الورود والشرب، (سحقًا): بُعدًا.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.56 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]