جولة في أعالي المحروسة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2021, 02:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي جولة في أعالي المحروسة

جولة في أعالي المحروسة (1)



















رياض منصور






النَّاس في بلدي طيِّبون؛ فما إن تفتح لأحدهم بابَ الحديث وتستقبله بابتسامة مغلَّفة ببعض الثَّناء، حتى يهش لك ويبشَّ، ويفتح لك بدوره أبوابَ قلبه الثَّمانية؛ لتلِج بسلامٍ إلى سويدائه؛ مِن أيِّ بابٍ شئتَ.





ومِن ذلك أنِّي جلستُ في أعالي الجزائر العاصمة، أمتِّع ناظري بزُرقة البحر وهدوئه وامتدادِه، وبالبواخر تتحرَّك بنشاط ومرحٍ على ظهره، حتى يُخيَّل إليك أنها صَبايا تلهو وتُمارس لعبتَها المفضَّلة في مواسم البراءة.





وأنا على تلك الحال إذ قَطع عليَّ سِحرَ المنظر شابٌّ حسَن الوجه بهيُّ الطلَّة قويُّ البِنية، تراشقنا بابتسامات، وبعد سماعِه كلمات عطرات منمَّقات ارتاحت نفسُه وأرخى لسانَه، فقال: أراك تُحسِن اصطيادَ الأماكن.





وسَّعتُ له في المجلس، ومستأنِسًا بحديثه أجبتُه بسؤال: لماذا؟






قال: شخصيًّا أُفضِّل هذا المكان، أجلس فيه كلَّ مساء وحدي؛ أهزُّ شجرة الذَّاكرة فتَسَّاقطُ عليَّ أحلام الطُّفولة ومغامرات الصِّبا... ولكن هذه أول مرَّة أراك هنا، ويبدو لي أنَّك...






قاطعتُه: نعم، أنا سائح، ولهجتك العواصميَّة - سيِّدي - اختصرَت عليَّ الطَّريق.





تكلَّم بصوتٍ أشبه ما يكون بشَقْشقة العصافير: أقيم هنا... وهنا أقام أبي وجدِّي من قبلي.





لا بدَّ أنك فنَّان... قلتُ هذا، فنظر إليَّ مستغربًا.





فشرعتُ أشرح فكرتي: انظر أخي؛ مَن أصبح على نسيم الجبل وأمسى على نسيم البحر، يُدغدِغ سمعَه صوت الحسُّون، وتُعالج بصَرَه وأعصابه زُرقةُ البحر ومداه... مَن كانت هذه بيئته لا بدَّ أن يَبرع في فنٍّ من الفنون، لا بدَّ أن يَبزغ نجمه في سماء الإبداع.





حكَّ ذقنَه.. صمتَ بُرهة.. أخرج تنهيدةً من أخمُصِ قدميه! ثم قال: صدقتَ؛ فأنا فنَّان والمنطقة تعجُّ بالفنَّانين والكتَّاب والشعراء، والمبدعين والموهوبين...





ها، كدتُ أنسى؛ هذه المنطقة التي تحملنا على ظهرها تسمَّى السيدة الإفريقية، "وهناك في الأسفل "بولوغين"، وذاك الجبل يدعى notre dame d Afrique" "بوفريزي"، ويمكنك التَّمتع أكثر إذا اتَّجهتَ إلى بوزريعة عبر هذا الممرِّ الضيِّق الذي يخترق حيَّ "سيدي بنور".





نزع نظَّارته الشمسيَّة، ثمَّ أشار بأصبعه إلى البحر:


أترى هذا الحوض؟ هذا يسمَّى حوض الجزائر المحروسة، ولولا الضَّباب لرأيتَ "رأس ماتيفو"، ومِن ورائه شواطئ مدينة "بومرداس"، فتَسعَد عَيناك لرؤية حوضين مُتعانقَين متحابَّين بصدق، لا تقوى أعتى الأمواج على التفريق بينهما.





إيه! صدَق من شبَّهها بـ "ريو دي جانيرو".





كنتُ أصغي إليه وأتابع إشاراته وإيماءاته بكل دِقَّة، فقد سحرَتني الطَّبيعة العذراء، وسحرني كلامُه أيضًا.





تقدَّمتُ قليلاً إلى الأمام، فوقعَت عيني على بيوت من القصدير وقد التصقَت كالفطريات بالجانب الأيسر من الجبل.





قلتُ: وهذه سيدي؟


آه!


... يتبع.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-02-2021, 02:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: جولة في أعالي المحروسة

جولة في أعالي المحروسة (2)
رياض منصور



آه آه! قالها ثلاثًا بكل حسرة وألَم: هكذا هم بَنو هلال؛ يُهلكون الحرثَ والنسل، يشوِّهون المناظر، ويقوِّضون العمران...

بالابتسامات الْتَقَينا وبها افترَقنا.

أخذتُ بنصيحته وسلكتُ ذلك الطريقَ الضيِّق الذي أخرجَني إلى سِحر أكبر؛ أين كثرَت المنعرجات فتعدَّدَت المشاهد وتنوَّعَت، هناك رأيتُ البحر من كلِّ الزوايا والجهات، ورأيتُ النوارس تتراقص على بساط فضِّي منحها إياه ماءُ الحوض وأشعة الشمس.

حتى إذا وصلتُ إلى غابة "باينام" نظرتُ إلى الحوض السَّاحر نظرةً أخيرة ودَّعتُه من خلالها إلى كتبي أسألها عن "بني هلال" وأَستقصي أمرَهم؛ وكتبي سخيَّة، لا تبخل عليَّ بالإجابة، وقد اعتدتُ محاورتها بسرياليَّة، لاغيًا المسافاتِ والحواجزَ بيننا.

وأوَّل كتاب صديقٍ سألتُه عن بني هلال، قال: بَنو هلال وبنو سليم هم قبائل عربيَّة، هاجرَت إلى بلاد المغرب في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، وتُعرف هِجرتُهم هذه باسم الهجرة الهلالية، ووصَفها ابن خلدون بــانتقال العرَب إلى إفريقيا.

قلتُ وقد اجتمعَت مِن حولي الكتب: فلماذا تُروى الأخبارُ والأساطير عن همجيَّتهم ووحشيَّتهم، ويُوصفون بأوصاف عديدة؛ منها أنَّهم كالجراد الذي يأكل الأخضرَ واليابس، وأنَّهم كالبرابر الشمالية الذين خرَّبوا العمران وشوَّهوا الحضارة؟!

نظرَت الكتبُ بعضها إلى بعض، وبعد هدوء وصمتٍ رهيبٍ خيَّم على المكان، همَس في أذني كتابٌ صديق أعزُّه كثيرًا فقال: أنا... أنا أجيبك يا صديقي؛ لأنهم عرَب، أو أعراب؛ لأنَّهم جاؤوا من الشرق لا من الغرب، ولأنَّهم اختلطوا بالسُّكان، وتزاوَجوا معهم، ونشَروا بينهم اللغةَ العربيَّة والعادات الشرقية[1].

قلتُ: ولكن هناك مَن يشير إلى الحروب التي قاموا بها؛ ويتَّهمهم بتقويض أركان العمران في شمال إفريقيا!
فردَّ عليَّ الكتاب نفسُه، ولكنَّه أسهب في الردِّ هذه المرةَ إذ قال:
إنَّ مساهمة بني هلال في تاريخ المغرب العربي - بقطع النظر عن وجهها السياسي - كانت خيرًا وبركةً على المنطقة؛ فقد أفادَتها ودعَّمَت فيها الوجود العربي بالمفهوم الحضاري، وقد اختلطوا بالسكَّان في يُسرٍ وسهولة.

وإن كان هناك حروب فهي حروبٌ انتقاميَّة ذاتُ هدف محدود؛ وهو هنا السلطة الرافضة لحكم الفاطميِّين، وليس سكَّان البلاد، ولا حضارتهم وعمرانهم، ولم يكن هدفُهم تأسيسَ دولةٍ على حساب شَعب البلاد التي حلُّوا بها.

وإنَّ الدَّعوى القائلةَ بأنَّ بني هلالٍ قد قوَّضوا أركان العمران في شمال إفريقيا غيرُ صحيحة تاريخيًّا؛ ذلك أنَّ الحضارة الإسلاميَّة كانت تتهاوى في كلِّ مكان.

فوجود بني هلال كان ظاهرة من ظواهر التَّدهور الحضاري خلال العصور الوسطى، وقد سَبقهم في فعل ذلك عواملُ كثيرة، فلماذا يتحمَّلون وحدهم ذنبَ ما حدث[2]؟

"لا حول ولا قوة إلا بالله"! نطق بها لساني، وانطلق يكرِّرها ويردِّدها، ولم يوقفه إلاَّ كتابٌ آخَر أحدَث صوتًا غريبًا وهو يقلِّب صفحاته الموغلةَ في القدم، ثمَّ قال: أأزيدُك؟

... يتبع



[1] أبو القاسم سعد الله: أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1990، ص: 8.

[2] المصدر نفسه، ص: 9.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-02-2021, 02:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: جولة في أعالي المحروسة

جولة في أعالي المحروسة (3)
رياض منصور






قلتُ: تفضَّل أيها التَّليد، كلِّي لك آذان مُصغية.



قال: سأعود بك إلى بني هلال في موطنهم الأصلي؛ في شبه الجزيرة العربيَّة، وأعلمك أن النبيَّ محمدًا صلَّى الله عليه وسلَّم قد تزوَّج منهم وصاهرهم، ومِن زوجاته من بني هلال "أم المساكين" زينبُ بنت خزيمة رضي الله عنها، وهي رابع زوجاته صلَّى الله عليه وسلم.



لم أنتبه لنفسي إلاَّ وأنا أهلِّل وأكبِّر.

قال: أأزيدك؟

قلتُ: زدني.

قال: ومن زوجاته الهلاليَّات أيضًا "ميمونة بنت الحارث" رضي الله عنها.

وفي عام الوفود قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم لبني هلال: ((مرحبًا بكم أنتم منِّي وأنا منكم))[1].



نظرتُ إلى هذا الكتاب السَّخيِّ مستزيدًا فأنشدني هذه الأبيات:



نحن بَنو أمِّ البَنينَ الأربعَةْ

سيوفُ حقٍّ وجفاف مُترَعَةْ




نحن خيارُ عامِرِ بن صَعْصعَة

الضَّاربون الهامَ تحت الخيضَعةْ




والمطعِمون الجفنةَ المدعدعَة

مهلاً أبيتَ اللَّعنَ لا تأكُلْ معَهْ







فلما رآني طربتُ لها أنشد بيتًا آخر:

ألا كلُّ شيءٍ ما خَلا الله باطلُ ♦♦♦ وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائلُ



ثمَّ سألني: أتدري لمن هذه الأبيات؟

قلتُ: لا أدري، وأحبُّ أن أعرف اسمَه منك لو سمحتَ!



قال: هي لشاعرٍ قال له النَّابغة الذبياني ذاتَ أمسية شعرية فخمة: "أنت أشعَرُ قيسٍ كلها"؛ هي للشَّاعر الهلالي "لَبيد بن رَبيعة بن هلالٍ العامري".



ودَّعتُ أصدقائي الكتب لَمَّا أغلقتُهم وأرجعتهم إلى رفوف المكتبة، متمنِّيًا لهم قضاء ليلة سعيدة.



ومتمنِّيًا كذلك أن يَقرأ النَّاس تاريخَهم، ويتفطَّنوا لدسائس المستشرقين والشُّعوبيين.



وما ضرَّ الناسَ لو قالوا مثل ما قال إمامنا عبدالحميد بن باديس رحمه الله: "أنا أمازيغيٌّ عرَّبني الإسلامُ".



تمَّت والحمد لله





[1] عبدالحميد الخالدي: الوجود الهلالي السليمي في الجزائر، دار هومه الجزائر، 2007، ص:41، 42.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.54 كيلو بايت... تم توفير 2.81 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]