حضارة الإسلام في مشهد الجمعة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 183 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28422 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60027 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 812 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-01-2021, 04:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي حضارة الإسلام في مشهد الجمعة

حضارة الإسلام في مشهد الجمعة




محمد إلهامي :



في يوم جمعة، وقعت حادثة استحقت أن تنزل فيها آيات، إذ كان النبي ص قائما يخطب، فأقبلت عير فيها تجارة، فانطلق الناس إليها حتى لم يبق مع النبي ص إلا اثنا عشر رجلا. (البخاري ومسلم).
نزلت سورة الجمعة، التي هي– كما كل الآيات القرآنية- لا تعالج الموقف لذاته فحسب، بل تعطي الأمة توجيها خالدا في كل عصورها، ولذا فإن النظر إلى سورة الجمعة بعين تقصد أن ترى المعنى الحضاري فيها يُفضي إلى نتيجة جديدة تماما، لم تنل حظًّا من أهل التفسير على حد ما أعلم، وإن ظهرت في سياق تفاسيرهم بشكل مُجزَّأ، تلك هي أن سورة الجمعة إنما نزلت لتُذَكِّر الجماعة المسلمة بتميزها الحضاري، ولتُوَضِّح معالم الحضارة الإسلامية.
التأمل في سورة الجمعة يكشف لنا رؤية أقسام ثلاثة واضحة، متمايزة ومترابطة:
1- أن هذه الأمة المسلمة هي غرس رباني.
2- وأنه معهودٌ إليها أن تستفيد من سيرة التاريخ، وأن تصحح مسيرته.
3- وأن تنتبه إلى رسالتها في الحياة فتملك الدنيا دون أن تملكها الدنيا.
لقد بدأت قصة الإسلام فجأة، لم يكن ثمة ما يشير إلى أن هذه البقعة المهملة في خارطة التاريخ والجغرافيا آنذاك قد تكون ذات أهمية يوما ما، فتلك بلاد قبلية، أهلها أميون، يعيشون جاهلية في الأفكار والأعمال، ولا يفكرون في إنشاء حضارة.. ولهذا كان انتقالهم المفاجئ نحو التوحد والسيادة على الجزيرة ثم مجابهة الكبار: فارس والروم، ثم امتلاك ناصية العلوم والحضارة، كل ذلك كان بتدخل رباني محض، نعمة على هؤلاء القوم, لا شريك له فيها.
{هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}.
ولذا، فإن سر هذه الأمة في هذا الدين، فهو الذي نقلهم من البداوة إلى الحضارة، ومن الجاهلية إلى السيادة، أو كما يقال: من رعاة الغنم إلى رعاة الأمم.
ورعاية الأمم لا تعني التسلط عليهم ولا قهرهم، بل تعني قيام الأمة بدورها في توصيل الرسالة لهم، ذلك أن الرسالة إنسانية عالمية خالدة لم تنزل على العرب لتزرع فيهم بذور عنصرية أو تمييز، بل لتحملهم مسؤولية الدعوة وإخراج الناس من الظلمات إلى النور.
وبهذا تكون الأمة أطول عمرا، وأكثر اتساعا، وأمضى في تاريخ الخلود، فهي أمة نشأت من الفكرة، أنشأتها الرسالة الإسلامية، تمتد في طول الزمان بتتابع الأجيال وفي عرض المكان باتساع البلدان.
{وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم}
ولما سئل النبي ص عن هذه الآية أشار إلى سلمان الفارسي وقال: «لو كان الإيمان عند الثُّرَيَّا لناله رجال- أو: رجل- من هؤلاء» (رواه البخاري)، وسلمان من غير العرب، من فارس، ولذا قال العلماء إنها تعني كل من صدَّق النبي ص من غير العرب (1).. فهذا هو اتساع المكان.
وأما طول الزمان ففي حديث آخر، يقول ص: «إن في أصلاب رجالا ونساء من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، ثم قرأ: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم} (رواه الطبراني وابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني).
وهذه الأمة على كثرة الأجناس والأقوام، وعلى تتابع الأزمان والأجيال، تبقى عربية الروح والثقافة، تلتف حول اللسان العربي، وهذا معنى دقيق فقهه الشيخ الطاهر بن عاشور من الآية وقال بأن {منهم لما يلحقوا بهم} هي بمعنى الاتصال، أي أن العرب وغيرهم، والجيل وغيره، أمة واحدة متصلة ببعضها، ثم إنهم يلحقون بالعرب أي يتعربون لفهم الدين وتلاوة القرآن، وهي بشارة غيبية بأن دعوة النبي ص ستبلغ أمما غير عربية وأنهم يحتضنونها ويلتحقون بالعرب (2)، من كان يحلم بشيء من هذا الخلود والتفوق والسيادة من العرب المقيمين بالجزيرة في القرن السادس الميلادي؟ لا أحد بكل تأكيد..{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}.
وهنا، بهذا التأكيد، ينتهي المقطع الأول من سورة الجمعة، ليعرف المسلمون أنهم أمة نشأت بنعمة الله وفضله، وأن هذا الدين هو سر نهوضهم، وبه كان تفوقهم وخلودهم.
ويأتي المقطع الثاني الذي يُعطي الأمة خلاصة التاريخ الذي ينبغي أن تستفيد منه، وأن تصحح مسيرته، تاريخ قوم حملوا أمانة الرسالة من قبل فلم يحفظوها، فلهذا نقل الله رسالته إلى هذه الأمة.
إنهم بنو إسرائيل، آتاهم الله التوراة {فيها هدى ونور}، وفيها هذا النبي الأمي {يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل}.. إلا أنهم لم ينتفعوا بها إذ لم تتهذب عقائدهم ولا أخلاقهم، فضرب الله لهم هذا المثل: {مثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين}.
ولهذا ينبغي أن تفهم الأمة أن حضارتها حضارة عمل وتطبيق لا مجرد تنظير وتقعيد، حضارة وعي وفهم وتشرب للمنهج لا مجرد الاحتفاظ به وحمله في السيارات والمكتبات، أو حتى تلاوته في المحافل والمناسبات فحسب.
والتشبيه بالحمار الذي يحمل الأسفار تشبيه مركب؛ فالحمار لا يعرف قيمة ما يحمله أصلا، غير أنه لن ينتفع بها حتى ولو نشرت أمام عينيه، فكأنما بلغ بنو إسرائيل حد الإياس من انتفاعهم بما أنزل عليهم (3).
وهذا مثل مضروب للأمة المسلمة، لتعلم به أن مكان القرآن في حياتها هو مكانه من العمل والتنزيل والتنفيذ، وأن منهجها يجب أن يكون في روحها ووجدانها لا في السطور أو الصدور وحدها!
في هذه الحالة يكون القرب من الله واستحقاق الصلة به مرتبطا بهذه الأمانة، ولا يكون ثمة مكان للادعاء الفارغ أو زعم الخيرية أو مباهاة الناس بالباطل.. بل يكون القرب من الله وحمل رسالته مصحوبا بما يؤكده من عمل وتطبيق وجهاد، حتى لو أنه جهاد يتطلب ذهاب النفس في سبيل الرسالة.
كل هذه الأمور لم تكن عند اليهود، {قل يأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين. ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين. قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}.
وهنا، وبهذه الحقيقة القائمة الراسخة.. حقيقة الموت، ينتهي هذا المقطع من السورة، وقد كان يقدم للأمة المسلمة خلاصة تاريخ أمة سابقة، لكي تعرف منه خصائص رسالتها وحضارتها، فتقوم بتصحيح المسيرة وتضرب المثل للأمة التي حملت الرسالة بحق، فكانت خير أمة أخرجت للناس.
ثم يأتي المقطع الأخير الذي نزلت لأجله السورة نفسها، وفيه التنبيه على أن هذه الأمة تنظر إلى الآخرة أكثر من الدنيا، مع احتفاظها بالتوازن المطلوب بين الدنيا والآخرة، ولهذا فإن ثمة لحظات بعينها ينبغي أن تصفو فيها الأمة من الدنيا وأن تتركها إلى حيث يُذكر الله، {يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}، رغم أن البيع ليس حراما {وأحل الله البيع}، بل هو مطلوب كسائر أعمال الرزق الحلال، لكن هذه اللحظة ليست كغيرها، حتى قال ابن كثير: اتفق العلماء على تحريم البيع بعد النداء الثاني (حيث يكون الخطيب قد صعد)، واختلفوا: هل يصح؟ وظاهر الآية عدم الصحة (4).
فهي لحظة خاصة واستثنائية في حياة الأمة المسلمة، والعجيب أنه جل وعلا ذكر البيع ولم يذكر أي نشاط آخر للمسلم، ذلك أن البيع هو عملية الربح والحصول على المال، وبرغم هذا فإن ترك هذا البيع والذهاب للجمعة {خير لكم إن كنتم تعلمون}, وحيث إن الآخرة هي الغاية، وهي المعيار، إلا أن الإسلام منهج متوازن.. {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}, فحتى الخروج للدنيا وابتغاء الرزق ينبغي أن يكون مصحوبا بذكر الله ذكرا كثيرا.. إلا أن تعبير {قُضِيت الصلاة} يوحي بمعنى الإتقان، إعطاء كل ذي حق حقه، أي بعد استيفاء الصلاة يمكن للمسلم أن يخرج في طلب الرزق، ولهذا لم يكن التنديد القرآني بمن طلب الرزق في القافلة، بل كان بمن ترك الصلاة لأجل ما في القافلة، فانصرف قبل اكتمالها.
{وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين}.
كان عرَاك بن مالك رضي الله عنه إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد، فقال: اللهم إني أجبتُ دعوتَك، وصليتُ فريضتك، وانتشرت كما أمرتني، فارزقني من فضلك، وأنت خير الرازقين (5).
هذا أصدق تعبير عن العقلية المسلمة التي تؤمن بأن الله فوق كل شيء، وأن ما عند الله هو خير مما يبدو لنا أنه خير.
بقي ملمح آخر للحضارة الإسلامية كما ظهرت في سورة الجمعة؛ وهو ملمح كامن ومنتشر في كل السورة، ومسيطر على روحها، ذلك هو أمر التوحيد.. إن اسم الله جل وعلا ذُكِر - صراحة أو ضميرًا أو صفقة- في كل آية من آيات السورة، وهذا يعني– بشكل واضح- أن هذه الحضارة مبعثها من عند الله تبارك وتعالى، فهو مالك الوجود {يسبح لله ما في السموات وما في الأرض}، وهو صاحب الغرس {هو الذي بعث في الأميين رسولا}، وهو الذي شرع الشرائع وكلف بالأعمال (فاسعوا.. ذروا.. فانتشروا.. ابتغوا)، وهو الذي يعلم الغيوب والخفايا {ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.06 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]