|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هَدْهَدَةُ الصِّبْيانِ بين نِسَاءِ الماضي ونِسَاءِ عَصْرِنَا
هَدْهَدَةُ الصِّبْيانِ بين نِسَاءِ الماضي ونِسَاءِ عَصْرِنَا فقد قال الله تعالى في كتابه الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا){الكهف:46}. وقالآبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا){النساء:11}. وقال قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ) حتى قال أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ){التوبة:24}. وقال أحمد في مسنده: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ يَعْنِي السَّالَحِينِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَن أَبِي سِنَانٍ ، قَالَ: دَفَنْتُ ابْنًا لِي، وَإِنِّي لَفِي الْقَبْرِ إِذْ أَخَذَ بِيَدَيَّ أَبُو طَلْحَةَ فَأَخْرَجَنِي، فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:" يَا مَلَكَ الْمَوْتِ قَبَضْتَ وَلَدَ عَبْدِي قَبَضْتَ قُرَّةَ عَيْنِهِ وَثَمَرَةَ فُؤَادِهِ، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَمَا قَالَ، قَالَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. قَالَ: ابْنُوا لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ". قلت: هذه النصوصُ وغيرها مبينةٌ عن قدر حبِّ الآباءِ والأمهاتِ لأبنائهم لا سيما صغارهم، ومن العادة الموروثة والأحوال المطروقة ما تفعله النِّسوانُ من ترقيصِ أبنائهن ومداعبتِهم بأراجيزِ الشِّعْرِ ومسجوعِ الكَلِمِ ومُطْرِباتِ اللَّفْظِ، وذلك كلُّه بحسبِ بيئةِ المرأةِ: فمن كانت بدويةً رقَّصت ابنها بأهازيجِ الأعرابِ وحنقتهُ الشيحَ والقَيْصُومَ([1]) ومن كانت حضرية أعملت في سمعه الراديو والتلفاز وصوت مخترعات العلوم.... والعجيب الصعيب في هذه الأزمنة أن تلقن الأم ابنها في أوائل عهده بالدنيا ما لا حاصل معه ولا طائل وراءه بل ما يبعث في النفس الهموم، ويثير فيها الغموم، ويجعلها مطية للشياطين، ومعبثة للأبالسة المتمريدن. ومُثْلاهُنَّ طريقةً من تلاعبُ ابنها فتنشد له (المواويل!) وأراجيزَ العوامِ والمجاهيل، هذا إذا كانت ساذجةً لا تدرى، ولا لطريقة تنتمي؛ وإلا فالطُّرُقِياتُ يؤذين الصغارَ ويلهبن رقائقَ أفئدتِهم -قبلَ أسماعِهم- بالمدائحِ الغاليةِ([2]) وما يتداولُ في الموالدِ من الأحاديثِ والأذكارِ النابيةِ. ومرادي - مختصرًا- اليومَ : أن أعرضَ نماذجَ من الأدبياتِ الـمُطْرِبةِ التي كُنَّ النساءُ يتداولنها في الجاهليةِ وصدرِ الإسلامِ، ويهدهدن به صغارَهن ليخرجوهم أبطالًا شدادًا، وملوكًا عظامًا، وسادة كرامًا. النوذجُ الأولُ: بين معاويةَ وأمِّهِ -رضي الله عنهما-: كنت هند بنت عتبة في (الجاهلية) ترقص ابنها معاوية بن أبي سفيان وتقول ملاعبةً له: إنَّ ابني معرقٌ كريمْ *** محببٌ في أهلِهِ حَلِيمْ ليسَ بفحّاشٍ ولا لئيمْ *** ولا بطخرورٍ ولا سَئُومْ صخرٌ بني فهرٍ به زعيمْ *** لا يُخْلِفُ الظنَّ ولا يُخِيمْ قلت: والطخرور من لم يكن جلدًا ولا كثيفًا. النموذجُ الثاني: المغيرة بن سلمة وأمه ضباعة بنت عامر: كانت تلاعبه بقولها: نمى به إلى الذُّرَى هِشَامُ *** قرمٌ وآباءٌ له كرامُ حجاجحٌ خضارمٌ عظامُ *** من آلِ مخزومِ هم الأعلامُ الهامةُ العلياءُ والسِّنامُ النوذجُ الثالثُ: عبد الله بن عباس وأمه أم الفضل بن الحارث الهلالية: كانت ترقصه وهي تقول: ثكلتُ نفسي وثكلتُ بكري *** إن لم يَسُدْ فِهراً وغيرَ فِهْرِ بالـحَسَبِ العَدِّ وبذلِ الوَفْرِ *** حتى يُوَارَى في ضَرِيحِ القَبْرِ (قلت): وبمثل هذه التربية، وبهذه النفس العالية مع قرينة دعوة النبوة السامية(اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل) أصبح ابن عباس أوحد العلماء وإنسان عين الفقهاء ورباني الأمة ومفسرها. النوذجُ الرابعُ: عبد الله بن الحارث وأمه هند بنت أبي سفيان: كانت ترقصه بقولها: لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ *** جارِيةً خِدَبَّهْ مُكْرَمةً مُحَبَّه *** تَجُبُّ أَهلَ الكَعْبَه النوذجُ الخامسُ: الأحنف بن قيس وأمه: كان تقول فيه وهي تمازحه وهو في مهده: واللّه لولا ضَعْفُهُ مِنْ هزله*** وحَنَفٌ أو دِقَّةٌ في رِجْلِهِ ما كان في صِبْيانكم مِنْ مِثْلِهِ ولا شك أن تكرار ذكر المآثر والأخلاق السامية والمعاني النبيلة العالية ونصرة الدين وحماية بيضته وتلاوة القرآن مع أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وسنته أمام الصبي وتلقينه إياها من أكبر مقومات بنية شخصيته فيما بعد: فعليُّ بن أبي طالبٍ- رضي الله عنه- وغيره من الأعلام كما قدمنا أثَّر فيهم أولُ الأشياء طروقًا لآذانهم، ولذا قال عليٌّ لما برز لمرحب: أنا الذي سمتنِ أمي حيدره *** كليثِ غاباتٍ كريهِ المنظره أكيلُكُم بالصاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَه يا بأبي وشبَّا وعاش حتى دبَّا شيخاً كبيراً خبَّا وأخيرًا: فالواجب على الأم حال ملاعبتها ابنها أن تؤانسه بالطرائف واللطائف، والمتحسنات والمستظرفات، وجميل القواعد وحَسَنِ العقائد فتقول له مثلًا: الله في السماء ليس بذي خفاء فافهمه واعلمنْهُ يا حَسَنَ الرُّوَاء محمَّدٌ نبينا ودينَه رَضِينا بأمرِه هُدِينا وحسبُهُ أمينا وصلى الله وسلم على نبينا ومولانا محمد وعلى وصحبه وسلم. والله أعلم. منقول للفائدة
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: هَدْهَدَةُ الصِّبْيانِ بين نِسَاءِ الماضي ونِسَاءِ عَصْرِنَا
جزاكِ الله خيرًا
ليتَ جميع الأمهات تعي أهمية الكلام ذي المعنى في نشأة الطفل، فلقد ترَكنَ مسألة ترقيص الأولاد لقنوات طيور الجنة وكراميش، التي تخاطب الأطفال بالعامّية أيضًا، وبذلك نحصل على جيل مسلم فارغ لحَّان راقص. حسبنا الله ونعم الوكيل.
__________________
***************************
غائب... ولعلّي أعود ... قبضتُ على الطفيلية التي تـُفسدُ موضوعاتِك سرًا...أدخل لتعرفها *********** |
#3
|
||||
|
||||
رد: هَدْهَدَةُ الصِّبْيانِ بين نِسَاءِ الماضي ونِسَاءِ عَصْرِنَا
جزاك الله كل خير اختي الكريمة ام عبد الله و جعلك الله من الامهات الصالحات .
__________________
لقدس الأبية منصورة بعون الله منصورة كــــــــــــــــــلــــــــــــــــــنا لفلــــــــــسطين |
#4
|
||||
|
||||
رد: هَدْهَدَةُ الصِّبْيانِ بين نِسَاءِ الماضي ونِسَاءِ عَصْرِنَا
جزانا الله وإياكم اشكر مروركم
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |