لماذا هانـت دمـاء المسلمين؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4492 - عددالزوار : 1042933 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4027 - عددالزوار : 561163 )           »          لَا يُنْفَقُ الْبَاطِل فِي الْوُجُودِ إلَّا بِشَوْبٍ مِنْ الْحَقِّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تربية الأحباب.. بجميل الألقاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 67 )           »          قراءة في تعليل الأحكام الواردة في كتاب ابن دقيق إحكام الأحكام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 40 )           »          من أبرزمشكلات المراهقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          الأبناء في مجتمعاتنا: تنشئة مدللة على فراش الكسل..!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          عمر الفاروق -رضي الله عنه- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          قاعدة الحدود تدرأ بالشبهات عند أهل الظاهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2024, 10:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,929
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا هانـت دمـاء المسلمين؟




لماذا هانـت دمـاء المسلمين؟



عشرات القتلى ومئات الجرحى في هجمات هنا وتفجير هناك! خبر قد تعودنا على قراءته في كل يوم عبر وسائل الإعلام، حتى ألفناه، بل وتبلدت مشاعرنا تجاهه! يوميّا نرى مقتل مئات المسلمين حتّى أصبحت عبارة: «مقتل العشرات» مألوفة باهتة في حسّنا، فهل صار القتل والتساهل في الدماء العنوان البارز لهذه المرحلة العصيبة التي تمر بها الأمة؟!
وهل يمكن -لهذه الدرجة- أن يفقد بعضنا الشعور والإحساس بقيمة الدماء أو يستهين بنعمة الحياة؟!
وهل صار الكثيرون مهيئين لأن يسمعوا - لا قدر الله - خبر انهيار المسجد الأقصى؟ أو تدمير الكعبة المشرفة حماها الله دون أن تهتز لهم شعرة! أو تدمع لهم عين؟!
ومع شلال الدم المنهمر ليل نهار، لا تزال أمة الإسلام في مركب الرعاع، تعاني التيه والضياع، فلا تكاد تضمد جرحاً حتى تُكْلَم بآخر، ولا تكاد تداوي علَّة حتى تُفجَع بأخرى، فبات تضميد الجراح وإحصاء الموتى وعلاج الجرحى وإيواء المشردين شغلها الشاغل ووظيفتها التي لا تحسن غيرها.
مشاهد القتل والتشريد تبكيني
وجذوة من لهيب الحزن تكويني

ومع اشتداد الفتنة، وبعد أن هانت دماء المسلمين إلى هذا الحد يتساءل المرء: من يحرك أحجار الشطرنج ويوزع الطعنات بدقة ومهارة؟ ومن يتحكم بأطراف اللعبة؟ ولماذا يسترخص الدم المسلم دون غيره؟
إلى متى تستمر أمتنا في التخاذل عن حقن الدماء وصيانة أعراض النساء وحماية طفولة الأبرياء؟
إلى متى يقتل المسلمون لأجل دينهم، ويحرمون حقوقهم بسبب عقيدتهم؟
مخطط بعيد المدى
لا شك أن ما وصلت إليه الأمة من هوان وتشرذم لم يكن وليد اليوم والليلة، وإنما دبر له بليل منذ مطلع القرن الماضي، وبعد القضاء على دولة الخلافة الإسلامية التي كانت توحد أمة الإسلام وأقطارها، فقد رسم المستعمر البريطاني والفرنسي، وتبعه الأمريكي خطة؛ لتقطيع الأوطان العربية والإسلامية؛ وذلك بهدف احتلال الأوطان وشل حركة الشعوب، ومنعها من المقاومة والتحرر.
وكان من أسس هذه الخطة ما يلي:
1- التقطيع السياسي بمعاهدة (سايكس بيكو)، وتحويل الوطن العربي إلى دويلات تفتقر كل دولة إلى مقومات الدولة، والديمقراطية مغيبة أو مزورة، والميزانية من مساعدات الأجنبي لإحكام هيمنته، أو هي قائمة على القروض والديون، والاقتصاد والتنمية محكومان بأهداف المستعمر في فرض التخلف والعجز.
2- التقطيع الثقافي والفكري بإقامة مدارس أجنبية في بلاد المسلمين، وجامعات تحمل الفكر الغربي، وتحارب الإسلام عقيدة وحضارة، وتشكك بأصولنا الحضارية التي صنعت أمجاد هذه الأمة ووحدتها، مثل كتاب (طه حسين) في الأدب الجاهلي وتشكيكه بلغة القرآن والشعارات التي رفعها: «خذوا عن الغرب خيره وشره»، والتأسيس للأحزاب العلمانية التي تحارب الإسلام حضارة وتشريعًا وقانونًا، وتدعو لفرض العادات الغربية وقوانينها في بلاد المسلمين، وكان تغريب المرأة والأسرة من أخطر ما تعرضت له وحدتنا الاجتماعية والأسرة المسلمة.
3- تشجيع الغرب للحركات القومية المنفصلة عن الإسلام، ومحاربة الحركات القومية التي تؤلف بين عروبتها وإسلامها.
وفي ظل القومية المنفصلة عن الإسلام تحصن أصحاب الفكر المستورد من اليساريين واللادينيين والليبراليين ليخدعوا الجماهير بأنهم قوميون، وما هم إلا شعوبيون منسلخون عن عروبتهم وإسلامهم وحضارتهم، ويسعون لتحقيق أهداف المستعمر بالقضاء على دين الأمة.
وبدأ هؤلاء المستغربون من العلمانيين والحداثيين والليبراليين (عملاء الغرب) حربًا شرسة على قيم الإسلام وتعاليمه - بل على قيم العروبة نفسها-، من خلال بثّ الشبه وتحريف الكلام ونشر الأراجيف عن الإسلام بين ضعاف العلم والإيمان؛ مستغلين ضعف الوازع الديني في المجتمعات الإسلامية، وجهل المسلمين بدينهم وبمحاسن شريعتهم، محاولين هدم أسس التدين في نفوس المسلمين بالخطاب المغلف باللهجة الشرعية أحيانًا، مستغلين وسائل الإعلام الخبيثة التي كانت لهم مجاري لتصريف هذا الفكر المأفون.
هل تداعت علينا الأمم؟
لقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه وأبو نعيم في حليته من حديث ثوبان رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أومن قلة يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم : بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب أعدائكم منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم : «حب الدنيا وكراهية الموت».
فهل تداعت علينا الأمم حقًا؟ لا شك أن الواقع يؤكد ذلك، فهذه الأمم قد تداعت على أمة الإسلام والمسلمين، على الرغم من اختلاف مشاربهم وعقائدهم، ولكن القاسم المشترك لهم هو عداوة الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .
من علامات الساعة كثرة القتل
ولا شك أن ما يحدث في عالمنا العربي والإسلامي لا يمكن بحال أن نفصله عن واقعنا الشرعي الذي ننطلق منه بوصفنا مسلمين، فمهما كان حجم الفتن وتكالب الأعداء فهي في النهاية من أقدار الله -تبارك وتعالى- التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ، وبينها في سنته، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ». قَالُوا: «وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟». قَالَ: «الْقَتْلُ، الْقَتْلُ» متفق عليه، ولقد سأل حذيفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو»، ولكن أخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها: إن بين يديها فتنةً وهرجا». قالوا: «يا رسول الله، الفتنة قد عرفناها، فالهرج ما هو؟». قال: «بلسان الحبشة: القتل، ويُلقى بين الناس التناكر، فلا يكاد أحد أن يعرف أحدا» أحمد وهو في الصحيحة.
ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الفتنة، التي يكون النائم فيها خيرا من المضطجع، والمضطجعُ فيها خيرا من القاعد.. قال له عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : «يا رسول الله، ومتى ذلك؟». قال: «ذلك أيام الهرج». قلت: «ومتى أيام الهرج؟». قال: «حين لا يأمن الرجل جليسه». قلت: «فبم تأمرني إن أدركت ذلك الزمان؟». قال: «اكفف نفسك، ويدك، وادخل دارك» أحمد وهو في الصحيحة.
فانظر - بارك الله فيك - إلى دوران كلمة «الهرج» في هذه الأحاديث، وكيف ارتبطت بما يصيب الناسَ من فساد الخلق، وقلة الدين، وقلة العمل، وكثرة الكذب، وانتشار الشح، وإنكار بعض الناس لبعض، بمن فيهم الأقرباء والأصحاب، حتى إن الواحد منهم لا يكاد يأمنُ جليسَه أو يستأمنُه، ولذلك زاد النبي صلى الله عليه وسلم الأمر وضوحا، وبين أن القتل المذكور ليس قتل المسلمين للمشركين - كما قد يتبادر إلى الذهن -، وإنما هو قتل المسلم للمسلم، بل قتل الجارِ لجاره، والقريبِ لقريبه، كأبيه، وأمه، وجدته، وأخيه، وعمه، وخاله.
قال صلى الله عليه وسلم : «إن بين يدي الساعة الهرج» قالوا: «وما الهرج؟». قال: «القتل، إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتلُ بعضكم بعضا، حتى يقتل الرجلُ جارَه، ويقتلَ أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه». قالوا: «ومعنا عقولنا يومئذ؟»، قال: «إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان، وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء، وليسوا على شيء» صحيح سنن ابن ماجة.
وجعلهم هباء لأنهم ليسوا بشيء، وليسوا على شيء، يفسدون ولا يصلحون، ضررهم كثير، ولا نفع يرجى من ورائهم، وإن كانوا على هيئة العقلاء، معيشة، ولباسا، وكلاما؛ إِذْ نزعت منهم العقول، وسلبت منهم الإرادة. ولذلك تعجب الصحابة الكرام حتى قالوا: «ومعنا عقولنا يومئذ؟».
ومن مظاهر القتل الذي كثر في زماننا، هذه الحروب الطاحنة، التي أَعْمتها المصالح الخاصة، والمطامع الدنيوية، وحب السيطرة والتفوق، حتى إن دولة واحدة - تلقب بالمتقدمة - خاضت 50 حربا في مدة حكمها التي لا تزيد عن 300 سنة.
وقد بينت دراسة حديثة أن عدد القتلى غيرِ المسلمين من طرف غير المسلمين بلغوا ما بين 1907 و2007 قرابة 250 مليون شخص؛ حيث قتل في الحرب العالمية الأولى قرابة 10 ملايين، وفي الحرب العالمية الثانية أكثر من 62 مليونا، وقريب من هذا العدد جرحى، ومعطوبون، ومفقودون.
وفي لحظة واحدة، قضت قنبلة واحدة على 140 ألف شخص في هيروشيما، وفتكت أخرى بـ80 ألفا في ناكازاكي، وقتل ما يقارب 43 مليون شخص في حرب بين الصينيين أنفسهم، وقتل 23 مليونا في الحروب بين اليابانيين والصينيين، و3 ملايين في حرب فيتنام، وأكثر من 9 ملايين في أثيوبيا، والسودان، والصومال، وكمبوديا، ونيجيريا، والموزمبيق.
وفي أفغانستان قتل ما بين 2007 و2011 أكثر من 12 ألفا من المدنيين وحدهم. أما الحصار عليها منذ سنوات فقد تسبب في مقتل قرابة 15 ألف طفل. وفي العراق 20% من الأسر فقدت أحد أعضائها، بسبب الحرب عليها، حتى نزل متوسط عمر العراقيين ب 20 سنة للرجال، و11 سنة للنساء.
ومن ثم، يكون عدد المسلمين الذين قتلوا على يد غير المسلمين في الـ100 سنة الماضية قد بلغ 4 ملايين ونصف، وجميع غير المسلمين الذين قتلوا على يد المسلمين في القرن الماضي لم يتجاوزوا 25 ألفا. لكن تقول الدراسة: إن عدد المسلمين الذين قتلوا من طرف مسلمين بلغ قرابة مليونٍ ونصف. ونحن اليوم نرى فصولا من هذا التقتيل في الشام، وفي مصر؛ حيث بلغ عدد القتلى في سوريا طيلة 21 شهرا قرابة 60 ألفا، بمعدل يقارب المائة يوميا، مع احتمال سقوط 100 ألف أخرى هذه السنة إن استمرت الأوضاع على ما هي عليه اليوم - لا قدر الله -، مع العلم أن 90% من هذه الأعداد من المدنيين، الذين لا يعرف كثير منهم، لِمَ قُتلوا؟ وفِيمَ قُتلوا؟ مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «وَالَّذِى نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَدْرِى الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَىْءٍ قَتَلَ، وَلاَ يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ» مسلم.
فانظر إلى العالم كيف ينفق على التسلح ويسخر للحروب أكثر من 50 مليون شخص، منهم 500 ألف ما بين عالم، وفني، ومهندس، وخبير، أنتجوا أكثر من 30 ألف رأس نووي، صممت لحصد أرواح عشرات الملايين من القتلى، أليس هذا هو الهرج الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم ؟.
قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ } (المائدة: 32).
إن القاتل المعتدي ليس له يوم القيامة إلا النار. يقول تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } (النساء: 93). وجعل النبي صلى الله عليه وسلم قتال المسلم كفرا فقال: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر»؛ متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم : «لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض» متفق عليه.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما» البخاري.
بل مجرد حمل السلاح في وجوه المسلمين حرام. قال صلى الله عليه وسلم : «من حمل علينا السلاح، فليس منا» متفق عليه. كما أن ترويع الآمنين، وتخويفهم، واستفزازهم مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ولو على سبيل المزاح، فكيف لو وقع حقيقة؟. يقول صلى الله عليه وسلم : «لا يحل لمسلم أن يروع مسلما» صحيح الترغيب؟
المخرج من الأزمة
إن الأمة الإسلامية لا يخشى عليها من الزوال والاضمحلال مهما تكالبت العواصف العدائية والتآمرية ضدها، كما حصل لعديد من الأمم الأخرى في مثل هذه الظروف الطاحنة الطاعنة في الأعماق والجذور، وأن أسس التضامن وضوابط التعاون لا تزال قائمة، على الرغم من وجود عوامل التفرق والتمزق، بثها ونصبها المتربصون من أعداء هذه الأمة بشتى المكائد والألاعيب؛ لتحقيق أغراضهم الخبيثة.
لذلك فإن من أكبر الموبقات التي أودت بالمسلمين إلى هاوية الفرقة والشدة والعنف، الاحتكام إلى العاطفة والحمية الجاهلية في المسائل الحيوية والأمور المصيرية، مع أن الإسلام يحتم أن يكون الرجوع والاحتكام في أمور المسلمين إلى العقل السليم والفهم الصحيح لإرشاد رب العالمين وبيان رسوله الأمين وإلى نصوص كتابه الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فيقول رب العزة: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } (الأنعام : 153)، ثم قال: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (النساء: 59)، ثم أرشد الناس إلى الطريق القويم في حل الاختلافات الجانبية والهامشية فقال: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (المائدة: 2)، وقال في نفس السورة :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة : 8).
لذلك فمطلوب العمل الفوري الجاد؛ لتفادي الكبوة، والخروج من الأزمة، والنهوض لأداء الدور المنشود، وتفعيل الأمة كلها، وإعدادها إعدادًا حقيقيًا للتصدي للخطر الذي يهدد وجودها ومصيرها، والموقف اليوم يحتم على الجميع نبذ كل خلاف، والارتفاع إلى مستوى المسؤولية، والعمل على وحدة الصف والاتجاه والهدف، وصفاء القلوب وسلامة النوايا وتقديم المصلحة العامة على غيرها، ولابد من عودة صادقة إلى الله تبارك وتعالى، وأن نكون أمة واحدة، تجتمع على عقيدة الإيمان والتوحيد الخالص، ليعمل لها الأعداء المتربصون بها ألف حساب.



اعداد: وائل رمضان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.77 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]