|
|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التمجيد الزائد وتضخيم الأمور
التمجيد الزائد وتضخيم الأمور د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي يشاع في الكثير من المجتمعات الإسلامية التمجيد والتفخيم الزائد عن حده للأشخاص، أو للمؤسسات والشركات، فقد يُطلق عليهم ألقاب كبيرة جداً، وهي في الغالب غير مستحقة، ومبالغ فيها كثيراً، أو تجد إطلاق أوصاف على أعمال متوسطة، أو عادية بأوصاف أنها أسطورية وتاريخية ولم يسبق لها مثيل في الماضي. ولا يعترض أي منصف على إعطاء أوصاف مناسبة للأشخاص، أو للمؤسسات والشركات، أو للأعمال المنجزة وفيها نفع كبير للأمة، ولكن المقصود هو المديح والإطراء الزائد عن حده، الذي تشمئز منه النفوس والعقول السليمة، أما من كان لديه خلل في الفكر، وغبش في الرؤية، فقد يرى سلوته وبغيته في هذا الأسلوب. وقد ورد في الحديث الشريف عَنْ هَمَّامِ بنِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنَّ رَجُلًا جَعَلَ يَمْدَحُ عُثْمَانَ فَعَمِدَ الْمِقْدَادُ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَكَانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَجَعَلَ يَحْثُو فِي وَجْهِهِ الْحَصْبَاءَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا شَأْنُكَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا رَأَيْتُم الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِم التُّرَابَ"[1]. والرسول صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، أثنى عليه ربه في كمال أخلاقه ورحمته وشفقته بأمته، ومع هذا كله، فقد جاء في الحديث الشريف أنه قال صلى الله عليه وسلم: "لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَت النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُاللَّهِ وَرَسُولُهُ"[2]. إن هذا التمجيد أو المبالغة في وصف الأشياء يعكس سلبيات كثيرة جداً على رقي الأمة وتقدمها، فمن ذلك الاعتقاد في أشخاص بأنهم أصحاب فكر وحكمة ورؤى ثاقبة، فقد يؤخذ بآرائهم في قضايا مصيرية على أنها مسلمات، ثم تكون سبباً لمصائب وطوام يصعب معالجتها، أما التمجيد والمبالغة في وصف الأشياء فيكون باعثاً على الفخر والاعتزاز بأمور أقل مما تستحق بكثير، فيكون موضع سخرية وتندر أمام الآخرين، فالأولى أن نضع الأمور في نصابها ومكانها المناسب، وندعها تتحدث عن نفسها دون مبالغة، فالناس لهم أفهام ولهم سمع وبصر ولهم قدرة على التمييز. [1] مسلم، صحيح مسلم، كتاب: الزهد والرقائق، باب: النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط وخيف منه فتنة على الممدوح، حديث رقم: 5323. [2] البخاري، صحيح البخاري،كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا ﴾، حديث رقم: 3189.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |