عشرون ضابطا في الفتن - ملتقى الشفاء الإسلامي ملتقى الشفاء الاسلامي
 
 
اخر عشرة مواضيع :         مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29033 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 342 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم-أن المسجد الأقصى والقدس لم يأخذا في الإسلام قط دوراً مركزيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الزوجة قد تظلم زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أخطــاء أبنـائنا كـنز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وسائل إكساب الأطفال المفاهيم الخلقية والسلوكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فتن التواصل الاجتماعي.. ونعمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 39 - عددالزوار : 1206 )           »          لن يتحد صف المسلمين.. إلا إذا اتحدت كلمتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          للإصلاح طريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         
[حجم الصفحة الأصلي: 92.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.17 كيلو بايت... تم توفير 2.16 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-12-2020, 09:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,039
الدولة : Egypt
افتراضي عشرون ضابطا في الفتن

عشرون ضابطا في الفتن


كيف يتعامل المسلم مع الفتن ضوابط شرعية

1-الضابط الاول :لا تتبع العاطفة وقيدها بالشرع
العاطفة اخي المؤمن قد تكون عاصفة بالانسان تعصف به في الانحراف والانسان العاقل هو من قيد العاطفة بعقله وقيد عقله بالشرع
يقول الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله" العاطفة إذا لم تُضبط صارت عاصفة "

2-الضابط الثاني :اياك والعجلة والزم الاناة
فالعجلة اخي المسلم سبب للوقوع في الفتن والاناة سبب للعصمة والسلامة منها
قال اللَّه تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا الآية.
قال الشَّافِعِي رحمه الله: "فأمر اللَّه من يمضي أمره على أحد من عباده، أن يكون مستبيناً قبل أن يمضيه"
قال السمعاني في تفسيره :"وَقَوله: ﴿فَتَبَيَّنُوا
وَقُرِئَ: " فتثبتوا " ومعناهما مُتَقَارب، وَهُوَ ترك العجلة، والتدبر والتأني فِي الْأَمر. ففي هذه الاية يامرنا الله بالتبصر والاناة والتثبت والتمحص
ومنها قوله تعالى ﴿كَلا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20)
قال الشوكاني رحمه الله في تفسيره :"كَلَّا لِلرَّدْعِ عَنِ الْعَجَلَةِ وَالتَّرْغِيبِ فِي الْأَنَاةِ"

3-الضابط الثالث: اياك والجهل واحرص على العلم الشرعي
اعلم ان الفتن من بضاعة الشيطان وبضاعة الشيطان لا تروج الا بالجهل ومع العلم لا تروج لان العلم حاصن ومانع وكاشف فمن تعلم امن مكايد الشيطان لان العلم سلاح المؤمن ويطرد الشيطان فيدفع الشبهات ويضعف الشهوات
قال السعدي
اعلم هديت أن أفضل المنـن *** علم يزيل الشك عنك و الدرن
و يكشف الحق لذي القلوب *** و يوصل العبد إلى المطلــوب
قال الناظم في شرحه: "فالشبهات تورث الشك الشهوات تورث درن القلب و قسوته؛ و تثبط البدن عن الطاعات، فعلامة العلم النافع أنه يزيل هذين المرضين العظيمين؛ و يجلب للعبد في مقابلتهما شيئين ؛ وهما: اليقين الذي هو ضد الشكوك و الإيمان التام الموصل العبد لكل مطلوب؛ المثمر للأعمال الصالحة؛ الذي هو ضد للشهوات ، فكلما ازداد الإنسان من العلم النافع؛ حصل له كمال اليقين و تمام الإرادة، ولا تتم سعادة العبد إلا باجتماع هذين الأمرين، ويهما تنال الإمامة في الدين،قال تعالى: ﴿و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون﴾[السجدة:24]".
و قد يجتمع المرضان في العبد معا، وقد ينفرد أحدهما و يلم به، و جمع الله في سلامة النفس منهما في قوله ﴿إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر﴾[العصر:03]. فالحق يزيل الشبهات، و الصبر يكف عن الشهوات.."
" شرح كتاب "القواعد الفقهية" لابن سعدي رحمه الله تعالى
ففي هذه العجلة قدمنا ثلاث ضوابط وسيتبع ان شاء الله بالبقية
والحمد لله رب العالمين
4-الضابط الرابع عند الاختلاف والفتن اياك والصغار وان كانوا طلبة علم وعليك بالكبار الذين رسخت اقدامهم في العلم
فالكبار اهل علم وحكمة وبصيرة فلا يصدرون الا عن راي قد احكموه وعلم علموه فهم عن العلم يصدرون وعن الحكمة يفهمون وهذا لا يتيسر في الشباب لان الشباب معروف بالطيش والحدة
قال تعالى " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُوا الألْبَابِ"
آل عمران : 7
قال سماحة المفتي
"والرد إلى الراسخين في العلم لا سيما في حال الفتن ليس اختياراً من شاء أخذ ومن شاء ترك بل هو فريضة شرعية يأثم المتهاون بها قال تعالى "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَ هُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلًا"النساء : 83"
5-اياك والامور الحادثة والزم السنة
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «كُلُّ أمتي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، إِلاَّ مَنْ أَبَى» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: «مَنْ أطاعني دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عصاني فَقَدْ أَبَى» رواه البخاري: 7280
وروى ابوداود في سننه في كتاب السنة قال: باب لزوم السنة
عن ابن شهاب أن أبا إدريس الخولاني عائذ الله أخبره أن يزيد بن عميرة -وكان من أصحاب معاذ بن جبل – أخبره قال: كان لا يجلس مجلسا للذكر حين يجلس إلا قال: الله حكم قسط، هلك المرتابون.
فقال معاذ بن جبل يوما: "إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويُفتح فيها القرآن، حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة، والصغير والكبير، والعبد والحر، فيوشك قائل أن يقول: ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن؟ ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره. فإياكم وما ابتدع؛ فإن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم زيغة الحكيم؛ فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق"
قال: قلت لمعاذ ما يدريني -رحمك الله- إن كان الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟
قال: "بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال لها: ما هذه؟ ولا يثنيك ذلك عنه؛ فإنه لعله أن يراجع، وتلقَّ الحق إذا سمعته؛ فإن على الحق نورا وأخرجه الحاكم في مستدركه
وعليك بوصية الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي رواه ابن وضاح في كتابه التحذير من البدع قال
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي زَيْدٍ حَمَّادِ بْنِ دُلَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا عَنِ النَّضْرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
قَالَ: كَتَبَ عَامِلٌ لَهُ يَسْأَلُهُ عَنِ الأََهْوَاءِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالِاقْتِصَادِ فِي أَمْرِهِ، وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَرْكِ مَا أَحْدَثَ الْمُحْدِثُونَ بَعْدَماُ جَرَتْ بِهِ سُنَّتُهُ وَكُفُوا مُؤْنَتَهُ، فَعَلَيْكَ بِلُزُومِ السُّنَّةِ فَإِنَّهَا لَكَ بِإِذْنِ اللَّهِ عِصْمَةٌ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّاسَ لَمْ يُحْدِثُوا بِدْعَةً إلا وَقَدْ مَضَى قَبْلَهَا مَا هُوَ دَلِيلٌ عَلَيْهَا أو َعِبْرَةٌ فِيهَا، فَإِنَّ السُّنَّةَ إِنَّمَا سَنَّهَا مَنْ عَلِمَ مَا فِي خلافها مِنَ الْخَطَأِ وَالزَّلَلِ وَالْحُمْقِ وَالتَعَمُّقِ، فَارْضَ لِنَفْسِكَ مَا رَضِيَ بِهِ الْقَوْمُ لِأَنْفُسِهِمْ، فَإِنَّهُمُ السَّابِقُونَ وَإِنَّهُمْ عَنْ عِلْمٍ وَقَفُوا، وَبِبَصَرٍ نَافِذٍ كَفُّوا، وَلَهُمْ كَانُوا عَلَى كَشْفِ الأََمُورِ أَقْوَى، وَبِفَضْلٍ فِيهِ لَوْ كَانَ أَحْرَى، فَلَئِنْ كَانَ الْهُدَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ، لَقَدْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَيْهِ، وَلَئِنْ قُلْتَ: إِنَّما حَدَثَ حَدَثٌ بَعْدَهُمْ فإنه مَا أَحْدَثَهُ إلا مَنِ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِهِمْ وَرَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُمْ، لَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ بِمَا يَكْفِي، وَوَصَفُوا مِنْهُ مَا يَشْفِي، فَمَا دُونَهُمْ مِنْ مَقْصَرْ، وَمَا فَوْقَهُمْ مِنْ مَحْسَرْ، لَقَدْ قَصَّرَ دُونَهُمْ أَقْوَامٌ فَجَفَوْا، وَطَمَحَ عَنْهُمْ آخَرُونَ فَغَلَوْا، وَإِنَّهُمْ بَيْنَ ذَلِكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ .
6 -اياك ان تقترب من الفتنة وابتعد عنها
اعلم يا اخي المؤمن ان القرب من الفتن سبب للوقوع في الفتن والبعد عنها سبب للسلامة والعصمة منها ولذلك
لذلك اخبرنا النبي ان خير الناس من جانب الفتن فقد روى الشيخان في صحيحيهما عن ابي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) رواه البخاري (3601) ومسلم (2886)
وقد روي نحو هذا الحديث عن جماعة كثيرة من الصحابة رضوان الله عليهم .
قال الإمام الترمذي رحمه الله: " وفي الباب عن أبي هريرة ، وخباب بن الأرت ، وأبي بكرة ، وابن مسعود ، وأبي واقد ، وأبي موسى ، وخرشة "
قال الإمام النووي رحمه الله :
"وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( القاعد فيها خير من القائم ) إلى آخره ، فمعناه بيان عظيم خطرها ، والحث على تجنبها ، والهرب منها ، وأن شرها وفتنتها يكون على حسب التعلق بها" . انتهى.
" شرح مسلم " (18/9-10) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قوله : ( والقاعد فيها خير من القائم ) حكى ابن التين عن الداودي أن الظاهر أن المراد من يكون مباشرا لها في الأحوال كلها ، يعني أن بعضهم في ذلك أشد من بعض ، فأعلاهم في ذلك الساعي فيها بحيث يكون سببا لإثارتها ، ثم من يكون قائما بأسبابها وهو الماشي ، ثم من يكون مباشرا لها وهو القائم ، ثم من يكون مع النظَّارة [ يعني : المتفرجين ] ولا يقاتل وهو القاعد ، ثم من يكون مجتنبا لها ولا يباشر ولا ينظر وهو المضطجع اليقظان ، ثم من لا يقع منه شيء من ذلك ولكنه راض وهو النائم
والمراد بالأفضلية في هذه الخيرية من يكون أقل شرا ممن فوقه على التفصيل المذكور .
وفيه التحذير من الفتنة ، والحث على اجتناب الدخول فيها ، وأن شرها يكون بحسب التعلق بها . " . انتهى باختصار.
" فتح الباري " (13/30-31) .
7-منع الفتن اسهل من رفعها
يقول ابن رجب رحمه الله في كتابه القواعد
القاعدة الرابعة والثلاثون بعد المائة: ) المنع أسهل من الرفع، والاستدامة أقوى من الابتداء (
ومعنى ذلك ان منع الشيء ابتداءً أسهل من رفعه ومنها الفتن فمنعها والوقوع فيها اسهل من رفعها
لذلك قال شيخ الاسلام في "منهاج السنة النبوية " 4/343): " والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء, وهذا شأن الفتن, كما قال تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله "



8-احذر الهوى عند اخذ الفتوى وخذ بما اضاءه الدليل
الواجب على المرء المسلم ان يأخذ فتاويه من العلماء طلبا للحق لا لهوى النفس وهذا امر مهم ينبغي التفطن له
وقبل ان نتطرق لهذا الضابط نود ان نعلم ان الغرض من الفتوى هو العمل بها وامتثال اوامر الله واجتناب نواهيه لذلك كان الصحابة رضي الله عنهم قليل السؤال فقد ذكر الله عنهم في كتابه أنّهم سألوا نبيه نحو اثنتي عشرة مسألة، وفي السنة شيء يزيد على هذا
فاذا كان المرء غرضه طلب الحق والعمل به فانه سيأخذ الجواب الذي اضاء له الدليل لا ما املاه عليه هواه
وقد حذرنا الله من اتباع الهوى فهو اصل الضلال عن الهدى
قال تعالى : ( فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء135وقال سبحانه : ( وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26
وقال الشيخ صالح ال الشيخ عنذ ذكره لاوصاف المستفتي
الوصف الخامس:" ألا يكون للمستفتي غرض أو هوى في استفتائه، وإنما غرضه بيان الحق وزوال الجهل والشبهة ليلتزمه المستفتي ويبني عليه، هذه مسألة عظيمة في الناس، فإن الناس يستفتون عن أشياء لهم غرض فيها؛ بل قد قيل إن السائل الواحد يتصل بسبعة ثمانية عنده أرقام المشايخ يتصل بهذا وهذا وهذا في نفس المسألة، وإذا أحرجته في السؤال قال أما سألت فلان وقال لي كذا، أولا أشغلت المشايخ والوقت قصير والواجبات كثيرة جدا جدا جدا أكثر من الأوقات، والآن الواحد يستغفر الله جل وعلا عن ضعف الوقت لأداء الواجب.
الثاني فالذي ينبغي لك أن تجتهد في البحث عن الأعلم والأفقه وتسأله ويلزمك أن تأخذ الفتوى عنه، أما أن تسأل سبعة ثمانية فهذا لا ينبغي في ذلك"
الفتوى بين مطابقة الشرع ومسايرة الاهواء للشيخ صالح ال الشيخ




-ان كنت عامي فلا تأخذ بالتشهي وقلد الاعلم
ان الله عز وجل امر المؤمن ان يسأل اهل الذكر في امور دينه فقال:فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فعلى العامي ان يقلد العالم الاعلم والاوثق والاتقى في كل اموره وخاصة عند الحوادث المدلهمة
يقول الإمام ابن عبد البررحمه الله"...فإن العامة لابد لها من تقليد علمائها عند النازلة تنزل بها، لأنها لا تبين موقع الحجة ولا تصل بعدم الفهم إلى علم ذلك، لأن العلم درجات لا سبيل منها إلى أعلاها إلا بنيل أسفلها، وهذا هو الحائل بين العامة وبين طلب الحجة والله أعلم، ولم تختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها"جامع بيان العلم وفضله ج2ص114
10-اياك والتلون في الدين واثبت على الاسلام والسنة
فقد كان السلف يقولون من ترك السنة اكثر التنقل فاثبت على دينك ولا يكون ذلك الا بالاخذ من الكتاب والسنة الصحيحة على فهم سلف الامة
ذكر الامام ابن بطة رحمه الله في كتابه الابانة نصوص واثار عن السلف في التحذير من التلون في الدين وهاك بعضها
دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عَلَى حُذَيْفَةَ فَقَالَ: اعْهَدْ إِلَيَّ, فَقَالَ لَهُ:
"
أَلَمْ يَأْتِكَ الْيَقِينُ؟"
قَالَ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّى, قَالَ:
"
فَاعْلَمْ أَنَّ الضَّلاَلَةَ حَقَّ الضَّلاَلَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ وَأَنْ تُنْكِرَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنِ فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ وَاحِدٌ"
"
الإبانة الكبرى "1/
189"
وعن محمد بن سيرين قال: قال عدي بن حاتم رضي الله عنه:
"
إنَّكم لن تزالوا بخيرٍ ما لم تَعرِفوا ما كنتُم تُنكِرون، وتُنكِروا ما كنتُم تَعرِفون، وما دام عالمُكُم يتكلمُ بينكَم غيرَ خائف! "
[ الإبانة الكبرى ج1ص190-191]
وعن إبراهيم النخعي:
"
كانوا يكرهونَ التلونَ في الدّين"
وعنه أيضا قال:
"
كانوا يرونَ التلونَ في الدّينِ من شكِّ القلوبِ في الله"
وقال مالك:
"
الداءُ العُضال: التنقُّلُ في الدّين!"
وقال: قال رجلٌ:
"
ما كنتَ لاعباً به فلا تلعبَنَّ بدينك!"
"الإبانة الكبرى 2/505-506 "
واختم هذا الضابط بكلام شيخ الاسلام الرائع حيث
قال شيخ الاسلام في المجموع ج20ص44
"....فَإِنَّ اللَّهَ فَطَرَ عِبَادَهُ عَلَى الْحَقِّ؛ فَإِذَا لَمْ تَسْتَحِلَّ الْفِطْرَةُ: شَاهَدَتْ الْأَشْيَاءَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ؛ فَأَنْكَرَتْ مُنْكِرَهَا وَعَرَّفَتْ مَعْرُوفَهَا. قَالَ عُمَرُ: الْحَقُّ أَبْلَجُ لَا يَخْفَى عَلَى فَطِنٍ. فَإِذَا كَانَتْ الْفِطْرَةُ مُسْتَقِيمَةً عَلَى الْحَقِيقَةِ مُنَوَّرَةً بِنُورِ الْقُرْآنِ. تَجَلَّتْ لَهَا الْأَشْيَاءُ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْمَزَايَا وَانْتَفَتْ عَنْهَا ظُلُمَاتُ الْجَهَالَاتِ فَرَأَتْ الْأُمُورَ عِيَانًا مَعَ غَيْبِهَا عَنْ غَيْرِهَا. وَفِي السُّنَنِ وَالْمُسْنَدِ وَغَيْرِهِ عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا؛ وَعَلَى جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ؛ وَفِي السُّورَيْنِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ؛ وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ؛ وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ. وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ؛ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الْإِسْلَامُ؛ وَالسُّتُورُ الْمُرْخَاةُ حُدُودُ اللَّهِ؛ وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ فَإِذَا أَرَادَ الْعَبْدُ أَنْ يَفْتَحَ بَابًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ نَادَاهُ الْمُنَادِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَفْتَحْهُ؛ فَإِنَّك إنْ فَتَحْته تَلِجْهُ. وَالدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ؛ وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ} فَقَدْ بَيَّنَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْعَظِيمِ - الَّذِي مَنْ عَرَفَهُ انْتَفَعَ بِهِ انْتِفَاعًا بَالِغًا إنْ سَاعَدَهُ التَّوْفِيقُ؛ وَاسْتَغْنَى بِهِ عَنْ عُلُومٍ كَثِيرَةٍ - أَنَّ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَاعِظًا وَالْوَعْظُ هُوَ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ؛ وَالتَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ. وَإِذَا كَانَ الْقَلْبُ مَعْمُورًا بِالتَّقْوَى انْجَلَتْ لَهُ الْأُمُورُ وَانْكَشَفَتْ؛ بِخِلَافِ الْقَلْبِ الْخَرَابِ الْمُظْلِمِ؛ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: إنَّ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ سِرَاجًا يُزْهِرُ..."
.......................يتبع
منقول






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-12-2020, 09:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,039
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عشرون ضابطا في الفتن

عشرون ضابطا في الفتن



11-خذ مادل عليه النص ولا تجعل النص تابع لارادتك وهواك
قال تعالى "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا" (36)
قال الشَّافِعِي رحمه الله: أخبرنا مسلم، وعبد المجيد، عن ابن جريج، عن
عامر بن صعب، أن طاووساً أخبره أنه سأل ابن عباس رضي اللَّه عنهما عن
الركعتين بعد العصر فنهاه عنهما، قال طاووس فقلت: ما أدعهما.
فقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) الآية
قال الشَّافِعِي رحمه الله: - بعد أن ذكر ما سبق في مختصر المزني، زاد ما يلي -:
فرأي ابن عباس رضي الله عنهما الحجة قائمة على طاووس بخبره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ودلَّهُ بتلاوة كتاب اللَّه، على أن فرضاً عليه أن لا تكون له الخيرة إذا قضى الله ورسوله أمراً.انظر تفسير الشافعي ج3ص1197
ويقول الامام الطبري في تفسيره
"يقول تعالى ذكره: لم يكن لمؤمن بالله ورسوله، ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله في أنفسهم قضاء أن يتخيروا من أمرهم غير الذي قضى فيهم، ويخالفوا أمر الله وأمر رسوله وقضاءهما فيعصوهما، ومن يعص الله ورسوله فيما أمرا أو نهيا (فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) يقول: فقد جار عن قصد السبيل، وسلك غير سبيل الهدي والرشاد."
وقال ابن كثير في تفسيره بعدما ذكر سبب ورد الحديث وذكر في ذلك قصص
قال :".....فَهَذِهِ الْآيَةُ عَامَّةٌ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا حَكَمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِشَيْءٍ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مُخَالَفَتُهُ وَلَا اخْتِيَارَ لِأَحَدٍ هَاهُنَا، وَلَا رَأْيَ وَلَا قَوْلَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النِّسَاءِ:65]
وقال الامام ابن القيم في كتاب اعلام الموقعين ج1ص184
"...فَإِنَّمَا مَنَعَهُمْ مِنْ الْخِيَرَةِ عِنْدَ حُكْمِهِ وَحُكْمِ رَسُولِهِ، لَا عِنْدَ آرَاءِ الرِّجَالِ وَأَقْيِسَتِهِم ْ وَظُنُونِهِمْ، وَقَدْ أَمَرَ - سُبْحَانَهُ - رَسُولَهُ بِاتِّبَاعِ مَا أَوْحَاهُ إلَيْهِ خَاصَّةً وَقَالَ: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [الأنعام: 50] ، وَقَالَ: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [المائدة: 49] ، وَقَالَ - تَعَالَى -: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21] ، قَالُوا: فَدَلَّ هَذَا النَّصُّ عَلَى أَنَّ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ مِنْ الدِّينِ فَهُوَ شَرْعُ غَيْرِهِ الْبَاطِلِ..."
والادلة في الامر بالاخذ بما دل عليه الدليل من الكتاب والسنة وما قضاه الله ورسوله والتحذير من لي النصوص وتأويله وتحريفها والاعراض عن حكم الله ورسوله كثيرة لكن احببت ان اقتصرت على هذه الاية الكريمة لكونه قد كفت ووفت والحمد لله رب العالمين
ثم اعلم اخي المحب ان المسلمُ التقيُ يقفُ مع النصوصِ حيثُ أشارتْ، والمنافق المتلاعبُ يلوي النصوص عمَّا أرادتْ فاحذر ان تكون ممن هذه صفته وكن كما كان سلفك الكرام يقفون مع النصوص فان فعلت فانك اذن من المهتدين




12-لزوم الجماعة وترك الفرقة والحذر منها


قال تعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) }ال عمران
قال أبو جعفرالطبري في تفسير :" يعني بذلك جل ثناؤه: وتعلقوا بأسباب الله جميعًا. يريد بذلك تعالى ذكره: وتمسَّكوا بدين الله الذي أمركم به، وعهده الذي عَهده إليكم في كتابه إليكم، من الألفة والاجتماع على كلمة الحق، والتسليم لأمر الله."
وقوله:"ولا تفرقوا"،" ولا تتفرقوا عن دين الله وعهده الذي عهد إليكم في كتابه، من الائتلاف والاجتماع على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والانتهاء إلى أمره".
وروى البخاري في صحيحه (3606) ومسلم في صحيحه (1847)
عن أبي إدريس الخولاني عن حذيفة- رضي الله عنه-قال : "كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ,وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني .
فقلت : يا رسول الله إنا كنا في الجاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟
قال: نعم
. قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟
قال: نعم وفيه دخن .
قلت: وما دخنه ؟
قال : قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر
قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟
قال : نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها
قلت: يا رسول الله صفهم لنا . فقال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟
قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم .
قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟
قال : فاعتزل تلك الفرق كلها , ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" .
وروى الترمذي في سننه: "4/465" والحاكم في المستدرك: "1/197" برقم " 387" وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني
عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد أقرب، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة"
وقال الإمام الشافعي -رحمه الله-: "من قال بما تقول به جماعة المسلمين؛ فقد لزم جماعتهم، ومن خالف ما تقول به جماعة المسلمين فقد خالف جماعتهم، التي أمر بلزومها"الرسالة ص475.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "ونتيجة الجماعة رحمة الله ورضوانه، وصلواته وسعادة الدنيا والآخرة، وبياض الوجوه، ونتيجة الفرقة عذاب الله ولعنته، وسواد الوجوه وبراءة الرسول منهم
"مجموع الفتاوى: (1/17).
و يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ثمّ إنَّ الاعتصامَ بالجماعة والائتلافَ أصلٌ من أصول الدين"،
ويقول العلامة ابن القيِّم رحمه الله: "ولزومُ الجماعة مما يُطهِّر القلبَ من الغلِّ والغش؛ فإنَّ المسلم للزومه جماعةَ المسلمين يحبُّ لهم ما يحبُّ لنفسه، ويكره لهم ما يكرَه لها، بخلاف من انحازَ عنهم، وانشغَل بالطعن عليهم والذمِّ لهم"







13-اياك والظلم والسفه والعذاب وعليك بالعدل والحكمة والرحمة
في زمن الفتن اياك اخي المسلم ان تظلم فالظلم ظلمات يوم القيامة واحذر ان تسفه فان السفه فساد ولا تكن صاحب شر تسعى اليه وتشارك اهله فان الجزاء من جنس العمل
وعليك بضد هذه الامور وهي العدل والحكمة والرحمة

فهكذا هي الشريعة وهذا ماكان عليه النبي صلى الله عليه واصحابه
قال ابن القيم رحمه الله واصفا الشريعة السمحة
في اعلام الموقعين "3/2"
"
هذا فصل عظيم النفع جدا وقع بسبب الجهل به غلط عظيم على الشريعة أوجب من الحرج والمشقة وتكليف ما لا سبيل إليه ما يعلم أن الشريعة الباهرة التي في أعلى رتب المصالح لا تأتي به فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد وهي عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها وعن المصلحة إلى المفسدة وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل فالشريعة عدل الله بين عباده ورحمته بين خلقه "فتمسك بما جاءت به الشريعة تنجو من الفتن الظاهرة والباطنة
فالنجاة كل النجاة في لزوم الشريعة الغراء والشر كل الشر في خلافها
14-لا تتطلب الفتن استعذ بالله منها ومن شرها
اخي المسلم في زمن الفتن اياك ان تطلب الفتن واسال الله العفو العافية وقد نهنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نتمنى لقاء العدو والفتن عدو المؤمن فهي بضاعة الشيطان
فقد روى البخاري ومسلم في " صحيحهما " عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَكَانَ كَاتِبًا لَهُ قَالَ : كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَرَأْتُهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتْ الشَّمْسُ ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ "
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " قَالَ اِبْن بَطَّال : حِكْمَة النَّهْي : أَنَّ الْمَرْء لَا يَعْلَم مَا يَئُول إِلَيْهِ الْأَمْر, وَهُوَ نَظِير سُؤَال الْعَافِيَة مِنْ الْفِتَن, وَقَدْ قَالَ الصِّدِّيق : " لَأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُر أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِر"
بل عليك بكثرة اللجوء الى الله بالدعاء فالدعاء سلاح المؤمن وهو اكبر سبب لجلب المنافع والمحبوبات ودفع المضار والمكروهات و كن كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الفتن بل وامر بذلك
روى البخاري بسنده عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْفَوْهُ الْمَسْأَلَةَ فَغَضِبَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ (لَا تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ) فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لَافٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي فَإِذَا رَجُلٌ كَانَ إِذَا لَاحَى الرِّجَالَ يُدْعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي قَالَ حُذَافَةُ، ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَام ِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ إِنَّهُ صُوِّرَتْ لِي الْجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا وَرَاءَ الْحَائِطِ)
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ اللهمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَنَقِّ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ.
أخرجه البخاري.
واكثر اخي المؤمن من هذا الدعاء في زمن كثر فيه اكتناز الذهب والفضة فهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لصحابي شداد بن اوس
فقد أخرج الطبراني في "المعجم الكبير" (7/335- 336) وصححه الالباني في السلسلة الصحيحة رقم 3228
قال صلى الله عليه وسلم
(يا شداد بن أوسٍ! إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة، فأكثر هؤلاء الكلمات:
اللهم! إني أسألك الثبات في الأمرِ، والعزيمة على الرُّشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتِك، وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرُك لما تعلمُ؛ إنك أنت علامُ الغيوب) .







15-اياكم والغلو في الدين وعليكم بالوسطية والاعتدال
قال تعالى : ﴿ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الحَقَّ ﴾ "سورة النساء": الآية 171
ويقول - جل وعلا -: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ "سورة المائدة" الآية77
وأصل"الغلو"، في كل شيء مجاوزة حده الذي هو حدّه
اما من السنة
فما رواه مسلم في صحيحه برقم 2670من حديث عبد الله بن مسعود حيث قال
قال - صلى الله عليه وسلم : " هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُو نَ هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُو نَ هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُو نَ"
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم – "هو المتعمق في الشيء ، المغالي فيه ، المجاوز حدَّ الشرع فيه ، سواء أكان قولاً أم فعلاً أم اعتقادًا"
ومنها مارواه الامام احمد في مسنده برقم 1851 وصححه الالباني في السلسلة الصحيحة برقم1285
من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما – قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداةَ جمع - يعني صبيحة ليلة مزدلفة ، وهي ليلة يوم النحر : « هَاتِ، الْقُطْ لِي » . فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ ، فَلَمَّا وَضَعْتُهُنَّ فِي يَدِهِ قَالَ : « بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ » .يعني : فارموا) « وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ »
وعليك اخي المؤمن بالوسط والاعتدال فهو سبيل الله وهو المنهج الذي ارتضاه لنا
"قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]
قال أبو جعفر الطبري في تفسيره: "وأنا أرى أن"الوسط" في هذا الموضع، هو"الوسط" الذي بمعنى: الجزءُ الذي هو بين الطرفين، مثل"وسَط الدار" محرَّك الوَسط مثقَّله، غيرَ جائز في"سينه" التخفيف.
وأرى أن الله تعالى ذكره إنما وصفهم بأنهم"وسَط"، لتوسطهم في الدين، فلا هُم أهل غُلوٍّ فيه، غلوَّ النصارى الذين غلوا بالترهب، وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه - ولا هُم أهلُ تقصير فيه، تقصيرَ اليهود الذين بدَّلوا كتابَ الله، وقتلوا أنبياءَهم، وكذبوا على ربهم، وكفروا به؛ ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه. فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحبَّ الأمور إلى الله أوْسطُها".
وقال ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين
"قَوْله تَعَالَى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]
وَوَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ بِالْآيَةِ أَنَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّهُ جَعَلَهُمْ أُمَّةً خِيَارًا عُدُولًا، هَذَا حَقِيقَةُ الْوَسَطِ، فَهُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ، وَأَعْدَلُهَا فِي أَقْوَالِهِمْ، وَأَعْمَالِهِمْ ، وَإِرَادَتِهِمْ وَنِيَّاتِهِمْ، وَبِهَذَا اسْتَحَقُّوا أَنْ يَكُونُوا شُهَدَاءَ لِلرُّسُلِ عَلَى أُمَمِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
وقد حثت السنة على الاقتصاد والتوسط
فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال : (من هذه ؟) قالت : هذه فلانة تذكر من صلاتها ، قال : (مه) ، عليكم بما تطيقون ، فو الله لا يمل الله حتى تملوا ) وكان أجب الذين إليه ما داوم صاحبه عليه . متفق عليه
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا : أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له تقدم من ذنبه وما تأخر ؟
قال أحدهم : أما أنا فاصلي الليل أبداً ، وقال الآخر : وأنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال الآخر : وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال : ( أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟! أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) متفق عليه
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الذين يسر ، ولن يشاد الدين إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا ابشروا ، استعينوا بالغدوة والروحة وشيءٍ من الدلجة ) رواه البخاري رقم (39) . وفي رواية له : ( سددوا وقاربوا اغدوا وروحوا ، وشيءٍ من الدلجة القصد القَصد تبلغوا )
قال أبى بن كعب رضى الله عنه: "عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ما من عبد على السبيل والسنة ذكر الله عز وجل فاقشعر جلده من خشية الله تعالى إلا تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها. وإن اقتصادا فى سبيل وسنة خير من اجتهاد فى خلاف سبيل وسنة. فاحرصوا إذا كانت أعمالكم اقتصادا أن تكون على منهاج الأنبياء وسنتهم"
واختم هذا الضابط كلام ابن القيم النفيس فير كتابه اغاثة اللهفان
قال -رحمه الله-: "دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه، وخير الناس النمط الأوسط الذين ارتفعوا عن تقصير المفرطين ، ولم يلحقوا بغلوِّ المعتدين، وقد جعل الله –سبحانه- هذه الأمة وسطًا، وهي الخيار العدل؛ لتوسطها بين الطرفين المذمومين، والعدل هو الوسط بين طرفي الجور والتفريط، والآفات إنَّما تتطرَّق إلى الأطراف والأوساط محميةٌ بأطرافها فخير الأمور أوسطهما".




16-لا تغتر بمن يزخرف لك الفتن وانظر الى الحقائق بعين البصيرة

اخي المؤمن في زمن الفتن تكترالشبهات و يكثر اهلها فيحاولون ان يجذبك اليهم حتى تكون واحد منهم ويريدون ان يصطادونك بكل الطرق وشتى الاساليب ومن هذه الاساليب زخرفتهم وتجميلهم للفتن كما تجمل العروس حتى يتزوجها
فاياك واياهم وانظر الى الحقائق ببصيرة المؤمن
واول من يزخرف لك الفتن اخي المسلم الشيطان فهو دائما بالمرصاد يترصد لك في كل حين حتى يوقعك فيها
قَالَ تَعَالَى: {تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
وقد بين شيخ الاسلام في كتابه المجموع كيف يكشف الايمان حقائق الاشياء فيميز به بين الحق والباطل والصدق والكذب عندما ذكر حديث الدجال فقال
قال شيخ الاسلام رحمه الله في المجموع ج20ص45
"...وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: " {إنَّ الدَّجَّالَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ قَارِئٍ وَغَيْرِ قَارِئٍ} فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَتَبَيَّنُ لَهُ مَا لَا يَتَبَيَّنُ لِغَيْرِهِ؛ وَلَا سِيَّمَا فِي الْفِتَنِ وَيَنْكَشِفُ لَهُ حَالُ الْكَذَّابِ الْوَضَّاعِ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ فَإِنَّ الدَّجَّالَ أَكْذَبُ خَلْقِ اللَّهِ مَعَ أَنَّ اللَّهَ يُجْرِي عَلَى يَدَيْهِ أُمُورًا هَائِلَةً ومخاريق مُزَلْزِلَةً حَتَّى إنَّ مَنْ رَآهُ افْتَتَنَ بِهِ فَيَكْشِفُهَا اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ حَتَّى يَعْتَقِدَ كَذِبَهَا وَبُطْلَانَهَا. وَكُلَّمَا قَوِيَ الْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ قَوِيَ انْكِشَافُ الْأُمُورِ لَهُ؛ وَعَرَفَ حَقَائِقَهَا مِنْ بَوَاطِلِهَا وَكُلَّمَا ضَعُفَ الْإِيمَانُ ضَعُفَ الْكَشْفُ وَذَلِكَ مَثَلُ السِّرَاجِ الْقَوِيِّ وَالسِّرَاجِ الضَّعِيفِ فِي الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ؛ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ فِي قَوْلِهِ: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} قَالَ: هُوَ الْمُؤْمِنُ يَنْطِقُ بِالْحِكْمَةِ الْمُطَابِقَةِ لِلْحَقِّ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فِيهَا بِالْأَثَرِ فَإِذَا سَمِعَ فِيهَا بِالْأَثَرِ كَانَ نُورًا عَلَى نُورٍ. فَالْإِيمَانُ الَّذِي فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ يُطَابِقُ نُورَ الْقُرْآنِ؛ فَالْإِلْهَامُ الْقَلْبِيُّ تَارَةً يَكُونُ مِنْ جِنْسِ الْقَوْلِ وَالْعِلْمِ؛ وَالظَّنُّ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ كَذِبٌ. وَأَنَّ هَذَا الْعَمَلَ بَاطِلٌ؛ وَهَذَا أَرْجَحُ مِنْ هَذَا؛ أَوْ هَذَا أَصْوَبُ"
ويقول ايضا في كتاب أولياء الرحمن وأولياء الشيطان - ج 1 / ص 46
"قد اتفق أولياء الله على أن الرجل لو طار في الهواء ومشى على الماء لم يغتر به حتى ينظر متابعته لرسول الله وموافقته لأمره ونهيه. ومثل هذه الأمور قد يكون صاحبها وليًا لله، وقد يكون عدوًا له، فإنها قد تكون لكثير من الكفار والمشركين واليهود والنصارى والمنافقين وأهل البدع، وتكون لهؤلاء من قبل الشياطين، أو تكون استدراجًا، فلا يجوز أن يظن أن كل من كان له شيء من هذه الأمور فهو ولي لله، بل يعرف أولياء الله بصفاتهم وأحوالهم وأفعالهم التي دل عليها الكتاب والسنة، وأكثر هذه الأمور قد توجد في أشخاص يكون أحدهم لا يتوضأ ولا يصلي المكتوبة، ولا يتنظف ولا يتطهر الطهارة الشرعية، بل يكون مُلابِسًا للنجاسات، معاشرًا للكلاب، يأوي إلى المزابل، رائحته خبيثة، رَكّابًا للفواحش، يمشي في الأسواق كاشفًا لعورته، غامزًا للشرع مستهزئًا به وبحملته، يأكل العقارب والخبائث التي تحبها الشياطين، كافرًا بالله، ساجدًا لغير الله من القبور وغيرها، يكره سماع القرآن وينفر منه، ويؤثر سماع الأغاني والأشعار ومزامير الشيطان على كلام الرحمن، فلو جرى على يدي شخص من الخوارق ماذا عساه أن يجري فلا يكون وليًا لله محبوبًا عنده حتى يكون متبعًا لرسوله باطنًا وظاهرًا"
فاحذر ان تغتر بما يزخرف لك حتى لا تنجر فيما استعاذ منه النبي وعليك بالايمان الصحيح فقويه بالاعمال الصالحة لتنجو في دينك ودنياك واخرتك



منقول






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.17 كيلو بايت... تم توفير 2.16 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]