حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4376 - عددالزوار : 826469 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3907 - عددالزوار : 374372 )           »          سحور 9 رمضان.. حواوشي البيض بالخضار لكسر الروتين والتجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 285 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 362 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 483 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 381 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 378 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 384 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-02-2019, 06:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(1)




المقدمة
الحمد لله، خَلقَ الإنسان في أحسن تقويم، وأصلي وأسلم على سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله، كان خُلقُه القرآن الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمــا بعــد: فقد كثرت المستجدات والنوازل في هذه الأزمنة المتأخرة، التي نحتاج إلى تبصّر وتأمل، ومن أشدّها وقعًا ما يكون متصلاً بالنفس الإنسانية، فيؤثر عليها سلبًا أو إيجابًا، ومن ثمّ ينتقل هذا التأثير إلى سائر جوانب الحياة الأخرى، وقد يورث أمراضًا وأسقامًا، وضعفًا وفتورًا، وانقطاعًا للتواصل، وقلة نتاج وغيرها.
وقد شُغل الإنسان في هذه القضية حتى أوجد علومًا لها مثل علم النفس الذي أصبح علمًا يدرس وله نظرياته وتطبيقاته، وكذا الطب النفسي في الجانب العلاجي أصبح تخصصًا له قواعده ومنطلقاته.
والإسلام بمصدريه العظيمين، القرآن الكريم والسنة المطهرة، وقد أكمل الله سبحانه وتعالى بهما الدين، وأتمّ بهما النعمة على المؤمنين، قد حويا المنهجية الكاملة للمؤمن في هذه الحياة، التي إذا ما استقاها وسار عليها أوصلته إلى سعادة الدارين، من سعة الحياة والطمأنينة فيها، إلى نعيم الآخرة وسعادتها.
وقد كان التطبيق العملي لهذا الدين هو حياة النبي ﷺ، فقد جعله الله سبحانه القدوة والأسوة للمؤمنين، فقال سبحانه:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا}(1)
والناظر في حياته ﷺ يجد توجيهات عظيمة، ومعالجات لكثير من الإشكالات النفسية التي تستدعي من المختصين إبرازها ودراستها وتنزيلها على الواقع، فهي مليئة بالمعالم والإشارات، بل والأسس لبناء النفس الإنسانية بناء إيجابيًا منتجًا، ولمعالجات ما يطرأ عليها من منغصات.
وقد كتب الله سبحانه وتعالى أن أشارك في شيء من هذه الأسس والمعالم في برنامج في قناة المجد الفضائية لمدة عام كامل بعنوان: (حياة السعداء) والتي كانت فكرته: استخلاص القضايا النفسية – بناء وعلاجًا – من الحديث النبوي، مدعمة بما يعضدها من القرآن الكريم. وهي فكرة لا أعرف من تطرق إليها بمثل الصورة التي عرضت إلا قليلاً من إشارات وعبارات، ومن هنا أردتها انطلاقة لئن يخوض المختصون في هذا الجانب، ليستخرجوا ما في القرآن الكريم والسنة المطهرة من كنوز تفيد علماء النفس والأطباء النفسانيين، وعامة المسلمين ليجدوا فيه ما يثرون علمهم، ويؤصلونه، وليجد كل مسلم ما يعينه على درب السعادة الحقة، وما يعالج به ما يطرأ من مشكلات.
وهذا لا يعني بأي حال – كما قد يفهمه البعض – إلغاء الطب النفسي أو إضعافه، أو عدم فعاليته، بل هو إثراء وتكامل وتأصيل. هكذا أحسب.
كما لا يعني أن ما أذكره جميعه مسلّم، بل كثير منه يحتاج إلى مزيد من البحث والتقويم، فحسبي أنها لبنة في هذا البناء الكبير الذي نحتاج إليه جميعًا.
* * *
ولأهمية هذه الفكرة أعدت النظر مرة أخرى فيما ألقيت في البرنامج لكي أصوغه في كتاب – كما طالب بذلك كثير من المستمعين والمستمعات – فيستفيد منه الجميع.

وعلى ذلك تتسطر أهداف هذا الكتاب فيما يلي:
1 – بناء الشخصية النفسية البناء الصحيح المنتج المؤسس على القرآن الكريم والسنة النبوية.
2 – ربط المسلم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ في جميع شؤون حياته.
3 – إضافة لبنة إيجابية في علم النفس وفي الطب النفسي السلوكي مستنبطة من الكتاب والسنة ومن تطبيقات النبي ﷺ.
4 – إيجاد طرق ووسائل لعلاج أمراض النفوس.
5 – تصحيح مسار كثير من المعالجين بالرقية الشرعية أو بغيرها.
6 – تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة في سلوكيات المعالجين والمرضى.
7 – محاولة تجميع العوامل المساعدة للوصول إلى السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.
وكانت خطة هذا الكتاب كما يلي:
مهدت بتمهيد وضحت فيه منهج الإسلام في التعامل مع الأمراض والقضايا النفسية.
ثم قسمت الكتاب إلى قسمين، فالقسم الأول: في الجانب البنائي، وقد أطلت فيه إذ هو الأصل فبدأتُ بالمنطلق وهو العلم وأثره على النفس، ثم في أقسام البناء، وهي أعمال القلوب، كالإخلاص والتوكل والخوف والرجاء وغيرها، وأعمال الجوارح كالصلاة والزكاة وقراءة القرآن وغيرها.
والقسم الثاني: في الجانب العلاجي، مثل: تقوية الإرادة، والرقية الشرعية، وبدأتها بذكر بعض أسباب الأمراض النفسية، وختمت بعلاقة الرؤى والأحلام بالجانب النفسي وتأثيرها، وكيفية التعامل معها.
ولخصت ما في هذا الكتاب من أفكار في الخاتمة.
وأشير هنا إلى أني أطلت بعض الشيء في كل موضوع من الموضوعات التي تطرقت إليها، لإفادة القارئ، ثم في تفصيل الرابط بين هذه الموضوعات وبين القضية النفسية بناء وعلاجًا.
هذه أهداف العمل وخطته، ولا أزعم الكمال أو مقاربته ولكن أرجو أن تكون إضافة يُنطلق منها للمواصلة والإنضاج، فهي محاولة شخصية استنتاجية وتأملية في بعض النصوص القرآنية والنبوية مستفيدًا من بعض التفاسير والشروح، وإن كان اعتمادي أكثر على التطبيقات النبوية.
أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الجهد، وأن يجعله من المدخرات في الحياة وما بعد الممات، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---------
(1) الأحزاب [21].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-02-2019, 06:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(2)




تمهيد
قبل التعرف على منهج الإسلام في التعامل مع الأمراض النفسية لابد من معرفة أن الهدف الذي يسعى إليه الإسلام باعتباره عقيدة وشريعة للإنسانية هو تحقيق العدالة والسعادة للناس في الأرض، والفوز بالنعيم المقيم في الآخرة، وأن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه إلا بشرط ذكره الله تعالى في مواطن كثيرة في كتابه، يتعلق بعقيدته وعمله وحركته في الحياة الدنيا، وهو شرط ذو شقين، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، فلا يحصل أحدهما من غير توافر الآخر، يقول الله تعالى:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّ هُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّ هُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(1) وفي المقابل فإنه في حال عدم توافر الشرط وحصوله من الإنسان فإن هذا الهدف أو الغاية تنقلب على الإنسان بصورة عكسية، بمعنى أن السعادة المرتقبة تتحول إلى شقاء وتعب وعذاب، وكذلك لن ينال النعيم المنتظر في الآخرة؛ بل سينال من عذاب الله وعقابه حسب عمله في الحياة الدنيا، وهو ما عبّر عنه تبارك وتعالى بقوله: {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}(2)
والعاقل من سخّر ما أتاه الله تعالى من قوة وعلم ووقت ومال وصحة في عبادة الله وامتثال تشريعه في الأمر والنهي، من غير كسل ولا عجز ولا تماطل ولا تسويف، والخاسر من فرّط في هذه النعم واستهان بها وسخّرها في المحرمات وفي سفاسف الأمور، فإنه يخسر السعادة في الدنيا والآخرة، يقول عليه الصلاة والسلام: «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني»(3)
-----------------
(1) النحل [97].
(2)طه [114].
(3) أخرجه الترمذي (ص560، رقم 3459) أبواب صفة القيامة. وأحمد (4/124، رقم 17164). والطبراني في الكبير (6/ 439، رقم 6997). قال الترمذي: هذا حديث حسن.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-02-2019, 06:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(3)

منهج الإسلام في التعامل مع الأمراض النفسية:


إن منهج الإسلام في التعامل مع المرض النفسي ينبع من حقيقة هذا الدين الذي نُزّل من لدن خالق الإنسان، والذي يعالج الإنسان من جميع النواحي، فهذا الدين دستور قائم على عقيدة وشريعة، لأنه يعطي للإنسان التصور الصحيح عن الحياة والكون والإنسان، على أسس علمية رصينة، من حيث وحدانية الله تعالى في ألوهيته وربوبيته، وكذلك هو منهج تشريعي ينظم حياة الناس في الأحوال المختلفة، فهو يرسم علاقة الإنسان مع نفسه ومجتمعه في الأخلاق والآداب والمعاملات وجميع الحقوق والواجبات، كما يحدد علاقته مع ربه في اتباع كتابه وسنة نبيه ﷺ.
وبهذا فإن الطب النفسي يدخل ضمن هذا المنهج الرباني الشامل، الذي يعالج كل ما يتعلق بالإنسان من حالات وظروف.

منطلق المنهج الإسلامي:
إن المنهج الإسلامي في تعامله مع الأشياء ينبع من كتاب الله تعالى وسنة نبيه ﷺ، ولا يمكن تحديد جميع نقاط الانطلاق لهذا المنهج، لأن الله تعالى يرشد عباده في كل قضية إلى اتباع السبيل المناسب لاحتوائها والتغلب على أضرارها والاستفادة من منافعها، ولكن هناك خطوط عريضة تتكرر كثيرًا في التوجيهات الربانية والأحاديث النبوية لتكون أساسًا للانطلاقة في الحياة والتعامل مع الأحداث والنوازل، وهي بمثابة محطات تقوية وتشحين للمسلم في مسيرة الحياة، ومن هذه الخطوط ما يلي:

أ – معرفة الإنسان لذاته: من خلال التدبر والتفكر في كينونة ذاته وطبيعتها الممتزجة والمؤلفة من مادة وروح، والآيات التي أودعها الله فيه من خلايا وأعضاء وأجهزة، فضلاً عن المشاعر والأشواق التي تتوزع في النفس، لأن هذا يولد في نفس الإنسان شعورًا بعجزه أمام هذا الخَلق المعقد، وأمام عظمة الخالق سبحانه وتعالى، مما يدفع به للاستسلام والتحاكم إلى تشريع هذا الخالق ودستوره في الحياة.
يقول الله تعالى:{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ. وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}(1)
ب – حسن التصور عن الله سبحانه وتعالى: يمكن تحديد هذا المحور من خلال النقاط التالية:
-أنه الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، واحد في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وأنه لا ند له ولا شريك له في الملك، وأنه يحيي ويميت، ويعطي ويمنع، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ. اللَّـهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}(2)
-حسن الظن بالله تعالى ورحمته بعباده، وأنه تعالى أقرب من عباده من حبل الوريد، وأنه أرحم بهم من الناس أجمعين، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: «إن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني»(3)
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «قدم على النبي ﷺ سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي إذا وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي ﷺ: أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا لا وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال لله أرحم بعباده من هذه بولدها»(4)

-الخوف منه سبحانه وتعالى، مقابل حسن الظن به، لاسيما إذا تُركت الفروض والواجبات، وارتُكبت الكبائر؛ لأن الله تعالى ينزل رحمته على عباده المؤمنين القائمين على أوامره وطاعته، وهو بالوقت نفسه شديد العقاب للمعاندين والعصاة، كما في قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}(5) فلا بد من التوازن بين الرجاء في رحمته والخوف من عذابه، وهي من صفات المؤمنين الصادقين لقوله تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}(6).
-الاستشعار بعظمة الله تعالى وأن بيده ملكوت كل شيء، وأنه اللطيف الخبير، لا تخفى عليه خافية في الأرض والسماء، لقوله: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}(7) وقوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(8) وكثيرة هي الآيات التي تلفت انتباه الإنسان إلى عظمة خالقه وبارئه من خلال ما خلق وبرأ.
-أن المآل الأخير إلى الله، وأنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، وأن الناس إليه يحشرون، ليجزي من كان على بينة ويحق الحق على الكافرين.
----------------------------
(1) الذاريات [20-21].
(2) سورة الإخلاص
(3) أخرجه مسلم (ص1169، رقم 2675) كتاب الذكر والدعاء، والترمذي (ص 544، رقم 2388) كتاب الزهد، باب ما جاء في حسن الظن.
(4) أخرجه البخاري (ص1050، رقم 5999) كتاب الأدب، باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به أو قبَّلها أو مازحها.
(5) الحجر [49-50].
(6) السجدة [16].
(7)الأنعام [59].
(8) المجادلة [7].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-02-2019, 07:19 PM
احمد محمد محمد م احمد محمد محمد م غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 6
الدولة : Senegal
افتراضي افضل شركة نقل عفش بالرياض

ارخص شركه نقل أثاث بجازان
الأثمان من الأشياء التي يقوم القلة في التفكير بها خلال عملية نقل الأثاث وقد كان سببا للكثير الإزعاج من كثر التفكير في تلك التكلفة، إلا أن عميلنا العزيز ليس هناك داعي هذه اللحظة لكل ذلك الإرتباك.
فتوفر لك شركتنا مؤسسة نقل أثاث بجازان افضل العروض وأرخص واقل الأثمان بين جميع مؤسسات نقل العفش .
فتعد أسعار شركتنا أسعار فريدة بشكل كبيرً ولم تراها من قبل، فالكثير ايضاً يبحث عن افضل مؤسسات النقل وتكون أثمانها غير مبالغ فيها فالجميع يبحث إلى الإدخار ايضاً عقب عملية نقل الأثاث والأثاث المرهقة.
كل ذلك توفره لك شركتنا فلا وجود للقلق فيما يتعلق كل تلك الموضوعات، فنحن نعدك بأقل الأثمان التي لن تراها من قبل وسوف تدهشك كثرة العروض التي سوف تناسبك.
فمن اهم مقاصد مؤسسة نقل أثاث بجازان الحرص علي تقديم أمثل وافضل الخدمات بأدنى سعر ممكنة وجودة وحرص بالعمل، أما فيما يتعلق الاتفاق عن الأثمان فهذا الشأن يكون مع المندوب المخصص بالمؤسسة لأجراء جميع الاتفاقات والتعاملات المالية والقيام بعملية جرد جميع قطع العفش والعفش التي سوف يتم نقلها.
وبعد فترة الاتفاق يتم إمضاء العقود مع المؤسسة بالأثمان المتفق عليها ووضع جميع البنود التي تكفل مختلَف الاطمئنان للزبون، فلا تحتار عميلنا العزيز بالاتصال والتواصل معنا بأي توقيت فنحن على أتم التأهب لنقل جميع العفش والعفش من وإلى أي موضع بجازان.شركة نقل عفش
شركة نقل عفش من الرياض الى قطر
شركة نقل اثاث من الرياض الى قطر
شركة نقل عفش بحائل
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-02-2019, 04:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(4)

منهج الإسلام في التعامل مع الأمراض النفسية:



ج – فهم الإنسان للحياة ووظيفته فيها:
إن الفهم الصحيح والتصور الصائب عن الحياة والكون والإنسان هو من أهم أركان المنهج الإسلامي في التعامل مع الأشياء، لأنه أساس سلوكه وسيرته في الحياة، وهو ما بيّنه الله تعالى في كتابه المبين، وفصّله رسول الله ﷺ في سنته وسيرته، من يوم أن خلق الله السموات والأرض، وبث فيهما من خلقه ما شاء، إلى قيام الساعة، كلها من الأمور التي حكى عنها هذا الدين بجلاء ووضوح، يقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}(1)
ويقول تبارك وتعالى في نزول الإنسان على الأرض: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ}(2)

ثم يلي هذا التصور معرفة الإنسان حقيقة رسالته في الحياة، وأن الله تعالى لم يكن ليخلق هذا الإنسان من قبضة طين وروح منه ثم يأمر الملائكة بالسجود له، لم يكن الله ليخلق الإنسان بهذا الشكل عبثًا من غير غاية أو هدف في الحياة، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، يقول جل ثناؤه: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ. فَتَعَالَى اللَّـهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}(3)
بل حدّد هذا الخالق وظيفة الإنسان على ظهر هذه البسيطة بقوله تبارك وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}(4)
وبالمقابل إذا أخطأ الإنسان في تصوره عن ذاته وحقيقة الحياة، واعتقد خلاف ما جاء به القرآن والسنة النبوية، فإنه سيقع في الشبهات والضلالات، التي تعصف به إلى المشعوذين والسحرة لأخذ العون والدراية منهم في شؤونه، وهم بالأصل لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا ولا حياة ولا نشورًا، وإنهم بهذا الفعل سيفقدون إرادتهم وقيادتهم على أنفسهم وتدبير أمورهم، وهنا يكمن الخطر الذي ينجم عنه القلق والحسد والحقد والجريمة وجميع المفاسد والمنكرات.
يقول الله تعالى: {حُنَفَاءَ لِلَّـهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}(5)
هـ- فهم الإنسان لحقيقة الابتلاء: بحيث يدرك أن ما يتعرض له في الحياة من ألوان البلاءات إنما هو ضمن اختبارات التكليف التي وردت في شأنها نصوص

كثيرة، مثل قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا

مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّـهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ}(6) وقوله تبارك وتعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}(7)
---------------------------------
(1) هود [7].

(2) البقرة [36].
(3) المؤمنون [115-116].
(4) الذاريات [56].
(5)الحج [31].
(6) البقرة [214].
(7) الملك [2].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-02-2019, 08:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(5)


الموقف من الأمراض:

ينظر الإسلام إلى المرض على أنه ابتلاء واختبار للإنسان، يقف حينها أمام موقفين: إيجابي وسلبي:
أولاً: الموقف الإيجابي
ويتمثل في:
-الرضى بأمر الله تعالى وقدره، مع اليقين بأن المرض من الله تعالى، يصيبه من يشاء من عباده، وهو نوع من الاختبار لهم فينظر هل يصبرون؟ {وَلَنَبْلُوَنَّ كُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}(1)
-عدم التحسر والتأسف على قضاء الله تعالى، لأن الإنسان لا يعرف مكامن الخير والشر، فهي خافية عليه، فربما أريد له بهذا المرض العفو والمغفرة والجنة وهو لا يدري، يقول تبارك وتعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}(2)

-التداوي بالطرق المشروعة والابتعاد عن المحرم منها، كالذهاب إلى السحرة والمشعوذين، أو التداوي بالخمر وغيره من المحرمات.
-أن يتعبد الله تعالى بالعبادات أثناء المرض مثل: قوة المحاسبة لنفسه، والتفكر في ملكوت الله، وفي أسمائه وصفاته، وكثرة الذكر والاسترجاع، واستغلال الوقت بما يفيد، والدعاء.
-أن يعتقد أن الشافي هو الله سبحانه وتعالى وسائر الأشياء ما هي إلا أسباب إن أذن الله تعالى تحقق الشفاء وإن لم يأن فلحكمة يعلمها، فيورثه هذا قوة التوكل على الله.
آثار هذا الموقف:
1– تكفير السيئات ودخول الجنة: لقوله عليه الصلاة والسلام: «ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها»(3)
2– رفعة الدرجات: لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}(4)
4– عبودية الله في السراء والضراء: وهي غاية وجود الإنسان في الأرض، وقد أشار رسول الله ﷺ إلى هذه العبودية بقوله: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له»(5)
5– تذكير بنعمة الله على العبد: حيث أن الابتلاء نعمة من الله تعالى وفضل منه، وأن أشد الناس بلاء هم أقربهم إليه سبحانه وتعالى، كما أخبر بذلك رسول الله ﷺ ، حين سئل أي الناس أشد بلاء؟ قال: «الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه»(6)
6– الرضى والطمأنينة: لأن المريض حين يدرك أن المرض من الله تعالى تطمئن نفسه ويهدأ باله، ويسلم أمره إليه، وبذلك لا يدع مجالاً لوساوس الشيطان أن تلج قلبه أو تخترق إيمانه وعقيدته. والله تعالى يقول: {وَلَنَبْلُوَنَّ كُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}(7)
7– التعامل الإيجابي في الحياة: إن الرضى لأمر الله تعالى والاستسلام لقدره يجعل الإنسان متفائلاً في الحياة ويسعى فيها من غير كسل أو عجز، بل إنه يساهم في بناء المجتمع وحمايته حسب الطاقة الموجودة لديه، والإمكانية التي تساعده على ذلك، الأمر الذي يجعله عنصرًا إيجابيًا وفاعلاً في الحياة.
8– المحاسبة والرجوع عن السلبيات: إن المرض وجميع الابتلاءات تجعل الإنسان يراجع صفحات حياته الماضية، ويحاسب نفسه على ما اقترف فيها من
أخطاء وسيئات، ويبدلها بالأعمال الصالحة وفعل الخيرات. وذلك بالاجتهاد في الطاعات وتقديم القربات بين يدي الله تعالى، وإيصال الحقوق إلى
أصحابها، والإصلاح بين الناس وغيرها.
-----------------------------------

(1) البقرة [155-157].

(2) البقرة [216]
(3)أخرجه البخاري (ص1003، رقم 5667) كتاب المرضى، باب رخص للمريض أن يقولإني وجع. ومسلم (ص1126، رقم 2571) كتاب البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من المرض.
(4) الزمر [10]
(5)أخرجه مسلم (ص 1295، رقم 999) كتاب الزهد، باب المؤمن أمره كله خير.
(6)أخرجه الترمذي (ص547، رقم 2398) كتاب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء. وابن ماجه (ص580، رقم 4023) كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء. وأحمد (1/172، رقم 1481). وهو حديث صحيح صححه الترمذي وغيره.
(7) البقرة [155-157].
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13-02-2019, 05:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(6)
الموقف السلبي من الأمراض



ثانيًا: الموقف السلبي
ويتمثل في:
1 – التحسر على الماضي: وذلك بالجزع والتضجر من مرضه وبلائه، وعدم الصبر عليه، والإكثار من الشكوى والنجوى للناس من غير أن يحيل الأمر إلى الله تعالى.
2 – لوم النفس: من خلال التأسف على أمور مقدرة عليه كأن يقول لو أني فعلت كذا ما صار كذا، فيعيش طول مرضه ومعظم أوقاته في حالة التأنيب النفسي، وهذا يولد قلقًا واضطرابًا نفسيًا ربما يحدث خللاً في تصرفاته وسلوكه مع الناس.
3 – التعلق بالمخلوقين: من المشعوذين والسحرة ليجدوا لمرضه علاجًا أو دواء، دون أن يلجأ إلى الله تعالى، وهذا خدش في العقيدة والإيمان، لأن المشعوذين لا يملكون من أمرهم شيئًا فكيف بهم أن يشفى الناس على أيديهم وهم الذين يتعاملون بالكفر والشرك مع شياطين الجن، وقد نهى رسول الله ﷺ الذهاب إليهم قائلاً: «من أتى عرّافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة»(1).
آثار هذا الموقف:
1– إن قدر الله تعالى واقع لا محال، وأن الجزع والتضجر لا يغير من الأمر شيئًا.
2– إن السخط لقدر الله وأمره، دليل على ضعف الإيمان بالله تعالى، وألوهيته وربوبيته.
3– إن الله تعالى يسخط من عباده المتضجرين من قدره، لقوله ﷺ: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط»(2)
4– إن الحسرة والسخط والندامة ينتج عنها أمراض نفسية خطيرة، مثل الاكتئاب والقلق وعدم الإنتاج، وغيرها. مما يهيئ الجسم لاستقبال أمراض عضوية أخرى.
5– التعامل السلبي في الحياة، سواء في الأمور الدينية من تقصير في أداء الواجبات والفروض، أو في الأمور الدنيوية من إساءة الخلق والحسد والحقد مع المجتمع من حوله.
----------------------

(1)أخرجه مسلم (ص 990، رقم 2230) كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان. وأحمد (2/429، رقم 9532).

(2) أخرجه الترمذي (ص546، رقم 2396) كتاب الزهد، باب الصبر على البلاء. وابن ماجه (ص582، رقم 4031) كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء. وهو حديث صحيح.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17-02-2019, 12:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(7)


وسائل التعامل مع المرض:
وهناك بعض الوسائل يمكن استخدامها لتخفيف وطأة المرض والشفاء منه، وهي:
1 – معرفة طبيعة الحياة الدنيا، وأنها دار ابتلاء واختبار، وأنها معبر للآخرة، وأن الاستقرار الحقيقي في الآخرة.
2 – معرفة الإنسان لنفسه، كما سبق الإشارة إليها، من خلال التفكر والتدبر في حقيقة الوجود الإنساني في الأرض ومعرفة المهام المكلف بها.
3 – اليقين بحسن الجزاء، لقوله تعالى: {فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}(1)
4 – الإيمان بقرب الفرج والشفاء، لقوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}(2)
وفي قصة يعقوب عليه السلام الدروس والعبر في الأمل بقرب الفرج وزوال الهم، حين انتظر السنين على غياب ولده يوسف عليه السلام، وهو على يقين بأن الله تعالى سيبدل همه وحزنه فرحًا وفرجًا، وقد حقق الله له هذا الآمل فالتقى بيوسف عليه السلام على أحسن حال وأفضل مقام.
5 – استغلال الحياة بالإنتاج والعمل والطاعة وكل ما هو مفيد، وعدم ضياع الوقت بالتأسف والتحسر وجميع سفاسف الأمور، يقول عليه الصلاة
والسلام: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو
تفتح عمل الشيطان»(3)
------------------------------------------

(1) هود [49].

(2) الشرح [5-6].

(3)أخرجه مسلم (ص1161، رقم 6774) كتاب القدر، باب في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير إلى الله. وابن ماجه (ص13، رقم 79) المقدمة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21-02-2019, 03:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(8)

الموقف من التداوي
لا يعارض المنهج الإسلامي التداوي والعلاج عند الأطباء المختصين، بل يحض عليه ويحرص على ذلك، ما دام الأمر ضمن الضوابط الشرعية، بحيث لا يكون العلاج بالمحرم، وترك التداوي بالحلال مخالفة شرعية صريحة لقول النبي ﷺ الذي أمر بالتداوي فقال: «يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء»(1)
أي لا بد من التوفيق بين القراءة والدعاء وتناول الأدوية والعقاقير عند الأطباء الموثوقين.
---------------------
(1) أخرجه الترمذي (ص 469، رقم 2038) كتاب الطب، باب ما جاء في التداوي والحث عليه. وابن ماجه (ص494، رقم 3436) كتاب الطب، باب ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء. وأبو داود (ص549، رقم 3855) كتاب الطب، باب في الرجل يتداوى بلفظ: «قالوا يا رسول الله أنتداوى؟ قال: تداووا، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد، وهو الهرم». وهو حديث صحيح.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24-02-2019, 09:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(9)

تعريف مختصر للقسم الأول: البناء



القسم الأول: البنـاء
والـمراد بهذا القسم: أن يذكر أسس البناء للشخصية السوية جسميًا ونفسيًا وسلوكيًا وعلميًا، فتستثمر حياتها وفق منهج الله سبحانه وتعالى، مستفيدة مما منحها سبحانه من قدرات ومواهب، وصفات وسمات، ومما حولها من معطيات، فتعمر الكون، وتحقق الحكمة التي من أجلها خلق الإنسان، فتسعد في الدنيا والآخرة، وتستطيع تذليل ما يمر بها من عقبات، وتعالج ما يعترضها من مشكلات. وقد اخترت مجموعة من هذه الأسس التي اعتبرها المنطلق الحق للشخصية السوية.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 137.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 131.90 كيلو بايت... تم توفير 6.05 كيلو بايت...بمعدل (4.39%)]