خيوط النور.... رواية - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 88 )           »          نذر الخواص.. ونذر العوام!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من هو عمران؟ البيت الرسالي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الطريق طويل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أجلُّ النِّعَم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل سيشفع لك الصيام والقرآن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          غزة رمز للعزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 494 )           »          حقوق العباد لا تسقط بالتقادم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4376 - عددالزوار : 826569 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 24-06-2011, 01:42 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: خيوط النور.... رواية

العفو أختي، أهلا بك
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 17-10-2011, 06:22 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: خيوط النور.... رواية

الحلقة الثانية عشرة بعنوان:

وبدأ التغيير

كانت صدمة الجميع بالغة من هول الخبر، فلهجت الألسنة بالدعاء لله عز وجل وتسارعت دقات القلوب، وهي تحاول أن تدفع شبح التفكير في حدوث نهاية مؤسفة لذلك العم الصامت، الذي تحدث أخيرا بطريقته، لكن هل يا ترى فات الأوان؟

سارع أحمد ونور إلى المستشفى بعدما تمكنا بصعوبة بالغة أن يقنعا أولادهما بالذهاب إلى مدارسهم، وان أخبار عمهم ستصلهم أولا بأول، وأنهما إن احتاجا لأي مساعدة، سيتصلان بهم على الفور.

وصل الزوجان إلى المستشفى بعد نصف ساعة، فوجد أحمد والده في غرفة الاستقبال يذرعها جيئة وذهابا، أما والدته فما كانت رجلاها الضعيفتان تقويان على حملها، فلاذت بأقرب كرسي وجدته لدى وصولها، وكلما استجمعت قواها وجففت دموعها إلا وانهارت من جديد. أكب أحمد ونور على يديهما يقبلانها ثم سأل أحمد والده في لهفة عما جرى.

أبو أحمد: لم نعرف شيئا إلى الآن يا بني ما علينا إلا الدعاء، وأجهش بالبكاء -وقلبه يتمزق من الألم، ومشاعر متضاربة تنتابه...أما أم أحمد فتارة تبكي وتارة تشرد بذهنها وكأنها في عالم بعيد..مر الوقت بطيئا والساعات طوالا... والكل يضرع إلى الله بالدعاء وقلوبهم تخفق بذكره رجاء في رحمته.

خرج الطبيب بعد طول انتظار وطمأن الأسرة أن أدهم قد اجتاز مرحلة الخطر وبعون الله سيعافى بعد أيام معدودات.
تهللت أسارير الحاضرين وحمدوا الله على نعمه وأفضاله...

وبعد أيام قضاها بجانب أخيه في المستشفى، ذهب أحمد إلى بيت أهله للاطمئنان على والديه، فوجدهما يشربان الشاي في بهو المنزل ويتجاذبان أطراف الحديث فقابلاه كالعادة ببشر وسعادة وكذا هو، استأذن بعد دقائق ليدخل إلى غرفة أدهم، وفكرة واحدة تسيطر عليه وهي لماذا؟ لماذا أقدم أدهم على الانتحار وهو يأس من رحمة الله في الدنيا وعذاب يوم القيامة والعياذ بالله.

دخل الغرفة ففوجئ بالفوضى التي تعمها، والصور الغريبة المعلقة على الحائط، فبدأ يدرك حجم تقصيره في حق أخيه والدليل أنه لم يدخل غرفته منذ زمن بعيد ولم يهتم بمعرفة أحواله أو حتى السؤال عنها بعمق." واغفلتاه، أين كنتَ يا أحمد؟ أتدعو الناس وتترك أخاك؟ ماذا ستقول لربك حين يسألك عنه؟ الويل لك كل الويل" هكذا خاطب أحمد نفسه لشدة صدمته.

ثم بدأ يبحث بين كتب أخيه عله يجد خواطر أو مذكرات تفسر له سبب ما جرى، لكنه ما لبث أن وجد ورقة على الطاولة فالتقطها بسرعة وكأنها طوق النجاة من حيرته.

ثم بدأ يقرأ :

" ارتاحوا الآن، ها أنذا ذهبت فانعموا يا موتى القلوب وعمي الأبصار، لم أكن أحتاج منكم سوى أن تحسوا بي فشكرا جزيلا على إحساسكم الميت.إلى اللقاء في نار الجحيم. "

امتقع وجه أحمد لوقع كلمات لم يتخيل يوما أن يقرأ مثلها، فضلا عن أن تصدر عن أخيه ابن أمه وأبيه، وخرج على الفور إلى البهو فاستأذن للذهاب وفكره تتنازعه أسئلة كثيرة تبحث عن جواب.حتى أنه رد على والدته باقتضاب، حين لاطفته وهي تطلب منه أن لا يطيل الغياب، قائلا: إن شاء الله إن شاء الله.

ثم خرج بسرعة منطلقا إلى بيته...وصل فوجد نور في المطبخ تجهز الطعام وتنتظره لمرافقة الأولاد وزيارة أدهم في المستشفى..التفتت إليه فرأت وجهه قد علاه الشحوب، فعلمت بفراستها وطول عشرتها له، أن هنالك أمرا جللا يشغله، فمسحت على شعره برفق وحنان وأحجمت عن السؤال والكلام حتى لا تزيد الضغط عليه، لعلمها أن من طبيعة الرجل أنه يفضل عدم الإفصاح عن حزنه حتى يستعيد توازنه.

ثم ابتسمت قائلة: اذهب لترتاح قليلا ريثما أنهي تجهيز الطعام، فالأولاد على وشك الوصول، ثم نذهب إن شاء الله معا للغداء مع أدهم...

في هذه الأثناء كان محل أحمد مفتوحا والعمل يسير على ما يرام والمصمم محمود يحل محل أحمد في القيام بمهامه.وقبل صلاة الظهر بنصف ساعة، دخلت المحل امرأة اعتادت رجلاها ارتياد المكان بحجة الشراء وكلها أمل أن تجد ضالتها فيه.إنها فاتن، تلك الأرملة الشابة التي أعجبت بأحمد وأخلاقه من أول يوم، ولم تفتأ تزور المحل بين الفينة والأخرى. خصوصا بعد أن علمت من أحد العمال بنبإ إصابته، فانشغل بالها عليه ولم يقر لها قرار إلا بعد أن اطمأنت على نجاته وتحسن صحته.

دخلت المحل وقد خفت نضارتها، ذابلة العينين شاحبة الوجه منهكة القوى وقد عزمت في قرارة نفسها أن تحسم أمرها وليكن ما يكون، طلبت من العامل مقابلة رب العمل لأمر هام، فأخبرها أنه غير متواجد بالمحل وأن المصمم محمود يحل محله.فطلبت مقابلته على وجه السرعة، اهتم محمود للأمر وطلب منها الانتظار قليلا، ريثما يتصل بأحمد. ثم أخبرها قائلا :يمكنك الحضور يا سيدتي لمقابلة السيد أحمد على الساعة العاشرة في صباح الغد إن شاء الله. فرحت أيما فرح لهذه المقابلة التي انتظرتها طويلا، وقفلت راجعة إلى بيتها وقد وطنت نفسها وأعدت حوارا في مخيلتها حسب ما سولت لها أحلامها.

اجتمعت الأسرة وانطلقت إلى المستشفى وأدهم لا يعلم بالمفاجأة، فدخل الجميع مسرورين برؤيته واجتمعوا حوله يضحكون ويمرحون، وهو لا يفهم شيئا لكنه بعد هنيهة استساغ الجو غير المعتاد بالنسبة له، واندمج فيه وتناسى كل جروحه وآلامه ودفنها بين أضلعه ليحس بطعم المتعة الحقيقي بعيدا عن هواجسه وشكل جسمه...

تجاذب زواره أطراف الحديث وأدهم ينصت فقط كعادته، لأنه لا يجرؤ أن يتفوه بأي كلام ليقينه أنه سيواجه بالتحقير أو التسفيه أو أنه لا يعلم شيئا... لكن أحمد نظر إليه نظرة تشجيع، بعد أن فتح موضوعا متعمدا في تخصص أدهم وهو الأدب العربي. ثم طلبوا منه أن ينشدهم شعرا مما يحفظه، فامتنع بشدة لكنهم أصروا وبدؤوا بالتصفيق والتشجيع وهم يصرون على أنهم متأكدون من براعته ولكنه يخفيها...

فقال ضاحكا: لابد لي من "ميكروفون" فأنا أكبر من إنشاد الشعر على سرير... فأمسكت فاطمة بمشط طويل وكأنه ميكروفون وقالت له: تفضل يا عمي، اعتبره ميكروفونا تقليديا وشنف أسماعنا فضحك الجميع. والعجيب أن أدهم لم يعتبرها إهانة في حقه بل تقبلها بصدر رحب، لأنها فعلا كانت مداعبة بريئة، الهدف منها الترويح عنه وإدخال السرور على قلبه، فوافق وأمسك بالمشط ورفع رأسه كأنه في أمسية شعرية وتنحنح والكل يصغي باهتمام ثم أنشد:


جَـمَالُ الـرُّوحِ ذَاكَ هُوَ الْجَمَالُ *** تَـطِيبُ بِـهِ الـشَّمَائِـلُ وَالْخِلالُ

وَلَا تُـغْنِي إِذَا حَـسُنَتْ وُجُـــوهٌ*** وَفِـي الْأجـْسَادِ أرْواحٌ ثِـقالُ

وَلَا الْأخْـلاقُ لَـيْسَ لَهَا جُذورٌ *** مِـنَ الإِيمَانِ تَـوَّجَهَا الْكَمَالُ

زُهُـورُ الـشَّمْعِ فـَاتِنَةٌ وَلـَكِنْ*** زُهُـورُ الرَّوْضِ لَيْسَ لَهَا مِثَالُ

حـِبَالُ الـْوُدِّ بِالْإِخْلَاصِ تَقْوَى*** فـَإِنْ يـَذْهَبْ فَلَنْ تَقْوَى الْحِبَالُ

حَـذارِ مـِنَ الْجِدَالِ فكَمْ صَدِيقٍ*** يـُعَـادِيهِ إِذا احْتَدَمَ الْـجِدَالُ

بِأرْضِ الْخِصْبِ إمَّا شِئْتَ فَازْرَعْ ***وَلَا تُـجْدِي إذا زَرَعَـتْ رِمَالُ

صفق الجميع له بحرارة لأنه فعلا أتقن إنشاده وقاله بإحساس عارم لا سيما أنه يمسه بعمق...فرح أدهم جدا فهذا ما كان يبحث عنه أن يحس به الآخرون وأن يرفعوا معنوياته ويصوبوا أخطاءه برفق وذكاء وليس بقسوة وجفاء...استمرت الجلسة الرائعة في جو مميز لم ينهه إلا الممرضة التي جاءت تخبرهم بنهاية وقت الزيارة، فسلم الجميع عليه بحرارةوطلبوا منه أن يدعو لهم.

وبينما همَّ الجميع بالخروج من الغرفة، نادى أدهم أخاه أحمد فالتفت أحمد بسرعة: نعم يا شقيقي العزيز.فنظر إليه نظرة الغريق المستنجد به دون أن ينبس ببنت شفة، أراد أحمد أن يستفسر منه، لكن فوجئ بابنه عمر يخبره أن سيدة تنتظره بالخارج.

يتبع بإذن الله

__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 18-10-2011, 05:52 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: خيوط النور.... رواية

الحلقة الثالثة عشرة

بعنوان: روميو الشاشة

خرج أحمد من غرفة أدهم ليستطلع خبر المرأة التي أنبأه عمر أنها تنتظره، ولم تكن غير أمل ابنة جيران أهله. تلك الفتاة التي كان أدهم قد تقدم لخطبتها لكنها رفضت طلبه حينها.

لذلك فقد فوجئ أحمد بزيارتها لأدهم، بادرته أمل بمجرد رؤيته، وقد خفضت رأسها حياء واحتراما:

أهلا أخي أحمد، كيف حالك وحال أسرتك؟

أحمد: بخير والحمد لله كيف حالك وحال عمي كامل وخالتي راضية؟

أمل: الحمد لله، كيف حال أدهم الآن، إن شاء الله بخير؟

أحمد: الحمد لله تحسن كثيرا، نسأل الله أن يتم شفاءه على خير.

أمل: هل لي أن أراه؟

أحمد: لحظة أستأذن منه.

دلف أحمد إلى الغرفة لكي يلطف الأجواء ويهيئ أدهم نفسيا للقاء أمل، وقد كان يخشى من ردة فعله تجاهها.

فأجابه أدهم وقد علا الغضب وجهه: لا أريد أن أراها، أخبرها أني مت فلتفرح..

أحمد: هدئ من روعك يا أخي، هي ضيفتك الآن جاءت لزيارتك، حاول أن تعاملها بالتي هي أحسن.

أدهم: هذه الحمقاء أحببتها من أعماق قلبي وكنت مستعدا لتغيير كل حياتي لأتزوجها وأستمتع بالحياة معها، ولكنها رفضتني ولم تأبه لمشاعري.

أحمد: اسمعها، ربما تجلب الخير معها، وما يدريك؟

أدهم بغضب: دعها تدخل لعل الله أطال عمري لأرد لها الصاع صاعين..

سكت أحمد، لعلمه بأن تصويب سلوك أخيه لابد له من عمل حثيث وليس مجرد كلام وخرج ليطلب من أمل الدخول - وكله امل أن يكون ظهورها من جديد في حياة أخيه عاملا مساعدا في التغيير الذي ينشده-.

مرحبا بالأمل... قالها أدهم بسخرية وهو ينظر إليها بحنق.

فبلعت ريقها بصعوبة وقالت: حمدا لله على سلامتك.

أدهم: ماذا تريدين؟ ألم تطرديني من بيتكم حين جئت خاطبا؟ أنسيت ما قلته لأمك على مسمع مني، أعنس ولا أتزوج ذلك المعاق، من يظن نفسه ليتجرأ ويطلب يدي للزواج؟ هل جننت لأعيش مع كتلة لحم متحركة؟

أمل في خجل: جئت لأطمئن على صحتك...

ثُم خرجت مهرولة وهي تبكي بحرقة...

انفجر أدهم بالبكاء كالطفل حين تهان كرامته وقد تذكر كل ما قالته وفعلته في حقه.

وقال يكلم نفسه: لماذا وقد أحببتك بصدق وكنت أنوي أن أتغير جذريا لأجلك، ونظر إلى الباب وقال في تحدّ وعينه تبرق إصرارا: سيأتي اليوم الذي ترين فيه هذه الكتلة من اللحم ماذا تصنع، وستتمنين لو أنها تلتفت فقط لتراك.

ذهب أحمد إلى البيت برفقة أسرته وعند وصوله نظر إلى نور ووجهه ينطق حزما وجدية: أحتاجك في أمر مهم جدا، ما رأيك أن نناقشه سوية؟

نور: نعم حاضر حبيبي، وأومأت برأسها موافقة.

دخل أحمد غرفة المكتب ولحقت به نور بعد لحظات، فبسمل وحمد الله تعالى ثم شرح لها وضع أدهم بشكل تدريجي قبل أن يريها في نهاية المطاف الورقة التي كتبها أدهم.

صدمت نور هي الأخرى وهي تقرأ تلك الكلمات، لكنها حاولت أن تتمالك نفسها حتى تخفف على شريك عمرها مصابه في أخيه.

لكن أحمد استطرد قائلا : إن أشد ما يؤلمني هو الإحساس بالذنب أني أهملت أخي وقصرت في حقه حتى وصل به الحال إلى هذا المآل؟

نور: هون عليك يا أغلى الناس، بدايةً المسؤولية ليست مسؤوليتك وحدك، بل هي مشتركة بيننا جميعا إضافة إلى محيط أدهم القريب الذي له أكبر الأثر في ذلك.

فكرت نور مليا ثم أضافت قائلة بحزم:

نحن لن نستسلم بإذن الله، وأنا متفائلة أن الله عز وجل ما أنقذه من محاولته للانتحار إلا لخير أعده له سبحانه. ولن نعدم الوسيلة إن شاء الله إن وضعنا خطة عمل محكمة بعد جرد أسباب كل ذلك.

ومن وجهة نظري لو حللنا كلامه سنجد الآتي:

+ على مدى سنوات انغلق أدهم على نفسه، وبسبب انشغالنا عنه لم يعد أحد منا للأسف يعلم ما بداخله ولا يفكر في سؤاله أو الاهتمام به ؛

+ لا أحد منا استطاع مد جسر ود معه حتى يتمكن من فهمه، فلم نحس بمعاناته ولم نستشعر آلامه. ولو فعلنا لكنا استطعنا تخفيفها قبل أن تتفاقم؛

+ كل هذا أوصله لدرجة كبيرة من الحقد والكره لمن حوله لدرجة أنه يعلم أن المنتحر في النار ويتمناها لمن في نظره تسببوا في وصوله لهذه الحالة.

+ لكن هناك حلقة مفقودة في الموضوع لا يعلمها إلا الله ثم أدهم ولابد من إيجاد طريقة للوصول إليها لاكتمال الصورة.

تهللت أسارير أحمد ثم قال موافقا: هو ذاك، أصبت يا حبيبتي ولابد أن نتفق على خطة متدرجة نغير مفاتيحها كلما تقدمنا في تحقيق هدفنا، الذي هو بلا شك أن نكون سببا في تغيير حياة أدهم إلى حياة طيبة متوازنة بإذن الله.

فأجابت نور بجدية واضحة: متفقة معك تماما يا عزيزي فيما تفضلت به فمن أحياها كمن أحيا الناس جميعا وأرجو من الله أن يعيننا على هذا الأمر ويوفقنا فيه.

أحمد: اللهم آمين يارب العالمين، إذن على بركة الله نتفق على الخطة وطبعا كما تعلمين لابد من مشاركة أبنائنا جميعا فيها وسنناقش معهم الأمر في جلسة الليلة بإذن الله.

ثم شرعا في وضع خطة لهدفهما الذي اتفقا عليه. وفي المساء شرحاها لأبنائهم ونقحاها من خلال النقاش إلى أن توصلا إلى صيغة مناسبة للبدء في تنفيذها وكانت أول قطرة اتصال عمر بعمه للاطمئنان عليه وإبلاغ سلام الجميع له وأنهم يطمئنون على صحته.

وفي اليوم التالي ذهب أحمد إلى محله كما وعد محمود رغم انشغاله بأخيه الأصغر، لكنه فضل إنهاء هذا الأمر رغم عدم علمه بمضمونه.

دخل المحل فألقى التحية ببشاشة على العمال الذين وجدهم يضعون شحنة جديدة من الأثواب في المخزن. بينما محمود وزميله منهمكان في تصميم نموذج جديد.

تجاذب أطراف الحديث مع زميليه، وما لبثت أن تواردت على ذهنه أفكار إبداعية جديدة، فسارع إلى تسجيلها في مفكرته الصغيرة حتى لا ينساها. ثم عرضها عليهما فاستحسناها. وتمت مناقشة كل التفاصيل التي من شأنها أن تجعله زيا متكاملا. ثم تم الاتفاق في النهاية على النموذج النهائي ومواصفاته والألوان المناسبة له.

وفي تمام العاشرة صباحا وصلت فاتن فقابلها أحمد ومحمود في المكتب:

تفضلي أختي هل تريدين اقتناء أزياء جديدة، لدينا نماذج رائعة: قالها أحمد بأدب جم كعادته.

ارتبكت فاتن وتمتمت بصوت خافت: شكرا لك، ليس هذا ما جئت من أجله، الأمر حساس شيئا ما ولا أستطيع أن أفصح عنه إلا لحضرتك.

فهم أحمد بفراسته أن الأمر لا يتعلق بالعمل، ففكر بسرعة في حل لا حرج فيه للجميع ثُم قال بنبرة حازمة:

كما ترين أختي الكريمة لدينا عمل كثير، هل يمكنك إخبار الأخت هاجر بما تريدين، إنها أخت فاضلة تعمل معنا منذ مدة وهي محل ثقة؟

فاتن بعد تردد: ممكن...

ثم طلب من محمود إبلاغ الأخت هاجر بالأمر، وحين حضرت عرفهما على بعضهما ثم تركهما الرجلان لوحدهما في المكتب وخرجا..

مرت لحظات، وفاتن صامتة لا تدري ما تقول، فابتسمت هاجر في وجهها ونظرت إليها نظرة تشجيع لعلها تشرع في الحديث...

فرفعت رأسها وقد حسمت أمرها وقالت لها: بصراحة لا أعلم من أين أبدأ، الموضوع حساس ولا أستطيع البوح به بسهولة...

هاجر مبتسمة: ابدئي من أي نقطة، وتأكدي أن الموضوع سيصل للأستاذ أحمد بسرية تامة.

فاتن بارتباك وتلعثم: بدون مقدمات، منذ أن رأيت السيد أحمد وأنا في عالم آخر، أحببته لا أعرف لم ولا كيف ولا متى ولكن أحببته، وأجهشت بالبكاء..

واستمرت تحكي لها عن ظروفها وكيف بدأ الموضوع وهاجر تنصت وتومئ برأسها دلالة على المتابعة والاستيعاب إلى أن أكملت فاتن قصتها...

نظرت إليها هاجر بحنان وقالت لها: هوني عليك أختي، يقينا هناك حل ولا مستحيل ولا إحباط حينما نحسن التوكل على الله..

أتفهم الأمر والأستاذ أحمد إنسان مميز خصوصا في زمننا هذا، ولكن إن سمحت لي - وهذا ليس تدخلا مني- ولكنه لحاجة في نفسي: هل أنت أحببت أحمد أم أحببت أخلاق وشخصية أحمد؟

أطرقت فاتن تفكر وقد فاجأها السؤال وقالت: وضحي قصدك أكثر رجاء.

هاجر: ما قصدته هو أن أي امرأة كيفما كانت تتمنى رجلا بحق يصونها ويتقي الله فيها ويعاملها بما يرضي الله.

وصدقيني أنت لم تحبي أحمد ولكن أحببت نموذج أحمد المفتقد في زمننا هذا...

وحسب علمي، فإن أحمد يحب زوجته كثيرا وسعيد في أسرته وحتى لو تزوجك فلن يعدل لانشغاله الشديد بأسرته ورسالته ولعلمي ببعض اهتماماته، أنصحك ألا يعلم شيئا، وأقترح عليك أن يبقى الأمر بيننا وأنا كفيلة بإيجاد حل يرضيك بعون الله. فما رأيك؟

نظرت إليها فاتن ولما تستوعبْ كلامها بعد ثم قالت:

اتركي لي مهلة للتفكير في كلامك، لعل الله يقضي أمرا لا نعلمه...

هاجر: إذن إليك رقم هاتفي ولنبقَ على تواصل وتأكدي أختي في الله أني لا أريد إلا مصلحتك وسأقول للأستاذ أحمد أنه موضوع استشارة لما عرفتِه عن طاقم العمل هنا من اتزان وحكمة..

فاتن: جزاك الله عني كل خير، والله لا تعلمين مدى فرحتي بالتعامل مع أخت مثلك، بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك.

خرجت المرأتان وسار الأمر كما اتفقتا.

ظلت هاجر تفكر في أمر فاتن وتبحث عن مخرج للموضوع، بينما تفكر فاتن في كلام هاجر وتعرضه على العقل والمنطق، لعلمها بأن حاجتها هي فعلا لرجل تقي وليس لأحمد ولكن هو الفراغ العاطفي الذي تركه هيثم لازال مسيطرا عليها.

وفي صباح اليوم التالي، في حي غير بعيد عن بيت أحمد، قامت ريم صديقة مريم من النوم تتثاءب، واتجهت مباشرة إلى الحاسوب فشغلته، ودخلت بسرعة على موقع التواصل الاجتماعي كعادتها في العطلة وكل ليلة، فوجدت "ميزو" زميلها في القسم متصلا..

فتحت نافذة التواصل معه وبادرته قائلة: هاي ميزو

ميزو: هاي ريري

ريم: كيف حالك؟

ميزو: مهموم .. لست بخير

وأنت؟

ريم: مهمومة هههه

إذا كان ميزو مهموما فأنا على وشك الانتحار...

ميزو: مممم لم؟

ريم: يا ابني اترك الهموم للفقراء مثلنا وتذكر فقط أسماء فتياتك وقصات شعرك الشهرية..

ميزو: كفاك سخرية يا ريري، أنا فعلا لا أنام جيدا هذه الأيام ولا آكل تقريبا والملل سيقتلني...

ريم بسخرية مضاعفة: لماذا كل هذا؟ لا تقل لي أن الحب قد ألهب قلبك؟ ههه

ميزو: ليس الحب، لست أحمقَ لأحب، بل هي لعبة أو لنقل رهان بيني وبين زيزو أبحث عن طريقة مناسبة لها، ولابد أن أربح.. وأحتاج مساعدتك ..

ريم بتعجب: لعبة؟ وما دوري أنا فيها؟

ميزو: الأمر جدي وسأقول لك ماذا أريد ولكن عديني أن تنفذي لي طلبي، اتفقنا؟

ريم: مممم وما المقابل؟

ميزو: اطلبي ما تشائين..

ريم: اتفقنا

ميزو: أريد إميل ورقم جوال صديقتك مريم..

ريم متفاجئة: مريم؟ لم؟

ميزو: لا تسألي كثيرا، هل ستعطيني ما طلبته أم لا؟

ريم تفكر: أتعرف ماذا تعني لي مريم؟ هي بالذات لا أستطيع إيذاءها..

ميزو: اطلبي ما تشائين، فالأمر مسألة حياة أو موت.

ريم: دعني أفكر وسأرد عليك الليلة على الخاص.

ثم ظهرت أمام ناظريها نافذة أخرى كتب فيها: هاي يا قمر...

يتبع بإذن الله
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 20-10-2011, 06:36 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: خيوط النور.... رواية

الحلقة الرابعة عشرة:
بعنوان:
كما تدين تدان

أهلا بك عزيزي وسيم، كيف حالك؟

- هكذا ردت ريم على المتحدث معها على موقع التواصل الاجتماعي. وكان شابا من قطر آخر تعرفت عليه عن طريق هذا الموقع الذي قلب حياة أناس كثيرين بل حياة أقطار...
وسيم: أنا بخير وأنت يا ريم؟ أفتقدك كثيرا والله
ريم: بخير... ههه وكأنك لم تكلمني منذ زمن....
وسيم مع إرسال تعبير عن الحزن لعدم تصديقه: ما أخبارك؟ طمئنيني عنك...
ريم: عادي... لا جديد، ملل قاتل وأنت؟
وسيم: أنا كذلك لا جديد لدي...نقتل الوقت كالعادة...
استمرت المحادثة وانفتحت محادثات أخرى..
وبعد نصف ساعة، جاءت والدة ريم لتوقظها فوجدتها تنفجر ضاحكة من نكتة سمعتها وهي قابعة أمام هذا الجهاز الذي سلبها تركيزها فقالت: ما هذا يا ريم، ألن تفطري؟
ريم: لا أشعر بالجوع.. كلوا أنتم واستغرقت في الرد على المحادثات ونسيت تواجد والدتها بجانبها...
نظرت إليها الأم بحسرة وقالت: ليتني أعلم ماذا يشدك وإخوتك إلى هذا الصندوق العجيب الذي أربك دراستك وأفقدنا تواجدك معنا على المائدة...
وانصرفت لعلمها بأن ريم لن تقوم إلا وقد شعرت بالجوع فعلا...
وما لبثت أم ريم أن سمعت طرقا خفيفا على الباب، فذهبت لتفتح فإذا بها مريم، ابنة أحمد ونور
مريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته خالتي أم ريم.
أم ريم: وعليكم السلام يا مريم، أهلا أهلا كيف حالك وحال أمك والعائلة؟
مريم: بخير والحمد لله وأنت خالتي كيف حال صحتك وحال الأسرة؟
أم ريم: بخير يا ابنتي، نحمد الله على كل حال..
أخبرتني ريم أن عمك في المستشفى، المسكين قالت لي أنه حاول الانتحار
مريم: الحمد لله، لقد تماثل للشفاء وسيخرج اليوم بإذن الله من المستشفى.
بعد إذنك يا خالتي، هل يمكنني أن أقابل ريم؟
أم ريم: نعم يا ابنتي، ادخلي عندها فهي في غرفة الجلوس.
دلفت مريم إلى الداخل مسرعة فوجدت ريم غارقة في العالم الافتراضي تكتب تارة وتضحك أخرى بعد قراءة رد هنا أو هناك... فألقت عليها التحية حينها فقط التفتت ريم غير مبالية وقالت لها: أهلا يا مريم، ماذا وراءك؟
مريم: عذرا يا ريم، فقد حدث خلل في الحاسوب عندنا، تعذر علي على إثره الاتصال بالشبكة العنكبوتية البارحة وأحتاج قصيدة للشاعر محمد إقبال، فبعد غد حفل تكريم المتفوقين في جمعية الأيتام التي أخبرتك عنها.
خفضت ريم نافذة الدردشة وقد علاها الهم، وكأنها سترحل عن وطنها الغالي، فبحثت مريم عن القصيدة بسرعة وقامت بطباعتها، ثم شكرتها بالدعاء لها وانصرفت مسرعة بقولها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أراك غدا بإذن الله في الثانوية.
عادت ريم إلى عالمها الخاص بتبلد غريب يلف كل كيانها، وتركيزها كله منصب على المحادثات.
وبينما هي هكذا، إذ حدثها زيزو وطلب منها نفس طلب ميزو على أن يجزل لها العطاء، فالبريد الإلكتروني لمريم هو مفتاح الإيقاع بها والإثبات بالدليل القاطع لكل الفصل، أن لا أخلاق في زمننا هذا، الكل يلبس قناعا يناسبه لقضاء مصالحه والعيش في سلام نفسي ولو كان مزيفا...
,,,,,,,,,,,,,
مر اليوم سلسا جميلا في بيت أحمد والكل يستعد لاستقبال أدهم ومهيأ نفسيا ومعنويا للمساهمة في الخطة الجماعية والنجاح في تغيير حياة أدهم بعون الله وتوفيقه..
أخيرا وصل أدهم رفقة أحمد، فاستقبله الجميع بحفاوة والتفوا على مائدة الغداء وقد قرروا مناقشة موضوع " دور الموهبة في حياة الفرد والمجتمع" وكان الهدف هو معرفة ميولات أدهم والمجالات التي يحبها ليتسنى لأحمد ونور تحديد ما وراء الكواليس.
وفي غمرة النقاش وبعدما عبر كل منهم عما يحب وعن ميولاته ومواهبه وصحح من خلال كلامه مفاهيم عدة لأدهم وربط كل شيء بغاية محددة وهدف محوري يعيش لأجله، مما جعل أدهم يندمج في النقاش ويفصح عن حبه للرسم والأدب وكذا للغناء واكتشف الجميع الحس المرهف لديه وروح الدعابة والنكتة التي دفنت بين الإهانات والشتائم، فحل مكانها الحزن والكآبة...
وتم استثمار مجريات النقاش لوضع خطة ثلاثية لاستغلال المواهب الثلاث، الرسم سيتحول إلى مجال التصميم وسيتعلم ويعمل مع أحمد في محله، والأدب سيتم تأصيل المفاهيم وتغيير القدوات والاهتمامات ليصبح قلم أدهم في خدمة الأمة لا سيما وأنه ممتاز في علوم اللغة العربية التي درسها ويتمتع بأسلوب وخيال خصب.. وأما حبه للغناء والموسيقى فسيتم توجيهه لأن يصبح قارئا متميزا للقرآن وكذا منشدا يجعل من موهبته فنا هادفا يبني به قناعات ويرسخ به عقائد ويصحح به مفاهيم، لعل الله يجعله سببا في عزة الأمة الغالية...
وبدأ العمل الجاد وتوفير المناخ المناسب لذلك، وكخطوة أولية طلب منه أحمد مصاحبته للعمل في الغد للتعرف على طبيعة عمله دون أن يفصح عن أي شيء بخصوص التصميم، كما اتصل خفية بمحمود ورتب معه الأمر...
وبينما الأسرة منهمكة بكل أفرادها في تشكيل قناعات أدهم الجديدة، كانت ريم تساوم ميزو وزيزو كلا على حدة لتستفيد بقدر الإمكان من تلك الصفقة التي عرضا عليها على تفاهتها، إلا أنها ستعود عليها بالنفع المادي خصوصا وأنها تحتاج زيا جديدا مع قرب حلول الصيف وأجواء العطلة الصيفية.. وتناست حبها لمريم الذي طغى عليه حقد دفين طفا على السطح عند أول فرصة..
تم حسم الأمر لمصلحة ميزو وأضاف البريد إلى قائمة الدردشة في الحال وقام بوضعه في محرك البحث في موقع التواصل الاجتماعي، فوجد حسابها عليه وأضافه على أنه فتاة وليس فتى ثم انفجر ضاحكا من نشوة الانتصار الأولية وكأنه حقق انتصارا عظيما..
شمر "روميو الشاشة" للإيقاع بالفريسة الصعبة المنال بالمراوغة والاحتيال وهو لا يعلم أنه فريسة نفسه ...
وفي ركن آخر من المدينة، كانت هاجر عائدة إلى بيتها وفكرها مشغول بقصة فاتن وعن كيفية حل مشكلتها، ففكرت أن تجد لها زوجا صالحا يصونها ويتقي الله فيها، وبعد الصلاة صلت صلاة استخارة لعل الله يرشدها إلى حل..
وبينما كانت تعد طعام العشاء في المساء، اتصلت بها أخت المصمم محمود، وهي صديقة وجارة قديمة، فطلبت منها مقابلتها في الغد لأمر هام، ثم اتفقتا أن تتقابلا بعد صلاة الظهر في مسجد النور القريب من بيت هاجر، الذي تعيش فيه رفقة والديها اللذين تقوم برعايتهما وبرهما كما أنها تعولهما من عملها مع أحمد.. وقد تجاوزت هاجر الثانية والثلاثين من عمرها، لكنها لم تجد بين خطابها بعد الزوج الصالح الذي يعينها على دينها ودنياها ...
وكانت تعي أن الله سخرها لبر والديها الطاعنين في السن وأن الزواج رزق وسيأتي في الوقت المناسب الذي اختاره الله عز وجل وهو الوقت الأصلح لهذه المهمة...
وفي ظهر الغد قابلت أسماء أخت محمود كما اتفقتا، وبعد الصلاة توجهتا إلى بيت هاجر، فدخلتا غرفتها حرصا على سرية وأهمية ما جاءت لأجله..
أسماء بعد مقدمة طويلة: محمود قرر الزواج وكما تعلمين يصعب أن يجد زوجة بمواصفات معينة، ففكرت أن أستشيرك في الموضوع لسببين: أولهما أنك جارتنا منذ زمن بعيد وصديقتي المقربة، وثانيهما أنك تعرفين فتيات صالحات لعلنا نجد بينهن من تناسب أخي..
رفرف قلب هاجر وكأن أسماء تطلبها لأخيها فأطرقت حياء، وشرعت أسماء في سرد المواصفات التي يريدها ثم قالت: وأن تكون أرملة وحبذا لو لديها أطفال ...
فتسمرت هاجر في مكانها وأدركت أنها لا تعنيها بتاتا وإنما هي تطلب منها فعلا البحث عن زوجة بمواصفات معينة.. ثم بادرتها بالسؤال:
ولم أرملة وهو لم يتزوج من قبل؟
أسماء: لأن الأرملة تكون في حاجة لزوج يتقي الله فيها بعد وفاة زوجها ولمن يرعى أطفالها ويكفلهم بما يرضي الله وكما تعلمين فإن الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله
كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، أو : كالذي يصوم النهار ويقوم الليل" رواه البخاري
وهل هناك خير أكبر من هذا؟
تسرب بعض الحزن إلى قلبها ولكنها سيطرت على انفعالاتها وقالت لأسماء: خيرا إن شاء الله، سأبحث وبعون الله سأوافيك بردي هذا الأسبوع...
ابتسمت أسماء قائلة: جزاك الله كل خير وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك.
هاجر بملامح محايدة: اللهم آمين، العقبى لك يا أسماء...
أسماء مبتسمة: معا بعون الله
عادت هاجر إلى المحل بعد الغداء مثقلة بالهم ومشغولة البال حتى أنها لم تنتبه للوافد الجديد، الذي يتعلم بخفة ونشاط وكأنه شخص آخر غير أدهم المعروف بتشاؤمه وحاجبيه المعقودين.
ولما عادت إلى البيت صلت المغرب في غرفتها ثم ركعتي السنة الراتبة، ثم انفجرت باكية بين يدي الله.
يارب أعلم أن رزقي لن يأخذه غيري
أعلم أنك قيوم السماوات والأرض وتدبر شؤون عبادك بالحكمة وأنت اللطيف الخبير ونحن البشر بنظرتنا القاصرة لا ندرك في أحيان كثيرة حكمتك من عطاء أو منع..
يارب قلبي بين أصبعيك تقلبه كيفما تشاء فطهره من كل المفسدات واغنني بفضلك عمن سواك وأعني على حب الخير لخلقك والرضا بقضائك والإيمان بعدلك يا أرحم الراحمين...
اللهم آتني في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقني عذاب النار.
رب إني لما أنزلت إلي من خير فقيرة.
استمرت هاجر تبكي وتطفئ جمرات اللهب التي أصابت قلبها ببرد اليقين والتصبر والرضا والبكاء بين يدي الله خشية معصيته وحبا له ورجاء في رحمته وطمعا في عطائه,,,
هدأت الجوارح رويدا رويدا وانجلى القلب ثم قامت تصلي صلاة استخارة بخصوص هذا الأمر...
وبعد تفكير ومقارنة وجدت أن فاتن هي العروس المناسبة لمحمود، غدا بإذن الله أطرح على أسماء الأمر لعل الله يقضي أمرا كان مفعولا.
اتصلت بأسماء وأخبرتها عن فاتن وأنها تتوافر فيها المواصفات وأنها أرملة وطلبت منها التشاور مع محمود والرد عليها.. وأكدت عليها أنها السيدة التي جاءت لاستشارة في المحل لكي يعرفها..
وفي الغد اتصلت بها أسماء وأخبرتها أنه صلى استخارة ويطلب منها إخبار فاتن بالأمر ومقابلتها رفقة أسماء...
اتصلت بفاتن وطلبت مقابلتها في الغد فوافقت فاتن على الفور وكلها أمل أن هاجر وجدت حلا مناسبا...
تفاجأت فاتن بالأمر ولكنها في أعماق قلبها كانت فرحة بأن هاجر وجدت لها حلا جيدا ودون أن يسبب مشكلا لأي طرف...
وبعد أيام تمت الخطبة بفضل الله...
أما ميزو فقد نام بعد انتظار طويل لمريم أن تظهر على الإميل فغلبه النوم...
وإذ به يرى مريم قد ظهرت على الإميل فرقص فرحا وفتح النافذة بسرعة:
السلام عليكم أخية.
مريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ميزو: كيف الحال
مريم: الحمد لله وأنت أختي؟
ميزو: الحمد لله في نعمة.
هل يمكننا التعارف؟
مريم: طبعا أختي على الرحب والسعة.
أنا مريم وأنت؟
ميزو: أمينة
العين السحرية: خسئت بل مازن ربيع
السن: 17 سنة
عنوان الإيبي: xxx-xxx-xxx
الوبندوز: اكس بي sp3
نسخت مريم عنوان الإيبي ووضعته في محرك البحث فأعطاها المدينة والقطر الذي يعيش فيه مازن ثم قالت: مازن زميلي في القسم..
ميزو مرتبكا ويداه ترتعش على "الكيبورد": ما هذا؟ ماهي العين السحرية؟
العين السحرية: أنا برنامج كشف الكذب على الشبكة العنكبوتية.
مريم: ألم تسمع به من قبل؟ إنه برنامج اخترعه دكتور مسلم بغية حماية الناس من الكذب والخداع والأقنعة التي يستخدمها من لا يدركون أن الله يعلم ويرى ويعلم السر والجهر. تنزله على جهازك فيقوم بمسح بيانات كل من على قائمة المسنجر وأي موقع للشات فيعطيك تقريرا شاملا عن جهاز كل منهم ومكانه ومعلومات بريده الإلكتروني ...*
خنس ميزو كشيطان مارد فشلت خطته. وخرج "اوفلاين"
قام ميزو فزعا من نومه لا يفهم شيئا... وبعد برهة أدرك أنه حلم وأنه نام من شدة التعب...
لكن الحلم سيطر على عقله ولم يستطع التخلص من التفكير فيه...
وفجأة ظهرت نافذة قبول الإضافة من مريم وأكد عليها
وأخيرا ها هي مريم "أونلاين"
يتبع بعون الله
*: هذا البرنامج هو فكرة فقط فكرت فيها خلال كتابة الحلقة وليس حقيقة ونتمنى أن نراه قريبا بعون الله لعله يكون سببا في حماية الكثيرين وكذا تخلي الكثيرين عن الأقنعة والكذب والخداع وما ذلك على الله بعزيز.

__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 20-10-2011, 06:36 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: خيوط النور.... رواية

الحلقة الرابعة عشرة:
بعنوان:
كما تدين تدان

أهلا بك عزيزي وسيم، كيف حالك؟

- هكذا ردت ريم على المتحدث معها على موقع التواصل الاجتماعي. وكان شابا من قطر آخر تعرفت عليه عن طريق هذا الموقع الذي قلب حياة أناس كثيرين بل حياة أقطار...
وسيم: أنا بخير وأنت يا ريم؟ أفتقدك كثيرا والله
ريم: بخير... ههه وكأنك لم تكلمني منذ زمن....
وسيم مع إرسال تعبير عن الحزن لعدم تصديقه: ما أخبارك؟ طمئنيني عنك...
ريم: عادي... لا جديد، ملل قاتل وأنت؟
وسيم: أنا كذلك لا جديد لدي...نقتل الوقت كالعادة...
استمرت المحادثة وانفتحت محادثات أخرى..
وبعد نصف ساعة، جاءت والدة ريم لتوقظها فوجدتها تنفجر ضاحكة من نكتة سمعتها وهي قابعة أمام هذا الجهاز الذي سلبها تركيزها فقالت: ما هذا يا ريم، ألن تفطري؟
ريم: لا أشعر بالجوع.. كلوا أنتم واستغرقت في الرد على المحادثات ونسيت تواجد والدتها بجانبها...
نظرت إليها الأم بحسرة وقالت: ليتني أعلم ماذا يشدك وإخوتك إلى هذا الصندوق العجيب الذي أربك دراستك وأفقدنا تواجدك معنا على المائدة...
وانصرفت لعلمها بأن ريم لن تقوم إلا وقد شعرت بالجوع فعلا...
وما لبثت أم ريم أن سمعت طرقا خفيفا على الباب، فذهبت لتفتح فإذا بها مريم، ابنة أحمد ونور
مريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته خالتي أم ريم.
أم ريم: وعليكم السلام يا مريم، أهلا أهلا كيف حالك وحال أمك والعائلة؟
مريم: بخير والحمد لله وأنت خالتي كيف حال صحتك وحال الأسرة؟
أم ريم: بخير يا ابنتي، نحمد الله على كل حال..
أخبرتني ريم أن عمك في المستشفى، المسكين قالت لي أنه حاول الانتحار
مريم: الحمد لله، لقد تماثل للشفاء وسيخرج اليوم بإذن الله من المستشفى.
بعد إذنك يا خالتي، هل يمكنني أن أقابل ريم؟
أم ريم: نعم يا ابنتي، ادخلي عندها فهي في غرفة الجلوس.
دلفت مريم إلى الداخل مسرعة فوجدت ريم غارقة في العالم الافتراضي تكتب تارة وتضحك أخرى بعد قراءة رد هنا أو هناك... فألقت عليها التحية حينها فقط التفتت ريم غير مبالية وقالت لها: أهلا يا مريم، ماذا وراءك؟
مريم: عذرا يا ريم، فقد حدث خلل في الحاسوب عندنا، تعذر علي على إثره الاتصال بالشبكة العنكبوتية البارحة وأحتاج قصيدة للشاعر محمد إقبال، فبعد غد حفل تكريم المتفوقين في جمعية الأيتام التي أخبرتك عنها.
خفضت ريم نافذة الدردشة وقد علاها الهم، وكأنها سترحل عن وطنها الغالي، فبحثت مريم عن القصيدة بسرعة وقامت بطباعتها، ثم شكرتها بالدعاء لها وانصرفت مسرعة بقولها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أراك غدا بإذن الله في الثانوية.
عادت ريم إلى عالمها الخاص بتبلد غريب يلف كل كيانها، وتركيزها كله منصب على المحادثات.
وبينما هي هكذا، إذ حدثها زيزو وطلب منها نفس طلب ميزو على أن يجزل لها العطاء، فالبريد الإلكتروني لمريم هو مفتاح الإيقاع بها والإثبات بالدليل القاطع لكل الفصل، أن لا أخلاق في زمننا هذا، الكل يلبس قناعا يناسبه لقضاء مصالحه والعيش في سلام نفسي ولو كان مزيفا...
,,,,,,,,,,,,,
مر اليوم سلسا جميلا في بيت أحمد والكل يستعد لاستقبال أدهم ومهيأ نفسيا ومعنويا للمساهمة في الخطة الجماعية والنجاح في تغيير حياة أدهم بعون الله وتوفيقه..
أخيرا وصل أدهم رفقة أحمد، فاستقبله الجميع بحفاوة والتفوا على مائدة الغداء وقد قرروا مناقشة موضوع " دور الموهبة في حياة الفرد والمجتمع" وكان الهدف هو معرفة ميولات أدهم والمجالات التي يحبها ليتسنى لأحمد ونور تحديد ما وراء الكواليس.
وفي غمرة النقاش وبعدما عبر كل منهم عما يحب وعن ميولاته ومواهبه وصحح من خلال كلامه مفاهيم عدة لأدهم وربط كل شيء بغاية محددة وهدف محوري يعيش لأجله، مما جعل أدهم يندمج في النقاش ويفصح عن حبه للرسم والأدب وكذا للغناء واكتشف الجميع الحس المرهف لديه وروح الدعابة والنكتة التي دفنت بين الإهانات والشتائم، فحل مكانها الحزن والكآبة...
وتم استثمار مجريات النقاش لوضع خطة ثلاثية لاستغلال المواهب الثلاث، الرسم سيتحول إلى مجال التصميم وسيتعلم ويعمل مع أحمد في محله، والأدب سيتم تأصيل المفاهيم وتغيير القدوات والاهتمامات ليصبح قلم أدهم في خدمة الأمة لا سيما وأنه ممتاز في علوم اللغة العربية التي درسها ويتمتع بأسلوب وخيال خصب.. وأما حبه للغناء والموسيقى فسيتم توجيهه لأن يصبح قارئا متميزا للقرآن وكذا منشدا يجعل من موهبته فنا هادفا يبني به قناعات ويرسخ به عقائد ويصحح به مفاهيم، لعل الله يجعله سببا في عزة الأمة الغالية...
وبدأ العمل الجاد وتوفير المناخ المناسب لذلك، وكخطوة أولية طلب منه أحمد مصاحبته للعمل في الغد للتعرف على طبيعة عمله دون أن يفصح عن أي شيء بخصوص التصميم، كما اتصل خفية بمحمود ورتب معه الأمر...
وبينما الأسرة منهمكة بكل أفرادها في تشكيل قناعات أدهم الجديدة، كانت ريم تساوم ميزو وزيزو كلا على حدة لتستفيد بقدر الإمكان من تلك الصفقة التي عرضا عليها على تفاهتها، إلا أنها ستعود عليها بالنفع المادي خصوصا وأنها تحتاج زيا جديدا مع قرب حلول الصيف وأجواء العطلة الصيفية.. وتناست حبها لمريم الذي طغى عليه حقد دفين طفا على السطح عند أول فرصة..
تم حسم الأمر لمصلحة ميزو وأضاف البريد إلى قائمة الدردشة في الحال وقام بوضعه في محرك البحث في موقع التواصل الاجتماعي، فوجد حسابها عليه وأضافه على أنه فتاة وليس فتى ثم انفجر ضاحكا من نشوة الانتصار الأولية وكأنه حقق انتصارا عظيما..
شمر "روميو الشاشة" للإيقاع بالفريسة الصعبة المنال بالمراوغة والاحتيال وهو لا يعلم أنه فريسة نفسه ...
وفي ركن آخر من المدينة، كانت هاجر عائدة إلى بيتها وفكرها مشغول بقصة فاتن وعن كيفية حل مشكلتها، ففكرت أن تجد لها زوجا صالحا يصونها ويتقي الله فيها، وبعد الصلاة صلت صلاة استخارة لعل الله يرشدها إلى حل..
وبينما كانت تعد طعام العشاء في المساء، اتصلت بها أخت المصمم محمود، وهي صديقة وجارة قديمة، فطلبت منها مقابلتها في الغد لأمر هام، ثم اتفقتا أن تتقابلا بعد صلاة الظهر في مسجد النور القريب من بيت هاجر، الذي تعيش فيه رفقة والديها اللذين تقوم برعايتهما وبرهما كما أنها تعولهما من عملها مع أحمد.. وقد تجاوزت هاجر الثانية والثلاثين من عمرها، لكنها لم تجد بين خطابها بعد الزوج الصالح الذي يعينها على دينها ودنياها ...
وكانت تعي أن الله سخرها لبر والديها الطاعنين في السن وأن الزواج رزق وسيأتي في الوقت المناسب الذي اختاره الله عز وجل وهو الوقت الأصلح لهذه المهمة...
وفي ظهر الغد قابلت أسماء أخت محمود كما اتفقتا، وبعد الصلاة توجهتا إلى بيت هاجر، فدخلتا غرفتها حرصا على سرية وأهمية ما جاءت لأجله..
أسماء بعد مقدمة طويلة: محمود قرر الزواج وكما تعلمين يصعب أن يجد زوجة بمواصفات معينة، ففكرت أن أستشيرك في الموضوع لسببين: أولهما أنك جارتنا منذ زمن بعيد وصديقتي المقربة، وثانيهما أنك تعرفين فتيات صالحات لعلنا نجد بينهن من تناسب أخي..
رفرف قلب هاجر وكأن أسماء تطلبها لأخيها فأطرقت حياء، وشرعت أسماء في سرد المواصفات التي يريدها ثم قالت: وأن تكون أرملة وحبذا لو لديها أطفال ...
فتسمرت هاجر في مكانها وأدركت أنها لا تعنيها بتاتا وإنما هي تطلب منها فعلا البحث عن زوجة بمواصفات معينة.. ثم بادرتها بالسؤال:
ولم أرملة وهو لم يتزوج من قبل؟
أسماء: لأن الأرملة تكون في حاجة لزوج يتقي الله فيها بعد وفاة زوجها ولمن يرعى أطفالها ويكفلهم بما يرضي الله وكما تعلمين فإن الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله
كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، أو : كالذي يصوم النهار ويقوم الليل" رواه البخاري
وهل هناك خير أكبر من هذا؟
تسرب بعض الحزن إلى قلبها ولكنها سيطرت على انفعالاتها وقالت لأسماء: خيرا إن شاء الله، سأبحث وبعون الله سأوافيك بردي هذا الأسبوع...
ابتسمت أسماء قائلة: جزاك الله كل خير وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك.
هاجر بملامح محايدة: اللهم آمين، العقبى لك يا أسماء...
أسماء مبتسمة: معا بعون الله
عادت هاجر إلى المحل بعد الغداء مثقلة بالهم ومشغولة البال حتى أنها لم تنتبه للوافد الجديد، الذي يتعلم بخفة ونشاط وكأنه شخص آخر غير أدهم المعروف بتشاؤمه وحاجبيه المعقودين.
ولما عادت إلى البيت صلت المغرب في غرفتها ثم ركعتي السنة الراتبة، ثم انفجرت باكية بين يدي الله.
يارب أعلم أن رزقي لن يأخذه غيري
أعلم أنك قيوم السماوات والأرض وتدبر شؤون عبادك بالحكمة وأنت اللطيف الخبير ونحن البشر بنظرتنا القاصرة لا ندرك في أحيان كثيرة حكمتك من عطاء أو منع..
يارب قلبي بين أصبعيك تقلبه كيفما تشاء فطهره من كل المفسدات واغنني بفضلك عمن سواك وأعني على حب الخير لخلقك والرضا بقضائك والإيمان بعدلك يا أرحم الراحمين...
اللهم آتني في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقني عذاب النار.
رب إني لما أنزلت إلي من خير فقيرة.
استمرت هاجر تبكي وتطفئ جمرات اللهب التي أصابت قلبها ببرد اليقين والتصبر والرضا والبكاء بين يدي الله خشية معصيته وحبا له ورجاء في رحمته وطمعا في عطائه,,,
هدأت الجوارح رويدا رويدا وانجلى القلب ثم قامت تصلي صلاة استخارة بخصوص هذا الأمر...
وبعد تفكير ومقارنة وجدت أن فاتن هي العروس المناسبة لمحمود، غدا بإذن الله أطرح على أسماء الأمر لعل الله يقضي أمرا كان مفعولا.
اتصلت بأسماء وأخبرتها عن فاتن وأنها تتوافر فيها المواصفات وأنها أرملة وطلبت منها التشاور مع محمود والرد عليها.. وأكدت عليها أنها السيدة التي جاءت لاستشارة في المحل لكي يعرفها..
وفي الغد اتصلت بها أسماء وأخبرتها أنه صلى استخارة ويطلب منها إخبار فاتن بالأمر ومقابلتها رفقة أسماء...
اتصلت بفاتن وطلبت مقابلتها في الغد فوافقت فاتن على الفور وكلها أمل أن هاجر وجدت حلا مناسبا...
تفاجأت فاتن بالأمر ولكنها في أعماق قلبها كانت فرحة بأن هاجر وجدت لها حلا جيدا ودون أن يسبب مشكلا لأي طرف...
وبعد أيام تمت الخطبة بفضل الله...
أما ميزو فقد نام بعد انتظار طويل لمريم أن تظهر على الإميل فغلبه النوم...
وإذ به يرى مريم قد ظهرت على الإميل فرقص فرحا وفتح النافذة بسرعة:
السلام عليكم أخية.
مريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ميزو: كيف الحال
مريم: الحمد لله وأنت أختي؟
ميزو: الحمد لله في نعمة.
هل يمكننا التعارف؟
مريم: طبعا أختي على الرحب والسعة.
أنا مريم وأنت؟
ميزو: أمينة
العين السحرية: خسئت بل مازن ربيع
السن: 17 سنة
عنوان الإيبي: xxx-xxx-xxx
الوبندوز: اكس بي sp3
نسخت مريم عنوان الإيبي ووضعته في محرك البحث فأعطاها المدينة والقطر الذي يعيش فيه مازن ثم قالت: مازن زميلي في القسم..
ميزو مرتبكا ويداه ترتعش على "الكيبورد": ما هذا؟ ماهي العين السحرية؟
العين السحرية: أنا برنامج كشف الكذب على الشبكة العنكبوتية.
مريم: ألم تسمع به من قبل؟ إنه برنامج اخترعه دكتور مسلم بغية حماية الناس من الكذب والخداع والأقنعة التي يستخدمها من لا يدركون أن الله يعلم ويرى ويعلم السر والجهر. تنزله على جهازك فيقوم بمسح بيانات كل من على قائمة المسنجر وأي موقع للشات فيعطيك تقريرا شاملا عن جهاز كل منهم ومكانه ومعلومات بريده الإلكتروني ...*
خنس ميزو كشيطان مارد فشلت خطته. وخرج "اوفلاين"
قام ميزو فزعا من نومه لا يفهم شيئا... وبعد برهة أدرك أنه حلم وأنه نام من شدة التعب...
لكن الحلم سيطر على عقله ولم يستطع التخلص من التفكير فيه...
وفجأة ظهرت نافذة قبول الإضافة من مريم وأكد عليها
وأخيرا ها هي مريم "أونلاين"
يتبع بعون الله
*: هذا البرنامج هو فكرة فقط فكرت فيها خلال كتابة الحلقة وليس حقيقة ونتمنى أن نراه قريبا بعون الله لعله يكون سببا في حماية الكثيرين وكذا تخلي الكثيرين عن الأقنعة والكذب والخداع وما ذلك على الله بعزيز.

__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 12-01-2012, 03:21 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: خيوط النور.... رواية

الحلقة الأخيرة
بعنوان:
أَئِلَهٌ مَعَ اللَّه
شمر ميزو للتواصل مع مريم واستحضر كل وسائل الخداع والمكر ليصل إلى هدفه، ففي نظره كل إنسان له ثمن، وله مدخل وقناع أيضا. فلا مجال لأن تتصنع مريم الطهر والنقاء، ستقع يعني ستقع وضحك ضحكة ماكرة تعجب لها قرينه فأحيانا كثيرة تتفوق النفس الأمارة بالسوء على الشيطان.
وبدأ الحوار:
ميزو: السلام عليكم
مريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ميزو: كيف حالك أختي؟
مريم: الحمد لله فضل ونعمة وأنت؟
ميزو: الحمد لله بخير
مريم: ممكن أتعرف عليك أختي؟
ميزو: طبعا أختي هذا حقك، معك أختك راضية طالبة في السنة الثانية الإعدادية، وأنت؟
مريم: سعدت بمعرفتك راضية، معك أختك مريم، طالبة في السنة الأولى الثانوية شعبة آداب عصرية.
ميزو: أنا أسعد يا مريم وأتمنى أن تكوني أختي الكبيرة التي أفتقدها فعلا فأنا أكبر أخواتي بعد أن توفت أختي الكبرى والتي كانت نعم الأخت والصدر الحنون ومستودع أسراري.
استمر الحوار لمدة نصف ساعة كاملة، استطاع فيها ميزو إثارة اهتمام مريم وعطفها وجعلها تصدق أن راضية فعلا تغرق وهي الفتاة التي تخشى على نفسها من الانحراف لعدم وجود أخت كبرى موجهة لها واتفق معها على وقت معين يتقابلا فيه يوميا لمدارسة مشاكل راضية وحلها... وطلبت مريم الحديث بالصوت تسهيلا للأمر وربحا للوقت وكذا لمشاركة أختها فاطمة في الأمر لكن طبعا " روميو الشاشة" رفض بحجة أن لديه مشكلة في الصوت في الجهاز، فطلبت رقم الهاتف فتهرب طبعا، تقبلت مريم الأمر بحسن ظن، واقترحت عليها حل المشكلة بمساعدة أخيها عمر، لكن ميزو اعتذر لظرف طارئ، فوعدت مريم راضية"ميزو" بلقاء الغد ولكن مع التأكيد على أنها لن تكلمها إلا صوتا لربح الوقت ولأن الكتابة في مثل هذه الحالات وسيلة غير كافية للوصول لأفضل النتائج بعون الله.
واستشارت أختها فاطمة التي أكدت بدورها على الصوت نظرا لخطورة المشكلة التي تمر بها الفتاة "راضية" وأيضا لتأدية دورها بشكل فعال، وطلبت منها تقريرا مفصلا عن مشاكل راضية التي من المفروض أن تحكيها لها في الغد. لكي تستطيعا إيجاد حلول مناسبة لها بعون الله.
لكن ميزو أدرك أن مريم ليست فتاة ساذجة بل والأدهى أنها تشرك عائلتها في كل ما تقوم به، إذن هي فعلا فتاة غير عادية، واختفى من الشات لأنها ليست الوسيلة المناسبة لإيقاع مريم وهدأ يفكر ويستثمر كل مخزونه وخبراته لإيجاد مدخل لهذه الفتاة الغريبة...
وهو لا يدرك قول الله عز وجل:
إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) سورة الحج
وفي صباح اليوم التالي استعد أحمد وأدهم للذهاب إلى عملهما، وبينما هما خارجان إذ وقعت عينا أحمد على ظرف خلف باب الشقة فالتقطه مستغربا وفتحه فوجد رسالة مرفقة بمبلغ من المال:
جزاكم الله عني خيرا، لن أنسى وقفتكم معي فأنتم نعم المسلمين، بارك الله فيكم وفي ذريتكم ورزقكم الجنة. رجاء لا تحاولوا إعادته لي لأني لست بحاجته...
أختكم وجارتكم سوسن.
استغرب أحمد وأخبر نور بالأمر فاقترحت عليه أن يقضي به دين أحد المسلمين... ففرح بالفكرة وقرر الاستخارة ثم البحث في المقربين والجيران عن مديون، لعل الله يفرج عنه وعن أسرته يوم يقوم الحساب، ثم انصرف رفقة أدهم للعمل...
هذا الأخير الذي تحسنت نفسيته كثيرا واكتشف لأول مرة أن الأكل المفرط الذي كان هوايته المفضلة ماهو إلا إشباع لجوع عاطفي عنيف لا يسكته شيء ، ولكنه للأسف تحول إلى كومات من اللحم أوهنت جسمه وأضعفت قوته ودفنت حيويته وكذا طموحاته وأحلامه... والآن وقد أشبع جوعه العاطفي والمعنوي فما حاجته للطعام إلا ما يقيم صلبه، فقد أدرك أنه يأكل ليعيش ولا يعيش ليأكل...
وشيئا فشيئا وبدون مجهود يذكر بدأ ينظم أكله ويتحمل بعض الجوع لتعود معدته لحجمها الطبيعي وكذا جوعها الطبيعي، وانتظم على المشي رفقة أحمد وأولاده يوميا مع الأحاديث الشيقة والنكت الطريفة وكذا النقاش الذي ينضج الأفكار ويجعلها أكثر وضوحا، مما شكل لديه عقلية جديدة عميقة الفهم ثاقبة الرؤية متينة المرجع سليمة المنهج...
سبعة أشهر حولته إلى إنسان ثان، انتظم في صلاة الجماعة، وأقبل على القرآن، يتعلم قواعد التجويد ويحفظ ويجتهد في التدبر رفقة عثمان ويوسف وعمر، ذاكرا لله قولا وعملا، وصحته تتحسن شيئا فشيئا ووزنه ينخفض وشكله يصير أكثر جمالا وعضلاته تتنفس بعد ما كانت الدهون مطبقة عليها.
انتظم أيضا في قراءة الكتب وأدرك ماذا يقرأ وكيف يقرأ بعدما اعتاد على النقاش وإنضاج الأفكار وتبادل الآراء، وكون صحبة صالحة إيجابية معينة على التطور، تدفع به إلى الأمام ولا سيما أنهم أصدقاء شقيقه أحمد، وأصبح مشاركا فعالا في جمعية الفتيان والشباب التي أنشأوها في الحي، يدرس اللغة العربية وقواعدها، وكذا إعراب كلمات القرآن الكريم منبع اللغة ومعين البلاغة والبيان، مهنيا تعلم التصميم على يد محمود وبدأ يحترف في المجال ويبدع عن حب وموهبة ورسالة وغاية فهو يحب التصميم ولديه موهبة ربانية طورها بالتعلم والممارسة ولا سيما أنه يساهم في عفة مجتمع عن طريق الزي الشرعي وغايته إرضاء الله عز وجل...
وفي صبيحة يوم عرس محمود وفاتن وبينما فرحة بداية حياة جديدة تحلق على حياة العروسين، دخل أحمد الغرفة بعد الاستئذان، فوجد أدهم يلبس ملابسه فقال له: السلام عليكم يا عزيزي، ما هذا الجمال الرباني يا أخي والله وجهك يشرق نورا وسمتك جميل جدا ما شاء الله تبارك الرحمن...
فضحك أدهم وقال له: وعليكم السلام ورحمة الله يا أحمد
كل هذا بفضل الرحمن ثم بفضلك يا عزيزي، والله الذي لا أعبد غيره على قدر حقدي عليك قبل محاولتي الانتحار وإن لم يكن حقدا لشخصك ولكنه ناتج عن أسباب عدة أنت تعلمها إلا أني أصبحت أحبك حبا لا يوصف في الله. جزاك الله عني كل خير وأقر عينك بأولادك..
أحمد: اللهم آمين يارب العالمين، والحمد لله على أفضاله ونعمه،
ثم نظر إليه نظرة مفعمة بالأخوة الصادقة والحب في الله فما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل. وأردف:
ألم يئن الأوان لنفرح بك جميعا؟
أدهم وقد خفض رأسه وكأنه يخبئ شيئا: بصراحة كنت أود مفاتحتك في الأمر بعد عرس محمود لكنك سبقتني...
أحمد: رائع، أسعدك الرحمن يا حبيبي..
أدهم: اللهم آمين وإياك، ثم قال مازحا: خير البر عاجله، نناقش الأمر الليلة بإذن الله، بشرط أن تدعو لي مسبقا مقابل فضولك اتفقنا؟
أحمد ضاحكا: اتفقنا..
ذهب الجميع بعد صلاة الظهر إلى عرس محمود وكان عرسا رائعا بما يرضي الله... وكانت مسابقة ترفيهية بين الرجال ومنافسة أدخلت السرور على الحاضرين وكذا العريس الذي سعد بأصدقائه الذين من الله بهم عليه وكانوا نعم الإخوة في الله، ساندوه ماديا ومعنويا واتفقوا دون علم منه أن تكون زكاة هذا العام بداية مشروع جديد يشرف عليه محمود ويحسن به دخله، وأرباح المشروع ستقسم إلى قسمين: قسم يصرف على جمعية الحي، وقسم يدخر وزكاة ماله يتم بها مساعدة شاب في مشروع صغير وهكذا، ليقضوا بعون الله على البطالة في بلدتهم بتكافلهم وتعاونهم فيكونوا كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا بفضل من الله ومنة... أما العروس فكانت في قمة فرحتها أيضا بين أهلها وأهل زوجها وصديقاتها وشبكة علاقات جديدة يشد أواصرها الحب في الله والتسابق لرضاه... والمسابقة على أشدها بين النساء، أما الموعظة القصيرة فكانت عن السعادة الزوجية والحياة الطيبة وكيف أن الزواج ميثاق غليظ مهمته الأساسية حفظ النسل البشري من الاندثار وعفة الإنسان واستقرار عواطفه بالمودة والرحمة والبركة وبناء أهم ركيزة للمجتمع المسلم ألا وهي الأسرة وتغذيتها بتقوى الله والحب فيه والحياة به وله....
وبعد الجلسة الجماعية المسائية انفرد أحمد بأدهم في شرفة الشقة يتجاذبان أطراف الحديث وهما يحتسيان الينسون..
وقال أحمد: يبدو من كلامك يا أدهم أنك قد اخترت...
فقال أدهم بحياء: نعم فعلا.. تعجبني فراستك يا أخي الحبيب..
أحمد: ومن هي العروس؟
أدهم بحياء: الأخت هاجر التي تعمل معنا في المحل.
أحمد ضاحكا: نعم الاختيار يا أخي وهل تجد فيها المواصفات التي حددتها..
أدهم في جدية: نعم يا عزيزي، فهي حسب علمي والله أعلم تتقي الله ومرجعها الأساسي شرع الله، وما دامت هكذا فأخلاقها حسنة، وفكريا أرى أننا متقاربان ، فهي تقنن كل شيء بشرع الله ولديها منهجية رائعة في النظر إلى الأمور وهذا دليل على نضج وعمق فكريين.
أما الأهداف والرسالة فواحدة الحمد لله والغاية أيضا.
أما من الناحية الشكلية فالحمد لله هناك ارتياح وقد صليت استخارة بعد صلاة المغرب لكي نناقش الموضوع على أساس.
ولكن لا أخفيك تخوفي من رفضها..
أحمد ضاحكا: ومن تستطيع رفضك يا جميل...
أدهم بقلق:العرج الذي في رجلي ألا يشكل مشكلة؟
أحمد: العرج عرج الفهم والسلوك أما الابتلاء من الله فهو عطاء وليس عيبا، ولا تنس أن الله أنعم عليك بنعم كثيرة، وعوضك بالكثير الحمد لله.
أدهم وقد اطمأن قلبه قليلا: الحمد لله وأسأل الله ألا يشكل مشكلة عندها...
ما رأيك في الموضوع شقيقي العزيز؟
أحمد باهتمام: أنا أرى والله أعلم أن الموضوع واضح، حددت مواصفاتك واستخرت الله عز وجل، وبالنسبة للاستشارة فالأخت هاجر نعرفها منذ سنوات وهي بنت حينا وتعمل معنا ولا حاجة للسؤال عنها... وكل شيء تعرفه إلا دواخل الإنسان وهذه دعها للعليم بذات الصدور..
أول خطوة نرى رأيها وهذه سهلة، لندع نور تفاتحها في الأمر إن شاء الله، بعد استشارة والدينا طبعا وبعون الله نفرح بكما في القريب العاجل..
ثم قام الرجلان للاستعداد للنوم وحين مرورهما من البهو وجدا عمر وفاطمة يتناقشان همسا فضحك أحمد مازحا: ماذا هناك أيها الشريران...
أطرق أحمد حياء بينما تلعثمت فاطمة وقالت: كنا فقط نناقش موضوعا يا أبي...
ثم أردفت بمزح: ما رأيكم في الينسون الذي صنعته؟ طعمه طيب أليس كذلك؟
فرد أدهم: سلمت يداك حبيبتي، تأكدي أنك ستكونين طباخة ماهرة في بيتك بإذن الله.
ثم شد أحمد بلطف مازحا: هيا بنا يا أخي فلا مكان لنا الآن هنا، فالنعاس يطبق على فضولنا لمعرفة موضوع النقاش...وقد لمح بسرعة بديهته أن الأمر سري فلا داعي لإحراجهما.
مضى الليل هانئا في بيت تحفه الملائكة وكيف لا والقرآن يتلى فيه ليل نهار ويرضى فيه الله وتعقد فيه مجالس الذكر والعلم وأهله يتقون الله ما استطاعوا ويتوبون بعد الخطأ سريعا عودة وإنابة لله الواحد القهار...
وفي الغد ذهبت نور إلى بيت هاجر بعد صلاة العصر بعد أن استأذنتها في الهاتف...
أهلا أختي الحبيبة نور، ما شاء الله اقترب موعد ولادتك...
هكذا بادرت هاجر نور بعد السلام عند وصولها، فضحكت نور باسمة ثم قالت: نعم فعلا فأنا في الشهر التاسع، وأسأل الله تعالى أن يعينني ويقويني
ثم نظرت إلى هاجر نظرة حنونة مفعمة بالحب والصفاء وقالت:
وأسأله تعالى أن يجعل ولادة حياة جديدة لك على يدي...
فخفق قلب هاجر سريعا وقد فهمت نظرات نور واشتمت من ورائها قرب تحقق وعد الله بحلم بناء أسرة مسلمة كما يحب ويرضى سبحانه...
احتست نور فنجانها من الشاي الساخن المعطر بأعشاب ذات رائحة رائعة ونكهة أروع، ثم بسملت وحمدت الله وفتحت الموضوع مع هاجر دون مقدمات، وهاجر تنصت وتومئ برأسها ونور تسترسل في وصف أدهم وحياته وظروفه وعيوبه ومميزاته، ثم أطرقت حياء حين سألتها نور عن رأيها وقالت:
ماذا أقول يا نور، يكفي أني سأكون معكم وهذا شرف لي... طبعا لم تستطع مصارحتها بما يخالج صدرها من فرحة وسعادة وقبول، لكن نور قرأت ذلك فتبسمت وقالت: على بركة الرحمن، أستأذن الآن حبيبتي فأذان المغرب لم يبق له إلا دقائق، صل صلاة استخارة، ويقينا الله سيؤتيكما الخير، ثم قامت وقد أحست بوجع طفيف تتزايد شدته كلما اقتربت من باب الشقة وهي صابرة تدعو الله خفية أن يرحمها ويلطف بها وما إن وصلت باب الشقة إلا وتيقنت أنه وجع الولادة بعون الله، فطلبت من هاجر الاتصال بأحمد على وجه السرعة لأنها أحست بألم المخاض. ثم انخرطت في ذكر الله والاستغفار واستجمعت شتات قلبها لأنها لحظات مفعمة بمنح الرحمن الذي بشر عباده أن مع العسر يسرا فاليسر ملازم للعسر والمنحة لصيقة للمحنة بفضل من الله ورحمة لعباده...
أمسك أحمد يد نور فشرعا في الدعاء لهما ولأسرتهما ولأهلهما وللمسلمين جميعا وللأمة بالعزة والتمكين وختما دعاءهما بأن يبارك الله في الجيل القادم من صلبهما ثم دخلت نور غرفة الولادة ولسانها يلهج بالاستغفار الذي يفتح الله به الأقفال ويريح به البال ويخفف الأوجاع ويقوي الإنسان على ابتلاءات الحياة...
مصداقا لقول الله عز وجل:
وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) سورة هود
وقال أيضا سبحانه:
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) سورة هود
ظل الجميع بما فيهم أدهم وهاجر ينتظرون فرج الله عز وجل وقد تعلقت قلوبهم بالله الوهاب الذي يصور الخلق في الأرحام كيف شاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم...
وبعد ساعتين خرجت الطبيبة بالبشرى وقالت:
من فيكم السيد أبو حفصة؟
تهللت أسارير أحمد فقفز من مكانه: الله أكبر ولله الحمد أنا يا دكتورة، كيف حال نور؟
الطبيبة: الحمد لله بخير وألف مبارك يا أبا حفصة.
وقد اتفقت الأسرة على تسمية المولود إن كان ولدا مصعب على اسم مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام وإن كانت بنتا حفصة على اسم أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها وزوجة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم..
فاجتمع الكل حوله وقد نطقوا جميعا: الله أكبر، ما شاء الله تبارك الرحمن.
بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره.
وحضن أحمد والديه وقبل رأسيهما وقد تحررت دموع الفرحة من مقلتيه تعبيرا عما يخالج قلبه من شكر للوهاب سبحانه وعرفان بالجميل لمن كان سببا في مجيئه للدنيا وتلا قول الرحمن الرحيم: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) سورة الإسراء
ثم دخل الجميع للاطمئنان على الأم وعلى حفصة الوافدة الجديدة التي تشنفت أذناها بأذان والدها وهو يلقنها أن الله أكبر وألا تسمع لشيء من الدنيا إلا في كنفه ورضاه، وهاهي حفصة تفتح عينيها رويدا رويدا والجميع يتطلع إليها وهي تتأقلم مع العالم الجديد بعد أن كانت في عالم خاص ورعاية خاصة جدا وآن الأوان لأن يكمل الوالدان الطريق لتشق حفصة طريقها إلى النور لتبني بدورها أساس الجيل القادم...
وماهي إلا أيام حتى تمت خطبة أدهم وعقد قرانه على هاجر، فغمرت السعادة الحضور، وتعاهد الزوجان على إرضاء الله وتقواه وبناء أسرة كما يحب في كنفه وبعونه وتوفيقه...
وفي غمرة السعادة والفرح بعمه الغالي، اقترب عمر من أبيه الحبيب، فتنحنح وسلم عليه ونظر إليه وأطال النظر كأنه يتأمل وجهه الذي يشع نورا وإيمانا بفضل الله، وقال: أبتي... أتأذن لي بالزواج.
ضحك أحمد وكأنه كان ينتظر هذا الطلب منذ فترة، ثم حضن ابنه وقال له: طبعا يا حبيبي يا أول فرحتي، سعادتك من سعادتي يا ابني الحبيب.
فاغرورقت عيناه من الفرحة فبكى عمر لبكاء أبيه وحضنه وقبل يده وقال: أحببت أن أعجل بفرحتك لأتعلم على يديك المزيد لأكون أبا صالحا لجيل صالح بإذن الله...
ثم شرعا يتكلمان في التفاصيل عن العروس التي كانت صديقة فاطمة وتدرس في كلية التربية وأهلها أناس بسطاء المعيشة لكن تقواهم وأخلاقهم راقية جدا ترفعهم للقمة...
ختم العرس بصالح الدعاء وعمت الفرحة الأجواء والسعادة تنعش نسمات الهواء والجميع يستشعر رضا رب السماء، كيف لا وتقواه وتحري رضاه يطغى على الأهواء والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الرسل والأنبياء وخير الخلق وسيد الأتقياء وعلى آله وصحبه الأطهار الأنقياء
تمت بحمد الله
أسألكم الدعاء لي بالتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 12-01-2012, 03:22 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: خيوط النور.... رواية

الحلقة الأخيرة
بعنوان:
أَئِلَهٌ مَعَ اللَّه
شمر ميزو للتواصل مع مريم واستحضر كل وسائل الخداع والمكر ليصل إلى هدفه، ففي نظره كل إنسان له ثمن، وله مدخل وقناع أيضا. فلا مجال لأن تتصنع مريم الطهر والنقاء، ستقع يعني ستقع وضحك ضحكة ماكرة تعجب لها قرينه فأحيانا كثيرة تتفوق النفس الأمارة بالسوء على الشيطان.
وبدأ الحوار:
ميزو: السلام عليكم
مريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ميزو: كيف حالك أختي؟
مريم: الحمد لله فضل ونعمة وأنت؟
ميزو: الحمد لله بخير
مريم: ممكن أتعرف عليك أختي؟
ميزو: طبعا أختي هذا حقك، معك أختك راضية طالبة في السنة الثانية الإعدادية، وأنت؟
مريم: سعدت بمعرفتك راضية، معك أختك مريم، طالبة في السنة الأولى الثانوية شعبة آداب عصرية.
ميزو: أنا أسعد يا مريم وأتمنى أن تكوني أختي الكبيرة التي أفتقدها فعلا فأنا أكبر أخواتي بعد أن توفت أختي الكبرى والتي كانت نعم الأخت والصدر الحنون ومستودع أسراري.
استمر الحوار لمدة نصف ساعة كاملة، استطاع فيها ميزو إثارة اهتمام مريم وعطفها وجعلها تصدق أن راضية فعلا تغرق وهي الفتاة التي تخشى على نفسها من الانحراف لعدم وجود أخت كبرى موجهة لها واتفق معها على وقت معين يتقابلا فيه يوميا لمدارسة مشاكل راضية وحلها... وطلبت مريم الحديث بالصوت تسهيلا للأمر وربحا للوقت وكذا لمشاركة أختها فاطمة في الأمر لكن طبعا " روميو الشاشة" رفض بحجة أن لديه مشكلة في الصوت في الجهاز، فطلبت رقم الهاتف فتهرب طبعا، تقبلت مريم الأمر بحسن ظن، واقترحت عليها حل المشكلة بمساعدة أخيها عمر، لكن ميزو اعتذر لظرف طارئ، فوعدت مريم راضية"ميزو" بلقاء الغد ولكن مع التأكيد على أنها لن تكلمها إلا صوتا لربح الوقت ولأن الكتابة في مثل هذه الحالات وسيلة غير كافية للوصول لأفضل النتائج بعون الله.
واستشارت أختها فاطمة التي أكدت بدورها على الصوت نظرا لخطورة المشكلة التي تمر بها الفتاة "راضية" وأيضا لتأدية دورها بشكل فعال، وطلبت منها تقريرا مفصلا عن مشاكل راضية التي من المفروض أن تحكيها لها في الغد. لكي تستطيعا إيجاد حلول مناسبة لها بعون الله.
لكن ميزو أدرك أن مريم ليست فتاة ساذجة بل والأدهى أنها تشرك عائلتها في كل ما تقوم به، إذن هي فعلا فتاة غير عادية، واختفى من الشات لأنها ليست الوسيلة المناسبة لإيقاع مريم وهدأ يفكر ويستثمر كل مخزونه وخبراته لإيجاد مدخل لهذه الفتاة الغريبة...
وهو لا يدرك قول الله عز وجل:
إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) سورة الحج
وفي صباح اليوم التالي استعد أحمد وأدهم للذهاب إلى عملهما، وبينما هما خارجان إذ وقعت عينا أحمد على ظرف خلف باب الشقة فالتقطه مستغربا وفتحه فوجد رسالة مرفقة بمبلغ من المال:
جزاكم الله عني خيرا، لن أنسى وقفتكم معي فأنتم نعم المسلمين، بارك الله فيكم وفي ذريتكم ورزقكم الجنة. رجاء لا تحاولوا إعادته لي لأني لست بحاجته...
أختكم وجارتكم سوسن.
استغرب أحمد وأخبر نور بالأمر فاقترحت عليه أن يقضي به دين أحد المسلمين... ففرح بالفكرة وقرر الاستخارة ثم البحث في المقربين والجيران عن مديون، لعل الله يفرج عنه وعن أسرته يوم يقوم الحساب، ثم انصرف رفقة أدهم للعمل...
هذا الأخير الذي تحسنت نفسيته كثيرا واكتشف لأول مرة أن الأكل المفرط الذي كان هوايته المفضلة ماهو إلا إشباع لجوع عاطفي عنيف لا يسكته شيء ، ولكنه للأسف تحول إلى كومات من اللحم أوهنت جسمه وأضعفت قوته ودفنت حيويته وكذا طموحاته وأحلامه... والآن وقد أشبع جوعه العاطفي والمعنوي فما حاجته للطعام إلا ما يقيم صلبه، فقد أدرك أنه يأكل ليعيش ولا يعيش ليأكل...
وشيئا فشيئا وبدون مجهود يذكر بدأ ينظم أكله ويتحمل بعض الجوع لتعود معدته لحجمها الطبيعي وكذا جوعها الطبيعي، وانتظم على المشي رفقة أحمد وأولاده يوميا مع الأحاديث الشيقة والنكت الطريفة وكذا النقاش الذي ينضج الأفكار ويجعلها أكثر وضوحا، مما شكل لديه عقلية جديدة عميقة الفهم ثاقبة الرؤية متينة المرجع سليمة المنهج...
سبعة أشهر حولته إلى إنسان ثان، انتظم في صلاة الجماعة، وأقبل على القرآن، يتعلم قواعد التجويد ويحفظ ويجتهد في التدبر رفقة عثمان ويوسف وعمر، ذاكرا لله قولا وعملا، وصحته تتحسن شيئا فشيئا ووزنه ينخفض وشكله يصير أكثر جمالا وعضلاته تتنفس بعد ما كانت الدهون مطبقة عليها.
انتظم أيضا في قراءة الكتب وأدرك ماذا يقرأ وكيف يقرأ بعدما اعتاد على النقاش وإنضاج الأفكار وتبادل الآراء، وكون صحبة صالحة إيجابية معينة على التطور، تدفع به إلى الأمام ولا سيما أنهم أصدقاء شقيقه أحمد، وأصبح مشاركا فعالا في جمعية الفتيان والشباب التي أنشأوها في الحي، يدرس اللغة العربية وقواعدها، وكذا إعراب كلمات القرآن الكريم منبع اللغة ومعين البلاغة والبيان، مهنيا تعلم التصميم على يد محمود وبدأ يحترف في المجال ويبدع عن حب وموهبة ورسالة وغاية فهو يحب التصميم ولديه موهبة ربانية طورها بالتعلم والممارسة ولا سيما أنه يساهم في عفة مجتمع عن طريق الزي الشرعي وغايته إرضاء الله عز وجل...
وفي صبيحة يوم عرس محمود وفاتن وبينما فرحة بداية حياة جديدة تحلق على حياة العروسين، دخل أحمد الغرفة بعد الاستئذان، فوجد أدهم يلبس ملابسه فقال له: السلام عليكم يا عزيزي، ما هذا الجمال الرباني يا أخي والله وجهك يشرق نورا وسمتك جميل جدا ما شاء الله تبارك الرحمن...
فضحك أدهم وقال له: وعليكم السلام ورحمة الله يا أحمد
كل هذا بفضل الرحمن ثم بفضلك يا عزيزي، والله الذي لا أعبد غيره على قدر حقدي عليك قبل محاولتي الانتحار وإن لم يكن حقدا لشخصك ولكنه ناتج عن أسباب عدة أنت تعلمها إلا أني أصبحت أحبك حبا لا يوصف في الله. جزاك الله عني كل خير وأقر عينك بأولادك..
أحمد: اللهم آمين يارب العالمين، والحمد لله على أفضاله ونعمه،
ثم نظر إليه نظرة مفعمة بالأخوة الصادقة والحب في الله فما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل. وأردف:
ألم يئن الأوان لنفرح بك جميعا؟
أدهم وقد خفض رأسه وكأنه يخبئ شيئا: بصراحة كنت أود مفاتحتك في الأمر بعد عرس محمود لكنك سبقتني...
أحمد: رائع، أسعدك الرحمن يا حبيبي..
أدهم: اللهم آمين وإياك، ثم قال مازحا: خير البر عاجله، نناقش الأمر الليلة بإذن الله، بشرط أن تدعو لي مسبقا مقابل فضولك اتفقنا؟
أحمد ضاحكا: اتفقنا..
ذهب الجميع بعد صلاة الظهر إلى عرس محمود وكان عرسا رائعا بما يرضي الله... وكانت مسابقة ترفيهية بين الرجال ومنافسة أدخلت السرور على الحاضرين وكذا العريس الذي سعد بأصدقائه الذين من الله بهم عليه وكانوا نعم الإخوة في الله، ساندوه ماديا ومعنويا واتفقوا دون علم منه أن تكون زكاة هذا العام بداية مشروع جديد يشرف عليه محمود ويحسن به دخله، وأرباح المشروع ستقسم إلى قسمين: قسم يصرف على جمعية الحي، وقسم يدخر وزكاة ماله يتم بها مساعدة شاب في مشروع صغير وهكذا، ليقضوا بعون الله على البطالة في بلدتهم بتكافلهم وتعاونهم فيكونوا كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا بفضل من الله ومنة... أما العروس فكانت في قمة فرحتها أيضا بين أهلها وأهل زوجها وصديقاتها وشبكة علاقات جديدة يشد أواصرها الحب في الله والتسابق لرضاه... والمسابقة على أشدها بين النساء، أما الموعظة القصيرة فكانت عن السعادة الزوجية والحياة الطيبة وكيف أن الزواج ميثاق غليظ مهمته الأساسية حفظ النسل البشري من الاندثار وعفة الإنسان واستقرار عواطفه بالمودة والرحمة والبركة وبناء أهم ركيزة للمجتمع المسلم ألا وهي الأسرة وتغذيتها بتقوى الله والحب فيه والحياة به وله....
وبعد الجلسة الجماعية المسائية انفرد أحمد بأدهم في شرفة الشقة يتجاذبان أطراف الحديث وهما يحتسيان الينسون..
وقال أحمد: يبدو من كلامك يا أدهم أنك قد اخترت...
فقال أدهم بحياء: نعم فعلا.. تعجبني فراستك يا أخي الحبيب..
أحمد: ومن هي العروس؟
أدهم بحياء: الأخت هاجر التي تعمل معنا في المحل.
أحمد ضاحكا: نعم الاختيار يا أخي وهل تجد فيها المواصفات التي حددتها..
أدهم في جدية: نعم يا عزيزي، فهي حسب علمي والله أعلم تتقي الله ومرجعها الأساسي شرع الله، وما دامت هكذا فأخلاقها حسنة، وفكريا أرى أننا متقاربان ، فهي تقنن كل شيء بشرع الله ولديها منهجية رائعة في النظر إلى الأمور وهذا دليل على نضج وعمق فكريين.
أما الأهداف والرسالة فواحدة الحمد لله والغاية أيضا.
أما من الناحية الشكلية فالحمد لله هناك ارتياح وقد صليت استخارة بعد صلاة المغرب لكي نناقش الموضوع على أساس.
ولكن لا أخفيك تخوفي من رفضها..
أحمد ضاحكا: ومن تستطيع رفضك يا جميل...
أدهم بقلق:العرج الذي في رجلي ألا يشكل مشكلة؟
أحمد: العرج عرج الفهم والسلوك أما الابتلاء من الله فهو عطاء وليس عيبا، ولا تنس أن الله أنعم عليك بنعم كثيرة، وعوضك بالكثير الحمد لله.
أدهم وقد اطمأن قلبه قليلا: الحمد لله وأسأل الله ألا يشكل مشكلة عندها...
ما رأيك في الموضوع شقيقي العزيز؟
أحمد باهتمام: أنا أرى والله أعلم أن الموضوع واضح، حددت مواصفاتك واستخرت الله عز وجل، وبالنسبة للاستشارة فالأخت هاجر نعرفها منذ سنوات وهي بنت حينا وتعمل معنا ولا حاجة للسؤال عنها... وكل شيء تعرفه إلا دواخل الإنسان وهذه دعها للعليم بذات الصدور..
أول خطوة نرى رأيها وهذه سهلة، لندع نور تفاتحها في الأمر إن شاء الله، بعد استشارة والدينا طبعا وبعون الله نفرح بكما في القريب العاجل..
ثم قام الرجلان للاستعداد للنوم وحين مرورهما من البهو وجدا عمر وفاطمة يتناقشان همسا فضحك أحمد مازحا: ماذا هناك أيها الشريران...
أطرق أحمد حياء بينما تلعثمت فاطمة وقالت: كنا فقط نناقش موضوعا يا أبي...
ثم أردفت بمزح: ما رأيكم في الينسون الذي صنعته؟ طعمه طيب أليس كذلك؟
فرد أدهم: سلمت يداك حبيبتي، تأكدي أنك ستكونين طباخة ماهرة في بيتك بإذن الله.
ثم شد أحمد بلطف مازحا: هيا بنا يا أخي فلا مكان لنا الآن هنا، فالنعاس يطبق على فضولنا لمعرفة موضوع النقاش...وقد لمح بسرعة بديهته أن الأمر سري فلا داعي لإحراجهما.
مضى الليل هانئا في بيت تحفه الملائكة وكيف لا والقرآن يتلى فيه ليل نهار ويرضى فيه الله وتعقد فيه مجالس الذكر والعلم وأهله يتقون الله ما استطاعوا ويتوبون بعد الخطأ سريعا عودة وإنابة لله الواحد القهار...
وفي الغد ذهبت نور إلى بيت هاجر بعد صلاة العصر بعد أن استأذنتها في الهاتف...
أهلا أختي الحبيبة نور، ما شاء الله اقترب موعد ولادتك...
هكذا بادرت هاجر نور بعد السلام عند وصولها، فضحكت نور باسمة ثم قالت: نعم فعلا فأنا في الشهر التاسع، وأسأل الله تعالى أن يعينني ويقويني
ثم نظرت إلى هاجر نظرة حنونة مفعمة بالحب والصفاء وقالت:
وأسأله تعالى أن يجعل ولادة حياة جديدة لك على يدي...
فخفق قلب هاجر سريعا وقد فهمت نظرات نور واشتمت من ورائها قرب تحقق وعد الله بحلم بناء أسرة مسلمة كما يحب ويرضى سبحانه...
احتست نور فنجانها من الشاي الساخن المعطر بأعشاب ذات رائحة رائعة ونكهة أروع، ثم بسملت وحمدت الله وفتحت الموضوع مع هاجر دون مقدمات، وهاجر تنصت وتومئ برأسها ونور تسترسل في وصف أدهم وحياته وظروفه وعيوبه ومميزاته، ثم أطرقت حياء حين سألتها نور عن رأيها وقالت:
ماذا أقول يا نور، يكفي أني سأكون معكم وهذا شرف لي... طبعا لم تستطع مصارحتها بما يخالج صدرها من فرحة وسعادة وقبول، لكن نور قرأت ذلك فتبسمت وقالت: على بركة الرحمن، أستأذن الآن حبيبتي فأذان المغرب لم يبق له إلا دقائق، صل صلاة استخارة، ويقينا الله سيؤتيكما الخير، ثم قامت وقد أحست بوجع طفيف تتزايد شدته كلما اقتربت من باب الشقة وهي صابرة تدعو الله خفية أن يرحمها ويلطف بها وما إن وصلت باب الشقة إلا وتيقنت أنه وجع الولادة بعون الله، فطلبت من هاجر الاتصال بأحمد على وجه السرعة لأنها أحست بألم المخاض. ثم انخرطت في ذكر الله والاستغفار واستجمعت شتات قلبها لأنها لحظات مفعمة بمنح الرحمن الذي بشر عباده أن مع العسر يسرا فاليسر ملازم للعسر والمنحة لصيقة للمحنة بفضل من الله ورحمة لعباده...
أمسك أحمد يد نور فشرعا في الدعاء لهما ولأسرتهما ولأهلهما وللمسلمين جميعا وللأمة بالعزة والتمكين وختما دعاءهما بأن يبارك الله في الجيل القادم من صلبهما ثم دخلت نور غرفة الولادة ولسانها يلهج بالاستغفار الذي يفتح الله به الأقفال ويريح به البال ويخفف الأوجاع ويقوي الإنسان على ابتلاءات الحياة...
مصداقا لقول الله عز وجل:
وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) سورة هود
وقال أيضا سبحانه:
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) سورة هود
ظل الجميع بما فيهم أدهم وهاجر ينتظرون فرج الله عز وجل وقد تعلقت قلوبهم بالله الوهاب الذي يصور الخلق في الأرحام كيف شاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم...
وبعد ساعتين خرجت الطبيبة بالبشرى وقالت:
من فيكم السيد أبو حفصة؟
تهللت أسارير أحمد فقفز من مكانه: الله أكبر ولله الحمد أنا يا دكتورة، كيف حال نور؟
الطبيبة: الحمد لله بخير وألف مبارك يا أبا حفصة.
وقد اتفقت الأسرة على تسمية المولود إن كان ولدا مصعب على اسم مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام وإن كانت بنتا حفصة على اسم أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها وزوجة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم..
فاجتمع الكل حوله وقد نطقوا جميعا: الله أكبر، ما شاء الله تبارك الرحمن.
بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره.
وحضن أحمد والديه وقبل رأسيهما وقد تحررت دموع الفرحة من مقلتيه تعبيرا عما يخالج قلبه من شكر للوهاب سبحانه وعرفان بالجميل لمن كان سببا في مجيئه للدنيا وتلا قول الرحمن الرحيم: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) سورة الإسراء
ثم دخل الجميع للاطمئنان على الأم وعلى حفصة الوافدة الجديدة التي تشنفت أذناها بأذان والدها وهو يلقنها أن الله أكبر وألا تسمع لشيء من الدنيا إلا في كنفه ورضاه، وهاهي حفصة تفتح عينيها رويدا رويدا والجميع يتطلع إليها وهي تتأقلم مع العالم الجديد بعد أن كانت في عالم خاص ورعاية خاصة جدا وآن الأوان لأن يكمل الوالدان الطريق لتشق حفصة طريقها إلى النور لتبني بدورها أساس الجيل القادم...
وماهي إلا أيام حتى تمت خطبة أدهم وعقد قرانه على هاجر، فغمرت السعادة الحضور، وتعاهد الزوجان على إرضاء الله وتقواه وبناء أسرة كما يحب في كنفه وبعونه وتوفيقه...
وفي غمرة السعادة والفرح بعمه الغالي، اقترب عمر من أبيه الحبيب، فتنحنح وسلم عليه ونظر إليه وأطال النظر كأنه يتأمل وجهه الذي يشع نورا وإيمانا بفضل الله، وقال: أبتي... أتأذن لي بالزواج.
ضحك أحمد وكأنه كان ينتظر هذا الطلب منذ فترة، ثم حضن ابنه وقال له: طبعا يا حبيبي يا أول فرحتي، سعادتك من سعادتي يا ابني الحبيب.
فاغرورقت عيناه من الفرحة فبكى عمر لبكاء أبيه وحضنه وقبل يده وقال: أحببت أن أعجل بفرحتك لأتعلم على يديك المزيد لأكون أبا صالحا لجيل صالح بإذن الله...
ثم شرعا يتكلمان في التفاصيل عن العروس التي كانت صديقة فاطمة وتدرس في كلية التربية وأهلها أناس بسطاء المعيشة لكن تقواهم وأخلاقهم راقية جدا ترفعهم للقمة...
ختم العرس بصالح الدعاء وعمت الفرحة الأجواء والسعادة تنعش نسمات الهواء والجميع يستشعر رضا رب السماء، كيف لا وتقواه وتحري رضاه يطغى على الأهواء والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الرسل والأنبياء وخير الخلق وسيد الأتقياء وعلى آله وصحبه الأطهار الأنقياء
تمت بحمد الله
أسألكم الدعاء لي بالتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 05-03-2012, 12:35 AM
هدي السلف هدي السلف غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 10
الدولة : Morocco
افتراضي رد: خيوط النور.... رواية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله رواية في غاية الروعة و الجمال تكتنز معاني سامية تم سردها بشكل مميز في قالب مشوق
مشروع حراس الفضيلة يذكرني معنوان كتاب حراسة الفضيلة للعلامة بكر بن عبد الله ابو زيد كتاب جميل أنصح كل فتاة مسلمة أنت تقرأه بإنتظار الجديد و المزيد من روايات أعتذر عن التأخر في الرد على موضوعك لعدم تمكني من الدخول بالحساب القديم والجديد وطال غيابي عن المنتدى و أول ما رجعت إلى المنتدى حملني الشوق لقراءة المزيد
فقد كنت وصلت إلة الحلقة 13 وفوجأة بأن الرواية إنتهت أصارحك بأني كنت أنتظر المزيد لروعتها و لي طلب لو تفضلتي بأن أقوم بنشر الرواية في المنتديات الأخرى بإسمك طبعا
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 05-03-2012, 12:44 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: خيوط النور.... رواية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدي السلف مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله رواية في غاية الروعة و الجمال تكتنز معاني سامية تم سردها بشكل مميز في قالب مشوق
مشروع حراس الفضيلة يذكرني معنوان كتاب حراسة الفضيلة للعلامة بكر بن عبد الله ابو زيد كتاب جميل أنصح كل فتاة مسلمة أنت تقرأه بإنتظار الجديد و المزيد من روايات أعتذر عن التأخر في الرد على موضوعك لعدم تمكني من الدخول بالحساب القديم والجديد وطال غيابي عن المنتدى و أول ما رجعت إلى المنتدى حملني الشوق لقراءة المزيد
فقد كنت وصلت إلة الحلقة 13 وفوجأة بأن الرواية إنتهت أصارحك بأني كنت أنتظر المزيد لروعتها و لي طلب لو تفضلتي بأن أقوم بنشر الرواية في المنتديات الأخرى بإسمك طبعا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك كل خير
أسأل الله تعالى أن يتقبلها قبولا حسنا وأن ينفعنا بها جميعا

هي من تأليفي والمراجعة اللغوية تمت في فريق عمل مشروع حراس الفضيلة

ولك كل الحرية في النشر بالإسم أو بقول منقول فقط كما يروق لك، ما يهم هو وصولها للناس ونسأله تعالى أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل

سيكون هناك جزء ثان تختمر فكرته حاليا وفحواها أن نعمل فلاش باك ونعود للواقع الحالي ثم كيف نصل لهذه الأسرة

نسألكم الدعاء
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 05-03-2012, 08:21 PM
هدي السلف هدي السلف غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 10
الدولة : Morocco
افتراضي رد: خيوط النور.... رواية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارك الله فيكم وفي ما تقدمون لخدمة الإسلام و أهله شكر الله لك ونحن بإنتظار الجديد من قبسات خيوط النور في ظلمت الفتن التي تجتال شباب امتنا فانت فخر بلا شك لبلدي وقدوة يحتدى بها في سماء الإبداع الروائي الهادف

حفظكم الله ووفقكم لك لخير
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 248.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 242.74 كيلو بايت... تم توفير 6.06 كيلو بايت...بمعدل (2.44%)]