شرح حديث حذيفة وأبي هريرة في الشفاعة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28425 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60031 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 819 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-01-2021, 08:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث حذيفة وأبي هريرة في الشفاعة

شرح حديث حذيفة وأبي هريرة في الشفاعة












سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين




عن حذيفة، وأبي هريرة - رضي الله عنهما - قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يجمع الله تبارك وتعالى الناس، فيقوم المؤمنون حتى تُزْلَفُ لهم الجنةُ، فيأتُون آدمَ صلواتُ الله عليه، فيقولُون: يا أبانا، استَفتِح لنا الجنة، فيقولُ: وهل أخرَجَكم من الجنة إلا خطيئةُ أبيكم؟! لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله، قال: فيأتون إبراهيم، فيقول إبراهيم: لست بصاحب ذلك؛ إنما كنت خليلًا مِن وراءَ وراءَ، اعمِدوا إلى موسى الذي كلَّمه الله تكليمًا، فيأتون موسى فيقول: لست بصاحب ذلك؛ اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه، فيقول عيسى: لست بصاحب ذلك، فيأتون محمدًا صلى الله عليه وسلم، فيقوم فيُؤْذَنُ له، وتُرسَل الأمانةُ والرحم فيقومان جَنَبَتَيِ الصراط يمينًا وشمالًا، فيمُرُّ أوَّلُكم كالبرقِ))، قلتُ: بأبي وأمي، أي شيءٍ كمرِّ البرقِ؟ قال: ((ألم تروا كيف يمرُ ويرجعُ في طرفة عين؟ ثم كمرِّ الريح، ثم كمرِّ الطيرِ، وشدِّ الرجال تجري بهم أعمالُهم، ونبيُّكم قائمٌ على الصراط يقول: ربِّ سلِّمْ سلِّمْ، حتى تَعجِز أعمالُ العبادِ، حتى يجيء الرجلُ لا يستطيع السير إلا زحفًا، وفي حافَتَي الصراط كلاليبُ معلَّقةٌ مأمورةٌ بأخذ من أُمِرت به، فمخدوشٌ ناجٍ، ومُكَرْدَسٌ في النار))، والذي نفسُ أبي هريرة بيدهِ، إن قعر جهنم لسبعون خريفًا؛ رواه مسلم.







قوله: "وراء وراء": هو بالفتح فيهما، وقيل: بالضمِّ بلا تنوين، ومعناه: لست بتلك الدرجة الرفيعة، وهي كلمةٌ تُذكَرُ على سبيل التواضُعِ، وقد بسطت معناها في شرح صحيح مسلم، والله أعلم.







قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:



قال المؤلف - رحمه الله - فيما نقله عن حُذَيفة وأبي هريرة - رضي الله عنهما - في حديث الشفاعة، وذلك أن النبي صلى الله عيه وسلم وعَدَه ربُّهُ أن يبعثه مقامًا محمودًا، فقال جل وعلا: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 79]، وإذا جاءت "عسى" من الله فهي واجبة، بخلاف "عسى" من الخَلْق، فإنها للترجِّي؛ فإذا قلتَ: عسى الله أن يهديَني، عسى الله أن يغفر لي، عسى الله أن يرحمني، فهذا رجاء، أما إذا قال الله: "عسى"، فهذا وعد؛ لذلك قالوا: "عسى من الله واجبةٌ"؛ مثل قوله تعالى: ﴿ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ﴾ [النساء: 99]، وقوله: ﴿ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ ﴾ [المائدة: 52]، وما أشبه ذلك.







فالله عز وجل وعَدَ نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يبعثه مقامًا محمودًا؛ أي: مقامًا يَحمَدُه فيه الأولون والآخرون، وذلك من عدة أوجه: منها حديث الشفاعة، فإن الناس يُبعثون يوم القيامة حُفاةً عُراة غُرْلًا، حفاة ليس عليهم نعال، وعُراة ليس عليهم ثياب، وغرلًا أي غير مختونين، يعني أن الجِلْدة التي تُقطع في الختان للطهارة تعود يوم القيامة، كما قال تعالى: ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ﴾ [الأنبياء: 104].







فيجمع الله الخلائق، والشمس فوقهم قدر ميل، أهوالٌ عظيمة، يشاهدون الجبال تمرُّ مرَّ السحاب، تكون هباءً منثورًا، فيَلحَقُهم من الهمِّ والغمِّ ما لا يطيقون، فيقول بعضهم لبعض: ألا تطلبون من يشفع لنا عند الله! فيذهبون إلى آدم فيطلُبونه للشفاعة، فيذكر خطيئته التي وقَعت منه.







والخطيئة التي وقعت منه هي أن الله سبحانه وتعالى قال له ولزوجه حين أسكنهما الجنة: ﴿ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 35]، شجرة عيَّنها الله عزَّ وجلَّ، وليس لنا في معرفة نوعها كبيرُ فائدة؛ ولهذا فنحن لا نعرف نوع هذه الشجرة: هل هي من شجر الزيتون، أم من الحنطة، أم من العنب، أم من النخل؟ لا ندري، فالواجب أن نُبهِمَها كما أبهمها الله عزَّ وجلَّ، ولو كان لنا في تعيينها فائدة لعيَّنها الله عزَّ وجلَّ.







فقال عزَّ وجلَّ لآدم وحواء: ﴿ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 35]، فأتاهما الشيطان فوسوس لهما، ودلَّاهما بغُرور، وقاسَمَهما إني لكما لمن الناصحين، وهكذا يفعل في بني آدم، يغُرُّهم ويُغريهم ويوسوس لهم، ويقسم إني ناصح، وهو كذوب.







فيذكر خطيئته هو وزوجته أنه أكل من هذه الشجرة، فأمَرَهم الله عزَّ وجلَّ أن يَهبِطا من الجنة إلى الأرض، فهبطا إلى الأرض وكانت منهم هذه الذرية، التي منها الأنبياء والرسل والشهداء والصالحون، ثم يعتذر بهذا العذر، وفي هذا الحديث - أعني حديث الشفاعة - أن آدم يعتذر بأكله من الشجرة، دليلٌ على أن القصة التي رويت عن ابن عباس أن حواء حمَلتْ فجاءها الشيطان فقال: سمِّي الولد عبدالحارث أو لأجعلَنَّ له قَرْنَ إيَّلٍ فيخرُج من بطنك فيشقه، فأبيا أن يطيعا، وجاءهم في المرة الثانية، فأبيا أن يطيعا، فجاءهما في المرة الثالثة فأدرَكَهما حبُّ الولد فسمياه عبد الحارث، وجعل ذلك تفسيرًا لقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الأعراف: 189، 190].







فإن هذه القصة قصة مكذوبة ليست بصحيحة، من وجوه:



الأول: أنه ليس في ذلك خبر صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه القصة من الأخبار التي لا تُتلقَّى إلا عن طريق الوحي.







الثاني: أن الأنبياء معصومون من الشِّرك باتفاق العلماء.







الثالث: أنه ثبت في حديث الشفاعة أن الناس يأتُون إلى آدم يطلُبون منه الشفاعة، فيعتذر بأكله من الشجرة وهو معصية، ولو وقع منه الشِّرك لكان اعتذاره به أقوى وأولى وأحرى.







فهذه الوجوه وغيرها تدل على أنه لا يجوز أن يعتقد أن آدم وحواء يقع منهما شركٌ بأي حال من الأحوال.







يعتذر آدم عن الشفاعة، فيأتي الناس نوحًا عليه السلام، وهو أول رسول أرسله الله إلى الأرض، فيخاطبه الناس بهذه المنقبة، فيقولون له: أنت أول رسول بعثه الله إلى الأرض، اشفع لنا عند ربك، فيعتذر؛ لأنه سأل ربَّه ما ليس له به علم، وذلك حين قال: ﴿ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [هود: 45].







وكان لنوح ولدٌ كافر به، والده رسول ولكنه كفر بالرسول، والعياذ بالله؛ لأن النَّسَبَ لا ينفع الإنسان، فابن العالِم لا يأتي عالمًا، بل قد يكون جاهلًا، وكذلك ابن العابد لا يأتي عابدًا، قد يكون فاسقًا فاجرًا، ابن الرسول لا يكون مؤمنًا، بل هذا ابن نوح عليه السلام أحد أبنائه كان كافرًا، كان أبوه يقول: ﴿ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴾ [هود: 42]، فيجيبه قائلًا: ﴿ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴾ [هود: 43].







غرق الولد مع الكافرين، والعياذ بالله، وكان نوحٌ قد قال: ربي إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين.







فيعتذر نوح بأنه سأل ما ليس له به علم، والشافع لا يكون بينه وبين المشفوع إليه جفوة؛ بل لا بد أن يكون بينهما صلة قوية لا يخدشها شيء، مع أن نوحًا عليه الصلاة والسلام غفر الله له، وآدم غفر الله له، اجتباه ربُّه فتاب عليه، فغفر الله له، ولكن لكمال مرتبتهم وعلوِّ مقامهم، جعلوا هذا الذنب الذي غُفِر لهم جعلوه مانعًا من الشفاعة، كل هذا تعظيمًا لله عزَّ وجلَّ، وحياء منه، وخجلًا منه.







ثم يأتون إلى إبراهيم خليل الله عزَّ وجلَّ عليه الصلاة والسلام، فيعتذر ويقول: إنه كَذَبَ في ذات الله ثلاثَ كَذَباتٍ، وهذه الكَذَبات التي كَذَبَها ليست كذبًا في الواقع؛ لأنه عليه الصلاة والسلام قد تأوَّل فيها، والتأوُّل ليس بكذب، لكن لشدة تعظيمه لله عزَّ وجلَّ، رأى أن هذا مانع للشفاعة؛ أي من أن يتقدَّم للشفاعة لأحد.







ثم يأتون موسى عليه الصلاة والسلام ويقولون له: إن الله كلَّمك، وكتب لك التوراة بيده، فيعتذر بأنه قتَلَ نفسًا لم يؤمَر بقتلها، وذلك أن موسى عليه الصلاة والسلام كان من أشدِّ الرجال وأقواهم، فمرَّ ذات يوم برجُلينِ يقتتلان؛ هذا من شيعته؛ يعني من بني إسرائيل، وهذا من عدوه؛ يعني من آل فرعون من القبط، فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوِّه، يعني طلب منه أن يغيثه وأن يعينه على هذا الرجل، فوكَزَه موسى؛ أي وكز الذي من عدوِّه، فقضى عليه، أي هلك ومات بوكزة واحدة؛ لأنه كان قويًّا شديدًا عليه الصلاة والسلام، فقال: ﴿ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ﴾ [القصص: 15]، وفي الصباح وجد صاحبه الذي كان بالأمس، وجده يتنازع مع شخص آخر، قال تعالى: ﴿ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [القصص: 18]، يعني بالأمس كنت تنازع رجلًا واليوم تنازع آخَرَ، فهمَّ موسى أن يبطش بالذي هو عدوٌّ لهما، فقال الإسرائيلي: ﴿ أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ﴾ [القصص: 19]، وكان الناس يتحسسون مَن الذي قتل الرجل بالأمس؟ ففطن لذلك الفرعونيُّ، فأخبَرَ الناس أن موسى قاتلُه، فالشاهد من ذلك أن موسى عليه السلام يعتذر إلى الخلق يوم القيامة؛ لأنه قتل نفسًا لم يؤمَر بقتلها.







ثم يذهبون إلى عيسى عليه الصلاة والسلام ويقولون له: أنت كلمة الله وروحه.







كلمة الله: يعني أنك خُلقت بكلمة الله. وروحه: أي أنك روح من أرواح الله عزَّ وجلَّ التي خلقها.







فيعتذر، ولكنه لا يذكر ذنبًا، أو لا يذكر شيئًا يعتذر به، فيُحيلهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: اذهبوا إلى محمد؛ عبدٌ غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيقوم فيُؤْذَن له، فيَشفع، فيشفع في الناس حتى يُقضى بينهم.







وفي هذا الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله: أنَّ الأمانة والرحم تقفان على جانبي الصراط.




والصراط: جسر ممدود على متن جهنم، واختلف العلماء في هذا الجسر، هل هو جسر واسع، أو هو جسر ضيق؟ ففي بعض الروايات أنه أدقُّ من الشعر، وأحَدُّ من السيف، ولكن الناس يعبُرون عليه، والله على كل شيء قدير، وفي بعض الروايات ما يدل على أنه طريق دحض ومَزَلَّة.








وعلى هذا الجسر كلاليبُ تخطف الناس بأعمالهم، فمن الناس من يُخطَف فيُلقى في النار، ومنهم من يمرُّ سريعًا كلمح البَرْقِ، ومنهم من يمر كركاب الإبل أو كالريح حسب درجاتهم وأعمالهم، تجري بهم أعمالهم، كل من كان في هذه الدنيا أسرَعَ إلى التزام صراط الله عز وجل واتِّباع شريعته، كان على هذا الصراط أسرع مرورًا، ومن كان متباطئًا عن الشرع في الدنيا، كان سيره هناك بطيئًا، ودعاءُ الرسل يومئذٍ: "اللهم سلِّمْ سلِّم"، كلٌّ يخاف على نفسه؛ لأن الأمر ليس بهيِّن، الأمر شديد، الناس فيه أشد ما يكونون خوفًا ووجلًا حتى يعبر المسلمون هذا الصراط إلى الجنة.







ومن الناس من يُكردَس في نار جهنم ويُعذَّب على حسب عمله.







أما الكفار الخلَّص، فإنهم لا يصعدون على هذا الصراط ولا يمرُّون عليه، بل يُذهَب بهم إلى جهنم قبل أن يصعدوا هذا الصراط، ويَذهبون إلى جهنم وِرْدًا، إنما يصعده المؤمنون فقط، لكن من كان له ذنوب لم تُغفر، فإنه قد يقع في نار جهنم، ويُعذَّب بحسب أعماله، والله أعلم.







المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 475 - 483)






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.43 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]