الكف عن الأعراض .. شيمة النبلاء.. - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         علاقة القرآن بشهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ماهية الاعتصام بالله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فوائد مختصرة منتقاة من المجلد الأول من الشرح الممتع على زاد المستقنع للعلامة العثيمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          سحر صلاة العشاء في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أساليب التعذيب النفسي في السجون الإسرائيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حق اليقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          آل عمران.. المرابطون ببيت المقدس!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 25015 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2021, 05:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,367
الدولة : Egypt
افتراضي الكف عن الأعراض .. شيمة النبلاء..


الكف عن الأعراض .. شيمة النبلاء..
خالد رُوشه


الحضارات لا تستقيم إلا بالقيم والأخلاق، ولايمكن للتكنولوجيا وحدها أن تنشىء حضارة، بل إن سوء الأخلاق سبب من اسباب سقوط الحضارات على المستوى القيمي والثقافي والتربوي مهما تقدمت ماديا، فبناء الإنسان قبل بناء المادة .
وأكثر ما يثلم الأخلاق وينقض القيم الفاضلة ويسىء إلى المرء، سوء لسانه، وكثيرا ما حذرنا ديننا الحنيف من خطايا اللسان وأمراضه، حتى بين أن خطره على المرء يودي به إلى المهلكة، ففي الحديث :" وهل يكب الناس على وجوههم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم " الترمذي !
ويصف النبي صلى الله عليه وسلم المسلم فيقول :" ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء" رواه أحمد، وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه" رواه الإمام أحمد .
وبين سبحانه أن هناك حسابا دقيقا على كل ما يتلفظ به المرء من المساوىء، قال سبحانه " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " .
وقد انتشر بين الناس مع كل أسف الاستهانة بالطعن في غيرهم، في سيرتهم وأعراضهم، يتحدثون عنهم بكل نقيصة، بدليل وبغير دليل، حتى صار الطعن في الأعراض شيئا هينا يسيرا على الألسنة .
ما زاد خطورة الأمر أن هذه الصفة الذميمة قد تسربت إلى بعض المتدينين، بل وبعض طلبة العلم، فقد صار بعضهم لا يدقق في كلماته، فقد يرمي هذا أو ذاك بكلمات هي في ذاتها محرمة منكرة، وليس معه ثم دليل سوى غضبه منه أو معرفة بعض أخطائه وسقطاته !
الصالحون يحرصون دوما على تنقية وتهذيب كلماتهم كما يحذرون اشد حذر من الوقوع في أعراض الناس، بل يكبحون جماح ألسنتهم و ويهذبون مسيرة نفوسهم، فيسترون العاصي، ويدعون بالتوبة لكل مذنب، وينصحون الجاهل، ويصبرون على الغافل، ولا يطعنون في سيرة أحد أو عرضه .
وإنما يستطيع المؤمن الصالح ذلك دون غيره إذ إنه قد ربى قلبه وهذبه وطهره ونقاه من أمراض الحسد والحقد والبغضاء للآخرين، كما طهره من رغبة العلو على الناس والتفاخر بينهم أو الرغبة في الظهور عليهم وإسقاطهم .
إن طهارة القلب إذن هي الاساس في الاتصاف بهذه الصفة الكريمة، صفة أشراف هذه الأمة، الذين يتقربون إلى الله سبحانه بطهارة قلوبهم وبحسن ظنهم، وبنقاوة نفوسهم من الغل والطمع .
الأسافل هم الذين يتخذون من أعراض الناس هدفا للطعن والانتقاص، في ذات الوقت الذي يجملون أنفسهم ويزينونها بالكذب والزور .
لقد عنيت ههنا بتذكرة مختصرة بالتوجيه الإيماني على لسان النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح في التحذير من هذا المسلك الشائن الذي لا يليق بالمؤمنين بحال :
فالعرض بعمومه كما قال ابن قتيبة :" هو موضع المدح والذم من نفسه أو سلفه أو من نسب إليه و ما يصونه من نفسه وحسبه "
فكل ما يحرص الإنسان على أن يصونه هو عرض بالمعنى العام الشامل، وبالتالي فكل ما يشين ما حرص المؤمن على صيانته هو اعتداء على عرضه، سواء أكان ذلك عبر انتقاص في سيرته أو ذم في شأنه أو شأن من يعول من أهله وزوجه وولده او صفة من صفاته .
قال السعدي في تفسير قوله تعالى " ولا تجسسوا ": " أي لا تفتشوا عن عورات المسلمين ولا تتبعوها واتركوا المسلم على حاله واستعملوا التغافل عن أحواله التي إذا فتشت ظهر منها ما لا ينبغي " .
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم مقام الأخوة الإيمانية والمناهي التي يجب أن يحذرها المؤمنون بين بعضهم بعضا بما لا يدع لأحد سبيلا إلى إساءة، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات -، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه" رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه ) متفق عليه .
كما بين صلى الله عليه وسلم العائدة المشينة للواقعين في أعراض الناس، فقال صلى الله عليه وسلم: " إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق" رواه أبو داود .
بل زاد الأمر وضوحا وزاد البيان أثرا، فعن أنس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: " لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم " رواه أبو داود
إن الوقوع في سير الناس وأعراضهم لهو الخسران الحق و في الدنيا والآخرة، فهو لا يبقي فضيلة ولا يثبت بركة، بل ياكل الحسنات ويزري بالمرء و ويعرضه لغضب الرحمن الرحيم وعقابه، فياتي يوم القيامة مفلسا تمام الإفلاس ..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أتدرون ما المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار" أخرجه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه " رواه البخاري .
انها مكرمة في ذاتها أيضا، وعبادة كريمة، وصفة مشرفة ولاشك، أن ترد عن عرض أخيك و فتدافع عنه، وتنافح عن عرضه وسيرته، إنها صفة المروءة وشيمة الرجولة وبشارة لحسن المآل: فقد نقل ابن المبارك في الزهد قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :" لا يعجبنكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدى الأمانة وكف عن أعراض الناس فهو الرجل " .
واورد ابن ابي الدنيا في ذم الغيبة قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: « أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة ولكن في الكف عن أعراض الناس »، وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة" رواه الترمذي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.94 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]