كتمان الغضب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836806 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379363 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191145 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2666 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 660 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 945 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1094 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 854 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 837 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-10-2020, 10:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي كتمان الغضب

كتمان الغضب


الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم






الحمد لله العزيز الغفار، أحمده سبحانه من إله عظيم رحمته سبقت غضبه، وأخْذُه أخذ عزيز مُقتدِر، وأشكره على ما مَنَّ به من الفَضْل والإحسان لمن تاب وأناب، وعفا وسامح، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل في مُحكَم كتابه: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل من جاهَد وصبَر، وعبَد وشكر، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وجميع أتباعه، والمتمسِّكين بهديه الراضين بالقضاء، والصابرين في البأساء والضراء، والناطقين بكلمة الحق في الغضب والرضا.


أما بعد:
فأيها الناس، اتقوا الله تعالى، واحذروا مخالفةَ أمر الله - عز وجل - وأمرِ رسوله صلى الله عليه وسلم، واعلموا أن للغضب أضرارًا تَنجُم عنه، كما أن له أسبابًا تُطفئه، من أبرزها: كِتمانه وحبسه في النَّفْس وعدم إظهاره؛ ففي ذلك فضل كثير، وخير عميم، دلَّ عليه القرآن والسُّنَّة، ومدافعة الغضب بأن يَملِك نفسه عند الغضب، قال صلى الله عليه وسلم: ((ليس الشديد بالصرعة؛ وإنما الشديد الذي يَملِك نفسَه عند الغضب))، وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فما تَعُدون الصرعة فيكم؟))، قلنا: الذي لا يَصرعه الرجال، قال: ((ليس بذلك، ولكنه الذي يَملِك نفسه عند الغضب))[1].


أيها المسلم:
واسمع ما جاء في فضلِ من كتَم الغيظَ وهو قادر على تنفيذه؛ لأنه يكون بذلك صابرًا محتسبًا وأجرُه عند الله تعالى عظيم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كَظَم غيظًا وهو قادر أن يُنفِذه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يُخيِّره من أي الحور شاء))، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وما من جُرْعة أَحبُّ إلى الله من جرعة غيظٍ يَكظِمها عبدٌ، ما كظَمها عبدٌ لله إلا ملأ الله جوفَه إيمانًا)).


أيها المسلمون:
إن هذا الفضل الكثير بكتمان الغضب، قد تلقَّاه الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم عن نبيهم صلى الله عليه وسلم محبة وتأسيًا؛ جاء رجل إلى سلمان رضي الله عنه فقال: يا أبا عبدالله، أوصني، قال: لا تغضب، قال: أمرتَني ألا أغضب، وإنه ليغشاني ما لا أَملِك؟ قال: فإن غضبتَ فاملِك لسانَك ويدك، قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - في جامع العلوم والحكم: وملكُ لسانه ويده هو الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم، بأمره لمن غضب أن يجلس ويضطجع، وبأمره له أن يَسكُت، وقال تعالى في صفة المتقين الذين أُعِدت لهم الجنة: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]، وقال في صفة المتوكلين: ﴿ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى: 37]، فالواجب على المسلم أن تكون شهوته مقصورة على طلب ما أباحه الله، وربما تناولها بنيَّة صالحة فأُثيب عليها، وأن يكون غضبه غَيرة على دِينه، وإنكارًا على مَن عصى الله ورسوله، فالذي ينبغي للمسلم أن يتباطأ في غضبه؛ فلا يغضب من أجل الانتقام لنفسه والانتصار لها، بل يَستعمِل الرِّفقَ والحِلم؛ فإن الأمر ما دام في جوف الإنسان لم يَندَم عليه، والذي ينبغي أن يكون له غضب المسلم هو: ما إذا انتهكت محارم الله، أو سُبَّ دِينه، أو خُدِش عِرْضه، وهذه كانت حالة النبي صلى الله عليه وسلم الذي لنا فيه الأسوة الحسنة؛ فإنه صلى الله عليه وسلم كان لا يَنتقِم لنفسه، ولكن إذا انتهكت حُرمات الله لم يَقُم لغضبه شيءٌ، ولم يضرب بيده خادمًا ولا امرأة، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وخدَمَه أنسٌ عشر سنين فما قال له: أفٍّ قط، ولا قال لشيء فعَله: لمَ فعلتَ كذا؟ ولا لشيء لم يفعلْه: ألا فعلتَ كذا؟ وفي رواية: أنه كان إذا لامَه بعضُ أهله، قال صلى الله عليه وسلم: ((دَعُوه؛ فلو قُضي شيء كان)).


وسُئلت عائشة رضي الله عنها عن خُلِق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: "كان خُلُقه القرآن"؛ يعني كان يتأدَّب بآدابه، ويتخلَّق بأخلاقه؛ فما مدحه القرآن كان فيه رضاه، وما ذمَّه القرآن كان فيه سَخَطه، فكان صلى الله عليه وسلم إذا رأى أو سمِع ما يَكرَهه اللهُ، غضِب لذلك، وقال فيه ولم يسكت، وقد دخل بيت عائشة رضي الله عنها فرأى سترًا فيه تصاوير، فتلوَّن وجهه وهتَكَه، وقال: ((إن من أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يُصوِّرون الصور))، ولما شُكي إليه الإمام يُطيل الصلاةَ بالناس حتى يتأخَّر بعضهم عن الصلاة معه، غضب واشتد غضبه، ووعظ الناس وأمر بالتخفيف، ولما رأى النخامة في قِبْلَةِ المسجد، تغيَّظ وحكَّها، وقال: ((إن أحدكم إذا كان في الصلاة، فإن الله حيال وجهه، فلا يتنخَّمن حيالَ وجهه في الصلاة))، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ((أسألك كلمةَ الحق في الغضب والرضا))، وهذا عزيز جدًّا، وهو أن الإنسان لا يقول سوى الحق، سواء غضِب أو رضي؛ فإن أكثر الناس إذا غضب لا يتوقَّف فيما يقول، وجاء في الحديث: ((ثلاثة من أخلاق الإيمان: مَن إذا غضِب لم يُدخِله غضبه في باطل، ومَن إذا رضي لم يُخرِجه رضاه من حق، ومن إذا قَدَر لم يتعاطَ ما ليس له)).


وحتى إذا رأى ما يُسخِط اللهَ وأغضبه ذلك، فلا يتعاطى ما يُخرِجُه عن طوره وحدِّه، وقد أخبَر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجلين ممن كان قبلَنا كان أحدهما عابدًا، وكان الآخر مُسرِفًا على نفسه، وكان العابد يَعِظه فلا ينتهي، فرآه يومًا على ذنب استعظَمه، فقال: والله لا يغفر الله لك، فغفر الله للمُذنِب، وأحبط عملَ العابد، وقال أبو هريرة رضي الله عنه - يُحذِّر الناس أن يقولوا مِثل هذه الكلمة في غضب -: "والذي نفسي بيده، لتكلَّمَ بكلمة أوبقتْ دنياه وآخِرتَه"، فهذا غضِب لله، ثم تكلَّم في حال غضبه لنفسه ومتابعة هواه بما لا يجوز، وحكَم على الله بما لا يعلم؛ فأحبَط الله عمله، فكيف بمن تكلَّم في غضبه لنفسه ومتابَعة هواه بما لا يجوز؟ ولربما إذا غضِب الإنسان دعا على نفسه وأهله وماله، وهذا مما لا يجوز أيضًا.


فقد روى جابر رضي الله عنه قال: "سِرْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ورجل من الأنصار على ناضحٍ له، فتلوَّن عليه بعضَ التلون، فقال له: سِرْ يَلعَنك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انزل عنه، فلا يصحبنا ملعون، لا تدْعوا على أنفسكم ولا على أولادكم، ولا تدْعوا على أموالكم؛ لا تُوافِقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم)).


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133، 134].


نسأل الله أن يُجنِّبنا الغضبَ، وأن يُوفِّقنا للصواب في القول والعمل، ويُجنِّبنا الزلَل.


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


[1] صحيح مسلم (6641).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.17 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.57%)]