شرح حديث ابن عباس في قصة عيينة بن حصن مع عمر بن الخطاب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213403 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-12-2019, 09:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث ابن عباس في قصة عيينة بن حصن مع عمر بن الخطاب

شرح حديث ابن عباس في قصة عيينة بن حصن مع عمر بن الخطاب
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين


عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ القُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجْلِسِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَمُشاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا، فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ: يَا بْنَ أَخِي، لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ، فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيهِ، فاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ: هِيه يَا بْنَ الخَطَّابِ، فَوَاللهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ، وَلَا تَحْكُمُ فِينَا بالْعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبيِّهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 198]، وَإِنَّ هَذَا مِنَ الْجَاهِلِينَ، وَاللهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى[1]؛ رواه البخاري.



قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:

ما زال المؤلف رحمه الله يأتي بالأحاديث الدالة على الصبر وكظم الغيظ، فذكر هذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين، وثالث رجل في هذه الأمة الإسلامية، بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، وبعد الخليفة الأول، فعمر هو الخليفة الثاني.



وكان قد اشتَهر بالعدل بين الرعية، وبالتواضع للحق، حتى إن المرأة ربما تذكره بالآية في كتاب الله، فيقف عندها ولا يتجاوزها، فقد قدم عليه عيينة بن حصن وكان من كبار قومه، فقال له: هيه يا بن الخطاب؛ هذه كلمة استنكار وتلوُّم، وقال له: إنك لا تعطينا الجَزْل، ولا تحكم فينا بالعدل.



انظر إلى هذا الرجل يتكلم عن هذا الخليفة المشهور بالعدل بهذا الكلام، مع أن عمر كما قال ابن عباس رضي الله عنه: «كان جلساؤه القراء»؛ القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم جلساؤه، سواء كانوا شيوخًا أو كهولًا أو شبابًا، يشاورهم ويدنيهم، وهكذا ينبغي لكل أمير أو خليفة أن يكون جلساؤه الصالحين؛ لأنه إن قُيِّض له جلساء غير صالحين؛ هلك وأهلك الأمة، وإن يسر الله له جلساءَ صالحين نفع الله به الأمة؛ فالواجب على ولي الأمر أن يختار من الجلساء أهل العلم والإيمان، وكان الصحابة رضي الله عنهم القراء منهم هم أهل العلم؛ لأنهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل.



لَما قال الرجل هذا الكلام لعمر: إنك لا تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل، غضِب رضي الله عنه غضبًا حتى كاد أن يهم به؛ أي: يضربه أو يبطِش به، ولكن ابن أخي عيينة بن حصن: الحر بن قيس، قال له: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [لأعراف: 199]، وإن هذا من الجاهلين، فوقف عمر ولم يتجاوزها؛ لأنه كان وقافًا عند كتاب الله رضي الله عنه وأرضاه، فوقف، وما ضرب الرجل وما بطش به؛ لأجل الآية التي تُلِيت عليه.



وانظر إلى أدب الصحابة رضي الله عنهم عند كتاب الله؛ لا يتجاوزونه، إذا قيل لهم: هذا قول الله، وقفوا، مهما كان، فقوله تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ ﴾؛ أي: خذ ما عفا من الناس وما تيسر، ولا تطلب حقَّك كله؛ لأنه لا يحصل لك، فخُذ منهم ما عفا وسهل.



وقوله: ﴿ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ؛ أي: اأْمُر بما عرفه الشرع وعرفه الناس، ولا تأمر بمنكر، ولا بغير العرف؛ لأن الأمور ثلاثة أقسام:

1- منكر يجب النهي عنه.

2- وعُرْف يُؤمر به.

3- وما ليس بهذا ولا بهذا فإنه يسكت عنه.



ولكن على سبيل النصيحة ينبغي للإنسان ألا يقول إلا قولًا فيه خير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»[2].



وأما قوله: ﴿ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾؛ فالمعني: أن من جَهِلَ عليك وتطاول عليك فأعرض عنه، لا سيما إذا كان إعراضك ليس ذُلًّا وخُنُوعًا.



مِثْل عمر بن الخطاب إعراضه ليس ذُلًّا ولا خُنُوعًا، فهو قادرٌ على أن يبطش بالرجل الذي تكلم، لكن امتثل هذا الأمر وأعرض عن الجاهلين.



والجهل له معنيان:

أحدهما: عدم العلم بالشيء.

والثاني: السفه والتطاول، ومنه قول الشاعر الجاهلي:

أَلَا لَا يَجْهَلَنَّ أَحَدٌ عَلَيْنَا *** فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَ



أي: لا يَسْفَهْ علينا أحدٌ، ويتطاول علينا، فنكون أشد منه، لكن هذا شعر جاهلي، أما الأدب الإسلامي، فإن الله تعالى يقول: ﴿ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، سبحان الله! إنسان بينك وبينه عداوة؛ أساء إليك، ادفَع بالتي هي أحسن، فإذا دفعت بالتي هي أحسن ففورًا يأتيك الثواب والجزاء؛ ﴿ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾، وقوله: ﴿ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾؛ أي: قريب صديق في غاية ما يكون من الصداقة والقرب، والذي يقول هو الله عز وجل مُقَلِّب القلوب، ما من قلب من قلوب بني آدم إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يصرفه كيف يشاء فهذا الذي كان عدوًّا لك ودافعته بالتي هي أحسن، فإنه ينقلب بدل العداوة صداقة؛ ﴿ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾.



فالحاصل أن هذه الآية الكريمة: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، لما تُلِيت على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقف ولم يبطش بالرجل، ولم يأخذه على جهله.



فينبغي لنا إذا حصلت مثل هذه الأمور؛ كالغضب والغيظ، أن نتذكر كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أن نسير على هديهما، حتى لا نضل، فإن من تمسك بهدي الله فإن الله يقول: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه: 123]، والله الموفق.





[1] أخرجه البخاري (4642).




[2] متفق عليه: أخرجه البخاري (6108)، ومسلم (47).









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.24 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]