عبرة أصحاب الكهف - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-12-2019, 04:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي عبرة أصحاب الكهف

عبرة أصحاب الكهف




د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم







الحمد لله فاطر البرايا، واهب العطايا، عليم بالخبايا، عفو للخطايا. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أصدق الخلق إيماناً وأنبلهم سجايا، صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه وأتباعه أزكى الصلاة والتحايا.

أيها المؤمنون!
الإيمان أعز منّة، وأجزل منحة، وأهنأ كرامة؛ فهو الحياة والنور والبصيرة، يقول الله - تعالى -: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [الأنعام: 123]؛ فلا حياة إلا به، ولا نور، ولا هداية. من ذاق طعمه لم يعتض عنه وإن كان العوضُ ملكَ الدنيا بأسرها؛ إذ ليس للإيمان عوض. لأجله أزهقت مهج، وبذلت أموال، وفورقت أوطان، وعودي أقارب، وهجرت مألوفات ومتع، وبات نبأ أهله الصادقين أعجب الخبر وأبلغه عظةً وأثراً. ومن تلكمُ الأنباء نبأ فتية الكهف الذي قصه الله - سبحانه - في كتابه تفصيلاً بعد إجمال. نبؤهم آية خارجة عن العادة؛ فكانت عجباً، لكنّ في آيات الله ما هو أعجب منها!

إنهم فتية من الشباب ذوو قوة وعزيمة، ما تجاوز عددهم العشرة وهم إلى السبعة أقرب، نشأوا في مجتمع كفر وطغيان، ومنّ عليهم المنان بكرامة الإيمان، وزادهم من هداه، وربط على قلوبهم بالثبات والطمأنينة في أتّون (موقد) ذلك المجتمع الكفري الظلوم الذي لا يتعامل مع المؤمن إلا بالرجم أو الفتن عن الدين؛ فقاموا بالإيمان قولاً وفعلاً، ﴿ فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴾ [الكهف: 14]؛ إقرار بالربوبية والألوهية؛ فهو الإله الذي يُدعى دون ما سواه، وأن صرف ذلك الدعاء لغيره ميل عظيم عن الحق. ورأوا بنور التوحيد حلكة ظُلمة الشرك التي اكتنفت قومهم حين اتخذوا آلهة يدعونها من دون الله بغير حجة ولا برهان؛ فكانت جناية تتقاصر عنها كل جناية؛ فلا ذنب أعظم من الشرك؛ لأنه أعظم الكذب المفترى على الله - جل وعلا -. ولما رأوا ألا يد لهم بإظهار إيمانهم ومقارعة قومهم وخافوا الفتنة في دينهم والبوء بالخسار بادروا في هجرة قومهم؛ إذ كانت هي السبيل الأمثل لحفظ الإيمان ونمائه؛ لئلا يحرموا الفلاح. وتمخض رأيهم في طلب النجاء بعد اعتزالهم قومهم بإوائهم إلى كهف يعرفونه، يجتمعون فيه ويعبدون ربهم دون أن يراهم أحد حتى يقضي الله بفرج تغيّرِ الحال أو بتوفيّه إياهم من غير افتتان. وشأنهم تضرع إلى الله بسؤاله رحمةً تحيطهم وتهيئتَه لهم أسبابَ رشدٍ تعصمهم من الزلل. وحسن ظنهم بربهم وهم يباشرون الهجرة إلى الكهف يملأ قلوبهم: أنْ ينشر لهم من رحمته؛ فلا يضيقون بالكهف، وأنْ يهيئ لهم في جميع أمورهم رفقاً ويسراً.

أيها المسلمون!
كانت رحمة الله وتيسيره تحيط بهؤلاء الفتية حين اختاروا كهفاً ذا باب شمالي تميل عن يمينه الشمسُ إذا طلعت، وإذا تضيفت للغروب تصيبهم؛ فكانوا في جوفه الرحب. وتأمل حفظ الله لهم وهم في رحبة الكهف؛ إذ جعل الشمس لا تصيبهم إلا وقتاً يسيراً قبل الغروب حين يضعف وهجها؛ فينتفعون بها دون ضرر، والهواء يغشاهم في تلك الرحبة، وضرب على آذانهم نومة استغرقت ثلاثمائة وتسع سنين لو رآهم الرائي لظنهم أيقاظاً؛ لانفتاح أعينهم فلا تفسد - كما قال المفسرون -، وجعلهم يتقلّبون في نومهم بين جنبهم الأيمن والأيسر؛ لئلا يختلَّ توازن الدم في أجسامهم أو تأكل الأرض أجسادهم والله تعالى قادر على حفظهم من الأرض من غير تقليب لكنه تعالى حكيم؛ أراد أن تجري سنته في الكون، ويربطَ الأسبابَ بمسبباتها. وكلبهم باسط ذراعيه عند الباب للحراسة كأنه لم ينم، وألقى عليهم مهابة تملأ قلب رائيهم رعباً فلا يملك إلا الفرار حين يراهم؛ وذاك ما أوجب بقاءهم كلَّ هذه المدة الطويلة دون أن يعثر عليهم أحد مع قربهم من المدينة. هكذا حِفْظُ الله لمن حفظه.

معشر الإخوة!
وبعد أن تم كتاب النوم أجله الذي دام ثلاثمائة وتسع سنين دون أن يتغير منهم شيء أيقظهم الله جميعاً فدار حوار بينهم في تحديد فترة نومهم إثر سؤال أحدهم إياهم عن تلك المدة فمنهم من قال: يوماً أو بعض يوم، ومنهم من ردّ العلم بها إلى الله. ثم اختاروا أحدهم؛ ليشتري لهم بعملة فضية كانت معهم أطيبَ طعام وألذَّه في المدينة، وأوصوه بالحذر؛ فيلزمَ التلطف والتخفي في ذهابه وشرائه وإيابه؛ لئلا يظهر أمرهم، وذكروا محذور ظهور أمرهم عند قومهم، وأنهم إذ ذاك بين عذابين: رميٍ بالحجارة أو فتنة بالدين ونكوص عن الهدى فلا يفلحون إذاً أبداً. وهكذا لا يزال همّ حفظ إيمانهم يعتمل في نفوسهم ويلازم أمور حياتهم حتى في ما لا يقوم أودهم إلا به. ومع كل تلك الاحترازات نفذ قدر الله؛ إذ أعثر الناس على مكانهم؛ لحكمة أرادها الله؛ فاليقين بحقيقة وعد الله وعدم تخلفه - ومن ذلك وعده بإنجاء أوليائه من براثن أعدائه - من مقاصد تقدير الله لحادثة الكهف، وكذلك من مقاصدها العلم واليقين بقيام الساعة وبعث الموتى لها.

معشر المؤمنين!
وعندما عرف الناس مكان أهل الكهف الذي ماتوا فيه وقع التنازع بينهم في الصنيع بهم؛ فمنهم من رأى أن يقام بنيان عليهم يُحمون به ويكونَ أثراً من الآثار، ومنهم من رأى أن يتخذ كهفهم مسجداً، وكان ذلك رأي أهل الغلبة وهم أولوا الأمر فيهم، وذاك ما نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولعن فاعله، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: "لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ"، لَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ - أَوْ خُشِيَ - أَنَّ يُتَّخَذَ مَسْجِداً. رواه البخاري ومسلم؛ فالعواطف تلجم برباط الشرع المعصوم؛ فلا تحمل محبة المخلوق على تعظيمه وإنزاله فوق قدره.

الخطبة الثانية

الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على رسوله وعبده.

وبعد، فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله.. .

أيها المؤمنون!
إن من هداية نبأ فتية الكهف استشعار قدر الإيمان، وأنه رأس مال المرء الذي إن ضيعه فاته الفلاح برمته. وفي ذلك النبأ إرشاد لطرائق حفظ الإيمان وتنميته التي من أهمها العلم الراسخ والصحبة الصالحة والخوف من النكوص واعتزال الفتن والفرار بالدين وملازمة الدعاء وحسن الظن بالله. ومن تلك الهدايات أن من فر بدينه من الفتن سلّمه الله منها، وأن من حرص على العافية عافاه الله، ومن أوى إلى الله آواه الله، وجعله هداية لغيره، وأن من تحمل الذل في سبيله وابتغاء مرضاته كان آخرَ أمره وعاقبتَه العزُّ العظيمُّ من حيث لا يحتسب ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 198].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.85 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]