هل الضمير صنع بشري؟ وأين موقعه من الخير والشر؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215390 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61204 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-10-2015, 02:32 PM
الورّاق الورّاق غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 41
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي هل الضمير صنع بشري؟ وأين موقعه من الخير والشر؟



إذا كان الضمير صنع بشري ، فلماذا يرحم الإنسان ؟ ولماذا بدافع العفو والرحمة والتسامح يتنازل عن حقوق كان باستطاعته أن يأخذها ؟ هل فعل ذلك من أجل الشكر ؟ هناك من تنازل عن حقوقه و ليس هناك من يشكره , فالرجل الذي كان في الصحراء و نزل إلى البئر لكي يسقي الكلب , هل كان ينتظر الشكر منه ؟ فقد سقاه و مشى ، إذاً ممن كان ينتظر الشكر؟

المنهج الصناعي الذي صنعه الشيطان منهج ضعيف لا يستطيع الوقوف بحد ذاته , أي أنه لا يقول : أنا أريد أن أظلم , لذا فهو يُلبس الشر أو الظلم لباس الفضيلة والحق لضعفه و لعلمه بقوة الفضائل , وبذلك فهو يستعير من المنهج الطبيعي ما يناسبه كلباس للفكرة الصناعية . والظالمون عبر التاريخ لم يقولوا : نريد الظلم , و إنما ألبس ظلمهم بلباس السلام والوئام والخير وغيره , فليس هناك من يخطئ إلاّ وألبس خطأه لباس الحق , فهو لا يقول : أنا أريد أن أخطئ لمجرد الخطأ.

من يعمل بالحق لأنه يحب الحق يستطيع أن يقف مرفوع الرأس بما عمل من الحق , أما من ألبس الباطل لباس الحق فلا يستطيع أن يـُبعد الحق و يقف بالباطل فقط أمام الأشهاد , حتى الذين عارضوا الرسل قد تلبسوا بفضيلة ، والذين سمَّوا أنفسهم عَبَدة الشيطان هم تلبسوا بفضيلة ، كفضيلة الحرية ، وأن الشيطان واثق من نفسه و شجاع و رافض للدكتاتورية ... الخ.

و هنا يمكن أن يوجه سؤال إلى عبدة الشيطان , وهو : إذا كانوا عبدة للشيطان ، فهل لديهم استعداد لعمل كل شيء خطأ ؟ فإن كان أحد منهم لديه هذا الاستعداد ، فليبدأ بنفسه أولاً و ليأكل السم مثلاً أو يسرق أهله أو يقتلهم و يقتل أصدقاءه جميعاً ، فهذا ما يريد الشيطان.

يقول البعض عن الضمير بأنه منبه فاسد ؛ أي أنه لا يأتي إلا بعد وقوع الخطأ , والحقيقة أنه يأتي و لكنه لا يستمع إليه الإنسان ، لأنه يكون في تلك اللحظة منشغلاً في الحدث , و بعد أن يبتعد عن الحدث يتضح صوت الضمير بشكل أكبر ويتحول بعد ذلك إلى ندم.

فإذا حُرّكت الروابط الجزئية لدى الأشخاص ، فاعلم أن الصناعي هو الذي يعمل الآن ، مثل الحميَّة للقبيلة أو التعصب لعرق ضد عرق آخر , و كلما يضيق التعصب كلما يقترب من الصناعي بشكل أكبر : (دعوها فإنها منتنة), فتحريك أي جزئية يعني إلباسها لباس الفضيلة . و الشعورات أو الذوات الصغيرة عندما أصبحت صغيرة فهي ليست هي السبب في ذلك ، وإنما لقلة التعامل معها عبر سنين الشخص التي عاشها, فكلما نهْمل هذه الذوات فإنها تصغر و تنكمش ويضعف لمعانها وإشعاعها .

كما أن هذا الضعف ناتج عن قلة الأشياء التي عقلها العقل من الشعور أو الذات عبر سنين الشخص ، فهو لم يعقل من شعوره إلا القليل ، أما الباقي أو الأكثر في عقله فهو مستورد مما حوله . أي أنه هناك تراكمات تراكمت على الشعور ، فلا يلام الشعور في أنه لم يستجيب , ولا نقارنه مع أحد تربى على احترام الشعور منذ الصغر ، فهذه التراكمات سببت فجوة بين الشعور و بين العقل . قال تعالى { لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)الحديد} . فأقدمية السنين التي غـُذ ّي فيها الشعور أو أقدمية احترام الشعور لها دور كبير في الاستجابة , فالذي آمن قبل الفتح قد آمن والرسول (ص) ضعيف ، أما الذي آمن بعد الفتح فقد آمن والرسول قوي , وهذا يعني أن الأول يستجيب لإحساسه بشكل أسرع و أدق.

إذا فالصناعي كله هو عبارة عن تصغير للفضائل , فالتعصب لجنس أو قبيلة أو بلد هو تصغير لفضيلة الإنسانية ، و الكذب الذي ليس الدافع له الخوف قد يكون تصغير لفضيلة العطاء ، فبعض الناس يتحدث بدون أن يتأكد من صحة كلامه لأنه يريد أن يعطي ، فحُرِّفت الفضيلة الأساسية - وهي العطاء - فخرجت بهذا الشكل , لأنك لا تستطيع تحريك أي إنسان للقيام بأي عمل بواسطة العقل لوحده ، وإنما لابد من تشغيل الحاجات الإنسانية , والشيطان يعلم بأنه لن يتحرك الإنسان إلا بهذه الدوافع أو الحاجات الإنسانية , فالمحتال يحتال بفضيلة والقاتل يقتل بفضيلة والزاني يزني بفضيلة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.80 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]