ولا يجرمنكم شنآن قوم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 309 - عددالزوار : 14116 )           »          ظاهرة التشكيك في الأحاديث الصحيحة!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          الدعوة إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 2880 )           »          تجــديد الخطـــاب الدعــــوي في المرحلـة القادمـة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 156 )           »          أزمــــة النخـــــب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم «أن المسلمين بنوا المسجد الأقصى مكان الهيكل الذي بناه الملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          شبابنا والخروج من التيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          اختلاف الأجيال.. بين الآباء والأبناء!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          شـروط لازمـة.. الزوجـــة كما يجـــب أن تكــون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-08-2020, 12:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي ولا يجرمنكم شنآن قوم

ولا يجرمنكم شنآن قوم


عبدالكريم هادي العنزي




تقرَّر في تفكير كثيرٍ من العقلاء أن الحياةَ هي محتوًى لكتلةٍ من الإيجابيات والسلبيات، يَصعُب جدًّا أن تجدَ أمرًا إيجابيًّا محضًا، أو سلبيًّا محضًا.

إذا عَرَفنا هذا، فيجب عقلاً حينَها أن نستخدم عدسةً نرى من خلالها الإيجابيةَ من كتلة السلبيات، والعكس صحيح، تلك العدسة هي الإنصاف الذي يقول المولى عنه: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا ﴾ [المائدة: 8]، وبناءً على الآية نستطيع تحديدَ معنًى إجماليٍّ للإنصاف، وهو:أن تعطي غيرك من الحقِّ من نفسك مثلَ الذي تحب أن تأخذَه منه لو كنتَ مكانه.

بالإنصاف لا تفوتُنا إيجابياتُ غيرِنا، وأحيانًا يكون سببًا في ردمِ هُوَّةٍ سحيقة بيننا وبين الآخر، ونَستَطِيع من خلاله أن نَعرِف أخطاءنا، ومَن هو في صفِّنا أو على منهجِنا، ونَستَفِيد من الآخرين في ذلك، لكنَّ المشكِلَة تَكْمُن في التطبيق؛ لأن الإنصاف صعبٌ على النفس تَقبُّلُه؛ فهو على الأقل يخالف هواها، وفي الآية: ﴿ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا ﴾ [النساء: 135]، ربما يكون الحلُّ هو تمرينَ الفكر وتعويدَه على التجرُّد حين النظر للأمور، ونسيان الأضغان، والاختلافات الأساسية، وقتَها نَستَطِيع بلوغ الإنصاف، وهو عزيز، كما يقول الإمام الذهبي.

ولننظر في تراثِنا الثَّرِي كيف طبَّق العلماء الإنصاف، والأمثلة كثيرة، منها: ما فعله الإمام أبو حامد الغزالي، حينما ألَّف كتابي "مقاصد الفلاسفة"، و"تهافت الفلاسفة"، يبيِّن في الأوَّل علومهم ومعتقداتهم، وينسفها في الثاني، لكن رغم الاختلاف الديني والعقدي، لم يمنعه ذلك حينما ألَّف كتاب "المُسْتَصفَى في أصول الفقه" أن يضع المقدِّمة المنطقية - وهي من إبداع الفلاسفة أنفسهم - في مقدِّمة كتابه، بل ويقول: "من لا يُحِيط بها، فلا ثقة بعلومه"؛ فجعلها أساسًا في العلوم الشرعية، وغيرها!

ربما شبيهٌ بهذا ما يفعله الإسلاميون - بمباركة كثيرٍ من العلماء، والمؤسَّسات العلمية، كالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وغيره - هذه الأيام من استقدامِ فكرة الديمقراطية من الغرب كبديل للاستبداد السياسي، فلم يَمْنَعهم أنها فكرة ليستْ من الإسلام أن يأخذوا بها، ما دام أنها حقَّقت العدل والاستقرار المنشود عند أهلها، هذا طبعًا مع تعديلها وَفْق ضوابط الشرع، وربما ما يَنْعَم به الإسلاميون في مصر وتونس هذه الأيام هو بسبب هذا التفكير المنصِف!

في الختام يحتاج كلُّ من يريد أن يحقِّق الإنصاف في حياته أن يخالف عبدالله بن معاوية/ الشاعر في بيتِه الشهير:

وَعَيْنُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌ
كَمَا أَنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي المَسَاوِيَا




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.29 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]