أمراض القلوب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         العلم والعدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أعظم مذمة في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 47 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 13 )           »          أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 12 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 616 )           »          توجيهات نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 22 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 15820 )           »          اتهام السلفيين بالبعد عن الواقع المعاصر وعدم الاحتكاك بالناس إجحاف وظلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          القدوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-07-2020, 02:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,354
الدولة : Egypt
افتراضي أمراض القلوب

أمراض القلوب


الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل



الحمدُ لله نحمدُه، ونستعينُه ونستهدِيه، ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسِنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ:
فيا عبادَ الله، اتَّقوا الله -تعالى- واحذروا أمراض القلوب بالمعاصي، فإنها شرٌّ على الأبدان والمجتمع من أمراض الأبدان، فإنَّ مرض البدن قد لا يتعدَّى صاحبه، ومكانه محدود يُمكِن محاصرته والقضاء عليه في مهده، أمَّا مرض المعاصي فإنَّه داءٌ ينتشر، وضرَرُه يتعدَّى إلى الآخَرين، وقد حذَّر الله - سبحانه وتعالى - من مَرضَى القلوب؛ يقول - سبحانه - في النُّصح لأمهات المؤمنين، أزواج نبينا - صلواتُ الله وسلامُه عليه - الطاهرات المطهَّرات: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ﴾ [الأحزاب: 32].

وهذا النهي عامٌّ لنساء المؤمنين وتحذيرهن من أطْماع مرضى القلوب فيهنَّ، ومن المصائب العظيمة والبليَّات الجسيمة أنَّ الكثير من النساء اليوم يجرين مَرضَى القلوب عليهنَّ يما يُبدِينه من زينة، وما يُبرِزنه من مَفاتِن، وما يظهر على ألسنتهنَّ من لين حديث، وتنعُّم في خِطاب، وممَّا يجرُّ الفُسَّاق ومَرضَى القلوب عليهن.

إنَّ من المصائب ما حصل للمرأة من خُروجٍ عن حِصنها، وابتذالٍ لحشمتها، واحتكاكٍ بذِئابها، ممَّا أطمع الشاذِّين والمنحَرِفين عن الطريق القويم في النيل من عَفافها وحُرمتها.

ومن المصائب الأخرى ما أصاب الكثير من الأولياء؛ من إهمال، وعدم غيرة، ومبالاة على نسائهم ومَحارِمهم، بل ربما جرَّه هو الآخَر على نسائه، ومحارمه، بتساهُله وعدم اكتراثه وغيرته على محارمه؛ ولهذا انتشرت الرذيلة، وتلطَّخت المجتمعات، وكثُر الفساد في البلاد، وضعُفت الهمم في الكفاح والإنكار، وأصبح الحديث بالتلاوم والهمز واللمز.

عباد الله:
إنَّنا اليوم على خطَر عظيم ممَّا حلَّ بنا من أمراض القلوب بالمعاصي، وفساد الأخلاق، وضعف الغيرة، مع ما غُزِينا به من وسائل غرْس الرذيلة وهدم الفضيلة، إنَّ أعداءنا قد نجَحُوا في غزوهم في هدم الفضائل حين غفلنا وسلَّمنا للأمر الواقع، وانشِغالنا وتشاغُلنا بدُنيانا عن أمور دِيننا وأخلاقنا وشيمنا.

إنَّ المصيبة اليوم عند الكثير هي مصيبة الدنيا أنْ يُصاب الشخص بنقْص في ماله، أو ضررٍ في ممتلكاته، فهناك تَثُور ثائرته، ويسعى في سدِّ نقصه وتدارُك ما فاته.

عباد الله:
اتَّقوا الله في أنفسكم، واحذَروا عواقبَ الغفلة والإهمال، وشُرور أمراض القلوب، فإنَّكم على خطَر من عُقوباتها، احذَروا خَسارة الأخلاق، وضَياع الكرامات، وما يضرُّ بالدِّين؛ فإنَّ ذلك هو الخسارة حقيقة، فلئِن نخسر الأموال والأنفس أهون من أنْ نخسر الدِّين والأخلاق.

عباد الله:
إنَّنا في حاجةٍ إلى الانتباه والرُّجوع إلى الله، وتفقُّد الأحوال، والحِفاظ على المحارم، ومُكافحة الشرور والرذائل، ومعالجة الأمراض التي فشَتْ في مجتمعنا بعد أنْ كان مضرب المثل في الحِفاظ والكفاح، لا بُدَّ من التعاوُن على البر والتقوى، والتناهي عن الإثم والعدوان، وإنَّ من أخطر ما غُزِينا عن طريقه هو الشباب والنساء؛ يقول نبينا - صلواتُ الله وسلامُه عليه -: ((ما تركتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرجال من النساء)).

وقد فسدَتْ أخلاق كثيرٍ من الشباب والنساء، فاحذَروا عواقب ذلك؛ فقد كثُر خروج النساء من حُصونهنَّ وغُزِينَ في خُدورهن، وتعرَّض الشباب الماجن المنخلع عن كلِّ فضيلة لهنَّ، وعمَّت البليَّة.

فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والخطب جسيم، والحياة زائلة، وأنتم محاسبون، ومجزيون في الآخرة، مع ما ينالكم في الدنيا من مصائب وشرور، وهتك أعراض، وفساد أسر، فما هذا التغافُل والتخاذل، والانشغال بالقشور، وضياع الأصول واللب؟


فانتبهوا يا عبادَ الله من غفلاتكم، وهبُّوا من رقداتكم، فقد آنَ لكم أنْ تفيقوا، وترجعوا إلى رشدكم، وتحافظوا على دِينكم وأخلاقكم، ومَنْ تحت أيديكم من الأهل والأولاد، وتجنبوهم مواطن الشرور، ووسائل الهدم والتدمير، فكم ضاع في ذلك من أخلاق، وكم ارتكب فيه من محارم فاتَّقوا الله، وارجعوا إليه، وحاسِبوا أنفسكم قبل أنْ تُحاسَبوا، وأصلِحُوا ما فسد، وقوِّموا ما اعوجَّ، وتعاوَنوا على الخير، وتناهوا عن الشرِّ؛ فإنَّكم في سفينة واحدة ما يصيب البعض يصيب الجميع.

حَفِظنا الله جميعًا من الشرور، وفساد الأخلاق، وجنَّبنا المعاصي والآثام، إنَّه سميع مجيب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
قال الله العظيم: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

بارَك الله لي ولكُم في القُرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

أقول هذا وأستغفِرُ الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

واعلَموا أنَّ مرض القلوب من المعاصي، وهو المرض الفتَّاك في المجتمعات، وهو الداء العضال المتغلغِل بين الناس، فلا بُدَّ من العناية بعلاجه أكثر وأكثر من علاجه الحسي، ومن المأسوف له أنَّ العناية اليوم هي بالعلاج الحسي، أمَّا العلاج المعنوي فلا يَكاد يُذكَر، فكم يذكر من علاج القلب في المستشفى الفلاني، ونجاحه في البلد الفلاني، أمَّا علاجه من أمراض الشبهات والنفاق، والانحراف والشذوذ، فلا ذكر له.

إنها مصيبة أنْ نعتني بالأجسام، ونُهمِل الأرواح، ويكثر الانحراف والشذوذ، فلا يُذكَر ولا يهتمُّ به، وعندما يحصل حالةٌ لمرضٍ حسي في قلب شخْص، وإنْ كان فاسدًا عندما تنجح العمليَّة يُطَنطن بها، فاتَّقوا الله يا عبادَ الله في سُلوككم، وأمور دِينكم وتمسَّكوا بكتاب رَبِّكم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.49 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]