06-09-2020, 04:23 AM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة :
|
|
الدعاء عندما يكون من القلب
الدعاء عندما يكون من القلب
ياسر بن محمد الفهيد
قال الله - تعالى -: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَليَستَجِيبُواْ لِي وَليُؤمِنُواْ بِي لَعَلَّهُم يَرشُدُونَ)(186).
وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه - تعالى -: ((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني)) رواه مسلم.
ارفع يديك ونق قلبك بالدعا من ذا يخيب من رجا ودعاه
الدعاء هو العبادة، هو اللجوء والتضرع لله، هو التوفيق والنجاح والفلاح، هو صلة الوصل بين العبد وربه.
الدعـــــــاء: أن ترفع يديك بتذلل، وخضوع لله، تعترف فيه بضعفك، وتطلب منه حاجتك، تدعو فيه بما شئت، وأينما كنت، وفي أي حال استطعت.
الدعـــــــاء: يُعطى بتوفيق وبصيرة، وبقرب من الله، وإخلاص وصدق نية، ورضا وخشوع.
الدعـــــــاء: حفظ للإنسان في كل حياته، يدعو في إقامته، وفي سفره، وفي أول اليوم، وفي آخره، قبل الأكل وبعده، وعند النوم والاستيقاظ، وفي كل وقت.
الدعـــــــاء: راحة وأنس، وسعادة وفرحة، وانبساط، تبث فيه كل ما يختلج في صدرك، تطلب من الخالق الرحمة والمغفرة، تطلب الحماية والحفظ، تطلب الحياة الكريمة.
الدعـــــــاء: يحتاجه كل أحد: الصحيح والمريض، الغني والفقير، المرتاح والمهموم، الكبير والصغير، الذكر والأنثى.
الدعـــــــاء: فيه خير الدنيا والآخرة، فيه البركة، فيه العافية، فيه المدد، فيه الغوث والأمان.
الدعـــــــاء: يكون معه الإنسان دائم الاعتماد والارتباط، واللجوء والاستغاثة بالله وحده.
الدعـــــــاء: شفاء للقلوب، وسعادة في الدارين، عندما تدعو تذكر أنك تناجي ملك الملوك، ومن بيده ملكوت كل شيء.
الدعـــــــاء: سبب عظيم لحل مشاكلنا، وصلاح أحوالنا، وللوقاية من كل شر، وجلب كل نفع.
تذكر قوله - تعالى -: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُونِي أَستَجِب لَكُم).
قبل أن ترفع يديك للدعاء:
حاول القراءة والاطلاع، والاستماع والتعمق في معرفة عظمة الله - سبحانه وتعالى -، وقوته وجليل خلقه، خلق السموات والأرض، والمجرات والشمس والقمر، والليل والنهار، والملائكة والجنة والنار، وأشياء نعلمها وأشياء كثيرة لا نعلمها، خلق عظيم ومن ثم خلق هذا الإنسان، الضعيف البسيط، الذي لا حول له ولا قوة، خلقه من ماء مهين، ومن طين لازب، فهو أدعى أن ينكسر القلب، ويخاف، ويستشعر عظمة الرب،، فيدعو دعاء الموقن والعارف بعظمة وجلالة من يدعوه ويرجوه.
حاول التأمل، والتدبر، والتفكر في آيات القرآن، خصوصاً مع هذه الآيات الدالة على أن كل شيء بيده - سبحانه -، وأن ما يريده سيكون، وأن له الملك، والقدرة المطلقة قال - تعالى -: (هُوَ عَلَيَّ هَيِّن)، وقوله - تعالى -: (كُن فَيَكُونُ) وهي أمل وفرح، وثقة ويقين، وطمأنينة للإنسان المسلم، أبعد هذا كله يأس وحزن، وتردد أو شك وحيرة؟!
وَامـدُد يَديكَ وَسَـل فَاللَهُ ذو كَرمٍ وَاطلُـب كَثيراً وَقُـل يا مُنَجِحَ الأَسَلِ
من آداب وشروط الدعاء:
أن يخلص لله، ويشعر بالافتقار إليه.
أن يبدأ بحمد الله، والثناء عليه، والصلاة على نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
أن يكون حاضر القلب، ويلح في الدعاء.
أن يعترف بذنبه، ويستغفر منه.
أن يخفض صوته، ولا يتكلف السجع.
أن يكون على وضوء، ويستقبل القبلة.
من أوقات إجابة الدعاء:
في الثلث الأخير من الليل.
في السجود.
في آخر ساعة من يوم الجمعة.
في السفر.
بين الآذان والإقامة.
في التشهد الأخير، وقبل السلام.
من موانع إجابة الدعاء:
غفلة القلب.
المعاصي والذنوب.
استعجال الإجابة.
الرزق الحرام.
الاعتداء في الدعاء.
الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.
* دعوة المؤمن لا ترد (إما أن يعجل الله له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها).
* ادع الله بصدق تام، واعتقاد جازم، ويقين مؤكد؛ بأن الله سيجيب دعائك، ويعطيك مسألتك.
* أفضل دعاء الخلق دعاء الأنبياء والرسل، ليس فيه طلب للدنيا؛ بل كله لطلب العلم النافع، والعمل الصالح، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.
* ليكن الدعاء أول أعمالك، وأول تفكيرك، ليكن جزءاً مهماً في حياتك، والشيء الذي لا تستغني عنه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|