من أظهر مقاصد الحج وأعظمها توحيد كلمة المسلمين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216111 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7830 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 58 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859646 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393984 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-10-2023, 11:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي من أظهر مقاصد الحج وأعظمها توحيد كلمة المسلمين

سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ:

من أظهر مقاصد الحج وأعظمها توحيد كلمة المسلمين



قال سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: إن الحج من أعظم وأجلّ مواسم الخير والعبادات فرضه الله على عباده القادرين مرة في العمر لحكم وأسرار وغايات ومقاصد عظيمة قد ندرك بعضها ويخفى علينا الكثير منها، وقد يغفل بعض طلاب العلم عن استثمار مقاصد الحج التي شرع من أجلها مما يضعف أثر الحج في تهذيب النفوس، وتقويم الأخلاق، وإصلاح المجتمعات.. ومن رحمة الله بعباده أن جعل موسم الحج يتكرر كل عام ليشهدوا منافع الحج الدينية والدنيوية التي لا يخلو موسم كل حج منها، سواء كان ذلك للحجاج، أو لأهل مكة.
جاء ذلك في مستهل حديث لسماحته عن: (مقاصد الحج) التي قال: إنها كثيرة لا تحصر، ومن أهمها: تحقيق التوحيد وإخلاص العبادة لله تعالى؛ إذ إن توحيد الله وإخلاص العبادة له هو الهدف الأسمى، والغاية العظمى، والمقصد الأسنى من الحج. وما ذلك إلا لأن توحيد الله وإفراده بالعبادة هو الأصل الذي تبنى عليه سائر العبادات من حج وغيره؛ ولذلك أمر الله خليله إبراهيم عليه السلام بإخلاص العبادة له وحده، وبناء بيته الحرام على التوحيد، وتطهيره من الرجس والنجس، والأوثان، والشرك؛ وذلك ليكون مبوأً للحجاج والعمار، ومهيأ لعبادة الله وحده، قال الله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَلَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (الحج: 26).
وأردف سماحته يقول: إن في الحج تتجلى العبودية لله وحده، وتظهر العلاقة واضحة بين الحج والتوحيد، فمناسك الحج كلها قائمة على التوحيد لله، فالحاج من حين خروجه من بيته تاركاً أهله ووطنه، مودعاً ملذات الدنيا ومتجرداً من ملابس الزينة إنما يفعل ذلك امتثالاً لأمر الله وحده، فحين يحرم بالحج أو العمرة، ويدخل في نية النسك، ويهل بالتلبية شعار الحج فإنه يقر بتوحيد الله عز وجل، وإخلاص العبادة له وحده، وكذلك سائر أعمال الحج ومناسكه من الالتزام بمحظورات الإحرام، وفعل ما أمر الله به، وترك ما نهى عنه.
وأضاف سماحته: كما أنه بوقوف الحجاج في صعيد عرفة بلباس واحد مكشوفي الرأس وقد تحملوا المشاق في سبيل حجهم، يتذكر الحاج وقوف الناس بين يدي الله يوم القيامة فيزيد إيمانه، وتعلقه بالله، وخوفه وخشيته منه فيقوى توحيده، فأعمال الحاج وأقواله تنطق بالتوحيد، ومن أظهر ذلك وأفضله يوم عرفة والدعاء فيه؛ لما جاء عن النبي[ أنه قال: «خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».. فهذا تقرير وإعلام من النبي[ في هذا اليوم المبارك، وهذا الجمع العظيم بأن يستشعر الحاج مدلول هذه الكلمة الجامعة لتوحيد الله وإفراده بالعبادة، ويعمل بمقتضاها في مناسك حجه، وسائر عباداته، مع الإخلاص لله تعالى في ذلك حتى يتقبل الله منه، ولا يكون مقصده الرياء، أو السمعة، أو المباهاة أو المفاخرة؛ ولذلك جاء عن أنس رضي الله عنه أن النبي[ حج على رحلٍ رث، وقطيفة ما تساوي أربعة دراهم، وقال: «اللهم اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعة».
أما المقصد الثاني من مقاصد الحج – يواصل سماحته قائلاً -: فهو إقامة ذكر الله وشكره تعالى، والمقصود بذكر الله تعالى هو الذي يؤثر في القلب، ويزكيه، ويطهره، وتظهر آثاره على جوارح الإنسان، وليس مجرد قول اللسان مع غفلة القلب. وذكر الله سبحانه، ودعاؤه، وشكره، والثناء عليه، والاعتراف له بالفضل والمنة هو المقصود الأعظم من العبادات، وهو من أكبر مقاصد الحج، فلا يخلو نسك من مناسك الحج من ذكر الله تعالى.
كما شرع الله الذكر في يوم العيد، وأيام التشريق، قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} (الحج: 28)، وحث الرسول[ على الذكر والإكثار من الدعاء يوم عرفة، وعند المشعر الحرام بمزدلفة بعد صلاة الصبح، كما يشرع له الذكر عند رمي الجمرات، ويكبر مع كل حصاة، ويدعو الله بعد رمي الجمرة الأولى والوسطى، ويختم حجه بطواف الوداع وهو ذكر لله تعالى ويشرع له فيه الذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، فالحج من بدايته حتى نهايته ذكر لله يذكره أثناء أداء نسكه، ويذكره بعد الفراغ منه، وفي صلاته وفي جميع أحيانه، قال الله تعالى: {فَإذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ المشعر الحرام} (البقرة: 198) إلى قوله: {فإذا قضيتم مَناسِككم فاذكروا الله كذكركم آبّاءّكٍمً أّوً أّشّدَّ ذٌكًرْا} (البقرة: 200)، فذاكر الله متعلق قلبه بالله وحده، مخلص عبادته لله وحده، قال تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قلوبهم} (الحج: 34 - 35).
ويواصل سماحة المفتي العام للمملكة قائلاً: ومن المقاصد تطهير النفس وتزكيتها، وتهذيبها من الأخلاق المذمومة، فمن مقاصد الحج العظيمة تعويد النفس على الأخلاق الحسنة وتزكيتها، وتطهيرها من الأخلاق السيئة، والصفات المذمومة والنهي عنها، قال الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ...} (البقرة: 197) الآية، فالله سبحانه نهى عن الرفث وهو يشمل الجماع، والتعريض بذكره، ويدخل في ذلك الفحش واللغو من الكلام.
كما نهى عن الفسوق والمراد به المعاصي عموماً كما ذكره أكثر المفسرين فيدخل فيه السب والشتم، والتفاخر بالأنساب، والتنابز بالألقاب، وارتكاب سائر المحرمات، والآثام، ومن أعظم الفسوق وأكبر الذنوب استغلال موسم الحج للمظاهرات، والشعارات القومية، أو تمجيد بعض الزعماء، أو الدعاية لبعض الأحزاب، وهذا من فعل الجاهلية الأولى، كما نهى سبحانه عن الجدال وهو المخاصمة، والمنازعة، والمماراة، والسباب وسوء الأخلاق، وهذه المنهيات وإن كانت محرمة في غير الحج فهي في موسم الحج أشد حرمة، وأعظم جرماً لشرف الزمان وفضل المكان، ولما يترتب عليها من المفاسد العظيمة، وربما أدت إلى إلحاق الأذى بالحجاج وإفساد حجهم وتعكير صفو الحج، ولعدم الوقوع في ذلك حرص الإسلام على تهذيب النفس وتزكيتها، وتعويدها على الأخلاق الحسنة حتى تسمو النفس، وتعلو الهمة، وتترفع عن الشهوات المهلكة والشبهات والفتن المضلة، وحث على التزود بزاد التقوى التي عليها مدار النجاة وقبول العمل، قال الله تعالى: {فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (البقرة: 197).
وأضاف سماحته: ومن المقاصد تعظيم حرمات الله وشعائره، فمن مقاصد الحج العظيمة أن يكون الحاج وغيره معظماً لحرمات الله وشعائره، فيؤدي ما يتعلق بها على أكمل ما يجب نحوها، ويبتعد عن انتهاكها، أو الإخلال بها، وعدم إرادة السوء والأذى بوفد الله من الحجاج والعمار، أو بيته، أو الإخلال بأمن الحج، ويكون تعظيمها أيضاً بأن يكون ارتكابها عظيماً في نفسه، وذلك دليل وعلامة على كمال إيمانه، وتقوى قلبه، وقد وعده الله بالثواب الجزيل، والخير الكثير؛ قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ } (الحج: 30)، وقال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } (الحج: 32)، والمقصود بحرمات الله كل ما له حرمة مما أمر الله باحترامه من العبادات، والمناسك، والحرم، والحجاج، والهدايا، والمقصود بشعائر الله أعلام الدين الظاهرة ولاسيما ما يتعلق بالمناسك، ولا يكون تعظيم حرمات الله وشعائره إلا بالتعظيم القلبي لها مع حبه لذلك وتطبيقها إجلالاً لله وتعظيماً له الذي أمر بها، لأن مجرد القيام بمناسك الحج دون استشعار ذلك يجعلها حركات خاوية كالجسد بلا روح.
وواصل سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ قائلاً: ومن المقاصد ضبط النفس وتعويدها على الصبر، فمن مقاصد الحج المهمة أنه يروض النفس، ويعودها على النظام والصبر، وتحمل المشاق، وخشونة العيش وما يلاقيه الحاج من الأذى؛ إذ لا تخلو رحلة الحج من ذلك، لذلك لابد أن يحتسب الحاج ذلك عند الله، ويبتغي به وجه الله والدار الآخرة، ويعلم أن ذلك كله في سبيل الله فيصبر لأجل ذلك، ويتحقق له فضيلة الصبر بجميع أنواعه الثلاثة: صبر على طاعة الله بفعل مناسك الحج وسائر العبادات، وصبر عن محارم الله مما نهى الله عنها من المعاصي والمحرمات، ويدخل فيها كل ما حرم عليه بالإحرام من محظورات الإحرام، وصبر على ما يلحقه من المشقة والتعب، وما يلاقيه من الأذى والزحام من بعض الحجاج وذلك داخل في الصبر على أقدار الله.
واستمر سماحته قائلاً: ومن مقاصد الحج الكبرى تحقيق الأمن بمعناه الشامل، فالأمن نعمة من نعم الله التي تفضل بها على عباده؛ لا يمكن أن تستقيم أمور الناس في معاشهم ودنياهم وأداء عبادتهم بدون حصول الأمن، ولذلك دعا الخليل إبراهيم عليه السلام بأن يعم الأمن مكة كلها، قال الله تعالى:{رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً} (إبراهيم: 35)، وقد استجاب الله له، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ } (العنكبوت: 67)، ومن أجل ذلك حرم الله مكة وجعل مجرد إرادة الإلحاد والهم بالمعصية فيها موجبا لعذاب الله الشديد؛ قال تعالى: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (الحج: 25)، وحرم الله مكة فلا يسفك فيها دم ولا ينتهك فيها حرمات الله وشعائره، كما حرم الفسوق والجدال في الحج؛ وذلك حرصاً من الإسلام على إشاعة الأمن بين الحجاج لأداء حجهم في يسر وسهولة وطمأنينة.
ومضى سماحته قائلاً: من مقاصد الحج تذكر حال الأنبياء والمؤمنين وما كانوا عليه من قوة إيمانهم، وصبرهم ويقينهم، وتوكلهم على الله سبحانه، فنتذكر توحيد إبراهيم الخليل عليه السلام وهجرته إلى ربه، وبناء بيته على التوحيد، وتطهيره من الرجس والنجس، واستسلامه للخطب الجسيم والبلاء العظيم في تنفيذ أمر الله بذبح ابنه إسماعيل، وطاعة ابنه له امتثالاً لأمر الله، وعندما نسعى بين الصفا والمروة نتذكر أم إسماعيل هاجر عليها السلام عندما نفد ما معها من ماء وزاد، وأخذت تسعى بين الصفا والمروة وترقى عليهما لعلها تجد ماءً لتدر اللبن لابنها إسماعيل، وعندما نرمي الجمرات نتذكر موقف إبراهيم عليه السلام وابنه عندما تعرض لهما الشيطان فوسوس لهما في موضع الجمرات الثلاث وهو يرميه في كل مرة بالجمرات، إننا حينما نتذكر هذه المواقف الإيمانية المشرقة ونحن نؤدي مناسك الحج يزداد إيماننا ويقيننا ويدفعنا ذلك إلى الجد والإخلاص في القول والعمل.
ومن المقاصد - يواصل سماحته قائلاً-: تحصيل المنافع الدينية والدنيوية، فشهود المنافع وتحصيلها هي المطلب الرئيس، والمقصد العام للحج الذي يشمل جميع ما ذكر سابقاً من المقاصد، ويشمل غيرها من منافع الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} (الحج: 27 - 28) وقال تعالى: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا مٌن ربكٍم} (البقرة: 198)، والمنافع الدينية هي الأصل والمقصد الأول، وأما المنافع الدنيوية فتبع لذلك، ولا حرج فيها إذا لم تشغل عن تحصيل المنافع الدينية.
وأردف سماحته يقول: ومن المنافع الدينية: أن الحج سبب لتكفير السيئات، ومضاعفة الحسنات، ودخول الجنة وسبب لإجابة الدعاء، والعتق من النار، وبلوغ درجة المتقين، وغير ذلك من الثواب الجزيل، والأجر العظيم، ويدل لذلك قوله[ لعمرو بن العاص رضي الله عنه عندما أسلم: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله»، وقوله[: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، وصح عن النبي[ أنه قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، وقال[: «الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم»، وقال[: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة» أخرجه الإمام مسلم، وقال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } (الحج: 32)، وقال[: «صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه».
وأضاف سماحتة: ومن المنافع الدنيوية: ما يحصل لأصحاب التجارة، وأهل مكة من المكاسب المادية في تجارتهم، وكذلك ما يحصل من الاستفادة من لحوم الهدي والفدية والأضاحي من الأكل والإهداء والصدقة لأهل مكة وغيرهم حيث يتم في الوقت الحاضر توزيعها خارج مكة، وخارج المملكة على الفقراء والمحتاجين، وفي ذلك تحقيق للتكافل الاجتماعي بين المسلمين، وكذلك ما يحصل في موسم الحج من تبادل المصالح بين المسلمين، والتعارف بينهم والتعاون، واكتساب الخبرات، وطلب العلم، وعقد المؤتمرات والندوات التي تسهم في حل مشكلات المسلمين، وتعالج قضاياهم وهمومهم.
وخلص سماحته إلى القول: هذه بعض مقاصد الحج العظيمة، ومنافعه المهمة، ولكي يستفيد الحجاج منها، وتنعكس عليهم آثارها وفضائلها لابد لكل من يؤم هذا البيت الحرام أن يعظم حرمات الله وشعائره، وأن يستشعر عظمة هذا البلد الأمين، وقدسية هذه البقاع المباركة، وحرمة بيت الله المطهر، ويستشعر أن الذنوب والسيئات تضاعف فيه كما تضاعف الحسنات لشرف الزمان، وفضل المكان، ويجب على الدعاة وطلبة العلم بيان هذه المقاصد للحجاج، وشرح معانيها السامية، ومغازيها العظيمة فإن غالب الحجاج يجهلونها، وهي في الحقيقة بمنزلة الروح للجسد، وبدونها تكون مناسك الحج حركات خاوية بلا معنى؛ فيرجع الحاج لم يؤثر الحج في تهذيب سلوكه، ولا تزكية نفسه، بل قد يرتكب نتيجة لجهله بها بعض الممارسات الخاطئة، والبدع الضالة، والمعتقدات الفاسدة؛ مما يكون سبباً في نقصان أجره، أو فساد حجه، أو القدح في عقيدته.


اعداد: forqan




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.42 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]