رحلة الضياع

[حلو المذاق]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



لا شيء أقسى في الدنيا من أن تجد نفسك أمام سؤل كبير قد تكون تعرف اجابتة
لكن الشك يقف حاجز بين التصديق والكذب

هل والدي يحبني حبا حقيقا ولكن كرمة معي وتدليله لي يؤد هذا الحب كيف ذلك -----
كيف استطيع أن افرق ين الحقيقة والوهم


كان وهما هل يعقل أن يعرف الابن مدمن مخدرات ثم يتركه دون نصيحة وجدال وعقاب
هل يعقل أن يتجاهل أفعاله المشينة وتصرفاته المخزية تاركا الحبل على الغارب رغم حبة الكبير له
تململ عبد العزيز في سريرة وهو ممدد تحت قسوة تلك الأسئلة التي تحرق فؤاده وتحرمه لذيذ النوم وراحة الفكر
كلما خلى الى نفسه وأفاق من وهم السعادة التي يحلق في عالمها ولكن لكل مأساة بداية
فكيف كانت بدية مأساة عبد العزيز

لما ولد عبد العزيز كانت فرحة والدة كبيرة قدومه كبيرة جدا لأنة جاء بعد عدد من الإناث
فنشأة أبوة ورباه وعلمه الدلال وتحقيق كل طلباته ورغباته وترك له حرية كل شيء يخصه تعليمة أصدقاؤه ملابسة طريقة حياته واعتقد الوالد أن هذا هو عين الحب والشفقة على ولده

كان الوالد مع عبد العزيز سببا لكون عبد العزيز كريما مع زملائه الذين وجدوا فيه كنزا ثمينا ودجاجه ذهبية ستحقق لهم مايردون وتوفر لهم من مال .

وفي احدي الليالي
اقترح احد الأصدقاء أن يخرجوا في رحلة بحريه قصد التنزه والاستجمام والترويح عن النفس
ووافق الجميع على ذلك بمن فيهم عبد العزيز
وركبوا القارب وساروا حتى توسطوا البحر وعلى ضوء القارب وسكون الليل الساجي وأصوات الموسيقى الصاخبة التي تنبعث من المسجل الذي كان معهم

اخرج احدهم كيسا كبيرا من الحشيش وبدأ يتناول منه بالترتيب وعندما وصل الدور إلى عبد العزيز
سألهم: باستغراب..... ماهذا الكيس ؟؟؟؟ وما هذا الشئ ؟؟؟؟
فقال احدهم ضاحكا : الاتعرفه يظهر انك لم تتذوق طعم السعادة التي نتذوقها نحن؟؟؟مسكين أنت يا عبد العزيز انك تعيش في عالم أخر
وهنا تدخل احد الحاضرين قائلا :هذه اسمها حشيشه ياجاهل
وضج الجميع بالضحك ثم تابع هذا الصديق قائلا :خذ هذه وتناولها وستشعر بالفرق على الفور

مد عبد العزيز يده وماهي الا لحظات يسيره حتى شعر راحة وإحساس غريب
ومضى الليل وهم يعيشون في عالم من الأحلام الزائفة والسعادة الوهمية

وفي عطله الصيف
قال عبد العزيز لوالده: أريد أن اقضي إجازة الصيف في أمريكا.
فقال الوالد : ولماذا أمريكا بالذات؟؟
فأجاب على الفور :الجميع يتحدثون عن جمالها وروعة مدنها.
قال الأب مبتسما: سيكون لك ماتريد يا عبد العزيز ،، ومتى تريد أن تسافر ؟؟
قال عبد العزيز: بعد أسبوع ، وسأمكث هنالك شهرا أو أكثر.

كان والده يشعر بالفخر لان ابنة أصبح رجلا يعتمد عليه ويستطيع أن يسافر لوحده
ولكن محبته الزائدة لولده أنسته رفقاء سفره ، من هم؟؟ وما أخلاقهم ؟؟وكيف تعرف عليهم ؟؟

وسافر عبد العزيز إلى أمريكا وهناك رأى المدينة الكبيرة الصاخبة ورأى الحرية غير المنضبطه واللهو الماجن والسهرات الحمراء ،
وفي احد الملاهيتناول الهروين والأفيون لأول مره في حياته كان عبد العزيز يدفع مبالغ كبيره للحصول على تلك السموم القاتلة
وكان زملائه الذين ينافقونه ويمدحونه وينعتونه بأفخم الاقاب والصفات ليضمنوا استمرار وصول الهروين إليهم بالمجان وعلى حسا عبد العزيز ،
بعد مدة قصيرة نفذت نقوده، فأرسل إلى والدة يطلب مبلغا من المال وفي نفس الوقت الذي وصلت فيه برقيته إلى والده رفع الوالد سماعته
وقال لمدير الصندوق المالي: عليك يا محمود إن ترسل لابني عبد العزيز أي ملبغ يطلبه
صعق المدير لذلك ولكن لم يكن هنالك مفر من التنفيذ في البداية طلب عبد العزيز مائة إلف ريال ، ثم اخذ المبلغ يزداد تدريجيا ...
بقي عبد العزيز في أمريكا عدة أشهر وكان كلما طلب مبلغا من المال وصله بأسرع ما يمكن بناء على تعليمات والدة
وانتهت الإجازة وعاد عبد العزيز إلى بلده وبدأت صحته تتدهور لعدم حصوله على المخدرات بشكل دائم ومستمر.
ومع الوقت تم القبض على اصدقائه ووقع الكثير منهم في قبضة رجال الأمن بحمد الله وتوفيقه .
وظل عبد العزيز في حالة شديد من الاكتئاب والضيق حتى حمل له احد المروجين بعض الهروين خفيه
وكانت فرحة عبد العزيز لا تكاد توصف ولكنه حين تناوله لم يشعر تلك الراحة التي كان يشعر بها عند تعاطيه للهروين في أمريكا
فشكا الأمر للمروج الذي اخبره أن الهروين الذي معه هو هيروين مغشوش وليس نقي ونصحه المروج استعمال عقار الهلوسة وهو مايسمى عند المدمنين أسد السعادة
وكانوا يستعملونه بدلا من الهروين الخام ، وبالفعل تناول عبد العزيز عقار الهلوسة ،
وماهي إلا فترة قصيرة حتى تعود عليه وأدمن عليه لقد كان هذا النوع من العقاقير المخدر خطير جدا لقد كان يجعل صاحبه يفقد عقلة أو يقدم على الانتحار في نهاية المطاف والفعل بدأ هذا العقار القاتل يؤثر على عبد العزيز،
وفي ذات يوم
خرج عبد العزيز إلى الشارع عاريا بدون وعي أو شعور كان منظر بشعا ومؤلما
فاجتمع عليه الجيران والتف حوله المارة ونزع بعضهم غترته وستروا عورته المكشوفة ، بينما كان البعض الأخر يردد قائلا لاحول ولاقوه الا الله
وبعضهم يرشقه بالحجارة لعلة يفيق وآخرون قالوا لابد من إبلاغ الشرطة
وتبرع احد الحاضرين وذهب به الى المستشفى حيث خضع هنالك لفحوص طبية ،
واكتشف الطبيب على الفور انه مدمن مخدرات فسالة الطبيب ، فقال لقد ادمنت الهروين الخام ولكني لم أجد مثله فوصفوا لي الأسد
وصل الخبر الى والد عبد العزيز ولكنه وبكل أسف تعامل مع الموضوع بكل سلبيه
وقال هذا طيش شاب غدا يكبر ويعقل
بقى عبد العزيز في المستشفى تحت جنح الظلام وعاد من جديد الى الإدمان بعد أن عجز عن العثور على الهروين الخام ،كان يتناول في كل مرةكيسا كاملا وسبب هذا هبوطا في القلب وأصيب باكتئاب وضيق النفس
نقله اصدقائة الى المستشفى ومكث فتره طويلة ثم خرج منه من جديد وبعد خروجه من المستشفى عاد من جديد وادخل المستشفى على اثر تناول الاسد
فتدهورت حالته وصحته وادخل المستشفى للمرة الثالثة وعانى من العذاب مالا يوصف بقدر ،
ولكنه هذه المرة لم يفكر في الهروب بقدر مافكر في البقاء في المستشفى للعلاج والتداوي من هذه السموم
وبقي عبد العزيز في المستشفى أياما وليالي طويلة كان يسكب خلالها العبرات ويذرف الدموع نادما مستغفر ربه عما بدر منه من سقوط في هاوية المخدرات
معاتبا والدة الذي ترك له الحبل على الغارب ولم يتدخل لإنقاذه من الورطة التي وقع فيها
فهل هذه هي الأبوة الحقيقة وهل تكون ألتربيه الصحيحة للأبناء


منقول

[فراشة المنتدى]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اخى الكريم
حلو المذاق

لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
قصه مؤسفه جدا
كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
فالتربيه كانت من البداية خاطئه فلا نستغرب تلك النهاية المؤسفه جدا
اسال الله ان يغفر له ولوالده وان تكون عبرة لكل اب ان يراعى الله في تربيه ابنائه
اخى الكريم انا قمت ببعض التعديلات على القصه وقمت بتغيير الخط لانه كان صغير جدا
اتمنى ان لا تنزعج
بارك الله فيك على القصه
وبانتظار المزيد من مشاركاتك ان شاء الله

[حلو المذاق]

جزاك الله خير