الوصاة بالجار والمرأة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854530 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389473 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-09-2019, 05:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الوصاة بالجار والمرأة

الوصاة بالجار والمرأة
الشيخ طه محمد الساكت


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يُؤذي جاره، واسْتوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَع، وإنَّ أعوج شيء في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبتَ تُقيمُه كسرتَه، وإنْ تَركته لَم يَزَلْ أعْوَجَ؛ فاسْتَوصُوا بالنساء خيرًا))؛ رواه الشيخان[1].



المفردات:

كان: تأتي كلمةُ كان في مثل هذا المقام، للدلالة على توكيد المعنى المراد، وربطه برباط الدَّوام والاستمرار؛ أي: مَنْ قوِيَ إيمانُه بأنَّ الله خالقه ومجازيه في يومٍ لا رَيْبَ فيه، واستمرَّ على ذلك واطمأنَّ قلبه به، كان جاره في مَأْمن من أذاه، وهذا أَولى من القول بزيادتها؛ لأن الزيادة من غير معنى عبثٌ يُنزَّه عنه كلامُ البلغاء، فضلًا عن كلام الله ورسوله.



والنساء: اسم جمعٍ للمرأة لا واحدَ له من لفظه، ومثله النسوة، وقيل: إنَّ الأول جمعٌ للثاني.



واستوصوا بهنَّ: أي اطلبوا الوصيَّة بهنَّ من أنفسكم، أو اطلبوا الوصيَّة من غيركم بهنَّ، ويلزم لذلك أن تحافظوا أنتم عليهنَّ؛ لأنَّ مَن وصَّى غيره بأمرٍ كان هو أحرص عليه، وقيل معناه: اقبلوا وصيَّتي فيهنَّ، واعملوا بها وارْفُقوا بهنَّ، فالألف والسين والتاء على هذا ليست للطلب، بل للقبول والمطاوعة؛ كـ(أحْكَمْته فاستحكم)، ورجَّح هذا المعنى صاحبُ "الفتح".



والضِّلَع: بكسر أوله وفتح ثانيه وقد يُسكَّن، واحدة الأضلاع، وهي تؤنَّث وتُذكَّر؛ ولذا عاد الضمير هنا إليها مذكَّرًا، وفي رواية أخرى: ((المرأة كالضِّلَع إنْ أقمتها كسرتها، وإن استمتعتَ بها، استمتعت بها وفيها عِوَجٌ))[2]، وقد عاد الضمير إليها مؤنثًا[3]، وسيأتي تأويل خلقها من الضِّلَع.



عناية الإسلام بالجار:

عُنِي الإسلام بالجار والإحسان إليه عنايةً لم يُعرفْ ولن يُعرفَ لها مثيلٌ في تاريخ الأخلاق والاجتماع، ذلك أنَّ الإسلام يأمر بالتحابِّ والتوادِّ والتعاون على البرِّ والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان.



وإذا كان سوءُ الجوار يدعو إلى الشِّقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق، فإنَّ حُسْنَ الجوار يدعو إلى البرِّ والخير ومَحاسن الأخلاق.



ومتى تنافس الجيران في المكارم، وتعاونوا على الفضائل، فبشِّرهم بحياةٍ طيِّبةٍ وعيشٍ هنيء، وهذا بعض ما جاء به مَنْ بعثه الله ليُتَمِّم مكارمَ الأخلاق.



لقد بلغ من عنايته صلى الله عليه وسلم بالجوار أن نفى الإيمان - مُقْسمًا بالله ثلاثًا - عمَّن لا يأمنُ جارُه شرَّه وغوائلَه[4].



فقد روى الشيخان عن أبي شريح وأبي هريرة رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((واللهِ لا يؤمنُ، واللهِ لا يؤمنُ، واللهِ لا يؤمنُ))، قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يأمنُ جارُهُ بوائقَه))[5].



من دلائل العناية بالجوار:

ومن دلائل العناية بالجوار: ما رواه الشيخان أيضًا عن ابن عمر وعائشة رَضِيَ الله عنهم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننتُ أنه سَيُوَرِّثه))[6].



ومن دلائل العناية بالجوار - وما أكثرها - اختلاف الأساليب النبوية في الوصيَّة بالجار والحرص عليه، فمنها ما جاء في البخاري: ((مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليُكرم جاره))[7].



ومنها ما جاء في مسلم: ((فلْيُحسن إلى جاره))[8].



ومنها ما جاء مفصِّلًا لهذا الإكرام والإحسان في أحاديث كثيرة، يُؤيِّد بعضُها بعضًا.



وإذا كان الجار يشمل الصديق والعدو، والنافع والضار، والقريبَ والأجنبي، والغريبَ والبلديَّ، والأقربَ والأبعد، إلى أربعين دارًا من كلِّ جانبٍ، فإنَّ الإحسان إليه يختلف باختلاف السَّعَة والحال، وكلَّما كان أقرب جوارًا كان أعظم حقًّا... وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: ((يا رسول الله، إنَّ لي جارين، فإلى أيِّهما أهدي؟)) قال: ((إلى أقربهما منك بابًا))[9].



كفُّ الأذى عن الجار:

وأقلُّ ضروب الإحسان إلى الجار: كفُّ الأذى عنه، ودفع سيِّئته بالتي هي أحسن، كما يشير إليه هذا الحديث.



وكفُّ الأذى عن الجار أساس خيرٍ كثير، وفَضْلٍ عظيم، اللهمَّ إلا أن تُنتهك حُرمات الله، فينتقم للهِ بها، وليس هذا من الإيذاء في شيء، بل هو من الإصلاح والخير، ومما يدخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك من صفات المؤمنين.



الوصيَّة بالنساء:

ولما كانت المرأة من الرجل أقربَ الجيران صِلَةً، كانت أعظم حقًّا، وأوْلاهم بحُسْن المعاملة وكرم الجوار، ومن ثمَّ خصَّها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمزيد عناية؛ إذ كرَّرَ الوَصاةَ بها، وأكَّدَ العطف عليها، والتجاوز عن هفواتها، وعلَّل ذلك بأنها خُلِقَت من ضِلَع أعوج، ولا سبيل إلى تَقْويمها إلا أن تُكسَر، وكَسْرها طلاقها، فمن ابتغى لها كمالًا مطلقًا فقد طلب المُحال، وسَبَحَ في عالم الخيال، وأضاع جهدَه سُدًى؛ فَلْيُسَدِّد ولْيُقارب، ولْيَتَغافل عن هَناتها ما لم تتعدَّ طَوْرها، وتُسْرف في غيِّها، وإلا هذَّبها بالحكمة والموعظة الحسنة، وقوَّمها بما يدعو إليه العدل والإنصاف، دون أن يتعدَّى حدود الله.



معنى خَلْق المرأة مِن ضِلَعٍ:

وفي خَلْق المرأة من ضِلَع تأويلان: قيل: إنَّ حَوَّاء خُلقَت من ضِلَع آدم عليه السلام؛ أي: أُخرجت منه كما تخرج النَّخلة من النواة، وبهذا قال كثيرٌ من العلماء[10]، واختاره صاحب "قَصص الأنبياء"[11]، في تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ﴾ [النساء: 1]... والتأويل الثاني: أنَّ الكلام على التشبيه والتمثيل؛ أي: إنَّها خُلقت خَلقًا فيه اعوجاج، كأنها أُنشِئت من أصل مُعوج، فلا سبيل إلى الانتفاع بها إلا بمداراتها والصَّبر عليها، وذلك من قبيل قوله تعالى: ﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾ [الأنبياء: 37]، تمثيلًا لما طُبِعَ عليه الإنسان من العَجَلة والطَّيْش، حتى كأنَّ العَجَل مادةٌ أنشِئ الإنسان منها.



واختار هذا الوجْهَ بعضُ المُحقِّقين من القُدَامى والمُحْدَثين، ويُعاضدها فيما ذهبوا إليه ما جاء في رواية البخاري التي ذكرناها آنفًا: ((المرأة كالضِّلَع)).. إلخ.



وأيًّا ما كان خَلْقُها، فلا جدال أنَّ المقصود من الحديث بيان ضَعف المرأة، وما جُبِلَت عليه من العوج والاضطراب، فهي معذورةٌ - فيما تأتي وتَذَر - إلى مدى غير قريب.



وإذا كان أمرها كذلك، فحقٌّ على صاحبها أو وليِّها أن يأخذَها بالرِّفق والحِلْم والأناة، وأن يُساعدها على صفاءِ العيش، واستقرار الحياة.



وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ((وإنَّ أعوج شيء في الضِّلع أعلاه))، إشارة إلى أنَّها خُلِقت من أشدِّ أجزاء الضِّلع اعوجاجًا، فيكون ذلك أدعى إلى العطف عليها والرفق بها، أو إشارة إلى موضع الأذى منها، وهو لسانها الذي ينبغي لها أن تتَّقيَه، ولصاحبها أن يَتَصامَّ عنه ما استطاع.



ثمَّ أشار صلى الله عليه وسلم إلى أنه مهما بالغ في الرِّفق بها لا يتركها وشأنها، وإلا فَسَدَت وأفسدت، واستعصى علاجها، بل ينبغي تقويمها وتعديلها كما يُقوَّم الضِّلع المعوج، فلا يبالغ في تقويمه فيُكسر، ولا يُهمله كلَّ الإهمال، فيظلَّ دهرَه أعوجَ.



ثمَّ كرَّر الوصيَّة بها مبالغةً في الرفق وإعذارًا إلى الرجال.



ونرجو أن يَعتبر الغُلاةُ في شأنِ المرأة بهذه الوَصاة النَّبويَّة وأمثالها، وينظروا بعين الإنصاف إلى هذا التَّحليل النفسي الدقيق، وإلى هذه الرحمة المحيطة الشاملة، وإلى تلك الحكمة البالغة في حُسْن المعاملة، وكَرَم الجوار، ثمَّ ليحكموا بعد ذلك للإسلام أو عليه، في نظره إلى المرأة وأين وضعها؟!‍



مراعاة حقِّ الحَافظين:

وقد يكون من الحَسن أن نختم الحديث بتلك الإشارة اللطيفة التي أشار إليها صاحب "بهجة النفوس"؛ إذ قال رحمه الله: "وإذا أكَّد النبيُّ صلى الله عليه وسلم حقَّ الجار مع الحائل بينه وبين جاره، وأمر بحفظِه وإيصال الخير إليه، وكفِّ أسباب الأذى والضَّرر عنه - فإنه ينبغي أن يُراعى حقُّ الحافظَيْن اللذين ليس بينه وبينهما جدارٌ ولا حائلٌ، فلا يُؤْذيهما بإيقاع المخالفات في مرور الساعات... فينبغي مراعاةُ جانبهما، وحفظُ جوارهما بالتكثير من الطاعات والابتعاد عن المعاصي"[12].





[*] مجلة الأزهر، العددان التاسع والعاشر، المجلد السابع عشر، سنة (1365).




[1]أخرجه البخاري (5185) (6018) (6136) في كتاب النكاح، ومسلم (47) في الإيمان...




[2] أخرجه البخاري (5184).




[3] ويجوز أن يعود إلى المرأة، وربما أيَّده ما بعده.




[4] لأن إيذاء الجار لا يتَّفق مع الإيمان الحق، بل هو من مُوجبات الكفر، والعياذ بالله (طه).




[5] أخرجه البخاري (6016)، ومسلم (46) وأحمد 2: 288(7878)، وزاد أحمد قالوا: يا رسول الله، وما بوائقُهُ؟ قال: "شرُّهُ"، وإسناده صحيح على شرط مسلم.




[6] أخرجه البخاري (6014) (6015)، ومسلم (2624) (2625).





[7] أخرجه البخاري (6019)، ومسلم (48).




[8] أخرجه مسلم (48).




[9] أخرجه البخاري (2259).




[10] وقيل: معناه من جنسها وعلى صورتها وهيئتها، فلا تعرُّض إذًا للمادة التي أُخذت منها المرأة (طه).




[11] قصص الأنبياء، لعبدالوهاب النجار ص25.




[12] بهجة النفوس وتحلِّيها بمعرفة ما لها وما عليها؛ لابن أبي جمرة الأندلسيِّ 4: 165، وابن أبي جَمْرة هو: عبدالله بن سعد بن سعيد بن أبي جمرة الأندلسي المتوفى سنة 695 رحمه الله تعالى؛ كما في "الأعلام" للزركلي 4: 89.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.24 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]