صور عطرة من حياة الصحابة: صدقهم، تواضعهم، نصحهم، أمانيهم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         علاقة القرآن بشهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ماهية الاعتصام بالله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فوائد مختصرة منتقاة من المجلد الأول من الشرح الممتع على زاد المستقنع للعلامة العثيمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          سحر صلاة العشاء في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من أقوال السلف في السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أساليب التعذيب النفسي في السجون الإسرائيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حق اليقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          آل عمران.. المرابطون ببيت المقدس!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 25008 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-09-2019, 04:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,367
الدولة : Egypt
افتراضي صور عطرة من حياة الصحابة: صدقهم، تواضعهم، نصحهم، أمانيهم

صور عطرة من حياة الصحابة: صدقهم، تواضعهم، نصحهم، أمانيهم
فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ



صدقهم

ذِكر حاطب رضي الله عنه للسبب الذي حمله على الكتابة للمشركين:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: "بعثي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد، فقال: ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخٍ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها))، فانطلقنا حتى أتينا الروضة، فإذا بالظعينة، فقلنا: هلمٍّي الكتاب، قالت: ما عندي من كتاب، فقلتُ: لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ((ما هذا يا حاطب؟))، قال حاطب: والله ما بي ألَّا أكون مؤمنًا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أردتُ أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته مَنْ يدفع الله به عن أهله وماله، فقال: ((صدق، ولا تقولوا إلَّا خيرًا))"؛ [متفق عليه].

صدق بلال رضي الله عنه في إجابته لمن سأله عن حال أخيه عندما أراد أن يتزوج منهم:
عن عمرو بن ميمون، حدثني أبي: "أن أخًا لبلال كان ينتمي في العرب، ويزعم أنه منهم، فخطب امرأة من العرب، فقالوا: إن حضر بلال زوَّجْناك، فحضر بلال، فقال: أنا بلال بن رباح، وهذا أخي، وهو امرؤ سوءٍ سيئ الخُلُق والدين، فإن شئتم أن تزوِّجوه فزوِّجوه، وإن شئتم أن تدعوه فدعوه"؛ [أخرجه البيهقي في السنن الكبرى].


صراحة كعب بن مالك رضي الله عنه في إخباره بأسباب تخلُّفه عن غزوة تبوك:
حدث كعب رضي الله عنه، حين تخلَّف في غزوة تبوك، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما خلفك، ألم تكن ابتعت ظهرك ؟))، فقلت: يا رسول الله، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أني سأخرج من سخطه، ولقد أعطيت جدلًا؛ ولكن والله لقد علمت لئن حدثك اليوم بحديث كذب لترضى به عني، ليوشك أن الله عز وجل يُسخطك عليَّ، ولئن حدثك حديث صدق تجدُ عليَّ فيه، إني لأرجو فيه عفو الله، والله ما كنتُ قطُّ أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك))؛ [متفق عليه].

وقال رضي الله عنه: "والله ما أنعم الله عليَّ من نعمة بعد إذ هداني أعظم من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله ما أعلمُ أحدًا أبلاه الله في صدق الحديث أحسن ممَّا أبلاني ما تعمَّدْت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا كذبًا"؛ [متفق عليه].

صدق الصحابي في رغبته الشهادة في سبيل الله:
جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فآمن به، واتَّبعه، وقال: إنِّي اتَّبعتُكُ على أن أرمى ها هنا - وأشار إلى حلقه بسهم - فأموت فأدخل الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن تصدق الله يصدقك))، ثم نهض فقاتل فقتل، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ((صدق الله فصدقه))؛ [أخرجه الترمذي].

صراحة الصحابي في الإجابة عن سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على رجل، فأرسل إليه فخرج ورأسه يقطرُ، فقال: ((لعلنا أعجلناك؟))، قال: نعم"؛ [متفق عليه].


تواضعهم
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: إنكم تغفلون أفضل العبادة التواضُع.
تواضُع أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
قال رضي الله عنه: "وليتكم ولستُ بخيركم"، قال سفيان: بلغنا عن الحَسَن أنه قال: بلى والله، إنه لخيرهم، ولكن المؤمن يهضم نفسه؛ [أبو داود في الزهد].


تواضُع عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
عن ابن عباس رضي الله عنه أنه دخل على عمر بن الخطاب حين طُعِن، فقال له: "أبشر يا أمير المؤمنين، أسلمت مع رسول الله حين كفر الناس، وقاتلت مع رسول الله حين خذله الناس، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راضٍ، ولم يختلف في خلافتك رجلان، وقُتِلت شهيدًا، فقال: أعد فأعاد، فقال: المغرور من غررتمُوه، لو أن لي ما على الأرض من بيضاء وصفراء، لافتديتُ به من هول المطلع"؛ [أخرجه ابن حبان].

وعن سعيد بن المسيب رحمه الله قال: "لما نفر عمر كوَّم كومة من تراب، ثم بسط عليها ثوبه واستلقى عليها"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

وعن عطاء الخراساني رحمه الله قال: "احتبس عمر بن الخطاب عن جلسائه، فخرج إليهم من العشي، فقالوا: ما حبسك؟ فقال: غسلت ثيابي، فلما جفَّت خرجت عليكم"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف].

وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه قال: "خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعه أبو عبيدة بن الجرَّاح، فأتوا على مخاضة، وعمر على ناقة له، فنزل عنها، وخلع خُفَّيه، فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته، فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، أنت تفعل هذا، تخلع خُفَّيْكَ وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك، وتخوض بها المخاضة، ما يسرُّني أن أهل البلد استشرفوك، فقال عمر: أوه لم يقل ذا غيرك أبا عبيدة، جعلته نكالًا لأُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم، إنا كنا أذلَّ قوم، فأعزَّنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزة بغير ما أعزَّنا الله به أذلَّنا الله"؛ [أخرجه الحاكم].

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: "كان عمر يقولُ: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا، يعني: بلالًا"؛ [متفق عليه]، قال العلامة ابن عثيمين رحمة الله: هذا من تواضُع عمر رضي الله عنه.

وعن ابن عباس رضي الله عنه، قال: "قال عمر: لأن أُقدَّم فتُضرَب عُنقي أحَبُّ إليَّ من أن أتقدَّم قومًا فيهم أبو بكر"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

وعن عامر أن عمر قال: "لا أسمعُ بأحد فضَّلَني على أبي بكر إلا جلدته أربعين"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

وعن عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال: "قال رجل لعمر بن الخطاب: ما رأيت مثلك، قال: رأيت أبا بكر؟ قال: لا، قال لو قلت: نعم إني رأيتُه لأوْجَعْتُكَ"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

لما طُعِن عمر قال لابنه عبدالله رضي الله عنهما: "انطلق إلى عائشة أمِّ المؤمنين، فقل: يقرأُ عليك عمر السلام، ولا تقل: أمير المؤمنين، فإني لستُ اليوم للمؤمنين أميرًا"؛ [أخرجه البخاري]، قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: وهذا من التواضُع.

تواضُع عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه:
"أتي رضي الله عنه بطعام - وكان صائمًا - فقال: قُتِلَ مُصعب بن عمير - وهو خيرٌ مني - وكفن في بردة إن غُطِّي رأسُه بَدَتْ رجلاه، وإن غُطِّي رجلاه بَدا رأسُه، وقتل حمزة - وهو خيرٌ مني - ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط"؛ [أخرجه البخاري]، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وفي قول عبدالرحمن بن عوف: هو خيرٌ مني، دلالة على تواضُعه.


تواضُع عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:
عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: "لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي رجلان، ولحَثيتُم على رأسي التراب، ولودِدْتُ أن الله غفر لي ذنبًا من ذنوبي، وإني دعيتُ عبدالله بن روثة"؛ [أخرجه الحاكم].

تواضع أبو هريرة رضي الله عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثًا عنه منِّي إلا ما كان من عبدالله بن عمرو، فإنه كان يكتبُ ولا أكتبُ"؛ [أخرجه البخاري].

تواضُع عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه:
عن مقسم مولى عبدالله بن الحارث بن نوفل، قال: "أتيت عبدالله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقًا نعليه بيده"؛ [أخرجه أحمد].

تواضُع عبدالله بن عمر رضي الله عنه:
عن نافع قال: "كان ابن عمر لا يأكل حتى يُؤتى بمسكين يأكلُ معه"؛ [أخرجه البخاري].


تواضُع أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما:
عن ابن عباس رضي الله عنه، "أنه دخل على عائشة رضي الله عنها، فقال لها: أبشري، فقالت: أيضًا، فقال: ما بينك وبين أن تلقي محمدًا صلى الله عليه وسلم والأحِبَّة إلَّا أن تخرج الروح من الجسد، كنتِ أحَبَّ نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله، ولم يكن رسول الله يُحِبُّ إلا طيبًا، وسقطت قلادتُك ليلة الأبواء، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يصبح في المنزل، وأصبح الناسُ ليس معهم ماء، فأنزل الله عز وجل ﴿ فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ﴾ [النساء: 43]، فكان ذلك في سببك، وما أنزل الله عز وجل لهذه الأُمَّة من الرخصة، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات جاء به الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله يذكر فيه الله إلا يُتلى فيه آناء الليل وآناء النهار، فقالت: دعني منك يا ابن عباس، والذي نفسي بيده لوددتُ أني كنتُ نسيًا منسيًّا"؛ [أخرجه أحمد].

وفي حادثة الإفك قالت رضي الله عنها: شأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمرٍ، قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: في هذه القطعة من الحديث فوائد، منها: ما كانت عليه عائشة رضي الله عنها من التواضُع واحتقار النفس.

وعنها رضي الله عنها قالت لعبدالله بن الزبير: "ادفني مع صواحبي، ولا تدفني مع النبي صلى الله عليه وسلم في البيت، فإني أكره أن أزكى"؛ [أخرجه البخاري]، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: أي يثني عليَّ بما ليس فيَّ، بل بمجرد كوني مدفونة عنده دون سائر نسائه، فيظن أني خصصت بذلك من دونهن لمعنى فيَّ ليس فيهن، وهذا منها في غاية التواضُع، وقال العلامة ابن عثيمين في تعليقه على حديث إذنها لعمر بن الخطاب أن يدفن مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه في حجرتها: "هذا من تواضعها رضي الله عنها، أنها تركت أن تُدفن في حجرتها؛ لئلا تُزكى به من بين سائر زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام".

نصحهم لغيرهم
عن زياد بن علاقة، قال: "سمِعت جرير بن عبدالله يوم مات المغيرة بن شعبة، قام فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له، والوقار والسكينة حتى يأتيكم أمير؛ فإنما يأتيكم الآن، ثم قال: استعفوا لأميركم، فإنه كان يحب العفو، ثم قال: أما بعدُ، فإني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، قُلتُ: أبايعك على الإسلام، فشرط عليَّ: ((والنصح لكل مسلم))، فبايعته على هذا، وربِّ هذا المسجد، إني لناصح لكم، ثم استغفر ونزل"؛ [أخرجه البخاري].

وعن مسلم بن يتاق قال: "كنت مع عبدالله بن عمر في مجلس، فمرَّ علينا فتى مسبل إزاره، فقال: هلم يا فتى، فأتاه، فقال: أتحب أن ينظر الله إليك يوم القيامة؟ قال: نعم، قال: فارفع إزارك إذًا؛ فإني سمِعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: بأذنيَّ هاتين، وأهوى بإصبعيه إلى أذنيه، يقول: ((مَنْ جرَّ إزاره لا يريد إلا الخيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة))؛ [أخرجه أحمد].

وعن زيد بن أسلم، "أن ابن عمر أتى ابن مطيع ليالي الحرة، فقال: اطرحوا لأبي عبدالرحمن وسادة، فقال ما جئت لأجلس عندك، ولكن جئت أُخبرك ما سمِعْت من النبي صلى الله عليه وسلم، سمِعته يقول: ((مَنْ نزع يدًا من طاعة لم تكن له حجة يوم القيامة، ومن مات مفارقًا للجماعة، فإنه يموت موت الجاهلية))"؛ [أخرجه أحمد].

وعن سعيد بن عبيدة قال: "كنت عند ابن عمر، فحلف رجل بالكعبة، فقال ابن عمر: ويحك لا تفعلن؛ فإني سمِعْت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من حلف بغير الله فقد أشرك))"؛ [أخرجه ابن حبان].

وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه، "أنه مرَّ بعمير بن سعد وهو يعذب الناس في الجزية في الشمس، فقال: يا عمير، إني سمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يُعذِّبُ الذين يعذبون الناس في الدنيا))، قال: اذهب فخل سبيلهم"؛ [أخرجه ابن حبان].

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: "دخل شابٌّ على عمر، فجعل الشابُّ يُثني عليه، فرآه عمر يجرُّ إزاره، فقال له: يا بن أخي، ارفع إزارك، فإنه أتقى لربِّك، وأنقى لثوبك"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

وعن عائشة رضي الله عنها "أنها رأت عبدالرحمن بن أبي بكر يتوضَّأ فقالت: يا عبدالرحمن، أحسن الوضوء؛ فإني سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ويلٌ للأعقاب من النار))"؛ [أخرجه أحمد].

وعن يزيد بن الأصم قال: "تلَّقيت عائشة وهي مقبلة من مكة، أنا وابن لطلحة بن عبيدالله وهو ابن أختها، وقد كنا وقعنا في حائط من حيطان المدينة، فأكلنا منه، فبلغها ذلك، فأقبلت على ابن أختها تلومه وتعذلُه، ثم أقبلت عليَّ فوعظتني موعظة بليغة"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

عن عون بن عبدالله، قال: "أتى أم الدرداء رجل، فقال: إن بي داءً من أعظم الداء، فهل عندك له دواء؟ قالت: وما ذلك؟ قال: إني أجد قسوةً في القلب، فقالت: أعظم الداء داؤك، عُدِ المرضى، واتَّبِع الجنائز، واطَّلع في القبور؛ لعل الله أن يُلين قلبك، ففعل الرجل، فكأنه أحسَّ من نفسه رقَّةً، فجاء إلى أُمِّ الدرداء يشكر لها"؛ [أخرجه أبو داود في كتابه الزهد].

أمانيهم وهممهم العالية
اغتنام الفرص لسؤال المغفرة:
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول للأنصار رضي الله عنهم: ((والله، لا تسألوني اليوم شيئًا إلا أعطيتكموه))، فماذا سألوا ؟ قالوا: اغتنموا الأمر، واسألوا الرسول عليه الصلاة والسلام أن يدعو لكم بالمغفرة؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: شقَّ على الأنصار النواضح، فاجتمعوا عند النبي صلى الله عليه وسلم، يسألونه أن يكري لهم نهرًا سيحًا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مرحبًا بالأنصار، مرحبًا بالأنصار، والله لا تسألوني اليوم شيئًا إلا أعطيتكموه، ولا أسألُ الله لكم شيئًا إلا أعطانيه))، فقال بعضهم لبعض: اغتنموها، وسلوا المغفرة، فقالوا: يا رسول الله ادْعُ الله لنا بالمغفرة، فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: ((اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار))؛ [أخرجه أحمد].

أمنية عمر رجالٌ مثل أبي عبيدة ومعاذ وحذيفة وسالم رضي الله عنهم:
عن عمر رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: "تمنوا، فقال بعضهم: أتمنَّى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبًا أنفقه في سبيل الله، وأتصدَّق، وقال رجل أتمنَّى لو أنها مملوءة زبرجدًا وجوهرًا، فأنفقه في سبيل الله وأتصدَّق، فقال عمر: أتمنَّى لو أنها مملوءة رجالًا مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان" [أخرجه الحاكم].

طلب ربيعة الأسلمي رضي الله عنه مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة:
عنه رضي الله عنه، قال: "كنت أبيتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم، آتيه بوضوئه فقال: ((سلني))، قلتُ: مرافقتك في الجنة، قال: ((أو غير ذلك))، قلتُ: هو ذاك، قال: ((فأعنِّي على ذلك بكثرة السجود))؛ [أخرجه أبو داود].

تمنِّي عوف بن مالك رضي الله عنه الموت ليدعو له الرسول عليه الصلاة والسلام:
عن عوف بن مالك رضي الله عنه، قال: "سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى على جنازة، يقول: ((اللهم اغفر له، وارحمه، واعف عنه، وعافه، وأكرم نزله، ووسِّع مدخله، واغسله بماء وثلج وبرد، ونقِّه من الخطايا، كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه، وقِهِ فتنة القبر، وعذاب النار))، قال عوف: فتمنَّيْتُ أن لو كنت أنا الميت لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الميت"؛ [أخرجه مسلم].

طلب عكاشة رضي الله عنه أن يكون مع السبعين الألف الذين يدخلون الجنة:
عن ابن عباس رضي الله عنه، "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يدخل الجنة من أُمَّتي سبعون ألفًا بغير حساب))، فقال عكاشة بن محصن رضي الله عنه: يا رسول الله، ادْعُ الله أن أكون منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنت منهم)) فقام آخر، فقال: ادعُ أن أكون منهم، قال: ((سبقك بها عكاشة))"؛ [متفق عليه].

طلب عمير بن الحمام رضي الله عنه أن يكون من أهل الجنة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قوموا إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض))، فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: ((نعم))، فقال: بخ بخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يحملك على قول بخ بخ؟)) قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: ((فإنك من أهلها))، فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، ثم رمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل"؛ [أخرجه مسلم].

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-09-2019, 04:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,367
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صور عطرة من حياة الصحابة: صدقهم، تواضعهم، نصحهم، أمانيهم

صور عطرة من حياة الصحابة: صدقهم، تواضعهم، نصحهم، أمانيهم
فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ

الصبر على الحاجة والفاقة رغبة في المسابقة إلى الجنة:

جاء ثلاثة نفر إلى عبدالله بن عمرو بن العاص، فقالوا: "يا أبا محمد، إنا والله ما نقدر على شيءٍ، لا نفقة، ولا دابَّة، ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا، فأعطيناكم ما يسَّر الله، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم؛ فإني سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفًا))، قالوا: فإنا نصبر لا نسألُ شيئًا"؛ [أخرجه مسلم].

محبة عمرو بن تغلب رضي الله عنه للكلمة التي قالها الرسول عليه الصلاة والسلام:
عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى بمال، أو سبي، فقسمه، فأعطى رجالًا وترك رجالًا، فبلغه أن الذين تَرَكَ عتبوا، فحمد الله، ثم أثنى عليه، ثم قال: ((أما بعد، فوالله إني لأعطي الرجل، وأدعُ الرجل، والذي أدْعُ أحَبُّ إليَّ من الذي أُعطي؛ ولكن أُعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكِلُ أقوامًا إلى ما جعل في قلوبهم من الغنى والخير، فيهم عمرو بن تغلب)) فوالله ما أُحِبُّ أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حُمر النعم"؛ [أخرجه البخاري].

غبطة ابن مسعود للمقداد رضي الله عنهما:
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحَبُّ إليَّ مما عُدِلَ به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يدعو على المشركين، فقال: لا نقول كما قال قوم موسى ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا ﴾ [المائدة: 24]؛ ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، أشرق وجهُه وسرَّه؛ يعني: قوله"؛ [أخرجه البخاري].


الشجاعة من أجل الفوز بالجنة:
عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال: سمِعتُ أبي تجاه العدو يقول: سمِعْت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إن السيوف مفاتيح الجنة))، فقال له رجل رثُّ الثياب: يا أبا موسى، أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، فسلَّ سيفَه وكسر غمده، والتفت إلى أصحابه، وقال: أقرأ عليكم السلام، ثم تقدَّم إلى العدوِّ فقاتل حتى قُتِل"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].



استشارتهم لغيرهم
استشارة عمر للرسول عليه الصلاة والسلام في الأرض التي أصابها في خيبر:
عن عمر رضي الله عنه، قال: أصبت أرضًا من أرض خيبر، فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: أصبت أرضًا لم أُصِبْ مالًا أحَبَّ إليَّ ولا أنفس عندي منها، فما تأمرني به؟ قال: ((إن شئت حبست أصلها وتصدَّقْتَ بها))، قال: فتصدق بها عمر أنه لا يباع أصلها ولا تورث ولا توهب"؛ [أخرجه مسلم].

استشارة عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصحابة في عقوبة شارب الخمر:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، "أن النبي صلى الله عليه وسلم، أُتي برجل قد شرب الخمر، فجلده نحو الأربعين، وفعله أبو بكر، فلما كان عمر استشار الناس، فقال عبدالرحمن بن عوف: أخفُّ الحدود ثمانين، فأمر به عمر"؛ [متفق عليه].

استشارة فاطمة بنت قيس رضي الله عنها للرسول عليه الصلاة والسلام في نكاحها:
عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، أن زوجها طلقها البتة، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم، أن تعتدَّ في بيت أُمِّ شريك، وقال: ((تلك امرأة يغشاها أصحابي، اعتَدِّي عند ابن أُمِّ مكتوم، فإنه رجل أعمى، تضعين ثيابك، فإذا حللت فآذنيني))، فلما حللتُ، ذكرتُ له أن معاوية، وأبا جهم، خطباني، فقال: ((أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد))؛ [متفق عليه].



متفرقات
العفو عمَّن أساء الأدب إذا كان جاهلًا:
عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: "دخل عيينة بن حصين بن حذيفة على عمر بن الخطاب، فقال له: هِيْ يا بن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر حتى همَّ به، فقال له الحرُّ بن قيس: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وإن هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقَّافًا عند كتاب الله"؛ [أخرجه البخاري].

حسن أدب الصحابة رضي الله عنهم:
عن سهل بن سعد رضي الله عنه، "أن امرأة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، جئت لأهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصعد النظر وصوبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت أنه لم يقض فيها شيئًا جلست، فقام رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة فزوِّجنيها" [متفق عليه].

قال العلامة العثيمين رحمه الله من فوائد الحديث: حسن أدب الصحابة رضي الله عنهم، وأنهم على أعلى ما يكون من الأدب والخُلُق، وذلك لقول الرجل: "يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة فزوِّجنيها"، ولم يقل مباشرة: زوِّجنيها، وهذا الأدب من هذا الرجل نظير الأدب مع ذي اليدين؛ حيث سلم النبي صلى الله عليه وسلم من الركعتين، فقال: يا رسول الله، أنسيتَ أم قُصِرت الصلاة؟ ولم يجزم بأحدهما للاحتمال؛ فالصحابة أكمل الناس أدَبًا، ولا يوجد لهم نظير في الأدب والأخلاق.
وعن أنس رضي الله عنه، قال: "ذهبت إلى أبي طلحة، وهو زوج أم سليم بنت ملحان، فقلتُ: يا أبتاه"؛ [متفق عليه].

عدم الإنكار على الآخرين إذا كان في الأمر سَعة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: "كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم"؛ [متفق عليه].

وعن محمد بن أبي بكر الثقفي قال: "قلت لأنس ونحن غاديان من منى إلى عرفات: ما كنتم تصنعون في التلبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم؟ قال: كان الملبي يُلبِّي فلا ينكر عليه ويُكبر المكبر فلا ينكرُ عليه"؛ [متفق عليه].

سؤال الله الجليس الصالح:
عن حريث بن قبيصة رضي الله عنه، "قال: قدمتُ المدينة، فقلت: اللهم يسِّر لي جليسًا صالحًا، فجلست إلى أبي هريرة رضي الله عنه"؛ [أخرجه الترمذي].

وعن علقمة قال: قدمت الشام، فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسِّر لي جليسًا صالحًا، فأتيت قومًا، فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى يجلس إلى جنبي، قلتُ: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، فقلتُ: إني دعوتُ الله أن يُيَسِّر لي جليسًا صالحًا فيَسَّرك"؛ [أخرجه البخاري].

الحذر من قرين وجليس السوء:
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: "لصاحَبٌ صالحٌ خيرٌ من الوحدة، والوحدةُ خيرٌ من صاحب السوء"، وعن عمر رضي الله عنه قال: "في العزلة راحة من خلطاء السوء"؛ [أخرجه البيهقي في السنن الكبرى].

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "لا عليك ألَّا تصحب أحدًا إلَّا مَنْ أعانَكَ على ذكر الله عز وجل"؛ [أخرجه البيهقي في السنن الكبرى].

التعامل مع مال الله:
عن اليرفأ قال لي عمر: "إني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة والي اليتيم، إن احتجت منه أخذْتُ منه، فإذا أيسرت رددته، وإن استغنيت استعففت"؛ [البيهقي في السنن الكبرى].

تأديب من يفتي بغير علم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "سألني رجل من أهل الشام عن لحم اصطِيدَ لغيرهم، أيأكله وهو محرم؟ فأفتيته أن يأكله، فأتيتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فذكرت له ذلك، فقال: بم أفتيتَ؟ قُلتُ: أمرته أن يأكله، قال: لو أفتيتَه بغير ذلك لعَلَوْتُ رأسَكَ بالدِّرَّة، ثم قال عمر: إنما نُهيت أن تصطاده"؛ [أخرجه البيهقي في السنن الكبرى].

العدل مع أبغض الخلق إلى الإنسان:
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: "أفاء الله عز وجل خيبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقرَّهُمْ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كانوا عليه، وجعلها بينه وبينهم، فبعث عبدالله بن رواحة فخرصها عليهم، ثم قال لهم: يا معشر اليهود، أنتم أبْغَضُ الخَلْق إليَّ؛ قتلتُمْ أنبياء الله عز وجل، وكذبتم على الله، وليس يحملني بُغْضي إيَّاكم على أن أحيف عليكم، قد خرصت عشرين ألف وسق من تمر، فإن شئتم فلكم، وإن أبيتم فلي، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض قد أخذنا فاخرجوا عنا"؛ [أخرجه أحمد].

عدم سؤال الناس شيئًا:
عن ثوبان رضي الله عنه، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يتكفَّل لي ألَّا يسأل شيئًا، وأتكفَّل له بالجنة؟))، قال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحدًا شيئًا، فكان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحدٍ: ناولنيه حتى ينزل فيتناوله"؛ [أخرجه أحمد].

محبة أهل القرآن:
عن مسروق قال: "كنت جالسًا عند عبدالله بن عمرو بن العاص فذُكِر عبدالله بن مسعود، فقال: إن ذاك لرجلٌ لا أزال أُحِبُّه أبدًا، سمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خُذُوا القرآن عن أربعة عن ابن أُمِّ عبدٍ)) فبدأ به"؛ [أخرجه مسلم].

الهدية المفيدة:
عن ابن أبي ليلى قال: قال لي كعب بن عجرة: ألا أُهدي لك هدية؟ قلنا: يا رسول الله، قد عرفنا كيف السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد"؛ [متفق عليه].

طلب التحديث بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم استفادةً من الوقت:
عن عبدالله بن رباح رضي الله عنه، قال: وفدنا إلى معاوية بن أبي سفيان، وفينا أبو هريرة، فكان كلُّ رجلٍ منَّا يصنع يومًا طعامًا لأصحابه، فكانت نوبتي، فقلتُ: يا أبا هريرة، اليوم يومي، فجاءوا إلى المنزل ولم يُدرك طعامنا، فقلتُ: يا أبا هريرة، لو حدثتنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدرك طعامنا، فقال: كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح"؛ [أخرجه مسلم].

تذكر الموت والآخرة عند المرض:
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعودني عام حجة الوداع، من وجع أشتدَّ بي، فقلت: إني قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدَّق بثلثي مالي؟ قال: ((لا))، قلت: الشطر، قال: ((لا))، ثم قال: ((الثلث والثلث كثير))"؛ [أخرجه البخاري].

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: "جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، وأنا مريض لا أعقل، فتوضَّأ، وصَبَّ عليَّ من وضوئه فعقلتُ، فقلت: يا رسول الله، لمن الميراث؛ إنما يرثني كلالة؟ فنزلت آية الفرائض"؛ [أخرجه البخاري].

من وقع في نفسه شيء فطلب من العالم أن يُحدِّثه بما ينفعه:
عن ابن الديلمي رضي الله عنه قال: "وقع في نفسي شيء من هذا القدر، خشيتُ أن يُفسِد عليَّ ديني وأمري، فأتيت أبي بن كعب، فقلت: إنه وقع في نفسي شيء من هذا القدر، فخشيت على ديني وأمري، فحدَّثني من ذلك بشيء، لعلَّ الله أن ينفعني به، فقال: لو أن الله عذَّب أهل سماواته وأهل أرضه لعذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو كان لك مثل جبل أُحُد ذهبًا تُنفِقه في سبيل الله ما قُبل منك حتى تؤمن بالقدر فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليُصيبك، وأنك لو مت على غير هذا دخلت النار"؛ [أخرجه ابن ماجه].

الالتزام بوفاء الدين:
عن عبدالله بن أبي قتادة، عن أبيه رضي الله عنه، قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي برجل ليُصلَّى عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: ((صلُّوا على صاحبكم؛ فإن عليه دينًا))، قال أبو قتادة: هو عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بالوفاء))، قال: بالوفاء، فصلَّى عليه"؛ [أخرجه الترمذي].

عدم الدعاء على من ارتكب ذنبًا:
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: "إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبًا، فلا تكونوا أعوانًا للشيطان عليه، تقولون: اللهم أخزه، اللهم العنْه؛ ولكن سَلُوا الله العافية"؛ [أخرجه عبدالرزاق في المصنف].

وعن أبي قلابة رضي الله عنه، "أن أبا الدرداء مَرَّ على رجل قد أصاب ذنبًا، فكانوا يسبُّونه، فقال: أرأيتم لو وجدتموها في قليب، ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى، قال: فلا تسبُّوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم، قالوا: أفلا نُبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي"؛ [أخرجه عبدالرزاق في المصنف].

الدعاء لمن صنع معروفًا:
عن عبدالله بن جعفر المخزومي، قال: حدثتني أم بكر بنت المسور: "أن عبدالرحمن بن عوف باع أرضًا له بأربعين ألف دينار، فقسمها في بني زهرة، وفقراء المسلمين والمهاجرين، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى عائشة رضي الله عنها بمال من ذلك، فقالت: مَنْ بعث هذا المال؟ قلتُ: عبدالرحمن بن عوف، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحنو عليكن من بعدي إلَّا الصابرون))، سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة"؛ [أخرجه الحاكم].

تعلم لغة العدوِّ للحذر منه:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا زيدُ، تعلَّم لي كتاب يهود؛ فإني والله ما آمن يهود على كتابي))، قال زيد: فتعلَّمتُ له كتابهم، ما مرَّت بي خمس عشرة ليلة حتى حذقته، وكنتُ أقرأُ لهم كُتُبهم إذا كتبوا إليه، وأُجيبُ عنه إذا كتب"؛ [أخرجه البخاري].

وعنه رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأتيني كُتُب من الناس لا أُحِبُّ أن يقرأها كل أحد، فهل تستطيع أن تتعلَّم كتاب السريانية))، قلت: نعم فتعلمتها في سبع عشرة"؛ [أخرجه أحمد].

الغضب عند الحاجة:
عن قزعة أنه سمِع أبا سعيد الخُدْري يُحدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأعجبني فدنوتُ منه، وكان في نفسي حتى أتيته، فقلت: أنت سمِعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فغضب غضبًا شديدًا، قال: فأُحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم أسمَع!"؛ [أخرجه أحمد].

الشكوى إلى الله جل جلاله:
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "تبارك الذي وسِعَ سمْعُه كلَّ شيءٍ، إني لأسمَع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى عليَّ بعضُه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي تقول: يا رسول الله، أكل شبابي، ونثرتُ له بطني، حتى إذا كبرت سنِّي، وانقطع ولدي، ظاهر منِّي، اللهم أشكو إليك، فما برحت حتى نزل جبرائيل بهؤلاء الآيات: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [المجادلة: 1]"؛ [أخرجه النسائي].

محبة أن يشاركهم أقاربهم الخير الذين ينعمون به:
وعن زينب بنت أبي سلمة، قالت: إنَّ أمَّ حبيبة قالت: يا رسول الله، انكح أختي، قال: ((أو تُحبِّين ذلك؟))، قالت: نعم لست لك بمُخلية وأحَبُّ مَنْ شاركني في خيرٍ أُختي"؛ [متفق عليه].

قوة اليقين بأن ما في الآخرة خيرٌ ممَّا في الدنيا:
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه، فسارَّها بشيءٍ فبكت، ثم دعاها فسارَّها بشيءٍ فضحكت، فسألنا عن ذلك، فقالت: سارَّني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُقبَضُ في وجعه الذي تُوفِّي فيه، فبكيتُ، ثم سارَّني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكْتُ"؛ [أخرجه البخاري].

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: بكت فاطمة رضي الله عنها لفقد أبيها، ثم ضحكت لسرعة لحاقها به، وفي هذا دليل على يقينها رضي الله عنها، بأنها إذا انتقلت من هذه الدار تنتقل إلى خير منها، وإلا فلا أحد يُقال له: إنك قريب الأجل فيضحك! بل هذا بعيد من حيث الطبيعة البشرية؛ لكن لإيمانها رضي الله عنها بأن ما في الآخرة خيرٌ ممَّا في الدنيا ضحكت.

الإنصاف:
عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: "ذهبتُ أسُبُّ حسان عند عائشة، فقالت: لا تسُبَّه؛ فإنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ [أخرجه البخاري].

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: في حديث عائشة رضي الله عنها دليلٌ على إنصافها؛ لأن حسان بن ثابت كان ممَّن تكلَّم في الإفك، وحدَّهُ النبي صلى الله عليه وسلم حدَّ القَذْفِ، فجاء هذا الرجل عند عائشة يسبُّه؛ ولكنها قالت: لا تسُبَّه، وعلَّلَتْ ذلك بأنه كان يُنافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصائده المشهورة، والذي يُنافح عن الرسول عليه الصلاة والسلام لا شكَّ أن الحسنات يُذْهِبْنَ السيئات.

الزهد في الدنيا:
عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: "أنتم أكثر صيامًا، وأكثر صلاةً، وأكثر جهادًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم كانوا خيرًا منكم، قالوا: لِمَ يا أبا عبدالرحمن؟ قال: كانوا أزهد في الدنيا، وأرغب في الآخرة"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة].

وعن سعيد بن جبير رحمه الله، قال: "دخلت على ابن عمر، فإذا هو مفترش ذراعيه، متُوسِّد وسادةً حشوها ليف"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه، قال: "كانت عائشة تقسم سبعين ألفًا، وهي ترقع درعها"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

وعن عطاء "أن عائشة بعث لها معاوية قلادة قُومت بمئة ألف، فقبلتها وقسمتها بين أمهات المؤمنين"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

وعن عروة "كانت رضي الله عنها تقسم في اليوم سبعين ألفًا، وإنها لترقع درعها"؛ [أبو داود في كتابه الزهد].



الخوف من الله جل جلاله:
عن نافع "أن ابن عمر رضي الله عنه، لقي راعيًا بطريق مكة، فقال له: بعني شاة؟ قال: ليست لي، قال له: فتقول لأهلك أكلها الذئب؟ قال: فأين الله؟! قال: اسمع، وافني ها هنا إذا رجعت من مكة، ومرَّ مولاك يُوافيني ها هنا، فلما رجع لقي رب الغنم، واشترى منه الغنم، واشترى منه الغلام، فأعتقه ووهب له الغنم"؛ [أخرجه أبو داود في كتابه الزهد].


الحرص أن يكونوا ممَّن يحبُّهم الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام:
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خبير: ((لأُعطينَّ هذه الراية غدًا رجلًا يفتحُ الله على يديه، يُحِبُّ الله ورسوله، ويُحبُّهُ الله ورسوله))، فبات الناس يدوكون ليلتهم، أيُّهم يُعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال عليه الصلاة والسلام: ((أين علي بن أبي طالب؟))، فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينه، قال: ((فأرسلوا إليه))، فأتي به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية"؛ [متفق عليه].



الحزن على من قتل من المسلمين:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: "حزنتُ على مَنْ أُصِيب بالحرة، فكتب إليَّ زيد بن أرقم، وبلغه شِدَّةُ حزني، يذكرُ أنه سمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار))؛ [متفق عليه].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 95.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 93.30 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (2.45%)]