حديث: "أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم" (دراسة وتخريج) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213624 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-02-2020, 05:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي حديث: "أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم" (دراسة وتخريج)

حديث: "أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم" (دراسة وتخريج)


فالح الشبلي





إن الحمد لله، نَحمَدُه، ونستعينُه، ونستغفره، ونعوذ باللَّهِ من شرور أنفسنا، ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهدِ اللَّهُ فلا مُضلَّ له، ومن يُضْللْ فلا هادي لَه، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله، وحدَهُ لا شريك لهُ، وأشهد أن محمدًا عبدهُ ورسولهُ، صلى اللَّهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّم.

اللهم أنت الأول، وأنت الآخِر، وأنت الظاهر، وأنت الباطن، وأنت على كل شيء قدير، اللهم أنت الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد.

اللهم أنت خالقي، لا إله إلاَّ أنت، اللهم أنت ربي، لا إله إلاَّ أنت، اللهم أنت رازقي، لا إله إلاَّ أنت، اللهم إني لا أعبد إلاَّ إياك؛ لا إله إلاَّ أنت، اللهم إني لا أستجير إلاَّ بك؛ لا إله إلاَّ أنت، اللهم إني لا أسألُ إلاَّ إياك؛ لا إله إلاَّ أنت، اللهم إني لا أستعين إلاَّ بك؛ لا إله إلاَّ أنت، اللهم إني لا أدعو إلاَّ إياك؛ لا إله إلاَّ أنت، اللهم إني لا أطلب إلاَّ منك؛ لا إله إلاَّ أنت.

يا مسبِّب الأسباب، ويا مُفتِّح الأبواب، ويا سامعَ الأصوات، ويا مجيب الدعوات، ويا قاضي الحاجات، وفِّقْني لما تحب وترضى، واجعل عملي هذا خالصًا لوجهك الكريم.

أما بعد:
((أقيلوا ذوي الهيئات زلاَّتِهم))
عند تخريجي لهذا الحديث، وهو أحد الأحاديث التي خرَّجْتُها في كتابي "التراجم والعلل"، وقفْتُ على كثير من الطلبة والمشايخ، يستشهدون بالحديث، ويستدلون بهِ على ما ذهبوا إليه؛ فمنهم من استدل بهِ من غير تحقيق ولا تخريج، ومنهم من خرَّجه وصحَّحه واستدل به.

ولضرورة هذا الحديث واحتياج الناس إليه، وأخُصُّ منهم القضاةَ والفقهاء أولاً؛ ولمراعاة الفرد والمصالح العامة، وكذلك لإنزالِ الناسِ منازلهم - أحببْتُ أن أخرِّج هذا الحديث تخريجًا علميًّا دقيقًا؛ متابِعًا فيهِ من سبَقني في كثير من عملي، ولا أَخرج ولا أَحيد عمَّن سبقني، إلاَّ بدليل وضابط، ولا أدَّعِي الاجتهاد، ولكن أَكرهُ الجُمُودَ والتقليد، وعدمَ الرجوعِ عن الخطأ.

ومما يؤسفني أنَّ كثيرًا من طلبةِ العلم، إذا وقفوا على قولٍ لأحد العلماء، بتضعيف حديثٍ، أو بتصحيحه، جعلوه القولَ الأول والأخير، فلا يتوسَّع أحدهم بتخريج الحديث، ليكشف عِلَلَه؛ حتى يوافق مَن سبقهُ بالتضعيف أو بالتصحيح، وهذا مذهبُ أهل الحديث.

فما المانع أن يصحِّح حديثًا بمتابعةٍ خَفِيت على هذا العالِم، أو يضعِّف هذا الحديث لوجود شذوذ، أو نَكارة استُدركت على هذا العالم؟

ثم إنَّه قد يَصدر هذا الحكْمُ من غير متخصص بهذا العلم، ويعجبني قول الشيخ - رحمه الله -: رأي العالم المختصِّ في علمهِ حجةٌ على غير المختص، انتهى، وهذا هو الحق الذي أرى.

أو قد تجد البعض يقف على قولٍ أو حكمٍ مبدئيٍّ لعالم، فيتخذهُ أساسًا ومنطَلَقًا، ويبدأ يجرح العالم ويخطِّئه، ولا يرجع إلى تأصيل هذا الإمام، وطريقة عمَلِه بهذا المصنف، فيكون قد بَهتَه، وادَّعى عليه الخلل والتقصير، وهو بريء منهما.

وقد تركْتُ التعاليقَ الفقهية لأهلِ الفقهِ، فهم أهلُ هذا الفن، وهم أجدر بأن يستخرجوا فوائد هذا الحديث ومدلولَه، ومرادَ نبيِّنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - من هذا الحديث، للعمل به والاستفادة منه.

جاء رجل إلى الأعمش فسألهُ عن مسألة، وأبو حنيفة جالس، فقال الأعمش: "يا نعمانُ، قل فيها، فأجابه، فقال الأعمش: مِن أين قلتَ هذا؟ فقال: مِن حديثك الذي حدَّثْتَنا، قال: نحن صيادلة وأنتم أطباء"؛ الفقيه والمتفقه (م/788).

وكذلك تركتُ بعض التعاليق التي لا يستوعبها مثل هذا البحث البسيط.

وأنا أطلب العذر من القرَّاء إذا فاتني شيء؛ لنَقْص المصادر والمراجع، وذلك بعد أن نُهبَتْ مكتبتي، وفَقدتُ أعزَّ كتابين فيها، وهما من تصنيفي:
الأول: تذييل على تحفة الأشراف، عملتُ فيه إحدى عشرة سنة، وكان من المتوقع أن يصدر بثماني مجلدات، كل مجلد بألفِ صفحةٍ تقريبًا.
والثاني: استدراك على تهذيب الكمال للحافظ المزي، وتهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر، وعملتُ فيه تسع سنين، وكان من المتوقع أن يصدر بست مجلدات، كل مجلد بألفِ صفحةٍ تقريبًا، وكانت المقدمة بأربعمائة صفحة، كلها ملاحظات نادرة، جمعتها أثناء عملي بالكتاب.

وقد اطَّلع على عملي بعض الأصحاب، ونصحوني بطباعةٍ أوَّليَّة للكتاب، ولكني رفضت على خشية ضياع المسوَّدة، أو تَلفها، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ وسلِّم.

حديث ((أقيلوا ذوي الهيئات زلاَّتِهم)):
الحديث صحيح.
الحديث يرويه بعض الصحابة:
أولاً: عائشة - رضي الله عنها - وله عنها طريقان:
الأول: عمرة بنت عبدالرحمن، عن عائشة:
عنها أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عنه أبو بكر بن نافع.

أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (2/567)، (ح/1142)، واللفظ له، وأبو يعلى في المسند (8/363)، (ح/4954)، والطبراني في المعجم الأوسط (2/240)، (ح/3149)، وفي مكارم الأخلاق (ص/62)، (ح/61)، وابن حزم في المحلَّى (ص/2233) من طرق عن أبي بكر بن نافع، عنه، به.
قلت: عمرة بنت عبدالرحمن: ابن سعد بن زرارة الأنصارية، ثِقَة.
وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْم: الأنصاري، ثقة.
وأبو بكرِ بنُ نافع: القرشي مولى زيد بن الخطاب.
قال عباس الدوري: عن يحيى بن معين: "ليس بشيء"؛ (التاريخ: 2/696 - ت/243).
قلت: وهذهِ كلمة يُطلقها ابن معين على المقِلِّ في بعض الأحيان، ولا يَعني بها تضعيف الراوي.
وقال الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال أبو زرعة الرازي: "ضعيف"؛ (سؤالات البرذعي: 2/439)
وذَكَره يعقوب بن سفيان في باب من يُرغب عن الرواية عنهم؛ (المعرفة والتاريخ: 3/40).
وقال أبو داود: لم يكن عنده إلا حديث واحد: ((أقيلوا ذوي الهيئات زلاَّتِهم)).
قلت: والحق أنهُ صَدوق على أقل أحواله، فإذا لم يكن له إلا هذا الحديث ولم يخالَفْ فيهِ، بل تُوبع كما سيأتي، فما وجه التضعيف؟
فلهذا قال فيهِ الحافظ الذهبي: "ما رأيت بهِ بأسًا"؛ (الميزان: ت/9444).

يَرويه عن أبي بكر بن نافع كلٌّ من هؤلاء، وهم:
أبو عامر العَقَدِي، وأبو مَعْمَر، ونعيم بن حماد، وسعيد بن منصور.
فوافقهم سعيد بن عبدالجبار مرَّةً.
أخرجهُ أبو الشيخ في أمثال الحديث؛ (ص/96)، (ح/123).

وخالفهم أخرى فرواه عن أبي بكر بن نافع، عن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بمثله.

أخرجهُ المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال" (33/149) عن أبي الشيخ، حدثنا محمد بن الحسن البصري، عنه، به.

قلتُ: وسعيد بن عبدالجبَّار: ابنُ يزيدَ القرشيُّ، أبو عثمان الكرابيسي البصري.
قال فيه أبو حاتم: صَدُوق؛ (الجرح والتعديل 4/ت - 187).
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال فيه الخطيب البغدادي: "ثقة"؛ (المتَّفِق والمفتَرِق: 2/1102: ت - 615).

قلتُ: فهو صَدوق، إن شاء الله، ولا أرى العِلَّة إلاَّ مِن الراوي عنه، وهو: محمد بن الحسن بن علي بن بحر البَرِّي البابسيري؛ نسبةً إلى بابسير، وهي بلدة من كَوْر الأهواز، تَرْجَمَه السمعاني في الأنساب (1/241)، وله ترجمة أيضًا في تكملة الإكمال؛ (1/380)، (ت/606).
قلتُ: ولم أقف لهُ على تَوثيق.

وكذلك خالفهم يحيى بن مسلمة بن قعنب، فرواهُ عن أبي بكر بن نافع، عن أبي الرجال محمد بن عبدالرحمن، عن عمرة، عن عائشة، بمثله.
أخرجهُ الطحاوي في مشكِل الآثار (6/144)، (ح/ 2371).

قلتُ: ويحيى هذا قال فيه العقيلي: "لا يُتابَع على حديثه، وقد حدَّث بمناكير"؛ (الضعفاء الكبير: 4/430 - ت/2060).
قلتُ: وقد تُوبع أبو بكر بن نافع، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عليهِ.

1 - محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم:
أخرجه أحمد (6/181) واللفظ لهُ، والنَّسائيُّ في الكبرى (2/1129)، (ح/7254)، والطَّحَاوي في مشكِل الآثار (6/148)، (ح/2376)، (6/149)، (ح/2377)، وفي مختصر اختلاف العلماء له (2/388)، وأبو علي الصواف في جزئه (ح/58)، وابن عَدِيٍّ في الكامل (6/534)، والدَّارقطنِي (4/287)، (ح/3473)، والجُرجاني في الأمالي (ح/189)، وأبو نعيم في الحِلْيَة (9/43)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/465)، (ح/17229)، (8/579)، (ح/17628)، وفي الصغرى (3/436 - 437)، (ح/3739)، وفي معرفة السنن والآثار (13/75)، (ح/17521)، والمزي في تهذيب الكمال (18/309)، (18/309 - 310)، من طريقين عن عبدالملك بن زيد، (ب1) عن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن عَمرة، عن عائشة أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أقيلوا ذوي الهيئات عثَراتِهم، إلا الحدود)).
قلتُ: ومحمد بن أبي بكر ثقة.

وعبدالملك بن زيد: ابن سعيدِ بنِ زيد بن عمْرِو بن نُفَيل القرشيُّ العَدوي المَدَنِي، ثقة.
يرويه عن عبدِالملك بن زيد عبدُالرحمن ابن مهدي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك.
قلتُ: وعبدالرحمن بن مهدي إمامٌ ثقة، وافقه ابن أبي فديك مرَّةً كما تقدم، وخالفهُ أخرى، فرواه عن عبدالملك بن زيد، عن محمد بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - به.
قلتُ: فجعلهُ من مسند محمد بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة، ولم يذكر أباه.
أخرجهُ أبو داود (ح/4375)، ومن طريقهِ ابن حزم في المحلَّى (ص/2233).
ورواه أخرى، عن ابن أبي ذئبٍ، عن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن جده، عن عمر: أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فذكر الحديث.
أخرجه الخلاَّل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (1/46).

قلتُ: وهذا اضطرابٌ منه، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك: ابن مسلم أبو إسماعيل المدني، وثَّقه ابن معين.
وقال النسائي: لا بأس به.

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ الثقات: 9/4.
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، وليس بحجة. الطبقات: 7/615.
وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف؛ (المعرفة والتاريخ: 3/53).

أقول: فمن كانت هذهِ حالَه لا يتحمل هذا التنوع في الرواية.

2 - عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر بن الخطاب:
أخرجه النسائي في الكبرى (2/1129)، (ح/7257)، واللفظ له، والطحاوي في مشكل الآثار (6/145 - 146)، (ح/2373)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص/686)، (ح/428)، وفي اعتلال القلوب (1/132 - 133)، (ح/265)، وابن حزم في المحلى (ص/2233) وابن عَساكِرَ في تاريخ دمشق (36/298 - 299)، (36/299)، من طُرق عن أبي الرِّجَال، عن ابن أبي ذئب، عن عبدالعزيز بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، قال: "اسْتَأدَى عليَّ مولًى لي جرحْتُه، يقال لهُ: سَلام البربَرِيُّ - إلى ابن حزم، فأُتي بي، فقال: أجرحتَه؟ قلتُ: نعم، فقال: سمعتُ مِن خالتي عَمْرة، تقول: قالت عائشة: إن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم)).

قال: فخلَّى سبيله فلم يعاقبه".
قلتُ: وعبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي، أبو محمد المدني، ثقة.

وابن أبي ذئب: محمد بن عبدالرحمن بن المغيرة بن الحارث، أبو الحارث المدني، ثقةٌ، إلاَّ في روايته عن الزهري.
قال يعقوب بن شَيْبة السَّدُوسيُّ: ابنُ أبي ذئب ثقةٌ، غيرَ أنَّ روايتَه عن الزهري خاصَّةً تكلَّم الناسُ فيها؛ فطَعَن بعضُهم فيها بالاضطراب، وذَكَر بعضهم أنَّ سماعه منه عرَضٌ، ولم يُطعَن بغير ذلك، والعرَضُ عند جميع مَن أدركْنا صحيح؛ (تاريخ بغداد: 2/303).
وقال أبو بكر المَرْوَذِيُّ: "وسألتُه - يعني أحمدَ بنَ حنبلٍ - عن ابن أبي ذئب: كيف هو؟ قال: ثقة، قلتُ: في الزُّهْري؟ قال: كذا وكذا، حدَّث بأحاديثَ، كأنه أراد: خُولف"؛ (تاريخ بغداد: 2/302 - 303).

وابن أبي الرجال: عبدالرحمن بن محمد، وثَّقه أكثرُ مِن واحد، وذكَره ابنُ حِبَّانَ في الثِّقات، وقال: "ربما أخطأ"؛ (الثقات: 7/91).
وقال أبو زرعة: "يَرفعُ أشياء لا يرفعها غيره"؛ (سؤالات البرذعي: ص/293).

وقد خالف ابنُ أبي ذئب محمَّدَ بنَ عبدالعزيز بنِ عمر بنِ عبدالرحمن بنِ عوف، فرواه عن عبدالعزيز بنِ عبدالله بن عبدالله بن عمر، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تجافَوْا عن عقوبةِ ذي المروءة))، وهو ذو الصَّلاح.

أخرجهُ الطبراني في مكارم الأخلاق (ص/62)، (ح/62)، والطحاوي في مشكل الآثار (6/150)، (ح/2378)، وابنُ المَرْزُبان في المُرُوءة (ح/7)، وابن كُلَيب في مَشْيخته (ح/55).

قلتُ: ومحمد بن عبدالعزيز، قال فيه البخاريُّ: منكَرُ الحديث.
وقال النَّسائي: متروك.

وكذلك خالف ابنُ أبي ذئب عبْدَالله بنَ زياد: ابنُ سليمان بن سمعان المخزميُّ، أبو عبدالرحمن المدني، فرواه عن عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، عن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تجافَوْا عن عقوبة ذَوِي المروءة، ما لم يكن حدًّا)).

أخرجه أبو بكر البَزَّار في الغيلانيات (ص/71)، (ح/108)، والقُضَاعي في مسند الشهاب (1/422)، (ح/725)، وأبو العباس ابن عاصم في جزئهِ (ح/71).

قلتُ: وعبدالله بن زياد، كذَّبَه مالك، وكذلك ابن مَعين، وغيره.
وقال أحمد: متروك الحديث.
ووَهِم في الحديث أبو علقمة الفروي، وهو: عبدالله بنُ هارونَ بنِ موسى بنِ أبي عَلْقَمَةَ، فرواه عن عبدالله بن مَسلمةَ القَعْنَبِي، عن ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، عن أنس، أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال.. وذكر الحديث، بِمِثله.
أخرجه ابن عدي في الكامل (4/26).

قلتُ: وأبو علقمة الفروي هذا، قال فيه أبو أحمد الحاكم: منكَرُ الحديث.
وقال ابن عدي، بعد أن أورد له بعض الأحاديث: ولم أرَ لعبدالله بن هارون الفرويِّ أنكَرَ مِن هذه الأحاديث التي ذكرتُها؛ (الكامل: 4/261).

وأخرج الحديثَ البيهقِيُّ في معرفة السنن والآثار (13/75)، (ح/17518) من طريق الشافعي، أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن عبدالعزيز بن عبدالله بن عمر، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة بنت عبدالرحمن، عن عائشة، بمثله.

قلتُ: ولا أُرَاهُ إلاَّ عن الشافعي، عن إبراهيم بن محمد، عن عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر، عن محمد بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة، به، كما هو في الأم، وسيأتي، والله أعلم.

ويرويه عن أبي بكرِ بن محمد بن عمرو بن حَزْمٍ:
أبو بكرِ بنُ نافع، ومحمدُ بنُ أبي بكر، وعبدُالعزيز بنُ عبدالله بن عبدالله بن عمر.
خالفهم سليمانُ بنُ عمرو، فرواه عن أبي بكر، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تجافوا عن عقوبة ذي المروءة ما لم يبلغ حدًّا)).

أخرجهُ ابن المرزبان في المروءة (ح/8)، أخبرنا محمد، عن عبدالله القرشي، قال: حدثني أحمدُ بن عبدالأعلى الشَّيْبانيُّ، حدثنا بقيَّة، عن إسماعيلَ بنِ عيَّاش، عنهُ، به.

قلتُ: وسليمانُ بن عمرو، لم يتبيَّنْ لي.
وإسماعيل بن عياش: ابن سليم العنسي، أبو عتبة الحمصي، ضعيف.
قلتُ: وكذلك رواه محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة - رضي الله عنها.

ولهُ عنه طرق:
1 - أبو بكر بن نافع، عنه:
أخرجه ابن حبان (ص/61)، (ح/94)، والبخاري في الأدب المفرد (ص/160 - 161)، (ح/469) واللفظ لهُ، والطحاوي في مشكل الآثار (6/142)، (ح/2367)، (6/143)، (ح/2368)، (ح/2369)، (ح/2370)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/579)، (ح/17627)، وفي شعب الإيمان (6/314)، (ح/8309)، والحافظ المزي في تهذيب الكمال (33/148) من طرق عن أبي بكر بن نافع، عن محمد بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم)).

قلتُ: أبو بكر بن نافع، حسَنُ الحديث على أقلِّ أحواله، كما تقدَّم، ومحمد بن أبي بكر، ثقة، كما تقدم.
وأخرجه وكيع في أخبار القضاة (1/175)، وأبو الشيخ في أمثال الحديث (ص/96 - 97)، (ح/124) من طريقين عن عمرو بن الهيثم أبي قطن، عن أبي بكر بن نافع، به.

قلتُ: عمرو بن الهيثم أبو قطن: ابن كعب القطيعي، ثقة.
ووهِمَ فيه أحمدُ بن الحسين الصوفيُّ: ابن إسحاق بن هُرْمُزَ بنِ معاذ، أبو الحسن، يُعرف بالصوفِيِّ الصغير، على أبي بكر بن أبي عون، وهو محمد بن أبي عون، فرواه عنه، عن أبي قطن عمرِو بنِ الهيثم، عن أبي حرة، عن محمد، عن عَمْرة، عن عائشة، به.
أخرجه ابن عدي في الكامل (7/87).
قلتُ: والصوفي فيه لِين؛ (تاريخ بغداد: 4/320 - 321)، (ولسان الميزان: ت/457).

2- عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، عنه:
أخرجهُ الشافعي في الأم (ح/2022)، عن إبراهيم بن محمد، عن عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر، عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة: أن رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((تجافوا لذوي الهيئات عن عثراتهم)).
قلتُ: إبراهيم بن محمد: ابن أبي يحيى الأسلمي، أبو إسحاق المدني، شيخ الشافعي، كذَّاب، متروك.

3 - عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، عنه:
أخرجه النسائي في الكبرى (2/1129)، (ح/7253) والطحاوي في مشكل الآثار (6/144 - 145)، (ح/2372)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (2/343) من طريق ابن أبي مريم، قال: حدثنا عطاف بن خالد، قال: أخبرني عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بمثله.
قلتُ: وعبدالرحمن بن محمد، قال فيه البخاري: "رَوى عنه الواقدِيُّ عجائبَ"؛ (التاريخ الكبير: 5/211 - ت/1094).
قلتُ: الواقدي متروك، ولا يَضُرُّ عبْدَالرحمن ما روى عنه، لكنِّي لم أقِفْ على توثيق لهُ، فهو مجهول عندي.

الثاني: القاسم، عن عائشة - رضي الله عنها:
أخرجهُ ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ص/31)، (ح/62) واللفظ له، والدولابي في الكُنَى (1/301) والطبراني في المعجم الأوسط (4/219)، (ح/5774)، (5/254)، (ب1) (ح/7240)، وأبو الشيخ في الأمثال (ص/97)، (ح/125)، وأبو عَرُوبة الحراني في حديثه (ص/49)، (ح/38)، ومن طريقه القضاعي في مسند الشهاب (1/380)، (ح/655)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/79 - 80)، والبيهقي في شعب الإيمان (6/321)، (ح/8335)، من طريق المثنى أبي حاتم، عن عبيد الله بن العيزار، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أقيلوا الكرام عثراتهم)).

قلتُ: القاسم بن محمد بن أبي بكر: الصديق القرشي التَّيْميُّ، ثقة.
وعبيد الله بن العيزار المازني، قال فيه يحيى القطان: "كان ثقةً"؛ (التاريخ الكبير: 5/245 - ت/1272).
والمثنى أبو حاتم: العطار من أهالي البصرة، قال فيه العقيلي: "لا يتابع على حديثه"؛ (الضعفاء الكبير: ت/1847).
وتركهُ الدارقطني كما في لسان الميزان، وهو علة الحديث.

وفي الباب:
أولاً - حديث ابن عباس - رضي الله عنه - ولهُ عنه طريقان:
1 - مجاهد بن جبر المكي، عنه:
أخرجهُ الخرائطي في مكارم الأخلاق (ص/1275)، (ح/109)، وأبو نُعَيم في الحِلْية (10/4)، وفي تاريخ أصبهان (1/166)، وأبو عثمان البحيري في الفوائد (ح/14)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/423)، (ح/726)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/330)، (14/99)، والأنصاري في (ب1) مشيخته (ح/51)، وقاضي المارستان في المشيخة (ح/316)، وأبو طاهر السلفي في أحاديثه (ح/37)، والقَزْوِيني في أخبار قزوين (14/195 - 196)، والذهبي في تذكرة الحفاظ (3/1068)، وسِيَر أعلام النبلاء (ص/1630)، (ت/1978) من طريق ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (ب2): ((أَقيلُوا السَّخِيَّ زَلَّتَه؛ فإنَّ الله آخِذٌ بيدِه كُلما عَثَر)).

قلت: وليث: ابن أبي سليم، مضطربُ الحديث، متروك.
ورواه تَمِيم بنُ عمران القرشي، عن محمد بن عقبة المكي، عن فضيل بن عياض، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - به.
أخرجهُ الطبراني في الأوسط (4/200)، (ح/5710)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/433)، (ح/10869).
ورواهُ أخرى عن محمد بن عقبة المكي، عن فُضَيل بن عياض، عن ليث، عن قتادة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - به.
أخرجه السِّلَفي في المشيخة البغدادية (ح/18).
قلتُ: فجعل الحديث من مسند قتادة، عن ابن عباس، وتميم بن عمران، مجهول.

2 - شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي، عنه:
أخرجهُ أبو نُعيم في الحِلية (4/108) من طريق عبدالرحيم بن حماد البصري، قال: ثَنَا الأعمَشُ، عن أبي وائل، عن عبدالله، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تجافوا عن ذنب السَّخي، فإن الله تعالى آخذ بيده كلما عثَر)).

قلتُ: شقيق بن سلمة ثِقَة.
والأعمش: سليمان بن مهران الأسدي، أبو محمد الكوفي، ثقة، ولكنه مدلِّس، إلاَّ عن شيوخه الذين أكثَرَ عنهم، فحديثه محمول على الاتصال، وأبو وائل منهم، هذا ما قالهُ الذهبي.

وعِلَّة الحديث عبدُالرحيم بن حماد البصريُّ: الثقفي، قال العقيلي: "وله عن الأعمش مَناكيرُ، وما لا أصْل له من حديث الأعمش"؛ (الضعفاء: ص/385 - ت/1052).
قلت: وقد اضطرب بالحديث، فرواه مرَّةً عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فذكر الحديث، بمثله.

أخرجهُ أبو نعيم في الحلية (4/108)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/433). (ح/10868).
ورواه أخرى عن الأعمش، عن إبراهيم، أو أبي وائل، عن عبدالله بن مسعود، وذكر الحديث، بمثله.
أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/540 - 541)، (ح/1114).
ورواه أخرى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله بن مسعود: أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال، فذكر الحديث، بمثله.
أخرجه ابن مندهْ في الأمالي (ح/400)، والأصبهانيُّ في الترغيب والترهيب (2/262)، (ح/154).
ورواه أخرى كذلك عن الأعمش، عن إبراهيم، عن ابن مسعود: أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فذكر الحديث، بمثله.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (7/433)، (ح/10867).

ثانيًا: حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - وله عنه طريقان:
1 - زر بن حبيش الأسدي، عنهُ:
أخرجهُ الطبراني في الأوسط (5/348)، (ح/7562)، ومن طريقه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/204)، والخطيب في تاريخ بغداد (10/85)، والحافظ المزي في تهذيب الكمال (27/37)، من طريق عاصم، عن زِرٍّ، عن عبدالله، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أقيلُوا ذَوي الهيئاتِ زَلاَّتِهم)).

قلتُ: زرُّ بن حبيش ثقة.
وعاصم: ابن بهدلة ابن أبي النَّجُود الكوفيُّ، أبو بكر المقرئ، قال ابن سعد: قالوا: كان كثيرَ الخطأ في حديثه"؛ (الطبقات: 8/439).
وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه اضطراب، وهو ثقة؛ (المعرفة والتاريخ: 3/197).
وقال ابن خراش: في حديثه نُكْرة.
وقال العقيلي: لم يكن فيهِ إلاَّ سوء الحفظ.
وقال الدارقطني: في حفظه شيء؛ (سؤالات البرقاني: ت/338).
وقال ابن معين: ليس بالقوي.
وقال عبدالله بن أحمد: "قال لي زهير بن حرب، وذَكَر حديثَ عاصم بن أبي النجود - فقال: مضطرب، أعرِضْ"؛ (العلل ومعرفة الرجال: ت/3992).

2 - عن علقمة بن قيس بن عبدالله بن مالك بن علقمة، أبو شبل الكوفي، عنهُ:
أخرجهُ الطبراني في الأوسط (1/331)، (ح/1199)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (5/58 - 59) من طريق محمد بن حميد العتكي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تجاوزوا للسَّخي عن ذنبه؛ فإنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يأخذ بيده عند عثرته)).

قلتُ: علقمة ثقةٌ ثبت.
وإبراهيم: ابن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، أبو عمران الكوفي، ثقة.
والأعمش، تقدم الكلام فيه.
ومحمد بن حميد العتَكِي، لم أقف لهُ على ترجمة.

ثالثًا - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه:
أخرجهُ البلاذَرِيُّ في أنساب الأشراف (10/327) عن الشعبي، عن عمر، أنهُ قال: ((أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم))، وكان يروي ذلك عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.

قلتُ: الشعبي: عامر بن شَرَاحيل، أبو عمرو الكوفي، ثقة، إلاَّ أنه لم يسمع من عمر.
قال أبو حاتم وأبو زُرْعة: "الشعبِيُّ عن عمر مرسَل"؛ (المراسيل: ت/160).
وقال الدارقطني: "لم يُدرِكْ عمرَ - رضي الله عنه"؛ (السنن: 3/309).
وكذلك قال العلائي في جامع التحصيل؛ (ص/204 - ت/322).

رابعًا - عبدالله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -:
أخرجهُ ابن الأعرابي في المعجم (1/188 - 189)، (ح/327)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص/122)، (ت/191) عن محمد بن غالب تمتام، نا عبدالصمد بن النعمان، نا عبدالعزيز بن أبي سلمة، عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تجاوزوا في عقوبة ذوي الهيئات)).

قلتُ: عبدالله بن دينار: القرشي العدوي، أبو عبدالرحمن المدني، ثقة.
وعبدالعزيز بن أبي سلمة: ابن عبدالله بن أبي سلمة الماجِشُونُ، التَّيْمي، ثقة.
وعبدالصمد بن النعمان: البغدادي البزَّار، قال ابن مَعِين: "هو ثقة في الحديث"؛ (سؤالات الدوري: ت/4966).
وقال أبو حاتم الرازي: "صالح الحديث، صدوق"؛ (الجرح والتعديل: 6/452).
وقال العجلي: "ثقة"؛ (الثقات: ت/851).
وقال فيه النسائيُّ: "ليس بالقوي"، وكذلك قال الدارقطني؛ (لسان الميزان: ت/4792).
وقال الذهبي: "ضعيف"؛ (المستدرك للحاكم: /119 - ح/305).
قلتُ: وهو ضعيف كما قال الذهبي.

خامسًا - حديث زيد بن ثابت - رضي الله عنه -:
أخرجهُ الطبراني في المعجم الصغير (2/118)، (ح/883) من طريق عبدالرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تجافوا عن عقوبة ذي المروءة، إلاَّ في حدٍّ من حدود الله - عزَّ وجلَّ)).

قلتُ: خارجة بن زيد بن ثابت: الأنصاري، أبو زيد المدني، ثقة.
أبو الزناد: عبدالله بن ذَكوان، ثقة، حجة.
عبدالرحمن بن أبي الزناد: عبدالله بن ذكوان، ضعيف، تركه عبدالرحمن بن مهدي.
وقال ابن سعد:... "وكان يضعَّف؛ لروايته عن أبيه"؛ (الطبقات: 7/324).

سادسًا - حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -:
أخرجهُ ابن عساكر في تاريخ دمشق (55/119) من طريق محمد بن كثير، ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تجافوا عن زَلَّة السَّخِي؛ فإنه إذا عثر أخذ الرحمن بيده)).

قلت: أبو سلمة: ابن عبدالرحمن بن عوف القرشي الزهري المدني، ثقة.
ويحيى بن أبي كثير: الطائي أبو نصر اليمامي، ثقة، ثبت.
والأوزاعي: عبدالرحمن بن عمرو، أبو عمرو، ثقة، إمام.
ومحمد بن كثير: ابن أبي عطاء الثقفي، أبو يوسف الصنعاني، قال البخاري: "ضعفه أحمد"؛ (التاريخ الكبير: 1/ت: 684).
وقال عبدالله بن أحمد، عن أبيه: "منكر الحديث"؛ (العلل: 3/251 - 252 - ت/5109).
وقال البخاري: ليِّنٌ جدًّا.
وقال ابن عدي: "لهُ رواياتٌ عن معمر، والأوزاعي خاصةً - عِدَادٌ، لا يتابعه عليه أحد"؛ (الكامل: 6/255).
وقال ابن حبان في الثقات: "يُخطئ ويُغْرب"؛ (9/70).

سابعًا - حديث نبيط بن شريط - رضي الله عنه -:
أخرجه الذهبي في معجم شيوخه (2/42)، (ت/544) من طريق أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((أقيلوا الحسن الخلق السَّخي زلته، فإنهُ يعثر حتى يأخذ الله بيده)).

قلتُ: وأحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط، عن أبيه، عن جده، نسخة فيها بَلايا، هذا ما قالهُ الحافظ ابن حجر في لسان الميزان؛ (1/404).
والحديث بهذا الإسناد موضوع.

ثامنًا - حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -:
ذكره الماوردي في الأمثال والحكم (ص/188)، (ح/550)، فقال: رَوى راشد بن سعد، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أقيلُوا ذَوي الهيئاتِ عثَراتِهم)).

قلتُ: ولم أقف على من خرج هذا الحديث، وراشد بن سعد: المقرائي، ويقال: الحبراني الحمصي، ثقة.
ورُوي الحديث مرسلاً أوَّلاً عن عَمرة بنت عبدالرحمن، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
أخرجهُ النسائي في الكبرى (2/1129)، (ح/7255)، (ح/7256)، (2/1130)، (ح/7258)، ومن طريقه ابن حزم في المحلى (ص/2233)، والطحاوي في مشكل الآثار (6/147)، (ح/2374)، (ح/2375) من طريقين، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((تَجاوَزُوا عَنْ زَلَّةِ ذِي الهَيْئَة)).
قلتُ: والحديث ضعيف؛ لإرسالهِ.


ثانيًا - عن الحسن البصري، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم:
أخرجه ابن المرزبان في المروءة (ح/9) قال: أخبرنا محمد، حدَّثنا أبو جعفر اليمامِيُّ، حدثنا علي بن محمد القرشي، حدثنا عليُّ بن سليمان، عن الفضل بن رَوح، عن الحسن، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تجافوا عن عقوبةِ ذِي المُروءات ما لم يُوَاقع حدًّا، وإذا أتاكم كريمُ قومٍ فأكرِموه)).

قلتُ: والحديث ضعيف لإرساله.

وبعد الانتهاء من هذا البحث، خرجتُ بخلاصة هي: صحة الحديث، وأصح الطُّرُق هو طريق محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة - رضي الله عنها.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 87.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 85.22 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]