معابر التواصل اللغوي والحضاري بين الشعوب .. الأندلس - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 850999 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 386988 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 225 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60077 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 848 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-06-2019, 01:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي معابر التواصل اللغوي والحضاري بين الشعوب .. الأندلس

معابر التواصل اللغوي والحضاري بين الشعوب .. الأندلس






د. أنور محمود زناتي





كان الفتح الإسلامي قد امتدَّ بسرعة إلى سورية والعراق ومصر، وبلاد فارس وليبيا وتونس، والجزائر والمغرب والسودان، والأندلس وجنوبي فرنسا وجنوبي إيطاليا، وصقلية، وإلى بلاد الترك والأفغان والسند والهند، وغيرها من الأقطار الأُخرى الَّتي فتحها العرب واعتنقتِ الدّين الإسلامي وحدث الانصهار العجيب بين العرب وغير العرب في المدن التي تكونت بعد الفتوح الإسلامية. مما أدى إلى تفاعل بين قاطني هذه المدن علمياً واجتماعياً، ترتب عليه استعمال لغتين أو أكثر في آن واحد[1].



وكان هناك تيار يمن أن نسميه تيار الحب الشديد للدين الإسلامي والإقبال عليه طوعا وليس قهرا، فأحبوا العرب والعربية من خلاله. وشهد التاريخ الإسلامي أن حسن معاملة الحكام المسلمين لهؤلاء الأقوام من الأعاجم أثناء وبعد الفتوحات جعلهم يدخلون في الدين الإسلامي أفواجا وأفواجا. وانتشار العربية كلغة فكر يرغب فيها معتنقو الدين الإسلامي من غير العرب برغبة ملحة في تعلم اللغة العربية لفهم الدين ولأداء صلاتهم على وجه سليم. مما ساعد في تكوين لغة رسمية في الأقاليم التي انتشر فيها الإسلام، وهي اللغة العربية ولغات أخر هي لغات أهل الأقاليم أو المدن أو القرى[2].



ونبدأ باستعراض أول هذه المعابر والعوامل التي ساعدت على التواصل اللغوي والحضاري:



الأندلس Andalusia


على مدى ما يقرب من سبعمائة سنة فيما بين القرنين الثامن والخامس عشر الميلاديين كانت إسبانيا موطن الحضارة الإسلامية. وقد نشرت الأندلس هذه الحضارة في جميع أرجاء أوروبا، وذلك عن طريق التجارة والجامعات والأدب، وكان كثير من العلماء العرب في إسبانيا يقرأون اللاتينية ويكتبونها، كما كان الإسبان المسيحيون أو المستعربون Mozarabs الذين يعيشون تحت الحكم العربي للأندلس يعرفون العربية [3].


وامتازت حضارة العرب في الأندلس بميلها الشديد إلى العناية بالآداب والعلوم والفنون، فأنشأوا المدارس والمكتبات في كل ناحية وترجموا الكتب المختلفة، ودرسوا العلوم الرياضية والفلكية والطبيعية والكيمياوية والطبية بنجاح ولم يكن نشاطهم في الصناعة والتجارة أقل من ذلك، فكانوا يصدرون منتجات المناجم ومعامل الأسلحة، ومصانع النسائج، والجلود والسكر وبرعوا في الزراعة براعتهم في العلوم والصناعات، ولا يوجد في الأندلس من أعمال الري خلا ما أتمه العرب، وأدخلوا إلى حقول الأندلس زراعة قصب السكر والأرز والقطن والموز[4].



وقد ارتقت الحضارة الاسلامية في تلك المنطقة من دنيا الإسلام ارتقاءً رائعاً ونافست الحضارة الإسلامية فيها حضارة الإسلام في المشرق، وبلغ من عظمة قُرْطُبَةCordova وأزدهارها وخاصة إبان العهد الأموي في الأندلس إنها كانت أعظم مدينة في أوروبا كلها وتأتي على قدم المساواة مع القسطنطينية وبغداد إبان عزهما [5]، وقد بلغت قُرْطُبَة أوجاً لم تصل إليه مدينة في أوروبا قبل القرن الثامن عشر [6].



وفي ذلك يقول الشاعر:




بأربع فاقت الأمصار قُرْطُبَة

منهن قنطرة الوادي وجامعها




هاتان ثنتان والزهراء ثالثة

والعلم أعظم شئ وهو رابعها [7]







وقد انتشرت الحلقات التعليمية في أغلب جوامع الأندلس [8] وبشكل خاص في المدن الرئيسية كقُرْطُبَة وطُلَيطِلَةُ وإشبِيلِيّة، ولقد وجد في كل جامع مكتبة غنية بمختلف فروع المعرفة الإنسانية، فقد كان للحلقات التي تعقد في جامع طُلَيطِلَةُ شهرتها وأهميتها وجذبت أليها الطلاب المسلمين والنصارى على السواء حتى لقد كان يقصدها طلاب نصارى من جميع أنحاء أوربا بما فيها إنجلترا وأسكوتلندا.



يذكر جوستاف لوبون أنّ الوجود العربيّ في الأندلس الذي دام حوالي ثمانية قرون لم يكن له تأثير سياسيّ كبير ولكنّ عبقريتهم الحضارية كانت أكبر إذْ إنهم حقّقوا تطوّرًا ماديًّا كبيراً وقفزة علميّة نوعيّة ونجحوا في جعل الأندلس تتبوّأ صدارة الدّول الأروبية [9].



وكان المسيحيون الإسبان الذين هاجروا إلى كثير من بلاد أوروبا قد أشادوا بالعرب وشرائعهم، وحضارتهم، وثقافتهم، وبالعمران الذي عم البلاد الإسبانية على أيديهم؛ فنشروا بذلك- من حيث لا يقصدون- دعاية طيبة للمسلمين في أوروبا ونبهوا أذهان أهلها إلى النهضة الحضارية التي قام بها المسلمون في إسبانيا.



وكان هؤلاء المهاجرون قد تسرعوا في هجرتهم خوفاً على أنفسهم من بطش المسلمين بهم، من غير أن ينتظروا ما سيكون منهم، ولكنهم لم يلبثوا أن ندموا على هجر بلادهم حين علموا من مواطنيهم الذين لم يهاجروا مثلهم أن المسلمين يحسنون جوارهم ويطلقون لهم الحرية في أداء شعائر دينهم، ويعاملونهم بالحسنى وينشرون العدل والأمن في سائر البلاد وأنهم حولوا إسبانيا إلى مروج خضراء وجنات فيحاء [10].



هذه الدعاية Propaganda غير المقصودة التي نشرها المهاجرون الإسبان، في أكثر بقاع أوروبا جعلت أهلها يتطلعون للوقوف على هذه النهضة الحضارية، التي وصلت أخبارها إليهم وكان أسبق الأوروبيين إلى ذلك الملك فيليب البافاري؛ حيث بعث إلى الأندلس يرجو الأمير الأموي هشام الأول [11] يرجوه أن يسمح له بإيفاد بعثة إلى قُرْطُبَة Cordova لدراسة أنظمة الأندلس وثقافتها، ومشاهدة أوجه النشاط بها، فقبل الأمير رجاءه وأرسل الملك الجرماني وفداً إلى الأندلس برئاسة وزيره الأول " ويلميبن " الذي أطلق عليه الأندلسيون اسم " وليم الأمين " لأنه تحرى الأمانة في نقل ما رأوه من مظاهر نهضة بلادهم إلى الملك. وقد أشار الوزير على الملك بالاستمرار في إرسال البعثات العلمية لاقتباس ما يفيد البلاد من فنون الحضارة العربية[12] .



وقد توالت البعثات على الأندلس بعد ذلك، وفي أوائل القرن الخامس الهجري أرسل جورج الثاني George II ملك إنجلترا ابنة أخيه الأميرة "دوبانت " Dopant، على رأس بعثة من ثمان عشرة فتاة، من بنات الأمراء والأعيان، إلى إشبِيلِيّة بمرافقة النبيل " سفليك " رئيس موظفي القصر الملكي، وأرسل معه كتابا إلى الخليفة هشام الثالث آخر الخلفاء الأمويين بالأندلس جاء فيه بعد الديباجة: " وقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم، والصناعات في بلادكم العامرة، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج من هذه الفضائل؛ لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة، وقد أرسلنا ابنة شقيقتنا الأميرة " دوبانت " على رأس بعثة من بنات الأشراف الإنجليز؛ لتتشرف بلثم أهداب العرش؛ والتماس العطف لتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم؛ وحماية الحاشية الكريمة، وحدب من لدن اللواتي سيتوفرن على تعليمهن، وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل أرجو التكرم بقبولها، مع التعظيم والحب الخالص من خادمكم المطيع: جورج[13].



رسالة جورج الثاني ملك إنجلترا الخليفة هشام الثالث







وقد ردّ الخليفة هشام الثالث [14] على ملك إنجلترا برسالة جاء فيها: " لقد اطلعت على التماسكم فوافقت- بعد استشارة من يعنيهم الأمر- على طلبكم وعليه فإننا نعلمكم بأنه سينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي. أما هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابلة أبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية وهى من صنع أبنائنا، هدية لحضرتكم، وفيها المغزى الكافي للتدليل على اتفاقنا ومحبتنا والسلام- خليفة رسول اللّه على ديار الأندلس: هشام.



وفي عهد ملوك الطوائف في الأندلس كانت توفد إلى معاهد غَرْناطة، وإشبِيلِيّة، وغيرهما بعثات من فرنسا، وإيطاليا، والأراضي الواطئة؛ لتنهل من الحضارة العربية، وكان طلاب هذه البعثات يعجبون بالحياة العربية وتقاليدها وثقافتها حتى أن بعضهم اعتنق الإسلام وفضل البقاء بالأندلس ولم يعد إلى بلاده [15].







[1] مازن عوض الوعر: التفكير اللغوي عند الجغرافيين والرحالة العرب في ضوء اللسانيات الجغرافية المعاصرة، مجلة التراث العربي، العدد 104 السنة السادسة والعشرون، دمشق 2006.




[2] مازن عوض الوعر: التفكير اللغوي عند الجغرافيين والرحالة العرب في ضوء اللسانيات الجغرافية المعاصرة، مجلة التراث العربي، العدد 104 السنة السادسة والعشرون، دمشق 2006.




[3] لمزيد من التفاصيل راجع، أنور محمود زناتي: زيارة جديدة للاستشراق، مكتبة الأنجلو المصرية، 2006 م.




[4] لوبون: حضارة العرب ص273.




[5] أنظر ليوبولدو تورتيس بلباس: تاريخ إسبانيا الإسلامية، ج2، المجلس الأعلى للثقافة، المشروع القومي للترجمة2002، رقم 412، ص 15.




[6] حسين مؤنس: قُرْطُبَة، درة مدن أوروبا في العصور الوسطى، مجلة العربي، عدد 95، أكتوبر 1966، ص 85.




[7] دائرة معارف الشعب: عدد رقم 61 مطابع الشعب، 1959، ص 17.




[8] محمد ماهر حماده: روح التحرر في القرآن.




[9] راجع جوستاف لوبون: حضارة العرب، ترجمة: عادل زعيتر، دار احياء الكتب العربية القاهرة 1956.




[10] للمزيد راجع، جاد أحمد رمضان: أثر الحضارة الإسلامية في الحضارة الأوروبية.- مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،1981 م، ص 233-249.




[11] هشام بن عبد الرحمن الداخل: حكم في الفترة 172-180هـ / 789 – 796 م، لقب بهشام الرضا وكان من أفضل أمراء الأسرة الأموية حسبما يقول المؤرخون لما تولى الإمارة بعهد من أبيه فثار عليه أخواه سليمان وعبد الله، ينازعانه الإمارة، وامتدت ثورتهما إلى عهد ابنه الحكم الأول. وقد تمكن هشام من صد هجمات ملوك الفرنجة واستولى على بعض قلاعهم وحصونهم، وأضاف إلى جامع قُرْطُبَة المئذنة، وجدد بناء القنطرة على نهر قُرْطُبَة المعروف باسم (الوادي الكبير)، وكان السمح بن مالك أمير الأندلس قد بناها سنة 100هجرية. وفى عهده دخل مذهب الإمام مالك إلى الأندلس، راجع، أنور محمود زناتي: تاريخ الأندلس من خلال مخطوط تاريخ الأندلس لاسماعيل بن ابراهيم، مكتبة الثقافة الدينية، 2007 م.




[12] للمزيد راجع، جاد أحمد رمضان: أثر الحضارة الإسلامية في الحضارة الأوروبية.- مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،1981 م، ص 233-249.




[13] للمزيد راجع، جاد أحمد رمضان: أثر الحضارة الإسلامية في الحضارة الأوروبية.- مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،1981، م، ص 233-249.




[14] هو المعتد بالله هشام بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الناصر، آخر الحكام الأمويين في الأندلس (1026 - 1031) وآخر من حمل لقب خليفة قرطبة.




[15] للمزيد راجع، جاد أحمد رمضان: أثر الحضارة الإسلامية في الحضارة الأوروبية.- مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،1981، م، ص 233-249.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.64 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]