|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
لمحة عن الحمل على التوهم في النحو
لمحة عن الحمل على التوهم في النحو أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن الحمل على التوهم هو "تفسير تخيلي يضطر إليه النحاة والصرفيون؛ وذلك عن طريق الاستعانة بالمعنى في محاولة للتوفيق وتحقيق الانسجام بين ما قد يظن من خطأ في إعراب ألفاظ بعض التراكيب العربية الفصيحة؛ والتي لا ريب في صحتها، وبين القواعـد النحوية والصرفية، ومحاولة تفسير مجيئها على هذا النظم"[1]. ويرى كثير من العلماء أن الحمل على التوهم هو الحمل على المعنى، فهما وجهان لعملة واحدة إلا أن الأول (التوهم) يستخدم مع غير القرآن، والحمل على المعنى يستخدم مع القرآن تأدبًا. ومن الواضح أن الحمل على المعني يتم بين لفظين بينهما تشابه، فيحمل معني الثاني - مثلًا - على الأول؛ وذلك لوجود قرينة، وذلك "لأنهم يجرون الشيء مجرى الشيء إذا شابهه"[2]، ويلاحظ أيضًا أن كلا اللفظين موجود في الاستعمال اللغوي، وذلك لأن "حمل الشيء في بعض أحكامه لا يخرجه عن أصله"[3]، ولأن العرب "كانت تعنى بألفاظها فتصلحها وتهذبها وتراعيها، وتلاحظ أحكامها بالشعر تارةً وبالخطب تارةً أخرى، بالأسجاع التي تلتزمها وتتكلف استمرارها، فإن المعانـي أقـوى عندها وأكرم عليها، وأفخـم قدرًا في نفوسها"[4]، فكان العرب يحملون على المعنى أو يستغنون عن بعض الألفاظ ببعض؛ لهدف الوصول إلي سلامة التركيب وتجويد المعنى، وفي هذا الشأن يقول ابن الأنباري: "الحمل على المعنى أكثر من أن يحصى"[5]. وعليه فالنحاة قد استعانوا بالمعنى في محاولة للتوفيق بين القاعدة النحوية والتطبيق. [1] التوهم عند النحاة؛ لعبد الله جاد الكريم، ط مكتبة الآداب، القاهرة 2001 هـ، (ص30). [2] الإنصاف في مسائل الخلاف، لابن الأنباري (1 /166). [3] السابق (1 /142). [4]الخصائص (1 /237). [5] الإنصاف (2 /777).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |