|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أيوب عليه السلام .. جبل الصبر
أيوب عليه السلام .. جبل الصبر يقول الله تعالي في محكم تنزيله: واذكر عبدنا أيوب إذ نادي ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب (الآية41 ص) يقول الله تعالي في محكم تنزيله: واذكر عبدنا أيوب إذ نادي ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب (الآية41 ص) والنصب: الشر والبلاء يقول المفسرون: وبعد أن كاد إبليس أن ييأس ويعلن انسحابه بعد الهدنة التي أخذها ليعيد ترتيب أوراقه أسعفه مكره وأمده إجرامه باللعب في الممنوع والضرب تحت الحزام فقرر إخراج آخر سهم في جعبته الذي إن أتي بثماره فسيعوض كل الخسائر السابقة من وجهة نظره. لم يستطع التغلب علي أيوب بعد استعمال كل الوسائل واستنفاد جميع الطرق لذلك فما كان منه إلا الدخول عن طريق تلك الصابرة المؤمنة المحتسبة امرأته وأم أولاده فانطلق إليها وهي في بعض شأنها مع أيوب وتمثل لها في صورة رجل وقال: أين زوجك؟ قالت: ها هو ذا ضعيفاً مشرفاً علي الموت يتلوى من الحمى ويتقلب من الألم. ليس بميت فينعى ولا بحي فُيرجى. فلما سمع قولها أدرك أنه أصاب الهدف فأخذ يذكرها بما كان لزوجها في صدر شبابه من صحة وعافية ورزق وأموال, وعزف علي وتر الألم في صدر كل أم ألا وهو الأولاد فراح يذكرها بأولادها, والذين هم زينة الحياة الدنيا وكيف فقدتهم في طرفة عين. لقد أعادت لها تلك الذكريات كل ما حاولت أن تنساه من الأحزان فأثارت لديها بركاناً من الألم كان خامدا, وهاهو إبليس يوقظه فأخذ يدركها الضجر, وينساب إلي قلبها اليأس فأقبلت علي أيوب وقالت: حتي متي يعذبك ربك؟ أين المال؟ وأين الأولاد؟ وأين الأصدقاء والخلان؟ أين الأهل؟ وأين العشيرة. أين شبابك الذاهب أين عزك القديم. أدرك أيوب أن الشيطان أفلح فيما فشل فيه معه فقال: لقد سوّل لك الشيطان أمراً أتراكِ تبكين علي عز فات وولدٍ مات ومالٍ ضاع وجسم ذبل ومرض؟ فقالت: هلا دعوت الله أن يكشف حزنك ويزيح بلواك؟ قال: أتذكرين كم مكثنا في الرخاء والنعيم؟ قالت: سبعين عاماً. قال: أو تذكرين كم مكثنا في البلاء؟ قالت: ثمانية عشر عاماً. قال: فهل كثير أن أصبر لله تعالي سبعين عاماً؟ ثم قال وهو حزين لتأثير إبليس عليها: إني أستحي أن أطلب من الله تعالي رفع بلائي وما قضيت فيه مدة رجائي ولكن يُخيل إليَّ أنه قد بدأ يضعف إيمانك ويضيق بقضاء الله صدرك ولئن برئتُ وأتتني القوة لأضربنك مائة سوط. وحرام بعد اليوم أن آكل من يديك طعاماً أو أشرب شراباً أو أكلفك أمراً أو عناءً دعيني فيما أنا فيه واتركيني في بلواي. ولما رأي أيوب انه قد أصبح وحيداً وقد اشتدت آلامه وتضاعفت أسقامه التجأ إلي الله تعالي ليس سخطاً ولا تبرما بل داعياً متلطفا وقال: يا رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين. لقد صبر أيوب وصمد لوسوسة الشيطان وبلغ غاية الإيمان واحتمل هماً يصعب علي الجبال حمله واستجاب الحق جلت قدرته لدعائه اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب 42 ص. لقد أوحي الله تعالي إليه أن اركض برجليك يتفجر لك نبع من الماء فاشرب منه واغتسل به تعود لك صحتك وترد إليك قوتك. وصدق الله تعالي المتصرف في كل شيء. فما أن شرب الماء واغتسل حتي اندملت قروحه وشفيت جروحه وصح جسمه وصلح بدنه وذهب عنه المرض. وعاد أكمل ما يري صحة وعافية. نعود إلي السيدة الكريمة التي صحبته في رحلته بشقيها شق النعيم وشق الابتلاء فبعد أن هدأت نفسها واستعادت توازنها واسترجعت من ذاكرتها الأيام الخوالي أيقنت أن إبليس قد نفذ إليها كما قال لها نبي الله أيوب عليه السلام فرقَّ قلبها له ولم تطاوعها نفسها الطيبة أن تتركه وشأنه وهو في أمس الحاجة إلي وجودها بجواره فهل تتخلي عنه الآن وقد لازمته من أول مرضه! فرجعت إليه تعاود إصلاح شأنه والقيام بأمره وما أن عادت إلي مكانه حتي وجدت رجلاً مكتمل الصحة والعافية. فقالت: بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلي؟ فوالله القدير ما رأيت رجلاً أشبه به منك إذ كان صحيحاً. قال: فإني أنا هو. قالت: أتسخر مني يا عبد الله؟ قال أيوب: ويحك أنا أيوب قد ردَّ الله تعالي عليّ جسدي. ففرحت امرأته وما أن عرفته حتي حمدت الله تعالي علي ما ردَّ إليه من صحة وعافية وهو أوفي ما يكون إيماناً ويقينا. ثم أوحي الله تعالي إليه أن خذ حزمة من القش واضرب بها امرأتك ضرباً خفيفاً رقيقاً رخصة لك في يمينك ورحمة بهذه المخلصة المؤمنة الصابرة وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب 44 ص. فالمؤمنون لا يحنثون في إيمانهم وبما أن نبي الله أيوب حلف أن يضربها مائة إن شفاه الله تعالي ورد إليه عافيته فعليه أن يبر بقسمه. ولكن الله تعالي بينّ له أن امرأته التي شاركته رحلته لا تستحق منه العقاب إنما إن عاقبها ليبرّ بقسمه فليضربها ضرباً خفيفاً عتاباً علي انقيادها لإبليس في إغوائه لها أن تبتعد عن أيوب في محنته. وكان الجزاء علي قدر الابتلاء فردَّ الله تعالي عليه أمواله وأولاده نعم العبد أيوب وهو يستحق كل التكريم علي صبره وعلي عدم فقده الثقة برحمة الله تعالي رغم كل ما تعرض له ورغم وقوف إبليس له بالمرصاد فالحق سبحانه أعانه علي وسوسة الشيطان ونصره عليه ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكري لأولي الألباب 43 ص. يقول المفسرون لا يرجع أحد إلي الدنيا بعد انتقاله منها حيث مات أولاده تحت أنقاض قصره ولكن الله تعالي عوضّه من زوجته أولاداً مثل من فقدهم وزيادة وأعاد إليه وإليها الشباب والصحة والعافية. وفي الحديث الشريف الذي رواه الطبري وابن أبي حاتم أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: إن نبي الله أيوب لبث ببلائه ثماني عشرة سنة. فرفضه القريبة والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخلص إخوانه له كانا يغدوان إليه ويروحان. فقال أحدهما لصاحبه: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين. قال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه ربه فيكشف ما به. فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتي ذكر ذلك لأيوب. فقال أيوب: لا أدري ما تقول؟ غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر علي الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلي بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق. لله درك يا نبي الصبر. والصبر كما يقول صاحب المعجم: هو التجلد وحسن الاحتمال. والصبر علي المكروه هو احتماله دون جزع. كما فعل أيوب عليه السلام والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم معلمنا الأول وهو الأسوة والقدوة في الأمور كلها. ولو شاء لكانت الدنيا ملك يمينه ولكنه آثر واختار ان يشبع يوماً فيشكر ويجوع يوماً فيصبر. والصبر. كما قال الفيروز أبادي: وربما خولف بين أسمائه بحسب اختلاف مواقعه فإن كان حبس النفس لمصيبة سمي صبرا وان كان في محاربة سمي شجاعة وان كان في إمساك عن الكلام سمي كتماناً وإن كان في فضول العيش سمي زهدا وإن كان عن الشهوة سمي عفة وإن كان عن الطعام سمي شرف نفس وإن كان عن إجابة داعي الغضب سمي حلماً ويخلص الفيروز أبادي بحديثه عن الصبر إلي أن الصبر علي ثلاثة أنواع صبر بالله وصبر مع الله وصبر لله. والابتلاء هو التكليف بالأمر الشاق لكنه استلزم الاختيار وهو المظهر العلي لعلاقة العبودية بين الله تعالي وبين الإنسان ومعني هذه العلاقة كمال الطاعة لكمال المحبة والحياة الدنيا هي الزمن المقرر لهذا الابتلاء حيث يقول الحق سبحانه في محكم تنزيله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا 2 الملك وينقسم الابتلاء إلي قسمين: الابتلاء بالشر وهو مناط الصبر والابتلاء بالخير وهو مناط الشكر. أما الأول وهو ما يعنينا هنا فيشمل الابتلاء بالمحن والكوارث ونقص الأموال والأنفس والثمرات كما حدث مع نبي الله أيوب عليه السلام مصداقاً لقوله تعالي ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين 155 البقرة. وهنا يكون الصبر والرضا هما المقياس الحقيقي للإيمان الصادق فقد صبر أيوب عليه السلام فظفر. وكل صابر يجزي الجزاء الأوفى علي صبره ورضاه بقضاء الله |
#2
|
||||
|
||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
عليه السلام نسأل الله السلامة لامة المسلمين مشكور اخى بارك الله فيك اختك مسلمه
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
مشكورة اختاه مسلمه لمرورك الطيب
|
#4
|
||||
|
||||
بارك الله فيك اخي 0 انيس 0
شكرا على هذه المشاركات المميزة
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
مشكورين وجزاكم الله خيرااااااااا
|
#6
|
||||
|
||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
عليه السلام نسأل الله السلامة لامة المسلمين مشكور اخى بارك الله فيك ووفقك الى ما يحب ويرضاه والله الموفق اخوك وائل |
#7
|
||||
|
||||
مشكور اخي وجزاك الله خيرااااااااااا
|
#8
|
||||
|
||||
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خير اخي انيس على هذا الموضوع وبارك الله فيك ووفقك الله |
#9
|
||||
|
||||
بسم لله..
جزاك الله خيرا" يا أخي
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
مشكووووور اخي على الموضوع
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لأننا أخوة في الله و أخوة في هذا المنتدى ، تقبلوا شكري و ... إعتذاري... | نور | الملتقى العام | 24 | 27-11-2006 05:31 PM |
عيسى عليه السلام | أم عبد الرحمان | ملتقى تفسير الاحلام والرؤى | 1 | 18-10-2006 05:31 PM |
صور لسفينة نوح عليه السلام | amal_amatoallah | ملتقى غرائب وعجائب العالم | 15 | 19-06-2006 08:30 AM |
عيسى عليه السلام | zeinab | ملتقى تفسير الاحلام والرؤى | 3 | 21-05-2006 03:38 PM |
قصة آدم عليه السلام | onies design | الملتقى الاسلامي العام | 0 | 19-03-2006 12:48 PM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |