حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله وحكيم غزوة الخندق! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الأم للإمام الشافعي - الفقه الكامل ---متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 263 - عددالزوار : 89166 )           »          رحلة في كتاب علم الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المدرسة والذكاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الحج وأثره في الارتقاء بالأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 8597 )           »          السنة في دخول مكة للحاج والمعتمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4454 - عددالزوار : 880799 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3988 - عددالزوار : 411284 )           »          طريقة عمل المكرونة بالخضار وصدور الدجاج.. طعمها لذيذ وسهلة التحضير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          طريقة عمل كيك الجزر بمكونات سهلة في مطبخك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-02-2020, 05:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,600
الدولة : Egypt
افتراضي حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله وحكيم غزوة الخندق!

حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله وحكيم غزوة الخندق!
عبد العزيز بكر


صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كالشموس المنيرة، لكل منهم مواقف وأحوال، نحتاج التوقف أمامها وتأملها كثيرا؛ لاستلهام ردود أفعالهم فيما كان يعترض حياتهم من مواقف وإشكاليات.
ولكل صحابي سمة مميزة تنقلها كتب التاريخ، ووعتها الأجيال المسلمة، وسلمتها لبعض تستفيد من دروسها، وتكتشف ما فيها من حكمة ومعان مؤثرة.
وحين يذكر الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان نستحضر معه، موقفه الحكيم في غزوة الخندق، كما أننا نستحضر أنه كان صاحب سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ولد سيدنا حذيفة بن اليمان في مكة، وعاش مع والده في المدينة، فهو مكي الأصل، مدني النشأة، وحين بُعث النبي - عليه الصلاة والسلام - كان حذيفة على شوق كبير ليلقاه، ويملأ جوانحه من حبه، فما أن التقى بالنبي - عليه الصلاة والسلام -، حتى أعلن إسلامه هو وأخوه ووالدهما، وكان صاحب سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجد حذيفة ضالته في الإسلام، ونمت قدراته وتفتحت مواهبه، وكان يتمتع بشخصية لها سماتها وخصائصها، وهذه الشخصية كأنها جاءت في عهد النبي - عليه الصلاة والسلام -؛ لتكون قدوة لمثيلاتها في العصور القادمة، وكان أحد الأبطال الذين تحتفظ بهم الأمة في ذاكرتها.
كان حذيفة - رضي الله عنه - صاحب طاقة عقلية وفكرية فذة، فمن مواقفه مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يسأله عن الشر مخافة أن يدركه؛ فعن أبي إدريس الخولاني: أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: "كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم)) قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ((نعم، وفيه دخن)) قلت: وما دخنه؟ قال: ((قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر)).
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم، دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)) قلت: يا رسول الله، صفهم لنا. فقال: ((هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)) قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)) قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك))[متفق عليه].
على أن الموقف الذي حفظ لحذيفة مكانا مرموقا بين قادة الأمة هو يوم الخندق، يوم تجلت حكمته حين نفذ أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بأن أتى بأخبار المشركين دون أن يثيرهم، وقد كان في مقدوره قتل أحد رؤوس المشركين آنئذ أبا سفيان بن حرب - رضي الله عنه -.
وتروى المصادر عن حذيفة قوله: أن الناس تفرقوا عن رسول الله ليلة الأحزاب، فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً، فأتاني رسول الله وأنا جاثٍ من البرد، وقال: "يا ابن اليمان، قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب، فانظر إلى حالهم". قلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلا حياءً منك من البرد. قال: ((فابرز الحَرَّة وبرد الصبح، انطلق يا بن اليمان، ولا بأس عليك من حر ولا برد حتى ترجع إليَّ)) فانطلق حذيفة إلى معسكرهم، وعرف أخبارهم، ثم أتى رسول الله وهو قائم يصلي، فلما فرغ من صلاته، قال: ((ابن اليمان اقعد، ما الخبر؟)) قلت: يا رسول الله، تفرق الناس عن أبي سفيان، فلم يبق إلا عصبة توقد النار، قد صبَّ الله عليه من البرد مثل الذي صب علينا، ولكنَّا نرجو من الله ما لا يرجو.
وكان -رضي الله عنه- صاحب سر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بعدما تأكد الرسول من إمكانياته وخصائص فماهي الخصائص التي أهلته ليكون موضع سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟:
أولاً: يتمتع بذكاء فذ، يسعفه في حل المعضلات.
ثانياً: يتمتع ببديهة مطاوعة تلبّيه كلما دعاها.
ثالثاً: يتمتع بكتمان للسر فلا ينفذ إلى غوره أحد، عنده صدر واسع.
وحينما انتقل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ظهرت فئة المنافقين، فرأى حذيفة ذكياً، ورآه صاحب بديهية، ورآه كتوماً للسر، كلفه وأفضى إليه بأسماء المنافقين الذين أطلعه الله عليهم، فكان حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله.
ولذلك جاء سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الصحابي الجليل، ثاني الخلفاء الراشدين، الذي ملأ الأرض بعدله، والذي ملأ العين والسمع بأخلاقه، واندفاعه، وجرأته، كان قلقاً على نفسه، ويخشى عليها، إلى أن التقاه يوماً، وقال: ((يا حذيفة، أنشدك الله هل وجدت اسمي بين المنافقين؟ فخجل هذا الصحابي أشد الخجل، قال: لا والله أنت أكرمنا، ولكن لا أزكي بعدك أحداً)).
يعني أعذرني لا تحرجني بأسماء أخرى، لأن الله - عز وجل - قال في القرآن: (وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)[سورة التوبة الآية: 84].
ومن حرص النبي على تنفيذ أمر الله، أنه أعطى أسماء المنافقين لهذا الصحابي عند وفاته، حتى إذا مات أحدهم فلا يصلى عليه، لأنه إنسان خطير، المنافق خطير جداً، يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ويروغ منك كما يروغ الثعلب، نعوذ بالله من النفاق، وأنا لا أخاف على الدين من أعدائه، فأعداؤه مكشوفون، ويحذرهم جميع المسلمين، ولكن الخوف على الدين من أدعيائه من المنافقين.
ومن مواقفه العظيمة:
موقفه في معركة نهاوند، حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألف، اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة النعمان بن مُقَرِّن، ثم كتب إلى حذيفة أن يسير إليه على رأس جيش من الكوفة، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه يقول: "إذا اجتمع المسلمون، فليكن كل أمير على جيشه، وليكن أمير الجيوش جميعًا النعمان بن مقرن، فإذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة، فإذا استشهد فجرير بن عبد الله...".
وهكذا استمر يختار قوّاد المعركة حتى سمى منهم سبعة.
والتقى الجيشان ونشب قتال قوي، وسقط القائد النعمان شهيدًا، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عاليًا، وأوصى بألاَّ يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة، ودعا نعيم بن مقرن فجعله مكان أخيه النعمان تكريمًا له، ثم هجم على الفرس صائحًا: "الله أكبر، صدق وعده، الله أكبر، نصر جنده" ثم نادى المسلمين قائلاً: "يا أتباع محمد، ها هي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم، فلا تطيلوا عليها الانتظار". وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس، وكان فتح همدان والريّ والدينور على يده، وشهد فتح الجزيرة ونزل نَصِيبين، وتزوّج فيها.
وحين اختاره لولاية المدائن، خرج أهل المدائن لاستقباله، فرأوا أمامهم رجلاً يركب حماره، وأمسك بيديه رغيفاً وملحاً، وهو يأكل ويمضغ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي - حذيفة بن اليمان- المنتظر، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك، وحين رآهم حذيفة يحدقون به، قال لهم: ((اياكم ومواقف الفتن)) قالوا: ((وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟)) قال: ((أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي، فيصدقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه)).
فكانت هذه البداية أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد، ومنهجه في الولاية.
ويوم حضر حذيفة - رضي الله عنه - الموت جزع جزعًا شديدًا، وبكى بكاءً كثيرًا، فقيل: ما يبكيك؟ فقال: ((ما أبكي أسفًا على الدنيا، بل الموت أحب إليَّ، ولكنِّي لا أدري على ما أقدم على رضًا أم على سخطٍ)).
وقد تُوُفِّي بالمدائن في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين - رضي الله عنه - وألحقنا به في الصالحين.
_____________________________
المصادر:
ـ موسوعة ويكبيديا.
ـ موسوعة النابلسي.
ـ قصة الإسلام.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.33 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]