فلسفة الحب والإعجاب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 794 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 134 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 20 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 36 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 97 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2020, 12:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي فلسفة الحب والإعجاب

فلسفة الحب والإعجاب


د. عبدالحميد محمد بدران







يسألني كثيرٌ من أتْرابي عما إذا كنت قد أحببت فَتاةً بعينها، وعن مقاييس ِِالجمال التي أريدُها في فتاة أحْلامي، وعن وِجهة نظري في شروط الفتاة التي أتمنَّاها، وكأنَّهم يُريدون أن يستخرجوا لأنفسِهم تصريحًا يضمنون به براءةَ اختيار شريكةِ الحياة، على أُسس يكون سُداها الحُب، ولُحْمَتها الجمال.













ووجدتُني ذات يوم أسأل أحدَهم عن معنى الحبِّ عنده، فأدْهشتْني إجابتُه السريعة: "لقد كنت أحب - منذ فترة - فتاةً اسمها كذا، وكان مِن نعتها كذا وكذا - وعدَّد من الصِّفات الحميدة في المرأة ما يتعذَّر وجودُه - أمَّا اليوم فأنا أحبُّ فلانة، فتاة جميلة، وجذَّابة ورشيقة، أحس عندما أُحدِّثها وتحدثني أنَّني مغيَّب عن العالَم الذي أنا فيه".







وبلهجة ساخرة وجدَني أقاطعه: ولعلَّك غدًا تحبُّ غادةً حسناءَ، ذات ذوائبَ ساحرة، وشَفَة لمياء! يا هذا، إنَّ ما تمارسه ليس حبًّا على الإطلاق، فالحبُّ ليس طنطنةً فارغة بعبارات الطَّرَب الجوفاء، التي تستخفُّ السمع، وتأسِر العقل حينًا، ثم لا تلبث أن تَتبخَّر في الهواء، إنما الحبُّ هو ذوبان القلْب عند سماع اسمِ المحبوب، أو طَرَف مِن أخباره، وليس للحب مقاييسُ مثل التي تذكرها، وإنما قد يبدأ الحبُّ من حيث انتهى الإعجاب، ترسمه الأطيافُ وتنمِّيه، وتظلُّ تُضفِي على المحبوب جُلَّ صفات الحسن، حتى يكونَ على هيئة ليس لها وجودٌ إلا في قلْب المحب، وليس لها صورةٌ إلا في ذِهْنه.







وفرْق شاسِع بيْن ما أقوله أنا، وما تدَّعيه أنت، فربَّما أعجبك مِن فتاتك هذه أناقةُ المظهر، فأقمتَ به دليلاً على رقَّة باطنها، ورهافة شعورها، وكأنَّك تريد أن تكونَ مثل الذي شرَط على نفسه أكْلَ الحنظلة، لا لشيءٍ إلا كونها تُشبه البرتقالة في الاستدارة والحَجْم واللون!







ربَّما نستطيع أن نُطلقَ على صنيعك هذا إعجابًا، فالإعجابُ هو ذلك الشيء الذي ما يَلْبَث أن يتلاشَى، وينسرب انسرابَ الماء إلى باطِن الأرض الظمأى، فهو استثارةٌ لحواس الإنسان، طالما كان المثيرُ أمامَ الحاسة، أو ملامسًا لها، ثم لا تعود هذه الاستثارةُ إلى مخيلة الإنسان، إلا إذا استدعاها المقام، وانتبهتِ الذاكرة لتحضُّرِها من بيْن طِيَّات الدفاتر، وأطنان الصُّوَر والذكريات.







أمَّا الحبُّ فهو ذلك الإحساسُ المرهف الذي ما إنْ يطرُقَ أبواب القلْب حتى تتصارعَ الجوارح في استقباله، هو كاميرا الفيديو التي تلتقِط ما راق لها من صُور المحبوب، وتظلُّ تُنمِّيها وتحسنها في مخيلة المحبِّ أنَّى أقام، وحيثما رحل، وهذا هو الذي يجعل المحبَّ شرودًا صامتًا، يُفضِّل أن يعيش بخياله مع هذه الذِّكريات، وتلك المواقِف، ويجد في تَكْرارها حلاوةً، كأنَّه يستدعيها للمرَّة الأولى، هذه هي مُتعة الحب التي تجعل لسانَ المحب يشدو دائمًا:





فَصَمْتِي هَائِمٌ يَقْفُو خُطَاهَا

وَيَهْفُو كُلَّمَا خَطَرَتْ بِبَالِي












وأمَّا هذه الثرثرة التي يزعُم معها بعضُ الناس أنهم محبُّون، فلا أرَى لها وجهًا، إلا أن يكون أصحابُها غيرَ واثقين مما أصابهم؛ الأمر الذي يجعلهم يستَوثِقون من غيرهم في تسميةِ الحالة التي هم عليها، فالكلمات التي يتفوَّهون بها اختيالاً، لا يستطيع مَن ذاق الحب أو عرَف حلاوته أن يتفوَّه بها، بل إنَّه يَضِنُّ بمثل هذه الكلمات، حتى لا يفقد معها حلاوةَ الصمت، وهدهدة الخيال.







أترَى الشاعر يقول:





فَيَا حُبَّهَا زِدْنِي جَوًى كُلَّ لَيْلَةٍ

وَيَا سَلْوَةَ الْأَيَّامِ مَوْعِدُكِ الْحَشْرُ












فتزعُم أنَّ إعجابه بفَتاته هو الذي دَعاه إلى الرِّضا بأيِّ ويْلات يأتيه بها، إنْ كنت قد استشعرت ذلك في نفسك، فأنت من قلَّةٍ أَغْرقوا إحساسَ قلوبهم في بحْر النسيان، ويكفي أنَّك خالفتَ إجماع مَن سمع بيت أبي صخر هذا، فصاحوا: حقًّا يا ابن أخي، هو الموت الأحمر.







إنَّ عليك أن تستمع الآن إلى قوْل الشاعر:





يَوَدُّ بِأَنْ يُمْسِي سَقِيمًا لَعَلَّهَا

إِذَا سَمِعَتْ عَنْهُ بِشَكْوَى تُرَاسِلُهْ




وَيَهْتَزُّ لِلْمَعْرُوفِ فِي طَلَبِ الْعُلاَ

لِتُحْمَدَ يَوْمًا عِنْدَ لَيْلَى شَمَائِلُهْ










ثم تحتكم إلى قلْبك في تَصنيف قائله، فإنْ أفتاك بأنَّ هذا شعور محبٍّ صادق، فقد صَدَق؛ لأنك تستشعر معه إحساسًا صادقًا قد مسَّ شغاف القلب، فاهتزَّ طربًا منتشيًا، وإلا فما كان أغْنى هذا الرجل عن تمنِّي المرض، وتكلُّف أشياءَ ليس في مقدوره فعلُها!








يا هذا، لقد ارتكبتَ إثمًا عظيمًا حينما ذكرتَ أسماءَ فتياتِك هكذا بلا تحرُّج، وأكاد أُقسِم أنَّ المحب الصادق في حبِّه لا يستطيع أن يفعلَ هذا، ولو أحسَّ مرَّة أنَّه صرَّح بشيء مِن شمائل محبوبه، لأدْرَك ساعتها أنه ارتكب جُرمًا لا يستطيع أن يغتفرَه لنفسه، وأنَا أُحرِّضك على البحْث عن معنى الحبِّ في شتَّى نواحي الحياة، فحبُّ الصَّدِيق - مثلاً - ليس مجرَّد رسم ابتسامة صفراء تُرضي بها شغفَه لرؤيتك، أو مجرَّد مجاملة يُرضيه بها طرَف لسانك، ثم لا تنفكُّ تنتقده في خبيئة نفسك، وإنما الحبُّ في هذه الحالة صِدْق وإيثار، ولك أن تنظرَ كيف فلْسَف الناس مفهومَ الصداقة في هذه الكلمة الرائعة: (صديقك مَن صدَقك)، ثم عليك أن تضعَ إلى جانبها قولَنا: (صديقك مَن آثَرَك)؛ لترى الصداقة متمثلةً في أسْمَى معانيها، إنَّها التجرُّد من حبِّ الذات إلى حبِّ الآخر وإيثاره، رغمَ حاجتك إلى ما تؤثِره به، وهي الصفة التي امتدح الله بها الأنصارَ حين جرَّدوا من صدورهم حبَّ ما يمتلكون، حتى تجيءَ عطاياهم خالصة من أيِّ شائبة؛ ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].







كما أنَّ حبَّ الفلاَّح لزرْعه ليس مجرَّد إعجابٍ آنيٍّ بمنظر الزَّرْع، كما يحدث لنا عندما نتنزَّه في إحْدى الحدائق والمتنزَّهات، فيبهرنا لونُ النبات، أو يسحرنا تناسقُه، إنَّما حب الفلاح لزَرْعه هو أن يحسَّ به، ويفيض عليه من ذات نفسه، فيلهبه الأمل في النَّماء، ويخلع عليه من صِفات الحياة ما يجعله أخًا أو ابنًا، يُسِرَّ إليه بما في نفسه، فيبوح الزَّرع بما يفتقر إليه من عناية، وكم يستشعر الفلاح بالحُزن والأسَى إنْ دهمت قدمه عفوًا نبتة صغيرة من نباتات حقْلِه، حتى إنَّه ليظلُّ يحوطها بالتراب، وكأنَّه يربت عليها، وربَّما سقاها من عينه دموعًا تحمل إليها اعتذارَه وأساه.







هذا - يا صديقي - هو الحبُّ الذي تجد جذورَه قد امتدَّتْ إلى قاع القلْب، كَشَجَرَةٍ راسخة أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، أمَّا ما نبت على جدار القلب ممَّا لا ساق له، فهو شيء هش مهوش، لا يصمد أمام زفرة من زفرات القلب، فكيف نطالبه أن يصمدَ أمام رِيحٍ عاصف مِدادها كلمتان: (لا تُبقِي ولا تذر)، فلتسم إنْ شئتَ ما عدا ذلك بالإعْجاب، أو المجامَلة، أو أي شيءٍ آخَر، فلا مُشاحَّةَ في الاصطلاح، أو سَمِّه حبًّا بلغة المجاز، كما هو في الصِّنف الثاني من قول المتنبي:





يُحِبُّ العَاقِلُونَ عَلَى التَّصَافِي

وَحُبُّ الْجَاهِلِينَ عَلَى الْوِسَامِ







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.59 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]