الخصائص النفسية للمبدع المسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         دروس رمضانية محمد بن سند الزهراني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 200 )           »          ما حكم تذكير الصائم الذي يأكل ناسيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التقوى من مقاصد الصوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حكم صوم رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أحكام العشر الأواخر من رمضان والاعتكاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من تناول مفطرا عامدا ذاكرا للصوم فسد لا ناسيا أو مكرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          فقه الصيام وأحكامه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حال السلف في شهر رمضان المبارك (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أخي الصائم.. تذكر (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-12-2019, 12:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,377
الدولة : Egypt
افتراضي الخصائص النفسية للمبدع المسلم

الخصائص النفسية للمبدع المسلم


د. محمود حسن محمد








تختَلِف السِّمات النفسيَّة للمُبدِع المسلم عن غيره من المُبدِعين والمتميِّزين وصُنَّاع النهضة خِلال العصور التاريخيَّة؛ فهو يمتَلِك القُدرة العالية على تحمُّل المسؤوليَّة، وعدم الاستِسلام للفشل بسهولةٍ، وذلك مِن واقع ثقته بالله - عزَّ وجلَّ - وقُدرته على التحرُّك بالحياة نحو الارتِقاء والإبداع، كما أنَّ المُبدِع المسلم هو أكثَرُ الناس تمسُّكًا بأهدافه، وأعلاهم طموحًا، وأقواهم إرادةً، وأشد أهل الاختِصاص صبرًا بما يحرص على الخير والهداية للناس.













إنَّ الإسلام يطلُب من المسلم إبداعًا مُنضبطًا في تصوُّراته وأهدافه وغاياته؛ ليُغيِّر الحياةَ إلى الأفضل، ويَنشُر الأمل الواسع، ويُحرِّك الهمم، ويُعِينها على إنجاز الأمور بدقَّةٍ لا تَعرِف الفَوضَى أو الأنانية أو الانحِراف، فالثمرة الحقيقيَّة للإبداع هي العَطاء والتجديد والتطوُّر، وكما يحتاج المُبدِع إلى عدَّة فكريَّة، فإنَّه يحتاج لنفسٍ استبشاريَّة، وروح مليئة بالتفاؤل؛ كيلا يُسلِم ذاته لليأس أو الإحباط، ويحرِّك إنجازاته نحو الفاعليَّة الصحيحة.







إنَّ الإيمان بالله - عزَّ وجلَّ - هو أساس نجاح المُبدِع المسلم؛ فلديه دافعٌ فطري وشرعي يحفِّزه إلى الابتكار والاختراع وفعْل الأحسن، فهو يسعد دائمًا بتميُّزه بين المُبدِعين، ولا يمكن لأيِّ قوَّة أنْ تجرِّده خصائصَه ومقوِّماته، أو تُضعِف صلابةَ باطِنِه، أو تحطم رؤيته الصادقة التي تضبط مسارَه وتشعل روحه، فتُؤتِي أُكُلها بإذن الله.







أمَّا مِن ناحية الحُبِّ، فالمُبدِع الصادق مع الله ومع المجتمع من حوله يحبُّ الخير لنفسه وللناس، فهو يهتمُّ بالآخَرين، مهما كان حجم انشِغالاته ومشكلاته، كما أنَّه ينظر إلى الفوارق الحضاريَّة بيننا وبين العالم المتطوِّر من حولنا فيَشعُر بالتقصير، ويُبادِر بالتحرُّك السريع للعمل والنشاط والابتكار؛ فيُحرِّر إرادته من السلبيَّة، ويستَشعِر المسؤوليَّة، ويصر على النهوض بنفسه ومجتمعه، متسلِّحًا بالصبر الذي يُحَقِّق النصر أمام كلِّ المعارك الصعبة.







لقد تحمَّل المُبدِع المسلم مهمَّة الاستِخلاف؛ كي يُحَوِّل العالم إلى عِبادة الله، فهو يرى نفسَه دائمًا في موضع المسؤوليَّة الحضاريَّة، فكل يوم في حياته خطوة أملٍ وعطاء متجدِّد، وتوظيف للمشروعات الفرديَّة والمؤسَّسيَّة التي تُحَقِّق لأمَّتنا القوَّة الحضاريَّة والنهوض المُلائِم لشخصيَّتنا الكونيَّة، وتقْضِي على التخلُّف الحضاري الذي يجرُّ العالم الإسلامي للوراء دائمًا.







عندما تَتفاعَل جهودُ المُبدِع مع طموحاته وآماله، وتتعزَّز صِلته بالقِيَم الأخلاقيَّة، وعندما تنسَجِم نفسُه مع رسالة الكون الذي يُسبِّح بحمْد الله من حوله، فإنَّ مَوْهِبته تصقل، ولا تتعثَّر قدراتُه، بل تنطَلِق للعمل والإنتاج، إنَّ ثقتَه بقدراته تجعَلُه في غاية الإيجابيَّة والعزَّة، فهو يرفَعُ رأسَه ولا يذلها؛ لأنَّه يستمدُّ قوَّته الإبداعيَّة مِن احترام التَّكلِيف الإلهي الذي جاء ليُقِيم الحقَّ، كما أنَّه لا يُؤجِّل عملَ اليوم إلى الغد، أو يتأخَّر عن القِيام بمسؤوليَّاته.







وبهذه النفسيَّة المتوازِنة المطمئنَّة تَتَحَقَّق النَّهْضة الحضاريَّة، وينحَسِر خوف المُبدِع وتردُّده وكسله، وينتَصِر على همومه ومخاوفه، وتُصبِح قوَّته النفسيَّة هي غذاءَه اليومي الذي يُجَدِّد دماءَ الإبداع في مواهِبِه وقدراته.







إنَّ المُبدِع المسلم الذي لا يُهدِّد إرادتَه شعورٌ بالنقص، أو إحساسٌ بالضعْف، أو انحِسار طاقاته، يحمل في أعماقه كلَّ خَصائص الخير والفاعليَّة والنجاح والتميُّز، كما أنَّه باحتِرامه لإنسانيَّته وشخصيَّته واعتِدال هذه الشخصيَّة وتوازنها - يصبح مِفتاحًا لإنجازاتٍ واسعة، وأداةً لخيرٍ كبيرٍ تناسب احتياجات زمانه ومكانه.







لا ينبغي أنْ يكونَ لهذا المُبدِع عالَمٌ خاصٌّ يعيش فيه أو ينعَزِل به عن المجتمع، فهو لا بُدَّ أنْ يندَمِج في المجتمع يُعالج سلبيَّاته، ويستَفِيد مِنْ إيجابيَّاته، وأنْ يُتقِن مهارات السلوك القيادي، ويتَّخذ القرارات المنطقيَّة، وأنْ يتهيَّأ نفسيًّا لِقَبُول كلِّ الاحتِمالات التي يُمكِن أنْ تحدُثَ له عندما يتقدَّم أو يتأخَّر، أو يُؤثِّر ويتأثَّر.







ومع ما يتميَّز به المُبدِع المسلم من نُضوجٍ في العقل، ويقَظَةٍ في القلب، وسَعَةٍ في المعرفة والاطِّلاع، فإنَّه لا يَشعُر بالسعادة إلاَّ إذا رسم المعالم الواضحة أمام الناس؛ كي يهتَدُوا ويَصِلُوا إلى الفهم السليم والأحوال المتطوِّرة.







إنَّ مستقبلنا بتحديَّاته يفتَقِر لنوعٍ متميِّز من المُبدِعين؛ فالنهضة الإسلاميَّة لا يقوم بها إلا الصابر الثابت المثقَّف، الذي يُراقِب الله - عزَّ وجلَّ - في كلِّ إنجازاته، ويَسعَى بإخلاصٍ لخير الأمَّة وسعادتها، ولولا وجودُ هذا الصِّنف الرباني من المُبدِعين لفَسدَت الأرض، ولكنَّ الله ذو فضلٍ على العالمين.







فالمكوِّنات النفسيَّة للمُبدِع المسلم يمكن أنْ تملأ صفحات الواقع والمستقبل بالأعمال العظيمة والتضحيات النبيلة والإيجابيَّات الهادية، فعندما يُخلِص هذا المُبدِع ويَقصِد بكلِّ أعماله وجهَ الله، يُصبِح شعلةَ نورٍ كبيرةً تهدي الحيارى، وتُرشِدهم لمعالم الخير والعَطاء، وتُحفِّز الطاقات للإبداع والابتِكار.







ومن روائع ديننا أنَّه يهتمُّ بصعود المُبدِعين، ويفتَحُ الطريق لنهوضهم وتفوُّقهم الإبداعي؛ كي يَأخُذوا بأحسَنِ الوسائل التي تجعَلُهم متفوِّقين في كلِّ مجالات الحياة، فالحياة ترتَقِي وتسعَدُ بكلِّ مُبدِعٍ موصولٍ بالله.







إذا وجدتَ مُبدِعًا يَحمِل همَّ الإسلام، ويَتَفانَى في الإصلاح والتغيير من أجْل نهضة الأمَّة الإسلاميَّة، فهذه نعمةٌ عظيمة؛ لأنَّ هذا الدين العظيم عندما تتحرَّك له الهِمَم المُبدِعة انطلاقًا من شمول الإسلام ووسطيَّته، وتكامُله وتوازنه، ينتَشِر بسرعةٍ فائقة، والمطلوب إبداعيًّا مَن إذا تحدَّث بعَث البُشرَى في النفوس، وإذا نصَح أثَّر في العقول والقلوب، وإذا فعَل الخيرَ حرَّك الفِطرَة الإنسانيَّة من حولَه لفعْل الخيرات.







ويقينًا فإنَّ العالَم الإسلامي يستَطِيع أنْ يُقوِّي المدافَعَة الحضاريَّة والمنافَسَة الإبداعيَّة في عالم اليوم والغد، بتَوفِير جيلٍ إبداعيٍّ يتحرَّك في ضَوْءِ المنهج الإسلامي، ويتميَّز بخصائصه النفسيَّة والإبداعيَّة والحضاريَّة؛ ليتمكَّن هذا الجيل من جذْب مَشاعِر العالم وتصوُّراته نحو الإيمان والعلم، فيَسلَم مِن شُرُور الفساد والضلال والظلام، بل ويَسلَم مِن شُرُور أقوال الحضارات الماديَّة وأفعالها المتناقِضة، وما ذلك على الله بعزيز.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.44 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]