البنية والبنيوية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 34 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1195 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16910 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 15 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-10-2022, 06:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي البنية والبنيوية

البنية والبنيوية


أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن








البنية (structure):

في اللغة العربية تشتق كلمة (بنية) من الفعل الثلاثي (بنى)؛ وتعني البناء أو الطريقة، وكذلك تدل على معنى التشييد والعمارة والكيفية التي يكون عليها البناء، أو الكيفية التي شيد عليها، وفي النحو العربي تتأسس ثنائية المعنى والمبنى على الطريقة التي تبنى بها وحدات اللغة العربية، والتحولات التي تحدث فيها. ولذلك فالزيادة في المبنى زيادة في المعنى، فكل تحول في البنية يؤدي إلى تحول في الدلالة، والبنية موضوع منتظم، له صورته الخاصة ووحدته الذاتية؛ لأن كلمة (بنية) في أصلها تحمل معنى المجموع والكل المؤلف من ظواهر متماسكة، يتوقف كل منها على ما عداه، ويتحدد من خلال علاقته بما عداه.



والبنية: تعني (structure) مشتقة من الكلمة اللاتينية (structura) من الفعل (strure) بمعنى (construire) [1]. ويرى ليفي شتراوس أن " البنية مجرد طريقة أو منهج يمكن تطبيقها في أي نوع من الدراسات تمامًا؛ كما هي بالنسبة للتحليل البنيوي المستخدم في الدراسات والعلوم الأخرى"[2]. فشتراوس يحدد البنية بأنها "نسق يتألف من عناصر يكون من شأن أي تحول يعرض للواحد منها أن يحدث تحولاً في باقي العناصر الأخرى"[3]. ويمكن أن نعرف البنية بأنها ليست صورة الشيء أو هيكله أو عناصره أو أجزاءه أو وحدته المادية أو شيئيته الموضوعية ولا حتى التعميم الكلي الذي يربط أجزاءه.



كما أن البنية ليست ذاتية ولا موضوعية، ولا هي مادية أو مثالية، وهي ليست كامنة في العقل وليست انعكاساً لشيء في الواقع على عقل الإنسان، وليس لها وجود متعال، وليس لها وجود ذاتي أو تجريبي أو موضوعي أو وضعي. فالبنية، في واقع الأمر، شبكة العلاقات التي يعقلها الإنسان ويجردها ويرى أنها هي التي تربط بين عناصر الكل الواقعي أو تجمع أجزاءه، وهي القانون الذي يتصور الإنسان أنه يضبط العلاقات بين العناصر المختلفة. وهذا القانون هو الذي يمنح الظاهرة هويتها ويضفي عليها خصوصيتها. ويتم التعرف على البنية من خلال علاقة التعارض والتشابه بين العناصر المختلفة ويطلق عليها " قوانين التركيب ".



ولا يهم أصول البنية التاريخية ولا عوامل تكوينها ولا مضمونها ولا فاعليتها الوظيفية، فهذه عناصر يجب تعليقها (وضعها بين قوسين) للتوصل إلى البنية المجردة[4].



وحدد بياجيه خصائص البنية بأنها ثلاث [5]:

1- الكلية: وتعني أن البنية ليست موجودة في الأجزاء.



2- التحولات: وهي التي تمنح البنية حركة داخلية وتقوم في الوقت نفسه بحفظها وإثرائها دون أن تضطرها إلى الخروج عن حدودها أو الانتماء إلى العناصر الخارجية.



3- التنظيم الذاتي: ويعني أن البنية كيان عضوي متسق مع نفسه منغلق عليها مكتف بها، فهي كل متماسك له قوانينه وحركته وطريقة نموه وتغيره، ومن ثم فهي لا تحتاج إلى تماسكه الكامن.



البنيوية: (structuralisme):

لقد اختلف الدارسون والنقاد في تبيان مفهوم البنيوية، حتى البنيويون أنفسهم نجدهم يوردون لها تعريفات مختلفةً[6]، وهي في معناها الواسع "طريقة بحث في الواقع، ليس في الأشياء الفردية بل في العلاقات بينها " وهذا ما ذهب إليه جان بياجه وغيره. ويرى (ليونارد جاكسون) أن البنيوية هي "القيام بدراسة ظواهر مختلفة كالمجتمعات، والعقول، واللغات، والأساطير، بوصف كل منها نظامًا تامًا، أو كلاً مترابطًا، أي بوصفها بنيات، فتتم دراستها من حيث أنساق ترابطها الداخلية، لا من حيث هي مجوعات من الوحدات أو العناصر المنعزلة، ولا من حيث تعاقبها التاريخي"[7].



والبنيوية (Structuralism) مذهب من المذاهب التي سيطرت على المعرفة الإنسانية في الفكر الغربي، مؤداه الاهتمام أولاً بالنظام العام لفكرة أو لعدة أفكار مرتبطة بعضها ببعض على حساب العناصر المكونة له. ويعرف أحيانًا باسم البنائية، أو التركيبية[8].



ويرى بياجيه أن المثل الأعلى للبنيوية هو السعي إلى تحقيق معقولية كامنة عن طريق تكوين بناءات مكتفية بذاتها، لا نحتاج من أجل بلوغها إلى الرجوع إلى أية عناصر خارجية[9]. وعليه، فقيمة الشيء - من وجهة نظر البنيوية - ليس بذاته بل بعلاقاته بغيره؛ فلو لم يكن الأمر كذلك لما اختلفت وجهات النظر في النص الواحد، وكانت النتيجة واحدة، في حين نجد للنص الواحد مجموعة نصوص تتشكل، فيخرج لكل شخص نص مستقل مختلف عن غيره، وهذا دليل على أن الشيء ليس له قيمة بذاته بل قيمته بالعلاقات مع غيره، فالسمة الأساسية للبنيوية هو: الاهتمام بالعلاقات القائمة بين الأشياء والتي تبين من خلالها قيمة الشيء، وعدم الاعتراف بالفردية والاستقلالية[10]. وقد امتدت هذه النظرية إلى علوم اللغة عامة وعلم الأسلوب خاصة؛ حيث استخدمها العلماء أساسًا للتمييز الثنائي الذي يعتبر أصلاً لدراسة النص دراسة لغوية. وكل ظاهرة - تبعاً للنظرية البنيوية - يمكن أن تشكل بنية بحد ذاتها؛ فالأحرف الصوتية بنية، والضمائر بنية، واستعمال الأفعال بنية... وهكذا.



البنيوية اللغوية:

نظرية علمية تقوم على سيطرة النظام اللغوي على عناصره، وتحرص على الطابع العضوي لشتى التغيرات التي تخضع لها اللغة[11]. وأما علم اللغة البنيوي (attuctural linguistics): فيشير إلى التحليل اللغوي الذي يسعى إلى تأسيس نظم واضحة للعلاقات بين الوحدات اللغوية في البنية السطحية[12].



اللسانيات البنيوية[13]:

هي المنهجية النظرية التي تعد اللسان بنية؛ أي: مجموعة من العناصر التي تقيم علاقات شكلية فيما بينها. وهي علم يقوم على أساس أن تحليل أي عنصر من عناصر اللغة لا يتم بمعزل عن بقية العناصر في النظام اللغوي. وهي (أي: اللسانيات البنيوية) نظرية تطبق المنهج الوصفي في دراسة اللغة، فتنظر إليها على أنها وحدات صوتية تتجمع لتكون وحدات مورفولوجيةً (صرفيةً) لتكون هذه بدورها عبارات وتراكيب وجملاً.



البنية عند دي سوسير:

هي التي لا يمكن تعريفها إلا بالرجوع إليها بوصفها بناء أو نظاماً، أي بالرجوع إلى علاقاتها الداخلية (الدال والمدلول) بدلا من علاقاتها الخارجية (سياق اجتماعي ، تاريخي) لأنها توظف حسب تناقضاتها الداخلية. وعلى الرغم من أن دي سوسير نفسه لم يستخدم كلمة "بنية"، وإنما استخدم كلمة "نسق" أو "نظام"، إلا أن الفضل الأكبر في ظهور المنهج البنيوي في دراسة الظاهرة اللغوية يرجع إليه هو أولاً وبالذات"[14].





[1] ينظر: ابن منظور، لسان العرب، المجلد التاسع، مادة (بني) ط1، بيروت، دار صادر للنشر، وإبراهيم مصطفى وأحمد الزيات و حامد عبد القادر ومحمد النجار، المعجم الوسيط، (1 /72)، باب الباء، وزكريا إبراهيم، مشكلة البنية، القاهرة، دار مصر للطباعة، (ص32)، وعبد الوهاب جعفر، البنيوية بين العلم والفلسفة، القاهرة، دار المعارف، 1989م، (ص 8)، ومصطفى السعدني، المدخل اللغوي في نقد الشعر قراءة بنيوية، القاهرة، منشأة المعارف، مصر، (ص11).



[2] ينظر: إبراهيم السعافين وعبد الله الخياص، مناهج تحليل النص الأدبي، ط1، منشورات جامعة القدس المفتوحة، 1993م، (ص68- 69).



[3] عز الدين المناصرة، علم الشعريات (قراءة مونتاجية في أدبية الأدب)، ط1، عمان، دار مجلاوي، 2007م، (ص540).



[4] ينظر: عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية، موقع صيد الفوائد على شبكة المعلومات الدولية (8/168).



[5] ينظر: جان بياجيه، البنيوية، ترجمة: عارف منيمنة وبشير أوبري، ط3، بيروت، باريس، منشورات دار عويدات،1982، (ص 8-16).



[6] المرجع السابق (ص 8).



[7] عز الدين المناصرة، علم الشعريات، (ص 475- 476).



[8] ينظر: صلاح فضل، النظرية البنائية في النقد الأدبي، ط2، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، 1980م، (ص 187- 188).



[9] ينظر: جان بياجه، البنيوية، (ص 8) وما بعدها.



[10] ينظر: عبد السلام المسدي، قضية البنيوية دراسة ونماذج، تونس، دار أمية بن عروس،1991م، (ص22).




[11] ينظر: زكريا إبراهيم، مشكلة البنية، (ص78).



[12] المسدي، قضية البنيوية دراسة ونماذج، (ص 370).



[13] ينظر في ذلك: مرتضى جواد باقر، مقدمة في نظرية القواعد التوليدية ٬ عمان، الأردن، دار الشروق ٬ 2002، (ص 15-20)، وعبد السلام المسدي، التفكير اللساني في الحضارة العربية، ط2، ليبيا، تونس، الدار العربية للكتاب 1982م، وعبد الرحمن حاج صالح، مدخل إلى علم اللسان الحديث، الجزائر، مجلة اللسانيات، معهد العلوم اللسانية والصوتية، جامعة الجزائر، العدد (4) 1973- 1974م.



[14] انظر: زكريا إبراهيم، مشكلة البنية، (ص47).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 72.01 كيلو بايت... تم توفير 1.82 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]