خطبة: حرمة المال العام - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60056 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 827 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-02-2023, 03:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: حرمة المال العام

خطبة: حرمة المال العام
يحيى سليمان العقيلي




معاشر المؤمنين؛ لقد دعا الإسلام إلى وجوب المحافظة على المال، وجعله من الضرورات الخمس التي لا قوام للحياة بدون حفظها؛ وهي: حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال، فحرَّم الرشوة، وجرَّم السرقة، ونهى عن أكل أموال الناس بالباطل، ونهى عن الغرر والغش والتدليس، وحذر من الكذب والتزوير وسائر وجوه أكل الحرام، قال تعالى: ﴿ لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ [النساء: 29].

فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّ المسلم على المسلم حرامٌ: دمُه، ومالُه، وعرضُه))؛ [أخرجه مسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من اقتطع حقَّ امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرَّم عليه الجنة))، فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ قال: ((وإن قضيبًا من أراك))؛ (مسلم).

وللمال العام، عباد الله، حرمةٌ عظيمةٌ في شرعنا؛ وذلك لكثرة الحقوق المتعلقة به، وتعدُّد الذِّمَم المالكة له؛ لأنه مال المسلمين، والتعدِّي عليه هو تعدٍّ على أموال المسلمين؛ لذلك كان وِزْر التعدِّي عليه أعظم، قال صلى الله عليه وسلم: ((من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطًا فما فوقه كان غلولًا يأتي به يوم القيامة))؛ [أخرجه مسلم].

وقد أنزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه المال العام منزلة مال اليتيم الذي تجب رعايته وتنميته، ويحرم التعدِّي عليه وأكله، فقال رضي الله عنه: «إني أنزلت نفسي من مال الله منزلة مال اليتيم».

معاشر المؤمنين، ومن صور التعدي على المال العام؛ الأخذ والاختلاس من الممتلكات العامة، والاستفادة الشخصية من تكاليف إنشائها بالعمولات والرشاوي، والتهاون في دراسة جدواها والمبالغة في تكاليفها، ومنها صرفها لفئة مقصودة دون غيرها من المستحقِّين، ومنها التهاوُن في هدر الأموال العامة والاعتداء على منشآت وأملاك الدولة، وغيرها من الممارسات اللاشرعية؛ ولهذا حرَّمَت الشريعة الإسلامية الغلول - وهو أخذ المال العام بغير حقٍّ - وتوعَّد الغالَّ بالفضيحة والنكال، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: 161].

وعن عبدالله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن استعمَلْناه على عملٍ فرزقناه رزقًا، فما أخذ بعد ذلك فهو غلول))؛ صحَّحه الألباني.

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: فلان شهيد، وفلان شهيد، حتى مرُّوا على رجل، فقالوا: فلان شهيد، فقال صلى الله عليه وسلم: ((كلا والذي نفسي بيده، إني رأيته في النار في بردة غَلَّها، أو عباءة غَلَّها))، وفي الصحيح: عن أبي حميد الساعدي، قال: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا من الأزد على الصدقة، فلما قدم، قال: هذا لكم، وهذا أُهْدي لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أُمِّه فينظر يُهدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأخذ أحدٌ منه شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته: إن كان بعيرًا له رُغاء أو بقرةً لها خُوار أو شاةً تَيْعَرُ))، ثم رفع بيده حتى رأينا عُفرة إبطيه، فقال: ((اللهُمَّ هل بلَّغْتُ، اللهُمَّ هل بَلَّغْتُ، اللهم هل بَلَّغْتُ)) فانظروا - يا رعاكم الله - كيف غضب النبي صلى الله عليه وسلم من قبول هذا العامل للهدية، فكيف بمَنْ يستحلُّ المال العام سرقةً ونهبًا؟!

معاشر المؤمنين، وإن استغلال الوظيفة العامة للأخذ من المال العام بغير حِلِّه من كبائر الذنوب، وقبائح الخطوب، قال صلى الله عليه وسلم: ((إن رجالًا يتخوَّضون في مال الله بغير حقٍّ، فلهم النار يوم القيامة))؛ (رواه البخاري).

قال ابن حجر رحمه الله: "أي: يتصرَّفون في مال المسلمين بالباطل"، فأين هؤلاء من عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ فعن علي رضي الله عنه قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على قتب يعدو، فقلت: يا أمير المؤمنين، أين تذهب؟ قال: ‌بعير ‌نَدَّ من إبل الصَّدَقة أطلبه، فقلت: لقد أذللت الخلفاء بعدك، فقال: يا أبا الحسن، لا تلُمْني، فوالذي بعث محمدًا بالنبوَّة لو أن عناقًا أخذت بشاطئ الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه، وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، والصلاةُ والسلامُ على رسوله المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى، أما بعد:
فاتقوا الله - عباد الله - حقَّ التقوى، وتعرَّضوا لرحمة ربِّكم وارجوه، ثم اعلموا أن من الواجب على من أخذ من المال العام شيئًا أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يرد ما أخذ قبل حلول الأجل، فالمرء مسؤول يوم القيامة عن هذا المال: من أين اكتسبه؟! وفيمَ أنفقه؟

عن زيد بن خالد الجهني أن رجلًا توفي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشجع يوم خيبر، وأنهم ذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فزعم أنه قال لهم: ((صلُّوا على صاحبِكم))، فتغيَّرت وجوه الناس لذلك، فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ ‌صاحبَكم ‌غَلَّ في سبيل الله))، ففتَّشنا متاعه فوجدنا خَرَزًا من خَرَز يهود والله ما يساوي درهمينِ.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.94 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]