خطبة العيد 1438هـ (بشائر ونصائح) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849998 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386186 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2020, 01:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة العيد 1438هـ (بشائر ونصائح)

خطبة العيد 1438هـ (بشائر ونصائح)


د. سعود بن غندور الميموني



الحَمدُ للهِ الَّذِي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا... أمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلاَمُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.



أُوصِيكُمْ -عِبادَ اللهِ- بِتَقْوَى اللهِ في السِّرِّ والعَلَنِ، والشِّدةِ والرَّخَاءِ، والسَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ، وفي الفَرَحِ والحُزْنِ؛ فبِتقْوَى اللهِ يُسْتَجْلَبُ الرِّزقُ، وتَعُمُّ البَركَةُ، ويُدْفَعُ السَّخَطُ ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].



أيها المسلمونَ.. لَقَدِ اجْتَمَعْنَا اليومَ للفرَحِ والسُّرُورِ بأدَاءِ عِبَادةٍ عَظِيمةٍ هِيَ صَلاةُ العِيدِ، نَعَمْ.. إنَّهُ العِيدُ لِمَنْ أطَاعَ رَبَّهُ، واسْتَكْثَرَ مِنَ الحَسَنَاتِ، إنَّ اليومَ يَومَ فَرَحٌ، فَرَحٌ بطَاعَةِ اللهِ، فَرحٌ بالقُربِ مِنْهُ، فَرَحٌ بِمَا أَنْعَمَ عليْنَا مِنَ الفَضْلِ، وأَسْبَغَ علينَا مِنَ النِّعَمِ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].



هذا الْجَمْعُ المبَارَكُ الذِي نَرَاهُ اليَوْمَ هُنَا وفِي كُلِّ مَسَاجِدِنَا ثَمَّةَ جَمْعٌ أَكْبَرُ مِنْهُ، ومَوْقِفٌ أَشَدُّ وأَهْوَلُ، إِنَّهُ الْجَمْعُ عندَ اللهِ تعَالَى، إنَّهُ الوقُوفُ بينَ يَدَيْ رَبِّكُمْ، جَمْعٌ يَسْأَلُ اللهُ العَبدَ عنِ الصَّغِيرِ والكَبيرِ، والنَّقِيرِ والقِطْمِيرِ، ولَنْ ينْجُوَ العَبْدُ بعدَ رَحمةِ اللهِ إلاَّ باتِّبَاعِ مَا بِهِ اللهُ أَمَرَ، واجْتِنَابِ مَا عَنهُ نَهَى وَزَجَرَ.



أَلا وَإنَّ مِمَّا أمَرَكُمْ بهِ ربُّكُمْ.. تَوحِيدُهُ وإفْرَادُهُ بالعِبَادَةِ والرُّبُوبِيَّةِ، ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء: 23] فهذَا هُو الأَمْرُ الأوَّلُ الذِي مَنْ لَمْ يُحَصِّلْهُ لَمْ يُحَصِّلِ الإِسْلاَمَ، قالَ جِبريلُ عَلَيْهِ السَّلامُ لِمُحمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الإِسْلامُ؟ قَالَ: "الإِسْلاَمُ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، وَلاَ تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ... وعِبَادَةُ اللهِ هِيَ الإتْيَانُ بمَا أَمَرَكُمْ بهِ فِي الشِّدَّةِ والرَّخَاءِ، والعُسْرِ واليُسْرِ، والْمَنْشَطِ والْمَكْرَهِ، عِبادَتُهُ هِيَ أنْ يُطَاعَ فَلا يُعْصَى، عِبادَتُهُ هِيَ الدُّخُولُ في الدِّينِ، والأَخْذُ بهِ والتَّسْلِيمُ؛ قَالَ أَصدَقُ القَائِلِينَ آمِرًا عِبادَهُ بِذَلكَ ومُحَذِّرًا مِنَ اتِّبَاعِ سَبيلِ الشَّيَاطِينِ: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 208].



وإنَّ مِمَّا أَمَرَكُمْ بِهِ رَبُّكُمْ بعْدَ تَوحِيدِهِ بِرُّ الوَالِدَيْنِ وصِلَةُ الأَرْحَامِ، ووَصْلِ اليتَامَى والمسَاكِينِ والجِيرَانِ وابنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ؛ قالَ جَلَّ شَأْنُهُ: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ [النساء: 36] والإِحْسَانُ إِلى النَّاسِ مِن صَنَائِعِ المعْرُوفِ الَّتِي تَقِي مصَارِعَ السُّوءِ.. فمَا بَالُنا بِالوَالِدَيْنِ؛ فَالْوَالِدَانِ جَنَّةٌ تَمشِي علَى الأَرْضِ؛ تَحتَ رِجْلَيْهِمَا الجَنَّةُ، وهُمَا أوْسَطُ أبوَابِ الجَنَّةِ، ومَنْ عَدِمَ وُجُودَهُمَا فِي الحَيَاةِ فلَنْ يَعْدِمَ بِرَّهُمَا والإِحْسَانَ إليهِمَا بعَدْ مَمَاتِهِمَا، فَيَا خَسَارَةَ مَن عَقَّ وَالِدَيْهِ ومَاتَا وَهَمَا غَضْبَى عَلَيْهِ.



وَإِنَّ مِمَّا أمَرَكُمْ بهِ رَبُّكُمْ.. الأَمْرُ بالمعروفِ والنهيِ عنِ المُنْكَرِ ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104] وحَذَّرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَن تَرْكِ الأَمرِ بالمعْرُوفِ، بَلْ وأَخْبرَ أَنَّهُ سبَبٌ لِهَلاكِ العِبَادِ والبِلادِ، فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ" أَخرَجَهُ التِّرمِذِيُّ.



وإنَّ مِمَّا أمَرَكُمْ بهِ ربُّكُمْ.. أَنْ تعْتَصِمُوا بِحَبْلِهِ ولاَ تَتَفَرَّقُوا؛ فيَدُ اللهِ معَ الْجَمَاعَةِ، قَالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103] وبَعْدَ هذِهِ الآيةِ مُبَاشَرَةً حَذَّرَ رَبُّنَا مِنَ الفُرْقَةِ فإنَّ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ؛ فقالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105].



وإنَّ مِمَّا أمَرَكُمْ بهِ رَبُّكُمْ.. أَنْ تَأتَمِرُوا بِأَمْرِهِ؛ فتُقِيمُوا الصَّلاةَ فِي أوقَاتِهَا، وتُخْرِجُوا الزَّكَاةَ عِندَ وُجوبِهَا، وتَصُومُوا رمضَانَ، وتَحُجُّوا البَيتَ، كَمَا وقَدْ أَمَرَكُمْ حَبِيبُكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإِتْمَامِ الفَرَائِضِ بالنَّوافِلِ، وأخْبرَ أنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنَ العَبدِ ذَلكَ، فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ" رَوَاهُ البُخَارِيُّ.



أيهَا المسلمونَ... وكَمَا أنَّ اللهَ أَمَرَ بأَوَامِرَ فإِنَّهُ قَد نَهَى عنْ أشْيَاءَ رحْمةً بِنَا؛ فإِنَّه هُو العَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، فَبِرَحْمَتِهِ تعَالى نَهَى عَنِ الشِّركِ والْمَعَاصِي والذُّنُوبِ، نَهَى عنْ شُربِ الْخَمرِ، وسَمَاعِ الْمُحَرَّمِ، والنَّظَرِ إلَيهِ.. نَهَى عنِ العُقُوقِ والقَطِيعَةِ، والإِيذَاءِ والظُّلمِ، نَهَى عَنْ أَكْلِ أموَالِ الناسِ بالبَاطِلِ وأكْلِ مَالِ اليَتيمِ، نَهَى عَن ظُلْمِ النِّسَاءِ وأَكلِ حُقُوقِهِنَّ أوْ مِيرَاثِهِنَّ، نَهَى عَنِ التَّجَبُّرِ علَى البَنِينَ والبَنَاتِ، وهَجْرِ الإِخْوَةِ والأَخَوَاتِ، والتَّكَبُّرِ علَى الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ عِبَادِ اللهِ، نَهَى عنْ كُلِّ مَا يُؤْذِي الْمُسلِمَ في سَمعِهِ أو بصَرِهِ أو عَافِيَتِهِ، نَهَى عنِ الضَّرَرِ والضِّرَارِ، والْمَيسِرِ والقِمَارِ، والْمَشْيِ إِلى الْحَرَامِ أوِ الإِعَانَةِ عَلَيْهِ، وحَذَّرَ مِنَ الغِيبَةِ والنَّمِيمَةِ والإفسَادِ بينَ النَّاسِ، فسُبحَانَه مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ، ومُشَرِّعٍ عَلِيمٍ، وخَالِقٍ حَكِيمٍ..



ويَا مَعشَرَ الشَّبَابِ.. يَا عُمُدَ هذِهِ الأُمَّةِ وصُلْبَهَا، وأَمَلَهَا وحَيَاتَهَا، وزَهْرَتَهَا وعَبِيرَهَا، أَنْتُمْ أَمَلُ الْمُسْتَقْبَلِ، وبُنَاةُ الحَاضِرِ، عَلَيْكُمْ بالقُرْبِ مِنَ رَبِّكُم، وطَاعَةِ حَبِيبِكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَبِرِّ وَالِدِيكُمْ، وصِلَةِ أَرْحَامِكُمْ، فَنِعْمَ الشَّابُّ شَابٌّ نَشَأَ فِي الطَّاعَةِ، فَلَمْ يَعْرِفْ مُخَدِّرًا ولاَ مُسْكِرًا، وَلَمْ يَتَأَخَّرْ عَنْ فَرِيضَةٍ ولَمْ يُهْمِلْ في نَافِلَةٍ.. احْذَرُوا أَصْدِقَاءَ السُّوءِ فَهُم أَضَرُّ مِنَ الشَّيَاطِينِ، وَسِيرُوا عَلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ، فإِنَّ العَبدَ مَسئُولٌ عَنْ عُمُرِهِ بِعَامَّةٍ، وعَنْ شَبَابِهِ بِخَاصَّةٍ.



أيهَا المسْلمونَ... إنَّهُ مِنَ الْحَرِيِّ بنَا ونحنُ قَدْ خَرَجْنَا مِن شَهْرِ الطَّاعَاتِ والبَرَكَاتِ أنْ نَتَضَرَّعَ إِلى اللهِ ونُكْثِرَ مِنَ الإِلْحَاحِ فِي الدُّعَاءِ أنْ يَغْفِرَ لَنَا ويَرْحَمَنَا ويَتَجَاوَزَ عَنْ خَطَئِنَا..

رُحْمَاكَ رَبِّي فَالرَّجَاءُ يَقُودُنِي
والْعَفْوُ مِنكَ الْيَوْمَ مَا أَرْجَاهُ

رُحْمَاكَ فاجْعَلْ مِنْ مَدَامِعِنَا الَّتِي
نَبْكِيْ بِهَا غُسْلاً لِمَا خُضْنَاهُ

رُحْمَاكَ نَدْعُوا والدُّعَاءُ وَسِيلَةٌ
مَا خَابَ عَبْدٌ قَدْ سَمِعْتَ دُعَاهُ

رُحْمَاكَ فاخْتِمْ بالْجِنَانِ مَآلَنَا
أَكْرِمْ بِمَنْ عَدْنٌ غَدَتْ مَأْوَاهُ

رُحْمَاكَ فَارْزُقْنَا أعَالِيَ جَنَّةٍ
نَسْلُو بِجِيرَةِ أَحْمَدٍ ونَرَاهُ

يَا رَبِّ زِدْنَا فِي النَّعِيمِ بِنَظْرَةٍ
أَوَّاهُ لَوْ فُزْنَا بِهَا أَوَّاهُ

رُحْمَاكَ.. صلِّ اللهُ مَا صَلَّى الوَرَى
عَلَى النَبِيِّ الفَذِّ مَا أَزْكَاهُ

لاَ إلَهَ إلاَّ أنتَ سُبحانَكَ إنَّا كُنَّا مِن الظَّالِمِينَ، ونَسْتَغْفِرُ اللهَ مِن ذُنُوبِنَا ومَعَاصِينَا وتَقْصِيرِنَا ونَدْعُوهُ أَن يَعفُوَ ويَغْفِرَ وأَنْ يتَجَاوَزَ عَنِ الزَّلَلِ ويَرْحَمَ إِنَّه بالإِجَابَةِ جَدِيرٌ، وهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيلُ.


الخطبة الثانية

الْحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى أشْرَفِ المرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أجْمعينَ.. أَمَّا بَعْدُ:

فإِنَّنَا نُوصِي نِسَاءنَا وبَنَاتِنَا بِمَا وَصَّاهُنَّ بهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَعَلَيْكُنَّ بِتَقْوَى اللهِ وطَاعَةِ رسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واحْذَرُوا نَارَ جَهَنَّمَ فَإنَّ أكْثَرَ أَهْلِهَا مِنَ النِّسَاءِ، فأَكْثِرْنَ منَ الصَّدَقَةِ، أَطِعْنَ أزْوَاجَكُنَّ فِي المعْرُوفِ، وأَحْسِنَّ التَّبَعُّلَ لَهُنَّ، فَإنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بالمرأَةِ زَوجُهُا.



يَا نِسَاءَ المسلماتِ.. إنَّ لَكُنَّ عندَ اللهِ مكَانَةً وفَضْلاً، وقَد أَنْزَلَ اللهُ سُورةً فِي القُرآنِ جَوابًا لِسُؤالِ امْرَأَةٍ جَاءَتْ تَشْتَكِي زَوْجَهَا، فاللهُ يَسْمَعُ شَكْوَاكُنَّ؛ فَلَوْ ظَلَمَكِ أَبُوكِ أو أخوكِ أو زَوْجُكِ أَو ابْنُكِ فَإِنَّ اللهَ يَسْمَعُ شَكْوَى مَنِ اشْتَكَتْ إِلَيْهِ؛ فَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي وأَدِّي مَا عَلَيْكِ مِنْ حُقُوقٍ، وفَوِّضِي أَمْرَكِ إلى اللهِ، وكَفَى باللهِ وَكِيلاً.



اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الْحَمْدُ. اللهُ أَكبَرُ كَبِيرًا، وَالحَمدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبحَانَ اللهِ بُكرَةً وَأَصِيلاً.

نسألُ اللهَ أَنْ يَتَقَبَّلَ أَعْمَالَنَا وأَنْ يَغْفِرَ ذُنُوبَنَا، وأَنْ يُعْتِقَ رِقَابَنَا إنَّهُ علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنكُمُ الصِّيَامَ وَالقِيَامَ، وَبَارَكَ لنَا ولكُم فِي الطَّاعَاتِ والصَّالِحَاتِ، وَأَجَابَ الدُّعَاءَ وَحَقَّقَ الرَّجَاءَ.



اللَّهمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الثَّباتَ عَلَى الأَمْرِ وَالْعَزيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ.. وَنَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ.. وَنَسْأَلُكَ نَعيمًا لَا يَنْفَدُ وَقَرَّةَ عَينٍ لَا تَنْقَطِعُ وَنَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيشِ بَعدَ الْمَوتِ... وَنَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلى وَجْهِكَ وَالشَّوقَ إِلى لِقَائِكَ فِي غَيرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ ولا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ..

اللَّهمَّ اغْفِرْ لِآبَائِنا وَأُمَّهاتِنَا... اللّهُمَّ وَفِّقْ مَنْ شَيَّدَ هذا المسجدَ وبنَاهُ، اللهمَّ تَقَبَّلْ مِنهُ يا ذَا الْجَلاَلِ والإِكْرَامِ.

اللهمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وتَرضَى، وانْصُرْ جُنُودَنَا فِي الحَدِّ الجَنُوبِيِّ يَا ربِّ العَالَمِينَ..

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ. اللهُ أَكبَرُ كَبِيرًا، وَالحَمدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبحَانَ اللهِ بُكرَةً وَأَصِيلاً.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.33 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]