|
|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
معالم في تربية الأبناء
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: معالم في تربية الأبناء
معالم في تربية الأبناء أحمد بن علي برعود فالتربية لا يستغني عنها الأبوان المريدان صلاح الأبناء إذا استوعبت جميع مجالاتها الثلاثة: المجال الأول: تربية الجسد وتكون بتوفير الغذاء والكساء والمسكن للأبناء من كسب حلال والعناية بالصّحة والنظافة والنشاط. المجال الثاني: تربية للقلب وتكون بتغذيته بالإيمان والاعتقادات الصحيحة فلا يكن تعلّق بغير الله، ولا تعلّق بخرافة أو بدعة. المجال الثالث: تربية للروح وتكون بتزكية النفس، والدعوة للأخلاق الحسنة والسلوك الحميد، والقيام بالعبادات والتكاليف الشرعية[16]. المعلم السادس: أن يعطي المربي للأبناء كل مرحلة حقها من التوجيهات والنصائح. وهي عبارة عن ثلاث مراحل: المرحلة الأول: هي مرحلة الطفولة دون سن التمييز وهي غالباً ما دون الخامسة أو السادسة أو السابعة وضابطها أن لا يحسن معرفة الخطاب ولا رد الجواب. المرحلة الثانية: وهي مرحلة الطفولة في سن التمييز وهي ما دون البلوغ وضابطها أن يعرف الخطاب ويرد الجواب، وهي من السابعة غالباً وما فوق. المرحلة الثالثة: هي مرحلة بلوغ الحلم وهي مرحلة التكليف وتعرف بالعلامات نزول المني، ظهور شعر العانة، الحيض عند الأنثى، أو بلوغ الخامسة عشر، وحقها من التوجيهات النصائح: أولاً: العناية بقلب الفتى بإصلاحه بالأمور التي تصلح القلب فمن ذلك الحض على قيام الليل، وتذكيره بأمور الآخرة وذكر الجنة والنار. ثانياً: التمسك بالكتاب والسنة فهما العاصم من كل زيغ وفتنة وانحراف، وبيان له الأفكار التي تدس المخالفة للكتاب والسنة. ثالثاً: الحوار والإقناع. رابعاً: الوعظ مع بيان العلّة والحكمة. خامساً: الاقتراب والمصادقة بحيث تكون العلاقة قائمة على الاحترام والتقدير. سادساً: تنظيم له دورة في الطهارة تكون في المسجد أو غير المسجد للبالغين لأن الفتى والفتاة يحتاجان إلى حديث خاص عن أحكام الطهارة. سابعاً: الرفق والرحمة وعدم الإثقال في التعليم. ثامناً: إدخاله في مجتمع الرجال، فببلوغه صار رجلاً فينبغي أن يُقبل في مجتمع الرجال أو يخاطب مخاطبة الرجال وكذلك الفتيات يدخلن مجتمع النساء. تاسعاً: الإشراك الفعلي في تحمّل المسؤولية. عاشراً: مراعاة الرغبة والإقبال في التوجيه إلى العلم والمعارف والمهن. المعلم السابع: التطاوع والتقارب بين الأبوين وخاصة في حضرة الأبناء فالانسجام بين الأبوين له أثر عظيم بعد مشيئة الله لدوام العشرة بينهما وحسن رعايتهما لأولادهما، لأن الخلاف بينهما، يمزّق كيان الأسرة ويشتتها، كما إنه إذا ظهر أمام الأولاد يدفعهم إلى التمرد والعصيان أو الإصابة ببعض الأمراض النفسية، ولذلك جعل الشرع الهجر لتأديب الزوجة في المضجع فقط فقال - عز وجل -: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) [النساء: 34]. وفي السنن والمسند عن معاوية بن حيدة القشيري أنه قال: «يا رسول الله ما حق امرأة أحدنا عليه قال: أن تطعمها إذا أطعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبّح، ولا تهجر إلا في البيت». قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "الهجر هو أن لا يجامعها ويضاجعها على فراشها ويوليها ظهر" كذا قال غير واحد(17). المعلم الثامن: أن يظهر الأبوان حبهما لأبنائهما من غير مبالغة: لا شك أن الأبناء لهما حب في قلبي أبويهما، ولا ينبغي إخفاء ذلك الحب بل ينبغي أن يشعر به الأبناء، حتى يبادلوا أبويهما ذلك الشعور، ولكن ذلك باعتدال من غير إفراط، لأن الإفراط في الحب يعمي صاحبه ويحول بينه وبين التربية الصحيحة، كما لذلك أثر سيئ على الأبناء حيث يبعث فيهم ألاّ مبالاة وكذا ضعف الهيبة للأبوين ولأوامرهما، بل قد يبلغ الأمر إلى فرض أوامرهم عليهما. أولاً: احترامهم وتوقيرهم وعلى وجه الخصوص في حضرة غيرهم. ثانياً: السلام عليهم إذا دخل وهم جلوس. ثالثاً: بذل الهدية لهم وتتأكد إذا اتصلت بمناسبة لمجيء من سفر أو نجاح أو نحو ذلك. رابعاً: الثناء عليهم فيما فعلوا من أمر معروف وخير ويكون عند الأسرة وكذلك عند أصحابهم لأن الثناء له أثر على النفوس إذا كان حقاً. خامساً: تفقّد أحوالهم وصحتهم ومتابعة علاجهم إذا مرضوا. سادساً: اصطحابهم للنزهة والمناسبات والمسرات والجمع والأعياد وفي الصلوات. سابعاً: الاعتناء بمصالحهم وإقناعهم بها. ثامناً: إشراكهم في المشاريع الأسرية. وكل ما ذكرناه يحقق بإذن الله الأمر الذي أردناه وهو تبادل مشاعر الحب بين الآباء والأبناء وهذا من أعظم المكاسب في تربية الأبناء، فنسأل الله أن لا يحرمنا من الحب لأبنائنا ومن حبهم لنا. المعلم التاسع: منح الآباء الأولاد الثقة: لا يمكن للآباء اكتشاف مهارات وقدرات أولادهم ما لم يمنحوهم الثقة مع المتابعة والملاحظة بحسب فئاتهم العمريّة، ومن الخطأ الذي يرتكبه بعض الآباء والأمهات الحجر على الأبناء في القيام ببعض المهام الأسريّة في التربية بما يتناسب مع جنسهم ذكوراً و إناثاً، ولا يستعجل كل من الأبوين النتائج السليمة في بداية خطوات منح الثقة بل يجعلانهم يتصرفون بحسب عقولهم بعد توضيح لهم المهمة والفكرة والعمل، ومن الطبيعي أن تكون النتائج الأوليّة في الغالب متدنية ولكن بالتشجيع وتجدد الثقة تتحول النتائج إلى مقبولة ثم تكون نتائج مرضية. المعلم العاشر: دفعهم إلى المخالطة باعتدال ومنعهم العزلة التامة: فالأولاد دون التمييز وبعد التمييز لا يستغنون عن مخالطة أقرانهم في الشارع وفي المدرسة وفي المسجد، ومنعهم من ذلك له آثار سلبية سيئة من عقد نفسية وانطواء وعزلة عن الناس، ولا يعني ممارسة هذا الحق لهم تركهم من غير ملاحظة ومراقبة وتوجيه، بل يتطلب هذا الأمر جهداً كبيراً وذلك بالقيام بغسل كل ما يجلبه الأطفال من الشارع خاصة، وكذا المدرسة إذا لم تكن مدرسة تربوية تعليمية، وهذا الغسيل يجعل الأولاد قادرين على التغلّب بإذن الله على كل خلق سيئ ومواجهته بالخلق الطيّب، والتمييز بين الحق والباطل حتى لا يُغرر بهم فينخدعون. وختاماً أيها الآباء: فتلك عشرة معالم في تربية الأبناء، فانظروا فيها نظر راغب جاد لا نظر عابر غير راغب في ازدياد، وأن ما ذكرته في تلك المعالم متيسّر سهل إذا وجد. أولاً: القناعة بما ذُكر في المعالم. ثانياً: الرغبة والاستعداد. ثالثاً: العزيمة الصادقة. رابعاً: الجدّية في التطبيق. أسأل الله الكريم رب العرش العظيم لي ولكم التوفيق والسداد والصلاح، وأن يصلح بنا ويجعلنا وإياكم صالحين مصلحين، ويقر أعيننا بصلاح أولادنا أجمعين، ويجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، ويجزي خيراً من كتب وانتفع ونشر أو أعان على النشر. وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. ________________ [1] رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر - رضي الله عنه -. [2] رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع. [3] رواه البخاري ومسلم عن عائشة - رضي الله عنها -. [4] انظر فيض القدير 6/ 378. [5] رواه مسلم عن أبي هريرة. [6] رواه الطبراني عن الأسود بن سريع، وصححه الألباني في صحيح الجامع 4559. [7] انظر تفسير ابن كثير عند تفسيره لسورة الكهف. [8] رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي عن عائشة، وصححه الألباني في صحيح الجامع 2928. [9] رواه أبو داود وغيره. [10] رواه أحمد وأبو داود والحاكم والبيهقي عن ابن عمر وصححه الألباني في صحيح الجامع 4481. [11] رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والحاكم عن ابن مسعود، وصححه الألباني في صحيح الجامع 5381. [12] رواه الترمذي والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة، وصححه الألباني في صحيح الجامع 3199. [13] رواه الطبراني عن عمار بن ياسر، وفي راوية الحاكم والبيهقي من حديث ابن عمر: «ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديهن والديوث، ورجلة النساء» والحديثان في صحيح الجامع 3062-3063. [14] انظر منهج أهل السنة والجماعة في قضية التغيير. [15] انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. [16] بتصرف من كتاب نحو تربية إسلامية راشدة من الطفولة حتى البلوغ تأليف محمد بن شاكر الشريف، وما بين القوسين من عندي. [17] انظر تفسير ابن كثير
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |