|
|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ابني يراقب علاقتي بأبيه
ابني يراقب علاقتي بأبيه أ. زينب مصطفى السؤال السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته. لأوَّل مرة أكتُب في موقع على (الإنترنت)؛ وذلك بسببِ مشكلةِ ابني، والتي باتتْ تشغَل كلَّ تفكيري، سوف أدخُل في الموضوع بالتفصيلِ؛ لكي أحصُل على الحلِّ المناسِب. ابني يدرُس في الصفِّ الثالِث، وفي يومٍ مِن الأيَّام وهو عائدٌ مِن صلاة المغرب أوقفَه ولدٌ يَكبُره بعامين، وأخبَره بما يَحدُث بين الرَّجل وزوجتِه في غُرفة النوم، وبالتفصيل! وعندما عادَ إلى البيت رأيتُه وقدْ تغيَّر وجهُه، فسألتُه فأخبرني بكلِّ شيءٍ، وقال لي: هل أنتِ وأبي تَفعلانِ هذه الأشياء؟! فقلتُ له: إنَّ هذا غير صحيح، وقلت له: لا تمشِ مع هذا الولَد، ومرَّتِ الأيامُ.. والمشكِلة أنَّه صار يُراقبني في كلِّ تحرُّكاتي مَعَ والدِه، حتى إنَّه يُريد أن يَنامَ معنا؛ ليتأكَّدَ بنفسِه ماذا نفعَل، وماذا نقول؟!! الآن ابني في الصَّفِّ الرابِع، وأَخبَرني بأنَّ الحديثَ الذي أخبَره به ذلك الولدُ ما زال يستحوذُ على تَفكيرِه. أتمنَّى الردَّ؛ لأنِّي تَعبتُ مِن الحديثِ مع ولدِي في هذا الموضوعِ، ولا فائدة! ولكم جزيلُ الشُّكر. الجواب وعليكم السَّلام ورحمةُ الله وبركاته. جميلٌ مِن الإنسان أن يسألَ ويستشيرَ حينما يَعجِز عن التصرُّفِ السليم، خاصَّةً في أمور التربية، فيكون الخطأ فيها عاقبتُه أليمةً وكبيرة. شبكة (الألوكة) تحتَ أمرِكِ دائمًا، أسأل اللهَ أن ينفعَكِ والمسلمين بها. الأطفالُ منذُ نعومةِ أظفارِهم يتعلَّمون الجنسَ بأساليبَ عديدةٍ؛ فالطفل قدْ يُشاهِد طفلاً آخَرَ عاريًا، وهو يرَى مناظِر في التليفزيون، وفي الطريق العام، هذا فضلاً عن الإحساساتِ الجنسيَّة التي تولَد معه، ويشعُر بها تَعمَل في داخلِه؛ ولهذا إذا لم يجدِ الطفلُ تعليمًا واضحًا، فإنَّه سيكَون لنفسِه مفاهيم جِنسيَّة قد تكون خاطئة. يظنُّ بعضُ المربِّين أنَّ إعطاءَ معلوماتٍ جِنسيَّة للأطفال أمرٌ لا يَليق وضارٌّ بهم، وهم يتصوَّرون أنَّ إخفاءَ المعلومات وعدَم التحدُّث عنها أمرٌ مفيد، ويظنُّ فريقٌ آخَر مِن المربين أنَّ الأطفال صغارٌ، ومِن ثَمَّ لا يجوز أن يَعرِفوا شيئًا عنِ الأمور الجنسيَّة إلا عندما يَكبَرون ويُقبِلون على الزواج؛ حتى يَعيشوا طفولتهم أطهارًا، ولكن الحقيقة غير ذلك؛ فللأطفال وسائلُ عديدةٌ لمعرفةِ هذا، فضلاً عن أنَّ الطفل بطبعه فُضوليٌّ يحبُّ الاستطلاعَ، وهو لن يَهدأَ حتى يجدَ إجابةً شافيةً لأسئلته، ويُخطِئ مَن يظنُّ أنَّ الأطفالَ لا يَستطيعون أن يَفهموا؛ فالطفل يَعرِف أكثرَ ممَّا يظنُّ والداه. فإليك تلك النصائحَ المهمة: 1- إنَّ التهرُّبَ مِن الأسئلةِ المحرِجة سيجعل أولادَكِ يتَّجهون للمجلاَّت والأصدقاء، وربَّما الخَدَم؛ لإيجاد الإجاباتِ، إنَّ الأطفالَ لديهم ميلٌ فِطري للمعرفةِ؛ لذا عليك عدَم الهرَب مِن هذه الأسئلة، بل على العكس استغلِّي الفرصةَ إذا سألَكِ، فاشرحي له؛ لأنَّه سيكون متقبِّلاً لما ستقولينه وسيستوعبه. 2- احْذَري مِن الكذِب على الطفلِ؛ فإنَّ ذلك سيخدِش ثقتَه بك، فضلاً عن تعلُّمه داءَ الكَذِب، لا بدَّ وأن تكونَ الإجاباتُ صادِقة. 3- يسِّري له المعلوماتِ، وأخبريه أنتِ بالحقائق حسبَ ما يناسب سِنَّه، بدلاً مِن أن يعرِف معلوماتٍ خاطئةً مِن الخارِج. 4- لا تُشعريه بأنَّ موضوعَ الجِنس جريمةٌ، ولكن أخبريه أنَّ هذه أمورٌ فِطريَّة وطبيعيَّة، مِثل الأكْل والشُّرْب ودخول الحمَّام، ولكنَّها أمورٌ خاصَّة لا نتحدَّث فيها إلاَّ مَع والدينا فقط، وأخبريه بأنَّ ما يحدُث بيْن الأمِّ والأبِ هو ضروريٌّ؛ ليكونَ لهم طفلٌ جميلٌ ذكي مِثلك، وأنَّ ذلك لا يَنقُص مِن الإنسان. 5- الإجابات لا بدَّ وأنْ تكون على قدْر سؤالِ الطفل، بما يتناسب مع عقلِه، وأنْ تكونَ واضحةً. 5- مِن الخطأ جدًّا مقولتُكِ لابنك (لا تمشِ مع هذا الولَد)؛ لأنَّ طفلَكِ نفسَه معرَّض أن يَحكي لأحدٍ الآن كما حَكَى الآخَر له، فهذا لا يَعيب الطفلَ؛ لأنَّه لم يتعلَّمْ أنَّها أمور خاصَّة، ليس الخطأ أن يَعرِف الطفل، ولكن المهم كيف نُجاوب عليه بأسلوبٍ لا يَجعله يَشعُر بأنَّ هذا الأمْر مُصيبة أو جَريمة تسبِّب له عقدةً طوالَ حياته، فقط نُخبره أنَّ هذه الأمورَ لا نَتحدَّث فيها إلاَّ مع والدينا؛ لأنَّها أمورٌ خاصَّة. 6- الصِّدْق سيُريح الطفلَ، خاصَّة إنْ أخبرتِه أنَّ هذا الأمرَ يحدُث والوالدان يحبَّانِ بعضهما ولينجبان أطفالاً، لا بدَّ أن يستريحَ الطِّفل مع إجاباتك، وألاَّ تُشعريه بالخوفِ أو الهروبِ حينما يراقبكِ، وأخبريه بأحاديثِ الرسول – صلى الله عليه وسلم - عن آدابِ الاستئذان في الدخولِ على أحدٍ، وهكذا. 7- عليك بالتثقيفِ عن عالَمِ الطفل، والردِّ عليه، وأساليبِ التربية، عن طريقِ القراءة في (النت) أو الكتُب؛ فالتعلم مهمٌّ جدًّا. فعليك بالتحلِّي بالصِّدقِ والبساطة، وفتْح صدرِك له ومعرفته بالخصوصيَّة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |