جوائز الأوسكار.. القوة الأمريكية الناعمة

[mahmoud eysa]

جوائز الأوسكار.. القوة الأمريكية الناعمة
إخوان أون لاين - 05/03/2007




كتب- حسين التلاوي
أظهر توزيع الجوائز في الدورة الـ79 من الأوسكار والتي أُقيمت يوم 25/2/2007م أنَّ السينما أصبحت أحد أهم الوسائل التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في نشر "المشروع الأمريكي" حول العالم، في ظل الفشل الذي تُعانيه القوة العسكرية الأمريكية، من عجزٍ شاملٍ على إقناع المجتمع الدولي بأية قيمة من القيم الأمريكية.

في مواجهة ذلك العجز العسكري بدأت الولايات المتحدة في اتباع الإستراتيجية المعروفة بـ"القوة الناعمة"، وهي الإستراتيجية التي تعتمد فيها على العديد من الوسائل الأخرى غير العسكرية، ومن بينها التلويح بالمبادئ البرَّاقة للديمقراطية وحرية الرأي، وهي المبادئ التي تنتهك في الداخل الأمريكي نفسه، إلى جانب تصدير السلع الاستهلاكية الأمريكية كالمياه الغازية "الكوكاكولا" والوجبات السريعة كالـ"هوت دوجز" باعتبارها أحد مكونات الحلم الأمريكي، وبالتالي يصبح مجرد استخدامها عبارة عن إمساك بطرف الحلم كبديلٍ عن الإمساك بالحلم كله!!

إلا أن الوسيلة الأكثر تأثيرًا في هذا السياق كانت السينما والتي تملك الولايات المتحدة أكبر كيان لصناعتها على مستوى العالم، وهو "هوليوود" التي تعتبر أكبر شاشة سينمائية عالمية، فالسينما الأمريكية تنقل كل القيم المفترض أن يتلقاها المشاهد في الدول الأخرى على أنها قيم أمريكية مثل الجسارة والبطولة والسيطرة على العالم والتفرد وغيرها من القيم التي تُكرِّس جلوس الأمريكي على قمة العالم.

وإلى جانب ذلك فإنَّ هناك بعضَ القيم الأخرى التي تسعى السينما الأمريكية إلى نقلها للمتلقي حول العالم؛ وهي تلك التي تقف وراءها الصهيونية العالمية المتجذرة في أوساط المجتمع- وبالتالي السينما- في الولايات المتحدة- ومن بين تلك القيم مسئولية الصهيوني عن كل إنجاز أمريكي، وهو ما ظهر جليًّا في فيلم "يوم الاستقلال" من إخراج الأمريكي اليهودي ستيفن سبيلبرج، والذي أشارت إليه واحدة من اليهوديات الأمريكيات بأنه "نبي يهودي جديد يحمل الكاميرا بدلاً من السيف"، وهو الأمر الذي يوضح أن سبيلبرج- أحد أبرز أعمدة صناعة السينما الأمريكية- هو يهودي حتى النخاع.

وتأتي جوائز الأوسكار السنوية لتكرس بالفعل الاستخدام السياسي الأمريكي للسينما حول العالم؛ حيث تتدخل السياسة في توزيع الجوائز بصورةٍ بدت واضحةً وفجَّةً في الدورة الـ79، والتي تمَّ الإعلان عن جوائزها مؤخرًا؛ حيث كانت السياسة هي المحور الرئيسي وراء أسماء الفائزين بالجوائز، إلا أنه في البداية يجب إلقاء الضوء على جوائز الأوسكار للتعرف على هذه الجائزة التي باتت محط أنظار السينمائيين حول العالم وكذلك المحللين السياسيين!!

ماهية الجائزة

الاسم الرسمي للجائزة هو الجائزة الأكاديمية في الفنون السينمائية والجهة المانحة لها هي أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية، وتعتبر "الأوسكار" من أبرز جوائز السينما الأمريكية، وقد بلغت من الشهرة درجة دفعت بعض النقاد السينمائيين إلى اعتبارها أهم جائزة سينمائية على مستوى العالم، وقد بدأت في 11 من مايو من العام 1927م في كاليفورنيا.

ومن أبرز الحكايات حول تلك الجائزة أنها سُميت باسم أحد أقرباء واحدة من العاملات في الأكاديمية، وهي المشرفة على مكتبة الأفلام في الأكاديمية واسمها مارجريت هاريك فقد قالت هذه الموظفة إنَّ التمثال يُشبه عمَّها المسمى أوسكار، ومن هناك كانت تسمية الجائزة على اسم قريب الموظفة أوسكار!! ومن بين شروط الحصول على تلك الجائزة أن يكون قد تم عرضه في دور السينما في كاليفورنيا في العام السابق على منح الجائزة، ويجب ألا يقل طول الفيلم عن 40 دقيقة لكي ينافس على جائزة الأفلام الطويلة، كما يجب أن يكون حجم الشريط الذي تمَّ تصوير الفيلم عليه إما 35 مليمتر أو 70 مليمترًا.

وبمرور الوقت تحوَّلت الأوسكار إلى واحدةٍ من أبرز الجوائز السينمائية على مستوى العالم، وساهم في ذلك أيضًا التطور الكبير الذي حققته صناعة السينما الأمريكية بسبب الأموال الطائلة التي تنفق عليها والتي ساعدت في استقطابِ العديد من المواهب حول العالم ووضع البصمة الأمريكية أو ختم "صنع في الولايات المتحدة" عليهم!!

أوسكار والاستغلال السياسي

من العادات الإنسانية التي يشترك فيها الأفراد والجماعات أن يقوم المرء أو الجماعة باستخراج كل ما في الجعبة من أسلحةٍ في أيةِ صراعاتٍ يتم خوضها في حالة الشعور بأن الأسلحة المستخدمة بالفعل في ذلك الصراع لم تحقق الهدف، وكان هذا ما حدث في الدورة الأخيرة من جوائز الأوسكار؛ حيث كانت الجوائز سياسية بامتياز واستهدفت دعم الأهداف السياسية الأمريكية في العالم، وبخاصة المزاعم القائلة بأن هناك خططًا لنشر الديمقراطية حول العالم وهي الخطط التي بدأت تعاني من أعراض الغيبوبة فحاولت جائزة أوسكار إنعاشها.

فقد حصل الممثل فوريست ويتيكر على جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم "آخر ملوك اسكتلندا"، والذي أدَّى فيه دور الرئيس الأوغندي الراحل عيدي أمين وعمل الفيلم على إبراز الجوانب الأكثر إظلامًا من شخصية الرئيس الأوغندي الذي أسس أحد أبرز الديكتاتوريات في القارة الأفريقية، وكان الهدف من الفيلم في النهاية تصوير القارة الأفريقية على أنها مرتع للديكتاتوريات والطغيان؛ الأمر الذي يفسر للمشاهد الأمريكي أسباب "الحملة الديمقراطية" التي تقوم بها الإدارة الأمريكية حول العالم بـ "وحي من الله"، كما زعم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن ذات مرة.

وسوف يؤدي منح الأوسكار لبطل ذلك الفيلم إلى زيادة رواجه وتحويله إلى واحد من أبرز الأسماء في تاريخ الأفلام السينمائية الأمريكية والعالمية فقد حصل بطله على الأوسكار، وبالتالي ستتنافس دور العرض حول العالم على تقديمه للمشاهد، وهو ما يسهم في زيادة شعبية "حملات الديمقراطية" والتي تتبناها الإدارات الأمريكية بصفةٍ عامة دون أن يقتصر الأمر على جورج بوش الابن فقط، فمدخل الديمقراطية كان أيضًا وراء تدخل الرئيس السابق بيل كلينتون في الصومال في حملة "استعادة الأمل".

كما كان الدور الذي حصلت بسببه الممثلة البريطانية هيلين ميرين على جائزة أفضل ممثلة هو دور الملكة البريطانية إليزابيث الثانية في رسالةٍ إلى الشعب البريطاني بأنَّ الأمريكيين معهم أيضًا في العراق وأفغانستان، وكذلك في حفل الأوسكار، وحصل نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور على جائزة أوسكار أيضًا عن فيلمه التسجيلي "حقيقة مزعجة" الخاص بالاحتباس الحراري في خطوةٍ ذات دلالات عدة من بينها الترويج لشخصية السياسي الأمريكي بأنه ليس فقط الذي يأخذ قرارات الحرب ولكنه أيضًا يعمل في السينما بل ويحصد الجوائز أيضًا إلى جانب التخفيف من حدة الانتقادات العالمية الموجهة للإدارة الأمريكية الجمهورية الحالية بعدم الموافقة على "بروتوكول كيوتو" الخاص بالاحتباس الحراري؛ حيث يناقش الفيلم هذه الظاهرة؛ مما يعني أن هناك أصواتًا أمريكية حريصة على البيئة أيضًا!!

وفي العام 2006م كانت جائزة أحسن ممثل من نصيب الممثل الأمريكي فيليب سايمور هوفمان عن دوره في فيلم "كابوت"، والذي جسد من خلاله شخصية الكاتب الأمريكي ترومان كابوت أثناء رحلة البحث التي قام بها من أجل إعداد كتابه "بدم بارد"، وهو ما يدعم فكرة ترويج السينما للشخصية الأمريكية بعيدًا عن معايير الحيادية الفنية المفترض اتباعها في مثل تلك الجوائز، ومما يدعم هذا الرأي أنَّ الممثلين الثلاثة الذين تنافسوا على جائزة أحسن ممثل كانوا كلهم يمثلون أدوار شخصيات لعبت دورًا كبيرًا في الحياة الأمريكية الثقافية والفنية من أمثال المطرب جوني كاش والإعلامي إدوارد مورو.

وفي نفس العام حصلت الممثلة ريز ويذرسبون على جائزة أفضل ممثلة عن دورها الذي جسدت فيه شخصية جوون كارتر كاش زوجة المطرب الأمريكي جوني كاش؛ مما يشير بالفعل إلى أنَّ هناك اتفاقًا ولو ضمنيا على أن يكون الهدف من الجوائز في ذلك العام رفع شعبية "الشخصية المبدعة الأمريكية" سواء كان ذلك في مجال الثقافة أو الأدب من خلال منح الجوائز للأفلام التي تروج لهذا النمط من الشخصية الأمريكية.

كذلك في العام الماضي أيضًا حصل المخرج التايواني آنج لي على جائزة أفضل مخرج عن فيلم "جبل بروكباك" الذي يتناول قصة علاقة جنسية مثلية بين اثنين من رعاة البقر الأمريكيين في الستينيات، وهي الفترة التي كانت فيها مثل تلك العلاقات مكروهة اجتماعيًّا، ويُظهر الفيلم "الحرب" التي خاضها الراعيان ضد الرفض الاجتماعي لتلك العلاقة.

بالمجمل تبدو جائزة الأوسكار وسيلة أكثر منها هدفًا، فالجائزة وسيلة لنقل القيم الأمريكية إلى المجتمعات الأخرى، وتصحيح الصور السلبية التي قد تشيع في العالم عن الأمريكيين بسبب الممارسات السياسية، أي أنه اليد الأمريكية "الناعمة" التي تمتد إلى العالم لتحقيق ما عجزت عنه اليد "الخشنة".

[راجية الشهادة]

السلام عليكم:جزاك الله خيرا الاخ الكريم على تلك المعلومات القيمة
(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
فباذن الله مهما تظاهروا بالديمقراطية فامرهم واضح لكل ذى عقل ولن يستطيعوا خداعنا اكثرمن ذلك
فسياسة الابهار التى يتبعوها اصبحت لا تقنع كثير من الشعوب العربية بعد ما اتضحت سياستهم وهى الكيل بمكيالين
وجزاك الله خيرا ودمت بكل خير

[خالد ال]

لعبة من لعب الامريكان من اجل الهاء الامة الاسلامية التي اعتقد انها الان في مرحلة مخاض فقط لا اقل ولا اكثر ........

ستاتي الايام ونحطم هذه الجوائز على روسهم بأذن الله