|
|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المؤتمرات وأنواعها
المؤتمرات وأنواعها الشيخ طه محمد الساكت اكتب مقالًا بيِّن فيه تسابُق الأمم إلى الاشتراك في المؤتمرات العامَّة، والدعوة إليها، وبسط يدها في الإنفاق عليها، والمزايا التي تستفيدها من ذلك. المؤتمرات أنواع كثيرة؛ فمنها السياسية التي تبحث عمَّا يتَّصل بالأمم؛ من شؤونها، وعلاقات بعضها ببعض، وسِلْمها وحربها، وغير ذلك من الأمور الداخلية والخارجية، ومنها الاقتصادية؛ التي تبحث في نظُم التجارة والصِّناعة، ورفعتها أو انحطاطها، ومنها الطبِّية، وتبحث عن أقرب الطُّرق للعلاج من الأمراض، وعن تحسين الصحَّة العامة وما يتَّصل بها. والمؤتمرات بعد هذا خاصَّة؛ أي: قاصِرة على أمَّةٍ من الأمم، تدعو البارزين من رِجالها وأصحاب الرَّأي في موضوع البحث والاشتراك ليتشاوَروا في الأمر. وعامَّة؛ يشترك فيها أكثر من أمَّة؛ للنَّظر في ترقية النوع الإنساني والوصول به إلى الغاية السَّامية والشأو البعيد، وهذا النوع الأخير من أرقى مَظاهر الحضارة والمدنيَّة، تنفِق فيه الأممُ بسخاء، وتبذل فيه ببسطٍ؛ لما تجني من ثماره، وتحصد من عظيم أثَره، وجليلِ نفعه. أليس في هذه المؤتمرات العامَّة إعلانٌ للأمم التي اشتركَت فيها - لا سيما الأمَّة الداعية - ورِفعةٌ لشأنها، واعتراف بأنها أهل للتقدير والسيادة؟ أليس فيها نشر لمدنيَّتِها، وبثٌّ لحضارتها، ونفع لها من وراء ذلك عظيم؟ ولا ريب أنَّ الأمم التي يمثِّلها نخبة من رجالها في هذه المؤتمرات تقتبس نظُمًا وطرقًا وأساليب في السياسة والاقتصاد والحضارة؛ على اختلاف أنواعها، وتعدُّد مناحيها، كل هذا على سبيل التبادل؛ فرُبَّ أمَّة ضعيفة أجادت طريقة من طرُق الاقتصاد مثلًا لم تصِل إليه أمَّة قويَّة ولم يكن ليخطر لها على بال. ولقد كان للحضارة الحديثة أكبَرُ الفضل في تيسير حضور هذه المؤتمرات والاشتراكِ فيها؛ إذ ذلَّلَت الصعوبات، وأزاحت العَقَبات، وجمعت بين الشَّرق والغرب في أقرب زمنٍ وأدنى فرصة. (10/ 8/ 1938).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |