الشافي جل جلاله، وتقدست أسماؤه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859464 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393821 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215968 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-12-2023, 12:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي الشافي جل جلاله، وتقدست أسماؤه

الشافي جل جلاله، وتقدست أسماؤه
الشيخ وحيد عبد السلام بالي


الدَّليلُ عَلَى أَنَّهُ مِنْ أسماءِ اللهِ الحُسنَى:
عن عائشةَ لقالت: إِنَّ رسولَ اللهِ ه كان إذا أتى مريضًا أو أُتي به إليه، قال: «أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا»[1].

الدِّلالاتُ اللُّغويَّةُ لهذا الاسمِ[2]:
الشَّافي في اللُّغةِ اسمُ فاعلٍ، فعلُه شفى يشفي شفاءً، وشَفا كلِّ شيءٍ حرفُه، قال تعالى: ﴿ وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا [آل عمران: 103].

والشِّفاء موافاةُ شَفا السلامة، وصار اسمًا للبُرءِ، فالشِّفاء هو الدواءُ الذي يكونُ سببًا فيما يُبرِئُ من السَّقمِ.

وعند أبي داود وصحَّحه الألبانيُّ من حديثِ جَابر بن عبدِ اللهِ رضي الله عنه؛ أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فَإِنَّمَا شفَاءُ العِيِّ السُّؤَالُ»[3].

واسْتَشْفَى طلبَ الشِّفاءَ ونَالَهُ.

وعند مُسلمٍ مِنْ حديثِ عائشةَ رضي الله عنها؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عن هجاءِ حسانٍ رضي الله عنه لقريش: «هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى»[4]، أَراد: أنه شَفَى المؤمنين، واشتفى بنَفسه؛ أَي: اخْتَصَّ بالشِّفاءِ، وهو مِن الشِّفاءِ أو البُرْءِ مِن المرضِ، لكنَّ المعنى نُقِلَ مِن شِفاءِ الأَجسامِ إلى شِفاءِ القُلوبِ والنُّفوسِ، يُقال: اشتَفيْتُ بكذا وتَشَفَّيْتُ مِن غَيْظي[5].

والشَّافي سُبْحَـانه هو الـذي يَرفـعُ البأسَ والعِـللَ، ويَشـفي العـليلَ بالأسَبابِ والأملِ، فقدَ يَبْرَأُ الداءُ مع انعدامِ الدَّواءِ، وقد يشفي الداءَ بلزومِ الدَّواءِ، ويُرَتِّبُ عليه أسبابَ الشِّفاءِ، وكلاهما باعتبارِ قُدرةِ اللهِ سواءٌ، فهو الشافي الذي خَلَقَ أسبابَ الشِّفاءِ، ورتَّبَ النتائجَ على أسبابِها، والمعلولاتِ على عِللها؛ فيشفِي بها وبغيرهَا، لأنَّ حصُولَ الشِّفاءِ عندهُ يحكمُه قضاؤُهُ وقدَرُهُ، فالأسبابُ سواءٌ ترابطَ فيها المعلولُ بعلَّتهِ، أو انفصَلَ عنها، هي مِن خَلْقِ اللهِ وتقديرِهِ، ومشيئَتِهِ وتدبيرِهِ، والأخذُ بها لازمٌ علينَا مِنْ قِبَلِ الحكيمِ4 سُبحانه؛ لإظهارِ الحكمةِ في الشرائعِ والأحكامِ، وتمييزِ الحلالِ والحرامِ، وظُهورِ التوحيدِ والإسلامِ.

فاللهُ عز وجل متَّصفٌ بالقُدرةِ والحكمةِ، ومِن أسمائِهِ القديرُ الحكيمُ، فبالقُدرة خلَقَ الأشياءَ وأوجدَها، وهداها وسيَّرها، وانفردَ بذلك دونَ شريكٍ، وهذا توحيدُ الرُّبوبيةِ، وبالحكمةِ رتَّبَ الأسبابَ ونتائجَها، وابتلانا بها، وعلَّقَ عليها الشرائِعَ والأحكامَ تحقيقًا لتوحيدِ العبوديةِ.

وإنما مَثَلُ الأسبابِ كمَثَلِ الآلةِ بيدِ الصانعِ؛ فكما لا يُقالُ: السَّيفُ ضربَ العُنقَ، ولا السَّوْطُ ضَرَبَ العَبْدَ، وَإِنَّمَا يقالُ: السَّيَّافُ ضَرَبَ العنقَ، وَفُلَانٌ ضَرَبَ فُلَانًا بالسَّوطِ، فكذلك لا يُقال: شفاني الدواءُ أو الطبيبُ؛ لأنها أسبابٌ وعِلَلٌ، والعِللُ والأسقامُ كما ذكرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيما صَحَّ عنه: «طبيبُها الذِي خَلَقَهَا»[6].

فهو سُبحانَه القادرُ الفاعلُ بلطائِف القُدَرةِ، وخفايا المشيئَةِ، ولذلك قال إبراهيمُ: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [الشعراء: 80].

وقد وَحَّد الغلامُ رَبَّهُ في اسمهِ الشافي لمَّا قال له الوزير، في قصة أصحابِ الأخدود: «مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إَنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي، فقَالَ: إِنِّي لا أَشْفِي أَحَدًا؛ إِنَّمَا يَشْفِي الُله، فإِنْ أَنتَ آمَنْتَ بِاللهِ دَعَوتُ اللهَ فشَفَاكَ، فآمَنَ باللهِ فشَفَاهُ اللهُ»[7].

واللهُ عز وجل هو الشَّافِي، الذي يَشفِي النفوسَ مِن أسقَامِهَا، كما يشفي الأبدانَ مِن أمراضِهَا، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس: 57].

وقد ذَكَرَ ابنُ القيِّم أنَّ القلبَ متى اتَّصَلَ بربِّ العالمين، خالقِ الدَّاءِ والدَّواءِ، ومُدبِّرِ الطبِّ ومصَرِّفِه على ما يشاءُ، كانت له أدويةٌ أخرى غيرُ الأدويةِ التي يُعانيها القلبُ البعيدُ منه، المعْرِضُ عنه، فإِذا قويَتِ النفسُ بإيمانِهَا، وفرحَتْ بقُربِهَا مِن بارِئِهَا، وأنسِها به، وحُبِّها له، وتنعُّمِها بذكرِهِ، وانصرافِ قُواها كلِّها إليه، وجمْع أمورِها عليه، واستعانتِها به، وتوكُّلِها عليه، فإن ذلك يكُونُ لها مِن أكبرِ الأدويةِ في دفعِ الألمِ بالكلِّيَّةِ[8].

ثمراتُ الإيمانِ بهذا الاسمِ الكريم[9]:
1- لا شافي إلا اللهُ:
فإِنَّ الشِّفاءَ مِن الأمراضِ لا يحدُثُ بالطَّبيبِ وخبرتهِ، أو بالدَّواءِ وقُوَّتِهِ، وإِنَّما يحدُثُ بإذنِ اللهِ وَحدَهُ، ومن ذلك قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ»[10].

وإلى هذا أشارَ جبريلُ؛ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم حين عادَهُ في مرضِهِ، فعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه؛ أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: «يَا مُحَمَّدُ، اشْتَكَيْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: بِاسْمِ اللهِ[11] أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ»[12].

فجبريلُ هو خيرُ الأطبَّاءِ مِن الخلْقِ؛ لأنَّهُ يُعالِجُ بالوحي، والمريضُ هو خيرُ النَّاسِ، وأطيبُهم بدنًا ونفسًا، وهو رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، والدَّواءُ هو خيرُ الدَّواءِ؛ لأنهُ رقيةُ (باسم اللهِ الشَّافي)، ومع ذلك فإنَّ جبريلَ؛ يتَبَرَّأُ مِن حَولهِ وقوَّتِهِ إلى حَولِ اللهِ وقوتِهِ، ويقولُ: «اللهُ يشفيك»؛ أي: إنَّ الرُّقيَةَ منِّي ولكنَّ الشفاءَ كُلَّهُ من اللهِ وَحدَهُ.

وكذلك ما أَكرمَ اللهُ بهِ نبيَّهُ عيسى مِن شفاءِ المرضَى، وإبراءِ الأعمى فيُبصرُ، والأبرص فيُشفى، وحتَّى إحياءِ الموتى، ولكنْ هذا كلُّهُ بإذنِ اللهِ، وهذا ما قالهُ نبيُّ اللهِ عيسى؛ في قولهِ تعالى: ﴿ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ [آل عمران: 49].

وفي قصَّةِ أصحابِ الأُخدودِ؛ عندما جاء جليسُ الملكِ وقد عَمِيَ إلى الغلامِ المؤمنِ بهدايا، وقال له: «مَا هَهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا، إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ تَعَالَى»[13].

ولذلكَ مِنَ الخطأِ العظيمِ أن يقولَ الرَّجُلُ: لولا الطبيبُ فلانٌ لما شُفيتُ، ولولا الدواءُ كذا ما عُوفِيتُ، فإنَّ الأسبابَ لا تعملُ وحدَهَا، ولكنها تعملُ بإِذنِ اللهِ وتقديرِه؛ لأنَّه خالِقُها ومُقدِّرُهَا، فما نَزلَ المرضُ إلا بإذنِ اللهِ، وما نزلَ الدَّواءُ والشِّفاءُ إلا بإِذنِ اللهِ، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما أنزلَ اللهُ داءً إلا أنزَلَ لهُ شِفاءً»[14].

وقال أيضًا: «لكلِّ داءٍ دواءٌ، فإذا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرأَ بإذنِ اللهِ عز وجل»[15]، فكم مِن مريضٍ عُوفي بإذنِ اللهِ بعدما عجزَ الأطباءُ أمامَ مرضِهِ، وكم مِن طبيبٍ أُصيبَ بالمرضِ الذي كان يُداوِي منه النَّاسَ، وكان فيه هلاكُه، ولم يَجِد من يُداويه، ولله دَرُّ القائلِ:
قُلْ لِلْمَرِيضِ عُوفِيَ بَعْدَمَا
عَجَزَتْ فُنُونُ الطِّبِّ مَنْ عَافَاكَا
قُلْ لِلصَّحِيحِ يَمُوتُ لَا مِنْ عِلَّةٍ
مَنْ بِالمَنَايَا يَا صَحِيحُ دَهَاكَا
قُلْ لِلطَّبِيبِ تَخْطَّفْتْهُ يَدُ الرَّدَى
يَا شَافِيَ الأَسْقَامِ[16] مَنْ أَرْدَاكَا



2- المرضُ جنديٌّ مِن جنودِ اللهِ:
فإِنَّ اللهَ تبارك وتعالى خلَقَ الخلْقَ صالحِين لِعبادتِهِ، صحَّحَ أبدانَهُمْ للقيامِ بذلك، وأسبغَ عليهم نِعَمَه ظاهرةً وباطِنةً لعلَّهم يشكرون، فإنْ أطاعوه زادَهُم، وإنْ عصَوْهُ عاقَبهُمْ؛ لقوله تعالى: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم: 7].

وممِا جعلَه اللهُ سببًا للثوابِ والعقابِ أيضًا هو المرضُ؛ فقد يكُونُ المرضُ سببًا لمغفرةِ، بل ودخولِ الجنَّةِ، وقد يكُونُ عقوبةً وانتقامًا لمَن عصَى اللهَ عز وجل في الدُّنيا قبْلَ الآخرةِ.

3- المرضُ رحمةٌ مِن اللهِ بالمؤمنينَ:
فإِنَّ اللهَ يرَحَمُ به عبادَهُ المؤمنين فيغفرُ لهم به الخطيئاتِ، ويرفعُ به الدَّرجاتِ، ويُسكِنُهم الجنَّاتِ، فمِنْ ذلك:
مغفرةُ الذنوبِ:
عن أبي سعيدٍ الخدريِّ وأبي هُريرةَ رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما يُصيبُ المسلمَ مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حَزنٍ، ولا أذَىً ولا غَمٍّ حتَّى الشَّوكة يُشاكُها، إلا كفَّر اللهُ بها مِن خطاياه»[17]، والوَصَبُ: المرضُ.

وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: دخلتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يُوعَكُ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنك تُوعك وعكًا شديدًا، قال: «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ»، قُلْتُ: ذلك أنَّ لك أجْرَين؟ قال: «أجَلْ، ذَلِكَ كَذَلِكَ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذَىً، شَوْكَة فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا»[18].

النَّجاةُ مِن النَّارِ:
عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه عادَ مريضًا ومعه أبو هُريرةَ مِنْ وعكٍ كان به، فقال له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَبشِرْ، إنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: نَارِي أُسَلِّطُها عَلَى عَبْدِي المُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا؛ لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ فِي الآخِرَةِ»[19].

المريضُ يظفَرُ بمعيَّةِ اللهِ:
عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ العَالمِينَ؟! قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟»[20].

دخولُ الجنَّةِ:
عن أنسٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ اللهَ عز وجل قال: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُه عَنْهُمَا الجَنَّةَ»[21]. بحبيبتيه؛ أي: عينيه.

وعن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، قالَ: قال لي ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ألا أُريكَ امرأةً مِنْ أهلِ الجَنَّةِ؟ فقلتُ: بلى، قال: هذه المرأةُ السَّوداءُ أتت النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنِّي أُصرعُ وإني أتكشَّفُ[22]؛ فادعُ اللهَ تعالى لي، قال: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُعَافِيَكِ»، فقالت: أصبِرُ، فقالت: إني أتكشَّفُ؛ فادْعُ اللهَ ألَّا أتكشَّفَ، فدعا لها[23].

والجَنَّةُ في عيادةِ المرضى:
عن عليٍّ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ما مِن مُسلمٍ يَعُودُ مُسلمًا غُدْوةً إلا صلَّى عليه سبعونَ ألفَ ملكٍ حتّى يُمْسِي، وإنْ عادَهُ عشيَّةً إلا صلَّى عليه سَبعون ألفَ مَلكٍ حتى يُصْبحَ، وكان له خريفٌ في الجَنَّةِ»[24].

غُدْوةٌ: ما بين صلاة الصُّبحِ وطلوعِ الشمسِ، العشِيَّةُ: آخرُ النَّهارِ، الخريفُ: الثَّمرُ المخروف؛ أي: المُجتنى.

ومن المرضى مَنْ له أجْرُ الشُّهداءِ:
عن أنسٍ؛ أنَّه قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «الطَّاعونُ شَهادةٌ لكلِّ مُسلمٍ»[25].

وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الشُّهداءُ خمسَةٌ: المبطونُ، والمطعونُ، والغريقُ، وصاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهيدُ في سبيلِ اللهِ»[26].

المبْطُونُ: الذي يموتُ بداء البطن، والمطعونُ: الذي يموت بالطاعون، وصاحبُ الهدمِ: الذي يموت تحتَ الهدمِ.

وعن جابرِ بن عَتِيكٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الشَّهادةُ سبعٌ سِوى القتلِ في سبيلِ اللهِ: المبطونُ شهيدٌ، والغريقُ شهيدٌ، وصاحِبُ ذات الجنبِ شهيدٌ، والمطعونُ شهيدٌ، وصاحبُ الحريقِ شهيدٌ، والذي يموت تحتَ الهدمِ شهيدٌ، والمرأةُ تموتُ بجُمعٍ شهيدٌ»[27].

4- المرضُ عذابٌ لِمَن عصَى اللهَ ورسولهُ:
فإِنَّ اللهَ عز وجل يُعاقِبُ مَن عصَاه، ومِن هذه العقوباتِ الأمراضُ، قال تعالى: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ [النساء: 123].

عن أبي بكرٍ رضي الله عنه؛ أنه قالَ: يا رسولَ اللهِ، كيف الفلاحُ بعدَ هذه الآيةِ: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ [النساء: 123]، فكلُّ سوءٍ عمِلناه جُزينا به.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَسْتَ تَمْرَضُ، أَلَسْتَ تَنْصَبُ، أَلَسْتَ تَحْزَنُ، أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ»، قال: بلى، قال: «فَهُوَ مَا تُجْزَونَ بِهِ»[28].

وقد ذُكِرَ في بعضِ الأدلَّة مِن شرْعِ اللهِ تعالى عِدَّةُ أسبابٍ للعقُوبةِ بالأمراضِ منها:
ظهورُ الفحشاءِ:
عن ابنِ عَمرٍو رضي الله عنهما؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لَمْ تَظْهَرِ الفَاحِشَةُ[29] فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الأَوْجَاعُ[30] الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلَافِهِمْ، وَلَمْ يَنْقُصُوا المِكْيَالَ...»[31].

دعوةُ المظلُومِ:
فمِنْ أعظمِ الأسبابِ التي تُصيبُ بالمرضِ أَنْ يَدْعُوَ المظلومُ على مَنْ ظلَمَهُ بأن يُبتلى به، وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ»[32].

ومِنْ ذلكَ أنَّ امرأةً ادَّعتْ على سعيدِ بن زيد بن عمرِو بنِ نُفيلٍ رضي الله عنه؛ أنَّه أخذَ شيئًا مِن أرضِها، فقال سعيدٌ: «اللهُمَّ، إنْ كانتْ كاذِبةً فأَعْمِ بصرَها، واقتلْها في أرضِها»، قال عروةُ بنُ الزُّبيرِ رضي الله عنه: ما ماتَتْ حتَّى ذهبَ بصرُها، وبينما هي تمشي في أرضِها إِذْ وَقَعَتْ في حُفرةٍ فماتَتْ[33].

وفي روايةٍ لمسلمٍ: «أنها رُئِيَتْ عمياءَ تلتمِسُ الجُدُرَ تقولُ: أصابتْني دعوةُ سعيدٍ، وأنها مرَّتْ على بئرٍ في الدارِ التي خاصمتْهُ فيها فوقَعتْ فيها وكانت قبرَهَا».

وقد انتقَم اللهُ مِنْ بعضِ الكافرين والعُصَاةِ بالأمراضِ، ومِنْ أشهرِهِمْ:
أبو لهبٍ لعَنهُ اللهُ:
وهو الذي نَزلتْ فيه سورةُ المَسدِ.
أخذ اللهُ جل جلاله وتقدست أسماؤه أبا لهبٍ بمكةَ إذْ أصابَهُ بمرضٍ خبيثٍ يُقال له: مرضُ العدسَةِ، وكان ذلك يومَ هزيمةِ المشركين ببدرٍ، فما إنْ بَلَغَهُ خبرُ هزيمةِ قومهِ حتى أُصِيبَ بمرضِ العدسة، فمات شرَّ ميتَةٍ، حتى إنهم لم يَقْدِروا على تغسِيله، فصبُّوا عليه الماء مِن بعيدٍ؛ مِن شِدَّةِ الرائحةِ الكريهةِ التي تَفوحُ مِن جسمِهِ، الذي نَضِجَ وتهرَّى[34] بصُورةٍ لم يُعرَفْ لها نظيرٌ[35] في طريقهِ إلى جهنمَ وبئس المصيرُ.

الأسود بنُ عبدِ يغوثَ:
كان مِن المستهزئين، وكان إذا رأى فُقراءَ المسلمين قال لأصحَابهِ: هؤلاءِ ملوكُ الأرضِ الذين يَرِثُون مُلْكَ كِسرى!

وكان يقولُ للنبي صلى الله عليه وسلم مستهزئًا به: أما كُلِّمتَ اليومَ مِن السَّماءِ يا محمَّدُ؟!

خرج عدوُّ اللهِ مِن أهلِه يومًا، فأصابَه السَّمومُ فاسودَّ وجهُه، وأصابَتْه الأكَلَةُ - مرضٌ - فامتلأَ جِسْمُه قيحًا فمات شرَّ مِيتَةٍ، فلا رحِمَهُ اللهُ، ولا خفَّفَ عنه يومًا عذَابهُ[36].

غلام أحمد القادياني:
وقد ادَّعى النبُوَّةَ، وقذفَ الأنبياءَ، وسبَّهم وتَطاولَ عليهم، بل ورفَعَ نفسَه فوقَ منزلتِهم، وكذبَ على اللهِ ورُسلهِ، فكان جزاؤه مِن جِنْسِ عملهِ، وأُصيبَ (بالكوليرا) حتى ضعُفَ جسمُه، وكان يَقضي حاجتَه في فراشِهِ، حتى خرجَتِ النَّجاسةُ مِن فمِه؛ فقد قال أبو زوجتِه: «ولما اشتدَّ مرضُه أيقظوني فذهبتُ إليه ورأيتُ ما يعانيه مِن الألمِ، فخاطَبَني قائلًا: أصِبْتُ بالكوليرا، ثم لم ينطِقْ بعد هذه الكلمة حتَّى ماتَ»[37].

هذا، وقد نَشرتِ الجرائدُ الهنديَّةُ - آنذاك - أَنَّ غلامَ أحمد المتنبِّي القادياني لمَّا ابتُليَ بالكوليرا كانت النجَاسَةُ تخرُجُ مِن فمهِ قبل موتهِ، ومات وكان جالسًا في بيتِ الخلاءِ لقضاءِ الحاجةِ.

ومنْ أهل جهنم مَنْ يُعذَّبُ بالمرضِ:
فمِنْ ذلك أنّهم يُحشرون وقد فَقَدوا أبصارَهم وأسماعَهم، فيأتون يومَ القيامةِ وقد أصابَ عيونَهُم العمى، وألسنتَهُمُ البكمُ، وآذانهم الصَّممُ، قال تعالى: ﴿ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا [الإسراء: 97].

ومِنْ ذلك أيضًا عقوبةُ النائِحَةِ بالجَرَبِ، فعَنْ أبي مالكٍ الأشعريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «النائِحَةُ إذا لم تَتُبْ قبلَ موتِها، تُقامُ يومَ القيامةِ وعليها سِربالٌ مِن قطِرانٍ، ودرعٌ من جَرَبٍ»[38].

السِّربال: هو القميصُ، والدِّرعُ: هو ما يرتديه المقاتِلونَ في الحربِ، وهي مِن الحديدِ.

5- تَدَاوَوا يا عبادَ اللهِ:
فإِنَّ الله هو الشَّافي، وقد جَعل الشِّفاءَ في أسبابٍ أنزلَها، وأمَرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالتدواي بها وبغيرها مِن أسبابِ الشِّفاءِ المشروعةِ.

عن أسامةَ بن شُريكٍ رضي الله عنه قال: كنتُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وجاءت الأعرابُ فقالوا: يا رسولَ اللهِ، أنتداوى؟ فقال: «نَعَمْ يَا عِبَادَ اللهِ: تَدَاوَوا فَإِنَّ الَله عز وجل لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، غَيرَ دَاءٍ وَاحِدٍ»، قالوا: ما هو؟ قال: «الِهرَمُ»[39].

والأخذُ بالأسبابِ في التداوي مِن الأمراضِ بأسبابِ الشِّفاءِ لا يُنافي التوكُّلَ، بل هو مِنْ حُسن التَّوكُّلِ على اللهِ، ومنْ كمالِ التَّوحيدِ؛ إِذْ إنه يأخذُ بالأسبابِ وهو يعلَمُ أنَّها لا تنفعُ ولا تضرُّ إلا بإذنِ اللهِ، ولا تَرُدُّ شيئًا مِن قَدَرِ اللهِ.

فعَنْ أبي خُزامة رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ رُقًى نسترقيها، ودواءً نتداوى به، وتُقاةً نتَّقِيها، هل تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللهِ شيئًا؟ فقال: «هي مِنْ قَدَرِ اللهِ»[40].

6- لا تَتَدَاوَوا بمحرَّمٍ:
فقد رُوي عن أبي الدرداءَ رضي الله عنه مرفوعًا: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ الدَّاءَ والدَّواءَ؛ فَتَدَاوَوْا، وَلَا تَتَدَاوَوْا بِحَرَامٍ»[41].

وعن أمِّ سلمةَ رضي الله عنها؛ أنها انتبذَتْ فجاء رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم والنَّبيذُ يَهدُرُ، فقال: «ما هذا؟» قالت: فلانة اشتكَتْ فوُصِفَ لها، قالت: فدفعه برِجْلِه فكسرَهُ، وقال: «إنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ فِي حَرَامٍ شِفَاءً»[42].

وعن ابنِ مسعودٍ قال: «إنَّ اللهَ لم يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ»[43].

وأتى رجلٌ لابنِ مسعودٍ رضي الله عنه، فقال: إنَّ أخي مريضٌ اشتَكى بطنَهُ، وأنه نُعِتَ له الخمرُ، أفأسقيه؟ قال عبدُ اللهِ: «سُبْحَان اللهِ! ما جعل اللهُ شفاءً في رجْسٍ، إنما الشِّفاءُ في شيئين: العسلُ شفاءٌ للنَّاس، والقرآنُ شفاءٌ لما في الصدورِ»[44].

ليس كمثلهِ شيءٌ في الشفاءِ:
1- قُدرةُ اللهِ على الشِّفاءِ:
فكُلُّ مَن شُفِيَ على يدَي طبيبٍ أو غيرِهِ، إنما يُشفَى بسببٍ كتناولِ الدَّواءِ ونحوِه، ولا يستطيعُ أحدٌ أن يدَّعيَ أنَّه يُداوي مريضًا بغيرِ سببٍ.

أمَّا اللهُ عز وجل فإنه يَشْفِي بُقدرتِهِ وحدَهُ، بالسببِ وبدونِ السَّببِ، وضدِّ السَّببِ، إنْ شاءَ.

فصفةُ الشفاءِ عند اللهِ مِن صفاتِ أفعالهِ، وغيرُ مسبَّبةٍ.

2- علم الله للداء والدواء:
كلما كان الطبيبُ أكثرَ عِلمًا بفنون الطِّبِّ كُلَّما كان أكثَر خِبرةً بالمرضِ وعِلَّتِه، وكذلك دوائِه وعلاجِه، فقد يَعلمُ طبيبٌ أكثرَ مِن غيرِه في ذلكِ، ويُفَضَّلُ عليه.

ولكنَّ ذلك أمرٌ نسبيٌّ في الخلْقِ، فقد يَعلمُ شيئًا ويجهلُ أشياءَ، وإذا علِمها قد لا يُحيطُ بكل جوانبِها، وقد يَعرِفُ المرضَ ولا يعرِفُ له علاجًا، وإذا عَلِمَ الدواءَ لا يملكُ الشِّفاءَ لأحدٍ.

أما اللهُ عز وجل فإنه يعلمُ الداءَ والدواءَ جُملةً وتفصيلًا؛ إِذْ هو خالِقُ البدَنِ ومُدَبِّرُ أمْرِه، وخالِقُ الداءِ وقادرٌ على دَفعِ ضُرِّهِ.

وقد قال إبراهيمُ: ﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [الشعراء: 78 - 80].


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31-12-2023, 12:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشافي جل جلاله، وتقدست أسماؤه



3- الآثار الجانبية والمضاعفات:
فمَنْ يداوي أو يصِفُ دواءً لمريضٍ فإنَّه يَغْلبُ على ظَنِّه أنَّ الشِّفاءَ في هذا الدواءِ، ولكِنَّهُ لا يملِكُ للمريضِ أنْ لا تظهَرَ عليه أعراضٌ جانبيَّةٌ لهذا الدواءِ، وكذلك مضاعفاتُ الدواءِ، فقد تكُونُ في بعض الأحوالِ أشدَّ خطورةً من المرضِ نفسهِ، وهذا معلومٌ مشهورٌ بين الناسِ، حتى إِنَّ صانِعي الدَّواءِ أنفسِهم يَذكرون ذلك في نشرةِ الأدويةِ.

أما الله تبارك وتعالى وَحْدَهُ هو القادِرُ على أنْ يَشفيَ شفاءً تامًّا كاملًا، لا يتركُ خلْفَهُ مرضًا، ولا تُوجَدُ له آثارٌ، وذلك قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا»[45].

4- قد يكون الشفاءُ مِن الابتلاءِ:
قال تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء: 35]؛ فإِنَّ الشِّفَاءَ مِنْ نعمِ اللهِ على عبدهِ، فإمَّا أَنْ يشكُرَ، وإما أن يكفُرَ.

عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ ثَلَاثَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ، وَأَقْرَعَ، وَأَعْمَى، أَرَادَ اللُه أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا فَأَتَى الأَبْرَصَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ، وَجِلْدٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَني النَّاسُ، فَمَسَحَهُ فذهَبَ عنه قَذَرُهُ وأُعطي لونًا حسنًا، فقال: فأيُّ المالِ أحبُّ إليك؟ قال: الإبلُ - أو قال: «البَقرُ»، شكَّ الراوي، فأُعطي ناقةً عُشَراءَ، فقالَ: باركَ اللهُ لَكَ فِيهَا، فَأَتَى الأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إليكَ؟ قالَ: شَعرٌ حسَنٌ، ويَذهَبُ عَنِّي هذا الذي قَذِرَني الناسُ، فمسَحَهُ فذهبَ عنه وأُعطيَ شعرًا حسنًا، قال: فأيُّ المالِ أحبُّ إليكَ؟ قال: البَقرُ، فأُعِطِيَ بقرةً حاملًا، قال: بارك اللهُ لكَ فيها، فأَتَى الأَعْمَى فقالَ: أَيُّ شيءٍ أحبُّ إليكَ؟ قالَ: أنْ يردَّ اللهُ عليَّ بَصَرِي فَأُبْصرَ الناسَ، فمسحَهُ فردَّ اللهُ إليه بصرَهُ، فقال: أيُّ المالِ أحبُّ إليك؟ قال: الغَنَمُ، فأُعِطَي شاةً والدًا.

فأنتجَ هذانَ، وولَّدَ هَذَا، فكانَ لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ منَ البقرِ، ولهذا وادٍ منَ الغَنَمِ، ثم إنَّه أَتَى الأَبْرَصَ في صُورتهِ وهيئتِهِ فقالَ: رجلٌ مسكينٌ قَدِ انْقَطَعَتْ بِيَ الحِبَالٌ في سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ لِيَ اليومَ إلا بالله ثُمَّ بكَ، أسألُكَ بالَّذِي أعطاكَ اللونَ الحسنَ والجلدَ الحسنَ والمالَ - بعيرًا أتبلَّغُ به في سَفَرِي، فقالَ: الحقوقُ كثيرةٌ، فقالَ: كَأَنِّي أَعْرِفُكَ، ألَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقذِرُكَ الناسُ فقيرًا فأعطاكَ اللهُ؟ فقالَ: إنما ورثتُ هذا المالَ كابرًا عن كابرِ، فقالَ: إنْ كنتَ كاذبًا فصيَّرك اللهُ إلى ما كنتَ، وأتى الأقرعَ في صُورتهِ وهيئتهِ فقالَ لَهُ مثلَ ما قالَ لهذا، وردَّ عليه مثلَ ما ردَّ هذا، فقالَ: إِنْ كنتَ كاذبًا فصيَّركَ اللهُ إلى ما كنتَ، وَأَتَى الأَعْمَى في صُورتِهِ وهيئتِهِ فقالَ: رَجْلٌ مسكينٌ وابنُ سبيلٍ انقطَعَتْ بي الحبالُ في سَفري فلا بلاغَ لي اليومَ إِلَّا بِاللهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بالَّذِي رَدَّ عليك بصَرَكَ شاةً أتبلَّغُ بها في سَفَري، فقالَ: قد كنتُ أَعْمَى فردَّ الله إليَّ بصري فخذْ ما شِئْتَ، ودعْ ما شِئْتَ، فوالله لا أجهدُكَ اليومَ بشيءٍ أخذتَهُ للهِ عز وجل، فقال: أمسِكْ مالكَ، فإنما ابتُلِيتُم فَقَدْ رضيَ الُله عَنْكَ، وسَخِطَ على صاحِبَيْكَ»[46].

مِن أسبابِ الشِّفَاءِ:
1- القرآنُ:
قال الله تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء: 82]، وقال تعالى عن القرآنِ: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت: 44].

قال ابنُ القيِّمِ رحمه الله: «فالقرآنُ هو الشِّفاءُ التَّامُّ مِن جميعِ الأدواءِ[47] القَلبيَّةِ والبَدنيَّةِ، وأدواءِ الدُّنيا والآخَرةِ، وما كلُّ أحدٍ يُوفَّقُ للاستشفاءِ به، وإذا أَحْسَنَ العليلُ التداويَ به، ووضَعهُ على دائهِ بصدقٍ وإيمانٍ، وقبُولٍ تامٍّ، واعتقادٍ جازمٍ، واستيفاء شروطِهِ - لم يُقاومْهُ الدَّاءُ أبدًا.

وكيف تُقاومُ الأدواءُ كلامَ ربِّ الأرضِ والسَّماءِ، الذي لو نزلَ على الجبالِ لَصَدَّعَهَا، أو على الأرضِ لَقطعَها؟»[48].

2- الرُّقى بالقرآنِ والمعوِّذاتِ:
عن عائشةَ رضي الله عنها؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَنْفُثُ[49] على نفسِهِ - في المرضِ الذي ماتَ فيه - بالمعوِّذاتِ، فلما ثَقُلَ كنتُ أنفثُ عليه بهنَّ، وأمسحُ بيدِه نفسَه لِبَرَكَتها[50].

وسُئِلَ الزُّهريُّ: كيف يَنفُثُ؟ قال: «كان يَنفُثُ على يديهِ، ثم يَمْسَحُ بهما وجهَهُ، وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: أمرني النبيُّ صلى الله عليه وسلم - أو أمَرَ - أن يُسترقَى منَ العينِ»[51].

وعن ابنِ عَبَّاسِ رضي الله عنهما، مرفوعًا: «العينُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقَ القَدَرِ لسَبَقَتْهُ العَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا»[52].

وعن عائشةَ رضي الله عنها؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسانُ لشيءٍ منه، كان به، قرحَةٌ أو جُرحٌ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأصبعِهِ هكذا - ووضع سفيانُ، وهو أحدُ رُواةِ الحديثِ، سَبَّابَتَهُ في الأرضِ، ثم رفعَها: «بِاسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بريقةِ بعضِنا، ليُشفَى به سَقِيمُنا، بإذنِ ربِّنا»[53].

3- العَسَلُ:
قال اللهُ تعَالَى عن العسلِ: ﴿ شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ [النحل: 69].

عن ابنِ عبَّاسِ رضي الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «الشِّفاءُ في ثلاثةٍ: في شرطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتي عَنِ الكَيِّ[54]»[55].

4- الحبَّةُ السَّوداءُ:
عن عائشةَ رضي الله عنها؛ أنها سَمِعَتْ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ هَذِهِ الحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا السَّامَ»، قالتُ: وما السَّامُ؟ قال: «المَوْتُ»[56].

5- القُسْط الهندي البَحْرِيُّ والحِجَامَةُ:
عن أنسٍ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ، والقُسْطُ البَحْرِيُّ»[57].

قال البخاري رحمه الله: حدثنا عَلِيٌّ بْنِ عَبْدِ اللِه، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الِله بْنُ عَبْدِ الِله، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ مِنَ العُذْرَةِ[58]، فَقَالَ: «عَلَى مَا تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذَا العِلَاقِ، عَلَيْكُنَّ بِهَذَا العُودِ الهِنْدِيِّ؛ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةُ أَشْفِيَةٌ؛ مِنْهَا ذَاتِ الجَنْبِ، يُسْعَطُ[59] مِنَ العُذْرَةِ، وَيُلَدُّ[60] مِنْ ذَاتِ الجَنْبِ»[61]، فَسَمِعْتُ الزُّهْرِيُّ يَقُولُ: بَيَّنَ لَنَا اثْنَتَيْنِ، وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا خَمْسَةً.

قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ: أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: لَمْ يَحْفَظْ، إِنَّمَا قَالَ: أَعْلَقْتُ عَنْهُ، حَفِظتُهُ مِنْ فِيِّ الزُّهْرِيِّ، وَوَصَفَ سُفْيَانُ الغُلَامَ يُحَنَّكُ بِالإِصْبَعِ، وَأَدْخَلَ سُفْيَانُ فِي حَنَكِهِ؛ إِنَّمَا يَعْنِي: رَفْعَ حَنَكِهِ بِإِصْبَعِهِ، وَلَمْ يَقُلْ: أَعْلِقُوا عَنْهُ شَيْئًا[62].

ألبانُ الإبلِ والبَقَرِ:
عن أنسٍ رضي الله عنه؛ أنَّ ناسًا كان بهم سَقمٌ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، آونا وأطعِمنا، فلمَّا صحُّوا قالوا: إن المدينةَ وَخِمِةٌ، فأنزلَهم الحرَّة في ذودٍ[63] له، فقالَ: «اشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا»[64].

وعن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: «إنَّ اللهَ عز وجل لم يُنزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً إِلَّا الهِرَمَ؛ فَعَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ البَقَرِ؛ فَإِنَّهَا تَرِمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ»[65].

7- الماءُ:
عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ؛ فَأَطْفِئُوهَا بِالمَاءِ»[66].

وكان شِفاءُ نبيِّ اللهِ أيوبَ؛ في الماء، قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ [ص: 41، 42].

قال ابنُ كثيرِ: «قيل بِنُصبٍ في بَدَني، وعذابٍ في مالي وولدي، فعند ذلك استجابَ له أرحمُ الراحمينَ، وأمَرهُ أن يقُومَ مِن مَقامِهِ، وأنْ يركُضَ الأرضَ برِجْلِهِ، ففعلَ فأنبَع اللهُ تعالى له عينًا وأمَرَهُ أن يغتسِلَ منها، فأذهبتْ جميعَ ما كان في بدنِهِ مِنَ الأذى.

ثم أمَرَهُ فضَربَ الأرضَ في مكانٍ آخَرَ فأنبَع له عينًا أُخرى وأمَرَهُ أنْ يشرَبَ منها، فأذهبَتْ جميع ما كان في باطِنِهِ من السُّوءِ، وتكاملتِ العافيةُ ظاهرًا وباطِنًا.

ولهذا قال تبارك وتعالى: ﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾[67].

8- ماءُ زمزمَ:
ثَبَتَ في الصحيحين أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ من ماءِ زمزمَ، وأَنَّهُ قال: «إنَّها مُباركَةٌ، وَهِيَ طَعَامُ طُعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ»[68]، وقد غسلَ جبريلُ صدَر النبيِّ صلى الله عليه وسلم بماءِ زَمْزَمَ.

9- علاجُ الغُضْرُوفِ:
حدثني أخي الشيخ/ السيد بن بالي[69] - حفظه الله - أن رجلًا كان مريضًا بالغضروف عدَّة سنوات، وقرَّر له الأطِّبَّاء عملية جراحية، فقابله رجلٌ بدويٌّ، وقال له: خذ ألية شاة أعرابية، وأذبْها واشربها على الريق على ثلاثة أيام، قال الرجل ففعلتُها، فشفاني الله، فكان هذا الرجل إذا وَجد مريضًا بالغضروف اشترى له العلاج على نفقته الخاصة شكرًا لله، فشفى الله على يديه عددًا كثيرًا.

فرجعتُ إلى كتاب الطب النبوي في زاد المعاد، فوجدتُ لذلك أصلًا في فصل: هدْيه صلى الله عليه وسلم في علاج عرق النَّسا...

وذكر فيه ما رواه ابن ماجه (1463) بسندٍ صحيح، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «دَوَاءُ عِرْقِ النَّسَا أَلْيَةُ شَاةٍ أَعْرَابِيَّةٍ تُذَابُ، ثُمَّ تُجَزَّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، ثُمَّ تُشْرَبُ عَلَى الرِّيقِ، فِي كُلِّ يَوْمٍ جُزْءًا».

وعرق النَّسا: هو ألمٌ مُزْمِن يبدأ مِن فقرات الظهر، ويمتدُّ في الوَرِكِ إلى آخر القدَم.

دعاءُ اللهِ باسمِه (الشَّافي) تبارك وتعالى:
وقد جاءَ في ذلك:
1- الدُّعاءُ للمرضَى:
عن عائشةَ رضي الله عنها؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يعودُ بعضَ أهلِهِ يَمسَحُ بيدِه اليُمنى، ويقولُ:
«اللَّهمَّ ربَّ الناسِ، أذهِبِ البأسَ، اشفِ أنتَ الشَّافي، لا شفاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا»[70].

2- دعاءُ الأخِ لأَخيهِ:
وعن سعدٍ بن أبي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قال: عادني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: «اللهُمَّ اشفِ سعدًا، اللهُمَّ اشفِ سعدًا، اللهُمَّ اشفِ سعدًا»[71].

3- دعاءٌ للعافية:
وعن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْهُ أَجَلُهُ، فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْألُ اللهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ: إِلَّا عَافَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ المَرَضِ»[72].

4- دعاءٌ يُنجي مِنَ النَّارِ:
عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، وأبي هُريرةَ رضي الله عنهما؛ أنَّهما شَهِدَا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ أنهُ قال: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ صَدَّقَهُ رَبُّهُ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، وَأَنَا أَكْبَرُ، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ»، قال: «يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي لَا شَرِيكَ لِي، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، قَالَ: لِيَ المُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَلِيَ الحَمْدُ، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِي»، وكان يقولُ: «مَنْ قَالَها فِي مَرَضِهِ ثُمَّ مَاتَ لَمْ تَطعَمْهُ النَّارُ»[73].

[1] رواه البخاري (5675)، ومسلم (2191).

[2] شرح أسماء الله الحسنى (2/ 111).

[3] أبو داود في الطهارة باب في المجروح يتيمَّم (1/ 93) (336)، وانظر: صحيح الجامع (4362).

[4] مسلم في فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه (3/ 1936) (2490).

[5] لسان العرب (14/ 436)، وكتاب العين (6/ 290)، والمفردات (ص: 459).

[6] أبو داود في الترجُّل، باب في الخِضاب (4/ 86) (4207)، وصحيح أبي داود (2/ 792) (3544).

[7] رواه مسلم من حديث صهيب في كتاب الزهد والرقاق، وانظر: الأسماء والصفات للبيهقي، (ص: 111).

[8] زاد المعاد (4/ 12)، وانظر أيضًا: إغاثة اللهفان (1/ 45)، وشفاء العليل (ص: 91).

[9] النور الأسنى (1/ 149 - 164).

[10] رواه البخاري.

[11] تثبتُ الألف في (باسم الله) إلا إذا جاءت في البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم)؛ وذلك لكثرة استعمالها.

[12] رواه مسلم.

[13] رواه مسلم.

[14] رواه مسلم في السلام (10/ 134) مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[15] رواه مسلم في السلام (4/ 1729) من حديث جابر رضي الله عنه.

[16] قيلتْ للطبيب لفظة: (يا شافي) على سبيل التهكُّم والسخرية إذ مرِض فلم يملِك لِنفسِه شفاءً، وقد كان يظنُّ أنه يَشفِي الناس، ولا شافيَ إلا الله عز وجل.

[17] أخرجه البخاري (5641، 5642)، ومسلم (2573).

[18] أخرجه البخاري (5648، 5660)، ومسلم (2571)، والوعك: ألم مِن مَغْثِ الحُمَّى، وقيل الحُمى.

[19] صحيحٌ لِغيرِه: أخرجه أحمد (2/ 440)، والترمذي (2088).

[20] أخرجه مسلم (4 - البِرَّ والصِّلة / 43)، البخاري في الأدب المفرد (517).

[21] رواه البخاري (10/ 5653)، والبيهقي (3/ 375).

[22] أي: ينكشف بعضُ بَدني من الصَّرع.

[23] متفق عليه.

[24] رواه الترمذي، وقال: حديث حسَن.

[25] متفق عليه: رواه البخاري (2830)، ومسلم (1916).

[26] رواه مالك (1/ 131)، والبخاري (653)، ومسلم (1914)، والترمذي (1063).

[27] رواه أبو داود (311)، والنسائي (4/ 13)، وابن ماجه (2803)، وابن حبان (3180).
ذات الجَنبِ هي: الدُّمَّل الكبيرة التي تَظهَر في باطن الجنب، وتنفجر إلى داخل، وقلَّما يَسْلَم صاحبُها، والمرأة تموت بجمع؛ أي: تكون حاملًا.

[28] رواه أحمد.

[29] الفاحشة: الزنا.

[30] الأوجاع: الأمراض.

[31] رواه ابن ماجه، والبزار، والبيهقي، واللفظ له.

[32] متفق عليه.

[33] متفق عليه.

[34] انسلخ وتساقط.

[35] انظر كتاب: هذا الحبيب محمد، لفضيلة الشيخ أبي بكر الجزائري (ص: 114).

[36] المصدر السابق (ص: 115 - 116).

[37] حياة ناصر لرحيم الغلام القادياني (ص: 14) مِن كتاب الجزاء مِن جنس العمل (1/ 306).

[38] رواه مسلم.

[39] رواه أحمد في المسند، وأخرجه أبو داود، والترمذي، وقال: حسَن صحيح.

[40] في المسند، وسبق الترمذي، وأخرجه ابن ماجه، والحاكم في صحيحه، وقال الترمذي: حسَن صحيح.

[41] انظر: السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني حديث رقم (1633).

[42] أخرجه أحمد في الأشربة (ق 19/ 1)، وابن أبي الدنيا في ذمِّ المُسْكِر (5/ 1)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 1658)، وعنه ابن حبان (1397) مِن طُرق عن أبي إسحاق الشيباني، عن حسان بن مخارق، عنها.
وقال الشيخ الألباني: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون، غير حسان بن مخارق فهو مستور لم يوثقه أحد غير ابن حبان، الصحيحة (4/ 175).

[43] أخرجه أحمد (ق 16/ 1 - 2)، والطبراني في الكبير (9714 - 9717) عن ابن مسعود موقوفًا، قال الألباني: «إسنادُه صحيح، وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم» (10/ 65 - فتح)، وصحَّحه الحافظ ابن حجر، السلسلة الصحيحة (4/ 175).

[44] أخرجه الطبراني (8910) عن أبي الأحوص، وقال الألباني: «إسناده صحيح أيضًا»، انظر: السلسلة الصحيحة (4/ 176).

[45] رواه البخاري في المرْضَى (10/ 131، 206، 210)، ومسلم في السلام (4/ 1722).

[46] متفق عليه.

[47] الأدواء: الأمراض.

[48] انظر: الطب النبوي لابن القيم (272).

[49] النفث: هو النفخ مع الريق القليل، انظر: مفردات ألفاظ القرآن للأصبهاني (816).

[50] رواه البخاري في كتاب الطب - باب الرَّقي بالقرآن والمعوِّذات (10/ 195) رقم الحديث (5735).

[51] رواه البخاري في كتاب الطب - باب رقية العين.

[52] رواه مسلم.

[53] متفق عليه، ورواه مسلم باب استحباب الرقية مِن العين والحمة والنظرة (14/ 184).

[54] رواه البخاري - كتاب الطب - باب الشفاء في ثلاث (10/ 137) حديث رقم (5681).

[55] علاج التبوُّل اللَّاإراديِّ عند الأطفال: يأكل ملعقة عسل نحل قبل النوم لمدة ثلاثة أسابيع... نافع جدًّا ومجرَّب.

[56] رواه البخاري - كتاب الطب - باب الحبَّة السوداء (10/ 143) حديث رقم (5687).

[57] رواه البخاري - كتاب الطب - باب الحجامة مِن الداء (10/ 150) حديث رقم (5696).
والقسط الهندي: نبات يُباع عند أطباء الأعشاب أو العطارين، وهو معروف عندهم، والحارُّ منه أفضل مِن البارد.

[58] العذرة: قيل: هي قرحة تخرج فيما بين الأذن والحلق، وتعْرض للصبيان غالبًا.

[59] السعوط: ما يصبُّ في الأنف، انظر: الطب النبوي لابن القيم (ص: 74 - 75).

[60] اللدود: الدواء يصبُّ في فم المريض للعلاج.

[61] ذات الجنب: وجع في الخاصرة.

[62] صحيح: رواه البخاري (5713)، ومسلم (287، 2214).

[63] الذود: القطيع من الإبل.

[64] رواه البخاري - كتاب الطب - باب الدواء بألبان الإبل (10/ 141) حديث رقم (5685).

[65] أخرجه الطيالسي (366)، والنسائي في الكبرى (6863)، وابن حبان (6075)، والحاكم (4/ 196، 197) مِن حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وانظر: الصحيحة (518).

[66] رواه البخاري - كتاب الطب - باب الحمَّى مِن فيح جهنم (10/ 174) حديث رقم (5723).

[67] تفسير ابن كثير (4/ 39).

[68] أخرجه الطيالسي (459)، وأحمد (5/ 174، 175)، ومسلم (2473)، وغيرهم من حديث أبي ذر رضي الله عنه، في قصة إسلامه، وليس عند مسلم قوله: «وشفاء سقم».

[69] هو فضيلة الشيخ/ السيد بن عبد السلام بالي: شيخ ومدير المعهد الأزهري بمدينة بُرج العرب الجديدة بالإسكندرية، وهو مشهور بالكرَم، وحُسن الخُلُق، والسعي في مصالح المسلمين، زاده الله توفيقًا وسدادًا.

[70] متفق عليه.

[71] رواه مسلم.

[72] رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حَسن، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط البخاري.

[73] صحيح: أخرجه الترمذي (5/ 3430).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 90.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.77 كيلو بايت... تم توفير 2.78 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]