كتاب أباطيل وأسمار لمحمود شاكر.. حق على كل مسلم مثقف أن يقرأه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7808 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859285 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393616 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215855 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2024, 02:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي كتاب أباطيل وأسمار لمحمود شاكر.. حق على كل مسلم مثقف أن يقرأه

كتاب أباطيل وأسمار لمحمود شاكر.. حق على كل مسلم مثقف أن يقرأه
جمال محمود أبو حسان



هذا الكتاب في الأصل مجموعة مقالات كتبها الأستاذ محمود شاكر لمجلة الرسالة الغراء في عام 1964-1965م، وهذه المجلة العظيمة الرائعة فقدناها كما فقدنا غيرها من المجلات التي من حقها علينا أن نبكي على فقدها، وإلى اليوم لم يعوّض العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه هذه المجلة برغم هذا التسارع الهائل في أدوات الطباعة وحجم المطبوع، وعلى كثرة الكاتبين أو الذين بوّأوا أنفسهم هذا الموقع.


اتخذ صاحب الكتاب من نفسه مدافعا عن تراث الأمة ضد ما عرض لها من هجوم شرس شديد من محورين اثنين:

أولهما هجمات الاستعمار والتبشير، وثانيهما أطفال المبشرين المستعمرين الذين ولدوا وقد أُرضعوا لبان التغريب عن أوطانهم ودينهم وأمتهم.
يدور هذا الكتاب في الأصل على ردود علمية محورها الدكتور (لويس عوض) المحرر الثقافي لدى جريدة الأهرام، الذي شدّ قلمه في تلك الفترة ليتلاعب بتراث الأمة من خلال شرحه المغلوط لأبيات عديدة من إحدى قصائد المعرّي، ولم يكتف بذلك بل تعدّاه في بعض الأحايين إلى الخبط في فهم بعض آيات القرآن الكريم، وثمة مقالات أخرى كان يستفتح بها جريدة الأهرام كل أسبوع ينفث فيها سمومه وأوهامه التي حملت في دواخلها رغبات المستعمرين والمبشرين، كل هذا يصدره في هذه الجريدة أسبوعيا لينشره على العالم الإسلامي وإليه باسم الثقافة!!

يكشف هذا الكتاب بمقالاته المختلفة القناع عن باطل مغلف باسم الوطنية وحب الأمة، كان هذا الشعار سيفا مصلتا على رقاب كل من تسول له نفسه أن يقف مدافعا عن أمته، وذابّا عن حرماتها، وكاشفا لأباطيل المغرورين المزورين من أبناء الأمة الذين باعوا ضمائرهم لأهواء غيرهم، فما أبقوا على ضمائرهم، ولا ربحوا امتهم، إنهم يستغلون الدين في الوصول إلى أغراضهم، إنهم يسيسون الدين، إنهم من دعاة التمزيق وإثارة الفتن والنعرات، كل هذا لأنهم تصدوا للباطل فكشفوا زيفه، وأزاحوا القناع عن وجوه المبطلين، كل هذا يكشفه هذا الكتاب بكل جرأة ووضوح لا يخشى صاحبه في الله لومة لائم.

ومثل هذا الزيف وهذا الباطل الذي نشأ مع الاستعمار وغذّاه التبشير، نراه يلوح في الأفق كل حين، إنها زيوف متراكبة تكشف عن مداخل أصحابها الفينة بعد الفينة، فلا ينبغي لدعاة الحق أن يصدهم هذا الزيف عن المضي في طريقهم، ما دام هدفهم نشر الحق وتعميمه، والدفاع عن الأمة ووحدتها وكرامتها.

وفي هذا الكتاب يكشف الأستاذ أبو فهر القناع عن وجهي التبشير والاستعمار، وأنهما ليسا إلا وجهين لعملة واحدة، فالهدف واحد وإن تنوعت الوجوه والأقنعة، وفي هذا الكشف ما يقنع المترددين الذين لا زالوا يحاولون التفريق بين هذين المظهرين اللذين يهدفان إلى تحطيم الإسلام في نفوس أبنائه، ليصلوا إلى إلى تمزيق الأمة، لتبقى تجرّ أذيال الخيبة، وليس كشفُ الأستاذ أبي فهر لهذا الأمر مبنيّا على رغبة جامحة في جعل هذين العنصرين يهدفان إلى شيء واحد، وإنما اعتمد على أقوال المبشرين المسيّرين للتبشر والاستعمار في آن واحد، وليس أوضح ولا أفصح من أن يكشف صاحب الشأن عن شأنه.

ويكشف الأستاذ شاكر بكل وضوح عن الخطة الجهنمية الخبيثة التى وضعها (دنلوب) وهدف منها إلى تحطيم اللغة العربية في نفوس أهلها، وهذا الهدف الخبيث قد كُشف قناعه منذ زمن بعيد على يد بعض أبناء الأمة الأبرار، إلا أن صرخات هؤلاء الأخيار لم تلق آذانا صاغية حتى اليوم، فلا يزال نظام (دنلوب) في التعليم هو السائد في معظم بلدان العرب والمسلمين، من تغليب اللغة الإنجليزية لغة المستعمر على اللغة العربية في مدارسنا التعليمية، وإذا كان هذا الأمر مضى عليه قرابة قرن من الزمان ولا يزال الحال كما هو فهل يبعُد أن يظهر في الأمة من يدعو إلى مزيد من تخفيف حصص العربية في المدارس ليضع للغة العبرية قدما في مناهج التعليم اليوم؟ بناء على ما حدث من تغيرات سياسية جعلت الحليم يقف أمامها في حيرة!!.

وفي ثنايا ردوده على (أجاكس عوض) المسمى (لويس عوض) يكشف الأستاذ شاكر عن بعض المصطلحات التي كانت تتداول على أشكال مختلفة ليصل مستعملوها بتلك الطريقة إلى أهداف خبيثة يرومون من خلالها إلى وضع العثرات في طريق الخيّرين الغيورين على مستقبل أمتهم، فكل صاحب هدف خبيث يلوك بلسانه المصطلحات التي ليس لها إلا مدلولات محددة يلوكها كيف يشاء، ويدوّرها في فمه كيفما أحب، ليصل إلى نشر خبثه وتوسيع باطله، ونشر أراجيفه.

وفي ثنايا هذه الردود المختلفة يكشف الأستاذ شاكر عن طائفة من أبناء الأمة بقيت تعيش على هامش الحياة، حتى إذا ما غذّاها المستعمر والمبشر، وأرضعها لبان بُغض الأمة وبُغض دينها، ظهرت للناس على أنها شخصيات مرموقة يُشار إليها بالبنان، بعد أن لم تكن مكشوفة ولا معروفة، وتصبح هذه الشخصيات المنحرفة التي باعت ضمائرها من قياديي الأمة ومسيّري دفتها، والقائمين على شأنها، فسبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر، فعند اختلاف الأحوال يظهر ما يغيّر الأحوال.

وفي ثنايا هذا الكتاب يكشف الأستاذ شاكر عن طائفة أخرى من أبناء الأمة خُدعت بما يحمله المبطلون والمرجفون من شهادات علمية مُنحت لهم على هيئة عجيبة غريبة، حيث ترى تلك الطائفة أنه من العسير على أولئك الذين حملوا هذه الدرجات أن ينخرطوا في صفوف المدمّرين لكيان هذه الأمة، وغاب عن هذه النخبة المفكّرة أن صنائع الاستعمار لا ترعوي عن اللعب بالنار ما دام ذلك يحقق لها هدفا، سواء أكان مستورا أم مكشوفا، وفي هذا ما يدعو إلى أن لا ينخدع المثقفون الواعون من أبناء هذه الأمة بالشهادات التي تُمنح ذات اليمين وذات الشمال، إلى من يستحقها ومن لا يستحقها.

وفي ثنايا هذا الكتاب أيضا تنكشف حاجة الأمة إلى مزيد من المثقفين الواعين المتابعين لحركة التأليف – التي أخذت تدور في الأمة ذات اليمن والشمال- لأنه إذا غاب أمثال هؤلاء عن هذه الأمة حدثت فيها ثُلمة يعسر سدها، وإلى ذلك لا ينبغي للأمة أن تكون مقاييسها على أبنائها بما يحملون من شهادات، فالأستاذ شاكر لم يحمل شهادة الدكتوراه، -وإن كان حمل في نفسه من الود لكثير من حامليها- ورغم ذلك حمل على عاتقه لواء الدفاع عن أمته وحراسة دينها.

اتّبع الأستاذ شاكر في كتابه الرائع أسلوبا رصينا، تكشفت فيه جماليات اللغة العربية وعمق أغوارها، ومتانة أساستها وبنيانها، وإني مع دعوتي لقراءة هذا الكتاب الهادئ الهادف لعلى يقين أن يجد فيه بعضُ من يقرؤه صعوبة في استيعاب بعض قضاياه، لا لأنها صعبة، ولكن لأن إحساسنا اللغوي صار باهتا ورديئا، وصرنا نرى لغتنا الجميلة غريبة عنا، بل وفشا في مجتمعاتنا العربية في أحيان ماضية ولاحقة أن المتكلم بالعربية إنسان متقعر متفيهق، لا لشيء إلا لما وصفتُ من غربة الإحساس بتذوق العربية وجمالها.

وإذا كان من حق القارئ علينا أن ندلّه على الكتب التي يسهل له استيعابها، فمن قبل هذا الحق نرى من حق العربية لغة القرآن على كل قارئ أن تقع من نفسه الموقع اللائق الذي يجعلها سيد ما يدور على لسانه من كلام، إن إحساسنا بالغربة عن لغتنا الجميلة يقود إلى شعور بالغربة عن تراثنا الفكري الضخم الذي سطرت حروفه وكلماته وجمله بهذه اللغة العظيمة، وهذا الشعور يولد فينا الجفاء لذاك التراث وعلمائه، وليس لهذا إلا نتيجة واحدة وهي: تمزق الأمة وانهيار بنيانها بتقطيع ما بين أجيالها من حبال موصولة، فهل يلتفت أبناء الأمة الغيورون إلى هذه اللغة وهذا التراث فيعيدوا صلتهم به ليتواصل البناء؟.
لماذا هذا الكتاب الآن؟
لا أدعي أن هذا الكتاب هو وحده المطلوب قراءته، ولكن هذا الكتاب يمثل الجزء القريب من تاريخ الأمة التي غُزيت في عقر دارها ومن داخلها، مما مكن المستعمرين منها أيّما تمكن، بحيث لم يحتج عدوها إلى أن يجيّش لها جيوشا لهدمها، وإنما صنع جيوش الهدم من داخلها ومن أبنائها، والتاريخ اليوم يعيد نفسه، فالمستعمر هو المستعمر، والمبشر هو المبشر، والدّعي الزائف من أبناء هذه الأمة هو هو، والظروف التي صنعت هذا وذاك هي هي، ربما تنوعت الأساليب والتوجهات لكن الأساسات والنظريات لم تتغير، وإن تغلّفت بأغلفة ملونة بين حين وآخر، بل إن ما تعرضت له الأمة من الهجمة الشرسة الأخيرة لَيجعل الدواعي متوافرة لقراءة هذا الكتاب وأمثاله من الكتب، التي وقفت بالمرصاد لكل متربص بالأمة ودينها وكيانها ووحدة أوصالها.

من هنا فإن واجب النصح على كل ذي دين أن يتخيّر النافع المفيد فينصح أبناء جيله أن يلجوا موالجه، ويردوا وموارده، ولذا اقتضى عليّ هذا الواجب في هذا الوقت المدلهمّ أن أقول: إن كتاب أباطيل واسمار قراءته حق على كل مسلم مثقف.
اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.. تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور
الأحد 28/5/2023م

اليوم الذي يوافق تاريخ فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح رحمه الله..






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 50.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.59 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (4.60%)]