|
|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كنز لا يضاهيه كنز
كنز لا يضاهيه كنز محمود إبراهيم بدوي وكأنَّ أقدامَه وطأت لغمًا يَخشى أن يرفع قدمَه، فينفجر ما بداخله. كلما زاره الإعياء والتعب - وكثيرًا ما يزوره - يشيح بوجهه، ويرفض أنْ يُفكر في التفاصيل أو النَّتيجة، يَطْمَئنُّ لجهله بأسباب هذا الإعياء، ويُفضله عن السعي لنَبْشِ تلك الأسباب، ويتذكر اللغم. كم كان يَوَدُّ أن يَحظى بموفورٍ من الصِّحَّة والعافية! حتى أدركَ أنَّ نصيبَه ورزقه منها هو ما حصل عليه، فقنع ورضي. ولكنَّ حبَّ الحياة بِداخله واليقين في سَعَة رحمة الله يدفعه إلى الأَخْذ بالأسباب، التي لا تسوقه إلى ألَم المعرفة، وكثرة الدُّعاء؛ لعلَّ الله يقْضِي أمرًا كان مفعولاً. كم أدرك قيمةَ هذا الدعاء: "اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة"! ولزم ترديده. يتساءل: أين عطاؤك إن سلبت منك العافية؟ وأين قيمتُك إن سلب منك عطاؤك؟ وتَعَلَّم أنَّ العافيةَ هي الكنزُ الذي لا يُضاهيه كنز، والرِّزْق الذي لا حيلةَ لبشر في جمعه أو فقده. يَبحث عن زر الأمان؛ ليخرجَ من هذه المعركة بأقلِّ الخسائر، فالمسيرة تَحتاج لزاد من الصبر واليقين والشكر، يُشفق من أنْ يَجمع بين خسارة في العافية وفتنة في الدين، فتكون القاصمة، ثُمَّ أفاق من خواطره وهو يُردِّد: "اللهم إنِّي أسالك العفو والعافية في الدنيا والآخرة"، ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82].
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |