المسلمون بين التحديات القائمة والتضحيات اللازمة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 390983 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856446 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2020, 04:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي المسلمون بين التحديات القائمة والتضحيات اللازمة

المسلمون بين التحديات القائمة والتضحيات اللازمة
خميس النقيب




مُؤامَراتٌ تُحاك، ودِماء تُراق، وشعوب تُساق؛ صَدٌّ عن سبيل الله، وحَرْقٌ لكتاب الله، وتعَرُّضٌ لرسول الله في زَوْجاته وصحابته وسُنَّته، حِصار مخطَّط، وإفساد مُمَنهج، وتخريب مُبَرمج، مقدَّسات مسلوبة، وأعراض مَنْهوبة، وحقوق مَهْضومة، ابتلاءاتٌ تتعرَّض لها أمة الإسلام، وعَقَبات تقف في طريق دعوة الإسلام، تحدِّيات تواجه المُسْلِمين على مدار اليوم والليلة، مَن لها؟ مَن يُقاوِمُها؟ من يتصدَّى لها؟ لا بُدَّ من تضحيات على قدر الابتلاءات، لا بُدَّ من مُرابطين في جميع الميادين، لا بُدَّ من مجاهدين لنصرة هذا الدِّين، العاملون لدين الله يجب أن يأتمروا بأمر الله، ويتَرسَّموا خُطى رسول الله، ويَتَّبعوا منهجًا صنَعَه الله، يجب أن يعلموا أنَّ دين الله في أعناقهم، وأنَّ شرع الله أمانة عندهم، له يحافظون، وعنده يرابِطُون، وبين هذا وذاك صابرون مُصابرون؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200]، لن يَصِلوا إلاَّ بهذا الأمر، ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]، ولن يُفْلِحوا إلاَّ بهذا التوجُّه، ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

ودُعاة اليوم كدُعاة الأمس، إنَّما وصَلُوا إلى مكانتهم؛ لأنَّهم يُرابِطُون في طريق الله، ويَحفظون أمانة الله، ويَهْدون بأمر الله عندما تحَلَّوْا بالصبر واليقين، جعلهم الله رُؤَساء، لما تمكَّنوا من اليقين والصبر الذي هو رأس الأمر.

طبيعة الطريق:
إنَّ الأُمَّة الفاضلة تربِّي بنيها على البَذْل والعطاء، على التضحية والفداء، على الكرَم والإنفاق، أمَّا البُخْل والإمساك فلا يقوم عليهما خلُقٌ، ولا يُبنى عليهما عمل، ولا يُوصَل بهما إلى نجاح، ولا يَنتج عنهما فلاح، ثم إنَّ الحياة ليستْ لَونًا واحدًا؛ فإن الجوَّ يَصْفو ويغيم، والصِّحة تَقْوَى وتضعف، والأيام تُقْبِل وتُدْبِر، ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ [القصص: 68]، ﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ﴾ [الرعد: 8]، فلا يجب أن تتعثَّر الخُطى مع بلايا الأيام، أو تتراجع الهِمَم مع نكبات الدَّهر، أو تَخُور العزائم مع بُعد الغاية ووَعثاء الطَّريق.

دُعاةُ الإيمان، ورجال الدِّين، وحُرَّاس العقيدة، وأهل الحقِّ، وحاملو الأمانة، أجْدَرُ الناس بمعرفة هذه الحقيقة، والنُّزول عن حكمها، فمَن ظنَّ أنَّ طريق الإيمان مفروش بالأزهار والرَّياحين، تحفُّه أنضج الثِّمار، وأجمل الورود، وأعظم البساتين، فقد جَهِل طبيعة الإيمان بالرِّسالات، وطبيعة طريق الجَنَّات، وما فيه وما عليه وما حوله من فِتَن ومِحَن وابتلاءات، ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ﴾ [البقرة: 214]، ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ [العنكبوت: 1 - 2]، الجنَّة إذًا لا بُدَّ لها من ثمن، وهي سلعة غالية، وقد دفعه أصحاب الدَّعوات السابقون، فلا بدَّ أن يدفعه إخوانهم من اللاحقين.

عن خَبَّاب بن الأَرَتِّ - رضي الله عنه - قال: "شكونا إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد لقينا من المشركين شِدَّة، وكان متوسِّدًا بُرْدة له في ظلِّ الكعبة، فقلنا: ألا تَسْتَنصِرْ لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال - يحثُّهم على الثَّبات في مقاومة الشِّرك ونُصْرة التوحيد -: ((قد كان الرَّجل من قبلكم يُؤْخَذ، فيُحفَر له في الأرض، فيُجعل فيها، ثم يُؤتَى بالمِنشار فيُوضَع على رأسه فيُجعل نصفين، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يَصُدُّه ذلك عن دينه، واللهِ، لَيُتمَّنَّ الله هذا الأمر، حتى يسير الرَّاكب من صَنْعاء إلى حضر موت، لا يخاف إلاَّ الله، والذِّئبَ على غنمه! ولكنَّكم تستعجلون))؛ رواه البُخاري.

إرادة الله أفضل:
إنَّ المسلمين في "بَدْر" ما كان في ظنِّهم قتال، ولا كان في فِكْرهم حرب، ولا كان في خيالهم مُواجَهَة، وإنَّما خرجوا لِيَعْتَرِضوا طريق القافلة فحَسْب، ورغبوا غير ذات الشَّوكة، ولكنَّ الله أراد أن يُقدِّموا التَّضحيات، ويَنصروا الحُرِّيات، ويحجزوا عنده لأنفُسِهم جنَّات، أراد الله أن يُعِيد بهم الحقوق المسلوبة، ويَنْصُر بهم الجماهير المغلوبة، ويجري بهم الأقدار المكتوبة، ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ﴾ [الأنفال: 7]، أراد الله أن يقطع بهم دابر الفئة الباغية المستبِدَّة، كما قطع بموسى - عليه السَّلام - دابر الفراعنة السابقين.

العاملون لدين الله، أين أنتم؟!
فيا مَن تريدون الخلاص والنَّصر والتمكين، أيأتيكم ذلك وأنتم نائمون، غافلون، خاملون، مسطولون؟!

أين أنتُم من حبيبكم رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - وهو يرى سُميَّة بنت ياسر، وقد ضُرِبَتْ من الملعون أبي جَهْل، فلَقِيَت ربَّها أوَّلَ شهيدة في الإسلام، وآل ياسر يُعذَّبون؟ فكانوا الوَقُود الأوَّل للإيمان، والتَّضحية الأولى للرِّسالة، والنُّور الأول للدَّعوة، دعوة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يقول لهم - وهم أفراد تُعدُّ على الأصابع، لا مليار ونصف المليار -: ((صبْرًا آل ياسر؛ فإنَّ موعدكم الجنَّة)).

أين أنتُم من حبيبكم - صلى الله عليه وسلم - وهو ينظر إلى عمِّه حمزة - رضي الله عنه - وقد فُتِحَت بطنه، وأُخرِجَت كبده، ومُثِّلَ به؟! عن حارثة بن مُضرِّب قال: دخلتُ على خَبَّاب وقد اكتوى سبعًا، فقال: لولا أنِّي سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((لا يتَمَنَّ أحدُكم الموت)) لتمنَّيْتُه، ولقد رأيتُني مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما أملِكُ درهمًا، وإنَّ في جانب بيتي الآن لأربعين ألف دِرْهم، قال: ثُمَّ أتى بكفنه، فلمَّا رآه بكى، وقال: لكن حمزة لم يُوجَد له كفَنٌ إلاَّ بُرْدة ملحاء إذا جُعِلَت على رأسه قَلصَتْ عن قدَمَيْه، وإذا جُعلت على قدميه قلصت عن رأسه، حتى مُدَّت على رأسه وجُعِل على قدميه الإِذْخر؛ رواه أحمد والترمذي، وقال: لولا أن تَجِدَ صفيَّة في نفسها لتَركَتْه حتى تأكل العافية حتى يُحْشَر من بُطونها - يعني حمزة؛ تحقيق الألباني: (حسن)؛ انظر حديث رقم: 5324 في "صحيح الجامع".

أين أنتُم من حبيبكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يَخرج إلى الطائف يُعبِّد الطريق إلى الله، فيُهْزَأ به، ويُسخر منه، ويُقذَف بالحجارة، فتختلط دموعُه ودَمُه وعرَقُه، فيتَّجه إلى رَبِّه وخالِقِه، فيتحمَّل كُلَّ ذلك في ذات الله وفي سبيل الدَّعوة، قائلاً: ((إن لم يكن بك غضَبٌ عليَّ فلا أُبالي))؟!


أين أنتُم من حبيبكم رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - وهو يَرَى أولاد جعفر بن أبي طالب، وقد قُطعَتْ أوصاله، وبُتِرت يَدُه، وذهب إلى ربِّه، فتتزاحم الدُّموع في عينيه، وهو يمسح رؤوسهم ويطلب الطعام لهم؟! عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان في غزوة مُؤْتَة قال: "فالتَمَسْنا جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - فوجدناه في القتلى، فوجَدْنا بما أقبل من جَسَده بضعًا وتسعين بين ضربة ورَمْية وطعنة"، وفي رواية: "فعدَدْنا به خمسين طعنة وضربة"؛ رواه البخاري.

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رأيتُ جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - ملكًا يطير في الجنة ذا جناحين، يطير منها حيث شاء، مقصوصة قوادِمُه بالدِّماء))؛ رواه الطَّبراني بإسنادَيْن، أحدهما حسَن، قال الحافظ: كان جعفر - رضي الله عنه - قد ذهبت يداه في سبيل الله يوم مؤتة، فأبدَلَه بهما جناحين، فمِنْ أجل ذلك سُمِّي: جعفر الطيَّار.

أين أنتُم من حبيبكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في غزوة أحُد يُجابِهُ الأعداء، ويَحْمي شريعة السَّماء، فشُجَّ في وجهه، وكُسِرَت رَبَاعِيَتُه، وسال دَمُه؛ عن أنس بن مالك قال: لما كان يومُ أُحُد كُسِرَت رَبَاعِيَةُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشُجَّ، فجعَل الدَّم يسيل على وجهه، وجعل يمسح الدم عن وجهه، ويقول: ((كيف يُفْلِح قومٌ خَضَّبوا وجْهَ نبيِّهم بالدَّم وهو يدعوهم إلى الله))؟! فأنزل الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [آل عمران: 128]؛ قال الشيخ الألباني: صحيح.

أين أنتُم من حبيبكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد نُسِجَت حادثة الإفك، فطُعِن في بيته وزوجه وعِرْضِه؟! عن عائشة قالت: لما ذُكِر من شأني الذي ذُكِر، وما عَلِمتُ به، قام رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فِيَّ خطيبًا، فتشَهَّد، وحَمِدَ الله وأثنى عليه بما هو أهْلُه، ثم قال: ((أمَّا بعدُ، أشيروا عليَّ في أناس أَبَنُوا أهلي، والله ما عَلِمتُ على أهلي مِن سُوء قَطُّ، وأَبَنُوا بِمَنْ واللهِ ما علمتُ عليه من سوء قط، ولا دخل بيتي قطُّ إلاَّ وأنا حاضر، ولا غِبْتُ في سفر إلاَّ غاب معي))؛ صحيح، حتى جاءت البراءةُ من السَّماء: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 11].

قالتْ عائشة - رضي الله عنها -: وأُنزل على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من ساعته فسَكَتْنا، فرُفِعَ عنه وإنِّي لأتبيَّن السُّرور في وجهه وهو يَمْسَح جَبِينَه، ويقول: ((البُشْرى يا عائشة؛ فقد أنزل الله براءَتَكِ))، قالتْ: وكنتُ أشدَّ ما كنتُ غضَبًا، فقال لي أبواي: قُومي إليه، فقلتُ: لا والله، لا أقوم إليه، ولا أحمده ولا أحمدكما، ولكن أحمد الله الذي أنزَل براءتي؛ لقد سَمِعْتُموه، فما أنكرتمُوه، ولا غيَّرتموه؛ رواه التِّرمذي، وصحَّحه الألباني.

السابقون واللاحقون على نفس الطريق!
هذا غيضٌ من فيض، مما تعَرَّض له مَن تحبُّونه وتتبعونه، وتسيرون على نهجه، وتترسَّمون خطاه، حُبًّا لأوامر الله، ونُصْرة لدين الله؛ ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، والطريق هو ذاته الطَّريق؛ وَعثاؤه، وابتلاءاته، وعقَبَاته، والرِّسالة هي ذاتها الرسالة؛ جمالها، وكمالها، وشمولها، حان الوقت لأنْ يكون السائرون في الطريق، والحاملون للرِّسالة، والعاملون للدِّين، مثل سابقيهم تَضْحية وعطاء وفداء، لماذا؟! نشرًا للدعوة، ونُصْرة للحقِّ، وحِفْظًا للرسالة.

﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

هل تملكون الثَّمن؟ الطُّرق ممهَّدة، والأبواب مُفَتَّحة، والكَتَبَة متأهِّبة.

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ *يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التوبة: 20 - 22].

هل تدفعون الثمن؟! الله يَنْظركم، والرَّسول يَنْتظركم، والجنة تناديكم.

﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 43]، لَهُم فيها خيرُ استقرار، وأحسن مَقيلاً، ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ [الفرقان: 24].

اللهم شَرِّفنا بالعمل لدِينِكَ، ووَفِّقنا للجهاد في سبيلك، امْنَحْنا التَّقوى، واهدنا السَّبيل، وارزقنا مَعِيَّتك، وأورثنا جَنَّتك، اللَّهم ارزُقْنا الإخلاص في القول والعمل، ولا تَجْعل الدُّنيا أكبر هَمِّنا ولا مَبْلَغ عِلْمِنا، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى أهله وصحبه وسلِّم، والحمد لله رب العالمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.01 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]