هل يظلم الإنسان نفسه؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفساد والإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          اسألوا الصوفية صفوت الشوادفي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          معاملة المدنيين في أثناء القتال في الشريعة الإسلامية والشريعة اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ألفاظ قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 43 )           »          شرح النووي لحديث عمر: وافقت ربي في ثلاث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          شرح النووي لحديث: قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          شرح النووي على مسلم لحديث: ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2020, 01:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,459
الدولة : Egypt
افتراضي هل يظلم الإنسان نفسه؟

هل يظلم الإنسان نفسه؟


علي حامد



عن عبدالله بن عمر- رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الظلم ظلمات يوم القيامة))؛ مُتَّفق عليه، وعن أبي موسى- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ:
﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود : 102]))؛ رواه الشيخان، من أظهر مميزات الدين أنه قرَّر حقوق الإنسان؛ لينصرفَ إلى عمله في ثقة واطمئنان، فأمر بالعدل بين الناس وإعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقَّه، ومجازاة المحسن بإحسانه، ومعاقبة المسيء على إساءته دون تفاوت أو تفاضل؛ ليعيشَ الناس على قدم المساواة آمنين على دمائهم، وأعراضهم وأموالهم، فالعدل هو القيام بالحقوق على الوجه الأكمل، ووضع الأمور في نصابها، وهو رأس الفضائل، وتاج المكارم، ورأس الخيرات، وعنوان الكاملات، وبه تنتظم أمور الدين والدنيا، وعليه تتوقف سعادة المجتمع، من اتَّصف به كان محبوبًا عند الله - عز وجل - لقيامه بالحقوق الواجبه، وأعظم الحقوق وأوجبها حقُّ الله على عباده أن يعرفوه ويوحِّدوه، ولا يشركوا به شيئًا؛ ولهذا كان من أعظم الظلم وأشده الشرك بالله؛ قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان : 13].

وإن من اتصف بالعدل وبالقيام بأصول الإيمان، وفرائض الدين، وعدم الميل عن طريق الخير، فإنه يعيش في أمن وسلام وهداية مع نفسه، ومع الناس؛ قال - عز من قائل -: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام : 82].

قال بعض الحكماء: الظلم ثلاثة:
أولها: ظلم بين الإنسان وبين الله - تعالى - وأعظمه الكفر والشرك والنفاق؛ ولذلك قال الله- تعالى -: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان : 13].

والثاني: ظُلمٌ بين الإنسان وبين العباد، وإياه قصد القرآن في قوله الله - سبحانه -: ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الشورى : 42].

أي: إنما الحرج والعنت على الذين يبتدئون الناس بالظلم؛ كما جاء في الحديث الصحيح في تفسير ابن كثير: ((المتسابَّان ما قالا، فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم))، وهذا النوع من الظلم نتيجته أليمة، وعاقبته وخيمة، ونتيجته في الدنيا الهلاك؛ قال – تعالى -: ﴿ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ﴾ [النمل : 52].

وأما في الآخرة، فإن الظالم ليلقى ظلمات متتابعة، إذا خرج من ظلمه، دخل في غيرها من مظالم العباد، فهي ظلمات متراكمة بعضها فوق بعض؛ كما في الحديث: ((فإن الظلم ظلمات يوم القيامة))، حيث تُحمَل الظلمات على ظاهرها، ويحتمل أن تكون كناية عن الهول والشدة بالنسبة للظالمين، فهو تصوير لسوء العقابة.

إن الظالم يكون يوم القيامة مُفلسًا من الحسنات؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - فيما رواه مسلم: أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال ((أتدرون من المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا درهمَ له ولا متاع، فقال: ((إن المفلس من أمتى من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيتْ حسناته قبل أن يَقضي ما عليه، أُخذَ من خطاياهم، فطُرحَتْ عليه، ثم طُرِحَ في النار)). ومن هنا ينصح رسول الله - عليه الصلاة والسلام - الظالم أن يردَّ الحقَّ إلى صاحبه، أو أن يستسمحَ صاحب المظلمة حتى يرضى ويصفح عنه، فيقول - فيما رواه البخاري عن أبي هريرة، رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((من كانت عنده مَظْلَمة لأخيه من عرضِه، أو من شيء، فليتحلله منه اليوم قبل ألاَّ يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح، أُخِذَ منه بقدر مَظلَمته، وإن لم يكن له حسنات، أُخِذَ من سيئات صاحبه فطُرِحَت عليه)).

أما النوع الثالث: فهو ظلم الإنسان لنفسه؛ قال - تعالى -: ﴿ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف : 19]؛ أي: لأنفسهم، وقال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ﴾ [الطلاق : 1].

والأنواع الثلاثة في الحقيقة ظُلمٌ للنفس، فالظالم أبدًا مبتدئ بنفسه في الظلم، وقد جاء ذلك في كتاب الله في أكثر من موضع؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت : 40].

فمن ظُلمِ النفس بمنع الزكاة: احتباسُ القطر عنه من السماء، ونَزعُ البركة من المال وتعريضه للآفات.

ومن ظُلمِ النفس بانتشار الزني والفواحش: ظهور الأوبئة والأمراض الخطيرة.

ومن ظَلمَ نفسه بتعاطي السموم كالخمر والمخدرات، جرَّ على نفسه بلاءً عظيمًا وأمراضًا فتَّاكة، وجنى على مجتمعه بلاءً كبيرًا.

ومن ظُلمِ النفس بالسرقة: نَشرُ الخوف في المجتمع، وزعزعةُ الأمن بنشر الرعب بين الناس.

ولقد استعاذ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من خصال الشرِّ؛ روى ابن ماجه بسنده إلى عبدالله بن عمر- رضي الله عنهما - قال: أقبل علينا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: (( يا معشر المهاجرين، خمسُ خصال، إذا ابتليتم بهنَّ، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، ولم ينقضوا عهد الله إلا سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، ومالم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا ما أنزل الله إلا جعل بأسهم بينهم)).

إن من تَحمَّل أمانة العمل - أيًّا كان هذا العمل - ثم مالت نفسُه الأمَّارة بالسوء، ففضَّل رغبة دنيوية، ومصلحة ذاتية، فلم يؤدِّ العمل على الوجه المطلوب، فاختلس الوقت أو الجهد أو المال، ولم يراع ما التزم به - فهو ظالم لنفسه.

والأب والأم ظالمان لأنفسهما إذا فضَّلا أحدَ أولادهما عن الآخر معاملةً وعطاءً، والمرأة ظالمة لنفسها إذا تهاونت في فَرضٍ عليها أو قصَّرتْ في حقِّ زوجها، أو عرَّضت نفسها للفتنة، والبائع ظالم لنفسه إذا غشَّ في سلعته.

وكلُّ مُقصِّرٍ فيما وُكِلَ إليه من أعمال يُسألُ عن ذلك؛ قال - تعالى-: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان : 27].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.40 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]